دراسة أسلوبية لقصيدة بطيبة رسم للرسول
دراسة أسلوبية لقصيدة بطيبة رسم للرسول
دراسة أسلوبية لقصيدة بطيبة رسم للرسول
ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ:
رﻗﯿﺔ ---دﻟﯿﻠﺔ
ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻭﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ:
ﺃﻭﻻ :ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ
ﻣﻦ ﺍﳌﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻗﺪﳝﺔ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺭﺩﺕ ﰲ ﻛﻼﻡ
ﺍﻟﻌﺮﺏ ،ﻭﺟﺎﺀﺕ ﰲ ﻣﺼﻨﻔﺎﻢ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻭﺍﳌﻌﺠﻤﻴﺔ ،ﻗﺎﻝ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ" :ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻠﺴﻄﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺨﻴﻞ
ﺃﺳﻠﻮﺏ ،ﻭﻛﻞ ﻃﺮﻳﻖ ﳑﺘﺪ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻗﺎﻝ ﻭﺍﻷﺳﻠﻮﺏ :ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ،ﻭﺍﻟﻮﺟﻪ ﻭﺍﳌﺬﻫﺐ ،ﻳﻘﺎﻝ :ﺃﻧﺘﻢ ﰲ
ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺳﻮﺀ ،ﻭﳚﻤﻊ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ،ﻭﺍﻷﺳﻠﻮﺏ :ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺗﺄﺧﺬ ﻓﻴﻪ ،ﻭﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺑﺎﻟﻀﻢ :ﺍﻟﻔﻦ ،ﻳﻘﺎﻝ
ﺃﺧﺬ ﻓﻼﻥ ﰲ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻱ :ﺃﻓﺎﻧﲔ ﻣﻨﻪ ،ﻭﺇ ﹼﻥ ﺃﻧﻔﻪ ﻟﻔﻲ ﺃﺳﻠﻮﺏ :ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻜﱪﺍ،"1ً...
ﻭﺟﺎﺀ ﰲ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ »...ﺳﻠﻜﺖ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻓﻼﻥ :ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ،ﻭﻛﻼﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﻟﺒﻪ :ﺣﺴﻨﺔ...ﻭﻳﻘﺎﻝ
ﻟﻠﻤﺘﻜﱪ :ﺃﻧﻔﻪ ﰲ ﺃﺳﻠﻮﺏ :ﺇﺫ ﱂ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﳝﻨﺔ ﻭﻻ ﻳﺴﺮﺓ.2 «...
ﺃﻣﺎ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻛﻤﺼﻄﻠﺢ ،ﻓﻠﻢ ﳛﺪﺩ ﺇﻻ ﰲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻣﻊ "ﺷﺎﺭﻝ ﺑﺎﱄ" ﻭﻣﻦ
ﺟﺎﺀ ﺑﻌﺪﻩ » ﻓﻤﻨﺬ ﺳﻨﺔ 1902ﻛﺪﻧﺎ ﳒﺰﻡ ﻣﻊ ﺑﺎﱄ ﺃﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻗﺪ ﺗﺄﺳﺴﺖ ﻗﻮﺍﻋﺪﻩ
ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ« ،3ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻨﺎ ﳒﺪ ﰲ ﺗﺮﺍﺛﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻣﺎ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﻘﻴﺎﻡ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻟﻌﻠﻢ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﺴﺒﻪ
ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻭﺭﻳﺜﺎ ﻟﻠﺒﻼﻏﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ » ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻛﺜﲑﺍﹰ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﻧﻠﻘﻲ ﳍﺎ ﺟﺬﻭﺭﺍ
ﻭﺃﺻﻮﻻ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﻭ ﺇﺭﻫﺎﺻﺎﺕ ﰲ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻭﻟﻜﻦ ﻻﺣﻖ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ
ﻳﻘﺪﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ « 4ﻭﻟﻌﻞ ﺟﻬﻮﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ ﺍﳉﺮﺟﺎﱐ ﻭﺣﺎﺯﻡ ﺍﻟﻘﺮﻃﺎﺟﲏ ﻭﻏﲑﳘﺎ ﺗﻨﺪﺭﺝ
ﺿﻤﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﳜﻀﻊ ﻃﺒﻌﺎ ﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﳌﻌﺮﻑ ،ﻭﻟﻶﺭﺍﺀ ﺍﻟﱵ ﲤﺜﻠﻬﺎ ﻣﺪﺭﺳﺘﻪ
ﻭﻟﻠﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﺰﻭﺩ ﻣﻨﻬﺎ.
1ﺍﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ :ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ،ﺩﺍﺭ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﺑﲑﻭﺕ ﻁ ) 3ﺩ ،ﺕ ( ،ﻣﺎﺩﺓ ﺳﻠﺐ ﺹ .2058
2ﺟﺎﺭ ﺍﷲ ﺍﻟﺰﳐﺸﺮﻱ :ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﺑﲑﻭﺕ ﻁ ،1992 ،3ﺹ .16
3ﺩ .ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﳌﺴﺪﻱ :ﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺑﲑﻭﺕ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻁ ،5ﺕ ،2005 :ﺹ .20
4ﺩ .ﻋﺒﺪ ﺍﳌﺎﻟﻚ ﻣﺮﺗﺎﺽ :ﺃ .ﻱ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺳﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﺗﻔﻜﻴﻜﻴﺔ ﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺃﻳﻦ ﻟﻴﻼﻱ ،ﺩ.ﻁ ،ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ،1992 ،ﺹ .10
-6-
ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻭﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ:
1ﻋﻠﻲ ﻋﺰﺕ :ﻣﻌﺠﻢ ﺍﳌﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻭ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ،ﺍﳌﻜﺘﺒﺔ ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﻣﺼﺮ ،ﻁ /1ﺕ ،1944ﺹ .140
2ﻳﻨﻈﺮ :ﻓﻴﻠﻲ ﺳﺎﻧﺪﺭﻳﺲ ،ﳓﻮ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻟﺴﺎﻧﻴﺔ ﺃﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ،ﺗﺮ ،ﺧﺎﻟﺪ ﳏﻤﻮﺩ ﲨﻌﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ،ﺩﻣﺸﻖ ،ﻁ ،2003 ،1ﺹ .20
3ﺩ .ﺣﺴﻦ ﻧﺎﻇﻢ ،ﺍﻟﺒﲎ ﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ :ﺩﺭﺍﺳﺔ ﰲ ﺃﻧﺸﻮﺩﺓ ﺍﳌﻄﺮ ﻟﻠﺴﻴﺎﺏ ،ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﺍﳌﻐﺮﺏ /ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻁ ،2002 /1ﺹ .56
4ﺩ .ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﳌﺴﺪﻱ ،ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺹ .97
-7-
ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻭﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ:
ﻣﺴﺘﻌﻤﻠﻴﻪ ،ﺇﺫ ﻫﻮ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻷﻏﺼﺎﻥ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺤﺮﻑ ﻋﻦ ﺟﺬﻉ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻓﺘﻨﻤﻮ ﻭﺗﺄﺧﺬ ﺷﻜﻠﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻐﻲ
ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻟﻜﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻋﺪﻭﻻ ﻳﺜﲑ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﻭﺍﳌﺼﺎﻋﺐ ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺣﺴﻦ
ﻧﺎﻇﻢ ﻭﻗﺒﻠﻪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺻﻼﺡ ﻓﻀﻞ،1
ﻭﻣﻊ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺸﺎﻛﻞ ﻳﻈﻞ » ﺍﻻﳓﺮﺍﻑ ﺍﻷﺳﻠﻮﰊ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺃﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﻭﻧﻘﺪﻳﺔ ﻭﲨﺎﻟﻴﺔ ﻳﻌﲎ ﺎ
ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﳊﺪﻳﺚ )ﻭﺍﳌﻌﺎﺻﺮ( ،ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﰲ ﻧﻘﺪﻧﺎ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺭﺓ
ﻭﺍﺎﺯ«.2
ﻭﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻥ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﺍ ﺃﻡ ﻋﺪﻭﻻ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻈﻞ ﺣﺪﺛﺎ ﻭﻗﻊ ﰲ ﺧﻄﺎﺏ ﻣﺎ ،ﻳﻨﺘﺠﻪ ﳐﺎﻃﺐ
ﻗﺼﺪ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﻓﻜﺮﻩ ﺃﻭ ﺭﻭﺣﻪ ﻟﻴﺆﺛﺮ ﰲ ﺍﳌﺨﺎﻃﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻪ ﻳﺘﻢ ﺩﻭﺭﺓ ﺍﳋﻄﺎﺏ ،ﻣﻦ ﺃﺟﻞ
ﻫﺬﺍ ﺑﺎﺕ ﻟﺰﺍﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻷﺳﻠﻮﰊ ﺃﻥ ﳚﻌﻞ ﻧﺼﺐ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺣﺎﻝ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﻮﺿﺢ ﻣﻔﻬﻮﻡ
ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺃﻭ ﻳﻌﻤﻘﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ ﺃﻳﻪ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﻏﺎﻳﺘﻪ.
ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ )ﻋﻠﻢ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ(
ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﺗﻌﲎ ﺑﺎﻷﺳﻠﻮﺏ ،ﻓﻬﻲ » ﲢﻠﻴﻞ ﻟﻐﻮﻱ ،ﻣﻮﺿﻮﻋﻪ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ،ﻭﺷﺮﻃﺔ
ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭﺭﻛﻴﺰﺗﻪ ﺍﻷﻟﺴﻨﻴﺔ« 3ﻭﻟﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻫﻮ ﺍﻷﻗﺮﺏ ﺇﱃ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ،ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻋﻠﻢ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ
ﺑﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻷﺩﰊ ،ﳑﺎ ﳚﻌﻠﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﲢﻠﻴﻞ ﺍﻟﻨﺺ ،ﻭﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﻏﺎﻳﺘﻪ ﺍﳌﺮﺟﻮﺓ،
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺮﺳﻢ ﺣﺪﻭﺩﺍ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻟﻸﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﺗﻔﺼﻠﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻷﺩﰊ ﺃﻭ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ،ﻭﺗﻌﲏ
ﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﺃﻳﻀﺎ » :ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻛﻔﻦ 4« ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﻧﺎ ﺍﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﻬﻲ »ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﳋﺼﺎﺋﺺ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ
ﺍﻟﱵ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺎ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﻋﻦ ﺳﻴﺎﻗﻪ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭﻱ ﺇﱃ ﻭﻇﻴﻔﺘﻪ ﺍﻟﺘﺄﺛﲑﻳﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻟﻴﺔ«.5
ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻳﻀﺎ ،ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺸﻌﺮ ﰲ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ ﺍﻷﺧﲑ ﺑﺄﻃﻴﺎﻑ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎ ﻭﻣﻔﻬﻮﻣﺎ،
ﺇﺫ ﻻ ﺗﻌﺪ ﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩﺍ ﳍﺎ ،ﻭﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺘﻄﻮﺭﺓ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﺗﻔﻮﻳﻀﺎ ﻟﺒﻌﺾ ﻣﻘﻮﻻﺎ ،ﺑﻞ
1ﻳﻨﻈﺮ :ﺻﻼﺡ ﻓﻀﻞ ،ﻋﻠﻢ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻣﺒﺎﺩﺋﻪ ﻭ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺗﻪ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻵﻓﺎﻕ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻁ ،1985 /1ﺹ .20
2ﺩ .ﺑﺴﺎﻡ ﻗﻄﻮﺱ :ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ،ﺍﻟﺘﺄﺻﻴﻞ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﻨﺪﻱ ،ﺍﻷﺭﺩﻥ ،1998 /ﺹ .135
3ﻳﻨﻈﺮ :ﺟﻮﺯﻳﻒ ﻣﻴﺸﺎﻝ ﺷﺮﱘ :ﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ،ﳎﺪ ،ﺑﲑﻭﺕ ،ﻁ ،1987 /2ﺹ .39،38
4ﺩ .ﻋﻠﻲ ﻣﻼﺣﻲ :ﺍﳉﻤﻠﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ،ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﻴﺴﺘﲑ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﲔ ﴰﺲ،ﻣﺼﺮ ،1990 ،ﺹ .21
5ﺩ .ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺴﺪ :ﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﻭ ﲢﻠﻴﻞ ﺍﳋﻄﺎﺏ ،ﺩﺍﺭ ﻫﻮﻣﺔ ،ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ،ﻁ ) 1ﻁ ،ﺕ ( ،ﺹ .93
-8-
ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻭﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ:
ﻫﻲ ﺍﻟﻮﺭﻳﺚ ﻭﻻﺑﺄﺱ ﳍﺎ ﺇﺫﻥ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺜﻤﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﳌﻨﺠﺰﺍﺕ ﻭ ﺇﺫﻥ ﻓﻼ ﳎﺎﻝ ﻟﻠﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﳌﻔﺘﻌﻞ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﺀ ﺍﳌﺼﻄﻨﻊ ﺑﲔ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻭﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ.1
ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻷﺳﻠﻮﰊ
ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﺞ ﻧﻘﺪﻱ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺗﻪ ﺍﻟﱵ ﲤﻴﺰﻩ ﻋﻦ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﻭﻟﻌﻞ
ﻟﻸﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺎ ﺍﻟﱵ ﲤﻴﺰﻫﺎ ﻋﻦ ﻏﲑﻫﺎ ﻭﻣﻦ ﺃﳘﻬﺎ ﺍﻻﻧﺰﻳﺎﺡ ﻭﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ،ﻭﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﻫﺬﻩ
ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻮﺭﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﱄ:
ﺃﻭﻻ :ﺍﻹﻧﺰﻳﺎﺡ
ﻭﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺼﻄﻠﺢ ﰲ ﻟﻐﺎﺕ ﻋﺪﺓ ،ﺣﻴﺚ ﻋﺮﻑ ﰲ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑـ ) (écartﻭﰲ
ﺍﻻﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ) (deviationﻭﺑﺎﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ) ،(Abwelchungﺃﻣﺎ ﰲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﰲ
ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ،ﻓﺄﻭﺭﺩﻭ ﻟﻪ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻣﻨﻬﺎ :ﺍﻟﺘﺸﻮﻳﺶ ،ﻭﺍﳋﺮﻭﺝ ﻭﺍﻹﺑﺘﻌﺎﺩ ﻭﺍﻟﺸﺬﻭﺫ ﻭﺍﻟﺘﺸﻮﻳﻪ
ﻭﺍﻹﻧﺘﻬﺎﻙ ﻭﺍﻟﻨﺸﺎﺯ ﻭﺍﻹﺗﺴﺎﻉ ،ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻹﻧﺰﻳﺎﺣﺎﺕ ﺗﻜﻤﻦ ﰲ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﳌﻜﺘﻮﺏ،ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﺍﻷﺩﺏ
ﺍﻟﺸﻔﻮﻱ ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﺸﻔﻮﻱ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﻠﻜﻼﻡ ﻣﺜﻞ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ
ﺑﺎﻟﻴﺪﻳﻦ ،ﻭﺍﻟﻨﱪ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﲝﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻮﺟﻪ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻸﺩﺏ ﺍﳌﻜﺘﻮﺏ ﻫﻮ ﺍﻻﻧﺰﻳﺎﺡ
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﳒﺪ ﺃﻥ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﺍﻟﱵ ﺗﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﺸﻔﻮﻱ ﻳﻘﻞﱡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﻧﺰﻳﺎﺡ ﺑﺎﳌﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﺍﻵﺩﺍﺏ
ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ.2
ﻭﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻧﺰﻳﺎﺡ ﺑﺎﺏ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﻭﻟﻪ ﺃﳘﻴﺔ ﰲ ﲢﻠﻴﻞ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ،ﻭﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ
ﺇﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﳌﺒﺪﻉ ﻟﻠﻐﺔ ﻣﻦ ﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﻭﺗﺮﺍﻛﻴﺐ ﻭﺻﻮﺭ ﺇﺳﺘﻌﻤﺎﻻ ﳜﺮﺝ ﺎ ﻋﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺘﺎﺩ ﻭﻣﺄﻟﻮﻑ.
ﻭﰲ ﻧﻈﺮ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ »ﺍ ﺍﳓﺮﺍﻑ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻦ ﻧﺴﻘﻪ ﺍﳌﺄﻟﻮﻑ ﻭﻫﻮ ﺣﺪﺙ ﻟﻐﻮﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﰲ
ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺻﻴﺎﻏﺘﻪ «.3
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻳﻌﺘﱪ ﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺼﺮﻑ ﻣﺴﺘﻌﻤﻞ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﰲ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﺩﻻﻟﺘﻬﺎ ،ﺃﻭ
ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺗﺮﺍﻛﻴﺒﻬﺎ ﲟﺎ ﳜﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﳌﺄﻟﻮﻑ ،ﺍﻧﺘﻘﻞ ﻛﻼﻣﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺔ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭﻳﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺔ ﺍﻹﻧﺸﺎﺋﻴﺔ ،ﻣﺜﻞ
-9-
ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻭﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ:
ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ﴿ :ﻓﹶﺮﹺﻳﻘﺎﹰ ﻛﹶﺬﱠﺑﺘﻢ ﻭﻓﹶﺮﹺﻳﻘﺎﹰ ﺗﻘﹾﺘﻠﹸﻮﻥﹶ﴾] ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﺍﻵﻳﺔ [87ﻓﻬﻮ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺇﻧﺰﻳﺎﺣﺎ ﺃﻭ ﻋﺪﻭﻻ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﱯ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﺑﺘﻘﺪﱘ ﺍﳌﻔﻌﻮﻝ ﺑﻪ "ﻓﺮﻳﻘﺎ" ﻭﺍﺧﺘﺰﺍﻝ ﺍﻟﻀﻤﲑ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﻋﻠﻴﻪ )ﻓﺮﻳﻘﺎ ﻛﺬﺑﺘﻤﻮﻩ( .1
ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﲔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﳉﻮﺍ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻹﻧﺰﻳﺎﺡ ،ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﻘﻒ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺑﺮﺯ ﺇﺳﻢ ﺍﻟﻨﺎﻗﺪ
ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ "ﺟﺎﻥ ﻛﻮﻫﻦ" ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ،ﺇﺫ ﺍﻋﺘﱪ ﺍﻹﻧﺰﻳﺎﺡ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﻧﺰﻳﺎﺡ ﰲ
ﺭﺃﻳﻪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﻌﺮﻳﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﳏﻜﻮﻣﺎ ﺑﻘﺎﻧﻮﻥ ﳚﻌﻠﻪ ﳐﺘﻠﻔﺎ ﻋﻦ ﻏﲑ ﺍﳌﻌﻘﻮﻝ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺘﺠﻠﻰ ﰲ
ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻔﺮﺩﺓ ﻣﺎ ﻣﻊ ﺍﳌﻔﺮﺩﺍﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ،ﻭﻳﺸﲑ ﺇﱃ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺧﺘﻴﺎﺭ،
ﻓﺎﻟﺸﺎﻋﺮ ﻗﺪ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﻜﺴﺒﻬﺎ ﺩﻻﻟﺔ ﻭﺇﳛﺎﺀ ﺧﺎﺻﺎ ﰲ
ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ،ﻳﺮﻗﻰ ﺎ ﺇﱃ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻷﺩﰊ ﺍﻟﺴﺎﻣﻲ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳌﺜﺎﻝ ﻛﻠﻤﺔ "ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ" ﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ
ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻭﻻ ﻳﺸﻜﻞ ﺇﺳﺘﻌﻤﺎﳍﺎ ﺇﻧﺰﻳﺎﺣﺎ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺳﻨﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻌﻞ ﱂ ﻳﻌﺘﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﻨﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺜﻞ
"ﺑﻜﺖ" ﻟﻴﺤﺪﺙ ﻫﺬﺍ ﺇﻧﺰﻳﺎﺣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﰲ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ "ﺇﺳﺘﻌﺎﺭﺓ" ﻭﺍﻟﱵ ﻳﻌﺘﱪﻫﺎ "ﺟﺎﻥ ﻛﻮﻫﻦ" ﺧﺮﻗﺎ ﻟﻘﺎﻧﻮﻥ
ﺍﻟﻠﻐﺔ.2
ﻓﻤﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻄﺮﻗﻨﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﳒﺪ ﺑﺄﻥ ﺍﻻﻧﺰﻳﺎﺡ ﻟﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﻭﺗﻜﻤﻦ ﰲ:
ﻗﺴﻢ ﺍﻻﻧﺰﻳﺎﺡ ﺍﻻﺳﻨﺎﺩﻱ،ﺍﻟﺪﻻﱄ،ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ
.1ﺍﻻﻧﺰﻳﺎﺡ ﺍﻻﺳﻨﺎﺩﻱ:
ﺗﻨﻘﺴﻢ ﺍﳉﻤﻠﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﺍﻟﻨﺤﻮﻱ ﺇﱃ ﻗﺴﻤﲔ:
ﺍﳉﻤﻠﺔ ﺍﻻﲰﻴﺔ ﻭﺍﳉﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ،ﻭﺳﻨﻌﺮﺽ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺷﻌﺮ ﺣﺴﺎﻥ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﺗﻘﺴﻴﻢ
ﺍﻹﻧﺰﻳﺎﺡ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩﻱ ﺇﱃ :ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﺍﻻﲰﻲ ﻭﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ.
ﺃ .ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﺍﻹﲰﻲ:
ﻓﻘﺪ ﺷﺎﻉ ﰲ ﺷﻌﺮ ﺣﺴﺎﻥ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﺇﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﳌﺒﺘﺪﺃ ﻭﺍﳋﱪ ﻭﻗﺪ ﲤﺎﺷﻰ ﻫﺬﺍ ﻣﻊ ﺷﻌﺮﻩ ،ﻭﺣﻘﻖ
ﺍﻛﺘﻤﺎﻻ ﰲ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﺧﻼﻝ ﺩﻳﻮﺍﻧﻪ ﲝﻴﺚ ﺃﺧﺪ ﰲ ﺍﻻﺗﺴﺎﻉ ﻟﻴﺸﻜﻞ ﻇﺎﻫﺮﺓ ،ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺨﻠﺺ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻋﺎﻣﺎ
ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺄﻟﻴﻒ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﰲ ﲨﻞ » ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﳌﺴﻨﺪ ﻣﻼﺋﻤﺎ ﻟﻠﻤﺴﻨﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﰲ ﻛﻞ ﲨﻠﺔ
-10-
ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻭﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ:
ﺍﺳﻨﺎﺩﻳﺔ« ﻭﺣﺪﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺑـ "ﺍﳌﻼﺀﻣﺔ" ﻭﻳﺘﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﳉﻤﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﳊﺎﻕ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ
ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺐ.
ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻭﺭﺩﻫﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﺫﻟﻚ ﳒﺪ» :ﻳﺒﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺗﺒﻜﻲ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ
ﻳﻮﻣﻪ« ،ﻭﻳﺘﻀﺢ ﻋﺪﻡ ﻣﻼﺀﻣﺔ ﺍﳌﺴﻨﺪ ﻟﻠﻤﺴﻨﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬ ﲟﻌﻨﺎﻩ ﺍﳊﺮﰲﹼ ،ﺃﻱ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻳﺒﺘﺪﺉ ﻫﺬﺍ
ﺍﻻﻧﺰﻳﺎﺡ ﺑﺎﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﱃ ﺍﳌﻌﲎ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﲝﻴﺚ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﺑﺈﻧﺴﺎﻥ ﻳﺒﻜﻲ ،ﻓﺤﺬﻑ ﺍﳌﺸﺒﻪ ﺑﻪ ،ﻭﻧﺮﻣﺰ ﻟﻪ
ﺑﺄﺣﺪ ﻟﻮﺍﺯﻣﻪ )ﺗﺒﻜﻲ( ،ﻭﺗﻌﻜﺲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻼﻣﻼﺋﻤﺔ ﺍﻹﲰﻴﺔ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﺘﻠﻘﻲ ﰲ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ.1
ﺏ.ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ )ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻭﺗﻮﺍﺑﻌﻬﻤﺎ(:
ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﰲ ﺍﻟﻨﺜﺮ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺀ ،ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﺪﺭﺝ ﺍﳌﺴﻨﺪ ﺇﻟﻴﻪ
ﰲ ﳎﺎﻝ ﺗﻨﺎﻭﻟﻪ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﳌﺴﻨﺪ ﺃﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻨﻒ ﻧﻔﺴﻪ . 2ﻛﻘﻮﻟﻨﺎ )ﺗﻌﻔﻮ ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ( ﻭﺫﻟﻚ
ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﺃﺣﺪﺛﻬﺎ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﳊﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻨﺎﻓﺮﺓ ﺇﻻﱠ ﺇﺫﺍ ﺃﺧﺬﻧﺎ
ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﲟﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﺍﳊﺮﻓﻴﺔ ،ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﻧﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﰲ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻨﺜﺮ ﻻﺳﻴﻤﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻣﻨﻪ ،ﻳﻜﻮﻥ
ﺗﺎﻣﺎ ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺇﺳﺘﻌﻤﺎﻻﺎ ﺣﻴﺚ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻣﺜﻼ ﺳﻴﺎﻗﺎ ﻣﻄﺎﺑﻘﺎ ﻻ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻧﺰﻳﺎﺣﺎ
ﻭﻫﺬﺍ ﺧﻼﻑ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﲏ ﲟﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺮ.3
.2ﺍﻹﻧﺰﻳﺎﺡ ﺍﻟﺪﻻﱄ:
ﺑﻌﺪ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﺪﻻﱄ ﻫﺪﻓﺎ ﺗﻘﺼﺪﻩ ﺍﳌﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﲨﻴﻌﻬﺎ ﻭﻳﺮﻯ "ﻛﻮﻫﻦ" ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﻟﻴﺴﺖ
ﺇﻻ ﳎﻤﻮﻉ ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻔﺎﺕ ﺍﳌﺘﺤﻘﻘﺔ ﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﺎ ،ﻭﺇﻥ ﺇﻓﺮﺍﺩﻩ ﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻻ ﻳﻌﲏ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﻛﻴﺐ،
ﺣﻴﺚ ﺇﻧﻪ ﺗﺮﻛﻴﱯ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ.
.3ﺍﻹﻧﺰﻳﺎﺡ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﱯ:
ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺰﻳﺎﺡ ﻳﻨﺎﻗﺶ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺮﺑﻂ ﺑﲔ ﺍﻟﺪﻭﺍﻝ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ
ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ،ﻭﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻗﻮﻝ "ﻛﻮﻫﻦ" ،ﺷﺎﻋﺮ »ﺑﻘﻮﻟﻪ ﻻ ﺑﺘﻔﻜﲑﻩ
-11-
ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻭﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ:
ﻭﺇﺣﺴﺎﺳﻪ ،ﻭﺇﻧﻪ ﺧﺎﻟﻖ ﻛﻠﻤﺎﺕ ،ﻭﻟﻴﺲ ﺧﺎﻟﻖ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ،ﻭﺗﺮﺟﻊ ﻋﺒﻘﺮﻳﺘﻪ ﻛﻠﹼﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ«،
ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﳊﻜﻢ ﻻ ﻳﺆﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻓﻴﺘﻪ ،ﻓﻴﻈﻦ ﻇﺎﻥ ،ﺃﻥ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺃﻥ ﳜﻠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮ
ﻭﺍﻟﺘﺄﺧﲑ ﻭﺍﳊﺬﻑ ،ﻭﺍﻹﻟﺘﻔﺎﺕ ،ﻭﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻷﺳﻠﻮﰊ.1
ﻭﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻹﻧﺰﻳﺎﺡ ﺃﻛﺴﺐ ﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﺛﺮﺍﺀ ﰲ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ،ﻷﻧﻪ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ
ﻭﺳﻴﻠﺔ ﲨﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﲤﻜﻦ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﻟﻐﺔ ﺷﻌﺮﻳﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻨﺜﺮ ﻭﻇﻴﻔﺘﻪ ﺧﻠﻖ ﺇﳛﺎﺋﻴﺔ
ﻫﻲ ﰲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ.
ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ
ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺫﻫﺐ ﺑﻪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﳋﻠﻖ ﺍﻷﺳﻠﻮﰊ »ﺇﳕﺎ ﺗﺴﺘﻮﻱ
ﰲ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺃﻭﻻ ﻭﰲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﺛﺎﻧﻴﺎ ،ﻓﺸﺄﻥ ﻣﺸﻲﺀ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﻥ ﳜﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺻﻴﺪ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ
ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﳏﺪﻭﺩﺓ ﰒ ﻫﻮ ﻳﻮﺯﻋﻬﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﳐﺼﻮﺻﺔ ،ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺎ ﺧﻄﺎﺑﺎﹰ ،ﻭﻳﻨﻄﺒﻖ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ
ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﳋﻄﺎﺑﺎﺕ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻭﻏﲑﻫﺎ ،ﻭﻣﻦ ﰒ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﳝﻜﻦ ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﺇﺧﺘﻴﺎﺭ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﳌﺸﻲﺀ
ﻟﺴﻤﺎﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺑﻐﺮﺽ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻌﲔ ،ﻭﻳﺪﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺧﺘﺒﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻹﻧﺘﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﺛﺎﺭ ﺍﳌﻨﺸﺊ
ﻭﺗﻔﻀﻴﻠﻪ ﳍﺬﻩ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﲰﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺪﻳﻠﺔ ،ﻏﲑ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺇﻋﺘﺒﺎﺭ ﻛﻞ ﺇﺧﺘﺒﺎﺭ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﳌﻨﺸﺊ
ﺇﺧﺘﻴﺎﺭﺍ ﺃﺳﻠﻮﺑﻴﺎ ،ﻭﳝﻜﻦ ﲢﺪﻳﺪ ﻧﻮﻋﲔ ﳐﺘﻠﻔﲔ ﻣﻦ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ:
ﻭﻗﺪ ﺗﻌﺪﺩﺕ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﻹﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﳌﻔﻬﻮﻡ) ،ﻓﻨﺠﺪ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺴﺪ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻣﺼﻄﻠﺢ
ﺍﻹﺧﺘﻴﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻋﻴﺔ ﺗﺴﻬﻢ ﰲ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ،ﻭﲤﺘﺰﺝ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺑﻜﻞ
-12-
ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻭﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ:
ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺑﻼﻉ ﺍﻟﻠﺴﺎﱐ ،ﻓﻼ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﺴﻤﺔ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ﻭﺗﻈﻞ ﺷﻌﺎﻋﺎ ﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﳊﺪﺙ ﺍﳋﻄﺎﰊ
ﻋﺎﻣﺔ ،ﻓﻴﻬﺪﻑ ﺍﻹﺧﺘﻴﺎﺭ ﰲ ﻣﻨﻄﻖ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺇﱃ ﺍﻹﻧﺴﺠﺎﻡ ﰲ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﲔ
ﺍﻟﺒﺎﺙ ﻭﺍﳌﺘﻠﻘﻲ ،ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺧﺘﺒﺎﺭ ﻳﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺃﻭﻻ ﰒ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺇﱃ ﻧﻈﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺗﺄﻟﻴﻔﻪ
ﻷﺩﺍﺀ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﻋﺮﺽ ﺍﳋﻴﺎﻝ( .1
ﲝﻴﺚ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻹﺧﺘﻴﺎﺭ ﲟﻔﻬﻮﻡ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﱘ ﻭﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ﺑﻪ ﻣﻴﻞ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺃﻭ ﺍﳌﺒﺪﻉ
ﺇﱃ ﺇﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻟﻔﻆ ﺃﻭ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺩﻭﻥ ﺳﻮﺍﻩ ﺇﳝﺎﻧﺎ ﻣﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﺍﻷﺻﺪﻕ ﻭﺍﻷﺻﻠﺢ ﰲ ﺇﺑﻼﻍ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ،ﻣﻊ
ﺍﻷﺧﺬ ﺑﻌﲔ ﺍﻹﻋﺘﺒﺎﺭ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﺒﺎﺙ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﰲ ﺍﳌﺘﻠﻘﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ.
ﻓﺎﻟﻠﻐﺔ ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﻋﺪﺩ ﻫﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﻔﺮﺩﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﺑﲑ ﻭﺍﻟﺼﻴﻎ ،ﻷﻥ ﺍﳌﺒﺪﻉ ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺒﲑﻩ ﻋﻦ ﺭﺃﻱ
ﺃﻭ ﻣﻮﻗﻒ ﺃﻭ ﺷﻌﻮﺭ ،ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﺨﺘﺎﺭ ﺃﻧﺴﺐ ﺍﳌﻔﺮﺩﺍﺕ ﻷﻧﺴﺐ ﺍﻟﺘﻌﺎﺑﲑ ﻟﻴﺘﺴﲎ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻋﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ ،ﻭﻫﺬﺍ
ﻻ ﻳﻌﲏ ﺃﻥ ﺇﺧﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻳﺮﺟﻊ ﻟﻠﻤﺸﺎﻋﺮ ﻋﻴﻨﻬﺎ ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﺭﺍﺟﻊ ﻹﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﻟﱵ
ﲣﺘﻠﻒ ﺑﺈﺧﺘﻼﻑ ﺍﳌﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﺻﻴﺪ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ» 2ﺇﻥ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺇﺫﻥ ﻳﻌﲏ ﻭﺟﻮﺩ ﺗﻌﺒﲑﻳﻦ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ
ﳍﻤﺎ ﺍﳌﻌﲎ ﻧﻔﺴﻪ ،ﺑﻴﺪ ﺃﻤﺎ ﳜﺘﻠﻔﺎﻥ ﰲ ﻃﺮﺍﺋﻖ ﺗﺄﺩﻳﺘﻪ«.
ﻭﺗﺘﺠﺴﺪ ﺟﻬﻮﺩ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﰲ ﺗﻌﺮﻳﻒ "ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﳌﺴﺪﻱ" ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﱪ ﻋﻦ ﳏﻮﺭ
ﺍﻹﺧﺘﻴﺎﺭ ﲟﺼﻄﻠﺢ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﻗﺎﺋﻼ» :ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﻟﻠﻤﺘﻜﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺄﰐ ﺑﺄﺣﺪ
ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﻛﻞ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻦ ﻧﻘﺎﻁ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﳎﻤﻮﻋﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﰲ ﺍﻟﺮﺻﻴﺪ ﺍﳌﻌﺠﻤﻲ
ﻟﻠﻤﺘﻜﻠﻢ ،ﻭﺍﻟﱵ ﺎ ﻃﻮﺍﻋﻴﺔ ﺍﻹﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣﻦ ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﺍﻹﺳﺘﻌﺎﺽ ﺗﺴﻤﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ
-13-
ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻭﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ:
ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺷﺮﺣﻪ ﺃﻋﻄﻰ ﻣﺜﺎﻻ" :ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﺃﻛﻠﺔ ﺷﻬﻴﺔ" ﻓﺈﻧﻪ ﺇﺧﺘﺎﺭ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﻣﻦ ﺑﲔ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ
ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻛﺎﻥ ﳝﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﳜﺘﺎﺭ ﺃﺣﺪﻫﺎ ،ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻣﺜﻼﹰ :ﺃﻛﻠﺖ،ﻃﻌﻤﺖ،ﻭﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺗﺎﺀ ﺍﳌﺘﻜﻠﻢ
ﺇﺧﺘﻴﺎﺭ ﻛﻠﻤﺔ "ﺃﻛﻠﺔ" ﻣﻦ ﺑﲔ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﳌﺜﺎﻝ :ﻃﻌﺎﻡ ،ﻓﻄﻮﺭ ،ﻏﺪﺍﺀ ﻭﰲ
ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻭﺭﺩﺕ ﻟﻔﻈﺔ "ﺷﻬﻴﺔ" ﻭﻛﺎﻥ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺮﺩ :ﻟﺬﻳﺬﺓ ،ﺣﻠﻮﺓ ﻭﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺩﺍﻟﺔ
ﻋﻠﻴﻬﺎ.2
ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ ﻳﺮﻯ "ﺻﻼﺡ ﻓﻀﻞ" ﺃﻥ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻫﻮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻹﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﻣﻦ ﺑﲔ ﳎﻤﻮﻋﺔ
ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ،ﻭﳛﻈﻰ ﺍﳌﺘﻠﻘﻲ ﻋﻨﺪﻩ ﺇﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻓﻤﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮﻩ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ
ﻳﺘﺠﻠﻰ ﰲ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺧﻼﻝ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﺻﻴﻞ ﺍﻷﺩﰊ ﻭﻳﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺗﻌﺘﺮﻳﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ
ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ،ﻓﺎﳌﺆﻟﻒ ﻻ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﳊﺮﻳﺔ ﺍﳌﻄﻠﻘﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺇﻧﺸﺎﺋﻪ ﻟﻠﺨﻄﺎﺏ )ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺇﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﳌﺆﻟﻒ ﻟﻴﺴﺖ
ﻣﻄﻠﻘﺔ ﺑﻞ ﻫﻲ ﻣﻘﻴﺪﺓ ﺑﻘﺼﺪﻩ ﻭﺑﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﳌﻮﻗﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﺞ ﻓﻴﻪ ،ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺳﲑﺗﻪ ﻭﻣﻌﺎﺭﻓﻪ ﻭﲡﺎﺭﺑﻪ ﻭﻋﻼﻗﺘﻪ
ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ. (3
ﺃﻣﺎ ﺍﳌﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺗﻰ ﺑﻪ "ﺭﻭﻣﺎﻥ ﺟﺎﻛﺴﺒﻮﻥ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻹﺧﺘﻴﺎﺭ ﻓﻘﺪ ﺣﺎﻭﻝ ﲢﺪﻳﺪ ﻇﺎﻫﺮﺓ"
ﺍﻹﺧﺘﻴﺎﺭ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺟﻠﻴﺔ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ "ﳏﺎﻭﻻﺕ ﰲ ﺍﻟﻠﺴﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ" ﻓﻬﻮ ﻳﺮﻯ »ﺃﻥ ﻛﻞ ﺗﻌﺒﲑ ﻟﻐﻮﻱ ﻻﺑﺪ
ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﻭﻓﻖ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﳏﻮﺭ ﺍﻹﺧﺘﻴﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﳏﻮﺭ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ،ﻭﻳﻨﺴﺤﺐ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﲨﻴﻊ ﺃﺷﻜﺎﻝ
-14-
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ:
ﺗﻮﻃﺌﺔ:
ﺍﺭﺗﺄﻳﻨﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺃﻥ ﳒﻤﻊ ﺑﲔ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺼﻮﰐ ﻭﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﱯ ﻭﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺪﻻﱄ
ﻷﻣﻮﺭ ﺃﳘﻬﺎ :ﺃﻥ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﳌﻄﺎﻟﺐ ﻭﺍﳌﺒﺎﺣﺚ ﻻ ﻳﻌﺪﻭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﻏﺎﻳﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻓﺤﺴﺐ ﻓﺎﻟﺒﺤﺚ ﻫﻮ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﳌﺘﻜﺎﻣﻞ ﻭﺍﳌﺘﻨﺎﺳﻖ ،ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﻒ ﺍﳌﺒﺎﺣﺚ ﻋﻘﺒﺔ ﻓﻴﻪ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ،ﰒ ﺃﻧﻨﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺃﻥ
ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﲡﺴﻴﺪ ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ،ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﺃﻓﻖ ﻟﻠﺘﺮﻛﻴﺐ ،ﻓﻼ ﺣﺮﺝ ،ﺇﺫﻥ ﺃﻥ ﳚﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﰲ ﻣﺒﺤﺚ
ﻭﺍﺣﺪ ،ﻓﻬﻮ ﺧﻄﻮﺓ ﻣﺘﻤﻤﺔ ﺃﻻ ﻭ ﻫﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻻﻳﻘﺎﻋﻲ ﻟﻠﻘﺼﻴﺪﺓ.
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﱯ ﻳﻌﲎ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﳉﻤﻠﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻭﺩﺭﺍﺳﺘﻬﺎ
ﻟﻠﺘﺮﺍﻛﻴﺐ ﻭﻣﺎ ﻳﻄﺮﺃ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻧﺰﻳﺎﺡ ﻓﺈﻥ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺪﻻﱄ ﻳﺪﺭﺱ ﺍﳌﻌﺠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻪ ﺫﺍﻙ
ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺃﺑﻌﺎﺩﻩ ﺍﻟﺪﻻﻟﻴﺔ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩﺓ ﻭﺍﶈﺘﻤﻠﺔ ﻓﺎﻷﻭﻝ ﻛﺎﳌﺼﺒﺎﺡ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﱐ ﻫﻮ
ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﻌﺎﻋﻪ.
ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻋﻨﻮﺍﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺒﺤﺚ "ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﳌﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺍﻟﺼﻮﺗﻴﺔ ﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺣﺴﺎﻥ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ
ﺑﻄﻴﺒﺔ ﺭﺳﻢ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ" ،ﻭﻗﺪ ﺗﻄﺮﻗﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻻﻧﺰﻳﺎﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﺤﻖ ﺎ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﱘ
ﻭﺗﺄﺧﲑ ﻭﺣﺬﻑ ،ﰒ ﺇﱃ ﺍﻻﻧﺰﻳﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﲰﻬﺎ ﺍﳉﻤﻠﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ
ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻜﻨﺎﻳﺔ ﻭﻣﺎ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﳑﺎ ﻳﺘﻄﻠﺒﻪ ﺍﻟﺒﺤﺚ ،ﻓﺤﻠﻠﻨﺎ ﺍﻧﺴﺠﺎﻣﻬﺎ ﻭﺗﻨﺎﺳﻘﻬﺎ ﻭﺃﺑﻌﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﺪﻻﻟﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺮﻣﺰﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﻗﺪ ﺗﺆﻭﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ.
ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻴﺜﺎﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﲰﻨﺎﻩ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻮﻃﺌﺔ ﺍﳌﻮﺟﺰﺓ ،ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﻌﺪﻳﻞ ﻣﱴ ﻟﺰﻡ ﺫﻟﻚ،
ﻓﺎﳊﻮﺍﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻣﻔﺘﻮﺡ ،ﻻ ﻳﻀﺒﻄﻪ ﺇﻻ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﻷﺳﻠﻮﰊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻒ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ
ﻟﻠﻨﺼﻮﺹ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻭﲢﺪﻳﺪ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻜﱪﻯ ﺍﻟﱵ ﻫﻲ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻭﻫﻲ ﰲ
ﻣﻘﺎﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﺮﺛﺎﺀ.
-20-
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ:
ﺎ ﻣﻨﺒﺮ ﺍﳍﹶﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﱢﻱ ﻛﹶﺎﻥﹶ ﻳﺼﻌﺪ ﻭﻻﹶ ﺗﻨﻤﺤﻲ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺩﺍﺭﹺ ﺣﺮﻣﺔ ٍ
ﻣﻦ ﺍﷲ ﻧـﻮﺭ ﻳﺴﺘﻀـﺎﺀُ ،ﻭﻳﻮﹶﻗـﺪ ـﺎ ﺣﺠﺮﺍﹶﺕ ﻛﺎﻥﹶ ﻳﱰﻝﹸ ﻭﺳﻄﹶﻬﺎ
ﺃﺗﺎﻫﺎ ﺍﻟﺒﹺﻠـَﻰ ،ﻓـﺎﻵﻱ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺠﺪﺩ ﻣﻌﺎﱂﹸ ﱂ ﺗﻄﹾﻤﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺁﻳﻬـﺎ
ﻭﻗﹶﺒـﺮﺍﹰ ﺑـِﻪ ﻭﺍﺭﺍﻩ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﺏﹺ ﻣﻠﹾﺤﺪ ﻋﺮﻓﹾﺖ ﺎ ﺭﺳﻢ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝﹺ ﻭﻋﻬﺪﻩ،
ﻋﻴـﻮﻥﹸ ،ﻭﻣـﺜﹾﻼﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﳉﹶﻔﹾﻦﹺ ﺗﺴﻌﺪ ﻇﹶﻠﹶﻠﹾﺖِ ﺎ ﺃﹶﺑﻜﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝﹶ ،ﻓﺄﺳﻌﺪﺕ
ﳍﹶﺎ ﻣﺤـﺼﻴـﺎﹰ ﻧﻔﹾﺴِﻲ ،ﻓﻨﻔﹾﺴِﻲ ﺗﺒﻠﱠﺪ ﺗﺬﱠﻛـﺮ ﺁﻻﺀَ ﺍﻟﺮﺳـﻮﻝﹺ ،ﻭﻣـﺎ ﺃﺭﻯ
ﻭﻟـﻜﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﲢﻤﺪ ﻭﻣﺎ ﺑﻠﹶﻐﺖ ﻣﻦ ﻛـﻞﹼ ﺃﻣـْﺮﹴ ﻋﺸﲑﻩ،
ﻋـﻠﻰ ﻃﹶﻠﹶﻞﹺ ﺍﻟﻘﱪﹺ ﺍﻟﺬﱢﻱ ﻓﻴﻪ ﺃﲪـﺪ ﺃﻃﹶﺎﻟﹶﺖ ﻭﻗﻮﻓﺎﹰ ﺗﺬﺭﻑ ﺍﻟﻌﲔ ﺟﻬـﺪﻫﺎ
ﺑﹺـﻼﹶﺩ ﺛﹶﻮﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺷﻴـﺪ ﺍﳌﹸﺴﺪﺩ ﻓﹶﺒﻮﺭﹺﻛﺖ ،ﻳﺎ ﻗﱪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝﹺ ،ﻭﺑﻮﺭﹺﻛﺖ
ﻋﻠﻴـﻪ ،ﻭﻗﺪ ﻏﹶﺎﺭﺕ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﺳﻌـﺪ ﻴﻞﹸ ﻋﻠﻴـﻪ ﺍﻟﺘـﺮﺏ ﺃﻳـﺪ ﻭﺃﻋـﲔ
ﻋﺸﻴـﺔَ ﻋﻠﹼﻮﻩ ﺍﻟﺜﱠﺮﻯ ،ﻻ ﻳـﻮﺳـﺪ ﻟﻘـﺪ ﻏﹶﻴﺒـﻮﺍ ﺣﻠﹾﻤـﺎﹰ ﻭﻋﻠﹾﻤﺎﹰ ﻭﺭﲪﺔ ً
ﻭﻗﹶـﺪ ﻭﻫﻨﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﻇﻬﻮﺭ ،ﻭﺃﻋﻀﺪ ﻭﺭﺍﺣـﻮﺍ ﲝـﺰﻥ ﻟﻴـﺲ ﻓﻴﻬﹺﻢ ﻧﺒﻴﻬﻢ،
ﻭﻣﻦ ﻗﺪ ﺑﻜﺘﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﺎﻟﻨﺎﺱ ﺃﻛﻤﺪ ﻳﺒﻜﻮﻥﹶ ﻣﻦ ﺗﺒﻜﻲ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻳﻮﻣﻪ،
-21-
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ:
ﺭﺯﻳــَﺔ َ ﻳـﻮﻡﹴ ﻣـﺎﺕ ﻓﻴﻪ ﳏﻤﺪ ﻭﻫـﻞﹾ ﻋﺪﻟـﺖ ﻳﻮﻣﺎﹰ ﺭﺯﻳﺔ ُ ﻫﺎﻟﻚ
ﻭﻗﹶـﺪ ﻛـﺎﻥ ﺫﺍ ﻧﻮﺭﹴ ،ﻳﻐﻮﺭ ﻭﻳﻨﺠﹺﺪ ﺗﻘﹶﻄﱠﻊ ﻓﻴﻪ ﻣﱰﹺﻝﹸ ﺍﻟـﻮﺣﻲﹺ ﻋﻨﻬـﻢ،
ﻭﻳﻨﻘـﺬﹸ ﻣـﻦ ﻫﻮﻝﹺ ﺍﳊﺬﹶﺍﻳﺎ ﻭﻳﺮﺷﺪ ﻳـﺪﻝﱡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﲪﻦﹺ ﻣﻦ ﻳﻘﺘﺪﻱ ﺑﹺﻪ،
ﻣﻌﻠﻢ ﺻـﺪﻕﹴ ،ﺇﻥﹾ ﻳﻄﹶـﻮﻩ ﻳﺴﻌﺪﻭﺍ ﺇﻣـﺎﻡ ﳍﻢ ﻳﻬﺪﻳﻬﹺﻢ ﺍﳊـﻖ ﺟﺎﻫﺪﺍﹰ،
ﻭﺇﻥﹾ ﳛﺴﻨـﻮﺍ ،ﻓـﺎﷲُ ﺑﺎﳋﲑﹺ ﺃﺟﻮﺩ ﻋﻔﹸﻮ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻻﹼﺕ ،ﻳﻘﺒﻞﹸ ﻋـﺬﹾﺭﻫﻢ،
ﻓﹶﻤـﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﺗﻴﺴِـﲑ ﻣـﺎ ﻳﺘﺸﺪﺩ ﻭﺇﻥﹾ ﻧﺎﺏ ﺃﻣﺮ ﱂ ﻳﻘﻮﻣـﻮﺍ ﲝـﻤﺪﻩ،
ﺩﻟﻴـﻞﹲ ﺑـﻪ ﻧﻬﺞ ﺍﻟﻄﹼﺮﻳﻘﹶﺔ ِ ﻳﻘﹾﺼـﺪ ﻓﹶﺒﻴﻨـﺎ ﻫـﻢ ﰲ ﻧﹺﻌﻤـﺔ ِ ﺍﷲ ﺑﻴﻨﻬـﻢ
ﺇﱃ ﻛﱠﻨﻒ ﻳﺤﻨﻮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻳﻤﻬﹺــﺪ ﻋﻄـﻮﻑ ﻋﻠﻴﻬـﻢ ،ﻻ ﻳﺜﻨـﻰ ﺟﻨﺎﹶﺣﻪ
ﺇﱃ ﻧﻮﺭﹺﻫﻢ ﺳﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﳌﹶﻮﺕ ﻣﻘﺼـﺪ ﻓﹶﺒﻴﻨﺎ ﻫﻢ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨــﻮﺭﹺ ،ﺇﺫﹾ ﻏﹶـﺪﺍ
ﻟﻐﻴﺒﺔ ِ ﻣﺎ ﻛـﺎﻧﺖ ﻣـﻦ ﺍﻟﻮﺣﻲﹺ ﺗﻌﻬﺪ ﻭﺃﻣﺴﺖ ﺑﹺﻼﺩ ﺍﳊﹶﺮﻡ ﻭﺣﺸﺎﹰ ﺑﻘﺎﻋﻬـﺎ،
ﻭﻻ ﺃﻋﺮﻓﹶﻨﻚ ﺍﻟﺪﻫـﺮ ﺩﻣـﻌﻚ ﳚﻤـﺪ ﻓﹶﺒﻜﹼﻲ ﺭﺳﻮﻝﹶ ﺍﷲ ﻳـﺎ ﻋـﲔ ﻋﺒـْﺮﺓ ً
ﻋـﻠﻰ ﺍﻟﻨـﺎﹶﺱﹺ ﻣﻨﻬـﺎ ﺳﺎﺑـﻎﹲ ﻳﺘﻐﻤﺪ ﻭﻣـﺎﻟﻚ ﻻ ﺗﺒﻜـﲔ ﺫﺍ ﺍﻟﻨﹺﻌﻤﺔِ ﺍﻟﺘﻲ
-22-
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ:
ﻭﻻ ﻣﺜﻠـﻪ ،ﺣـﱴ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣـﺔ ،ﻳﻔﻘـﺪ ﻭﻣـﺎ ﻓﹶﻘﹶﺪ ﺍﳌﺎﺿﻮﻥﹶ ﻣﺜﹾﻞﹶ ﻣﺤﻤـﺪ،
ﻭﺃﻗﹾـﺮﺏ ﻣﻨـْﻪ ﻧﺎﺋـِﻼﹰ ،ﻻ ﻳﻨـَﻜﱠـﺪ ﺃﻋـﻒ ﻭﺃﻭﰱﹶ ﺫﻣـﺔ ً ﺑﻌـﺪ ﺫﻣـﺔ ٍ،
ﺇﺫﺍ ﺿـﻦ ﻣﻌﻄـﺎﺀٌ ﲟـﺎ ﻛـﺎﻥﹶ ﻳﺘﻠﺪ ﻭﺃﺑـﺬﻝﹶ ﻣﻨـﻪ ﻟﻠﻄﱠـﺮﻳـﻒ ﻭﺗﺎﻟـﺪ،
ﻓﻼ ﺍﻟﻌﻠـﻢ ﳏﺒـﻮﺱ ،ﻭﻻ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻳﻔﻨﺪ ﺗﻨﺎﻫـﺖ ﻭﺻـﺎﺓ ُ ﺍﳌﹸﺴﻠﻤـﲔ ﺑﹺﻜﹶﻔﹼﻪ،
ﻣ ﻦ ﺍﻟﻨـﺎﺱﹺ ،ﺇﻻﹼ ﻋـﺎﺯﺏ ﺍﻟﻌﻘﻞﹺ ﻣﺒﻌﺪ ﺃﻗﹸـﻮﻝﹸ ،ﻭﻻ ﻳﻠﹾﻔـَﻰ ﻟﻘﹶﻮﱄ ﻋـﺎﺋﺐ
ﻟﹶﻌﻠـّﻲ ﺑـِﻪ ﰲ ﺟﻨـّﺔ ِ ﺍﳋﹸﻠﹾﺪ ﺃﺧﻠﹸـﺪ ﻭﻟﹶﻴـﺲ ﻫـﻮﺍﺋـﻲ ﻧﺎﺯﹺﻋﺎﹰ ﻋﻦ ﺛﹶﻨﺎﺋﻪ،
1
ﻭﰲ ﻧﻴـﻞﹺ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻴـﻮﻡﹺ ﺃﺳﻌﻰ ﻭﺃﺟﻬﺪ ﻣﻊ ﺍﳌﺼﻄﹶﻔﻰ ﺃﺭﺟﻮ ﺑـﺬﺍﻙ ﺟـﻮﺍﺭﻩ،
-1ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺼﻮﰐ:
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻻﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺣﺴﺎﻥ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﲏ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﺎﻫﺎ ﺑﻨﻮﻋﻴﻬﺎ:
ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﳛﺪﺙ ﻧﻐﻤﺎ ﰲ ﺍﻷﺫﻥ ﻭ ﺃﺛﺮﺍ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ،ﺃﻭ ﻳﻠﻔﺖ
ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻔﻜﺮ.
ﺃ /ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ:
-23-
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ:
ﻟﻌﻞ ﺍﻻﻣﺘﺎﻉ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻲ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﺑﺎﻻﺷﺒﺎﻉ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭ ﺍﻟﻨﺼﻲ ﻟﻠﺴﺎﻣﻊ ﻭ ﻗﺪ ﺃﻛـﺪ ﺍﻟﻘـﺪﻣﺎﺀ
ﻋﻠﻰ ﻋﻨـﺼﺮﻱ ﺍﻟـﻮﺯﻥ ﻭ ﺍﻟﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭ ﻋﺪﻭﻫﺎ ﺷﻄﺮﻳـﻦ ﺃﺳﺎﺳﻴﲔ ﻟﺒﻠـﻮﻍ ﺃﻗﺼﻰ ﺩﺭﺟــﺎﺕ ﺍﳌﺘﻌﺔ
ﻭ ﺍﻻﺭﺗﻮﺍﺀ ﻭ ﻗﺪ ﺃﻛﺪﺕ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﰲ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﻭ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺃﻥ "ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻲ ﻋﺎﻣـﻞ ﻫﺎﻡ
ﰲ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﻭ ﰲ ﺗﻨﺴﻴﻖ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻘﺼﻴﺪﺓ ،ﻛﻤﺎ ﺃﺎ ﺗﻼﺯﻡ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻭ ﺗﺸﺎﺭﻛﻬﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﰲ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻷﻥ ﺍﻻﻳﻘﺎﻉ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻲ ﻳﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺇﺑﻼﻏﻲ ﺃﺻﻴﻞ ،ﻓﻬﻮ ﰲ ﺍﻟـﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴـﻪ ﻳﺸﺤﻦ ﻣﻌﻪ
ﺍﻷﺣﺎﺳﻴﺲ ﻭ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻻﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﺗﻄﻢ ﰲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺋـﻦ ﺍﻟﻔﺮﺩ ،ﻓﻴﺴﺒﻎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌـﺮ ﺭﻭﺣـﺎ
ﺣﻴﺔ ﻭ ﻣﺘﻘﺪﺓ ،ﻭ ﻟﻌﻞ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺣﲔ ﻳﻌﱪ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭﻳﺔ ﺇﳕﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻧﺘﺎﺟﺎ ﻟﻺﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﻨﻔﺴـﻲ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﱪ ﻭﻋﺎﺀ ﻟﻠﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ" ،1ﳝﻜﻦ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﺨﻠﺺ ﳑﺎ ﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﺍﻻﻳﻘﺎﻉ ﻫﻮ ﻃﺎﻗﺔ ﺘﻢ ﺑﻔﻨﻮﻥ
ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻭ ﻫﻲ ﺫﺍﺕ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻣﺰﺩﻭﺟﺔ ﺃﻭﻻﳘﺎ :ﻭﺻﻞ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻨﺺ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ ،ﻭ ﺛﺎﻧﻴﻬﻤـﺎ
ﺍﻟﺘﺄﺛﲑ ﺍﳌﺘﻠﻘﻲ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﻨﺎﲡﺔ ﻋﻦ ﺍﻻﻳﻘﺎﻉ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻝ ﻭ ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻧﻴﺔ
ﺑﲔ ﺍﳌﺘﻠﻘﻲ ﻭ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻨﺺ.
ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻻﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﻮﺗﻴﺔ " ﻫﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﳌﻈﺎﻫﺮ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﳋﺼﻴﺔ ﻟﻠﻨﺴﻴﺞ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﺍﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ
ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﺼﻮﺗﻴﺔ ﻭ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻳﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺒـﺪﺍﺋﻞ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺂﻟﻔﺎﺕ ﻭ ﺍﳌﺘﻨﺎﻓﺮﺍﺕ
ﻭ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ".2
ﻓﺎﻻﻳﻘﺎﻉ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﺰﺍﻳﺎ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ،ﻭ ﺃﻛﱪ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﺑﻴﻨﻪ ﻭ ﺑﲔ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻷﺧـﺮﻯ
ﺍﳌﻨﻄﻮﻳﺔ ﲢﺖ ﺳﻘﻒ ﺍﻻﺑﺪﺍﻉ.3
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻻﻳﻘﺎﻉ ﺿﺮﺑﺎﻥ ﳘﺎ :ﺇﻳﻘﺎﻉ ﺧﺎﺭﺟﻲ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺍﻟﻮﺯﻥ ﻭ ﺍﻟﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭ ﺇﻳﻘﺎﻉ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ
ﳎﻤﻮﻉ ﺍﻟﻌﻼﺋﻖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﲔ ﺍﻟﻮﺯﻥ ﻭ ﺍﻟﺸﺤﻨﺎﺕ ﺍﻹﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ﰲ ﺩﻓﻘﺘﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭﻳﺔ.
ﻭ ﺑﺈﺯﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻼﻳﻘﺎﻉ ،ﻗﻤﻨﺎ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﰲ ﺷﻌﺮ ﺣﺴﺎﻥ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ،ﻧﺒﺪﺃﻫﺎ ﺑـ:
ﺃ /ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ :ﺍﳌﻜﻮﻥ ﻣﻦ:
ﺍﻟﻮﺯﻥ:
1ﻳﻨﻈﺮ ،ﻋﺰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﲰﺎﻋﻴﻞ ،ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻗﻀﺎﻳﺎﻩ ﻭ ﻇﻮﺍﻫﺮﻩ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ) ،ﺩ،ﻁ( 1976 ،ﻡ ،ﺹ 67
2ﺻﻼﺡ ﻓﻀﻞ ،ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ،ﺩﺍﺭ ﻗﺒﺎﺀ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ،ﺩ،ﻁ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﻣﺼﺮ ،1998 ،ﺹ .122
3ﻳﻨﻈﺮ ،ﻣﻘﺪﺍﺩ ﳏﻤﺪ ﺷﺎﻛﺮ ﻗﺎﺳﻢ ،ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻻﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ﰲ ﺷﻌﺮ ﺍﳉﻮﺍﻫﺮﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺩﺟﻠﺔ ،ﻋﻤﺎﻥ ،ﺍﻻﺭﺩﻥ ،ﻁ ،2008 ،1ﺹ .33
-24-
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ:
ﻫﻮ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﻠﻘﺼﻴﺪﺓ ﻭ ﻫﻮ ﲨﻠﺔ ﺍﻟﺘﻔﻌﻴﻼﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺘﻈﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻓﺘﺤﺪﺩ ﻧﻮﻋﻬﺎ
ﻭ ﻟﻌﻞ ﺃﻭﻝ ﺗﺴﺎﺅﻝ ﻳﺘﺒﺎﺩﺭ ﺇﱃ ﺫﻫﻦ ﻗﺎﺭﺉ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﲞﺎﺻﺔ ﺍﻟﻘﺪﳝﺔ ،ﻣﺎ ﻫﻮ ﻭﺯﺎ؟
ﻓﺎﻟﻮﺯﻥ ﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﻉ ﺍﻵﺫﺍﻥ ﲜﺮﺳﻪ ﻭ ﺍﻳﻘﺎﻋﻪ ﺍﳌﻨﺘﻈﻢ ،ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟـﺪﺍﺭﺱ
ﺍﻷﺳﻠﻮﰊ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺍ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﺑﺎﻻﻳﻘـﺎﻉ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳـﻪ ﺍﻟـﻮﺯﻥ ،1ﻭ ﻫﻮ ﺃﺧﺺ ﻣﻴﺰﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮ
ﻭ ﺃﺑﻨﻴﺘﻬﺎ ﰲ ﺃﺳﻠﻮﺑﻪ" ،ﻭ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺩﻳﺪ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻴﻞ ﺍﳌﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭ ﺍﻷﻭﺗﺎﺩ ﻭ ﺍﻟﻔﻮﺍﺻﻞ
ﻭ ﻋﻦ ﺗﺮﺩﻳﺪ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺗﻨﺸﺄ ﺍﳌﺴﻴﻘﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ".2
ﻣﻴﱰﻥ /ﻭ ﻗﺪ ﺗﻌﻔﻮ /ﺭﺳﻮﻡ /ﻭ ﲤﻬﺪﻭ ﺑﻄﻴﺒـ/ﺓ ﺭﲰﻨﻠﺮ /ﺭﺳﻮﻝ /ﻭ ﻣﻌﻬﺪﻭ
ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘـﻮﻯ ﺍﻟﺼﻮﰐ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺰﺣﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﻌﻼﺗﲔ ﻓﻌﻮﻟﻦ ﻭ ﻣﻔـﺎﻋﻴﻠﻦ ﻭ ﻫـﻲ
ﺣﺬﻑ ﺍﻟﺴﺎﻛﻦ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻭ ﻳﺪﻋﻰ ﻫﺬﺍ ﺯﺣﺎﻑ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺼﻴﺐ ﺍﻟﺴﺎﻛﻦ ﺍﳋﺎﻣﺲ ،ﻭ ﻗﺪ ﳉﺎ ﺇﻟﻴﻪ
ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻫﻨﺎ ﻟﻠﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ.
ﻭ ﺍﻟﺴﺮ ﰲ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻣﻦ ﰲ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺗﻔﻌﻴﻼﺕ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻣﻦ ) ﻓﻌﻮﻟﻦ ﻣﻔﺎﻋﻴﻠﻦ ﻓﻌﻮﻟﻦ ﻣﻔـﺎﻋﻴﻠﻦ( ﻣﻨﺎﺳـﺒﺔ
ﻟﻠﺘﺄﻭﻫﺎﺕ ﻭ ﺗﺼﺎﻋﺪ ﺍﻟﺰﻓﺮﺍﺕ ﻭ ﺗﻘﻠﺐ ﺍﻷﻭﺟﺎﻉ ﻭ ﺍﻵﻫﺎﺕ ﺍﳌﻌﱪﺓ ﻋﻦ ﺃﺣﺰﺍﻥ ﺗﺘﺪﻓﻖ ﻣﻦ ﺷﻐﺎﻑ ﻗﻠﺐ
ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺣﺰﻧﺎ ﻭ ﻛﻤﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺪ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﳋﲑ ﺍﻟﱪﻳﺔ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺁﻟﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ.
ﺍﻟﻘﺎﻓﻴﺔ:
1
ﻳﻨﻈﺮ ،ﻓﻮﺯﻱ ﺳﻌﺪ ﻋﻴﺴﻰ ،ﺍﻟﻌﺮﻭﺽ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭ ﳎﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻓﻴﻪ ،ﺩﺍﺭ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ،ﻣﺼﺮ ،ﻃﺢ )ﺩ،ﺕ( ،ﺹ .36
2
ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺸﺎﻳﺐ ،ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ،ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ) ،ﺩ،ﻁ( ،1966 /ﺹ .70
-25-
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ:
ﻳﺒﺪﻭ ﺍﻥ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﺮﻭﻱ ﺍﻟﻘﺎﻓﻴﺔ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺻﺪﻓﺔ ،ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﺤﻨﺔ ﺍﻟﻨﻀـﻤﻴﺔ
ﺍﻟﱵ ﺗﻔﺮﺯﻫﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺮﻭﻑ ﻭ ﻭﻗﻌﻬﺎ ﰲ ﺍﻷﻧﻔﺲ ،ﻭ ﻗﺪﺭﺎ ﻋﻠﻰ ﲢﺮﻳﻚ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﻭ ﺍﺛـﺎﺭﺓ ﺍﳌﺸﺎﻋﺮ،
ﻭ ﻟﻠﻘﺎﻓﻴﺔ ﲨﺎﻝ ﺻﻮﰐ ﺧﺎﺹ ﺗﻀﻔﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﻈﺎﻡ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ
ﻣﻘﻄﻊ ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ ﻳﻠﺘﺰﻣﻪ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﰲ ﺁﺧﺮ ﻛﻞ ﺑﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ،ﻭ ﻛﺄﺎ ﻧﻐﻤﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ،ﻭ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠـﻒ
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﰲ ﺗﻌﺮﻳﻔﻬﺎ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ " :ﺑﺄﺎ ﺷﺮﻳﻜﺔ ﺍﻟﻮﺯﻥ ﰲ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ" ،1ﻭ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ
ﺃﻧﻴﺲ " :ﺑﺄﺎ ﻓﻮﺍﺻﻞ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺍﻟﺴﺎﻣﻊ ﺗﺮﺩﻳﺪﻫﺎ ﰲ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﺯﻣﻨﻴﺔ ﻣﻨﺘﻈﺮﺓ".2
ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺘﺒﻌﻨﺎ ﻣﻌﺎﱂ ﺍﻟﻘﺎﻓﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﺑﲔ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ ﻭﺟﺪﻧﺎﻫﺎ ﻣﺘﺤﺪﺓ ﺍﻟﺮﻭﻱ ﺍﻟـﺬﻱ ﻭﺭﺩ ﺩﺍﻟﻴـﺎ،
ﻭ ﺍﻟﺪﺍﻝ ﻛﻤﺎ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻬﻮﺭﺓ ،ﻭ ﺍﻟﱵ ﲢﻤﻞ ﺩﻻﻻﺕ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ،ﻭ ﺩﻻﻻﺕ ﺍﻟـﻨﺺ ﰲ
ﺍﻟﺮﺛﺎﺀ ﻭ ﻛﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﺰﺍﺯ ﺑﺎﻷﳎﺎﺩ ﻭ ﺍﻟﻔﺨﺮ ﻢ.
ﻓﺤﺴـﺎﻥ ﺑﻦ ﺛﺎﺑـﺖ ﻳﻌﱪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺮﺛﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺰﺍﺯﻩ ﻭ ﻓﺨﺮﻩ ﺑﺎﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠـﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴـﻪ
ﻭ ﺳﻠﻢ ،ﻭ ﻳﻌﺪﺩ ﻣﻨﺎﻗﺒﻪ ،ﻓﺎﻻﻟﻔﺎﻅ ﺍﻵﺗﻴﺔ ﺗﻌﱪ ﺑﻘﻮﺓ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ) ﺍﺳﻌﺪ ،ﳏﻤﺪ ،ﺃﺟـﻮﺩ ،ﻳﺮﺷﺪ ،ﳑﺠﺪ(
ﻭ ﻟﻘﺪ ﺭﺩﺩ ﺍﻟﺮﻭﻱ ) (46ﻣﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ ،ﻓﻠﺬﻟﻚ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻟﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ.
ﺃﺛﺮ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺍﻟﺮﻭﻱ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ :ﺗﻜﺮﺭ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺪﺍﻝ ﰲ ﺍﻟﻨﺺ ﺣﻮﺍﱄ 70ﻣـﺮﺓ ﻣـﻦ ﻫـﺎ 46
ﻛﺮﻭﻱ ،ﺃﻱ ﺑﻨﺴﺒﺔ ،%5,04ﺍﻱ ﻳﻌﲏ ﻫﺬﺍ ﺍﻥ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻳﻠﻘﻲ ﺑﻀﻼﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻄﺎﺏ ،ﻭ ﳓﻦ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ
ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺇﺫﺍ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺭﻭﻳﺎ ﻟﻘﺼﻴﺪﺗﻪ ﱂ ﻳﺰﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻋﺎﻟﻘﺎ ﺑﺬﻫﻨﻪ ،ﻣﺘﺮﺩﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻪ ،ﺑﻘﺼﺪ ﺃﻭ ﻋﻦ
ﻏﲑ ﻗﺼﺪ ﻭ ﻟﻌﻞ ﳍﺬﺍ ﺃﺛﺮ ﰲ ﺍﳌﺘﻠﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺮﺿﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﳏﻤﻼ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻹﳛـﺎﺀﺍﺕ ،ﻭ ﻫـﺬﺍ
ﺍﳊﺮﺏ ﳛﻤﻞ ﺩﻻﻟﺔ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻭ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻨﺺ ﰲ ﺍﻟﺮﺛﺎﺀ ﻭ ﻛﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﺰﺍﺯ ﺑﺎﻷﳎﺎﺩ ﻭ ﺍﻟﻔﺨﺮ ﻢ.
ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﻊ:
1
ﺍﺑﻦ ﺭﺷﻴﻖ ﺍﻟﻘﲑﻭﺍﱐ ،ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ،ﲢﻘﻴﻖ ﺩ .ﳏﻤﺪ ﻗﺮﻗﺰﺍﻥ ،ﺩﺍﺭ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ،ﺑﲑﻭﺕ ،ﻁ 1988 ، 1ﻡ ،ﺝ ،1ﺹ .150
2
ﳏﻤﻮﺩ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻳﺎﻗﻮﺕ ،ﻋﻠﻢ ﺍﳉﻤﺎﻝ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ) ،ﺩ ،ﻁ ()ﺩ،ﺕ(1996 ،ﻡ ،ﺹ .242
-26-
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ:
ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﱵ ﺷﺪﺕ ﺍﻧﺘﺒﺎﻩ ﻧﻘﺎﺩﻧﺎ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ﻓﺎﻋﺘﱪﻭﻫﺎ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻣـﺬﻫﺐ ﺣـﺬﺍﻕ
ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺍﳌﻄﺒﻮﻋﲔ ﳑﻦ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺳﻨﻨﻬﻢ ﻭ ﺍﻟﻨﺴﺞ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻮﺍﻟﻪ.
ﻭ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﻊ" ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺮﻭﺽ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﻴﻪ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻀﺮﺑﻪ :ﺗﻨﻘﺺ ﺑﻨﻘﺼﻪ ﻭ ﺗﺰﻳﺪ ﺑﺰﻳﺎﺩﺗـﻪ" ،1ﻭ ﻻ
ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻ ﰲ ﺍﳌﻄﻠﻊ ،ﻓﻴﻌﺮﻑ ﺑﻪ ﻗﺒﻞ ﲤﺎﻡ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺭﻭﻱ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻭ ﻗﺎﻓﻴﺘﻬﺎ ،ﻭ ﻟﻪ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﳌﺎ ﻓﻴﻬﺎ
ﻣﻦ ﻧﻐﻢ ﳛﺪﺙ ﰲ ﺃﺫﻥ ﺍﳌﺘﻠﻘﻲ ﻣﺎ ﻳﺸﺪ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻪ ،ﻓﻴﺪﺧﻞ ﰲ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺃﻭﻝ ﻭﻫﻠﺔ ﻣﺴﺘﺴـﻠﻤﺎ ﻻﻱ
ﺗﺄﺛﲑ ﺗﺘﻐﻴﺎﻩ.
ﻳﺘﺠﻠﻰ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﻊ ﰲ ﺍﺧﺘﺘﺎﻡ ﻣﺼﺮﺍﻋﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼـﻴﺪﺓ ﲟﻘﻄـﻊ ﺻـﻮﰐ ﻭﺍﺣـﺪ،
ﻓﺎﻟﻌﺮﻭﺽ ﻭ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﻛﻼﳘﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺯﻥ ) ﻣﻔﺎﻋﻠﻦ( ) ﻭ ﻣﻌﻬﺪﻭ = ﻭ ﻤﺪﻭ( ،ﻓﻤﻊ ﺍﺗﻔـﺎﻕ ﰲ ﺍﳌـﺪ
ﺍﳌﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺘﺄﻭﻩ ﺣﺰﻧﺎ ﻭ ﳍﻔﺔ ﰲ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺪﺍﻝ ﻭ ﻫﻮ ﺻـﻮﺕ ﺷـﺪﻳﺪ ﻭ ﻣﻬﺠﻮﻝ ﻣﻨﻔﺘﺢ ﻭ ﻫﻮ ﻣـﺎ
ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺭﺛﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ.
-27-
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ:
ﺇﻥ ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻻ ﺗﻨﺤﺼﺮ ﰲ ﺍﻻﻳﻘﺎﻉ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ ﻓﺤﺴﺐ ،ﺑﻞ ﺗﺘﻌﺪﺍﻩ ﻏﻠﻰ ﺍﻳﻘـﺎﻉ ﻣﻮﺳـﻴﻘﻲ
ﺧﻔﻲ ﻭ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺑﺎﻹﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ،ﻭ ﻳﻌﺪ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺼـﻮﺗﻴﺔ ﻳﺘﻤﺜـﻞ ﰲ ) ﺫﻟـﻚ
ﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺑﲔ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﰲ ﻛﻠﻤﺔ ﻭ ﺑﲔ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ.1
ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ) ...ﺗﺮﺟﻴﻊ ﻣﻨﻈﻢ ﰲ ﺣﺮﻭﻑ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺃﻭ ﺍﻷﺑﻴـﺎﺕ ﻭ ﺗﻜـﻮﻥ
ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻣﺘﻨﺎﻏﻤﺔ ﻭ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻨﻈﻢ(.2
ﻭ ﻻ ﺗﺘﻮﻟﺪ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺯﻥ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﺗﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﻟﻔﺎﻅ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺼـﻮﺗﻴﺔ ،ﻭ ﻻ
ﳝﻜﻦ ﻓﺼﻞ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺍﻥ ﺍﳌﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ،ﰲ ﺍﻛﺘﻤﺎﻝ ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻴﺪﻝ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ.
ﺃﻱ ﻧﺺ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﲨﻠﺔ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺘﺮﺩﺩ ﻭ ﻗﺪ ﲣﺘﻔﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﰲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ،
ﻓﻘﺪ ﺍﺷﺘﻤﻞ ﺍﻟﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﺄﺩﺭﺟﻨﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﺍﻟﱵ ﲤﺜـﻞ ﲰـﺔ
ﺃﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﺑﺎﺭﺯﺓ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺮﻭﻑ ﺗﻜﺘﺐ ﻭ ﻻ ﺗﻨﻄﻖ ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻘﻊ ﰲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻟﻌﺪﻡ ﺗﺄﺛﲑﻫﺎ
ﰲ ﺍﳌﺘﻠﻘﻲ ،ﻳﺆﻛﺪ ﺍﻹﺣﺼﺎﺀ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﰲ ﺍﻟﻨﺺ.
ﻭ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﻟﻼﺻﻮﺍﺕ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺃﳘﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﻓﻬﻲ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺩﻻﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﱵ ﺗـﻮﺣﻲ
ﺎ ﺗﺼﻨﻊ ﺍﻟﻨﻐﻢ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﺑﻴﺤﺚ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﳌﺘﻠﻘﻲ ﺩﺍﺋﻢ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﲟﺎ ﺗﻮﺣﻲ ﻟﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺻﻮﺍﺕ ﻷﺎ ﲢﻤﻞ ﰲ
ﻃﻴﺎﺎ ﻗﻴﻤﺎ ﺩﻻﻟﻴﺔ ﻭ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺗﺆﺳﺲ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﻭ ﺗﻀﻤﻦ ﻟﻪ ﺗﺪﺍﻭﻟﻪ ﺑﲔ ﻣﺘﻠﻘﻴﻪ ،ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻗﻮﺍﻧﻴﻨﻪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺺ ﺑﻜﻞ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻘﻲ ﻣﺎ ﻳﻼﺋﻤـﻪ
ﻣﻦ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺗﻮﺣﻲ ﺑﺎﳌﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﻗﺪ ﲢﺖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ.3
1
ﺍﳉﺎﺣﻆ ﺍﺑﻮ ﻋﻤﺮﻭ ﻋﺜﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺘﺒﻴﲔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﳉﻴﻞ ،ﺑﲑﻭﺕ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ) ،ﺩ،ﻁ() ،ﺩ،ﺕ( ،ﺹ .196
2ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﺮﺑﺎﻋﻲ ،ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﰲ ﺷﻌﺮ ﺃﰊ ﲤﺎﻡ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﲑﻣﻮﻙ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ،ﺍﻷﺭﺩﻥ ،ﻁ ،1980/1ﺹ .255
ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﲰﻌﻮﻥ ،ﲢﻠﻴﻞ ﺃﺳﻠﻮﰊ ﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺭﺅﻳﺎ ﻷﺩﻭﻧﻴﺲ ﻣﺎﺟﻴﺴﺘﲑ ﰲ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،2004/2003ﺹ 43
3
-28-
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ:
ﺎ ﻣﻨﺒﺮ ﺍﳍﹶﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﱢﻱ ﻛﹶﺎﻥﹶ ﻳﺼﻌﺪ ﻭﻻﹶ ﺗﻨﻤﺤﻲ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺩﺍﺭﹺ ﺣﺮﻣﺔ ٍ
ﻓﻔﻲ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻵﺗﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻷﻭﻝ ) ﺭﺳﻢ ،ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ،ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ( ﳒﺪ ﺃﻥ ﺣﺮﻑ "ﺍﻟﺴﻦ" ﳛﺪﺙ ﺻﻔﲑﺍ،
ﻳﻀﺎﻑ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﺮﻑ ﺍﻟﺮﺍﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﳒﺪﻩ ﰲ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﺍﻵﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺜﺎﱐ ) :ﺩﺍﺭ ﺣﺮﻣﺔ ،ﻣﻨﱪ( ،ﻓﺎﻟﺘﻨﺎﻏﻢ
ﺍﳊﺎﺻﻞ ﰲ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺑﲔ ﺍﳊﺮﻓﲔ )ﺍﻟﺴﲔ ﻭ ﺍﻟﺮﺍﺀ( ﳜﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺟﻮﺍ ﳑﻴﺰﺍ ﺇﺫ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻗﺘـﺮﺍﻥ ﺃﻭ ﲡـﺎﻭﺯ
ﻫﺬﻳﻦ ﺍﳊﺮﻓﲔ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻠﺒﻌﺪ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ؛ ﻭ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﺍﻟﱵ ﺃﻭﺭﺩﻧﺎﻫـﺎ ﻧﺴـﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ
ﻧﺴﺘﻘﺮﺉ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﰲ ﺍﻧﻔﻌﺎﻻﺎ ﻭ ﻋﻮﺍﻃﻔﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﲢﻤﻞ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﳊﺰﻥ ﻭ ﺍﻷﱂ ،ﻛﻤﺎ ﻧﻠﺤـﻆ
ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺛﻴﺔ ﻣﻮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﺣﲔ ﻳﻨﺒﺜﻖ ﻟﻨﺎ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﳌﺘﻘﻄﻊ ،ﺃﻭ ﺗﻠـﻚ
ﺍﳌﺸﺎﻋﺮ ﺍﳊﺰﻳﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻐﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﱵ ﲤﺘﺰﺝ ﺑﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﺍﳌﺪﻓﻮﻧﺔ ﺑﲔ ﺍﻷﻃﻼﻝ ،ﻓﺘﺘﺤﻮﻟﻪ ﺗﻠﻚ
ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ) ﺍﻬﻮﺭﺓ ،ﻭ ﺍﳌﻬﻤﻮﺳﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻭ ﺍﳌﻤﺪﻭﺩﺓ (... ،ﺇﱃ ﻧﺒﻀﺎﺕ ﻣﺘﻮﺟـﺔ ﻭ ﺯﻓـﺮﺍﺕ
ﳏﺮﻗﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺗﺴﺘﺤﻴﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﳌﻘﺎﻃﻊ ) ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺼﲑﺓ ﻭ ﺍﳌﻨﺒﻮﺭﺓ ﻭ ﻏﲑ ﺍﳌﻨﺒـﻮﺭﺓ ( ...ﺇﱃ ﺯﻭﺍﻳـﺎ
ﻋﻤﻴﻘﺔ ﰲ ﻭﺟﺪﺍﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺗﺘﺠﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﺻـﻮﺍﺕ ﺍﳌـﺎﺿﻲ ،ﻭ ﳘﻮﻡ ﺍﳊﺎﺿﺮ ،ﻓﺎﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ
ﻭ ﺍﻟﻨﱪ ﰲ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻣﺸﺤﻮﻧﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺳﻴﺎﻗﻬﺎ ﺑﺎﻷﺳﻰ ﻭ ﺍﳊﲑﺓ ،ﻓﺎﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ) ﻃﻴﺒﺔ ﻭ ﻣﻌﻬﺪ( ) ،ﺭﺳﻮﻝ،
ﻣﻨﲑ ،ﺭﺳﻢ( ،ﻗﺪ ﺍﻛﺘﺴﺒﺖ ﺃﳘﻴﺔ ﻭﺟﺪﺍﻧﻴﺔ ﻭ ﺗﺄﻛﻴﺪﺍ ﻧﻔﺴﻴﺎ ﻋﻤﻴﻘﺎ ﺑﻔﻀﻞ ﻃﻮﻝ ﺍﳌﻘﻄـﺎﻉ )ﺳـﻮ( ﰲ
ﺭﺳﻮﻝ ،ﻭ ) ﱐ( ﰲ ﻣﻨﲑ ﻭ ) ﺳﻮ( ﰲ ﺭﺳﻮﻡ ،ﻭ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﻨﱪ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﱄ :ﺍﻟﻼﻡ ،ﺍﻟﺮﺍﺀ،
ﺍﳌﻴﻢ ،ﺍﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻄﻊ ﻗﺼﲑ ،ﻣﻨﺢ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻗﺪﺭﺓ ﰲ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﻤﺲ ﰲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻪ ﺻﻮﺗﺎ ﻳﺄﻧﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻳﻄﻤﺌﻦ،
ﻭﺃﻥ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﳍﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﰲ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ.
-29-
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ:
ﺍﻟﺘﺬﻭﻕ ﺍﻟﻮﺟﺪﺍﱐ ﳌﺪﻟﻮﻻﺕ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﺍﻟﱵ ﻧﺴﺘﻨﻄﻘﻬﺎ ﲡﻌﻞ ﺍﻟﻘﺼﺪ ) ﺑﻄﻴﺒﺔ ﺭﺳﻢ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﻭﻣﻌﻬﺪ(،
ﻫﻲ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ﻷﺎ ﺗﺴﺘﻘﺮ ﰲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﲟﺎ ﲢﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﺩﻻﻻﺕ ﻭ ﺇﳛﺎﺀﺍﺕ ،ﻓﺈﻥ ﺗﻐـﲑﺕ ﻫـﺬﻩ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ﺃﻭ ﺗﺒﺪﻟﺖ ﺗﺒﻘﻰ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﻭ ﺍﻷﺣﺎﺳﻴﺲ ﺣﻴﺔ ﻣﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺒﺪﻝ.1
ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ:
ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﰲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﺎ ﻭﺛﻴﻘﺎ ﲝﺮﺹ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ﻣﻬﻢ ﻭ ﻫﻮ ﺗﺒﻠﻴﻎ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﻋﻦ
ﻃﺮﻳﻖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻨﻐﻴﻢ ﺍﻟﺼﻮﰐ ﺍﳌﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻔﻈﺔ ﺃﻳﺎ ﻛﺎﻧﺖ ،ﻭ ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻫﻮ " ﻣﺼﺪﺭ ﻛﺮﺭ
ﺇﺫﺍ ﺭﺩﺩ ﻭ ﺃﻋﺎﺩ ﻳﻘﺎﻝ ﻛﺮﺭ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺗﻜﺮﻳﺮﺍ ،ﻭ ﺗﻜﺮﺍﺭﺍ :ﺃﻋﺎﺩﻩ ﻣﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﺧﺮﻯ" ،2ﻭ ﺍﺻﻄﻼﺣﺎ ﻫﻮ" :
ﺃﻥ ﻳﻜﺮﺭ ﺍﳌﺘﻜﻠﻢ ﺍﻟﻠﻔﻈﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺑﺎﻟﻠﻔﻆ ﻭ ﺍﳌﻌﲎ ﻭ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺃﻭ ﺍﳌﺪﺡ ﺃﻭ ﺍﻟﺬﻡ ﺃﻭ
ﺍﻟﺘﻬﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﺃﻭ ﺍﻻﻧﻜﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻮﺑﻴﺦ ﺃﻭ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺫ ﻟﻐﺮﺽ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﺮﺍﺽ".3
ﺇﻥ ﻟﻠﺘﻜﺮﺍﺭ ﻋﻨﺪ ﺣﺴﺎﻥ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﺩﻭﺭﺍ ﻛﺒﲑﺍ ﰲ ﻋﻜﺲ ﲡﺮﺑﺘﻪ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ،ﺍﻟﱵ ﺷﻜﻠﻬﺎ ،ﺑﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ
ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻭﺛﻴﻖ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎﳌﻌﲎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ،ﻓﺎﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﻋﻨﺼﺮ ﻓﻌﺎﻝ ﰲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺣﺴﺎﻥ ﺑـﻦ
ﺛﺎﺑﺖ ،ﻓﻬﻮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﻛﺰ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﻢ ﻣﻌﲔ ،ﳚﻌﻠﻪ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ " ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ" ،ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻤﺤـﻮﺭ ﺣﻮﳍـﺎ
ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻛﻠﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ " ﺑﻄﻴﺒﺔ ﺭﺳـﻢ ﻟﻠـﺮﺳﻮﻝ" ،ﺍﻟﱵ ﻛﺮﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ "ﳏﻤﺪ
ﻭ ﻣﺮﺍﺩﻓﺎﺗﻪ" ،ﻭ ﻟﻠﺘﻜﺮﺍﺭ ﰲ ﺷﻌﺮ ﺣﺴﺎﻥ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﲡﻠﻴﺎﺕ ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻣﻨﻬﺎ:
ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﰐ ﻟﺮﺳﻢ ﺻﻮﺭﺓ ،ﺍﻭ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻛﻠﻤﺔ ﺃﻭ ﻋﺒﺎﺭﺓ ،ﺗﺘﻜﺮﺭ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ،ﻭ ﻗﺪ
ﳝﺘﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﻟﻴﺸﻤﻞ ﺑﻴﺘﲔ ﻣﺘﺘﺎﻟﲔ ﻭ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻨﻪ ﻫﻮ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﳌﺘﻠﻘﻲ ﻭ ﺗﻮﺟﻴـﻪ ﺫﻫﻨـﻪ ﳓـﻮ
ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﳌﺴﺘﺨﺼﺮﺓ ،ﳋﻠﻖ ﻣﺎﻳﺴﻤﻰ ﳊﻈﺔ ﺍﻟﺘﻜﺜﻴﻒ ﺍﻟﺸﻌـﻮﺭﻱ ،ﺃﻭ ﳊﻈـﺔ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓـﻖ ﺍﻟﺸـﻌﻮﺭﻱ
ﺑﲔ ﺍﳌﺒﺪﻉ ﻭ ﺍﳌﺘﻠﻘﻲ ،ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﰲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺃﻡ ﻭﺳﻄﻬﺎ ﺃﻡ ﺎﻳﺘﻬﺎ ،ﻭ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ
ﺣﺴﺎﻥ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﻟﻨﻘﻞ ﲡﺮﺑﺘﻪ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭﻳﺔ ،ﲜﻌﻞ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻜﺮﺭﺓ ،ﺍﳌﻔﺘﺎﺡ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻮﻟﻮﺝ
ﺇﱃ ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ،ﻓﺎﻟﺸﺎﻋﺮ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﳜﺘﺎﺭ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻭ ﻳﻨﺴـﺠﻢ ﻣﻌـﻪ؛
ﻟﻨﻘﻞ ﺇﺣﺴﺎﺳﻪ ﻋﱪ ﻣﺆﺷﺮﺍﺕ ﺗﻨﺒﺊ ﲝﺪﺙ ﳏﺪﺩ ﺃﻭ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻌﲔ.
3
ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺔ ﺍﳊﻤﻮﻱ ،ﺧﺰﺍﻧﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﻭ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻷﺩﺏ ،ﺩﺍﺭ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﳍﻼﻝ ،ﺑﲑﻭﺕ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺩ،ﻁ ،ﺩ ،ﺕ ،ﺝ ،1ﺹ .361
-30-
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ:
ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﻋﻨﺼﺮ ﻓﻌﺎﻝ ﰲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻋﻨﺪ ﺣﺴﺎﻥ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ،ﻓﻬﻮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﻛﺰ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣـﻪ
ﻋﻠﻰ ﺍﺳﻢ ﻣﻌﲔ ،ﳚﻌﻠﻪ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ " ﺍﳌﺮﻛﺰﻳﺔ" ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻤﺤﻮﺭ ﺣﻮﳍﺎ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻛﻠﻬﺎ ،ﻛﻤﺎ ﻓﻌـﻞ ﰲ ﻫـﺬﻩ
ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﺮﺭ ﻓﻴﻪ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ "ﳏﻤﺪ ﻭ ﻣﺮﺍﺩﻓﺎﺗﻪ" ﺛﻼﺙ ﻋﺸﺮ ﻣﺮﺓ ،ﻟﻘﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺃﻥ ﻳﻌﱪ
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﺍﳊﺰﻳﻦ ﻟﻔﻘﺪﻩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺘﻈﺎﻓﺮﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ
ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﺪﻭﺍﻝ ﺍﳌﺘﺪﺍﺧﻠﺔ ،ﺍﻟﱵ ﺗﻌﱪ ﻋﻦ ﺭﻧﲔ ﺍﻟﺬﻛﺮﻱ ﻭ ﺗﺄﺛﲑﻫﺎ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﲟﺎ ﺗﺒﺜﻪ ﻣـﻦ ﺩﻣـﻮﻉ
ﻭ ﺃﺷﺠﺎﻥ ،ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﺒﺪﻱ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ " :ﺃﺑﻜﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ،ﺁﻻﺀ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ،ﻗﺪ ﺷﻐﻔﻬﺎ ﻓﻘﺪ ﺃﲪﺪ ،ﺭﺯﻳـﺔ
ﻳﻮﻡ ﻣﺎﺕ ﻓﻴﻪ ﳏﻤﺪ ،ﻓﺒﻜﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻳﺎ ﻋﲔ ﻋﱪﺓ ،ﻣﺎ ﻓﻘﺪ ﺍﳌﺎﺿﻮﻥ ،ﻣﺜﻞ ﳏﻤﺪ" ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﱂ
ﻳﺸﻜﻞ ﻫﻨﺪﺳﺔ ﺇﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ﻓﺤﺴﺐ ،ﻭ ﺇﳕﺎ ﺷﻜﻞ ﺍﻳﻀﺎ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺑﻨﺎﺋﺔ ﺇﺫ ﺟﻌﻠﻪ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﺘﺮﻛﺰﺍ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎ ﻟﻜﻞ
ﺍﻻﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ ،ﻓﺠﻌـﻞ ﲨﻴـﻊ ﺍﻷﺑﻴـﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺪﻻﱄ ،ﺗﺪﻭﺭ ﰲ ﻓﻠﻚ ﺍﳊﺰﻥ
ﻭ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﻭ ﺍﻟﺸﻮﻕ ،ﻭ ﻣﺎ ﺗﺜﲑﻩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﻣﻦ ﻣـﺂﺳﻲ ﻭ ﺃﺣﺰﺍﻥ ،ﻭ ﺟﺴﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻌﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺗﻜﺮﺍﺭﻩ ﰲ ﻣﻌﻈﻢ ﻣﻘﺎﻃﻌﻪ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺻﺮﺍﻋﺎ ﻋﻤﻴﻘﺎ.
-2ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﱯ:
ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﻳﺪﺭﺱ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﻭ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ ﻓﻬﻮ ﻛﻔﻴـﻞ ﺑﻜﺸـﻒ ﻣﺴـﺎﻓﺎﺕ
ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﻝ ﺇﱃ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﻭ ﻳﺪﺭﺱ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﺍﳉﻤﻠﺔ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ ﻭ ﺃﺛﺮ ﻛﻞ ﺟﺰﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻵﺧﺮ ﻭ
ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺮﺑﻂ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﳉﻤﻠﺔ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺪﺭﺱ ﺍﻟﻈـﻮﺍﻫﺮ ﺍﻷﺩﺑﻴـﺔ ﺍﻟﺴـﻤﺎﺕ ﺍﻷﺳـﻠﻮﺑﻴﺔ ﺍﳌﺘﻤﺜﻠـﺔ ﰲ
ﺍﻻﻧﺰﻳﺎﺣﺎﺕ:
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﳉﻤﻠﺔ:
ﻻﺷﻚ ﺃﻥ ﰲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﳉﻤﻠﺔ ﺃﳘﻴﺔ ﻛﺒﲑﺓ ﻭﻓﺎﺋﺪﺓ ﻋﻈﻤﻰ" ﺍﺫ ﻳﻬﺎ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﻭﻟﻴﺲ
ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻄﺎﺏ ﲟﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﳉﻤﻠﺔ" ،1ﻭﻟﻘﺪ ﺗﻌﺪﺩﺕ ﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻬﺎ ﺑﺘﻌﺪﺩ ﺍﳌﻌﺎﻳﲑ ﻭﺍﻟﻀـﻮﺍﺑﻂ ﺍﳌﺘﺤﻜﻤـﺔ ﰲ
ﺫﻟﻚ،ﻛﺎﻟﺒﺴـﺎﻃﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ )ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻭﻣﺮﻛﺒﺔ ( ،ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻟﻠﺠﻤﻠـﺔ )ﺍﲰﻴـﺔ ،ﻓﻌﻠﻴـﺔ،
ﻭﺻﻔﻴﺔ (... ،ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﻭﻋﺪﻣﻪ ) ﺃﺻﻠﻴﺔ ﺗﺴﺘﻘﻞ ﺑﺬﺍﺎ ،ﻭﻓﺮﻋﻴﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠـﻰ ﻏﲑﻫـﺎ ( ﻭﺍﻟﺘﻤـﺎﻡ
ﻭﺍﻟﻨﻘﺺ ) ﻣﺎﻳﺬﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﻛﻨﺎ ﺍﻻﺳﻨﺎﺩ ،ﺃﻭﻣﺎ ﳛﺬﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺣﺪﳘﺎ ( ،ﻭﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﻭﺇﻋﺎﺩﺗﻪ ،ﻭﺍﻟﺪﻻﻟـﺔ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺠﻤﻠﺔ ،ﻭﻓﻴﻬﺎ :
1
ﺃﲪﺪ ﺷﺎﻣﻴﺔ :ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺒﻼﻍ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ،ﻁ 1ﺳﻨﺔ ،2002ﺹ . 36
-31-
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ:
1ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺣﺴﻨﲔ :ﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ ﺑﲔ ﺍﳉﻤﻞ ﰲ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ،ﺍﻠﺔ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﰲ ﻧﻘﺪ ،ﺍﻟﻨﺎﺩﻱ ﺍﻷﺩﰊ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ
ﲜﺪﺓ،10...ﺝ2001/ 39ﺹ .42
-32-
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ:
)ﻳﻨﻄﻠﻖ( ﻹﺛﺒﺎﺕ ﺍﻻﻧﻄﻼﻕ ،ﲨﻊ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺜﻠﻪ ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﻹﺛﺒﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﻻ ﻟﻨﻔﻴﻬﺎ :ﺃﻻ ﺗﺮﻯ
ﺃﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﻧﻔﻲ ﺷﻲﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﳊﻘﺘﻪ ﺣﺮﻑ ﺍﻟﻨﻔﻲ ﻓﻘﻠﺖ :ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ،ﻭ ﱂ ﻳﻔﻌﻞ ﻭ ﻟﻦ ﻳﻔﻌﻞ ﻭ ﻻ
ﺗﻔﻌﻞ ﻭ ﳓﻮ ﺫﻟﻚ(1؛ ﺣﻴﺚ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﳓﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺃﺎ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺃﻭ ﺧﱪ ﻳﻨﻘﻞ؛ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﳉﻤﻠﺔ
ﺍﳌﻨﻔﻴﺔ ﺳﻴﻄﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺺ ﰲ ﺻﻴﻎ ﳐﺘﻠﻔﺔ ،ﻓﺄﺣﻴﺎﻧﺎ ﺗﺮﺩ ﺇﲰﻴﺔ ﻭ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺮﺩ ﻓﻌﻠﻴﺔ ﻭ ﻣﻨﻬﺎ:
ﺍﳉﻤﻠﺔ ﺍﳌﻨﻔﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ :ﻭ ﺫﻛﺮﺕ ﰲ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ. ﺃ-
-ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺜﺎﱐ؛ ﰲ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋـﺮ ) ﻻ ﺗﻨﻤﺤﻲ ﺍﻵﻳﺎﺕ( ﻭ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﳒﺪ ) ﱂ ﺗﻄﻤﺲ(،
ﻭ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺜﺎﻣﲔ ) ﻭ ﻣﺎ ﺃﺩﺭﻯ( ،ﻭ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ ﰲ ﻋﺠﺰﻩ ) ﻻ ﻳﻮﺳﺪ( ﻭ ﰲ ﺻﺪﺭ
ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻳﻘﻮﻝ :ﻭ ﻣﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺃﻣﺮ ﻋﺸﲑﻩ.
-ﻭ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻭ ﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ﳒﺪ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ) ﻭ ﻣﺎﻟﻚ ﻻ ﺗﺒﻜﲔ ﺫﺍ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﱵ ،(...ﻭ ﰲ
ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﳋـﺎﻣﺲ ﻭ ﺍﻟﺜﻼﺛـﻮﻥ ) :ﻭ ﻣﺎ ﻓﻘﺪ ﺍﳌﺎﺿـﻮﻥ ﻣﺜـﻞ ﳏﻤﺪ( ،ﻭ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺴـﺎﺩﺱ
ﻭ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ ) :ﻻ ﻳﻨﻜﺪ( ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭ ﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ ﳒﺪ ﻗﻮﻟﻪ ) ﻻ ﻳﻠﻐﻰ ﻟﻘﻮﱄ ﻏﺎﺋﺐ(،
ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﳍﺎ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ.
ﺏ -ﺍﳉﻤﻠﺔ ﺍﳌﻨﻔﻴﺔ ﺍﻹﲰﻴﺔ :ﻭ ﺫﻛﺮﺕ ﰲ ﺍﻷﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
-ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭ ﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ﰲ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ) :ﻟﻐﻴﺒﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺗﻌﻬﺪ( ،ﻭ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺖ
ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ ﰲ ﻋﺠﺰﻩ ) ﻻ ﻣﺜﻠﻪ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻳﻮﺟﺪ( ،ﻭ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﻭ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ ﳒﺪ ﰲ
ﻋﺠﺰﻩ ) :ﻻ ﻣﺜﻠﻪ ﺣﱴ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻳﻔﻘﺪ( ،ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﻴﺖ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭ ﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ ) ﻓﻼ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﳏﺒﻮﺱ
ﻭﻻ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻳﻔﻨﺪ( ،ﻭ ﰲ ﻋﺠﺰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺜﺎﱐ ﻭ ﺍﻷﺭﺑﻌﻮﻥ ﳒﺪ ) :ﻭ ﻟﻴﺲ ﻫﻮﺍﺋﻲ ﻧﺎﺯﻋﺎ ﻋﻦ
ﺛﻨﺎﺋﻪ(.
ﻓﻨﻼﺣﻆ ﻫﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﳉﻤﻞ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﺍﳌﻨﻔﻴﺔ ﻭﺭﺩﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﳉﻤﻞ ﺍﻹﲰﻴﺔ ﺍﳌﻨﻔﻴﺔ ،ﻭ ﻛﻤﺎ
ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻓﺈﻥ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﳉﻤﻞ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﳊﺮﻛﺔ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻨﻔﻴﺔ
ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﳊـﺎﻟﺔ ) ﻛﻤﺎ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴـﺪﺓ( ﻓﻠﻬﺎ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﺳﺘﺤﺼﺎﺭ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ
ﻭ ﺧﺼﺎﻟﻪ ﺑﻨﻔﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﲑﻩ ﳑﺜﻼ ﳌﻜﺎﻧﺘﻪ ﻭ ﻫﻴﺒﺘﻪ ) ﺃﻭ ﻣﻸ ﻟﻔﺮﺍﻏﻪ ﻭ ﻣﻜﺎﻧﻪ(.
1
ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺼﻠﻴﱯ ،ﺍﳉﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﰲ ﳐﺘﺎﺭﺍﺕ ﺑﻦ ﺍﻟﺸﺠﺮﻱ ،ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺑﻨﻴﻮﻳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﺇﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ،ﺝ،1ﺩﺍﺭ ﻫﻮﻣﺔ ،ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ) :ﺩ،ﻁ،ﺕ( ،ﺹ .21
-33-
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ:
-34-
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ:
ﻳﻮﺟﺪ-ﻳﻔﻘﺪ-ﻳﻨﻜﺪ-ﻳﺘﻠﺪ-ﻳﺴﻮﺩ-
ﻳﻔﻨﺪ-ﺃﻗﻮﻝ-ﻳﻠﻐﻲ-ﺃﺧﻠﺪ-ﺃﺭﺟﻮ-
ﺍﺳﻌﻰ-ﺃﺟﻬﺪ.
ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﻳﻈﻞ ﺗﻘﺴﻴﻤﺎ ﻧﺴﺒﻴﺎ ،ﻓﻔﻴﻪ ﻣﺰﺍﻭﺟﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻔﻌﻠﲔ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻭ ﺍﳌﻀﺎﺭﻉ ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺓ
ﺣﺴﺎﻥ ﺣﻴﺚ ﺑﻠﻎ ﻋـﺪﺩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﳌﻀﺎﺭﻋﺔ ﺣـﻮﺍﱄ 63ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻓﻌـﺎﻝ ﺗﺪﻝ ﻋﻠـﻰ ﺍﳊﺮﻛــﺔ
ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ،ﻓﻜﺄﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺒﻠﻐﻨﺎ ﻋﻤﻖ ﲡﺮﺑﺘﻪ ﺍﻟﺸـﻌﺮﻳﺔ ،ﻭ ﺍﻟـﱵ ﻳﻼﺋﻤﻬـﺎ ﰲ
ﺍﻟﺘﺮﺍﻛﻴﺐ ﺍﻟﻨﺤﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﳌﻀﺎﺭﻉ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﳓﻮ 20ﻓﻌﻼ
ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﻓﻌﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺿﺢ ﰲ ﺍﳉﺪﻭﻝ ﺃﻋﻼﻩ؛ ﻭ ﻫﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠـﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺸـﺎﻋﺮ
ﻳﺴﺘﺤﻀﺮ ﺧﺼﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳـﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺪﻻﻟﺔ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﳌﻀﺎﺭﻉ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﳌﺎﺿﻲ ﻭ ﺍﻷﻣﺮ،
ﻭ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﻨﺴﻰ ﻣﻮﺕ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ،ﻭ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻨﻪ ﺑﺼـﻴﻐﺔ ﺍﳊﺎﺿـﺮ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﻧﻴﺔ.
ﺍﻹﻧﺰﻳﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ:
ﻭ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﳋﺼﻮﺹ ﰲ ﺍﻟﺘﻘﺪﱘ ﻭ ﺍﻟﺘﺄﺧﲑ ،ﻭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ
ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﱯ ﺍﻟﻨﺤﻮﻱ.
/1ﺍﻟﺘﻘﺪﱘ ﻭﺍﻟﺘﺄﺧﲑ:
ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻫﻢ ﺍﻻﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﱴ ﲢﻘﻖ ﺍﻻﻧﺮﻳﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﳉﻤﻠﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﺳﻠﻮﺏ ﻭﻫﻮ ﺃﺳـﻠﻮﺏ
ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ ﺃﺷﺪ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺭﺷﻴﻖ ":ﻭﺭﺃﻳﺖ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺑﻠﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﻻﳛﻜﻢ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﻡ
ﻭﻻ ﻳﻘﻀﻲ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﰲ ﺷﻌﺮﻩ ﺍﻟﺘﻘﺪﱘ ﻭ ﺍﻟﺘﺄﺧﲑ ،"1ﻭﻗﺪ ﺧﺼﺼﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺍﳉﺮﺟﺎﱐ
ﺑﺒﺎﺏ ﰲ ﺩﻻﺋﻠﻪ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ ..." :ﻫﻮ ﺑﺎﺏ ﻛﺜﲑ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺟﻢ ﺍﶈﺎﺳﻦ ،ﻭﺍﺳﻊ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ،ﺑﻌﻴﺪ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ
ﻻﻳﺰﺍﻝ ﻳﻔﺘﺮﻟﻚ ﻋﻦ ﺑﺪﻳﻌﺔ ﻭﻳﻔﻀﻲ ﺑﻚ ﺇﱃ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺮﻯ ﺷﻌﺮﺍ ﻳﺮﻭﻗﻚ ﻣﺴـﻤﻌﻪ ،ﻭﻳﻠﻄـﻒ
ﻟﺪﻳﻚ ﻣﻮﻗﻌﻪ ،ﰒ ﺗﻨﻈﺮ ﻓﺘﺠﺪ ﺳﺒﺐ ﺃﻥ ﺭﺍﻗﻚ ﻭﻟﻄﻒ ﻋﻨﺪﻙ ﺃﻥ ﻗﺪﻡ ﻓﻴﻪ ﺷﺊ ﻭﺣﻮﻝ ﺍﻟﻠﻔـﻆ ﻋـﻦ
-35-
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ:
ﻣﻜﺎﻥ ﺃﱃ ﻣﻜﺎﻥ" ،1ﻭﳍﺬﺍ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻳﺴﺘﻌﲔ ﺎ ،ﻭﻏﺎﻳﺎﺕ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻓﻬﻮ ﻻﳛﺪﺙ ﻋﺒﺜـﺎ،
ﺇﳕﺎ ﻫﻮ ﻣﻘﺮﻭﻥ ﺑﻔﻜﺮ ﺍﳌﺨﺎﻃﺐ ﻭﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ،ﻭﺑﻨﻔﺲ ﺍﳌﺨﺎﻃﺐ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﺤﺴﺐ ﺗﺮﺗﻴـﺐ
ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﰲ ﺫﻫﻦ ﺍﻟﺒﺎﺕ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻛﻼﻣﻪ .
ﻭ ﻣﻬﻤﺘﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﱴ ﳛﻘﻘﻬﺎ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﳓﺎﻭﻟﻪ
ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺣﺴﺎﻥ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﻣﻊ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺃﱃ ﺃﻧﻨﺎ ﺳﻨﺨﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻤﺎﺕ ﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﻣﺎﳜﺪﻡ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ
ﺍﻟﱴ ﻧﺮﻳﺪ ﻛﺸﻔﻬﺎ .
1ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ ﺍﳉﺮﺟﺎﱐ :ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ،ﻣﻮﻓﻢ ﻟﻠﻨﺸﺮ ،ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ،ﻁ ،1991 ،1ﺹ .117
2ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ،ﺍﳌﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺹ .45
-36-
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ:
-37-
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ:
ﺬﺍ ﺍﻟﺮﺍﺑﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ،ﻓﻬﻲ ﺍﻟﱵ ﺧـﺮﺝ ﻣﻨـﻬﺎ ﻧـﻮﺭ
ﺍﻹﺳﻼﻡ.
ﻫـ /ﺗﻘﺪﱘ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﳌﺒﲏ ﻟﻠﻤﺠﻬﻮﻝ:
ﻭ ﻳﺮﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﰲ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ:
1
ﺩﻟﻴﻞ ﺑﻪ ﺞ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻳﻘﺼﺪ ﻓﺒﻴﻨﺎﻫﻢ ﰲ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﷲ ﺑﻴﻨﻬﻢ
ﺍﻷﺻﻞ ﰲ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﳉﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻫﻮ ﺗﻘﺪﱘ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ،ﺃﻣﺎ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﳒﺪ ﺍﻟﺸـﺎﻋﺮ
ﳚﻌﻞ ﺍﳉﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻣﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﺗﻘﺪﱘ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ) ﺞ ﺍﻟﻄﺮﻳـﻖ( ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻔﻌـﻞ
)ﻳﻘﺼﺪ( ،ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﻌﻤﺪ ﺇﱃ ﺗﻘﺪﱘ ﻧﺎﺋﺐ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻟﻺﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺸﺄﻧﻪ ﻭ ﻫﺬﺍ
ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺭﺟﻌﻨﺎ ﺇﱃ ﺑﻌﺾ ﺃﺑﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﱵ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺎﻷﻓﻌﺎﻝ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﲝﺬﻑ ﻓﺎﻋﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﻣﻔﻌﻮﳍﺎ ﻟﻌﺪﻡ
ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻤﺎ ﻭ ﺟﺬﺏ ﲰﻊ ﺍﳌﺘﻠﻘﻲ ﺇﱃ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﰲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻪ.
ﻭ /ﺗﻘﺪﱘ ﺍﳉﺎﺭ ﻭ ﺍﺮﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺧﱪ ﻛﺎﻥ:
ﻭ ﻳﺮﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺃﻳﻀﺎ ﰲ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ:
ﻟﻐﻴﺒﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺗﻌﻬﺪ ﻭ ﺃﻣﺴﺖ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﺣﺸﺎ ﺑﻘﺎﻋﻬﺎ
ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺗﻘﺪﱘ ﺍﳉﺎﺭ ﻭ ﺍﺮﻭﺭ ) ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺣﻲ( ﻋﻠﻰ ﺧﱪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ) ﺗﻌﻬﺪ(،
ﻭ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺪﱘ ،ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺗﻌﻮﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻮﺣﻲ ،ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻓﻴﻖ ﺍﻷﻋﻠﻰ؟ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺣﺎﳍﺎ ﺍﻟﻮﺣﺸﺔ ،ﻓﺎﻟﻐﺮﺽ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸـﺎﻋﺮ
ﻳﻨﺤﺼﺮ ﰲ ﺗﻘﺪﱘ ﺍﳉﺎﺭ ﻭ ﺍﺮﻭﺭ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻪ ،ﻓﻬﻤﻮ ﺍﶈﻮﺭ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺗﻮﺻﻠﻨﺎ
ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻤﺔ ﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻫﻲ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺷﺒﻪ ﺍﳉﻤﻠﺔ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﻭ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻓﺈـﺎ
ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺇﻣﺎ ﺑﺎﳉﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻭ ﺇﻣﺎ ﺑﺎﳉﻤﻠﺔ ﺍﻹﲰﻴﺔ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺣﺴﺐ ﺗﺮﻛﻴﺒﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ.
ﺍﻻﻧﺰﻳﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ ) ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ(:
-38-
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ:
ﺗﻌﺪ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺪﻋﺎﺋﻢ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﻳﻘـﺎﻉ ،ﻭ ﻷﳘﻴﺘـﻬﺎ ﰲ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﻭ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻮﻥ ﳏﻂ ﻋﻨﺎﻳﺘﻬﻢ ،ﺳﻮﺍﺀ ﰲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻭ ﺍﶈﺪﺛﻮﻥ ،ﻛﻤـﺎ
ﺗﻌﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺎ ﺗﺄﺧﺬ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺷﺎﻋﺮﻳﺘﻬﺎ ﻭ ﺗﺘﺎﻛﺪ ﻟﻠﺸـﺎﻋﺮ ﺑﺮﺍﻋﺘـﻪ ،ﻭ ﺍﻟﺼـﻮﺭﺓ
ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻋﺎﻡ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﻜﻨﺎﻳﺔ ﻭ ﺍﺎﺯ ﻭ ﺍﻹﳛﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺮﻣﺰ.
ﻭ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﺳﻢ ﰲ ﺫﻫﻦ ﺍﳌﺘﻠﻘﻲ ﻟﻮﺣﺔ ﻳﺘﻘﺮﺃﻫﺎ ﺑﺬﻭﻗﻪ ،ﻓﻴﻬﺘﺰ ﳍﺎ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ
ﻋﺪﻭﻝ ﻋﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ.1
ﻭ ﺇﺫﺍ ﺣﺼﺮﻧﺎ ﺩﺭﺍﺳﺘﻨﺎ ﻟﻼﻧﺰﻳﺎﺡ ﰲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ،ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻘﺴﻤﻪ ﺇﱃ ﻗﺴـﻤﲔ
ﺭﺋﻴﺴﻴﲔ ﳘﺎ :ﺍﻻﻧﺰﻳﺎﺡ ﺍﻟﺪﻻﱄ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺪﺭﺱ ﻓﻴﻪ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ﻭ ﺍﻻﻧﺰﻳﺎﺡ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﱯ ﺍﻟﺬﻱ ﻧـﺪﺭﺱ ﻓﻴـﻪ
ﺍﻟﻜﻨﺎﻳﺔ.
ﺃﻭﻻ :ﺍﻻﻧﺰﻳﺎﺡ ﺍﻟﺪﻻﱄ.
ﺗﻌﺪ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﲑ ﺑﺎﻟﺘﺸﻮﻳﻖ ﺗﺆﺛﺮ ﺑﺸﺤﻨﺎﺎ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭ ﻭﻣﻀﺎﺎ ﺍﳊﺴﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺑﻌﺔ ﻋﻦ
ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،ﺑﻴﺤﺚ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺍﳉﺮﺟﺎﱐ ﰲ ﺃﺳﺮﺍﺭﻩ ﻳﻘﻮﻝ " :ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ﰲ ﺍﳉﻤﻠﺔ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻠﻔﻆ
ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺗﺪﻝ ﺍﻟﺸﻮﺍﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺍﺧﺘﺺ ﺑﻪ ﺣﲔ ﻭﺿﻊ ،ﰒ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻪ ﺍﻟﺸـﺎﻋﺮ ﺃﻭ
ﻏﲑ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﰲ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﺻﻞ ﻭ ﻳﻨﻘﻠﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻧﻘﻼ ﻏﲑ ﻻﺯﻡ".2
ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﺕ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﰲ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﺃﻣﺮﺍ ﺿﺮﻭﺭﻳﺎ.
ﻓﻤﺎ ﻣﺪﻯ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺣﺴﺎﻥ ﻫﺬﻩ؟
ﺍﺳﺘﻌﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ،ﻭ ﻗﺪ ﻭﺭﺩﺕ ﰲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺑﻨﺴﺐ ﻣﺘﻔﺎﻭﺗﺔ ،ﻓﻮﻇﻔﻬﺎ ﻛﻠﻤـﺎ ﺩﻋـﺖ
ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﳊﺎﺟﺔ ،ﻭ ﻗﺪ ﻭﺭﺩﺕ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ:
/1ﺗﻌﻔﻮ ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ) :ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻷﻭﻝ( ،ﺍﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ﻣﻜﻨﻴﺔ ،ﺑﻴﺤﺚ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﺮﺳﻢ ) ﺍﳌﺸﺒﻪ( ﺑﺎﻧﺴﺎﻥ ) ﺍﳌﺸـﺒﻪ
ﺑﻪ( ،ﻓﺤﺬﻑ ﺍﳌﺸﺒﻪ ﺑﻪ ﻭ ﺃﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻟﻮﺍﺯﻣﻪ ) ﺗﻌﻔﻮ(.
1ﻳﻨﻈﺮ :ﺣﻮﺍﺱ ﺑﺮﻱ ،ﺷﻌﺮ ﻣﻔﺪﻱ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭ ﻓﻨﻴﺔ ،ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﳌﺎﺟﻴﺴﺘﲑ ﳐﻄﻮﻃﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﲔ ﴰﺲ ،ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ،
ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ1407 ،ﻫـ 1987 /ﻡ ،ﺹ .278
2ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ ﺍﳉﺮﺟﺎﱐ ،ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ،ﺗﺢ :ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﺍﳍﻨﺪﺍﻭﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺑﲑﻭﺕ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻁ 1422 ،1ﻫـ/
2001ﻡ ،ﺹ .31
-39-
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ:
-40-
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ:
-41-
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ:
ﻭ ﻳﺒﺪﻭ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺣﺴﺎﻥ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﲝﻜﻢ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ﺍﳊﺰﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ
ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﱂ ﻳﻜﻦ ﲝﺎﺟﺔ ﻏﻠﻰ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺒﺪﻳﻊ ﺻﻮﺭﺍ ﻭ ﳏﺴﻨﺎﺕ.
-3ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺪﻻﱄ:
ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﳊﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻻﻟﻴﺔ ) ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ(:
ﻭ ﰲ ﻫﺬﺍ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﺪﻻﱄ ﻟﻠﻘﺼﻴﺪﺓ ﻧﻌﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺘﻘﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻟﻠﻤﻔـﺮﺩﺍﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟـﺪﻻﻻﺕ
ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻭ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻲ ﻭ ﺍﳌﻌﺠﻤﻲ.
ﺃ /ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻲ:
ﺗﺘﺴﻢ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﰲ ﺻﺪﺭ ﺍﻻﺳﻼﻥ ﺑﺘﻌﺪﺩ ﻭ ﺗﻨﻮﻉ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺕ ،ﻓﻘﺪ ﻳﺴﺘﻬﻞ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺃﺑﻴﺎﺗﻪ ﺑـﺎﻟﻮﻗﻮﻑ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻃﻼﻝ ،ﰒ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺇﱃ ﺗﻌﺪﺍﺩ ﳏﺎﺳﻦ ﻭ ﺧﺼﺎﻝ ﺍﳌﻴﺖ ،ﻳﺬﻫﺐ ﺇﱃ ﺗﺒﻴﺎﻥ ﻣﺪﻯ ﺣﺰﻧﻪ ﻭ ﺗﺄﺳـﻴﻪ،
ﻓﻴﺠﻤﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺫﻟﻚ ﺑﲔ ﺃﻏﺮﺍﺽ ﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﻣﺪﺡ ﻭ ﺭﺛﺎﺀ ﻭ ﺩﻋﺎﺀ ....
ﻭ ﰲ ﲢﻠﻴﻞ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺣﺴﺎﻥ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ " ﺑﻄﻴﺒﺔ ﺭﺳﻢ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ" ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺃﺎ ﻗﺪ ﺍﺷﺘﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﳎﻤﻮﻋـﺔ
ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭ ﻫﻲ:
ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻃﻼﻝ :ﺭﺳﻢ ،ﻣﻌﻬﺪ ،ﻣﻨﲑ ،ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ،ﺍﻵﻳﺎﺕ ،ﺑﺎﻗﻲ ﻣﻌﺎﱂ ،ﺩﺍﺭ ﺣﺮﻣـﺔ، -1
ﺭﺑﻊ ،ﺣﺠﺮﺍﺕ ،ﻣﻨﱪ ﺍﳍﺎﺩﻱ ،ﺍﻟﻘﻔﺎﺭ ،ﺍﻟﻘﱪ ،ﺍﳌﻌﻤﻮﺭﺓ.
ﺍﳊﺰﻥ :ﺣﺰﻥ ،ﺍﻟﻮﺣﺸﺎﺕ ،ﻭﻫﻨﺖ ،ﺃﻭﺣﺸﺖ ،ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ،ﺃﺑﻜﻲ ،ﻣﻔﺠﻌﺔ ،ﺗﺬﺭﻑ ﺍﻟﻌـﲔ، -2
ﺃﻋﻮﱄ ،ﻳﺒﻜﻮﻥ ،ﺗﺒﻜﻲ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ،ﺑﻜﺘﻪ ﺍﻷﺭﺽ.
ﺍﳌﻮﺕ ﻭ ﺍﳌﻘﺎﺑﺮ ﻭ ﻣﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺻﻠﺔ :ﻗﱪ ،ﻓﻘﺪ ،ﻏﻴﺒﻮﺍ ،ﺭﺯﻳﺔ ،ﻋﻠﻮﻩ ﺍﻟﺜﺮﻯ ،ﻣﻮﺕ ،ﺍﻷﺭﻗـﺪ، -3
ﺍﻟﻠﺤﺪ ،ﺗﺮﺏ ،ﻫﺎﻟﻚ.
ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ :ﻓﺒﻮﺭﻛﺖ ،ﺑﺮﻭﻙ ﳊﺪ ،ﺭﺑﺎﻩ ،ﻓﺎﺳﺘﺘﻢ. -4
ﺍﳌﺪﺡ :ﺇﻣﺎﻡ ،ﻳﻬﺪﻳﻬﻢ ﺍﳊﻖ ،ﻣﻌﻠﻢ ﺻﺪﻕ ،ﻋﻄﻮﻑ ،ﺍﻟﻨﻮﺭ ،ﻋﻔﻮ ،ﺃﻋـﻒ ،ﺃﻭﰱ ﺫﻣﺘـﻪ، -5
ﻳﺮﺷﺪ ،ﻣﻌﻄﺎﺀ ،ﺃﻛﺮﻡ ﺣﻴﺎ.
ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺘﻤﲏ :ﺃﺭﺟﻮ ،ﻟﻌﻠﻲ ،ﺣﺒﺔ ﺍﳋﻠﺪ ،ﻣﻊ ﺍﳌﺼﻄﻔﻰ. -6
-42-
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ:
1ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﻣﺮﺗﺎﺽ ،ﺑﻨﻴﺔ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ )ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﺸﺮﳛﻴﺔ ﻟﻘﻴﺼﺪﺓ " ﺃﺷﺠﺎﻥ ﺇﳝﺎﻧﻴﺔ"( ،ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ،ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ) ،
ﺩ،ﻁ( ،1991 ،ﺹ .171
-43-
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ:
ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ) ﺍﻟﻮﺟﻮﺩﻱ( :ﻋﺸﻴﺔ ،ﻳﻮﻣﻪ؛ ﻭ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﺑﺎﳊﺎﻻﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺣﻴـﺚ
ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭ ﺍﳊﺰﻥ ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﻳﺴﺘﻤﺮﺍﻥ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ.
ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﳌﻄﻠﻖ :ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ،ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻴﻮﻡ؛ ﻭ ﻳﻌﻜﺲ ﻣﻌﺠﻢ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﳌﻄﻠﻖ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻻﻧﺪﻓﺎﻉ ﺍﻟﻌـﺎﻃﻔﻲ
ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻤﲎ ﺍﻟﺸـﺎﻋﺮ ﻗﻴـﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ،ﻛﻤﺎ ﲡﻠﺖ ﺃﻣﻨﻴﺎﺗﻪ ﰲ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭ ﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﺮﲪﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﳋﻠﻮﺩ.1
ﻭ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﲢﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﳕﺎﻁ ﻣﻨﻬﺎ ﳕﻂ ﺍﻟﺘﺄﺑﲔ ﻭ ﺍﻟﻨﺪﺏ ﻭ ﺍﻟﻌﺰﺍﺀ ،ﻓﺤﺴﺎﻥ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ
ﳚﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻡ ﰲ ﺍﻻﺑﻴﺎﺕ ﺍﻵﺗﻴﺔ ﺗﺄﺑﻴﻨﺎ ﳋﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ
ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﲪﻞ ﻟﻮﺍﺀ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻝ:
ﻓﺎﺫﻛﺮ ﺃﺧﻚ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﲟﺎ ﻓﻌﻼ ﺇﺫﺍ ﺗﺬﺭﻛﺖ ﺷﺠﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺧﻲ ﺛﻘﺔ
ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﱯ ﻭ ﺃﻭﻓﺎﻫﺎ ﲟﺎ ﻓﻌـﻼ ﺧﲑ ﺍﻟﱪﻳﺔ ﺃﺗﻘـﺎﻫﺎ ﻭ ﺃﻋـﺪﺍﻫﺎ
ﻭ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻃﺮ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺍﻟﺜـﺎﱐ ﺍﺛﻨﲔ ﻭ ﺍﶈﻤﻮﺩ ﻣﺸﻬﺪﻩ
ﻣﻦ ﺍﻟﱪﻳـﺔ ﱂ ﺑﻌﺪﻝ ﺑﻪ ﺭﺟـﻼ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺣﺐ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺪ ﻋﻠﻤﻮﺍ
ﻭ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﰲ ﺗﺄﺑﻴﻨﻪ ﻷﰊ ﺑﻜﺮ ﻋﻦ ﻓﺸﺎﺋﻠﻪ ﺍﳌﻌﺮﻭﻓﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﳌﺴﻠﻤﲔ ﺇﺫ ﻳﻌﺮﺽ ﳌﱰﻟﺘﻪ ﻣﻦ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ،ﻭ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﰲ ﺍﻟﻐﺎﺭ ﻭ ﰲ ﺍﳍﺠﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﺇﱃ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ،ﻭ ﻳﺬﻛﺮ ﺃﻧـﻪ ﻛـﺎﻥ ﺍﻭﻝ
ﺍﳌﺼﺪﻗﲔ ﺑﻪ ﻭ ﺑﺮﺳﺎﻟﺘﻪ ،ﻭ ﻟﺬﻟﻚ ﺩﻋﻲ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ.2
ﻭ ﻟﻌﻠﻨﺎ ﳒﺪ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺎﻟـﺮﺳـﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭ ﺳﻠﻢ ) ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ،ﻣﻨﱪ ﺍﳍﺎﺩﻱ ،ﻣﺼﻠﻰ ،ﻣﺴﺠﺪ ،ﺣﺠﺮﺍﺕ ،ﺍﷲ ،ﺍﳌﺮﺳﻼﺕ ،ﺍﻟﻮﺣﻲ ،ﺍﻟﻜﺮﻡ ،ﺍﳉﻨﺔ،
ﺍﳋﻠﺪ ،( ... ،ﻭ ﻫﻲ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﺗﻮﺣﻲ ﲟﺪﻯ ﺗﻌﻠﻖ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﺎﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﺗﺄﺛﺮﻩ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮﺓ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻹﳍﻲ.
1ﻳﻨﻈﺮ ﺭﺟﺎﺀ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ،ﻣﻨﺸﺄﺓ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ،ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ) ،ﺩ،ﻁ( ،1995 ،ﺹ .83
2ﻳﻨﻈﺮ ﺣﺴﺎﻥ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ،ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ ،ﺹ .174
-44-
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ:
ﻛﻤﺎ ﲤﻴﺰﺕ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﺎﳌﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﺍﻻﻟﻔﺎﻅ ﻭ ﺳﻬﻮﻟﺘﻬﺎ ،ﻭ ﻗﻮﺓ ﺍﻹﳛﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ،ﻭﳑﺎ
ﺃﺿﻔﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺭﻭﻧﻘﺎ ﲨﺎﻟﻴﺎ ﺭﺍﻳﻌﺎ ﰲ ﺍﳌﻌﲎ ﺧﺪﻡ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﻭ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﻭ ﺃﺣﺎﺳﻴﺴﻪ ،ﻭ ﻣﺜـﺎﻝ ﺫﻟـﻚ ﰲ
ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻷﻭﻝ:
ﻣﻨﲑ،ﻭﻗﹶﺪ ﺗﻌﻔﹸﻮ ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ﻭﺗﻬﻤـﺪ ﺑﹺـﻄﹶـﻴﺒﺔ َ ﺭﺳﻢ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝﹺ ﻭﻣﻌﻬﺪ
ﻭ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﻟﻠﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﱵ ﺍﺳﺘﻘـﺮﺕ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸـﺎﻋﺮ ﻭ ﱂ ﺗﻔـﺎﺭﻗﻪ ﳌﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺇﳛﺎﺀﺍﺕ
ﻭ ﺩﻻﻻﺕ ،ﻷﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻐﲑﺕ ﻭ ﺗﺒﺪﻟﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ﺇﻻ ﺃﺎ ﺑﺎﻗﻴﺔ ﺣﻴﺔ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻭ ﱂ ﺗﻐﺎﺩﺭ
ﻣﻦ ﳐﻴﻠﺘﻪ.
ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻣﺜﻞ ) ﺗﺒﻜﻲ( ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺣﻲ ﺑﺸﺪﺓ ﺍﳊﺰﻥ ﻭ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﺍﻟـﱵ
ﺍﺳﺘﻌﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﻦ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﰲ ﺍﻻﺷﻴﺎﺀ ﺍـﺮﺩﺓ ﻣﺜـﻞ ) ﺍﻟﺴـﻤﻮﺍﺕ ،ﺍﻷﺭﺽ،
ﺍﻟﺒﻼﻁ ،ﺍﻟﻐﺮﻗﺪ (... ،ﻟﻠﺘﻮﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﻭ ﺃﺛـﺮ
ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ.1
-45-
ﺧﺎﲤﺔ
ﰲ ﺧﺘــﺎﻡ ﺩﺭﺍﺳﻨﺘﻨﺎ ﺍﻷﺳﻠـﻮﺑﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﱵ ﻛﺎﻥ ﻫﺪﻓﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﺍﻻﺳﻠﻮﰊ ﻋﻦ
ﻗﺮﺏ ﻭ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﰲ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻭ ﲰﺎﺕ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ.
ﻓﻨﺤﻤـﺪ ﺍﷲ ﺃﻧـﻪ ﻗﺪ ﰎ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ ﺍﳌﻮﺳﻮﻡ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺣﺴﺎﻥ ﺑﻦ
ﺛﺎﺑﺖ "ﺑﻄﻴﺒﺔ ﺭﺳﻢ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ" ﲝﻴﺚ ﺃﺎ ﺗﻜﻤﻦ ﲨﺎﻟﻴﺘﻬﺎ ﰲ ﺣﺴﻦ ﺍﻧﺘﻘﺎﺀ ﺍﻟﻔﺎﻇﻬﺎ
ﻭ ﻋﺒﺎﺭﺍﺎ ﺍﳌﻮﺣﻴﺔ ﺗﻌﻜﺲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﳊﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﻋﺎﺷﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ،ﻭ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﻣﺎ ﻳﻌﻤـﻖ
ﺍﻟﺪﻻﻻﺕ ﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ،ﲝﻴﺚ ﻳﻐﻠـﺐ ﻋـﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳌﻌﺠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﱐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ
ﻭ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﳌﻘﺪﺳﺔ ﻭ ﻏﲑ ﺫﻟﻚ.
ﻛﻤﺎ ﻋﱪ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﺎﻟﺼﻮﺭﺓ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ ﺇﺯﺍﺀ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻌﲔ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ﻣـﻊ
ﺍﳊﻴﺎﺓ ،ﺇﺫ ﻳﻨﻘﻞ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﻭ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ،ﻓﻬﻲ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﻟﻌﺎﻃﻔﺘﻪ ﻭ ﲡﺮﺑﺘﻪ ،ﻓﻘﺪ ﺻﻮﺭ ﺣﺴﺎﻥ ﲡﻠﻴﺎﺕ
ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﳌﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻦ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟـﺮﺳـﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ،ﺣﻴﺚ ﻋﱪ ﻋـﻦ ﺍﻟﻘـﻴﻢ ﻭ ﺍﳌﺜـﻞ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ
ﻭ ﺍﴰﺎﺋﻞ ﺍﶈﻤﺪﻳﺔ ،ﻛﻤﺎ ﳒﺪ ﺃﻥ ﺣﺴﺎﻥ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻟﻐﺔ ﺳﻬﻠﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺃﻟﻔﺎﻇﺎ ﻭ ﻣﻌﺎﻥ ﺟﺪﻳـﺪﺓ
ﻣﺴﺘﻮﺣﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ.
ﻭ ﺍﲣﺬﺕ ﺍﳌﺮﺛﻴﺔ ﺛﻼﺙ ﺃﳕﺎﻁ ،ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﺠﻌﺎ ﺃﻭ ﺗﺄﺑﻴﻨﺎ ﺃﻭﻋﺰﺍﺀ ،ﻭ ﺍﻷﺻـﻞ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﺠﻊ ﻫﻮ
ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻨﺪﺏ ،ﻭ ﻗﺪ ﺑﻜﻰ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻭ ﻋـﱪﻭﺍ ﻋﻦ ﻓﺎﺟﻌﺘﻬﻢ ﺍﻷﻟﻴﻤﺔ،
ﻭ ﺇﱃ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺘﻔﺠﻊ ﳒﺪ ﺍﻟﺘﺄﺑﲔ ،ﻭ ﻳﻌﲏ ﻣﺪﺡ ﻭ ﺫﻛﺮ ﳏﺎﺳﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺣﻴﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﻣﻴﺘـﺎ،ﰒ ﺑﻌـﺪ
ﺫﻟﻚ ﺍﻗﺘﺼﺮ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻮﺗﻰ ﻓﻘﻂ ،ﻭ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ ﻓﻴﻪ ﺑﻔﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ
ﻭ ﴰﺎﺋﻠﻪ ،ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﺰﺍﺀ ﻓﻬﻮ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻭ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﺘﺼﺒﲑ ﻭ ﺍﻟﺘﻬﻮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﳌﺼﺎﺏ ،ﻭ ﻗﺪ ﺗﻌﺰﻯ ﺣﺴـﺎﻥ
ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﰲ ﻣﻮﺕ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﺛـﻮﺍﺑﻪ ﺍﻟﻔـﺮﺩﻭﺱ ﻛﻤـﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﺎﻟﺮﲪﺔ
ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ.
ﻫﺬﻩ ﺍﳌﺮﺛﻴﺔ ﰲ ﺻﺪﺭ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﳍﺎ ﲨﺎﻟﻴﺔ ﻣﻴﺰﺎ ﻋﻦ ﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﳌﺮﺍﺛﻲ ﻭ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻣﺎ ﻫﻲ
ﺇﻻ ﺗﻌﺒﲑﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﻭ ﺍﳉﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺭﺅﻳﺔ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﰲ ﺍﻟﺘﻌﺒﲑ ﻋﻤﺎ ﺧﻠﻔﻪ ﻣﻦ ﺁﺛـﺎﺭ
ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ.
-45-
ﺧﺎﲤﺔ
ﻭ ﻗﺪ ﻭﻓﻖ ﺣﺴﺎﻥ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﰲ ﺣﺴﻦ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻭﺭﻭﻳﻬﺎ ،ﻓﻨﻼﺣﻆ ﺃﺎ ﺟـﺎﺀﺕ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ،ﻭ ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻧﺘﻘﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﳑﻴﺰﺍﺗﻪ ﻭ ﻣﺎ ﳜﺘﺺ ﺑﻪ ،ﻭ ﺇﳕﺎ ﻳﺮﺟﻊ ﻏﻠـﻰ
ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻻﺕ ،ﺇﺫ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺎﻋﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ﻫﻮ ﺍﻹﻧﻔﻌﺎﻝ ﻭ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ،ﻭ ﻳﺘﺤﺪﺩ ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻠﺤﺎﻟﺔ
ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻧﺘﻘﺎﺀ ﺭﻭﻱ ﺍﻟﻘﺎﻓﻴﺔ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﱃ ﺍﻟﺸﺤﻨﺔ ﺍﻟﻨﻐﻤﻴﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻔﺮﺯﻫﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﳊﺮﻭﻑ ،ﻭ ﻗـﺪﺭﺎ
ﻋﻠﻰ ﲢﺮﻳﻚ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﻭ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﳌﺸﺎﻋﺮ.
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻃﻐﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻤـﺎﺕ ﺍﻷﺳﻠـﻮﺑـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺍﳌﺴﺘـﻮﻯ ﺍﻹﻳﻘﺎﻋﻲ
ﻭ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﱯ ﻭ ﺍﻟﺪﻻﱄ؛ ﻓﺎﻹﻳﻘﺎﻉ ﻫﻨﺎ ﺍﺷﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺯﻥ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻨﺎﻏﻢ ﺍﻟﺼﻮﰐ ،ﺃﻣـﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ
ﻟﻠﺘﺮﻛﻴـﺐ ﻓـﺎﺷﺘﻤـﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﺪﱘ ﻭ ﺍﻟﺘﺄﺧﲑ ﻛﺘﻘﺪﱘ ﺍﳉـﺎﺭ ﻭ ﺍـﺮﻭﺭ ﻭ ﺍﻟﻔـﻌـﻞ ﻭ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ
ﻭ ﺍﳊﺬﻑ.
ﻭ ﺗﻄﺮﻗـﻨﺎ ﺃﻳﻀـﺎ ﰲ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺪﻻﱄ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻻﻟﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﻛﺎﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻲ
ﻭ ﺍﳌﻌﺠﻢ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ.
ﻭ ﰲ ﳎﻤﻞ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﱵ ﺗﻮﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﰲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ،ﻭ ﺗﺄﺳﻴﺴﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺄﻣﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﺎﻓﻌﺔ
ﻟﻜﻞ ﺍﳌﺘﺼﻔﺤﲔ ﺍﻟﺪﺍﺭﺳﲔ ،ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺮﺟﻮﺍ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺃﺳﻬﻤﻨﺎ ﰲ ﻭﺿـﻊ ﻟﺒﻨـﺔ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌــﺔ ﰲ
ﺷـﺮﺡ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ،ﻭ ﺃﻥ ﻧﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺧﻄﺄ ﻭ ﺯﻟﻞ ،ﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﺧﺎﻟﺼﺎ ﻟﻮﺟﻪ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ " ﻭﻣـﺎ
ﺗﻮﻓﻴﻘﻲ ﺇﹺﻟﱠﺎ ﺑﹺﺎﻟﻠﱠﻪ ﻋﻠﹶﻴﻪ ﺗﻮﻛﱠﻠﹾﺖ ﻭﺇﹺﻟﹶﻴﻪ ﺃﹸﻧﹺﻴﺐ"ﺻﺪﻕ ﺍﷲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ،ﺳﻮﺭﺓ ﻫﻮﺩ ﺍﻵﻳﺔ .88
-46-
ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﻭﺍﳌﺮﺍﺟﻊ
ﺃﻭﻻ :ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ
-ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﱘ
ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ.
ﺃ -ﺍﻟﻜﺘﺐ:
.1ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺭﻣﺎﱐ :ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ ﰲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﺍﳊﺪﻳﺚ ،ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺍﳌﻄﺒﻮﻋﺎﺕ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ،ﺩ،ﻁ،ﺕ.190 ،1992 ،
.2ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺔ ﺍﳊﻤﻮﻱ ،ﺧﺰﺍﻧﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﻭ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻷﺩﺏ ،ﺩﺍﺭ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﳍﻼﻝ ،ﺑﲑﻭﺕ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺩ،ﻁ ،ﺩ ،ﺕ ،ﺝ.1
.3ﺍﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ :ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ،ﺩﺍﺭ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﺑﲑﻭﺕ ﻁ ) 3ﺩ ،ﺕ ( ،ﻣﺎﺩﺓ ﺳﻠﺐ.
.4ﺍﺑﻦ ﻫﺸﺎﻡ ،ﺍﻟﺴﲑﺓ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ،ﻁ 2ﺩﺍﺭ ﺍﳌﻨﺎﺭ 1415 ،ﻫـ 1994 -ﻡ.
.5ﺃﲪﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻓﺘﺢ ﺍﷲ " ،ﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﻣﺪﺧﻞ ﻧﻈﺮﻱ ﻭ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ" ،ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻹﻋﺮﺍﺏ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ) ،ﺩ،ﻁ(
1425ﻫـ 2004 -ﻡ.
.6ﺃﲪﺪ ﺷﺎﻣﻴﺔ :ﰲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺒﻼﻍ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻁ. 2002،36
.7ﺃﲪﺪ ﺍﻟﺸﺎﻳﺐ ،ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ،ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﳌﺼﺮﻳﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ) ،ﺩ،ﻁ(.1966 /
.8ﺃﲪﺪ ﳐﺘﺎﺭ :ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ،ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻜﺘﺐ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﻣﺼﺮ ،ﻁ ،1ﺩ،ﺕ ،ﺹ 79
.9ﺑﺴﺎﻡ ﻗﻄﻮﺱ :ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ،ﺍﻟﺘﺄﺻﻴﻞ ﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﻨﺪﻱ ،ﺍﻷﺭﺩﻥ.1998 /
.10ﺑﻜﺎﻱ ﺃﺧﺬﺍﺭﻱ ،ﲢﻠﻴﻞ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺃﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﰲ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻗﺪﻱ ﺑﻌﻴﻨﻴﻚ ﻟﻠﺨﻨﺴﺎﺀ ،ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ،
ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ،ﺩ .ﻁ .ﺕ.2007 ،
.11ﺟﺎﺭ ﺍﷲ ﺍﻟﺰﳐﺸﺮﻱ :ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﺑﲑﻭﺕ ﻁ .1992 ،3
.12ﺍﳉﺎﺣﻆ ﺍﺑﻮ ﻋﻤﺮﻭ ﻋﺜﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺘﺒﻴﲔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﳉﻴﻞ ،ﺑﲑﻭﺕ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ) ،ﺩ،ﻁ() ،ﺩ،ﺕ(.
.13ﺟﺎﻥ ﻛﻮﻫﻦ :ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ،ﺗﺮ :ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻮﺍﱄ ﻭ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻌﻤﺮﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺗﻮﺑﻘﺎﻝ ﻟﻠﻨﺸﺮ ،ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ،
ﺍﳌﻐﺮﺏ ،ﻁ ،1986 /1ﺹ .15
.14ﺟﻮﺯﻳﻒ ﻣﻴﺸﺎﻝ ﺷﺮﱘ :ﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ،ﳎﺪ ،ﺑﲑﻭﺕ ،ﻁ.1987 /2
.15ﺣﺴﻦ ﻧﺎﻇﻢ ،ﺍﻟﺒﲎ ﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ :ﺩﺭﺍﺳﺔ ﰲ ﺃﻧﺸﻮﺩﺓ ﺍﳌﻄﺮ ﻟﻠﺴﻴﺎﺏ ،ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﺍﳌﻐﺮﺏ /ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻁ /1
.2002
.16ﺣﻮﺍﺱ ﺑﺮﻱ ،ﺷﻌﺮ ﻣﻔﺪﻱ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭ ﻓﻨﻴﺔ ،ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﳌﺎﺟﻴﺴﺘﲑ ﳐﻄﻮﻃﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﲔ ﴰﺲ،
ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ،ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ1407 ،ﻫـ 1987 /ﻡ.
-47-
ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﻭﺍﳌﺮﺍﺟﻊ
.17ﺧﺎﻥ ﳏﻤﺪ ،ﺍﻟﻠﻬﺠﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ،ﺩﺭﺍﺳﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﶈﻴﻂ ،ﺍﳌﻐﺮﺏ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﺠﺮ ،ﺩ ،ﻁ،
.2002
.18ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺣﺴﺎﻥ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ ،ﲢﻘﻴﻖ ﻭ ﺗﻌﻠﻴﻖ ﺩ .ﻭﻟﻴﺪ ﻋﺮﻓﺎﺕ ،ﺩﺍﺭ ﺻﺎﺩﺭ ،ﺑﲑﻭﺕ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﺝ ،1ﻁ.2006 ،1
.19ﺭﺍﺑﺢ ﺑﻮﺣﻮﺵ ،ﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﻭ ﲢﻠﻴﻞ ﺍﳋﻄﺎﺏ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺟﻲ ﳐﺘﺎﺭ ،ﻋﻨﺎﺑﺔ ،ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ،ﺩ ،ﺕ ،ﻁ.
.20ﺭﺟﺎﺀ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ،ﻣﻨﺸﺄﺓ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ،ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ) ،ﺩ،ﻁ(.1995 ،
.21ﺳﺎﻣﺢ ﺍﻟﺮﻭﺍﺷﺪﺓ ،ﻓﻀﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ،ﺩﺭﺍﺳﺔ ﰲ ﺩﻳﻮﺍﻥ ﺃﻣﻞ ﻭﻧﻘﻞ ،ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻟﻠﻨﺸﺮ ،ﺍﻷﺭﺩﻥ ،ﻁ /1
.1999
.22ﺳﻌﺪ ﻣﺼﻠﻮﺡ :ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻟﻐﻮﻳﺔ ﺇﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ،ﻋﺎﱂ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﻣﺼﺮ ،ﻁ .1992 ،3
.23ﺷﻜﺮﻱ ﳏﻤﺪ ﻋﻴﺎﺩ :ﺍﲡﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻷﺳﻠﻮﰊ ،ﺗﺮﲨﺔ ﻭ ﺇﺿﺎﻓﺔ ،ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﻣﺼﺮ ،ﻁ.1996 /2
.24ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺣﺴﻨﲔ :ﺍﻟﺮﻭﺍﺑﻂ ﺑﲔ ﺍﳉﻤﻞ ﰲ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ،ﺍﻠﺔ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﰲ ﻧﻘﻞ ،ﺍﻟﻨﺎﺩﻱ ﺍﻻﺩﰊ
ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﲜﺪﺓ،10...ﺝ.2001/ 39
.25ﺻﻼﺡ ﻓﻀﻞ ،ﺍﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﺍﳌﻌﺎﺻﺮﺓ ،ﺩﺍﺭ ﻗﺒﺎ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ،ﺩ،ﻁ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﻣﺼﺮ،
.1998
.26ﺻﻼﺡ ﻓﻀﻞ ،ﻋﻠﻢ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻣﺒﺎﺩﺋﻪ ﻭ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺗﻪ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻵﻓﺎﻕ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻁ .1985 /1
.27ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﳌﺴﺪﻱ :ﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﻭ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﳉﺪﻳﺪ ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ ،ﺑﲑﻭﺕ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻁ ،5ﺕ :
.2005
.28ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ ﺍﳉﺮﺟﺎﱐ :ﺩﻻﺋﻞ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ،ﻣﻮﻓﻢ ﻟﻠﻨﺸﺮ ،ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ،ﻁ.1991 ،1
.29ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ ﺍﳉﺮﺟﺎﱐ ،ﺍﺳﺮﺍﺭ ﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ،ﺗﺢ :ﻋﺒﺪ ﺍﳊﻤﻴﺪ ﺍﳍﻨﺪﺍﻭﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺑﲑﻭﺕ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ ،ﻁ،1
1422ﻫـ2001 /ﻡ.
.30ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﺮﺑﺎﻋﻲ ،ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﰲ ﺷﻌﺮ ﺃﰊ ﲤﺎﻡ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﲑﻣﻮﻙ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ،ﺍﻷﺭﺩﻥ،
ﻁ.1980/1
.31ﻋﺒﺪ ﺍﳌﻠﻚ ﻣﺮﺗﺎﺽ :ﺃ .ﻱ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺳﻴﻤﺒﺎﺋﻴﺔ ﺗﻔﻜﻴﻜﻴﺔ ﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺃﻳﻦ ﻟﻴﻼﻱ ،ﺩ.ﻡ.ﺝ ،ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ.1992 ،
.32ﻋﺰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﲰﺎﻋﻴﻞ ،ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻗﻀﺎﻳﺎﻩ ﻭ ﻇﻮﺍﻫﺮﻩ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﳌﻌﻨﻮﻳﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ،
ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ) ،ﺩ،ﻁ( 1976 ،ﻡ.
.33ﻋﻠﻲ ﻋﺰﺕ :ﻣﻌﺠﻢ ﺍﳌﺼﻄﻠﺤﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻭ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ،ﺍﳌﻜﺘﺒﺔ ﺍﻷﻛﺎﺩﳝﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﻣﺼﺮ ،ﻁ /1ﺕ .1944
.34ﻋﻠﻲ ﻣﻼﺣﻲ ،ﺍﳉﻤﻠﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﳉﺪﻳﺪﺓ ،ﻁ ،1ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ،2007 ،ﺹ .20
-48-
ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﻭﺍﳌﺮﺍﺟﻊ
.35ﻋﻠﻲ ﳒﻴﺐ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ :ﲨﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻠﻔﻈﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻭ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻨﻈﻢ ،ﺩﺍﺭ ﻛﻨﻌﺎﻥ ،ﺳﻮﺭﻳﺎ ،ﻁ.2002 /1
.36ﻓﺘﺢ ﺍﷲ ﺃﲪﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ :ﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﻣﺪﺧﻞ ﻧﻈﺮﻱ ﻭ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ،ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻷﺩﺏ ،ﻣﺼﺮ ،ﻁ.1
.37ﻓﻮﺯﻱ ﺳﻌﺪ ﻋﻴﺴﻰ ،ﺍﻟﻌﺮﻭﺽ ﺍﻟﻌﺮﰊ ﻭ ﳏﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﻓﻴﻪ ،ﺩﺍﺭ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ،ﻣﺼﺮ ،ﻃﺢ )ﺩ،ﺕ(.
.38ﺍﻟﻔﲑﻭﺯ ﺍﺑﺎﺩﻱ ،ﻗﺎﻣﻮﺱ ﺍﳌﻴﺤﻂ ،ﻣﻄﺒﻌﺔ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﳉﻠﱯ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﻣﺼﺮ ،ﻁ ،5ﺩ،ﺕ.
.39ﻓﻴﻠﻲ ﺳﺎﻧﺪﺭﻳﺲ :ﳓﻮ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺃﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﻟﺴﺎﻧﻴﺔ ،ﺗﺮ :ﺧﺎﻟﺪ ﳏﻤﻮﺩ ﲨﻌﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺮ ،ﺩﻣﺸﻖ ﻁ.2003\ 1
.40ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺴﺪ :ﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﻭ ﲢﻠﻴﻞ ﺍﳋﻄﺎﺏ ،ﺩﺍﺭ ﻫﻮﻣﺔ ،ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ،ﻁ ) 1ﻁ ،ﺕ (.
.41ﻧﺰﺍﺭ ﺍﻟﻨﺠﺪﻳﱵ :ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻹﻧﺰﻳﺎﺡ ﻋﻨﺪ ﺟﺎﻥ ﻛﻮﻫﻦ ،ﳎﻠﺔ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺳﻴﻤﺎﺋﻴﺔ ﺃﺩﺑﻴﺔ ﻟﺴﺎﻧﻴﺔ ﻉ ،1ﺍﳌﻐﺮﺏ.1987 ،
.42ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺼﻠﻴﱯ ،ﺍﳉﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﰲ ﳐﺘﺎﺭﺍﺕ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺸﺠﺮﻱ ،ﺩﺭﺍﺳﺔ ﳓﻮﻳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﺍﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ،ﺝ ،1ﺩﺍﺭ
ﻫﻮﻣﺔ ،ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ) ،ﺩ،ﻁ،ﺕ(.
.43ﳏﻤﺪ ﺟﺎﺑﺮ ،ﺍﻷﻏﺎﱐ ،ﺝ 1ﻭ ﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ ،ﺷﺮﺣﻪ ﻭ ﻛﺘﺐ ﻫﻮﺍﻣﺸﻪ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،ﺑﲑﻭﺕ ﻁ 1412 2
ﻫـ 1998 -ﻡ.
.44ﳏﻤﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ،ﻇﻮﺍﻫﺮ ﺃﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﰲ ﺷﻌﺮ ﳑﺪﻭﺡ ﻋﺪﻭﺍﻥ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻴﺎﺯﻭﺭﻱ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ،ﻁ/1
،2007ﻋﻤﺎﻥ ،ﺍﻷﺭﺩﻥ.
.45ﳏﻤﺪ ﺍﻟﻌﺒﺪ :ﺃﺑﺪﺍﻉ ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﰲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﳉﺎﻫﻠﻲ ،ﺩﺍﺭ ﺍﳌﻌﺎﺭﻑ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ،ﻣﺼﺮ ،ﻁ.1988/1
.46ﳏﻤﺪ ﻣﻔﺘﺎﺡ :ﲢﻠﻴﻞ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺍﻟﺸﻌﺮﻱ ،ﺍﳌﺮﻛﺰ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ ﺍﻟﻌﺮﰊ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ،ﺍﳌﻐﺮﺏ ،ﻁ ،4ﺕ .2005
.47ﳏﻤﻮﺩ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻳﺎﻗﻮﺕ ،ﻋﻠﻢ ﺍﳉﻤﺎﻝ ﺍﻟﻠﻐﻮﺓ ،ﺩﺍﺭ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ) ،ﺩ ،ﻁ ()ﺩ،ﺕ(1996 ،ﻡ.
.48ﻣﻘﺪﺍﺩ ﳏﻤﺪ ﺷﺎﻛﺮ ﻗﺎﺳﻢ ،ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻻﻳﻘﺎﻋﻴﺔ ﰲ ﺷﻌﺮ ﺍﳉﻮﺍﻫﺮﻱ ،ﺩﺍﺭ ﺩﺟﻠﺔ ،ﻋﻤﺎﻥ ،ﺍﻻﺭﺩﻥ ،ﻁ.2008 ،1
.49ﻣﻨﺬﺭ ﻋﻴﺎﺷﻲ :ﻣﻘﺎﻻﺕ ﰲ ﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ،ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﺍﲢﺎﺩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺮﺏ ،ﺩﻣﺸﻖ ،ﻁ.1990 /1
.50ﻳﻮﺳﻒ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺪﻭﺱ ،ﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ،ﺩﺍﺭ ﺍﳌﲑﺓ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ،ﻋﻤﺎﻥ ،ﺍﻷﺭﺩﻥ ،ﻁ،1
2007ﻡ – 1427ﻫـ /ﻁ 1430 -2010 ،2ﻫـ .
ﺏ -ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﳌﺎﺟﻴﺴﺘﲑ:
.51ﺣﻮﺍﺱ ﺑﺮﻱ ،ﺷﻌﺮ ﻣﻔﺪﻱ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻭ ﻓﻨﻴﺔ ،ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﳌﺎﺟﻴﺴﺘﲑ ﳐﻄﻮﻃﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﲔ ﴰﺲ ،ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ،ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ1407 ،ﻫـ 1987 /ﻡ.
.52ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﲰﻌﻮﻥ ،ﲢﻠﻴﻞ ﺃﺳﻠﻮﰊ ﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺭﺅﻳﺎ ﻷﺩﻭﻧﻴﺲ ،ﻣﺎﺟﻴﺴﺘﲑ ﺃﺩﺏ ﻋﺮﰊ ،ﲣﺼﺺ ﲢﻠﻴﻞ ﺍﳋﻄﺎﺏ،
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ.2004/2003 ،
-49-
ﺍﻟﻔـﻬـﺮﺱ
ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺍﳌــــﻮﺿــﻮﻉ
ﺍﻟﺒﺴﻤﻠﺔ
ﻛﻠﻤﺔ ﺷﻜﺮ
ﻣﻘﺪﻣﺔ ...................................................................ﺃ-ﺏ
ﲤﻬﻴﺪ 3 .....................................................................
ﺍﳌﺒـﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﻷﺳﻠـﻮﺏ ﻭ ﺍﻷﺳﻠـﻮﺑﻴــﺔ 6 ....................
ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻷﻭﻝ :ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻭ ﺍﻷﺳﻠﻮﺑﻴﺔ6 .................................
ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻛﺎﺧﺘﻴﺎﺭ 7 ..................................................................
ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻛﻌﺪﻭﻝ 7 ..................................................................
ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻷﺳﻠﻮﰊ 9 ..................................
-1ﺍﻻﻧﺰﻳﺎﺡ 9 ................................................................
-2ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ 12 ................................................................
-3ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ 14 ................................................................
ﺍﳌﻄﻠﺐ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻷﺳﻠﻮﰊ ) ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ( 17 ................
-1ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻹﻳﻘﺎﻋﻲ ﺍﻟﺼﻮﰐ17 .................................................
-2ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺪﻻﱄ 17 .........................................................
-3ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﱯ 19 ........................................................
ﺍﳌﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﱐ :ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﰲ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ 20 .........
-1ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺼﻮﰐ 23 .........................................................
ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ﺍﳋﺎﺭﺟﻲ 24 .....................................................
ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ 27 .....................................................
-2ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﱯ 31 ........................................................
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﳉﻤﻠﺔ 31 ........................................................
ﺍﻻﻧﺰﻳﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺐ 35 .......................................
ﺍﻻﻧﺰﻳﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ 38 ........................................
-3ﺍﳌﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺪﻻﱄ 41 .........................................................
ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﳊﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻻﻟﻴﺔ 41 ................................................
ﺍﳋﺎﲤﺔ 45 ....................................................................
ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﳌﺼﺎﺩﺭ ﻭ ﺍﳌﺮﺍﺟﻊ 47 ...................................................