5 D 8857 B 830737
5 D 8857 B 830737
5 D 8857 B 830737
١
ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭ ﺠﺩﺍ ﺃﻥ ﺘﺼﺩﺭ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ ﻷﺤﺩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ،ﺒﻌﺩ ﻤﻭﺘﻪ ،ﻤﻥ ﺩﻭﻥ
ﺩﺭﺍﺴﺔ ،ﺃﻭ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻤﺴﺘﻔﻴﻀﺔ ﺘﺘﻨﺎﻭل ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ.
ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ ﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ ﻷﻋﻤﺎل ﺇﻤﻴل ﻤﻴﺸﺎل ﺴﻴﻭﺭﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺼﺩﺭﺕ ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ
ﺴﻨﺔ ١٩٩٥ﻋﻥ ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ ﻏﺎﻟﻴﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ )ﺴﻠﺴﻠﺔ ﻜﻭﺍﺭﺘﻭ( ﻓﻲ ١٨٢٠ﺼﻔﺤﺔ.
ﻭﻟﻘﺩ ﺍﻀﻁﺭ ﺍﻟﻨﺎﺸﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻋﺘﺫﺍﺭ ،ﺍﻟﻤﺒﺭﺭ ،ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ ﻤﺸﻴﺭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﻤﺒﺩﺃ
ﺩﺍﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﺴﻴﻭﺭﺍﻥ :ﻋﺩﻡ ﻨﺸﺭ ﺃﻱ ﻜﻼﻡ ﺁﺨﺭ ﻏﻴﺭ ﻤﺎ ﻜﺘﺒﻪ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ.
ﻟﻤﺎﺫﺍ ؟
ﻷﺴﺒﺎﺏ ﻋﺩﻴﺩﺓ:
ﻓﻬﺎﻫﻭ ﺫﺍ ﺴﻴﻭﺭﺍﻥ ﻴﻘﻭل ﻓﻲ ﺸﺫﺭﺓ ﻤﻥ ﻜﺘﺎﺒﻪ "ﻗﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺭﺍﺭﺓ ") :ﻜل ﺘﻌﻠﻴﻕ ﻋﻠﻰ ﻜﺘﺎﺏ ﻫﻭ
ﺴﻲﺀ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﻤﺠﺩٍ ،ﻓﻜل ﻤﺎ ﻻ ﻴﺄﺘﻲ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻪ( ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﺫﺭﺓ ﻴﺼﺩﺭ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺸﺭ ﺍﻟﻁﺒﻌﺔ
ﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ ﺃﻴﻀﺎ .ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻨﺠﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺒﺄﺸﻜﺎل ﻭﺼﻴﺎﻏﺎﺕ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻜﺘﺏ ﺴﻴﻭﺭﺍﻥ .ﻴﻘﻭل ﻓﻲ
ﻜﺘﺎﺒﻪ "ﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﻠﻌﻨﺎﺕ " ﻤﺜﻼ ):ﻻ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻋﻥ ﺃﺤﺩ ،ﺃﺒﺩﺍ .ﻟﻘﺩ ﺍﻗﺘﻨﻌﺕ ﺒﺠﺩﻭﻯ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﻔﻜﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺠﺔ ﺃﻨﻨﻲ ﻜﻠﻤﺎ ﻤﻠﺕ ﺇﻟﻰ ﻓﻌل ﺫﻟﻙ ،ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻜﺭﺘﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﻫﺎﺠﻡ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﺍﻟﺫﻱ
ﺴﺄﻜﺘﺏ ﻋﻨﻪ ،ﺤﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻜﻨﺕ ﻤﻌﺠﺒﺎ ﺒﻪ(.
ﻭﻟﻠﺨﺭﻭﺝ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺄﺯﻕ؛ ﺃﻱ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺒﺎﻟﻜﺎﺘﺏ ﻭﺘﻘﺩﻴﻡ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ،ﺍﻟﺘﺠﺄ ﺍﻟﻨﺎﺸﺭ ﺇﻟﻰ
ﺃﺴﻠﻭﺏ ﺁﺨﺭ :ﺃﻥ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﻨﻔﺴﻪ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﻠﺤﻕ ﻴﻀﻡ ﻤﻘﺘﻁﻔﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺠﺭﻴﺕ ﻤﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﺭ ﺴﻨﻲ ﺤﻴﺎﺘﻪ.
ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺴﻨﻘﻭﻡ ﺒﻪ ،ﺒﺩﻭﺭﻨﺎ :ﺴﻨﺘﺤﺩﺙ ﻋﻨﻪ ﺒﻠﺴﺎﻨﻪ .ﻭﺴﻴﻜﻭﻥ ﺍﺴﺘﻨﺎﺩﻨﺎ ﺃﺴﺎﺴﺎ ﺇﻟﻰ ﺘﻠﻙ
ﺍﻟﻤﻘﺎﺒﻼﺕ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺒﻌﺽ ﺁﺭﺍﺌﻪ ﻓﻲ "ﺸﺫﺭﺍﺘﻪ" ﺃﻭ ﻜﺘﺎﺒﺎﺘﻪ ﺍﻟﻤﻘﻁﻌﻴﺔ ،ﻭﺒﺎﻟﺨﺼﻭﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺯ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺩﺭﺘﻪ ﺴﻴﻠﻔﻲ ﺠﻭﺩﻭ ﺴﻨﺔ ١٩٩٠ﻋﻥ ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ "ﺠﻭﺯﻴﻪ ﻜﻭﺭﺘﻲ"
ﺒﻌﻨﻭﺍﻥ)ﻤﺤﺎﻭﺭﺍﺕ ﻤﻊ ﺴﻴﻭﺭﺍﻥ( ،ﻴﻠﻲ ﺫﻟﻙ ﻨﺒﺫﺓ ﻋﻥ ﺤﻴﺎﺘﻪ ،ﻭﺘﻌﺭﻴﻑ ﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﺒﺄﺒﺭﺯ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ،ﺜﻡ
٢
ﻋﺎﺵ ﺴﻴﻭﺭﺍﻥ ﻓﻲ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﺘﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺩﺍﺜﺔ ،ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺤﺩﺍﺜﺔ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺍﺨﺘﺎﺭ ﺍﻻﺒﺘﻌﺎﺩ ﻋﻥ
ﺯﻤﺎﻨﻪ ،ﻭﻋﻥ ﺍﻟﺯﻤﻥ .ﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺘﺤﻁﻴﻡ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺨﻭﺽ ﺘﺠﺭﺒﺔ ﺍﻟﻼﻤﻌﻨﻰ .ﺃﻋﻠﻥ ﺃﻨﻪ ﻀﺩ
ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﻭﻀﺩ ﺍﻟﻤﻨﻅﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻘﻭﻻﺕ .ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻪ ﻀﺩ ﺍﻟﻤﻔﻜﺭﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻨﻁﻠﻘﻭﻥ ﻤﻥ
ﺍﻻﻗﺘﺒﺎﺱ ﻭﺍﻻﺴﺘﺸﻬﺎﺩ .ﻭﻓﻀل ﺸﻜل ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻟﻤﻘﻁﻌﻴﺔ ،ﻭﺍﻻﻋﺘﺭﺍﻑ ،ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺯﻟﺔ ،ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺍﻟﻤﺘﻤﺎﺴﻙ ﺯﻭﺭﺍ ﻭﺯﻴﻔﺎ ﻜﻤﺎ ﻴﻘﻭل .ﻴﻤﻜﻨﻨﺎ ﺘﺤﻤل ﺍﻟﺸﺭ ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻔﻬﻤﺘﻪ .ﻭﻻ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻟﺩﻴﻪ ﺇﻻ
ﻋﺒﺭ ﺍﻟﺤﻭﺍﺱ )ﻜل ﺘﺠﺭﺒﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺘﺼﺎﻍ ﺒﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻓﻴﺯﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ(.
ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺭ ،ﻴﺨﺘﺎﺭ ﺴﻴﻭﺭﺍﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭﺍﻟﻤﻭﺴﻴﻘﻰ .ﻭﻫﻭ ﻤﺜل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ،ﻴﺨﺎﺘل ﺸﻜﻭﻜﻪ
ﻟﻴﺘﻌﺎﻁﻰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﻴﺤ ﻭل ﺍﻟﻼﻭﺍﻗﻊ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﺼﻴﻐﻲ .ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ؟)ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺤﺵ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺍﻭﺩ ﺨﻼﺼﻪ
ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﻸ ﺨﻭﺍﺀ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﺒﺭﻤﺯ ﺍﻟﺨﻭﺍﺀ ﺘ ﺤﺩﻴﺩﺍ( ﺃﻱ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ .ﻭﺍﻟﻤﻭﺴﻴﻘﻰ؟)ﻟﻴﺴﺕ ﻤﻥ
ﺠﻭﻫﺭ ﺇﻨﺴﺎﻨﻲ ﻷﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺒﻌﺙ ﺃﺒﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺘﺼﻭﺭ ﺍﻟﺠﺤﻴﻡ(.
ﻓﻲ ﺇﺠﺎﺒﺔ ﻟﻪ ﻋﻥ ﺴﺅﺍل "ﻜﻴﻑ ﺘﺘﺤﻤل ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ؟ " ﺃﺸﺎﺭ ﺴﻴﻭﺭﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺴﺘﻁﻴﻘﺎ ،ﺇﻟﻰ
ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﻜﺫﺏ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ .ﺜﻤﺔ ﺩﻭﺭ ﺘﻌﺯﻴﺔ ﻟﻠﻔﻥ" :ﺃﻜﺘﺏ ﻷﺘﻔﺎﺩﻯ ﻨﻭﺒﺔ )…( ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ
ﺭﺍﺤﺔ )…( ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻨﺘﺤﺎﺭ ﻤﺅﺠل".
ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻐﺭﺒﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻪ ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﺃﺭﺽ ﻭﻴﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻰ ﻭﻋﻴﻪ ﺒﺎﻟﻁﺎﺒﻊ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﻟﻲ
ﺍﻟﻤﺅﻗﺕ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﻱ ﺇﻨﺴﺎﻥ .ﻓﺎﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺘﺭﻡ ﻨﻔﺴﻪ ﻟﻴﺱ ﻟﻪ ﻭﻁﻥ .ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺍﻻﻨﺨﺭﺍﻁ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﺒﻊ
ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ؛ ﻤﺎ ﻗﺒل ﺍﻻﻨﻔﺼﺎل ﻭﺍﻟﺘﻤﺯﻕ .ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺴﻘﻭﻁ ﺃﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻤﻥ ﻭﻁﺭﺩ ﻤﻥ ﺍﻷﺒﺩﻴﺔ.
ﺍﻟﺯﻤﻥ. ﻭﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻫﻭ ﺴﻘﻭﻁ ﺜﺎﻥ ،ﺃﻱ ﺃﻨﻪ ﺴﻘﻭﻁ ﻤﻥ
ﺃﻤﺎﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﺩﻤﻴﺔ ،ﻟِﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺇﺫﻥ؟
ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻨﺴﻴﺎﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺘﺴﻤﻴﺘﻪ ﺃﻭ ﻤﻌﺭﻓﺘﻪ .ﺇﻨﻬﺎ ﻜﺘﺎﺒﺔ ﺘﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺍﻨﺘﻅﺎﺭ ﺍﻟﻜﺎﺌﻥ.
ﻭﻫﻲ ،ﻟﺫﻟﻙ ،ﻻ ﺘﺄﺘﻲ ﻋﺒﺭ ﻤﻨﻅﻭﻤﺔ ﻓﻜﺭﻴﺔ ،ﺒل ﻀﻤﻥ ﺍﻨﻘﻁﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻟﻤﻘﻁﻌﻴﺔ ﺍﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﻟﺘﺸﻅﻲ
ﺍﻟﻜﺎﺌﻥ .
ﻋﺩﻤﻴﺔ ﺴﻴﻭﺭﺍﻥ ﺘﺴﺘﺒﻌﺩ ﺃﻱ ﻫﺭﻭﺏ ﺨﺎﺭﺝ ﻋﺩﻤﻨﺎ ﺍﻟﺯﻤﻨﻲ .ﻓﻜﻴﻑ ﻨﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﻤﻌﺎﻨﻘﺔ ﺍﻷﺒﺩﻴﺔ
ﻓﻲ ﺤﻀﻥ ﺍﻟﺯﻤﻥ؟ ﺇﻨﻪ ﻏﻨﻭﺼﻲ ﺫﻭ ﺼﻔﺎﺀ ﻭﻭﻀﻭﺡ ﻓﻜﺭﻱ ﻴﻨﻜﺭ ﺍﻟﺨﻼﺹ .ﻤﺘﺼﻭﻑ ﺩﻨﻴﻭﻱ
ﻤﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﺍﻷﺸﻜﺎل ﺍﻟﻤﺎﻭﺭﺍﺌﻴﺔ .ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻟﻨﺸﻭﺓ ﻋﻨﺩﻩ ﺤﻀﻭﺭ ﻜﻠﻲ ﻤﻥ ﺩﻭﻥ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﻭﺠﺩ :ﺨﻭﺍﺀ
ﻤﻤﺘﻠﺊ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻼﺸﻲﺀ ،ﻋﻨﺩﻩ ،ﻫﻭ ﻜل ﺸﻲﺀ .ﻓﻼ ﻤﺠﺎل ﻻﺴﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩﻭﺴﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ.
ﻭﺍﻟﻴﺎﺌﺱ ﻤﻥ ﺨﻼﺼﻪ ﻴﺼﻴﺭ ﻋﺎﻟﻡ ﺠﻤﺎل .ﺇﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻫﻭ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﺨﺎﻭٍ :ﺇﻨﻪ ﺤﻜﻴﻡ ﺍﻷﺯﻤﻨﺔ
ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ.
٣
ﻭﻟﺩ ﺇﻤﻴل ﻤﻴﺸﺎل ﺴﻴﻭﺭﺍﻥ ﻴﻭﻡ ٨ﻨﻴﺴﺎﻥ -ﺃﺒﺭﻴل ١٩١١ﻓﻲ " ﺭﺍﺯﻴﻨﺎﺭﻱ" ﻭﻫﻲ ﻗﺭﻴﺔ ﻓﻲ
ﻤﻘﺎﻁﻌﺔ ﺘﺭﺍﻨﺴﻠﻔﺎﻨﻴﺎ ﺍﻟﺭﻭﻤﺎﻨﻴﺔ ،ﻤﻥ ﺃﺏ ﻗﺴﻴﺱ ﺃﺭﺜﻭﺫﻜﺴﻲ .ﻭﻋﺭﻑ ﻤﻨﺫ ﻁﻔﻭﻟﺘﻪ ﺒﺤﺒﻪ ﻟﻠﻌﺯﻟﺔ
ﻭﺍﻟﺘﻨﺯﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﺎل ﺍﻟﻤﺤﻴﻁﺔ ﺒﻘﺭﻴﺘﻪ .ﺍﻟﺘﺤﻕ ﺴﻨﺔ ١٩٢٠ﺒﺎﻟﻤﺩﺭﺴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺴﻴﺒﻴﻭ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ .ﻭﺃﻤﻀﻰ ﺍﻷﻋﻭﺍﻡ ﻤﺎ ﺒﻴﻥ ١٩٢٨ﻭ ١٩٣٢ﻓﻲ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺒﻭﺨﺎﺭﺴﺕ ﺤﻴﺙ ﺤﺼل ﻋﻠﻰ
ﺩﺒﻠﻭﻡ ﺤﻭل ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺒﺭﻏﺴﻭﻥ .ﻭﺍﻜﺘﺸﻑ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻷﻟﻤﺎﻨﻲ ﺴﻴﻤل.
ﻭﻴﺘﺤﺩﺙ ﺴﻴﻭﺭﺍﻥ ﻋﻥ ﺤﺎﻻﺕ ﻤﻥ ﺍﻷﺭﻕ ﻭﺍﻟﻴﺄﺱ ﻻﺯﻤﺘﻪ ﺨﻼل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ ﻓﺄﻭﺤﺕ ﺇﻟﻴﻪ
ﺒﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻷﻭل ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻟﻔﻪ ﺴﻨﺔ ١٩٣٢ﻭﻨﺸﺭﻩ ﺴﻨﺔ ١٩٣٤ﺘﺤﺕ ﻋﻨﻭﺍﻥ "ﻋﻠﻰ ﺫﺭﻯ ﺍﻟﻴﺄﺱ" ﺜﻡ
ﺃﻋﻘﺒﺘﻪ ﻋﻨﺎﻭﻴﻥ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﺜل "ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺨﹸﺩﻉ " ﻭ "ﺩﻤﻭﻉ ﻭﻗﺩﻴﺴﻭﻥ".
ﺨﻼل ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﻲ ١٩٣٥ -١٩٣٤ﺤﺼل ﻋﻠﻰ ﻤﻨﺤﺔ ﺩﺭﺍﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻟﻤﺎﻨﻴﺎ ﻹﻋﺩﺍﺩ
ﺃﻁﺭﻭﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ .ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﻔﻌل ﺸﻴﺌﺎ ،ﻭﻤﺭ ﺒﻤﺭﺤﻠﺔ ﻋﻘﻡ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻟﻡ ﺘﻤﻴﺯﻫﺎ ﺴﻭﻯ ﺭﺤﻠﺔ ﺇﻟﻰ
ﺒﺎﺭﻴﺱ ﻟﻤﺩﺓ ﺸﻬﺭ ،ﻗﺭﺭ ﺇﺜﺭﻫﺎ ﺍﻹﻗﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﻓﺭﻨﺴﺎ .ﻓﻌﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﻤﺎﻨﻴﺎ ﻭﻋﻤل ﻋﻠﻰ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻬﺩﻑ .ﻓﺤﺼل ﻋﻠﻰ ﻤﻨﺤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻬﺩ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻓﻲ ﺒﻭﺨﺎﺭﺴﺕ ﻜﻲ ﻴﺩﺭﺱ ﻓﻲ ﺒﺎﺭﻴﺱ ﺍﻟﺘﻲ
ﻭﺼل ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺴﻨﺔ .١٩٣٧ﻭﺨﻼل ﺍﻷﻋﻭﺍﻡ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺇﻗﺎﻤﺘﻪ ﻭﻀﻊ ﻜﺘﺎﺏ "ﻏﺭﻭﺏ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ"
ﻭﻨﺸﺭﻩ ﺒﺎﻟﺭﻭﻤﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺴﻴﺒﻴﻭ.
ﺍﻟﺘﺤﻕ ﺒﺎﻟﺴﺭﺒﻭﻥ ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻨﻜﻠﻴﺯﻴﺔ ﻓﺎﻜﺘﺸﻑ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﺍﻹﻨﻜﻠﻴﺯ ﺜﻡ ﻗﺭﺭ ﺘﻌﻤﻴﻕ ﻟﻐﺘﻪ
ﺍﻷﻡ )ﺍﻟﺭﻭﻤﺎﻨﻴﺔ( ﻟﻜﻨﻪ ﺴﺭﻋﺎﻥ ﻤﺎ ﺍﺴﺘﻐﺭﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ،ﺤﺘﻰ ﻗﺭﺭ ﺴﻨﺔ ١٩٤٦ﺃﻥ ﻴﻘﻁﻊ ﻤﻊ
ﻟﻐﺘﻪ ﻭﻤﻊ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ،ﻤﻥ ﺃﺠل ﺍﻹﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺭﻨﺴﺎ .ﻟﺫﻟﻙ ﺒﺩﺃ ﻴﻁﻭﺭ ﻟﻐﺘﻪ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ .ﻭﻨﺸﺭ
ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻷﻭل ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺒﻌﺩ ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻋﻭﺍﻡ ،ﺃﻱ ﺴﻨﺔ ،١٩٤٩ﻀﻤﻥ ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ "ﻏﺎﻟﻴﻤﺎﺭ" ﺍﻟﺘﻲ ﺴﻭﻑ
ﺘﺘﻭﻟﻰ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻻﺤﻘﺎ .ﻓﻜﺎﻥ ﺃﻭل ﻜﺘﺎﺏ ﻴﻨﺸﺭﻩ ﺒﺎﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﺒﻌﻨﻭﺍﻥ "ﻤﻭﺠﺯ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﻙ" ﻭﺤﺼل ﺒﻪ ﻋﻠﻰ
ﺠﺎﺌﺯﺓ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﻜﺘﱠﺎﺏ ﺍﻷﺠﺎﻨﺏ )ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻡ :ﺃﻨﺩﺭﻴﻪ
ﺠﻴﺩ ،ﺠﻭل ﺭﻭﻤﺎﻥ ،ﺴﻭﺒﺭﻓﻴﺎل ،ﺒﻭﻟﻬﺎﻥ ،ﺍﻟﺦ…(.
ﺜﻡ ﺍﺘﺨﺫ ﺴﻴﻭﺭﺍﻥ ﻗﺭﺍﺭﺍ ﺒﺭﻓﺽ ﻜل ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺠﻭﺍﺌﺯ .ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺍﻟﺘﺯﻡ ﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ
ﺍﻟﻌﺭﻭﺽ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﺓ .ﻭﺘﺄﻜﺩﺕ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﻜﻜﺎﺘﺏ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ .ﻭﺘﻭﺍﻟﺕ ﻤﺅﻟﻔﺎﺘﻪ" :ﻗﻴﺎﺱ ﺍﻟﻤﺭﺍﺭﺓ "،
"ﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﺭﺠﻌﻲ" " ،ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﺍﻟﻴﻭﺘﻭﺒﻴﺎ" " ،ﺍﻟﺴﻘﻭﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻤﻥ" .ﻭﺨﻼل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺤﻠﺔ؛
ﺃﻱ ﻤﻊ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ،ﺃﺸﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻀﻤﻥ ﻤﻨﺸﻭﺭﺍﺕ "ﺒﻠﻭﻥ" ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﻨﺠﺢ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻋﻨﺎﻭﻴﻨﻬﺎ .ﻓﺨﺎﺏ ﻅﻨﻪ ﻭﺃﻟﻐﻰ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺒﻌﺩ ﺼﺩﻭﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ .ﻓﻜﺎﻨﺕ ﺘﻠﻙ
ﺘﺠﺭﺒﺔ ﺍﻟﻨﺸﺭ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺨﺎﻀﻬﺎ .ﻭﺘﺎﺒﻊ ﺇﺼﺩﺍﺭ ﻤﺅﻟﻔﺎﺘﻪ " ﺍﻟﺨﻠﻕ ﺍﻟﺴﻲﺀ" )" (١٩٦٩ﻤﺴﺎﻭﺉ ﺃﻥ
٤
ﻗﺭﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ:
" -١ﻤﻭﺠﺯ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﻙ ":
ﺃﻭل ﻜﺘﺎﺏ ﻴﺅﻟﻔﻪ ﺴﻴﻭﺭﺍﻥ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ﻤﺒﺎﺸﺭﺓ .ﺃﺴﻠﻭﺏ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ
ﺍﻟﻜﻼﺴﻴﻜﻴﺔ "ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﻜﻴﺔ" .ﻟﻡ ﻴﺒﻠﻎ ﻓﻴﻪ ﺇﻴﺠﺎﺯ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺒﻌﺩ .ﻨﺒﺭﺓ ﺍﺴﺘﻔﺯﺍﺯﻴﺔ .ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺇﻋﻼﻥ ﻋﻥ
ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺘﻪ ﺍﻷﺜﻴﺭﺓ :ﺍﻟﺸﺭ ،ﺍﻟﺨﻼﺹ ،ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ،ﺍﻻﻨﺤﻁﺎﻁ ،ﺍﻟﻘﺩﺍﺴﺔ ،ﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺩﻤﻴﺭ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ.
ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ "ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ-ﺍﻷﻡ ﻷﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﻼﺤﻘﺔ " ﺒﻨﺒﺭﺘﻪ ﺍﻟﺭﺅﻴﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﺎﺩ ﺘﻜﻭﻥ
ﻨﻴﺘﺸﻭﻴﺔ)ﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﻨﻴﺘﺸﻪ( ﻭﺍﻟﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺯﻴﻘﺎ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﻨﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﻓﻀﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﺩﻡ ﺤﻴﺙ
"ﺍﻟﻜﺎﺌﻥ ﻤﺠﺭﺩ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺒﺎﻟﻼﺸﻲﺀ" ﻭﻤﺎ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻭﺼل ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺭﺍﺌﻲ ﺇﻻ "ﺭﺅﻴﺔ ﺘﺨﺘﻠﻁ ﻓﻴﻬﺎ
ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺒﺎﻟﻤﺭﺍﺭﺓ ﻭ …ﺒﺎﻟﻤﻘﻠﺏ ".
٥
٦
٧
٨
٩
ﻋﻥ ﺃﻗﺭﺏ ﻜﺘﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﻨﻔﺴﻪ ) :ﻜﺘﺎﺏ "ﻤﺴﺎﻭﺉ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺭﺀ ﻗﺩ ﻭﻟﺩ " ﺃﻟﺘﺯﻡ ﺒﻜل ﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﻓﺘﺤﻪ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺼﻔﺤﺔ ،ﻭﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﻱ ﻗﺭﺍﺀﺘﻪ ﻜﻠﻪ .ﻜﺫﻟﻙ ﺃﻤﻴل
ﺇﻟﻰ ﻜﺘﺎﺏ " ﻗﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺭﺍﺭﺓ " ﻷﻥ ﻜﺜﻴﺭﻴﻥ ﻫﺎﺠﻤﻭﻩ .ﻏﻴﺭ ﺃﻨﻨﻲ ﺃﺘﻤﺴﻙ ﺒﺸﻜل ﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﺼﻔﺤﺎﺕ
ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺍﻷﺨﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﻜﺘﺎﺏ "ﺍﻟﺴﻘﻭﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻤﻥ" ﻭﻫﻲ ﺘﻤﺜل ﺃﻓﻀل ﻤﺎ ﻜﺘﺒﺕ ﻭﺃﻜﺜﺭﻩ ﺠﺩﻴﺔ(.
ﻭﻤﻥ ﻤﻘﺎﺒﻠﺔ ﺃﺠﺭﺍﻫﺎ ﻤﻌﻪ ﻤﺎﻴﻜل ﺠﺎﻜﻭﺏ ﺴﻨﺔ " :١٩٨٨ﺒﻘﻴﺕ ﻤﺠﻬﻭﻻ ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻁﻴﻠﺔ ﺜﻼﺜﻴﻥ
ﻋﺎﻤﺎ ،ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻜﺘﺒﻲ ﻻ ﺘﺒﺎﻉ ﻗﻁ .ﻟﻘﺩ ﺘﻘﺒﻠﺕ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺠﻴﺩﺍ ﻷﻨﻪ ﻴﻨﺎﺴﺏ ﺭﺅﻴﺘﻲ ﻟﻸﺸﻴﺎﺀ.
ﺍﻷﻋﻭﺍﻡ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩﺓ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻫﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺸﺘﻬﺎ ﻤﺠﻬﻭﻻ .ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺠﻬﻭﻻ ﻓﻔﻲ ﺫﻟﻙ ﻟﺫﺓ – ﻤﻊ
ﺠﻭﺍﻨﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﺭﺓ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺤﺎﻟﺔ ﺨﺎﺭﻗﺔ".
ﻭﻋﻥ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻨﺘﻤﺎﺌﻪ ،ﻴﺠﻴﺏ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒﻠﺔ ﺃﺠﺭﺍﻫﺎ ﻤﻌﻪ ﻓﺭﻨﺎﻨﺩﻭ ﺴﺎﻓﺎﺘﺭ ﺴﻨﺔ " ١٩٧٧ﺃﺸﻌﺭ
ﺃﻨﻨﻲ ﻤﻨﻔﺼل ﻋﻥ ﻜل ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ ﻭﻋﻥ ﻜل ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺎﺕ .ﺃﻨﺎ ﻤﺘﺸﺭﺩ ﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺯﻴﻘﻲ .ﺃﺸﺒﻪ ﻗﻠﻴﻼ ﺃﻭﻟﺌﻙ
ﺍﻟﺭﻭﺍﻗﻴﻴﻥ ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺭﻭﻤﺎﻨﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺸﻌﺭﻭﻥ ﺒﺄﻨﻬﻡ "ﻤﻭﺍﻁﻨﻭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ " ﺍﻷﻤﺭ
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻨﻲ ﺃﻨﻬﻡ ﻤﻭﺍﻁﻨﻭ ﺍﻟﻼﱠﻤﻜﺎﻥ".
١٠
ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭﺍﺕ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭﺍﺕ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﺠﺩﺍ؛ ﻓﻘﺩ ﻗﺭﺃﺕ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ ﻟﺴﻴﻭﺭﺍﻥ ﻭﺍﺨﺘﺭﺕ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ
ﺃﺩﻫﺸﻨﻲ ﺤﻘﺎ ،ﻤﺎ ﻓﺎﺠﺄﻨﻲ ،ﻭﺃﻏﻨﺎﻨﻲ .ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻓﻲ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﻻﺤﻘﺔ ،ﻭﺠﺩﺕ ﺃﻥ ﻤﺎ ﺘﺭﺠﻤﺘﻪ ﻤﻥ ﺸﺫﺭﺍﺕ
ﻗﺩ ﻻ ﻴﺴﺘﻭﻱ ﻜﺘﺎﺒﺎ ،ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﺤﺠﻡ .ﻓﻌﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﻜﺎﻤﻠﺔ .ﻭﺃﻋﺩﺕ ﻗﺭﺍﺀﺘﻬﺎ ﻭﻏﺭﺒﻠﺘﻬﺎ
ﺒﺎﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﺘﻘﺭﻴﺒﺎ .ﺃﻀﻔﺕ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺸﺫﺭﺍﺕ ،ﻨﻌﻡ .ﻟﻜﻥ ﻟﻴﺱ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻨﻬﺎ.
ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﺼل ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻫﻭ ﺤﺠﻡ ﻤﺎ ﺍﺨﺘﺭﺘﻪ!
*
ﻓﻲ ﻜل ﺇﻨﺴﺎﻥ ﻴﻨﺎﻡ ﻨﺒﻲ .ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺴﺘﻴﻘﻅ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺸﺭ ﻗﺩ ﺯﺍﺩ ﻗﻠﻴﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ .
*
ﻴﻜﻤﻥ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺫﻜﺎﺀ ﻭﺍﻟﻐﺒﺎﺀ ﻓﻲ ﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤل ﻤﻊ ﺍﻟﻨﻌﺕ) ﺍﻟﺼﻔﺔ( ،ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻪ ﻤﻥ
ﺩﻭﻥ ﺘﻨﻭﻴﻊ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﺒﺘﺫﺍﻟﻪ.
*
١١
*
ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ :ﺸﺨﺹ ﻤﺎﻜﺭ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﺘﺒﺭﻡ ﺒﻼ ﺩﺍ ﻉٍ ،ﻭﺃﻥ ﻴﺴﻜﻥ ﺍﻟﺤﻴﺭﺓ ،ﻭﻗﺩ ﻴﻁﻠﺏ ﺍﻟﻤﺯﻴﺩ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﻬﻤﺎ
ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻭﺴﺎﺌل .ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ ،ﺘﺄﺘﻲ ﺃﺠﻴﺎل ﺴﺎﺫﺠﺔ ﻭﺘﺸﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ.
*
ﻜل ﻤﻔﻜﺭ ،ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﻁﺭﻴﻘﻪ ،ﻴﺅْﺜﺭ ﺭﻏﻤﺎﹰ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺠﺩل ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻔﺼﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﺔ)ﺍﻟﻤﺘﺩﻟﻴﺔ
ﺍﻷﻏﺼﺎﻥ(.
*
١٢
١٣
ﻟﻭﻻ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﻟﺤﻠﺕ ﺍﻟﻤﻭﺴﻴﻘﻰ ﻤﺤل ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ،ﻭﻟﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻓﺭﺩﻭﺱ ﺍﻟﻭﻀﻭﺡ ،ﺍﻟﺩﻗﻴﻕ ﻋﻥ
ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ ،ﻭﺒﺎﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺸﻭﺓ ﺍﻟﻤﺘﻨﻘﻠﺔ.
*
ﻤﺎ ﻗﻴﻤﺔ ﻜل ﺍﻷﻟﺤﺎﻥ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﻨﻕ ﻓﻴﻨﺎ ﺍﻻﺴﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺯﺩﻭﺠﺔ ﻟﻠﻌﻴﺵ ﻭﻟﻠﻤﻭﺕ!
*
ﺍﻟﻤﻭﺴﻴﻘﻰ ﻤﻠﺠﺄ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﺠﺭﺤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ.
*
ﻤﺎ ﻤﻥ ﻤﻭﺴﻴﻘﻰ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺇﻻ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﻌﻠﻨﺎ ﻨﺠﺱ اﻟﺯﻤﻥ.
*
١٤
١٥
*
ﻭﺍﻟﻤﺭﻴﺽ؟ – ﺍﻟﻤﺭﺽ ﻤﻨﻔﺫ ﻻ ﺇﺭﺍﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺫﻭﺍﺘﻨﺎ ،ﻴﺠﺒﺭﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻭﻏل "ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻕ " ﻭﻴﺤﻜﻤﻨﺎ ﺒﻪ
ﺇﻨﻪ ﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺯﻴﻘﻲ ﺭﻏﻡ ﺃﻨﻔﻪ.
*
ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺴﺩﻯ ﻋﻥ ﺒﻠﺩ ﺘﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻪ ،ﺘﺭﺘﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻭﺕ ،ﺤﺘﻰ ﺘﺘﻤﻜﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﻔﻰ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ،ﻤﻥ
ﺍﻹﻗﺎﻤﺔ ﻜﻤﻭﺍﻁﻥ.
*
ﺍﻟﺤﻴﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻨﻭﻱ ﻗﺎﻁ ﻊ ﻁﺭﻴﻕٍ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﻡ.
*
ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﻨﺘﻤﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺤﺯﺏ ﻤﻥ ﺍﻷﺤﺯﺍﺏ ،ﻴﻌﺘﻘﺩﻭﻥ ﺃﻨﻬﻡ ﻴﺘﻤﻴﺯﻭﻥ ﻋﻥ ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻟﻤﻨﺨﺭﻁﻴﻥ ﻓﻲ ﺤﺯﺏ
ﺁﺨﺭ ،ﻭﺍﻟﺤﺎل ﺃﻥ ﺠﻤﻴﻌﻬﻡ ﻴﻠﺘﻘﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻕ ،ﻭﻓﻲ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﺒﻤﺠﺭﺩ ﻟﺠﻭﺌﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ،
ﻭﻻ ﻴﺨﺘﻠﻔﻭﻥ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ،ﺃﻱ ﺤﺴﺏ ﺍﻟﻘﻨﺎﻉ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺨﺘﺎﺭﻭﻩ .ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺠﻨﻭﻥ ﺃﻥ ﻨﺘﺨﻴل ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ
ﻜﺎﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﻜل ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﺃﻭ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﻭﻗﻑ ،ﻴﻌﺎﺩل ﺍﻻﺴﺘﻬﺎﻨﺔ ﺒﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .ﻭﻤﻥ ﺴﻭﺀ
ﺤﻅﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ﻭﺍﺘﺨﺎﺫ ﺍﻟﻤﻭﻗﻑ ﻗﺩﺭ ﻻ ﻤﻨﺎﺹ ﻟﻨﺎ ﻤﻨﻪ ،ﻜل ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻨﺎ ﻤﻜﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ
ﺍﻟﻼﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﺨﻁﺄ.
*
ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﺠﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﺘﻭﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻁﺔ ،ﺘﺘﺤﻭل ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻋﻜﺱ ﺍﻻﺨﺘﻤﺎﺭ ﻭﺍﻟﻭﻻﺩﺓ ﻓﺘﻜﻑ
ﻋﻥ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﺜﻭﺭﺓ ﻭﺘﻘﻠﺩ ،ﺒل ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﻘﻠﺩ ،ﻤﻼﻤﺢ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﻠﺒﺘﻪ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺃﺠﻬﺯﺘﻪ ﻭﻁﺭﻴﻘﺔ
ﻋﻤﻠﻪ .ﻭﻜﻠﻤﺎ ﺒﺫﻟﺕ ﺠﻬﺩﺍ ﻤﻥ ﺃﺠل ﺫﻟﻙ)ﻭﻫﻲ ﻻ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﺘﻔﻌل ﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ(ﺯﺍﺩﺕ ﻓﻲ ﻫﺩﻡ
ﻤﺒﺎﺩﺌﻬﺎ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺤﻅﻭﺘﻬﺎ.
*
١٦
*
ﺍﻟﺯﻤﻥ ،ﻭﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﺍﻹﻗﺭﺍﺭ ﺒﺫﻟﻙ ،ﻴﺸﻜل ﻋﻨﺼﺭﻨﺎ ﺍﻟﺤﻴﻭﻱ؛ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻨﺘﺠﺭﺩ ﻤﻨﻪ ﻨﺠﺩ ﺃﻨﻔﺴﻨﺎ ﺒﻼ
ﺴﻨﺩ ،ﻓﻲ ﻋﻤﻕ ﺍﻟﻼﻭﺍﻗﻊ ،ﺃﻭ ﻓﻲ ﻗﻠﺏ ﺍﻟﺠﺤﻴﻡ.
١٧
*
*
ﻤﺎ ﺃﻤﻴﺯﻩ ﻓﻲ ﻜل ﻟﺤﻅﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﺤﻅﺎﺕ ،ﻫﻭ ﻟﻬﺎﺜﻬﺎ ﻭﺍﺤﺘﻀﺎﺭﻫﺎ ،ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎل ﻨﺤﻭ ﻟﺤﻅﺔ ﺃﺨﺭﻯ.
ﺃﻫﻴﺊ ﺯﻤﻨﺎ ﻤﻴﺘﺎ ،ﻭﺃﺘﻤﺭﻍ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻨﺎﻕ ﺍﻟﺼﻴﺭﻭﺭﺓ.
*
ﺍﻵﺨﺭﻭﻥ ﻴﺴﻘﻁﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻤﻥ؛ ﺃﻤﺎ ﺃﻨﺎ ﻓﻘﺩ ﺴﻘﻁﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻤﻥ .
*
ﺇﺫﺍ ﻜﻨﺕ ﻻ ﺃﺤﺱ ﺒﺎﻟﺯﻤﻥ ،ﺇﺫﺍ ﻜﻨﺕ ﺒﻌﻴﺩﺍ ﻋﻨﻪ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺃﻱ ﻜﺎﻥ ،ﻓﺄﻨﺎ ﺒﺎﻟﻤﻘﺎﺒل ﺃﻋﺭﻓﻪ .ﺇﻨﻨﻲ ﺃﺘﺄﻤﻠﻪ
ﺒﺎﺴﺘﻤﺭﺍﺭ :ﺇﻨﻪ ﻴﺸﻐل ﻤﺭﻜﺯ ﻭﻋﻴﻲ.
*
ﺍﺭﺤﻤﻭﺍ ﻤﻥ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻤﻥ ﻭﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻴﻪ!
*
١٨
*
ﺃﻻ ﻴﺸﻜل ﺍﻟﻨﺩﻡ ﻋﻼﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﺨﻭﺨﺔ ﺍﻟﻤﺒﻜﺭﺓ ؟ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺼﺤﻴﺤﺎﹰ ﻓﻘﺩ ﻭﻟِﺩﺕﹸ ﻤﺴِﻨﹼﺎﹰ.
*
"ﻤﺎﺫﺍ ﻴﻨﻔﻊ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺭﺒﺢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻭﺨﺴﺭ ﺭﻭﺤﻪ ؟ "
ﺃﻥ ﻴﺭﺒﺢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻭﻴﺨﺴﺭ ﺭﻭﺤﻪ!-ﺃﻨﺎ ﻓﻌﻠﺕ ﺃﻓﻀل ﻤﻥ ﺫﻟﻙ :ﺨﺴﺭﺕ ﺍﻻﺜﻨﻴﻥ ﻤﻌﺎﹰ.
*
ﻤﻥ ﻫﻭ "ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ"؟ ﺇﻨﻪ ﺸﺨﺹ ﻨﺘﻤﻨﹼﻰ ﻗﺘﻠﻪ ﻤﻥ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻨﻌﺭﻑ ﺠﻴﺩﺍﹰ ،ﻜﻴﻑ.
١٩
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
*
ﺍﻻﺘﺼﺎل ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﻻ ﻴﺘﻡ ﺇﻻ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺤﻀﻭﺭ ﺍﻟﺼﺎﻤﺕ ،ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻼﺘﻭﺍﺼل
ﻅﺎﻫﺭﻴﺎ ،ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﺘﺒﺎﺩل ﺍﻟﻐﺭﻴﺏ ،ﺍﻟﺨﺎﻟﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺸﺒﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ.
*
ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻌﻤل ]ﺍﻷﺜﺭ[ ﺃﻥ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﻭﻴﻭﺠﺩ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺘﻡ ﺇﻋﺩﺍﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻅل ﻤﻊ ﺍﻋﺘﻨﺎﺀ ﻴﺘﻤﻴﺯ ﺒﻪ ﺍﻟﻘﺎﺘل
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻬﻴﺊ ﻟﻀﺭﺒﺘﻪ .ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻷﻭل ﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻀﺭﺏ.
*
٢٤
٢٥
٢٦
*
ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻥ ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﻜل ﺸﻲﺀ ،ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺸﺎﺭﺡ ،ﻋﺎﺩﺓﹰ ،ﻨﺒﻴﻬﺎ ﻭﻓﻁﻨﹰﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺸﺭﻭﺡ .ﻫﺫﺍ ﻤﺎ
ﻴﻤﺘﺎﺯ ﺒﻪ ﺍﻟﺠﻼﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ.
*
*
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺃﻥ ﻴﺤﺭﻙ ﺍﻟﺠﺭﺍﺡ ،ﺒل ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻴﺘﺴﺒﺏ ﻓﻴﻬﺎ .ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻥ ﻴﺸﻜل ﺨﻁﺭﺍ.
*
ﻤﺎ ﺍﻷﻟﻡ؟ ﺇﺤﺴﺎﺱ ﻻ ﻴﺭﻴﺩ ﺍﻟﺯﻭﺍل ،ﺇﺤﺴﺎﺱ ﻁﻤﻭﺡ.
*
٢٧
٢٨
٢٩
*
*
ﻜﻴﻑ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺘﻭﺴﻊ ﻏﺩﺍ ﻓﻲ ﻓﻜﺭﺓ ﻋﺎﻟﺠﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﺒﺎﺭﺤﺔ؟ ﺒﻌﺩ ﻤﺭﻭﺭ ﻟﻴﻠﺔ ﻻ ﻴﺒﻘﻰ ﺍﻟﻤﺭﺀ ﻫﻭ ﺫﺍﺘﻪ،
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻐﺵ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ.
*
ﺍﻟﺸﺫﺭﺓ ،ﺠﻨﺱ ﻜﺘﺎﺒﺔ ﻤﺨﻴﺏ ﻟﻶﻤﺎل ﺒﻼ ﺸﻙ ،ﻤﻊ ﺃﻨﻪ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩ ﺍﻟﻨﺯﻴﻪ.
*
ﻜل ﺸﺨﺹ ﻴﻨﺘﻅﺭ ﺍﻀﻤﺤﻼﻟﻪ ﺒﻔﻌل ﺍﻷﻤﺭﺍﺽ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻨﻴﻥ ،ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺃﻥ ﻭﻀﻊ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﻟﻜل ﺫﻟﻙ ﺃﻤﺭ
ﻤﺘﺎﺡ .ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻤﺜل ﺍﻹﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭﻴﺎﺕ ،ﻴﻔﻀﻠﻭﻥ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﻁﻭﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺨﺠﻠﺔ.
*
ﻟﻴﺴﺕ ﺍﻟﺸﻴﺨﻭﺨﺔ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ،ﺇﻻ ﺍﻟﻘﺼﺎﺹ ﻤﻨﻙ ﻷﻨﻙ ﻋﺸﺕ.
*
ﺍﻟﻀﺠﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺒﺩﻭ ﻭﻜﺄﻨﻪ ﻴﻌﻤﻕ ﻜل ﺸﻲﺀ ﻻ ﻴﻌﻤﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺸﻴﺌًﺎ ،ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺘﻭﻏل
ﻨﺎﺯﻻﹰ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻪ ﻭﻻ ﻴﺴﺒﺭ ﺇﻻ ﻓﺭﺍﻏﻪ ﺍﻟﺨﺎﺹ.
*
ﺍﻷﻤل ﻫﻭ ﺍﻟﺸﻜل ﺍﻟﺴﻭﻱ ﻟﻠﻬﺫﻴﺎﻥ.
*
ﺤﻠﻤﺕ ﺤﻠﻤﺎﹰ ﻋﺠﻴﺒﺎ ﺃﻓﻀل ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﻭﻗﹼﻑ ﻋﻨﺩﻩ .ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺸﺄﻥ ﻓﻼﻥ ﺃﻭ ﻓﻼﻥ ﺃﻥ ﻴﺤﻠﻠﻪ .ﻴﺎﻟﻪ ﻤﻥ
ﺨﻁﺄ! ﻟﻨﺩﻉ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺘﺩﻓﻥ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ.
*
ﻜل ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻫﻭ ﺸﻜل ﻤﻤ ﻭﻩ ﻟﻠﻌﺒﻭﺩﻴﺔ.
*
ﺃﻨﺎ ﺍﻵﻥ ﻭﺤﺩﻱ .ﻤﺎﺫﺍ ﻋﺴﺎﻱ ﺃﺘﻤﻨﹼﻰ ﺃﻓﻀل؟ ﻻ ﻭﺠﻭﺩ ﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺃﻜﺜﺭ ﻜﺜﺎﻓﺔ .ﺒﻠﻰ ،ﺴﻌﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﺃﻨﺼﺕ،
ﻤﻥ ﺸﺩﺓ ﺍﻟﺼﻤﺕ ،ﺇﻟﻰ ﻭﺤﺩﺘﻲ ﻭﻫﻲ ﺘﻨﻤﻭ.
*
٣٠
*
ﺇﻥ ﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻔﻜﺭ ﺘﺒﺩﻭ ﻟﻲ ﺨﻁﺄ ﻓﻲ ﺍﻟﺫﻭﻕ .ﺜﻤﺔ ﻤﺠﺎﻻﺕ ﻻ
ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﻘﺘﺭﺏ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ .ﺘﻔﻜﻴﻙ ﺍﻟﻘﺼﻴﺩﺓ ﻜﻤﺎ ﺘﻔﻜﻙ ﻤﻨﻅﻭﻤﺔ)ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ(ﻫﻭ ﺠﺭﻴﻤﺔ ،ﺒل ﻋﻤل
ﺘﺩﻨﻴﺴﻲ ﻭﺍﻨﺘﻬﺎﻙ ﺤﺭﻤﺎﺕ.
ﺃﻤﺭ ﻤﺜﻴﺭ ﻟﻠﻔﻀﻭل :ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ﻴﺒﺘﻬﺠﻭﻥ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻻ ﻴﻔﻬﻤﻭﻥ ﻤﺎ ﻴﻜﺘﺏ ﻋﻨﻬﻡ .ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﻁﺎﻨﺔ ﺘﻐﺭﻴﻬﻡ
ﻭﺘﻭﻫﻤﻬﻡ ﺒﺘﺤﻘﻴﻕ ﺘﻘﺩﻡ .ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻀﻌﻑ ﻴﺠﻌﻠﻬﻡ ﺩﻭﻥ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻨﻘﺎﺩﻫﻡ ﻭﺸﺎﺭﺤﻴﻬﻡ.
*
ﺃﻓﻀل ﻁﺭﻴﻘﺔ ﻟﻠﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺩﻭ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺘﻤﺩﺤﻪ ﺃﻴﻨﻤﺎ ﺤﻠﻠﺕ .ﺴﻭﻑ ﻴﻨﻘﻠﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﺫﻟﻙ ﻓﻼ ﺘﺒﻘﻰ
ﻟﺩﻴﻪ ﻗﻭﺓ ﻹﺯﻋﺎﺠﻙ :ﻟﻘﺩ ﺤﻁﱠﻤﺕﹶ ﻗﻭﺘﻪ … ﻭﺴﻭﻑ ﻴﻭﺍﺼل ﺤﻤﻠﺘﻪ ﻀﺩﻙ ﺩﺍﺌﻤﺎ ،ﻟﻜﻥ ﻤﻥ ﺩﻭﻥ
ﺼﺭﺍﻤﺔ ﻭﺒﺄﺱ ،ﺇﺫ ﻴﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﻜﻑ ﻻ ﺸﻌﻭﺭﻴﺎ ﻋﻥ ﻜﺭﻫﻙ .ﻟﻘﺩ ﻫﺯﻡ ﻭﻫﻭ ﻴﺠﻬل ﻫﺯﻴﻤﺘﻪ.
*
ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺍﻷﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻟﻡ ﺃﺭﻏﺏ ﻓﻲ ﻤﺠﻴﺌﻬﻡ ،ﻟﻴﺘﻬﻡ ﻴﺩﺭﻜﻭﻥ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺩﻴﻨﻭﻥ ﻟﻲ ﺒﻬﺎ!
*
ﻻ ﻴﺴﻜﻥ ﺍﻟﻤﺭﺀ ﺒﻼﺩﺍ ،ﺒل ﻴﺴﻜﻥ ﻟﻐﺔ .ﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﻭﻻ ﺸﻲﺀ ﻏﻴﺭﻩ.
*
ﺴﻴﺭﺘﻪ ﺍﻟﺫﺍﺘﻴﺔ .ﻭﻓﻲ ﺨﺎﺘﻤﺔ ﺍﻟﻤﻁﺎﻑ ﻻ ﺘﻜﻭﻥ ﻨﺎﺠﺯﻩ ﺃﻭ ﻤﻜﺘﻤﻠﺔ ﺇﻻ ﻴﻔﻭ ﺕﹾ… ﻤﻥ ﻴﻌِ ﺵِ ﺍﻟﺨﻠﻭﺩ
ﺍﻟﻤﺼﺎﺌﺭ ﺍﻟﻤﺤﻁﻤﺔ.
*
ﺍﻟﺤﻠﻡ ،ﺒﺈﻟﻐﺎﺌﻪ ﻟﻠﺯﻤﻥ ،ﻴﻠﻐﻲ ﺍﻟﻤﻭﺕ .ﻭﺍﻟﻤﻭﺘﻰ ﻴﺴﺘﻐﻠﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﻜﻲ ﻴﺯﻋﺠﻭﻨﺎ .ﺍﻟﺒﺎﺭﺤﺔ ﺭﺃﻴﺕ ﺃﺒﻲ.
ﻜﺎﻥ ﻜﻤﺎ ﻋﺭﻓﺘﻪ ﺩﺍﺌﻤﺎ .ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﺘﺭﺩﺩﺕ ﻗﻠﻴﻼ .ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻫﻭ؟ ﺘﻌﺎﻨﻘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺭﻭﻤﺎﻨﻴﺔ،
٣١
٣٢
٣٣
٣٤
٣٥
٣٦
٣٧
٣٨
٣٩
٤٠
ﻤﻠﺤﻕ )*(
*
ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﺨﻔِﻕ ﻟﻠﻤﻁﻠﻕ ،ﻓﻬﻭ ﺃﻨﺎ .ﺃﻗﻭل ﻫﺫﺍ ﺒﻜل ﺍﻻﻓﺘﺨﺎﺭ ﺍﻟﻤﻁﻠﻭﺏ.
*
ﺃﺴﻤﻊ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻲ ،ﺤﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﻟﻡ ﺃﺘﻭﻏل ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﻗﻠﻴﻼﹰ ،ﻨﺩﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﺩﻴﻡ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﺘﺤﻭل ﺃﻭ ﻴﻨﺤﻁ
ﻜﻭﻥ… ﺇﻟﻰ
*
ﺃﻤﺘﻠﻙ ﺸﺠﺎﻋﺔ ﺴﻠﺒﻴﺔ ،ﺸﺠﺎﻋﺔ ﻤﻭﺠﻬﺔ ﻀﺩﻱ .ﻟﻘﺩ ﻭﺠﻬﺕ ﺤﻴﺎﺘﻲ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﻭﺠﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻀﻌﺘﹾﻬﺎ
ﻟﻲ .ﻟﻘﺩ ﺃﻋﻘﺕ ﻤﺼﻴﺭﻱ.
*
ﺃﻨﺎ ﻤﺘﻘﺩﻡ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﺕ.
*
ﺃﻨﺎ ﻓﻴﻠﺴﻭﻑ ﻋﻭﺍﺀ .ﺃﻓﻜﺎﺭﻱ ،ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻓﻜﺎﺭ ،ﺘﻨﺒﺢ؛ ﺇﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﻔﺴﺭ ﺸﻴﺌﺎ ،ﺒل ﺘﻨﻔﺠﺭ.
*
ﺒﺎﻷﻤﺱ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻁﺎﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﻨﻘﻠﻨﻲ ﻤﻥ ﻜﻭﻤﺒﻴﺎﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺒﺎﺭﻴﺱ ،ﺃﻤﺎﻤﻲ ﻓﺘﺎﺓ )١٩ﻋﺎﻤﺎ؟( ﻭﺸﺎﺏ.
ﺤﺎﻭﻟﺕﹸ ﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺍﻫﺘﻤ ﺎﻤﻲ ﺒﺎﻟﻔﺘﺎﺓ ﻭﺒﺠﺎﺫﺒﻴﺘﻬﺎ ،ﻭﻟﻜﻲ ﺃﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ،ﺘﺨﻴﻠﺘﻬﺎ ﻤﻴﺘﺔ ،ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺠﺜﺔ
ﻤﺘﺤﻠﻠﺔ ،ﻭﺘﺨﻴﻠﺕ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ،ﻭﺠﻨﺘﻴﻬﺎ ،ﺃﻨﻔﻬﺎ ،ﺸﻔﺘﻴﻬﺎ ،ﻜل ﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﺤﻠل .ﻟﻜﻥ ،ﻤﻥ ﺩﻭﻥ
ﻁﺎﺌل .ﻅﻠﺕ ﻓﺘﻨﺘﻬﺎ ﺘﺠﺫﺒﻨﻲ .ﺘﻠﻙ ﻫﻲ ﻤﻌﺠﺯﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.
*
ﻜل ﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺘﻲ ﺘﺄﺘﻲ ﻤﻤﺎ ﻴﻠﻲ :ﻻ ﺃﺤﺩ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﻴﺤﺏ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻤﺜﻠﻲ ،ﻭﺃﻥ ﻴﺤﺱ ،ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﻭﺍﺤﺩ
ﻭﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﻘﻁﻌﺔ ﺘﻘﺭﻴﺒﺎﹰ ،ﺇﺤﺴﺎﺴﺎﹰ ﺒﻌﺩﻡ ﺍﻻﻨﺘﻤﺎﺀ ﻭﺒﺎﻟﻤﻨﻔﻰ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻲ .ﺃﻨﺎ ﻤﺜل ﺇﻨﺴﺎﻥ ﺃﻜﻭل ﻴﻔﻘﺩ
ﺸﻬﻴﺔ ﺍﻷﻜل ﺒﺴﺒﺏ ﻁﻭل ﺘﻔﻜﻴﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻭﻉ.
*
٤١
٤٢
ﻻ ﺃﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﺍﹸ ﺒﺩﻱ ﺸﻐﻔﹰﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺇﻻ ﺒﺎﻹﻟﻪ ﻭﺒﻜل ﻤﺎ ﻫﻭ ﻓﻲ ﻤﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﺔ .ﺃﻤﺎ ﻤﺎ ﻴﻨﺩﺭﺝ
ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ،ﺃﻱ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺠﺎﺩﺓ ،ﻓﻬﻲ ﺘﺒﺩﻭ ﻟﻲ ﻏﻴﺭ ﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﻭﻏﻴﺭ ﻤﺠﺩﻴﺔ.
*
ﻴﺎ ﻟﻬﺎ ﻤﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﺴﻴﺌﺔ ﺃﻥ ﺃﻓﻜﺭ ﻀﺩ ﺃﺤﺩﻫﻡ ﺃﻭ ﻀﺩ ﺸﻲﺀ ﻤﺎ! ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺭﺍﻙ ﺒﻭﺴﺎﺌل
ﺍﻟﺩﻤﺎﻍ؛ ﺃﻻ ﺘﺄﺘﻲ ﻤﻥ ﺸﺭﺍﺴﺔٍ ﻏﻴﺭِ ﻤﺸﹾﺒﻌﺔ ،ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﻤﻥ ﺠﺒﻥٍ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ؟ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻜﺩ ﺃﻨﻨﻲ ،ﻋﻨﺩﻤﺎ
ﺃُﻤﺴﻙ ﺒﺎﻟﻘﻠﻡ ،ﺃﻜﺘﺴﺏ ﺸﺠﺎﻋﺔﹰ ﻻ ﻴﻤﻜﻨﻨﻲ ﺍﻟﺘﱠﺤﻠﱢﻲ ﺒﻬﺎ ﺃﺒﺩﺍ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﺩﻭ.
٤٣
٤٤
٤٥
ﺏ -ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ:
* ﺘﻭﻗﻴﺕ ﺍﻟﺒِﻨﹾﻜﹶﺎ]ﺠﺎﺌﺯﺓ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﻟﻠﺭﻭﺍﻴﺔ[ ﺭﻴﺎﺽ ﺍﻟﺭﻴﺱ ﻟﻠﻜﺘﺏ ﻭﺍﻟﻨﺸﺭ ،ﻟﻨﺩﻥ .1992
* ﺸﻤﺱ ﺍﻟﻘﺭﺍﻤﻴﺩ]،ﺠﺎﺌﺯﺓ ﻜﻭﻤﺎﺭ:ﺍﻟﺭﻴﺸﺔ ﺍﻟﺫﻫﺒﻴﺔ[ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ ،ﺘﻭﻨﺱ .1997
* ﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻷﺨﻴﻀﺭ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻁﻠﻴﻌﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ،ﺩﻤﺸﻕ ،ﺴﻭﺭﻴﺎ .2001
* ﺒﻴﺭﻭﺕ ﻭﻨﻬﺭ ﺍﻟﺨﻴﺎﻨﺎﺕ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﺎﺭﺍﺒﻲ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ 2002
*ﺩﺍﻨﺘﻴﻼ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﺎﺭﺍﺒﻲ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ٢٠٠٥
*ﻋﺘﺒﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﺎﺭﺍﺒﻲ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ ٢٠٠٧
ﺝ -ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺩ:
* ﺃﺒﺠﺩﻴﺔ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ،ﺒﻴﺴﺎﻥ ﺒﺭﺱ ،ﻨﻴﻘﻭﺴﻴﺎ ،ﻗﺒﺭﺹ. 1988 ،
* ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﻤﺘﺭﺠﻤﺔ:
ﺃ ـ ﺸﻌﺭ:
* ﺤﺭﻴﺔ ﻤﺸﺭﻭﻁﺔ ،ﺃﻭﻜﺘﺎﻓﻴﻭ ﺒﺎﺙ ،ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ .1983
* ﻤﺩﺍﺌﺢ ﺍﻟﻨﻭﺭ ،ﻤﺨﺘﺎﺭﺍﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻲ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻠﺘﻘﻰ ،ﻟﻴﻤﺎﺴﻭل ،ﻗﺒﺭﺹ.١٩٩٤
ﺏ ـ ﺭﻭﺍﻴﺔ:
* ﺤﻜﺎﻴﺔ ﺒﺤﺎﺭ ﻏﺭﻴﻕ ،ﻏﺎﺒﺭﻴﻴل ﻏﺎﺭﺴﻴﺎ ﻤﺎﺭﻜﻴﺯ ،ﺩﺍﺭ ﺍﺒﻥ ﺭﺸﺩ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ . 1980
* ﺨﺭﻴﻑ ﺍﻟﺒﻁﺭﻴﺭﻙ ،ﻏﺎﺒﺭﻴﻴل ﻏﺎﺭﺴﻴﺎ ﻤﺎﺭﻜﻴﺯ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺒﻴﺭﻭﺕ .1981ﻁﺒﻌﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ،ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﻤﺩﻯ ،ﺩﻤﺸﻕ .٢٠٠٥
* ﺍﻟﺒﺎﺒﺎ ﺍﻷﺨﻀﺭ ،ﻤﻴﻐﻴل ﺃﻨﺨل ﺍﺴﺘﻭﺭﻴﺎﺱ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ. 1981
* ﻨﺎﺭﺍﻴﺎﻤﺎ ،ﺸﻴﺘﺸﻴﺭﻭ ﻓﻭﻜﺎﺯﺍﻭﺍ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ . 1982
* ﻤﻤﻠﻜﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ،ﺃﻟﻴﺨﻭ ﻜﺎﺭﺒﻨﺘﻴﻴﻪ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﻘﺎﺌﻕ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ . 1982
* ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ،ﺃﻟﻔﺎﺭﻭ ﺴﻴﺒﻴﺩﺍ ﺴﺎﻤﻭﺩﻴﻭ ،ﺩﺍﺭ ﻤﻨﺎﺭﺍﺕ ،ﻋﻤﺎﻥ . 1986
٤٦
ﺝ ـ ﺴﻴﺭﺓ :
* ﺍﻟﻤﻨﺸﻕ ،ﺴﻴﺭﺓ ﻨﻴﻜﻭﺱ ﻜﺎﺯﻨﺘﺯﺍﻜﻲ ﺒﻘﻠﻡ ﺯﻭﺠﺘﻪ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻵﺩﺍﺏ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ . 1994
ﺩ ـ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ :
* ﺒﺩﺍﻴﺎﺕ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺒﻭﺭﺠﻭﺍﺯﻴﺔ ،ﻤﺎﻜﺱ ﻫﻭﺭﻜﻬﺎﻴﻤﺭ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺘﻨﻭﻴﺭ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ . 1981
* ﺒﻠﺯﺍﻙ ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﺔ ،ﺠﻭﺭﺝ ﻟﻭﻜﺎﺵ ،ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻠﻨﺎﺸﺭﻴﻥ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﻴﻥ ،ﺘﻭﻨﺱ
.1985
*ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﺠﻭﺭﺝ ﺒﺎﺘﺎﻱ ،ﺩﺍﺭ ﻤﻌﺩ ،ﺩﻤﺸﻕ ٢٠٠٧
ﻫـ -ﺴﻴﻨﻤﺎ:
ﻭ ـ ﺭﺤﻼﺕ
٤٧