احذروا من هذه الصور المضللة لضربة مزعومة للحوثيين على حاملة طائرات أمريكية
يؤكد مستخدمو إنترنت عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن جماعة الحوثي في اليمن قصفت بنجاح حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس س دوايت إيزنهاور" في 31 أيار/ مايو الماضي، في الوقت الذي أكد فيه الجيش الأمريكي أنه أسقط طائرة مسيرة وصاروخين أطلقها الحوثيون في مطلع حزيران/ يونيو وكانت على الأغلب موجهة لضرب باخرة أمريكية في البحر الأحمر. وتعتمد المزاعم بخصوص نجاح ضربة الحوثيين على حاملة الطائرات على مقاطع فيديو مفبركة أو أخرجت من سياقها الحقيقي.
نشرت في:
حررت هذا المقال: جوليت كاش
عملية التحقق في سطور
- أغرفت حسابات مساندة للحوثيين في اليمن وأخرى صينية وسائل التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو يزعمون من خلالها أن حاملة الطائرات الأمريكية الأمريكية '' يو إس س دوايت إيزنهاور USS Dwight D. Eisenhower'' تعرضت للقصف بنجاح.
- لكن مقاطع الفيديو هذه تعرضت لتعديل بهدف التضليل ولا تظهر حاملة الطائرات الأمريكية المذكورة.
- أعلن الجيش الأمريكي أنه دمر صواريخ وطائرات مسيرة أطلقها الحوثيون في 1 و2 حزيران/ يونيو.
- وفي اتصال مع فريق تحرير مراقبون فرانس24، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن المزاعم بشأن استهداف حاملة الطائرات إيزنهاور بضربة صاروخية "خاطئة مئة في المئة".
عملية التحقق بالتفصيل
هل تعرضت حاملة الطائرات الأمريكية ''يو إس س دوايت إيزنهاور USS Dwight D. Eisenhower'' لضربة بصواريخ جماعة الحوثي اليمنية؟ منذ الضربة الجوية التي نفذتها القوات الأمريكية بالاشتراك مع نظيرتها البريطانية ضد مناطق يسيطر عليها الحوثيين في اليمن في 30 أيار/ مايو الماضي، يؤكد المتحدثون الرسميون باسم الجماعة اليمنية أنه ردوا بالخصوص عبر مهاجمة بواخر أمريكية وحاملة الطائرات إيزنهاور التي وصلت إلى المنطقة لتنفيذ عمليات في البحر الأحمر منذ كانون الثاني/ يناير 2024.
أكد الجيش الأمريكي أيضا عبر حسابه على منصة إكس (تويتر سابقا) "يو إس سنترال كوماند “U. S. Central Command" أنه أسقط في 2 حزيران/ يونيو طائرة مسيرة حوثية كما أسقط في مطلع حزيران / يونيو صاروخين تم إطلاقهما في اتجاه "يو إس إس غرافلي USS Gravely" وهي باخرة عسكرية أمريكية موجودة في جنوب البحر الأحمر.
وفي 2 حزيران/ يونيو، نشر مستخدم إنترنت عبر حساب في منصة إكس (تويتر سابقا) مقطع فيديو لحاملة الطائرات إيزنهاور تظهر أضرارا كبيرة أحدثها صاروخ على سطح المركبة. وحصدت التغريدة أكثر من ثلاثة ملايين مشاهدة. وفي نص التغريدة نقرأ ما يلي "تمت خوزقة (حاملة الطائرات "إيزنهاور". كما تم تداول المقطع المصور عبر حسابات صينية في تطبيق تيك توك.
وبفضل بحث عكسي عن الصور (انظر هنا كيف يمكن القيام به) يمكن لنا العثور على هذا المقطع المصور والتأكد من أنه تعرض لعملية تركيب باسخدام صور التقطها تطبيق "غوغل إيرث Google Earth" لحاملة الطائرات الأمريكية عندما كانت راسية في قاعدة نورفولك البحرية العسكرية في ولاية فيرجينيا الأمريكية خلال شهر نيسان/ أبريل 2023. وتوجد هذه الصورة في بنك الصور "شاترز ستوك Shutterstock" ويمكن العثور عليها من خلال التخلص من آثار الضربة المزعومة والقيام من جديد ببحث عكسي عن الصور، وقدم تم إضافة صور أضرار على حاملة الطائرات في مقطع الفيديو للإيهام بأنها تعرضت لضربة بصاروخ.
في صورة أخرى نشرت أيضا عبر منصة إكس (تويتر سابقا) في 3 حزيران/ يونيو، يؤكد من نشرها أنها تظهر حاملة الطائرات الأمريكية إيزنهاور أثناء عملية إصلاحها بعد تعرضها لأضرار إثر ضربة صاروخية نفذها الحوثيون.
ويتعلق الأمر في الحقيقة بحاملة الطائرات الروسية "الأميرال كوزنستوف Amiral Kouznetsov" عندما كانت راسيلة في سنة 2024 في ميناء مورمانسك البحري في روسيا، وهو ما تظهر هنا صورة من الأقمار الاصطناعية عبر تطبيق غوغل مابس Google Maps والتي نعثر عليها من خلال القيام ببحث عكسي عن الصورة.
باخرة مشتعلة في سنة 2020
من جهة أخرى، يؤكد مستخدمو إنترنت آخرون أن النيران اشتعلت أصلا في حاملة الطائرات الأمريكية بعد الضربة الصاروخية المزعومة للحوثيين. إلا أن الصور المتداولة للدفع بحقيقة هذه الأخبار تظهر في الحقيقة باخرة أخرى في صورة التقطت خلال سنة 2020.
وعلى منص إكس (تويتر سابقا)، يؤكد مقطع فيديو تم نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي في مطلع يونيو/ حزيران بأنه نحو اثني عشر صاروخا للحوثيين تسببوا في اشتعال النيران في حاملة الطائرات الأمريكية إيزنهاور. ويظهر المقطع المصور حريقا هائلا اشتغل في باخرة كبيرة. وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها استخدام صور هذه السفينة المشتعلة لنشر أخبار كاذبة: وتم تداول نفس صور هذه الباخرة والنيران تتصاعد منها للإيهام بأن باخرة "بونوم ريتشارد Bonhomme Richard" تعرضت لأضرار بعد استهدافها بضربة صاروخا نفذها الحوثيون.
وهنا مرة أخرى، يسمح لنا بحث عكسي عن الصورة من التأكد بأنها تظهر السفينة الحربية الأمريكية " Bonhomme Richard" أثناء اشتعال النيران فيها في ميناء سان دييغو البحري خلال سنة 2020.
وأكد تقرير للبحرية الأمريكية أن جنديا في البحرية هو من تسبب في اندلاع الحريق كما أن أخطاء كثيرة قام بها طاقم السفينة أثناء تعاملهم مع النيران.
تم تداول نفس هذا المقطع المصور في 12 تموز / يوليو 2020 من قبل موقع "خبر أونلاين Khabar Online " وهو وسيلة إعلام إيرانية ويظهر حريقا ضخما وكتب عليه النص التالي "اشتعال النيران في سطح السفينة الحربية يو إس إس بونهام ريتشارد Bonham Richard التابعة للبحرية الأمريكية" وفي المجمل، أصيب 63 بجروح بسبب الحريق وفق هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي.
من خلال القيام ببحث عن مقاطع فيديو بشأن هذا الحريق، يمكن أن نعثر هنا على تسجيل مصور من زاوية واسعة التقاط في ميناء سان دييغو البحري ونشر في بث مباشر عبر وسيلة الإعلام "غلوبال نيوز" وهي قناة تلفزيونية كندية كبيرة.
ويوجد مشكل آخر، إذ أن القبطان شوداه هيل الذي يتولى قيادة حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس إيزنهاور نشر في 1 حزيران/ يونيو مقاطع فيديو لنشاط الباخرة العسكرية وذلك بهدف التأكيد بأنها لم تتعرض لأضرار. لكن مستخدمي إنترنت لاحظوا بأن أحد مقاطع الفيديو المتداولة يعود إلى عدة أسابيع ماضية. وبالفعل فإن مقطع الفيديو لهبوط طائرة عسكرية الذي نشره القبطان عبر حسابه في منصة إكس (تويتر سابقا) في 1 حزيران/ يونيو، كان قد نشره بنفسه عبر حسابه في إنستاغرام في 4 آذار/ مارس 2024.
وفي رسالة عبر البريد الإلكتروني وجهت إلى فريق تحرير مراقبون فرانس24، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن المزاعم التي تفيد بأن الضربات الجوية التي نفذها الحوثيون في اليمن تسببت في أضرار لحاملة الطائرات يو إس إس إيزنهاور "كاذبة مئة في المئة".
وتأتي موجة الأخبار الكاذبة هذه في خضم أسبوع مليء بالتوتر في شبه الجزيرة العربية بعد تنفيذ ضربات جوية مشتركة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة على مدينة الحديدة الساحلية والعاصمة اليمنية صنعاء.