انتقل إلى المحتوى

يوم الكتاب العالمي: حياة النساء في مرآة رجالهن

من ويكي الأخبار

الخميس 14 مايو 2009


هناك العديد من الرجال في حياة النساء من البداية وحتى النهاية: “الأب، الجد، الابن، الأخ، الحبيب، الزوج، المدير، الزميل”… بعضهم حاضر وبعضهم منسي، والآخرون رحلوا ومنهم من بقي بشكل غامض، منهم الأخاذ ومنهم من هو سبب للمعاناة، للتغيير، البقاء، والتحول وكله يتجمع مع بعضه، صورتهم ومساهمتهم تصف – بأفضل مما قد تستطيع هي نفسها – المرأة التي تتفاعل معهم بقصص حميمة ومعقدة، تحطم القلوب و تلهمها، مسلية ومتواضعة، متفحصةً أو تلقي الضوء على الخلفيات التاريخية والاجتماعية.

أولى من كنّ على قائمة اكتشافاتي كانت دينيس بومباردييه [انكليزي] وهي صحفية وروائية وكاتبة مقالات وشخصية إعلامية من كيكبيك معروفة بتقاريرها الإعلامية المميزة والتي غالباً ما تحتوي على روح دعابة لاذعة. كتبت في “رجالنا “ 1995 و اقتبست منها مدونة نيكول سافارد الأدبية ما يلي [فرنسي]:

«النص الأصلي:Les hommes sont, dit-elle, des êtres qui nous inspirent sur chacun d'eux, chacun d'eux étant la facette de ce qu'est un autre. De plus, l'homme est cette personne qui nous révèle à nous-mêmes, nous les femmes. Ils sont un peu ce que nous voulons qu'ils soient: amoureux, amants, fougueux, touchants, amicaux, professionnels, séducteurs, parfois cruels, et souvent terrifiés par le pouvoir qu'exerce la femme sur eux. Enfin, ces hommes sont à l'image de ce que la femme veut, croit ou “désespère d'être”.»

«ترجمة:وعلاوة على ذلك، تقول إن الرجال هم أشخاص يلهموننا، كل واحد منهم هو وجه من عدة أوجه للرجال، والرجل هو الذي يقدم لنا نحن النساء إدراكاً جديداً لذاتنا. هم بطريقة ما.. ما نريدهم أن يكونوا: في الحب عشاق، متهورين، محبين، محترفين، مغرين، وأحيانا قساة، وأحياناً أخرى خائفين من سلطة المرأة التي تمارس عليهم. وأخيراً، هؤلاء الرجال هم صورة لما تريد المرأة أن تكون، أو تعتقد أنها كذلك أو (خسرت كل الأمل في الوجود).»

تمثل كاميل لورانس [فرنسي]هذا الاتجاه المثير للجدل في الأدب الفرنسي الذي يجمع بين السيرة الذاتية والخيال يدعى الخيال الذاتي” autoficition“[انكليزي]. في 2000 نشرت “في تلك الأيدي” التي حصلت على جائزة Femina وكتاب أحاديث الحب الذي أحبته ballerines ou converses[فرنسي]:

«النص الأصلي:Les hommes. Quel sujet ! Passionnant. Je regrette d’avoir été une femme en lisant ces lignes. J’aurais aimé être masculin pour mieux comprendre ce qui se passe dans le ventre des femmes face à nous, mais je suis fille, je ne fais qu’aquièscer au chemin chaotique et amoureux de l’héroïne. Car il y a toujours une histoire d’amour avec un homme : qu’il soit père, grand-père, fils, frère, ami, amant, mari, patron, collègue.»

«ترجمة:الرجال، يا له من موضوع ! مؤثر … بينما كنت اقرأ هذه الأسطر أسفت لأني امرأة. كنت أود أن أكون ذكر لأفهم بشكل أفضل ما يجري في جوف المرأة التي تواجهنا، لكني أنثى . أنا فقط اقبل أن البطولة الفوضوية مجاز خلال الحب. بما إن هناك دائماّ قصة حب مع الرجل – سواء كان الأب، الجد، الابن، الأخ، الحبيب، الزوج، المدير، أو الزميل.»

لكن المفضل لدي بدون شك “رجالي” للكاتبة الجزائرية مليكة مقدم [انكليزي] التي نشأت في فرنسا،حيث درست الطب ومارست تشخيص أمراض الكلية (نيفرولوجي) قبل أن تقرر تكريس وقتها للأدب. وهي ابنة عائلة أمية وبدوية سابقاً من جنوب الجزائر، نجحت في الدفاع عن حياتها المستقلة ضد عائلتها والعادات والتقاليد السائدة في ذلك الوقت، وبسبب تصميمها و إرادتها القويتين، أصبحت ما تاقت إليه بشدة. و تكتب [فرنسي]:

«النص الأصلي:رحلت عن أبي لأعرف كيف أحب الرجال، ما زالوا قارة معادية، لأنهم غرباء عني… ولذلك كنت معهم و ضدهم في آن واحد. هم يجسدون كل ما أحتاج أن أغزي في سبيل تحقيق الحرية.»

إن La muse agitée من مكتبة فالاوريس متحمسة جداً [فرنسي]:

«النص الأصلي:Voici le « carnet de bal » de Malika Mokkedem, qui déroule le fil de sa vie comme on ouvre un tiroir aux souvenirs. Y sont rangés son enfance de petite fille algérienne qui compte moins que ses frères et à qui on demande d’être la plus transparente possible, son adolescence de jeune fille qui trouve dans les livres et l’instruction une porte ouverte à la liberté, une jeune femme avide d’amour, indépendante et déterminée, une femme construite avec ses blessures, sa culture, sa rage et son besoin viscéral de reconnaissance.

Les hommes de sa vie sont ceux qui ont compté et l’on soutenue, ceux avec qui elle a bataillé, contre qui elle a dormi, pour qui elle a fait l'amour. Leurs traces intimes imprègnent de forces conjuguées et de déceptions cuisantes la vie de l’auteur. […]»

«ترجمة:هذه هي “ورقة الرقص” من مليكة مقدم تبسط مجرى حياتها كما لو أنك تفتح الدرج لتجد تذكاراً، بقيت هناك طفولتها فتاة جزائرية صغيرة أقل أهمية من أخيها ويُطْلَب منها أن تبقى غير مرئية قدر الإمكان، وكمراهقة تجد كتباّ وتتعلم منها لتفتح لها أبواب الحرية، لتصبح امرأة ناضجة تواقة إلى الحب مستقلة وحازمة، امرأة بنت نفسها من جروحها وثقافتها، من غضبها ومن الحاجة للاعتراف بها المتأصلة في نفسها.»

«ترجمة:الرجال في حياتها هم من اهتموا بها و دعموها ،هم ضد الذين قاتلتهم، والذين نامت بجانبهم، ولأجلهم مارست الحب. تأثيراتهم الحميمية طبعت حياة الكاتبة بقوة مشتركة وبالمرارة وخيبة الأمل. […]»

«النص الأصلي:Le livre se lit comme un récit de vie, un témoignage, une confidence, une sorte de gifle à l’ordre établi, l’ignorance et la servitude, une vérité toute crue qui n’accuse pas mais enveloppe l’avenir d’un espoir encourageant pour les femmes algériennes. […]»

«ترجمة:الكتاب يقرأ كقصة حياة، شهادة، ثقة، نوع من صفعة في وجهة النظام القائم، الجهل والعبودية ،كحقيقة الفجة لا تتهم وإنما تلف المستقبل في تشجيع الأمل للمرأة الجزائرية. […]»

هذه العقبة التي تواجه المرأة في سباق يقودنا إلى الروائية الجزائرية الكبيرة آسيا جبار، وهي أيضا مترجمة ومخرجة وأستاذة في الأدب الفرنكوفوني في جامعة نيويورك، هي من النساء القلائل اللواتي قبلن في الأكاديمية الفرنسية .من أشهر أعمالها وأكثرها جدارة بالذكر”الحب، الخيال” 1985 و”شقة النساء الجزائريات” 2002. في تدوينة على Le bateau libre يشير [فرنسي] الناقد الأدبي فريدريك فيرني إلى كتابها الأخير “الآن هنا في بيت أبي” 2007″:

«النص الأصلي:Le titre sonne comme une dénégation et un aveu, il tient sa promesse.

[…]

Grandir, est-ce apprendre à désobéir? Et comment grandir sans (se) trahir? Comment être fidèle à soi sans renier les siens? Assia Djebar a cette phrase: “Se dire à soi-même adieu” que chacun est libre d'interpréter comme il veut.»

«ترجمة:عنوان يبدو أن كلا من الإنكار والاعتراف، لا تفشل بوعدها.

[…]

هل الوعي يعني أن نتعلم التمرد؟ هل يمكن أن ننضج بدون معرفة الخيانة (و خيانة نفسك ) ؟ كيف يمكن أن تكون صادق مع نفسك دون أن تتخلى عن شعبك ؟ آسيا جبار كتبت هذه الكلمات “وداعاّ للذات” حيث كل شخص له حرية فهم الكلمات على طريقته الخاصة.»

ما يجمع بين معظم الكّتاب الجزائريين باللغة الفرنسية هو الأسلوب الغني والمفعم بالحيوية، النشاط وليس الجمود أبداّ بالتعامل مع اللغة، فضلاّ عن الجرأة في المواضيع. لذلك في النهاية بطريقة ما الانجراف قدر المرأة، وأجد نفسي مضطرة لوضع حد لهذه الخلاصة القصيرة مع كتاب رائع لـ ياسمينة خضراء (اسم مستعار لرجل، ليتجنب الرقابة العسكرية خلال الحرب الأهلية في الجزائر )والذي كتب أحلام الذئاب (1999) وابتلاع كابول (2002) والهجوم وصفارة الإنذار في بغداد (كلاهما 2006) من بين كتب أخرى تهدف إلى “إعطاء القرّاء في الغرب فرصة فهم جوهر المشكلة التي يتناولها عادة بشكل سطحي [وهي التعصب].

والمزيد عن هذا الكاتب المبدع في هذه المدونات: Un oeil sur la planète و Cocola's [فرنسي].

مصادر

[عدل]