انتقل إلى المحتوى

عريب المأمونية

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

هذه نسخة قديمة من هذه الصفحة، وقام بتعديلها Waso99 (نقاش | مساهمات) في 05:48، 24 نوفمبر 2015 (من أشعارها). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة، وقد تختلف اختلافًا كبيرًا عن النسخة الحالية.

عريب المأمونية (797-890م) (181-277هـ) مغنية محسنة ذات فصاحة وبلاغة وحسن وجمال. ولدت سنة 181هـ فكانت لعبد الله بن إسماعيل صاحب مراكب الرشيد. وقال ابن المعتز إنها ابنة جعفر بن يحيى البرمكي وإن البرامكة لما انتبهوا سرقت وهي صغيرة. ثم خرج مولاها بها إلى البصرة فأدبها وخرجها وعلمها الخط والنحو والشعر والغناء فبرعت في ذلك كله فأصبحت مغنية محسنة وشاعرة صالحة الشعر ومليحة الخط والمذهب في الكلام مع نهاية في الحسن والجمال والظرف وحسن الصورة. وحدّث حماد بن إسحاق فقال: قال أبي ما رأيت امرأة قط أحسن وجهاً وأدباً وغناء وضرباً وشعراً ولعباً بالشطرنج والنرد من عريب. ثم صارت عريب إلى محمد الأمين بن هارون الرشيد ولما قتل محمد الأمين هربت عريب إلى مولاها المراكبي فكانت عنده حتى اشتراها عبد الله المأمون بخمسين ألف درهم. ولما مات المأمون بيعت في ميراثه ولم يبع له عبد ولا أمة غيرها فاشتراها المعتصم بمائة ألف درهم وأعتقها. وكانت عريب تجد في رأسها برداً فكانت تغلف شعرها مكان الغسلة بستين مثقالا مسكاً وعنبراً وتغسله من جمعة إلى جمعة فإذا غسلته أعادته وتقسم الجواري غسالة رأسها بالقوارير وما تسرحه بالميزان. وتوفيت عريب سنة 277هـ.

من أشعارها

أورد ابن عساكر شيئا كثيرا من شعرها، فمن ذلك قولها لما دخلت على المتوكل تعوده من حمى أصابته فقالت:

أتوني فقالوا بالخليفة علةفقلت ونار الشوق توقد في صدري
ألا ليت بي حمى الخليفة جعفرفكانت بي الحمى وكان له أجري
كفى بي حزن أن قيل حم فلم أمتمن الحزن إني بعد هذا لذو صبري
جعلت فدا للخليفة جعفروذاك قليل للخليفة من شكري


ولما عوفي دخلت عليه فغنته من قيلها:

شكرا لأنعم من عافاك من سقمدمت المعافا من الآلام والسقم
عادت ببرئك للأيام بهجتهاواهتز نبت رياض الجود والكرم
ما قام للدين بعد اليوم من ملكأعف منك ولا أرعى إلى الذمم
فعمر الله فينا جعفرا ونفىبنور وجنته عنا دجى الظلم


ولها في عافيته أيضا:

حمدنا الذي عافى الخليفة جعفراعلى رغم أشياخ الضلالة والكفر
وما كان إلا مثل بدر أصابهكسوف قليل ثم أجلي عن البدر
سلامته للدين عز وقوةوعلته للدين قاصمة الظهر
مرضت فأمرضت البرية كلهاوأظلمت الأمصار من شدة الذعر
فلما استبان الناس منك إفاقةأفاقوا وكانوا كالنيان على الجمر
سلامة دنيانا سلامة جعفرفدام معافا سالما آخر الدهر
إمام أعم الناس بالفضل والنداقريبا من التقوى بعيدا من الوزر


ولها أشعار كثيرة رائعة.