D 0 A 224
D 0 A 224
D 0 A 224
ﺍﻟﺤﻤﺩ ﷲ ﺭﺏ ﺍﻻﺭﺒﺎﺏ ﻤﺎﻟﻙ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﻭﺍﻻﻟﺒﺎﺏ ﻭﺍﺼﻠﻲ ﻭﺍﺴﻠﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﺒﺫﻜﺭﻩ ﻴﺴﺭ
ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻭﺍﻟﻔﺅﺍﺩ ﺴﻴﺩ ﺍﻟﺭﺴل ﻭﺍﻻﻨﺒﻴﺎﺀ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻭﺘﺭﻀﻰ ﺍﻟﻠﻬﻡ ﻋﻥ ﺁﻟﻪ ﻭﺼﺤﺒﻪ
ﻭﺍﻤﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺍﻟﻁﺎﻫﺭﺍﺕ ﻭﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﺘﺒﻌﻪ ﻤﻥ ﺍﻻﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻥ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ
ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻻﻨﺠﺎﺱ
ﺍﻤﺎ ﺒﻌﺩ :
ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻫﻭ ﻤﺩﺍﺭ ﺍﻻﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺸﺭﻙ ﻭﻗﺩ ﺠﺎﺀ ﺫﻜﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺒﺄﻭﺠﻪ ﻋﺩﻴﺩﺓ
ﻓﻲ ) (١٢٢ﺁﻴﺔ ﻭﺍﻋﻁﻰ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻟﻠﻘﻠﺏ ﻤﻜﺎﻨﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﺍﺫ ﻫﻭ ﻤﻭﻁﻥ ﺍﻻﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻴﻘﻴﻥ ﻭﻗﺩ
ﻋﻭل ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺫ ﺠﻌل ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺠﺴﺩ ﺒﺼﻼﺤﻪ ﻭﻓﺴﺎﺩﻩ ﺒﻔﺴﺎﺩﻩ ،ﻭﻜﺜﺭﺕ
ﺍﺭﺍﺀ ﻭﺍﻗﻭﺍل ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻥ ﻭﺍﻻﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﺍﻗﻭﺍﻟﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻭﻤﺎ ﻴﻌﻨﻴﻪ ﻭﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻟﺼﻼﺤﻪ.
ﺒﺤﺜﻲ ﻫﺫﺍ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻭﺩﻻﻟﺘﻪ ﻋﻨﺩ ﺜﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺍﻻﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻥ ﻭﻫﻡ
)ﺍﻟﺼﻭﻓﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﺔ( ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺴﺎﺭﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺨﻁﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺏ ﺍﻟﻤﺼﻁﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻭﺍﻗﺘﺩﺍﺀ ﺒﻘﻭﻟﻪ }ﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﺩ ﻟﻤﻀﻐﺔ ﻟﻭ ﺼﻠﺤﺕ ﺼﻠﺢ ﺍﻟﺠﺴﺩ ﻜﻠﻪ ﻭﺍﺫﺍ ﻓﺴﺩﺕ ﻓﺴﺩ
ﺍﻟﺠﺴﺩ ﻜﻠﻪ{ ،ﻭﻤﺩﺍﺭ ﺤﺩﻴﺙ ﺍﻫل ﺍﻟﺘﺼﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻤﺎ ﺭﻭﻱ ﻋﻥ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ
ﻤﻥ ﺍﺤﺎﺩﻴﺙ ﻤﻭﻀﺤﺔ ﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻘﻠﺏ.
ﻭﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻭﺩﺩﻨﺎ ﺍﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻻﺼﻁﻼﺡ
ﻭﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻨﻪ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﺅﺍﺩ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺍﻗﺴﺎﻤﻪ ﻭﺍﻨﻭﺍﻋﻪ ﻭﻤﺎ ﻴﺼﻴﺒﻪ ﻤﻥ ﺍﻤﺭﺍﺽ
ﻭﺴﺭﺩ ﺍﻗﻭﺍل ﺍﻟﺼﻭﻓﻴﺔ ﻓﻴﻪ ﻭﺒﻴﺎﻥ ﺩﻻﻟﺘﻬﺎ ،ﻭﺨﺘﻤﺕ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺒﺫﻜﺭ ﺍﻫﻡ ﻤﺎ ﺍﺴﺘﺨﻠﺼﺘﻪ ﻤﻥ
ﺍﺭﺍﺀ ﺍﻟﺼﻭﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻭﻤﻌﺎﻨﻴﻪ .
ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻫﻭ ﺘﺤﻭﻴل ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻋﻥ ﻭﺠﻬﻪ ،ﻗﻠﺒﻪ ﻴﻘﻠﺒﻪ ﻗﻠﺒﺎﹰ ،ﻭﻗﻠﺒﻪ ﺤﻭﻟﻪ
ﻅﻬﺭﺍ ﻟﺒﻁﻥ ،ﻭﻗﻠﺏ ﺍﻻﻤﻭﺭ ﺍﻱ ﺒﺤﺜﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺠﻤﻊ ﺍﻗﻠﺏ ﻭﻗﻠﻭﺏ.
ﻭﻗﺎل ﺍﻟﻔﺭﺍﺀ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﺴﺘﻨﺎﺩﺍ ﻟﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ 3 2 1 M
L 8 7 6 5 4ﻕ ٣٧/ﻭﻗﺎل ﻫﺫﺍ ﺠﺎﺌﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ،ﺍﻥ ﺘﻘﻭل ﻤﺎﻟﻙ ﻗﻠﺏ ﻭﻤﺎ
ﻗﻠﺒﻙ ﻤﻌﻙ ،ﺍﻱ ﻤﺎ ﻋﻘﻠﻙ ﻤﻌﻙ ﻭﺘﻘﻭل ﺍﻴﻥ ﺫﻫﺏ ﻗﻠﺒﻙ ﺍﻱ ﺍﻴﻥ ﺫﻫﺏ ﻋﻘﻠﻙ ؟
ﻭﺘﻁﻠﻕ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﺠﻭﻑ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻴﻁﻠﻘﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘل ﻤﺎ ﻴﻔﻬﻤﻭﻥ ﺒﻪ
ﻭﻴﻌﻘﻠﻭﻥ ﻓﻲ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻗﻭﺍﻟﻬﻡ ﻗﺒل ﺍﻻﺴﻼﻡ ﻟﻔﻅ ﺍﻟﻘﻠﺏ ،ﻭﻟﻡ ﻴﺨﺭﺝ ﺍﻟﻘﺭﺍﻥ ﻋﻤﺎ ﺘﻔﻬﻤﻪ
ﺍﻟﻌﺭﺏ ،ﻜﻤﺎ ﻴﻁﻠﻘﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘل ﻟﻔﻅ ﺍﻟﻠﺏ ﻭﻤﻨﻪ ﺍﻟﻠﺒﻴﺏ ﺍﻱ ﺍﻟﻔﻬﻴﻡ .
ﻨﺄﺨﺫ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻤﻥ ﺍﺘﺠﺎﻫﻴﻥ ﺍﻻﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ))ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻀﺨﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺘﻀﺦ ﺍﻟﺩﻡ ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﺼﺩﺭ(( ،ﻭﺍﻻﺨﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﺭﺁﻨﻲ ﻟﻪ ﻋﺩﺓ ﺍﻭﺠﻪ ﻭﻫﻲ
ﻜﺎﻻﺘﻲ:
ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﻘل ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ .L + * ) ( ' &M
ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺭﻭﺡ ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ .L a ` _M
ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺭﺃﻱ ﻜﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ .L ª © ¨ §M
ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻤﻀﺨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻜﺭﻨﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ÄM
.L Í Ì Ë Ê É È Ç Æ Å
ﺍﻟﺴﺅﺍل :ﻫل ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻴﺨﺘﻠﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻔﺅﺍﺩ ﺍﻡ ﻫﻤﺎ ﻤﺼﻁﻠﺤﺎﻥ ﻤﺘﺭﺍﺩﻓﺎﻥ ؟
ﺍﻟﺠﻭﺍﺏ :ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻻﺜﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ } ﺍﺘﺎﻜﻡ ﺍﻫل ﺍﻟﻴﻤﻥ ،ﻫﻡ ﺍﺭﻕ ﻗﻠﻭﺒﺎﹰ،
ﻭﺍﻟﻴﻥ ﺍﻓﺌﺩﺓ{.
ﻓﻭﺼﻑ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﺒﺎﻟﺭﻗﺔ ﻭﺍﻻﻓﺌﺩﺓ ﺒﺎﻟﻠﻴﻥ ،ﻭﻜﺄﻥ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﺨﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺅﺍﺩ.
ﻭﻗﻴل ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﻭﺍﻻﻓﺌﺩﺓ ﻗﺭﻴﺒﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻭﺍﺀ ﻭﻜﺭﺭ ﺫﻜﺭﻫﻤﺎ ﻻﺨﺘﻼﻑ ﺍﻟﻠﻔﻅﻴﻥ ﺘﺄﻜﻴﺩﺍﹰ
ﻭﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻥ ﺍﻟﻔﺅﺍﺩ ﻏﺸﺎﺀ ﺍﻟﻘﻠﺏ ،ﻭﺍﻟﻘﻠﺏ ﺤﺒﺘﻪ ﻭﺴﻭﻴﺩﺍﺅﻩ.
ﻭﻓﺭﻕ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻭﺍﻟﻔﺅﺍﺩ ﻓﻘﺎﻟﻭﺍ :ﺍﻟﻔﺅﺍﺩ ﻤﻘﺩﻡ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻭﻤﺎ ﺍﺴﺘﺭﻕ ﻤﻨﻪ ،ﻭﺍﻟﻘﻠﺏ
ﺍﺼﻠﻪ ﻭﻤﺎ ﺍﺘﺴﻊ ﻤﻨﻪ ﻭﻗﺎل ﺍﺤﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ))ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺘﺠﻭﻴﻔﺎﻥ :ﻓﺎﻟﺘﺠﻭﻴﻑ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﻫﻭ
ﺍﻟﻔﺅﺍﺩ ﻭﻫﻭ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘل ،ﻭﺍﻟﺒﺎﻁﻥ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﺒﺼﺭ ﻭﻤﻨﻪ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻔﻬﻡ
ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺩﺓ ﻭﻫﻭ ﻤﺤل ﺍﻻﻴﻤﺎﻥ ﻭﻗﺩ ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ L ; : 9 8 Mﺍﻟﻤﺠﺎﺩﻟﺔ،٢٢/
ﻭﻗﻭﻟﻪ L = < ; : 9 8 7 6 5 43 2 1Mﻕ((٣٧/
ﻭﻗﺎل ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺴﻤﻲ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻟﺘﻘﻠﺒﻪ ﻭﺴﻤﻲ ﺍﻟﻔﺅﺍﺩ ﻓﺅﺍﺩﺍﹰ ﻟﺘﺤﺭﻗﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﻴﺸﻔﻕ ﻋﻠﻴﻪ،
ﻭﻤﺎ ﻴﺅﻜﺩ ﺫﻟﻙ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ L Ô Ó Ò Mﺍﻻﻨﻌﺎﻡ ،١١٠ﻭﻗﻭل ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ
} ﺴﺒﺤﺎﻥ ﻤﻘﻠﺏ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﻭﺍﻻﺒﺼﺎﺭ{.
ﻭﻤﻥ ﺨﻼل ﺫﻟﻙ ﻴﺘﺒﻴﻥ ﻟﻨﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻔﺅﺍﺩ ﻭﺍﻥ ﻟﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻤﻌﻨﻰ ﺨﺎﺼﺎ ﻭﻟﻜﻥ
ﺍﺤﺩﻫﻤﺎ ﻤﺭﺘﺒﻁ ﺒﺎﻷﺨﺭ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻨﺘﺯﺍﻉ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺅﺍﺩ ﺍﻭ ﺍﺒﺘﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﺅﺍﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻠﺏ،
ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﺨﺭ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻓﺼﻠﻬﻤﺎ ﻋﻥ ﺒﻌﺽ .
ﺍﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺨﻠﻕ ﺍﻻﻋﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﺩ ﻭﺠﻌل ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻭﺍﻋﻁﺎﻩ ﺤﻕ
ﺍﻟﺘﺼﺭﻑ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﺎﻥ ﺍﺴﺘﻘﺎﻡ ﻭﺼﻠﺢ ﺍﺴﺘﻘﺎﻤﺕ ﻭﺼﻠﺤﺕ ﻭﺍﺫﺍ ﺍﺯﺍﻍ ﺍﺯﺍﻏﺕ ﻫﻲ ﻜﺫﻟﻙ ،ﻓﻜﺎﻥ
ﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﻪ ﻭﺘﺼﺤﻴﺤﻪ ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﺎﻟﻜﻭﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺤﻕ ،ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ
ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ ﻋﺩﻭ ﺍﷲ ﻭﻋﺩﻭﻩ )ﺍﺒﻠﻴﺱ( ،ﻓﻜل ﻭﺴﺎﻴل ﺍﻟﺸﻴﻁﺎﻥ ﻤﺘﺠﻬﺔ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻷﻨﻪ ﻜﻤﺎ
ﻭﺼﻔﻨﺎﻩ ﻫﻭ ﻤﺩﺍﺭ ﺍﻻﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺸﺭﻙ ﺒﺈﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺴﻴﺩﻨﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻰ ﺼﺩﺭﻩ
ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ ﻗﺎﺌﻼﹰ ))ﺍﻻﻴﻤﺎﻥ ﻫﺎﻫﻨﺎ(( ،ﺍﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺏ .
ﻟﺫﻟﻙ ﻴﺘﻌﺭﺽ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻤﺭﺍﺽ ﻟﻴﺴﺕ ﺍﻤﺭﺍﻀﺎﹰ ﻤﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻨﻤﺎ ﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ،ﻭﻴﻤﻜﻥ
ﺩﻭﺍﺅﻫﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺎ ﻴﻜﺘﺴﺏ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻤﻥ ﻤﻘﺎﻤﺎﺕ ﻭﺍﺤﻭﺍل ﻭﺍﻻﺒﺘﻌﺎﺩ ﻋﻥ ﻭﺴﺎﻭﺱ ﺍﻟﺸﻴﻁﺎﻥ
ﻭﺍﻏﻭﺍﺌﻪ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ .
ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻥ ﻨﻘﺴﻡ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ :
ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ :ﻫﻭ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ C B A @ ? > = < ; : M
L F E Dﺍﻟﺸﻌﺭﺍﺀ ،٨٩-٨٨ﺍﻱ ﺴﻠﻡ ﻤﻥ ﻜل ﺸﻬﻭﺓ ﺘﺨﺎﻟﻑ ﺍﻤﺭ ﺍﷲ ﻭﻨﻬﻴﻪ
ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﺴﻘﻴﻡ :ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﺭﻴﺽ ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ L X W V U T S M
ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ١٠/ﻭﻫﻭ ﻗﻠﺏ ﻟﻪ ﺤﻴﺎﺓ ﻭﺒﻪ ﻋﻠﺔ ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻠل ﺘﻭﺩﻱ ﺒﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻬﻼﻙ .
ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﻤﻴﺕ :ﻭﻫﻭ ﻻ ﺤﻴﺎﺓ ﻓﻴﻪ ﻻ ﻴﻌﺭﻑ ﺭﺒﻪ ﻭﻻ ﻴﻌﺒﺩﻩ ﻭﻫﻭ ﻋﻨﻭﺍﻥ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ
ﻭﺍﻟﻬﻭﻯ ﻭﺍﻟﺸﻬﻭﺓ ﻭﻻ ﻴﺴﺘﺠﻴﺏ ﻟﺩﺍﻋﻲ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻭﺍﻟﺼﻼﺡ L O N M LK JI M
ﺍﻟﻤﻁﻔﻔﻴﻥ .١٤/
ﻭﻟﻜل ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﻗﺴﺎﻡ ﻋﻭﺍﺭﺽ ﻭﻭﻗﺎﺀ ،ﻭﻜﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻻﺒﺩﺍﻥ ﺘﻁﻬﺭ ﻤﻥ ﺍﻻﻨﺠﺎﺱ
ﻓﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﺘﻁﻬﺭ ﻤﻥ ﻤﻜﺎﺌﺩ ﺍﻟﺸﻴﻁﺎﻥ ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ }ﻴﺎ ﺍﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺩ
ﺠﺎﺀﺘﻜﻡ ﻤﻭﻋﻅﺔ ﻤﻥ ﺭﺒﻜﻡ ﻭﺸﻔﺎﺀ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺩﻭﺭ ﻭﻫﺩﻯ ﻭﺭﺤﻤﺔ ﻟﻠﻤﺅﻤﻨﻴﻥ{ﻴﻭﻨﺱ ،٥٧
ﺍﺫﺍﹰ ﻁﻬﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻭﺸﻔﺎﺅﻩ ﻫﻭ ﺍﻟﻘﺭﺍﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻓﻬﻭ ﺸﻔﺎﺀ ﻭﻭﻗﺎﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺩﻭﺭ ﺍﻱ
)ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ( ﻤﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻻﻤﺭﺍﺽ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﻨﺸﻴﺭ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻻﺤﻘﺎﹰ ،ﻭﻭﻗﺎﻴﺔ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﺘﺤﺘﺎﺝ
ﺍﻟﻰ ﻗﻭﺓ ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺒﻬﺎ ﺤﺎﺠﻪ ﺍﻟﻰ ﺤﻔﻅ ﻜﺫﻟﻙ ﻭﻤﺩﺍﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻔﻅ ﻫﻭ ﺍﻻﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻭﺭﺍﺩ
ﺍﻟﻁﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﺠﺘﻨﺎﺏ ﺍﻵﺜﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺼﻲ ،ﻓﺎﺫﺍ ﻋﺭﻑ ﺍﻟﻤﺭﺽ ﻭﺍﻟﺩﺍﺀ ﻴﺠﺏ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻭﺍﺀ
ﻭﺍﻟﻭﻗﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﻤﺭﺍﺽ ﻭﻫﻲ ﻜﻤﺎ ﺫﻜﺭﻫﺎ ﺍﺒﻥ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﺠﻭﺯﻴﺔ:
ﺍﻟﻨﻭﻉ ﺍﻻﻭل :ﻻ ﻴﺘﺄﻟﻡ ﺒﻪ ﺼﺎﺤﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎل ﻜﻤﺭﺽ ﺍﻟﺠﻬل ﻭﻤﺭﺽ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ
ﻭﺍﻟﺸﻜﻭﻙ ﻭﻤﺭﺽ ﺍﻟﺸﻬﻭﺍﺕ ،ﻭﺍﻁﺒﺎﺀ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﻤﺭﺍﺽ ﺍﻟﺭﺴل ﻭﺍﺘﺒﺎﻋﻬﻡ .
ﺍﻟﻨﻭﻉ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻤﺭﺽ ﻤﺅﻟﻡ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎل ﻜﺎﻟﻬﻡ ﻭﺍﻟﻐﻡ ﻭﺍﻟﺤﺯﻥ ﻭﺍﻟﻐﻴﻅ ،ﻭﺸﻔﺎﺀ ﻫﺫﻩ
ﺍﻻﻤﺭﺍﺽ ﺍﻻﺩﻭﻴﺔ ﺍﻻﻴﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻨﺒﻭﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻭﺠﺏ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ .
ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻴﻨﻁﺒﻕ ﻗﻭل ﺍﷲ ﻋﺯ ﻭﺠل * )( ' & % $ # " ! M
L 5 4 3 2 1 0 / . - , +ﺍﻻﻨﻌﺎﻡ١٢٥/
ﻷﻫل ﺍﻟﺘﺼﻭﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻤﻌﺎﻥ :ﻓﻬﻭ ﺍﺴﻡ ﺠﺎﻤﻊ ﻟﻜل ﻤﻘﺎﻤﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﻁﻥ ﻷﻨﻪ ﻤﺭﻜﺯ
ﺍﻻﻴﻤﺎﻥ ﻭﻫﻭ ﻤﺤل ﺍﻻﺩﺭﺍﻙ ﻭﺍﻻﺤﺴﺎﺱ ﻭﻤﺩﺍﺭ ﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﺼﻭﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻫﻭ ﻤﺎ
ﺭﻭﻱ ﻋﻥ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﻤﻥ ﺍﺤﺎﺩﻴﺙ ﺘﻭﻀﺢ ﺍﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻓﻲ ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺠﺴﺩ ﺍﻭ ﻓﺴﺎﺩﻩ
ﻭﺒﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺠﺎﺀ ﺘﻘﺴﻴﻤﻬﻡ ﻟﻠﻘﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻨﻴﻴﻥ :
ﺍﻻﻭل :ﻫﻭ ﺍﻟﺸﻜل ﺍﻟﻐﻀﺭﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻻﻴﺴﺭ ﻤﻥ ﺼﺩﺭ ﺍﻻﻨﺴﺎﻥ ﻭﻫﻭ
ﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ ﺒﺎﻟﻤﻀﻐﺔ ﻴﻨﺒﺽ ﺒﺎﻟﺩﻡ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻴﺘﻭﻗﻑ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻤﻭﺕ .
ﻭﺍﻻﺨﺭ :ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻜﺱ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻻﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺨﺎﻁﺒﺔ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﺒﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﷲ
ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻤﺄﻤﻭﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﻴﺔ ﺒﺎﻷﻋﻤﺎل ﻭﻫﻲ ﻟﻁﻴﻔﺔ ﺭﺒﺎﻨﻴﺔ ﻭﻨﻔﺱ ﺭﻭﺤﺎﻨﻴﺔ .
ﻭﺍﻟﻘﻠﺏ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻫﻭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻠﻁﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﺩﺭﻜﺔ ﻤﻥ ﺍﻻﻨﺴﺎﻥ ﺸﺄﻨﻪ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺒل
)ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻫﻭ ﺍﻟﻨﻔﺱ( ﻭﻻ ﻓﺭﻕ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﺍﻻ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻭﻫﻭ ﻤﺤل ﺍﻻﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ،
ﻓﺎﻟﻘﻠﺏ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺼﻭﻓﻲ ﻫﻭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻌﺫﺏ ﻭﺍﻟﻨﻔﺱ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺎﻟﺢ ﺒﻘﻭل ﺍﺤﺩﻫﻡ)) :ﻓﻜل
ﺠﻭﻫﺭ ﺜﻤﻴﻥ ﻫﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻌﺫﺏ – ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻟﻘﻠﺏ – ﻭﻜل ﺸﻲﺀ ﺫﻤﻴﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺤﺭ
ﺍﻟﻤﺎﻟﺢ _ ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻟﻨﻔﺱ_((.
ﻭﻗﺎل ﺍﺨﺭ)) :ﺍﻥ ﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻤﺤل ﺍﻻﺴﻼﻡ ﻭﺒﺎﻁﻨﻪ ﺍﻻﻴﻤﺎﻥ((.
ﻭﺍﻟﻘﻠﺏ ﻋﻥ ﺍﻫل ﺍﺘﺼﻭﻑ ﻫﻭ ﻤﺤل ﺍﻟﺤﺏ ﻟﺫﺍﺕ ﺍﷲ ﻭﺒﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻫﻲ ﻤﻥ
ﻤﻘﺎﻤﺎﺕ ﺍﻟﻴﻘﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻻ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺒﺫﻟﻙ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻤﻘﺎﻤﺎ ﻟﻠﻤﺤﺒﻴﻥ ،.
ﻭﺘﺘﻔﺎﻭﺕ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺤﺒﻴﻥ ﻟﻔﻀل ﺍﻻﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺴﻼﻡ ﻭﻓﻀل ﺍﻟﺒﺎﻁﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ .
ﻭﻤﻥ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺼﻭﻓﻴﺔ ﺍﻥ ﺘﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﺜﻼﺜﺔ ﺍﻤﻭﺭ )ﺍﻻﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻠﻡ
ﻭﺍﻟﻌﻘل( ،ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺍﺘﺴﻊ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺒﺎﻟﻌﻠﻡ ﺒﺎﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﺯﻫﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻲ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺍﻴﻤﺎﻨﺎ ً ﻭﻋﻼ ،ﺜﻡ
ﻴﺸﻬﺩ ﻜل ﺍﻤﺭ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻭﺍﺭﺡ ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺒﺫﻟﻙ ﻴﻘﻴﻨﻪ ﻭﺴﻌﺔ ﻤﺸﺎﻫﺩﺘﻪ ،ﻭﻜﻠﻤﺎ ﻗﺼﺭ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻘﻠﺏ
ﺒﺎﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﺒﻤﻌﺎﻨﻲ ﺼﻔﺎﺘﻪ ﻭﺍﺤﻜﺎﻡ ﻤﻠﻜﻭﺘﻪ ﻗل ﺍﻴﻤﺎﻨﻪ ،ﻭﻜل ﻗﻠﺏ ﺍﺠﺘﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﺜﻼﺜﺔ ﻟﻡ
ﺘﻔﺎﺭﻗﻪ ﺨﻭﺍﻁﺭ ﺍﻟﻬﻭﻯ ﻭﻫﻲ :
ﺍﻟﺠﻬل
ﺍﻟﻁﻤﻊ
ﺤﺏ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ
ﻗﺎل ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻥ)) :ﻟﻲ ﻗﻠﺏ ﺍﺫﺍ ﻋﺼﻴﺘﻪ ﻋﺼﻴﺕ ﺍﷲ(( ،ﻭﻤﻌﻨﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻥ
ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﺴﺎﺱ ﺍﻻﻴﻤﺎﻥ ﻭﻜﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺍﻥ ﺍﻻﻴﻤﺎﻥ ﻤﺎ ﻭﻗﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻭﺼﺩﻗﻪ
ﺍﻟﻌﻤل.
ﻭﻗﺎل ﺒﻌﻀﻬﻡ ))ﻤﻨﺫ ﻋﺸﺭﻴﻥ ﺴﻨﺔ ﻤﺎﺴﻜﻥ ﻗﻠﺒﻲ ﺍﻟﻰ ﻨﻔﺴﻲ ﻭﻤﺎ ﺴﺎﻜﻨﺘﻪ ﻁﺭﻓﺔ ﻋﻴﻥ((
ﺍﻱ ﻋﺩﻡ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﻤﺎ ﺘﺭﻴﺩﻩ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﻻ ﻴﻔﺴﺢ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﻟﻬﺎ ﻟﺘﻔﺭﺽ ﺴﻴﻁﺭﺘﻬﺎ ﻻﻥ ﺍﻟﻘﻠﺏ
ﻋﺎﻤﺭ ﺒﻤﺤﺒﺔ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﺍﻻﻟﻬﻴﺔ .
ﻗﺴﻤﺕ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻗﺴﺎﻡ ﻭﺍﻨﻭﺍﻉ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﻭﻗﺎﻟﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﺸﻴﻭﺥ ﺍﻟﺘﺼﻭﻑ ﻤﺎ
ﻴﺄﺘﻲ -:
ﻗﺎل ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺒﻭ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺤﻴﺭﻱ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﺯل ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ :ﻭﻫﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺒﻌﺔ ﻤﻨﺎﺯل:
ﺍﻭﻟﻬﺎ :ﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻙ
ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻤﻥ ﺍﻻﻫﻭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻀﻠﺔ
ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ :ﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻌﺠﺏ
ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻤﻥ ﺫﻜﺭ ﻜل ﺸﻲﺀ ﺴﻭﻯ ﺍﷲ
ﻭﻓﻲ ﻋﻼﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﻴﻘﻭل ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺒﻭ ﺍﻟﻘﺎﺴﻡ ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ :ﻟﻠﻘﻠﺏ ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﻋﻼﻤﺎﺕ
ﺜﻼﺜﺔ :
ﺍﻭﻟﻬﺎ :ﺍﻥ ﻻ ﻴﺅﺫﻱ ﺍﺤﺩﺍ
ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ :ﺍﻥ ﻻ ﻴﺘﺄﺫﻯ ﻤﻥ ﺍﺤﺩ
ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﺍﺫﺍ ﺼﻨﻊ ﻤﻊ ﺍﺤﺩ ﻤﻌﺭﻭﻓﺎﹰ ﻟﻡ ﻴﺘﻭﻗﻊ ﻤﻨﻪ ﺍﻟﻤﻜﺎﻓﺄﺓ
ﻭﻗﺎل ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺒﻭ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺩﺍﺭﺍﻨﻲ :ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﻫﻭ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻴﺱ ﻓﻴﻪ ﻏﻴﺭ ﺍﷲ
ﻭﻗﺎل ﺍﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﺍﻟﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ :ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﻫﻭ ﺍﻟﺭﺍﻀﻲ ﺒﻤﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻘﺩﻭﺭ ﻋﻠﻴﻪ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺒﻭﺏ ﻭﺍﻟﻤﻜﺭﻭﻩ
ﻭﻗﺎل ﺫﻭ ﺍﻟﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ :ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻻ ﺍﻟﺨﻴﺭ
ﻭﻗﺎل ﺍﻟﺘﺴﺘﺭﻱ :ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﻠﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺩﻉ
ﻭﻗﺎل ﺍﻟﺠﻨﻴﺩ ﺍﻟﺒﻐﺩﺍﺩﻱ :ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻻﺤﺏ ﺍﷲ
ﻭﻗﺎل ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﺍﻟﻭﺍﺴﻁﻲ :ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﻫﻭ ﻤﻥ ﺴﻠﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺩﻉ
ﻭﻴﻘﻭل ﺍﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﺍﻟﺸﺒﻠﻲ :ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺴﻠﻴﻤﺎﹰ ﻤﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻭﻥ
ﻭﻴﻘﻭل ﺍﻟﺴﺭﺍﺝ ﺍﻟﻁﻭﺴﻲ :ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻴﺱ ﻓﻴﻪ ﻏﻴﺭ ﺍﷲ
ﻭﺍﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﻴﻘﻭل :ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﺘﺒﻊ ﺍﻟﻬﻭﻯ ﻭﺍﻟﺸﻬﻭﺍﺕ
ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺒﺭﻴﺌﺎﹰ ﻤﻥ ﺤﺏ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ،ﻭﺼﺎﻓﻴﺎﹰ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﻰ _ ﻭﻴﻘﻭل ﺍﻴﻀﺎﹰ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﺴﻠﻴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻴﺱ
ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﻠﻡ ﻏل ﺍﻭ ﺤﻘﺩ ﺍﻭ ﺤﺴﺩ.
ﻤﻥ ﺍﻻﻤﺭﺍﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺼﻴﺏ ﺍﻟﻘﻠﺏ )ﺍﻟﺼﺩﺃ( ﻭﺘﻌﻨﻲ ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﺴﻭ ﺍﻟﺤﺩﻴﺩ ﻋﻨﺩ
ﺘﻌﺭﻀﻪ ﻟﻠﺭﻁﻭﺒﺔ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻤﺎ ﻟﺭﺍﺒﻁ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻭﺍﻟﺤﺩﻴﺩ ؟ ﺴﻨﺠﻴﺏ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﺒﻌﺩ
ﺴﺭﺩ ﺍﻗﻭﺍل ﺍﻟﺼﻭﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ:
ﻴﻘﻭل ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﺒﻭ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺩﺍﺭﺍﻨﻲ :ﻟﻜل ﺸﻲﺀ ﺼﺩﺃ ،ﻭﺼﺩﺃ ﻨﻭﺭ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺸﺒﻊ ﺍﻟﺒﻁﻥ
ﻭﻴﻘﻭل ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻜﻤﺎل ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﻘﺎﺸﺎﻨﻲ :ﺍﻟﺼﺩﺃ ﻫﻭ ﺤﺠﺎﺏ ﺭﻗﻴﻕ ﻴﺘﺠﻠﻰ ﺒﺎﻟﺘﺼﻔﻴﺔ
ﻭﻴﺯﻭل ﺒﻨﻭﺭ ﺍﻟﺘﺠﻠﻲ ﻟﺒﻘﺎﺀ ﺍﻻﻴﻤﺎﻥ ﻤﻌﻪ .
ﻭﻴﻘﻭل ﺍﻟﺼﺩﺃ ﻫﻭ ﻤﺎ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺍﻻﺭﺽ ﻤﻥ ﻅﻠﻤﺔ ﻫﻴﺂﺕ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﺼﻭﺭ
ﺍﻻﻜﻭﺍﻥ ،ﻓﻴﺤﻭل ﺒﻴﻨﻪ ﻭﺒﻴﻥ ﺘﺠﻠﻲ ﺍﻟﺤﻘﺎﺌﻕ ﻓﻴﻪ ﻭﺒﻴﻥ ﺸﻬﻭﺩﻩ ﺍﻟﺤﻕ ﺠل ﺠﻼﻟﻪ ﻟﻜﻥ ﻤﻥ ﻏﻲ
ﺍﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺤﺼﻭل ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺍﻻﺴﺘﻴﻌﺎﺏ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﺠﻪ ﺍﻟﻘﻠﺏ .
ﺍﻟﺼﺩﺃ ﻟﻔﻅ ﺍﺸﺎﺭ ﺍﻟﻴﻪ ﺴﻴﺩﻨﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺒﻘﻭﻟﻪ }ﺍﻥ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ
ﺘﺼﺩﺃ ﻭﺠﻼﺅﻫﺎ ﻻﺍﻟﻪ ﺍﻻ ﺍﷲ{ ﻫﺫﺍ ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻥ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻤﻌﺭﺽ ﻟﻸﻫﻭﺍﺀ ﻭﺍﻻﻏﻭﺍﺀ ﺍﻟﻠﺫﻴﻥ
ﻴﺴﺒﺒﺎﻥ ﺍﻻﻤﺭﺍﺽ ﺍﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻴﺔ ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻻﻫﻭﺍﺀ ﻭﺍﻻﻏﻭﺍﺀ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﺍﻟﺭﻁﻭﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺘﺼﻴﺏ ﺍﻟﺤﺩﻴﺩ ﻓﻴﺼﺩﺃ ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻟﺠﻭﺍﺏ ﻟﻠﺴﺅﺍل ﺍﻟﺫﻱ ﻁﺭﺡ ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ .
ﻭﺠﻼﺀ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﺩﺃ ﻜﻤﺎ ﺫﻜﺭ ﺍﻫل ﺍﻟﺘﺼﻭﻑ ﺜﻼﺜﺔ :ﺫﻜﺭ ﺍﷲ ،ﻭﺍﻻﺴﺘﻐﻔﺎﺭ،
ﺍﻟﺤﺯﻥ
ﻭﻗﺎل ﺍﺒﻭ ﻋﺒﻴﺩﺓ :ﺍﻟﺤﺯﻥ ﺠﻼﺀ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﺒﻪ ﻟﺒﺴﺘﻡ ﻤﻭﺍﻀﻊ ﺍﻟﻔﻜﺭ ،ﺜﻡ ﺒﻜﻰ
ﺍﻤﺎ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﺍﻟﻘﺎﺴﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺍﺸﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﻴﻀﺔ ﻭﺫﻟﻙ ﺍﻥ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﻤﺭﻴﺽ ﻴﻤﻜﻥ ﺸﻔﺎﺅﻩ
ﻟﻜﻥ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﻘﺎﺴﻲ ﻜﻴﻑ ﻴﻠﻴﻥ ﺍﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺼﺎﺤﺒﻪ ﻤﺼﺭﺍﹰ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺘﻜﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﻲ ﻭﺍﻵﺜﺎﻡ ﻭﻻ
ﻴﺒﺎﻟﻲ ﺒﺎﻟﻨﺼﺢ ﻭﺍﻻﺭﺸﺎﺩ ﻭﻫﺫﺍ ﺨﻠﻕ ﺍﻟﻜﺎﻓﺭﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻥ ﺒﻘﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ j i h g M
L q p o n m l kﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ٧٤ /ﻭﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ x w v u M
L ¡ ~ } |{ z yﺍﻟﻤﺎﺌﺩﺓ. ١٣ /
ﻓﺎﻟﻘﺴﺎﻭﺓ ﺍﺸﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﺩﺃ ﺍﻟﺩﻱ ﻴﺼﻴﺏ ﺍﻟﺤﺩﻴﺩ ﻷﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺨﺸﻊ ﻭﻻ ﺘﻨﺠﻠﻲ ﻟﻘﻭل ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ }ﻻ ﺘﻜﺜﺭﻭﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺒﻐﻴﺭ ﺫﻜﺭ ﺍﷲ ،ﻓﺄﻥ ﻜﺜﺭﺓ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺒﻐﻴﺭ ﺫﻜﺭ
ﺍﷲ ﻗﺴﻭﺓ ﻟﻠﻘﻠﺏ ﻭﺍﻥ ﺍﺒﻌﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻤﻥ ﺍﷲ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﻘﺎﺴﻲ{ ﺴﻨﻥ ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ /ﺭﻗﻡ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ
.٢٤١١
٢٦٠
ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﺫﻭﻱ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﺍﻟﻘﺎﺴﻴﺔ ﺍﻥ ﻴﻨﺎل ﻤﻥ ﺨﻴﺭﻱ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﺍﻻﺨﺭﺓ ﻻﻨﻪ ﺍﺒﺘﻌﺩ ﻋﻥ
ﺫﻜﺭ ﺍﷲ ﺤﺘﻰ ﻭﺍﻥ ﻜﺎﻥ ﻤﺴﻠﻤﺎﹰ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻤﻥ ﻗﻠﻭﺒﻬﻡ ﻗﺎﺴﻴﺔ ﺍﺸﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ
ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﺭﺠل ﺍﻟﻰ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﻴﺸﻜﻭ ﻗﺴﻭﺓ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ } ﺍﻁﻠﻊ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺒﻭﺭ ﻭﺍﻋﺘﺒﺭ ﺒﻴﻭﻡ ﺍﻟﻨﺸﻭﺭ{ ﺍﻟﻤﺠﺭﻭﺤﻴﻥ.٣٣٣/٢
ﻭﻗﺎل ﺍﻟﺴﻴﺩ ﺍﺤﻤﺩ ﺍﻟﺭﻓﺎﻋﻲ ﺸﻴﺦ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺭﻓﺎﻋﻴﺔ ﻨﺎﺼﺤﺎﹰ :ﺍﻴﺎﻙ ﻭﺍﻟﺘﻘﺭﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻫل
ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻓﺄﻥ ﺍﻟﺘﻘﺭﺏ ﻤﻨﻬﻡ ﻴﻘﺴﻲ ﺍﻟﻘﻠﺏ.
ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺩل ﺩﻻﻟﺔ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻗﺴﻭﺓ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻫﻲ ﻟﻴﺴﺕ ﻓﻁﺭﻴﺔ ﻭﺍﻨﻤﺎ ﺘﻜﺘﺴﺏ
ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺘﻭﺒﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻻﺘﻌﺎﻅ ﻭﺍﻟﻨﺼﺢ ﻭﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺒﻤﺎ ﺠﺭﻯ ﻟﻤﻥ ﻜﺎﻥ ﻗﻠﺒﻪ ﻗﺎﺴﻴﺎﹰ
ﻭﻤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ،ﻟﺫﻟﻙ ﻜﺎﻥ ﻷﻫل ﺍﻟﺘﺼﻭﻑ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﺍﻟﺭﻗﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺤﺏ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺘﻤﺴﻜﻴﻥ ﺒﺎﻟﻁﺎﻋﺎﺕ ﻓﻴﻘﻭل ﺍﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ :ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﻘﺎﺴﻲ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺯﺠﺭﻩ
ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﻤﺸﺎﻫﺩﺓ ﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﺤﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﺎل ﺍﻴﻀﺎ ﻤﻭﻀﺤﺎﹰ ﻋﻼﻤﺔ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﻘﺎﺴﻲ :ﺍﻥ
ﻻ ﻴﻨﺎل ﺼﺎﺤﺒﻪ ﻤﺎ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﻲ ،ﻭﻜل ﻗﻠﺏ ﺍﺫﺍ ﻗﺴﻰ ﻻ ﻴﺒﺎﻟﻲ ﺍﺫﺍ ﻋﺼﻰ .
ﻭﻴﻘﻭل ﻨﺠﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﻜﺒﺭﻱ :ﻤﺭﺍﺘﺏ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﺍﻟﻘﺎﺴﻴﺔ ﻤﺘﻔﺎﻭﺘﺔ ،ﻓﺒﻌﻀﻬﺎ ﺒﻤﺭﺘﺒﺔ
ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺘﻔﺠﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻻﻨﻬﺎﺭ ﻭﻫﻭ ﻗﻠﺏ ﻴﻅﻬﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﺎ ﻴﺨﺭﻕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻜﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ
ﻟﺒﻌﺽ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ﻭﺍﻟﺭﻫﺒﺎﻥ ٠
ﻭﺒﻌﻀﻬﺎ ﺒﻤﺭﺘﺒﺔ L ¢ ¡ ~ } | { Mﺍﻟﺒﻘﺭﺓ٧٤/ﻭﻫﺫﺍ ﻗﻠﺏ
ﺍﻟﻔﻼﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻘﺔ
ﻭﺍﻟﺒﻌﺽ ﺍﻻﺨﻴﺭ ﺒﻤﺭﺘﺒﺔ L ª © ¨ § ¦ ¥ ¤ Mﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ٧٤/ﻭﻫﻭ ﻗﻠﺏ ﻓﻲ
ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺼﻔﺎﺀ ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺒﻘﺩﺭ ﺼﻔﺎﺌﻪ ﺨﻭﻑ ﻭﺨﺸﻴﺔ ﻤﻤﺎ ﻴﻔﻌﻠﻭﻥ ﻭﻫﺫﺍ ﻋﻥ ﺍﻫل ﺍﻟﻤﻠل
ﻭﺍﻻﺩﻴﺎﻥ .
ﻓﻬﺫﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻴﺩل ﺩﻻﻟﺔ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﺘﺏ ﻤﺸﺘﺭﻜﺔ ﺒﻴﻥ ﻗﻠﻭﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ
ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ ﻭﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﺍﻥ ﺍﺤﻭﺍل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺭﺍﺘﺏ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻤﺅﻴﺩﺓ ﺒﻨﻭﺭ ﺍﻻﻴﻤﺎﻥ ٠
ﻭﻤﻥ ﺨﻼل ﺫﻟﻙ ﺘﺒﻴﻥ ﺍﻥ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﺍﻟﻘﺎﺴﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻜﺜﺭ ﺸﺭﺍﹰ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﺍﻟﻤﺭﻴﻀﺔ
)ﺍﻟﺴﻘﻴﻤﺔ( ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻤﻜﻥ ﺸﻔﺎﺅﻫﺎ ،ﻟﺫﺍ ﺤﺭﻱ ﺒﻨﺎ ﺍﻥ ﻨﺘﺒﻊ ﻜﻼﻡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﺒﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻟﻠﻨﺠﺎﺓ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻭﺘﺫﻜﻴﺭﺍﹰ ﺒﻘﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ~ } | { z M
٢٦١
¡ ´ ³ ²± ° ¯ ® ¬ « ª © ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢
L ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶ µﺍﻻﺴﺭﺍﺀ ٤٦-٤٥
ﻟﻘﺩ ﺤﻠل ﺍﻟﺼﻭﻓﻴﺔ ﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﻰ ﻤﻘﺎﻤﺎﺕ ﺍﺭﺒﻌﺔ ﻤﺘﺼﺎﻋﺩﺓ ﻫﻲ ﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﺼﺩﺭ
ﻭﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻭﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻔﺅﺍﺩ ﻭﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻠﺏ ﻭﺭﺒﻁﻭﺍ ﻜل ﻤﻘﺎﻡ ﺒﺤﺎﻟﺔ ﻤﻥ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺍﻻﺭﺒﻌﺔ
ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺍﻻﻤﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﻠﻭﺍﻤﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺱ ﺍﻟﻤﻠﻬﻤﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺱ
ﺍﻟﻤﻁﻤﺌﻨﺔ ،ﻭﺭﺒﻁﻭﺍ ﻜل ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻤﺎﺕ ﺒﺄﺤﺩ ﺍﻨﻭﺍﺭ ﺍﷲ ،ﻓﺎﻟﺼﺩﺭ ﻤﺭﺘﺒﻁ ﺒﻨﻭﺭ
ﺍﻻﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﻘﻠﺏ ﻤﺭﺘﺒﻁ ﺒﻨﻭﺭ ﺍﻻﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻔﺅﺍﺩ ﻤﺭﺘﺒﻁ ﺒﻨﻭﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻭﺍﻟﻠﺏ ﻤﺭﺘﺒﻁ ﺒﻨﻭﺭ
ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩ ،ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺭﺘﺒﺎﻁ ﺍﻟﺭﻭﺤﻲ ﻴﺩل ﺩﻻﻟﺔ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﺍﻥ ﻜل ﺠﺯﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻫﻭ ﻤﺭﺘﺒﻁ
ﺒﻌﻀﻪ ﺒﺒﻌﺽ ﻭﻻ ﻴﺨﺭﺝ ﻋﻥ ﺍﻁﺎﺭ ﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﺒﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ -
ﻭﺍﻜﺩﻩ ﻓﻲ ﺍﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻗﻭل ﻭﻓﻌل ﻓﻲ ﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﺍﺫﺍ ﺍﺭﺍﺩ ﺍﻥ ﻴﺒﻠﻎ ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﻤﻭﺤﺩﻴﻥ ﺍﻥ
ﻴﺠﺘﺎﺯ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻤﺎﺕ ﺤﺘﻰ ﻴﻜﻭﻥ ﺼﺎﻓﻴﺎﹰ ﻜﺎﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺫﺏ ﺍﻭ ﺍﺸﺩ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ .
ﻟﻠﻘﻠﺏ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺼﻭﻓﻲ ﻗﻔل ﻭﻤﻔﺘﺎﺡ ،ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺴﺌل ﺍﻟﺘﺴﺘﺭﻱ ﻋﻥ ﻗﻔل ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻭﻤﻔﺘﺎﺤﻪ
ﻗﺎل :ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﻗﻔل ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻭﻫﻲ ﻤﺜﺒﺘﺔ ،ﻭﻤﻔﺘﺎﺤﻪ ﺍﻻﻗﺭﺍﺭ ﺒﺎﻟﺭﺒﻭﺒﻴﺔ
ﻭﻟﻪ ﻗﻨﺎﻉ ﺍﻭ ﺤﺠﺎﺏ ﻴﺴﻌﻰ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻟﻜﺸﻔﻪ ﺒﺎﻟﻤﺠﺎﻫﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﻘﻭﻯ ،ﻭﺒﻬﺫﺍ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻘﻭل
ﺍﻥ ﺍﻟﺼﻭﻓﻴﺔ ﺠﻌﻠﻭﺍ ﻟﻠﻘﻠﺏ ﻋﺩﺓ ﻨﻁﺎﻗﺎﺕ ﺍﻭ ﺨﺼﺎﺌﺹ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻻﻗﻭﺍل ﺍﻟﺘﻲ ﺴﺭﺩﻨﺎﻩ
ﻤﺴﺒﻘﺎﹰ ﻭﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻭ ﺍﻟﻨﻁﺎﻗﺎﺕ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﺎﻁﻔﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﻭﺠﺩﺍﻥ ﻓﺎﻟﻘﻠﺏ
ﻭﺤﺏ ﺍﻻﻴﻤﺎﻥ ﺤﻴﻨﺌﺫ ﻤﻌﺩﻥ ﺍﻟﺘﻘﻭﻯ ﻭﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻭﺠل ﻭﺍﻻﺨﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻠﻴﻥ ﻭﺍﻟﻁﻤﺄﻨﻴﻨﺔ
ﻭﺯﻴﻨﺘﻪ ،ﻭﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﻁﺎﻕ ﺍﻻﺨﻼﻗﻲ ﻜﺎﻟﺨﺸﻭﻉ ﻭﺍﻟﻁﻬﺎﺭﺓ ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺸﻴﺭ ﺍﻟﻰ
ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﻲ ﺍﻱ ﺍﻻﻤﺘﺤﺎﻥ ﻟﻠﻘﻠﺏ ،ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺁﻴﺎﺕ ﺍﻟﺫﻜﺭ ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ ﺘﺅﻜﺩ ﻫﺫﻩ
ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻤﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺜﺎل ﻻ ﺍﻟﺤﺼﺭ ﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ B A @ ? > = < M
L F E D Cﻭﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ L K J I H G F E Mﻭﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ
L ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡ Mﻭﻗﻭﻟﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ´ ³ ² ± ° M
L µﻭﻗﺩ ﺍﻨﺘﺒﻪ ﺍﻟﺼﻭﻓﻴﺔ ﻓﺭﺃﻭﺍ ﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﺒﻥ ﺁﺩﻡ ﺠﺴﺩﺍﹰ ﻭﺭﻭﺤﺎﹰ ﺍﻭ ﻅﺎﻫﺭﺍﹰ ﻭﺒﺎﻁﻨﺎﹰ ﺍﻭ
ﺸﻬﻭﺩﺍﹰ ﻭﻏﻴﺒﺎﹰ ﻭﻋﺭﻓﻭﺍ ﺍﻥ ﺍﻫﻡ ﺜﻤﺭﺓ ﻟﺒﺎﻁﻥ ﺍﻻﻨﺴﺎﻥ ﻫﻲ ﺍﻻﺩﺭﺍﻙ ﺍﻭ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻓﺄﻭﻟﻭﻩ
ﺠل ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﻬﻡ ﻭﻋﻨﺎﻴﺘﻬﻡ ﻜﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﻥ ﺍﻜﺩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ،ﻭﻤﺤل ﺍﻻﺩﺭﺍﻙ ﻭﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻜﻤﺎ ﺒﻴﻨﺎ
ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﻫﻭ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﺘﻠﻙ ﻜل ﺍﻟﻁﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺠﺴﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺭﻭﺤﻴﺔ ﻓﺎﻨﻪ ﻜﻤﺎ ﻴﺭﺍﻩ
ﺍﺒﻭ ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻤﻜﻲ ))ﺍﻥ ﻟﻠﻘﻠﺏ ﺴﻤﻌﺎ ً ﻭﺒﺼﺭﺍﹰ ﻭﻟﺴﺎﻨﺎﹰ ﻭﺸﻤﺎﹰ ،ﻭﺍﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻭﺍﻁﺭ ﻤﺎ ﻴﻘﻊ ﻓﻲ
ﺴﻤﻊ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻓﻴﻜﻭﻥ ﻓﻬﻤﺎﹰ ،ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﻘﻊ ﻓﻲ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻓﻴﻜﻭﻥ ﻜﻼﻤﺎﹰ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺫﻭﻕ ،ﻭﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ
ﻴﻘﻊ ﻓﻲ ﺸﻡ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻓﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻤﺎﹰ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺏ ﺒﺘﻠﻘﻴﺢ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﻐﺭﻴﺯﻱ((.
ﻭﺨﺘﺎﻤﺎ ً ﻨﺼل ﺍﻟﻰ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻥ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻗﻠﺏ ﻭﻫﻭ ﻤﻭﻀﻊ ﻭﻗﻭﻑ ﺍﻟﻌﺒﺩ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻱ ﻤﻭﻻﻩ
ﻓﻼ ﻴﺘﺤﻴﺭ ﻓﻲ ﺸﻲﺀ ﺍﻨﻤﺎ ﻫﻭ ﺴﺎﻜﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﷲ ﻭﻫﺫﺍ ﻴﻤﺜل ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻤﻥ ﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺘﻪ ﻓﻲ
ﻜل ﻤﺎ ﺫﻜﺭﻨﺎﻩ ﻤﻥ ﺍﻗﻭﺍل ﺍﻟﺼﻭﻓﻴﺔ ﻭﺘﺤﻠﻴﻼﺘﻬﻡ .
ﻫﺫﻩ ﻓﻘﺭﺍﺕ ﺍﺨﺘﺭﻨﺎﻫﺎ ﺒﺘﻭﻓﻴﻕ ﻤﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻟﻨﺒﻴﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻗﻭﺍل ﺍﻟﺴﺎﻟﻜﻴﻥ ﻟﻁﺭﻴﻕ
ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻲ ﻤﺤل ﺍﻻﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﻲ ﺍﻻ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻭﻤﻌﺎﻨﻴﻪ ﻭﺍﻗﺴﺎﻤﻪ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ
ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻻﺼﻁﻼﺡ ﻭﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻨﻪ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻔﺅﺍﺩ ﺘﺒﻴﻥ ﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ :
ﺍﻥ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺼﻭﻓﻴﺔ ﻟﻠﻘﻠﺏ ﺍﺴﻡ ﺠﺎﻤﻊ ﻟﻜل ﻤﻘﺎﻤﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﻁﻥ ﻷﻨﻪ ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻻﻴﻤﺎﻥ
ﻭﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩ ﻭﺍﻥ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺼﻭﻓﻴﺔ ﺘﻨﻘﺴﻡ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﺴﻴﻤﺎﺕ ﻭﻨﻁﺎﻗﺎﺕ ﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻤﻊ
ﺒﻌﺽ ﻭﺍﺴﺘﻨﺩﻭﺍ ﺒﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺭﺍﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ،ﻭﺒﻴﻨﻭﺍ ﺍﻥ ﺍﻤﺭﺍﺽ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻭﺍﻟﻘﻠﻭﺏ
ﺍﻟﻘﺎﺴﻴﺔ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻭﻟﻜﻥ ﺠﻼﺀ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺼﺎﺒﻬﺎ ﺍﻟﺼﺩﺃ ﺒﺄﻨﻭﺍﻋﻪ ﻫﻭ ﺍﻻﻴﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺫﻜﺭ
ﻭﺍﻟﺨﻀﻭﻉ ﻭﺍﻟﺫل ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﻜﺜﺭﺓ ﺍﻟﻁﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻻﺒﺘﻌﺎﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﻭﺍﻻﻋﺭﺍﺽ ﻋﻥ ﺍﻫل
ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﺍﻟﻤﻠﺫﺍﺕ.
ﻭﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺘﺒﻴﻥ ﺍﻥ ﻟﻠﻘﻠﺏ ﻤﻨﺯﻟﺔ ﻋﻅﻴﻤﺔ ﺍﺫ ﻫﻭ ﻤﺤل ﺍﻻﺩﺭﺍﻙ ﻭﺍﻨﻌﻜﺎﺱ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭﻫﻭ ﻴﻤﺜل ﺍﻟﺭﺒﻁ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻐﻴﺒﻲ ﻭﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻨﻤﺎﻁ ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﺍﻟﺤﻴﺎﺘﻲ.
ﻭﺨﺘﺎﻤﺎ ً ﺍﺴﺄ ل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻤﺎﻟﻙ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﻭﺍﻻﻟﺒﺎﺏ ﺍﻥ ﻴﺜﺒﺕ ﻗﻠﻭﺒﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻴﻤﺎﻥ
ﻭﻴﺯﻴﺩﻨﺎ ﺘﻘﻭﻯ ﺤﺘﻰ ﻨﺼل ﺍﻟﻰ ﻤﺎ ﻭﺼل ﺍﻟﻴﻪ ﺍﺼﺤﺎﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﻭﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻭﺴﻠﻡ ﻋﻠﻰ
ﺴﻴﺩﻨﺎ ﻤﺤﻤﺩ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺼﺤﺒﻪ ﻭﻤﻥ ﺘﺒﻌﻪ ﻤﻥ ﺍﻻﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻥ ﺍﻟﻰ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ .
ﺍﻏﺎﺜﺔ ﺍﻟﻠﻬﻔﺎﻥ ﻤﻥ ﻤﺼﺎﺌﺩ ﺍﻟﺸﻴﻁﺎﻥ :ﺍﺒﻥ ﻗﻴﻡ ﺍﻟﺠﻭﺯﻴﺔ )ﺕ ٧٥١ﻫـ( ﺩﺍﺭ ﺍﺒﻥ ﺤﺯﻡ
–ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﻁ.٢٠٠٤ ،١
ﺘﻬﺫﻴﺏ ﺍﻟﻠﻐﺔ :ﺍﺒﻭ ﻤﻨﺼﻭﺭ ﺍﻻﺯﻫﺭﻱ )ﺕ ٣٧٠ﻫـ( ﺘﺢ :ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻫﺎﺭﻭﻥ – ﺍﻟﺩﺍﺭ
ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺏ.
ﺴﻨﻥ ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ :ﺍﺒﻭ ﻋﻴﺴﻰ ﺒﻥ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ )ﺕ ٢٩٧ﻫـ( ﺘﺢ ﺍﺤﻤﺩ ﻤﺤﻤﺩ ﺸﺎﻜﺭ
ﻗﻭﺕ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺤﺒﻭﺏ :ﺍﺒﻭ ﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻤﻜﻲ )ﺕ ٣٨٦ﻫـ( ﺘﺢ :ﻤﺤﻤﻭﺩ
ﺍﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺍﻟﺭﻀﻭﺍﻨﻲ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ – ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻁ٢٠١٠ ٢
ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺍﻟﻘﺸﻴﺭﻱ ﺍﺩﻴﺒﺎﹰ :ﺃ٠ﺩ ٠ﺍﻴﻤﺎﻥ ﻜﻤﺎل ﻤﺼﻁﻔﻰ – ﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺒﺤﻭﺙ
ﻭﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ/ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻁ.٢٠٠٩ ، ١
ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ :ﺍﺒﻭ ﺍﻟﻔﻀل ﺒﻥ ﻤﻨﻅﻭﺭ )ﺕ ٦٣٠ﻫـ( ﺩﺍﺭ ﺼﺎﺩﺭ ﺒﻴﺭﻭﺕ ﻁ٢٠٠٤ ٣
ﺍﻟﻤﺠﺭﻭﺤﻴﻥ :ﺍﺒﻥ ﺤﺒﺎﻥ ﺍﻟﺴﺠﺴﺘﺎﻨﻲ )ﺕ ٣٥٤ﻫـ( ﺘﺢ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺍﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺯﺍﻴﺩ
ﻤﻜﺎﺸﻔﺔ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ :ﺍﺒﻭ ﺤﺎﻤﺩ ﺍﻟﻐﺯﺍﻟﻲ )ﺕ ٥٠٥ﻫـ( ﺘﺢ :ﺒﻬﻴﺞ ﻏﺯﺍﻭﻱ /ﺩﺍﺭ ﺍﺤﻴﺎﺀ
ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﻁ١٩٨٥ ،٢
ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ :ﺍﻻﻤﺎﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺍﻟﻘﺸﻴﺭﻱ )ﺕ ٤٦٥ﻫـ( ﺘﺢ ﺩ٠ﺍﺤﻤﺩ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ
ﺍﻟﺠﻨﺩﻱ