الأمم المتحدة: 9 بين كل 10 أشخاص في غزة نزحوا مرة واحدة على الأقل، وفي بعض الحالات 10 مرات
قال مسؤول أممي إن أحدث التقديرات تشير إلى نزوح 1.9 مليون شخص في غزة مرات عدة وإن جميع السكان تقريبا بحاجة إلى المساعدة، منبها إلى أن الحرب في غزة تستمر في خلق "مزيد من الألم والمعاناة".
مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، أندريا دي دومينيكو تحدث إلى الصحفيين في نيويورك عبر الفيديو من القدس، قائلا إن المجتمع الإنساني يقدر إجمالي عدد السكان في غزة في الوقت الراهن بنحو 2.1 مليون نسمة مع الوضع في الاعتبار مقتل أكثر من 37,000 شخص ومغادرة 110,000 للقطاع منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأشار دي دومينيكو إلى أنهم قدروا أن ما بين 300,000 و350,000 شخص مازالوا في شمال غزة، لا يستطيعون الانتقال إلى الجنوب. وأوضح أن من نزحوا في اليومين الماضيين لا يضيفون بالضرورة إلى رقم النازحين لأن كثيرين منهم هم نازحون بالفعل.
وأشار إلى أوامر الإخلاء الأخيرة التي أصدرتها السلطات الإسرائيلية قائلا إنهم يقدرون أن 250,000 تقريبا تأثروا بأوامر الإخلاء هذه منذ الاثنين الماضي.
وقال إن وراء تلك الأرقام "يوجد بالطبع أشخاص؛ رجال ونساء وفتيان وفتيات وأطباء وطلاب وطهاة وفنانون وصحفيون ومعلمون وأمهات وآباء وأشخاص لديهم مخاوف ومظالم، وكانت لديهم أحلام وآمال لكنها أصبحت أقل اليوم مع الأسف".
"صراع يومي"
ونبه مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى أنه في كل مرة ينزح فيها الناس فإنهم يضطرون إلى إعادة ضبط حياتهم بالكامل مرارا وتكرارا.
وأضاف "كنت أتحدث مع بعض الأشخاص الذين نزحوا مرة أخرى بعد عملية رفح، والذين قالوا لي من الصعب جدا علينا أن نعيد مرارا التعرف على مكان وجودنا، وكيف يمكننا الوصول إلى الخدمات الأساسية".
وأشار إلى أن الناس ينظرون إلى العاملين في المجال الإنساني على أنهم مقياس لما يحدث، "فعندما يرون أننا نغادر تلك المناطق، فيخشون أن شيئا ما سيحدث... ينظر إلينا آخرون ويرون ما إذا كنا لا نزال هناك (في تلك المناطق) مما يعني أنهم قد يكونون آمنين بالبقاء هناك".
وقال إن العمليات الإنسانية التي يقومون بها تخضع مثلما هو الحال مع النازحين، إلى عملية "إعادة ضبط بشكل مستمر". وشدد على أن "عملية توصيل المساعدات بالنسبة لنا هي صراع يومي. يتعين علينا بذل مجهود هائل للحفاظ على بعض من شريان الحياة الذي يوفره ما نقدمه من خدمات".
وأكد المسؤول الأممي أنهم يجرون حوارا يوميا مع السلطات الإسرائيلية حيث يشرحون لهم التحديات التي يواجهونها في محاولة لإيجاد حلول.
وشدد على أن "المساعدة الإنسانية هي التزام يجب على جميع الأطراف احترامه، بمن فيهم الإسرائيليون والمجموعات الأخرى، ونحن نستمر في دعوتهم جميعا لمساعدتنا في توصيل المساعدة التي يحتاجها الفلسطينيون بشدة".