الطبيعة القانونية لتأمين المسؤولية المدنية
الطبيعة القانونية لتأمين المسؤولية المدنية
الطبيعة القانونية لتأمين المسؤولية المدنية
ISSN: 1112-9751
ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ:
ﺍﳌﻠﺨﺺ:
ﺍﻟﺘﺄﻣﲔ ﻣﻦ ﺍﳌﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ﻳﻌﺪ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﻻ ﻣﺜﻴﻞ ﳍﺎ ﺗﻜﻔﻞ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻓﻔﻴﻪ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﻌﺎﺕ ﺍﳌﺎﻟﻴـﺔ ﺍﻟـﱵ
ﺗﺮﺗﺒﻬﺎ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﳌﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﺎﻟﻐﲑ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺿﺎﻣﻨﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ﻟﻠﻤﻀﺮﻭﺭ ﻋﻦ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﱵ ﻳﻠﺤﻘﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺴـﺆﻭﻟﻴﺔ
ﺍﳌﺆﻣﻦ ﻟﻪ
ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻣﻴﺎﺩﻳﻦ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﺘﺄﻣﲔ ﰲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﳌﺎ ﺗﺘﻜﻔﻞ ﺑﻪ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻣﲔ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻌﻴﺔ ﻗﺼﺪ
ﺗﻮﻓﲑ ﺍﳌﻼﺀﻣﺔ ﺍﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﻋﺐﺀ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﺴﺆﻭﻝ ﻭﰲ ﺫﻟﻚ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﳊـﻖ ﺍﳌﻀـﺮﻭﺭ ﰲ
ﻓﻘﺪ ﻳﺘﺨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻹﺧﺘﻴﺎﺭﻱ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺷﺄﻧﻪ ﺷﺄﻥ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺃﻭ ﻳﺄﺧﺪ ﻃﺎﺑﻊ ﺇﻟﺰﺍﻣﻲ ﻳﺮﺟﻊ ﺃﺳﺎﺳﻪ
ﰲ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﳌﺸﺮﻉ ﰲ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﳌﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑﲔ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﳌﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ﻟﻴﻘﺘﺮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﲜﺰﺍﺀﺍﺕ ﰲ ﺣﺎﻝ ﻋﺪﻡ ﺍﻹﻣﺘﺜﺎﻝ ﻟﻪ ﻭ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﳌﻔﺘﺎﺣﻴﺔ :ﺍﻟﺘﺄﻣﲔ ﺍﻹﺧﺘﻴﺎﺭﻱ ،ﺍﻟﺘﺄﻣﲔ ﺍﻹﺟﺒﺎﺭﻱ ،ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻣﺪﻧﻴﺔ،ﺍﳌﺆﻣﻦ ،ﺍﳌﺆﻣﻦ ﻟﻪ ،ﺍﳌﻀﺮﻭﺭ ،ﺍﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ.
ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ2017 ﺟﻮﺍﻥ27 ﺍﻟﻌﺪﺩ ISSN: 1112-9751 ﻣﺠﻠﺔ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺃﺑﺤﺎﺙ
Abstract:
This type of insurance has the character to be optional, and would either be
like the rest of the contracts or would be on a compulsory basis due to intervention
of the legislature in establishing contractual centers and conciliation between the
will of both contractors. The latter type of contract is governed by sanctions in the
event of non-compliance. This is what is dressed in the Algerian legislature and
other comparative legislation in this regard
ﺍﻟﻤﺤﻮﺭ ﺍﻷﻭﻝ :ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻹﺧﺘﻴﺎﺭﻱ ﻓﺎﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ ﻣــﻦ ﺍﻟﻤﺴــﺆﻭﻟﻴﺔ ﻳﻌــﺪ ﺑﻤﺜﺎﺑــﺔ ﺗﻘﻨﻴــﺔ ﻻ ﻣﺜﻴــﻞ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ . ﻟﻬﺎ ﺗﻜﻔﻞ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻔﻴﻪ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤـﺆﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﻌـﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺎﻟﻴــﺔ ﺍﻟﺘــﻲ ﺗﺮﺗﺒﻬــﺎ ﻣﺴــﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤــﺆﻣﻦ ﻟــﻪ ﺳــﺒﺐ ﺍﻷﺿ ــﺮﺍﺭ
ﻭﺑــﺬﻟﻚ ﻭﺻــﻞ ﻛــﻞ ﻣــﻦ ﺍﻟﻔﻘــﻪ ﻭﺍﻟﺘﺸــﺮﻳﻊ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴــﺰﻱ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟـﺬﻱ ﻭﺍﻓـﻖ ﻋﻠـﻰ ﺗﺤﻤـﻞ ﻋﺒـﺊ ﺍﻟﺨﺴـﺎﺭﺓ .ﻫـﺬﺍ ﺇﺿـﺎﻓﺔ
ﺇﻟـ ــﻰ ﺗﺄﻛﻴـ ــﺪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌـ ــﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳـ ــﺔ ﻟﻠﺘـ ــﺄﻣﻴﻦ ﻣــــﻦ ﺍﻟﻤﺴــــﺆﻭﻟﻴﺔ ﺇﻟــﻰ ﺃﻧــﻪ ﻳﻜﻔــﻞ ﻟﻠﻤﻀــﺮﻭﺭ ﻭﺳــﻴﻠﺔ ﺍﻟﺤﺼــﻮﻝ ﻋﻠــﻰ ﺍﻟﺘﻌــﻮﻳﺾ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺒﺮ ﺿﺮﺭﻩ.
ﻋﻠــﻰ ﺫﻟــﻚ ﻣــﻦ ﺣﺘﻤﻴــﺔ ﺇﻋﻤــﺎﻝ ﻣﺒــﺪﺃ ﺍﻟﺼــﻔﺔ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀــﻴﺔ ﻭﻓــﻲ ﻳﺘﻀـ ــﺢ ﺃﻥ ﺍﻵﺭﺍء ﺍﻟﻔﻘﻬﻴـ ــﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸـ ــﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧ ـ ــﺔ
ﺍﻟﻮﻗ ــﺖ ﺫﺍﺗ ــﻪ ﻧﻔ ــﻰ ﺍﻋﺘﺒ ــﺎﺭﻩ ﻣ ــﻦ ﻗﺒﻴ ــﻞ ﺍﻻﺷ ــﺘﺮﺍﻁ ﻟﻤﺼـــﻠﺤﺔ ﺗﺒﺪﻱ ﺗﺒﺎﻳﻨـﺎ ﻣﻠﺤﻮﻇـﺎ ﻓـﻲ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﺸـﺄﻥ ﻣـﻦ ﺣﻴـﺚ ﺍﻟﺘﻮﺟـﻪ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺃﻭ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻐﻴﺮ.13 ﺗﺒﻨــﻲ ﻫــﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴــﺄﻟﺔ ﻭﻫــﺬﺍ ﻣــﺎ ﻳــﺪﻓﻌﻨﺎ ﺇﻟــﻰ ﺗﺒﻴــﺎﻥ ﺑﻌــﺾ ﻫــﺬﻩ
ﺭﻏــﻢ ﻭﺿــﻮﺡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌــﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴــﺔ ﻟﻠﺘــﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴــﺆﻭﻟﻴﺔ ﺃﻭﻻ :ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻱ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒـﺮ ﻋﻘـﺪ ﻳﺒﺮﻣـﻪ ﺍﻟﻤـﺆﻣﻦ ﻟـﻪ ﻟﻀـﻤﺎﻥ ﺫﻣﺘـﻪ ﺟــﺎءﺕ ﻓﻜــﺮﺓ ﻫــﺬﺍ ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ ﻓــﻲ ﺍﻟﺘﺸــﺮﻳﻊ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴــﺰﻱ
ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺴـﺎﺋﺮ ﺍﻟﻨﺎﺟﻤـﺔ ﻋـﻦ ﺗﺤـﺮﻙ ﺩﻋـﻮﻯ ﺍﻟﻤﺴـﺆﻭﻟﻴﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳــﺔ ﺍﻟﻤــﺆﻣﻦ ﻟــﻪ ﻣــﻦ ﺍﻷﻋﺒــﺎء ﺍﻟﻤﺎﻟﻴــﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷــﺌﺔ ﻋــﻦ ﺗﺤﻘــﻖ
ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﻘﻖ ﻣﺼـﺎﻟﺤﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼـﻴﺔ ﻭﻟـﻴﺲ ﻣﺼـﺎﻟﺢ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬـﺔ ﺍﻟﻐﻴـﺮ ﻟـﺬﻟﻚ ﻓـﺈﻥ ﺍﻷﺻـﻞ ﻓـﻲ
ﺍﻟﻐﻴـــﺮ ﺍﻷﻣـــﺮ ﺍﻟـــﺬﻱ ﻳﻌﻨـ ــﻲ ﺑﺎﻟﻀـــﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﻳﻌـــﻮﺽ ﺍﻟﻤـ ــﺆﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸــﺮﻳﻊ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴــﺰﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻤــﺆﻣﻦ ﻟــﻪ ﻫــﻮ ﺻــﺎﺣﺐ ﺍﻟﺤــﻖ ﻓــﻲ
ﺍﻟﻤــﺆﻣﻦ ﻟــﻪ ﻛﻤــﺎ ﻏﺮﻣــﻪ ﻣــﻦ ﻣــﺎﻝ ﻓــﻲ ﺳــﺒﻴﻞ ﺗﻌــﻮﻳﺾ ﺍﻟﻐﻴــﺮ ﺍﺳﺘﻴﻔﺎء ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻐﻴـﺮ ﺍﻟﻤﻀـﺮﻭﺭ
ﺍﻟﻤﻀﺮﻭﺭ 14ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻔﺎء ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﺑﺤﻴـﺚ ﻳـﺪﻓﻊ ﻭﺫﻟــﻚ ﺇﻋﻤــﺎﻻ ﻟﻘﺎﻋــﺪﺓ "ﻗﺪﺳــﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘــﺪ ﻭﻧﺴــﺒﻴﺔ ﺃﺛــﺮﻩ" ﻭﺍﻟﺘــﻲ
ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﻀﺮﻭﺭ.15 ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ.10
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸ ــﺮﻉ ﺍﻷﺭﺩﻧ ــﻲ ﻗ ــﺪ ﺧ ــﺮﺝ ﻋـــﻦ ﻫـــﺬﺍ ﺍﻷﺻـــﻞ ﻭﻫـــﺬﺍ ﺍﻟـــﺮﺃﻱ ﻫـ ــﻮ ﺍﻟـــﺬﻱ ﻛـــﺎﻥ ﺳـ ــﺎﺋﺪﺍ ﻓـــﻲ ﺍﻟﻘﻀـ ــﺎء
ﻓﺄﻭﺟﺐ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺘﻌـﻮﻳﺾ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻤﻀـﺮﻭﺭ ﻣـﺎ ﺩﺍﻡ ﻟـﻢ ﻳﻌـﻮﺽ ﻋـﻦ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴ ــﺰﻱ ﺍﺑﺘ ــﺪﺍءﺍ ﻣ ــﻦ ﺍﻟﻘ ــﺮﻭﻥ ﺍﻟﻮﺳ ــﻄﻰ ﺣﺘ ــﻰ ﻗﻴ ــﻞ ﺃﻥ
ﺍﻟﻀـﺮﺭ ﺍﻟــﺬﻱ ﺃﺻـﺎﺑﻪ ،ﺣﻴــﺚ ﻧﺼـﺒﺖ ﺍﻟﻤــﺎﺩﺓ 931ﻣـﻦ ﺍﻟﻘــﺎﻧﻮﻥ ﻃﺒﻴﻌـ ــﺔ ﺍﻟﻌﻘـ ــﺪ ﻻ ﺗﻘﺒـ ــﻞ ﺃﻱ ﻧﻘـ ــﻞ ﺍﻭ ﺗﻐﻴﻴـ ــﺮ ﻓـ ــﻲ ﺍﻟﺤﻘـ ــﻮﻕ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻷﺭﺩﻧﻲ 16ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ" :ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﻟﻐﻴـﺮ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻨﻪ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺔ
ﺍﻟﻤﻀﺮﻭﺭ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴـﻪ ﻛﻠّـﻪ ﺃﻭ ﺑﻌﻀـﻪ ﻣـﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ. 11
ﺍﻟﻤﺘﻀﺮﺭ ﻟﻢ ﻳﻌﻮﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺑﻪ".
ﻭﻟﻘﺪ ﺳـﺎﻳﺮ ﻗـﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻄـﺮﻕ ﻭﺍﻟﻤـﺮﻭﺭ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴـﺰﻱ ﻟﺴـﻨﺔ
ﺍﻧﻄﻼﻗ ــﺎ ﻣ ــﻦ ﻫ ــﺬﺍ ﺍﻟ ــﻨﺺ ﻳﻼﺣ ــﻆ ﺃﻧ ــﻪ ﺯﺍﺩ ﺍﻷﻣ ــﺮ 1988ﻫــﺬﺍ ﺍﻷﺻــﻞ ﺣﻴــﺚ ﺍﻋﺘﺒــﺮ ﺃﻥ ﻣﺴــﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒــﺔ ﻫ ـﻮ
ﺻ ــﻌﻮﺑﺔ ﺣﻴ ــﺚ ﺃﺻ ــﺒﺢ ﻫ ــﺬﺍ ﺍﻟﻨ ــﻮﻉ ﻣ ــﻦ ﺍﻟﺘ ــﺄﻣﻴﻦ ﺃﻱ ﺗ ــﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺸــﺨﺺ ﺍﻟﻤــﺆﻣﻦ ﻟــﻪ ﻣــﻦ ﺧــﻼﻝ ﺍﻟﻄــﺮﻑ ﺍﻟﺜﺎﻟــﺚ ﻭﺍﻟﻤﻘﺼــﻮﺩ
ﺑﺎﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻨﻴﺔ.
-12ﻭﻟﻴﺪ ﺧﺎﻟﺪ ﻋﻄﻴﺔ،ﻋﻠﻲ ﺣﺴﻴﻦ ﻣﻨﻬﻞ،ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ،ﺻﻔﺤﺔ .50 ﻭﺃﻛـ ــﺪ ﺍﻟﻔﻘـ ــﻪ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴـ ــﺰﻱ ﻫـ ــﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺟـ ــﻪ ﻣﺒﻴﻨـ ــﺎ ﺃﻥ
-13ﻣﻮﺳﻰ ﺟﻤﻴﻞ ﺍﻟﻨﻌﻴﻤﺎﺕ ،ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺹ .70
ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ ﻣــﻦ ﺍﻟﻤﺴــﺆﻭﻟﻴﺔ ﻫــﻮ ﻋﻘــﺪ ﻳﺒﺮﻣــﻪ ﺍﻟﻤــﺆﻣﻦ ﻟــﻪ ﻟﻴﻘــﻲ
-14ﻓﺘﺤﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﷲ ،ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ،ﻗﻮﺍﻋﺪﻩ ﻭﺃﺳﺴﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ،ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﻼء ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ،ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭﺓ، ﻧﻔﺴــﻪ ﻣــﻦ ﺍﻷﻋﺒــﺎء ﺍﻟﺘــﻲ ﺗــﺆﺛﺮ ﻋﻠــﻰ ﻣﺮﻛــﺰﻩ ﺍﻟﻤــﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺘــﻲ
،1998ﺹ .31
-15ﻣﻮﺳﻰ ﺟﻤﻴﻞ ﺍﻟﻨﻌﻴﻤﺎﺕ ،ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺹ .70
-16ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻷﺭﺩﻧﻲ ﻟﺴﻨﺔ،1976ﺭﻗﻢ ،1976-43ﻣﺆﺭﺥ ﻓﻲ 10
- Atiyah « An Intrduction to the law of contract « London »,
ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ،1976/8/1ﺗﻢ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 1977/1/1ﺗﺤﺖ sweet and max well limited,co 1971, p.4.
11
- David Hughes Parry : « The sancitity of the law of contract,
ﺭﻗﻢ.2645 London, 1959.
ﺍﻟﻌﺪﺩ 27ﺟﻮﺍﻥ 2017ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺃﺑﺤﺎﺙ ISSN: 1112-9751
ﺫﻛــﺮﻩ ﻫــﻮ ﺃﻧــﻪ ﻳﺘﻨــﺎﻓﻰ ﻣــﻊ ﻃﺒﻴﻌــﺔ ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ ﻣــﻦ ﺍﻟﻤﺴــﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴــﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴــﺔ ﻳﺸــﺒﻪ ﺇﻟــﻰ ﺣـ ّـﺪ ﺑﻌﻴــﺪ ﻓﻜــﺮﺓ ﺍﻻﺷــﺘﺮﺍﻁ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻴــﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒــﺎﺭﻩ ﻋﻘــﺪ ﻛﻤــﺎ ﺳــﺒﻖ ﺍﻹﺷــﺎﺭﺓ ﺇﻟــﻰ ﺫﻟــﻚ ﺍﻷﻣــﺮ ﻟﻤﺼــﻠﺤﺔ ﺍﻟﻐﻴــﺮ ﺫﻟــﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻀــﺮﻭﺭ ﻳﻌــﺪ ﺷــﺨﺺ ﺃﺟﻨﺒــﻲ ﻋــﻦ
ﺍﻟـﺬﻱ ﻳﺸـﻜﻞ ﺍﻟﻌﺪﻳــﺪ ﻣـﻦ ﺍﻟﺘﺴـﺎﺅﻻﺕ ﻛﻴــﻒ ﻟﻠﻐﻴـﺮ ﺍﻟﻤﻀــﺮﻭﺭ ﺍﻟﻌﻘــﺪ ﺍﻟــﺬﻱ ﻟــﻢ ﻳﻜــﻦ ﻃﺮﻓــﺎ ﻓﻴــﻪ ﻭﺑﺎﻟﺘــﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧــﻪ ﻻ ﻳﻤﻠــﻚ ﻓــﻲ
ﺃﻥ ﻳﻜـﻮﻥ ﻟــﻪ ﺣــﻖ ﺍﻟﺮﺟــﻮﻉ ﺇﻟــﻰ ﺍﻟﻤــﺆﻣﻦ ﻭﻣﻄﺎﻟﺒﺘــﻪ ﺑــﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻷﺻـــﻞ ﺇﻻ ﻣﻤﺎﺭﺳ ــﺔ ﺩﻋ ــﻮﻯ ﺍﻟﻤﺴـــﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴ ــﺔ ﺗﺠ ــﺎﻩ ﻣ ــﻦ
ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻃﺮﻓﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﻣﺴﺘﻔﻴﺪﺍ؟ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺆﻭﻻ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻀﺮﺭ.
ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻬـﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟـﻮﻉ؟ ﺧﺎﺻـﺔ ﻭﺃﻥ ﻓﻴﻘ ــﻮﻝ ﺃﺣ ــﺪ ﺍﻷﺳ ــﺎﺗﺬﺓ 17ﺃﻧ ــﻪ ﻟ ــﻮ ﺃﻥ ﻫ ــﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴ ــﺮ ﺃﻱ
ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺫﻛﺮﻩ ﻟﻢ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻣﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺼﺪ؟ ﺍﻟﻤﺴــﺆﻭﻝ ﻗ ــﺪ ﻗ ــﺎﻡ ﺑﺘ ــﺄﻣﻴﻦ ﻣﺴ ــﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﻓﻜﻴ ــﻒ ﻳﻤﻜ ــﻦ ﻟ ــﻪ ﺃﻥ
ﻭﺗﻔﺎﺩﻳـ ــﺎ ﻟﻬـ ــﺬﺍ ﺍﻟﻐﻤـ ــﻮﺽ ﻓـ ــﺈﻥ ﺗﻄﺒﻴـ ــﻖ ﻧـ ــﺺ ﺍﻟﻤـ ــﺎﺩﺓ ﻳﻜﺘﺴﺐ ﺣﻘﺎ ﻣﻦ ﻋﻘﺪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻃﺮﻓـﺎ ﻓﻴـﻪ ﻭﻟـﻢ ﻳﻜـﻦ ﻣﺴـﺘﻔﻴﺪﺍ
931ﻣــﻦ ﺍﻟﻘــﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤــﺪﻧﻲ ﺍﻷﺭﺩﻧــﻲ ﻛــﺎﻥ ﻳﺠــﺐ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺼــﺮ ﻣﻨﻪ ،ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺧﻠﻘﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﺃﻭ ﺧﺎﺻﺎ ﻷﻱ ﻣﻦ ﻃﺮﻓﻴﻪ؟
ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﻣﻨﻄﻮﻗﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻬـﻢ ﻣـﻦ ﺧﻼﻟـﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸـﺮﻉ ﺃﺭﺍﺩ ﻟﻘــﺪ ﻛــﺎﻥ ﻟﻠﻘﻀــﺎﺓ ﺩﻭﺭﺍ ﻫــﺎﻡ ﻣــﻦ ﺧــﻼﻝ ﺍﻟﻤــﺬﻛﺮﺍﺕ
ﺃﻥ ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻣﻦ ﺃﺩﺍء ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤـﺆﻣﻦ ﻟـﻪ ﺣﺘـﻰ ﺍﻹﻳﻀــﺎﺣﻴﺔ ﻟﻠﻘــﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺭﺩﻧــﻲ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺘﺒﺮﻳــﺮ ﻫــﺬﺍ ﺍﻟــﻨﺺ
ﻳﻘــﻮﻡ ﻫــﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴــﺮ ﺑﺘﻌــﻮﻳﺾ ﺍﻟﻐﻴــﺮ ﺍﻟﻤﻀــﺮﻭﺭ ﻛﻤــﺎ ﺃﺣﺪﺛــﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ" :ﺇﻥ ﻋﺪﻡ ﺩﻓﻊ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻀـﺮﺭ ﻓﻬـﻮ
ﻣــﻦ ﺿ ـﺮﺭ ﻭﻳﺘﻀــﺢ ﺫﻟــﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸــﺮﻉ ﺍﻷﺭﺩﻧــﻲ ﺃﺭﺍﺩ ﻣــﻦ ﺧــﻼﻝ ﺃﻥ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴـﺔ ﻳـﺮﺍﺩ ﻣﻨـﻪ
ﻧﺎﺷﺊ ﻋﻦ ّ
ﻫــﺬﺍ ﺃﻥ ﻳﺤــﺮﺹ ﻋﻠــﻰ ﺃﻥ ﻳﺄﺧــﺬ ﺍﻟﻐﻴــﺮ ﺍﻟﻤﻀــﺮﻭﺭ ﺣﻘــﻪ ﻓــﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻞ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻀﺎﺭ ﻓﻬـﻮ
ﺍﻟﺘﻌ ــﻮﻳﺾ ﺗﻔﺎﺩﻳ ــﺎ ﻣﻨ ــﻪ ﻟﺨﻄ ــﺮ ﺇﻋﺴ ــﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴ ــﺆﻭﻝ ﺍﻟﻤﺘﺴ ــﺒﺐ ﻟـــﺬﻟﻚ ﻣﻌﻘـــﻮﺩ ﺑﻘﺼـــﺪ ﺗﺠﻨﻴـ ــﺐ ﺍﻟﻤـــﺆﻣﻦ ﻟـــﻪ ﺗﺤﻤـــﻞ ﻧﺘـ ــﺎﺋﺞ
ﺑﺨﻄﺄﻩ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻀﺮﺭ. ﺍﻹﺿﺮﺍﺭ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮ"
ﻭ ﻟﻜﻦ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﺒﻌﻪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺍﻷﺭﺩﻧـﻲ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻔﻘـﻪ ﺍﻷﺭﺩﻧـﻲ ﻋﻤﻮﻣـﺎ ﻓﻠـﻢ ﻳﺘﻌـﺮﺽ ﻟﻬـﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴـﺄﻟﺔ
ﻣ ــﻦ ﻗﺒﻴ ــﻞ ﺣﺮﺻ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ ﻣﺼ ــﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﻀـــﺮﻭﺭ ﺇﻻ ﺃﻧـــﻪ ﻳﺜﻴـــﺮ ﻣﻜﺘﻔﻴﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣـﻦ ﺍﻟﻤﺴـﺆﻭﻟﻴﺔ ﻫـﻮ ﻋﻘـﺪ ﺭﺿـﺎﺋﻲ
ﺍﻟﺘﺴـــﺎﺅﻝ ﺣـــﻮﻝ ﺍﻷﺳـــﺎﺱ ﺍﻟـــﺬﻱ ﻳﺒــﺮﺭ ﻟﻠﻤ ــﺆﻣﻦ ﺍﻣﺘﻨﺎﻋــﻪ ﻋـــﻦ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﺿﺪ ﺍﻟﻨﺘـﺎﺋﺞ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺗﻠﺤـﻖ
ﺗﻨﻔﻴــﺪ ﺃﺣــﺪ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗــﻪ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺘﻌــﻮﻳﺾ ﺍﻟﻤــﺆﻣﻦ ﻟــﻪ ﺭﻏــﻢ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﻣﺎ ﺃﻟﺤﻖ ﺑﻪ ﻣـﻦ
ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻣﻨـﻪ ﻓـﻲ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟـﻮﻉ ﻣـﻦ ﺍﻟﺘـﺄﻣﻴﻦ ﺣﺘـﻰ ﺿﺮﺭ ﻋﻠـﻰ ﺍﻋﺘﺒـﺎﺭ ﺃﻥ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﺘـﺄﻣﻴﻦ ﺇﻧﻤـﺎ ﻫـﻮ ﻧـﻮﻉ ﻣـﻦ ﺗـﺄﻣﻴﻦ
18
ﻳﻤﺘﻨﻊ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤـﺆﻣﻦ ﻟـﻪ ﺇﻻ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻮﺩﻩ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻀﻴﺔ
ﺇﺫﺍ ﻗـﺎﻡ ﺑﻬــﺬﺍ ﺍﻷﻣــﺮ؟ ﺃﻡ ﻫــﻞ ﻳﻌﺘﺒـﺮ ﺗﻌــﻮﻳﺾ ﺍﻟﻐﻴــﺮ ﺍﻟﻤﻀــﺮﻭﺭ
ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺍﻷﺭﺩﻧـﻲ ﻟـﻢ ﻳﺠـﺰ ﻟﻠﻤـﺆﻣﻦ ﺃﻥ
ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎ ﻋﻘﺪﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﻣﻔﺮﻭﺿـﺎ ﻋﻠﻴـﻪ ﺑﻤﻮﺟـﺐ ﻋﻘـﺪ
ﻳـــﺪﻓﻊ ﻣﺒﻠـ ــﻎ ﺍﻟﺘـ ــﺄﻣﻴﻦ ﺇﻟـ ــﻰ ﺍﻟﻤـ ــﺆﻣﻦ ﻟـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ ﺍﻟﺘـ ــﺄﻣﻴﻦ ﻣـ ــﻦ
ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ ﺣﺘــﻰ ﻳﻘــﺎﻝ ﺃﻥ ﻣــﻦ ﺣــﻖ ﺍﻟﻤــﺆﻣﻦ ﺍﻻﻣﺘﻨــﺎﻉ ﻋــﻦ ﺩﻓــﻊ
ﺍﻟﻤﺴـﺆﻭﻟﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﻟـﻢ ﻳﻌـﻮﺽ ﺍﻟﻐﻴـﺮ ﺍﻟﻤﻀـﺮﻭﺭ ﻛﻤـﺎ ﺃﺻـﻴﺐ ﻣـﻦ
ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻟﻪ ﺇﻟـﻰ ﺃﻥ ﻳﻌـﻮﺽ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻐﻴـﺮ ﻛﻤـﺎ ﺃﺻـﺎﺑﻪ ﻣـﻦ
ﺿﺮﺭ ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻀـﺎء ﺍﻷﺭﺩﻧـﻲ ﻗـﺪ ﻓﺴـﺮ ﺍﻟـﻨﺺ ﻋﻠـﻰ
ﺿﺮﺭ ﻭﻫﻞ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻻﻣﺘﻨـﺎﻉ ﻓـﻲ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻘﺼـﺪ ﻣـﻦ ﻓﺘﻴـﻞ ﺍﻟﺤـﻖ
ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻧﻪ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻦ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﺘـﺄﻣﻴﻦ ﻳﻜـﻮﻥ ﺑﻤﺜﺎﺑـﺔ ﺍﻟﺘﻌـﻮﻳﺾ ﻋـﻦ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤـﺒﺲ ﺍﻟـﺬﻱ ﻳﻤـﻨﺢ ﺍﻟﻤـﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺒـﺮﺭ ﺍﻻﻣﺘﻨـﺎﻉ ﻋـﻦ ﺍﻟﻮﻓـﺎء
ﺍﻟﻀـ ــﺮﺭ ﺍﻟﺤﺎﺻـ ــﻞ .ﻣﻤـ ــﺎ ﻳﺴـ ــﺘﻮﺟﺐ ﻣـ ــﻨﺢ ﺍﻟﻤﻀـ ــﺮﻭﺭ ﺣﻘـ ــﺎ
ﺑﻤ ــﺎ ﻓ ــﻲ ﺫﻣﺘ ــﻪ ﻟﺪﺍﺋﻨ ــﻪ ﺣﺘ ــﻰ ﻳﺤﺼ ــﻞ ﻋﻠ ــﻰ ﻣﺎﻟ ــﻪ ﻓ ــﻲ ﺫﻣ ــﺔ
ﺑﻤﻮﺟﺒــﻪ ﻳﺴــﺘﻄﻴﻊ ﻣﻄﺎﻟﺒ ــﺔ ﺍﻟﻤــﺆﻣﻦ ﺑ ــﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻓــﻲ ﺣ ــﺪﻭﺩ
19
ﺩﺍﺋﻨﻪ؟ .
ﻣﺒﻠــﻎ ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ ﻟﻜــﻦ ﻣــﺎ ﻳﻌﻴــﺐ ﻫــﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺴــﻴﺮ ﻟﻠــﻨﺺ ﺍﻟﺴــﺎﺑﻖ
-19ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ،ﺍﻟﻤﻮﺟﺰ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﺍﻟﺠﺰء -17ﻣﻮﺳﻰ ﺟﻤﻴﻞ ﺍﻟﻨﻌﻴﻤﺎﺕ ،ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺹ .71
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ،ﻃﺒﻌﺔ ،3ﻣﻄﺒﻌﺔ ﻧﺪﻳﻢ ،ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ،1988 ،ﺹ -18ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻌﻄﻴﺮ ،ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺒﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻷﺭﺩﻧﻲ ،ﺩﺭﺍﺳﺔ
.233 ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،ﺍﻷﺭﺩﻥ ،1995 ،ﺹ .265
ﺍﻟﻌﺪﺩ 27ﺟﻮﺍﻥ 2017ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺃﺑﺤﺎﺙ ISSN: 1112-9751
ﻣﻌــﻴﻦ ﻟﻜــﻲ ﻳﺤﺼــﻞ ﻋﻠــﻰ ﻣﺒﻠــﻎ ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ ﻭﻫــﺬﺍ ﺍﻟﻀــﺮﺭ ﺇﻧﻤــﺎ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﺗﺜﺎﺭ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ
ﻳﺼﻴﺐ ﺍﻟﺬﻣﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﺗﺤﻘﻘـﺖ ﺍﻟﻤﺴـﺆﻭﻟﻴﺔ ﻓﻬـﻮ ﺗـﺄﻣﻴﻦ ﻟﻤـﺎ ﺍﻟﻘــﺎﻧﻮﻧﻲ ﺧﺎﺻــﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤــﺆﻣﻦ ﻟــﻪ ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺴــﺆﻭﻝ ﻗــﺎﻡ ﺑﺘﻨﻔﻴــﺬ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ. ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗــﻪ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳــﺔ ﻭﺍﻟﺘــﻲ ﻣــﻦ ﺃﻫﻤﻬــﺎ ﺩﻓــﻊ ﻗﺴــﻂ ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ
ﺛﺎﻟﺜﺎ :ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ ﺇﺿــﺎﻓﺔ ﺇﻟــﻰ ﺃﻥ ﺗﻌ ــﻮﻳﺾ ﺍﻟﻤﻀــﺮﻭﺭ ﺃﻱ ﺍﻟﻐﻴ ــﺮ ﻟــﻴﺲ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣ ــﺎ
ﻋﻘــﺪﻳﺎ ﻋﻠــﻰ ﺍﻟﻤــﺆﻣﻦ ﻟــﻪ ﻛﻤــﺎ ﺃﻧــﻪ ﻟــﻴﺲ ﺣﻘــﺎ ﻟﻠﻤــﺆﻣﻦ ﺣﺘــﻰ
ﻧﺺ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣـﻦ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻨـﺎﺕ
ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﻪ.
22ﻓـﻲ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ 56ﻣـﻦ ﻗـﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻨـﺎﺕ 23ﻭﻋـﻦ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻨـﻮﻉ ﻣــﻦ
ﺍﻟﺘ ــﺄﻣﻴﻦ ﻛﺘ ــﺐ ﺍﻷﺳ ــﺘﺎﺫ A. TUNCﻗ ــﺎﺋﻼ ﺃﻧ ــﻪ ﻇ ــﺎﻫﺮﺓ ﻭﺑﺎﻟﺘ ــﺎﻟﻲ ﻓ ــﺈﻥ ﺍﻟﺴـ ـﺒﺐ ﺍﻟﻮﺣﻴ ــﺪ ﻻﻣﺘﻨ ــﺎﻉ ﺍﻟﻤ ــﺆﻣﻦ ﻋ ــﻦ
ﺗﺨﻄــﺖ ﺍﻟﺤــﺪﻭﺩ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴــﺔ ﺑﻔﻌــﻞ ﺗــﺄﺛﻴﺮﻩ ﺍﻟﻜﺒﻴــﺮ ﻋﻠــﻰ ﺃﺳــﺲ ﺍﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﻪ ﻫﻮ ﻧﺺ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻘـﻮﻡ
ﺍﻟﻤﺴ ــﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴ ــﺔ ﻣﻨ ــﺬ ﻇﻬ ــﻮﺭﻩ ﻓ ــﻲ ﺍﻟﻨﺼ ــﻒ ﺍﻟﺜ ــﺎﻧﻲ ﻣ ــﻦ ﺑﺎﻟﺘﺴــﻬﻴﻞ ﻋﻠــﻰ ﺍﻟﻤﻀــﺮﻭﺭ ﻓــﻲ ﺍﻟﺤﺼــﻮﻝ ﻋﻠــﻰ ﺍﻟﺘﻌــﻮﻳﺾ ﺇﻻ
ﺍﻟﻘﺮﻥ 19ﻭﻳﻌـﻮﺩ ﺇﻟﻴـﻪ ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﻓـﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟـﺔ ﻣﺮﺍﺟﻌـﺔ ﺍﻷﻓﻜـﺎﺭ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﻨﺎﻓﻰ ﻣﻊ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴـﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴـﺔ
ﺣـﻮﻝ ﺍﻷﺧﻄـﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﺑﻠـﺔ ﻟﻠﺘﻐﻄﻴــﺔ ﺑﻌـﺪ ﺃﻥ ﻛـﺎﻥ ﻳﻌﺘﺒـﺮ ﻣﻨﺎﻓﻴــﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋﻘﺪ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺗﻌﻬﺪ ﺻﺎﺩﺭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺑـﺄﻥ ﻳﺘﺤﻤـﻞ
ﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻷﺧـﻼﻕ ﻭﻣﺮﻓﻮﺿـﺎ ﻗﻀـﺎءﺍ ﻛﻤـﺎ ﻫـﻮ ﺍﻟﺸـﺄﻥ ﺑﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ ﺗﺒﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻤـﺆﻣﻦ
ﻟﻠﻤﺤﻜﻤـ ـــﺔ Seineﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﺳ ـ ــﻨﺔ 1941ﻭﻣﺤﻜﻤ ــــﺔ ﻟــﻪ ﻗــﺪ ﺃﺻــﺒﺢ ﻣﺴــﺆﻭﻻ ﻣﺒﻨﻴــﺎ ﻋــﻦ ﺃﺩﺍﺋــﻪ ﻟﻠﻐﻴــﺮ ﺍﻟﻤﻀــﺮﻭﺭ
ﺍﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺑﻔﺮﻧﺴﺎ ﻋﺎﻡ .241945 ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺎ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﻟﻪ ﺍﻟﻤـﺆﻣﻦ ﻟـﻪ ﻣـﻦ ﺃﻗﺴـﺎﻁ ﻓﻬـﻮ ﺑـﺬﻟﻚ
ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺗﺄﻣﻴﻨﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﺷﺘﺮﺍﻁ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻐﻴﺮ.20
ﻓﺎﻟﺘ ــﺄﻣﻴﻦ ﻣ ــﻦ ﺍﻟﻤﺴ ــﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴ ــﺔ ﻫ ــﻮ ﺗ ــﺄﻣﻴﻦ ﻣ ــﻦ
ﺍﻷﺿــﺮﺍﺭ ﻳﻬــﺪﻑ ﺇﻟــﻰ ﺗــﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤــﺆﻣﻦ ﻟــﻪ ﻣــﻦ ﺍﻟﺮﺟــﻮﻉ ﻋﻠﻴــﻪ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻛﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻴـﻞ ﺃﻧـﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘـﺄﻣﻴﻦ
25
ﺑــﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻠ ــﻰ ﺇﺛــﺮ ﻗﻴ ــﺎﻡ ﻣﺴ ــﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﻋــﻦ ﺍﻟﻔﻌ ــﻞ ﺍﻟﻀ ــﺎﺭ ﻣـــﻦ ﺍﻷﺿ ــﺮﺍﺭ 21ﺍﻟﺘ ــﻲ ﺗﺴ ــﺘﻠﺰﻡ ﺃﻥ ﻳﻠﺤ ــﻖ ﺍﻟﻤ ــﺆﻣﻦ ﻟ ــﻪ ﺿ ــﺮﺭ
ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﻀـﺮﻭﺭ ﺑـﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻓـﺈﻥ ﻧﻮﻋﻴ ــﺔ ﺍﻟﺨﻄ ــﺄ ﺍﻟﻤﺮﺗﻜ ــﺐ ﻭﺧﻄﻮﺭﺗ ــﻪ ﺍﻟﻤ ــﺎﺩﺓ 12ﻣ ــﻦ ﺍﻷﻣ ــﺮ
ﺍﻟﻤـ ــﺆﻣﻦ ﻟـ ــﻪ ﻻ ﻳﻠـ ــﺰﻡ ﺑـ ــﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻛﻤـ ــﺎ ﻻ ﻳﻠـ ــﺰﻡ ﺍﻟﻤـ ــﺆﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﻟﻒ ﺍﻟﺬﻛﺮ.27
ﺑــﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻣــﻦ ﻗﺒــﻞ ﺍﻟﻤــﺆﻣﻦ ﻟــﻪ ﻷﻥ ﺍﻟﺨﻄــﺮ ﺍﻟﻤــﺆﻣﻦ ﻋﻠﻴــﻪ ﻭﻳﺴﺘﺒﻌﺪ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤـﺪ
ﻭﻫـ ــﻮ ﺇﺻـ ــﺎﺑﺘﻪ ﻓـ ــﻲ ﺃﻣﻮﺍﻟـ ــﻪ ﻟـ ــﻢ ﻳﺘﺤﻘـ ــﻖ ﻭﻟـ ــﻦ ﻳﺘﺤﻘـ ــﻖ ﺇﻻ ﻟﻠﻤـــﺆﻣﻦ ﻟ ــﻪ ﻭﻻ ﻳﻐﻄـــﻲ ﺍﻟﻀ ــﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴ ــﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻴـــﺔ ﻭﻻ
ﺑﺎﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ. ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺎﺕ ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﻋﻘﻮﺑﺔ.28
ﻛﻤ ــﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸ ــﺮﻉ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋ ــﺮﻱ ﻟ ــﻢ ﻳﺒ ــﻴﻦ ﺍﻷﺟ ــﻞ ﺍﻟ ــﺬﻱ
ﻳﺠ ــﺐ ﺃﻥ ﻳ ــﺘﻢ ﻓﻴـــﻪ ﺇﺧﻄ ــﺎﺭ ﺍﻟﻤ ــﺆﻣﻦ ﻟـــﻪ ﻟﻠﻤـــﺆﻣﻦ ﺑﺤــــﺪﻭﺙ -26ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﺨﺼﻮﻡ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﻟﺬﻣﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ.
ﻓـﺈﻥ
ﺍﻟﺨﻄﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻟﺬﻟﻚ ّ -27ﺗﻨﺺ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 12ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻨﺎﺕ 07-95ﺍﻟﻤﻌﺪﻝ ﻭ
ﺍﻟﻤﺘﻤﻢ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ 04-06ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺣﻘﻮﻕ
ﻫـﺬﺍ ﺍﻹﺧﻄــﺎﺭ ﻳﺨﻀــﻊ ﻟﻸﺟــﻞ ﺍﻟﻌــﺎﻡ ﺍﻟــﺬﻱ ﻧﺼــﺖ ﻋﻠﻴــﻪ ﺍﻟﻤــﺎﺩﺓ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻬﻤﺎ ،ﻳﻠﺘﺰﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ:
-15ﻓﻘــﺮﺓ 5ﻣــﻦ ﺍﻷﻣــﺮ ﺍﻟﺴــﺎﻟﻒ ﺍﻟــﺬﻛﺮ ﺍﻟــﺬﻱ ﺣﺪﺩﺗــﻪ ﺑـ ـ 7 -ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﻭﺍﻷﺿﺮﺍﺭ
ﺃﻳﺎﻡ ﻭﻳﺘﻮﻗﻒ ﻫـﺬﺍ ﺍﻷﺟـﻞ ﻛﻠﻤـﺎ ﻭﺟـﺪﺕ ﺣﺎﻟـﺔ ﻃﺎﺭﺋـﺔ ﺃﻭ ﻗـﻮﺓ ﺍﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻄﺎﺭﺋﺔ ﺃ-
ﺏ -ﺍﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺧﻄﺄ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺘﻤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ
ﻗ ــﺎﻫﺮﺓ ﺃﻣ ــﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴ ــﺒﺔ ﺇﻟ ــﻰ ﺑﺪﺍﻳ ــﺔ ﺳ ــﺮﻳﺎﻧﻪ ﻓﻴﻨﻄﻠ ــﻖ ﻣ ــﻦ ﻳ ــﻮﻡ ﺝ -ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺪﺛﻬﺎ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﻣﺴﺆﻭﻻ ﻭﻻ ﻣﺪﻧﻴﺎ
ﻣﻄﺎﻟﺒ ــﺔ ﺍﻟﻤﻀ ــﺮﻭﺭ ﻟﻠﻤ ــﺆﻣﻦ ﻟ ــﻪ ﺑ ــﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻣ ــﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﺨﻄ ــﺮ ﻋﻨﻬﻢ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﻮﺍﺩ ﻣﻦ 134ﺇﻟﻰ 136ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
ﻛﻴﻔﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﺍﻟﻤﺮﺗﻜﺐ ﻭﺧﻄﻮﺭﺗﻪ.
ﺃﻥ ﻫــﺬﻩ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒــﺔ ﻗــﺪ ﺗﻜــﻮﻥ ﻳــﻮﻡ
ﻳﺘﺤﻘــﻖ ﺑﻬــﺬﻩ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒــﺔ ﺇﻻ ّ
ﺩ -ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺒﻬﺎ ﺃﺷﻴﺎء ﻭﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﻣﺴﺆﻭﻻ ﻣﺪﻧﻴﺎ
ﺣــﺪﻭﺙ ﺍﻟﻔﻌــﻞ ﺍﻟﻀــﺎﺭ ﺃﻭ ﺑﻌــﺪ ﻣــﺪﺓ ﻗــﺪ ﺗﻄــﻮﻝ ﺇﻟــﻰ ﻣــﺎ ﺑﻌــﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ 138ﺇﻟﻰ 140ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ
-ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﺤﻘﻖ
ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﺃﻭ ﻋﻨﺪ ﺣﻠﻮﻝ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺑﻤﺎ ﻳﻔﻮﻕ
ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ "ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓL1-124 -ﺗﻨﺺ 29
ﺫﻟﻚ.
ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻀﻤﺎﻥ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﻭﺩﻳﺔ -28ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺑﻦ ﺧﺮﻭﻑ ،ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ،
ﺃﻭ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻳﺘﻠﻘﺎﻫﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻀﺮﻭﺭ ﺇﺛﺮ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﻮﺟﺐ ﺍﻟﺠﺰء ﺍﻷﻭﻝ ،ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ،ﺩﻭﻥ ﻃﺒﻌﺔ ،ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺣﻴﺮﺩ ،ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ،
ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ ﻭﺍﻟﻤﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ". ،1998ﺻﻔﺤﺔ .207
ﺍﻟﻌﺪﺩ 27ﺟﻮﺍﻥ 2017ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺃﺑﺤﺎﺙ ISSN: 1112-9751
ﻛﻤــﺎ ﺃﻥ ﻣﺠــﺮﺩ ﺍﻻﻋﺘــﺮﺍﻑ ﺑﺎﻟﻮﻗــﺎﺋﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳــﺔ ﻻ ﻳﻌﺘﺒــﺮ ﺍﻧﺘﻬﺎء ﺳﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻭﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟـﺔ ﺗﻜـﻮﻥ ﺍﻟﻌﺒـﺮﺓ
ﺍﻋﺘـ ــﺮﺍﻑ ﺑﺎﻟﻤﺴـ ــﺆﻭﻟﻴﺔ ﻣـ ــﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴـ ــﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـ ــﺔ ﺃﻱ ﺛﺒﻮﺗﻬـ ــﺎ ﺑﺘــﺎﺭﻳﺦ ﻋﻠــﻢ ﺍﻟﻤــﺆﻣﻦ ﻟــﻪ ﺑﺎﻟﻀــﺮﻭﺭﺓ ﺣﻘــﻖ ﺍﻟﻤﺴــﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟــﺬﻱ
ﻣﺴﺘﻮﻓﻴﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﺭﻛﺎﻧﻬﺎ ﻭﺑﺎﻟﺘﻌﻬﺪ ﻳـﺪﻓﻊ ﺍﻟﺘﻌـﻮﻳﺾ ﻓﻴﻤﻨـﻊ ﻳﻨﺸﺄ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ.
ﺇﺫﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤـﺆﻣﻦ ﻟـﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺘـﺮﻑ ﻭﺣـﺪﻩ ﺑﻤﺴـﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﺑـﻞ ﻳﺠـﺐ
ﻭﻏﺎﻟﺒــﺎ ﻣــﺎ ﻳﻠﺠــﺄ ﺍﻟﻤــﺆﻣﻦ ﺇﻟــﻰ ﺇﺩﺭﺍﺝ ﺷــﺮﻭﻁ ﻟﺘﺤﺪﻳــﺪ
ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﺫﻟﻚ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﺃﻭ ﻳﻨﺘﻈـﺮ ﻣﻄﺎﻟﺒـﺔ ﺍﻟﻤﻀـﺮﻭﺭ ﻟـﻪ
ﺍﻵﺟــﺎﻝ ﺍﻟﺘــﻲ ﻳﺠــﺐ ﺃﻥ ﻳــﺘﻢ ﻓﻴﻬــﺎ ﺍﻹﺧﻄــﺎﺭ ﺑﺘﺤﻘــﻖ ﺍﻟﺨﻄــﺮ.
ﻗﻀﺎﺋﻴﺎ ﻓﻠﻮ ﺗﻢ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﺘﻌـﻮﻳﺾ ﻟﻠﻤﻀـﺮﻭﺭ ﻭﺑﻤﺠـﺮﺩ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒـﺔ
La ﻛﺸــﺮﻁ ﺗﺤﻤــﻞ ﺍﻷﺿــﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴــﺎﺑﻘﺔ ﻻﻧﺘﻬــﺎء ﺍﻟﻀــﻤﺎﻥ
ﺍﻟﻮﺩﻳــﺔ ﻟــﻢ ﻳﻜــﻦ ﻟــﻪ ﺑﻌــﺪ ﺫﻟــﻚ ﺃﻥ ﻳﺮﺟــﻊ ﺑﻬــﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌــﻮﻳﺾ ﻋﻠــﻰ
cause de reprise du passéﺃﻭ ﺍﻟﺸـﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘـﻲ ﻳﻘﺘـﺮﻥ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻄـﺮ ﻗـﺪ ﺗﺤﻘـﻖ ﻓـﺎﻋﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤـﺆﻣﻦ
ﻓﻴﻬ ــﺎ ﺍﻟﻀ ــﻤﺎﻥ ﺑﺸ ــﺮﻁ ﺧ ــﺎﺹ ﻛﺎﻧﺘﻬ ــﺎء ﺍﻷﺷ ــﻐﺎﻝ ﺃﻭ ﻃﻠ ــﺐ
ﻟــﻪ ﺑﺎﻟﻤﺴــﺆﻭﻟﻴﺔ ﻻ ﻳﻜــﻮﻥ ﻧﺎﻓــﺬﺍ ﻓــﻲ ﺣــﻖ ﺍﻟﻤــﺆﻣﻦ ﺃﻣــﺎ ﺇﺫﺍ ﻟــﻢ 30
ﺍﻟﻤﻀﺮﻭﺭ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ
ﻳﻌﺘﺮﻑ ﻟﻠﻤﻀﺮﻭﺭ ﺑﺠﺰء ﺇﻻ ﺑﺠﺰء ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻓﻼ ﻳﻜـﻮﻥ
ﺇﺫﺍ ﺛﺒﺘﺖ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﺳـﻮﺍء ﻛﺎﻧـﺖ ﻋﻘﺪﻳـﺔ ﺃﻭ
ﻫــﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘــﺮﺍﻑ ﻧﺎﻓــﺬﺍ ﻓــﻲ ﺣــﻖ ﺍﻟﻤــﺆﻣﻦ ﻓــﻲ ﻫــﺬﺍ ﺍﻟﺠــﺰء ﻣــﻦ
ﺗﻘﺼﻴﺮﻳﺔ ﺑﺄﺭﻛﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﺃﻭ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗـﺔ
ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺿﺎﻣﻨﺎ ﻟﻠﺠﺰء ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻨﻬﺎ.
ﺍﻟﺴــﻴﺌﺔ ﻛــﺎﻥ ﻟﻠﻤﻀــﺮﻭﺭ ﺃﻥ ﻳﺮﻓــﻊ ﻋﻠــﻰ ﺍﻟﻤــﺆﻣﻦ ﻟــﻪ ﺩﻋــﻮﻯ
ﺃﻣ ــﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴ ــﺒﺔ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒ ــﺔ ﺍﻟﻘﻀ ــﺎﺋﻴﺔ ﻋ ــﻦ ﻃﺮﻳ ــﻖ ﺩﻋ ــﻮﻯ
ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺘـﻪ ﺑـﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ .ﻭﻫـﺬﺍ ﻫـﻮ ﺍﻟﺨﻄـﺮ ﺍﻟﻤـﺆﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ:
ﻣﻨﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻓﻘـﺪ ﺗﺘﺤﻘـﻖ ﺍﻟﻤﺴـﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﻟﻜـﻦ
ﻗــﺪ ﻳﺮﺟــﻊ ﺍﻟﻤﻀــﺮﻭﺭ ﻋﻠــﻰ ﺍﻟﻤــﺆﻣﻦ ﻟــﻪ ﻭﺩﻳــﺎ ﻭﻻ ﻳﻘــﺮﺃ ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﻭﻳﺤﺪﺙ ﻫﺬﺍ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻨﺎﺯﻝ ﺍﻟﻤﻀﺮﻭﺭ ﻋـﻦ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﺑﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﻓﻴﺮﺟـﻊ ﻋﻠﻴـﻪ ﻗﻀـﺎﺋﻴﺎ ﻭﻗـﺪ ﻻ ﻳﻄﺎﻟﺒـﻪ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺃﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺍﻟﻤـﺆﻣﻦ ﻟـﻪ ﺑﻤﺴـﺆﻭﻟﻴﺔ
ﻭﺩﻳــﺎ ﻭﻳﻠﺠــﺄ ﻣﺒﺎﺷــﺮﺓ ﺇﻟــﻰ ﺍﻟﻘﻀــﺎء ﺧﺎﺻــﺔ ﺇﺫﺍ ﺗﻄﻠــﺐ ﺍﻟﻔﻌــﻞ ﻟﻠﻤﻀﺮﻭﺭ.
ﻣﺘﺎﺑﻌــﺔ ﺍﻟﻤــﺆﻣﻦ ﻟــﻪ ﺟﻨﺎﺋﻴــﺎ ﺣﻴﻨﺌــﺬ ﺗﻜــﻮﻥ ﺍﻟــﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴــﺔ
ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒـ ــﺔ ﺍﻟﻮﺩﻳ ـ ــﺔ :ﻗـ ــﺪ ﻻ ﻳﺮﻓ ـ ــﻊ ﺍﻟﻤﻀـ ــﺮﻭﺭ ﺩﻋ ـ ــﻮﻯ
ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ.
ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻄﺎﻟـﺐ ﺍﻟﻤـﺆﻣﻦ ﻟـﻪ ﺑـﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻭﺩﻳـﺎ ﺑﺮﺳـﺎﻟﺔ
ﻭﺇﺫﺍ ﺭﻓﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟـﻪ ﺩﻋـﻮﻯ ﺍﻟﻤﺴـﺆﻭﻟﻴﺔ ﻛـﺎﻥ ﻟـﻪ ﻣﻮﺻ ــﻰ ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ ﺃﻭ ﺇﻋ ــﺬﺍﺭﻩ ﻋ ــﻦ ﻃﺮﻳ ــﻖ ﻣﺤﻀ ــﺮ ﻭﻓ ــﻲ ﻫ ــﺬﻩ
ﺃﻥ ﻳﻮﺍﺟ ــﻪ ﻫ ــﺬﻩ ﺍﻟ ــﺪﻋﻮﻯ ﻭﺣ ــﺪﻩ ﺛ ــﻢ ﻳﺮﺟـــﻊ ﻋﻠـــﻰ ﺍﻟﻤــــﺆﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻟـﺔ ﻗـﺪ ﻳﻘﻨـﻊ ﺍﻟﻤـﺆﻣﻦ ﻟــﻪ ﺍﻟﻤﻀـﺮﻭﺭ ﺑﻌـﺪﻡ ﻣﺴـﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﻋــﻦ
ﺑ ــﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺑﺼ ــﻔﺔ ﻭﺩﻳ ــﺔ ﺃﻭ ﻗﻀ ــﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﺃﺳ ــﺎﺱ ﺍﻟ ــﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﺨﻄــﺮ ﻛﻤــﺎ ﻟــﻮ ﺃﺛﺒــﺖ ﻟــﻪ ﺍﻟﺴــﺒﺐ ﺍﻷﺟﻨﺒــﻲ ﺃﻭ ﺧﻄــﺄ ﺍﻟﻐﻴــﺮ
ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺧﺼﻤﺎ ﻓﻲ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﻳﻨﺘﻔ ــﻲ ﺑ ــﺬﻟﻚ ﺍﻟﺨﻄ ــﺮ ﻛﻤ ــﺎ ﻗ ــﺪ ﻳ ــﺘﻢ ﺍﻹﻗ ــﺮﺍﺭ ﻟ ــﻪ ﺑﻬ ــﺎ ﺃﻭ
ﻛﻤ ــﺎ ﻗ ــﺪ ﻳﺸ ــﺘﺮﻁ ﺍﻟﻤ ــﺆﻣﻦ ﻓ ــﻲ ﻭﺛﻴﻘ ــﺔ ﺍﻟﺘ ــﺄﻣﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺼــﺎﻟﺢ ﻣﻌــﻪ ﻭﻟﻜﻨــﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻨــﻪ ﺍﻻﺣﺘﺠــﺎﺝ ﺑﻬــﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘــﺮﺍﻑ ﺃﻭ
ﻳﺒﺎﺷﺮ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﺣﺪﻩ ﻭﻳﺘـﻮﻟﻰ ﺇﺩﺍﺭﺗﻬـﺎ ﻭﺍﻟﻔـﺮﻕ ﺑـﻴﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤـﺆﻣﻦ ﺇﻥ ﻟـﻢ ﻳﻜـﻦ ﻫـﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴـﺮ
ﺇﺩﺧــﺎﻝ ﺍﻟﻤــﺆﻣﻦ ﺧﺼــﻤﺎ ﻓــﻲ ﺍﻟــﺪﻋﻮﻯ ﺇﻟــﻰ ﺟﺎﻧــﺐ ﺍﻟﻤــﺆﻣﻦ ﻟــﻪ ﻣﺸﺘﺮﻛﺎ ﻣﻌﻪ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻗﻀـﺖ ﺑـﻪ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ 58ﻣـﻦ ﺍﻷﻣـﺮ
ﻭﻟــﻴﺲ ﺗﻮﻟﻴــﻪ ﺑﻨﻔﺴــﻪ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻫــﺬﻩ ﺍﻟــﺪﻋﻮﻯ ﻫــﻮ ﺃﻧــﻪ ﻓــﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟــﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠــﻖ ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻨــﺎﺕ .31ﻛﻤــﺎ ﻻ ﻳﺸــﺘﺮﻁ ﺷــﻜﻞ ﻣﻌــﻴﻦ ﻟﻬــﺬﺍ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻳﺒﺎﺷﺮ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﺑﺎﺳـﻤﻪ ﻭﺩﻓﺎﻋـﺎ ﻋـﻦ ﻣﺼـﻠﺤﺘﻪ ﻷﻧـﻪ ﻫـﻮ ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺃﻭ ﺷﻔﺎﻫﺔ.
ﻭﺇﻧﻤـ ــﺎ ﺃﺻ ـ ــﺒﺢ ﻭﺳ ـ ــﻴﻠﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴ ـ ــﻖ ﺃﻫـــــﺪﺍﻑ ﻭﻣﻘﺎﺻ ــــﺪ ﻳﺤﺘــﺎﺝ ﺇﻟــﻰ ﺷــﺮﻁ ﻣﺴــﺒﻖ ﻭﻓــﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟــﺔ ﺍﻷﻭﻟــﻰ ﻳﻜــﻮﻥ ﺍﻟﺤﻜــﻢ
ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ ﺗﻬــﻢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤــﻊ ﻛﻜــﻞ ﺣﻴــﺚ ﻓــﺮﺽ ﺍﻟﻤﺸــﺮﻉ ﻫــﺬﺍ ﺍﻟﺼــﺎﺩﺭ ﻓــﻲ ﺩﻋــﻮﻯ ﺍﻟﻤﺴــﺆﻭﻟﻴﺔ ﺣﺠــﺔ ﻟــﻰ ﺍﻟﻤــﺆﻣﻦ ﻭﻳﺴــﺘﻐﻨﻲ
ﺍﻟﻨ ــﻮﻉ ﻣ ــﻦ ﻋﻘ ــﻮﺩ ﺍﻟﺘ ــﺄﻣﻴﻦ ﻓ ــﻲ ﺑﻌ ــﺾ ﺍﻟﻤﺠ ــﺎﻻﺕ ﺑﻤﻘﺘﻀ ــﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟـﻪ ﻋـﻦ ﺩﻋـﻮﻯ ﺍﻟﻀـﻤﺎﻥ ﺍﻷﺻـﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﻳﺮﺟـﻊ ﺑﻬـﺎ ﻓـﻲ
ﻧﺼـــﻮﺹ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴـــﺔ ﻛﻤـــﺎ ﻫـ ــﻮ ﺍﻟﺤـــﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴـــﺒﺔ ﺇﻟـ ـﻰ ﺗــــﺄﻣﻴﻦ ﺍﻷﺻــﻞ ﻋﻠــﻰ ﺍﻟﻤــﺆﻣﻦ ﺃﻣــﺎ ﻓــﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟــﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴــﺔ ﻓﻴﻜــﻮﻥ ﺍﻟﺤﻜــﻢ
ﻣﺴــﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘــﺪﺧﻠﻴﻦ ﻓــﻲ ﻣﺠــﺎﻝ ﺍﻟﺒﻨــﺎء 35ﻭﺇﻟﺰﺍﻣﻴــﺔ ﺗــﺄﻣﻴﻦ ﺩﻟﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻗﺪ ﺑﺎﺷﺮ ﺍﻟـﺪﻋﻮﻯ ﻧﻴﺎﺑـﺔ
ﻣﺴ ـ ـ ــﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻷﻃﺒ ـ ـ ــﺎء ﻭﺍﻟﺼ ـ ـ ــﻴﺎﺩﻟﺔ 36ﻭﺍﻟﻤﺤ ـ ـ ــﺎﻣﻴﻦ، 37ﻭﻋ ـ ـ ــﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﻭﺑﺎﺳﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ.
ﺍﻟﻤﻨﺘﻮﺟ ـ ــﺎﺕ 38ﻭﻛـــــﺬﻟﻚ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴـــــﺔ ﺍﻟﺘـــــﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠـــــﻰ ﺣـــــﻮﺍﺩﺙ ﻭﻓــﻲ ﻛــﻞ ﺍﻟﺤــﺎﻻﺕ ﻳﻜــﻮﻥ ﺍﻟﺤﻜــﻢ ﺍﻟﻘﺎﺿــﻲ ﺑــﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ
ﺍﻟﺴــﻴﺎﺭﺍﺕ،39ﻭﻏﻴﺮﻫــﺎ ﻣــﻦ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻨــﺎﺕ ﺍﻟﺘــﻲ ﺇﻋﺘﺒﺮﻫــﺎ ﺍﻟﻤﺸــﺮﻉ ﻧﺎﻓﺬﺍ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻤـﺆﻣﻦ ﻓﻤﻮﺿـﻮﻉ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻨـﻮﻉ ﻣـﻦ ﺍﻟﺘـﺄﻣﻴﻦ ﻫـﻮ
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺘﺮﺗﺐ ﻓﻲ ﺫﻣﺔ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻘﺮﺭ ﺑﺼﻔﺔ ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ
-34ﻳﺴﺘﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﺄﻧﻬﺎ
ﺑﺼﺪﻭﺭ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺸﻒ ﻭﻳﻘﺮﺭ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟـﺪﻳﻦ ﻭﻻ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺃﺛﻨﺎء ﻓﺘﺮﺓ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭﻩ ﻓﻲ
32
ﻇﻞ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﻔﺮﺩﻱ ﻭﺗﺘﻠﺨﺺ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻳﻨﺸﺌﻪ
ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺮﺍﻟﻲ
ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﺇﻻ ﺑﻤﺤﺾ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪﻫﺎ(. ﺍﻟﻤﺤﻮﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻲ
)ﺃﻫﻤﻬﺎ ّ
-35ﻣﺮﺳﻮﻡ ﺗﻨﻔﻴﺪﻱ ﺭﻗﻢ 414-95ﻣﺆﺭﺥ ﻓﻲ 9ﺩﻳﺴﻤﺒﺮﺳﻨﺔ1995ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ
ﺑﺈﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎء ﻣﻦ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺪﺧﻠﻴﻦ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ،ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺭﺳﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺪﺩ 76ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻓﻲ ،1995/12/10ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘـﻮﻡ ﻋﻘــﺪ ﺍﻟﺘـﺄﻣﻴﻦ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣــﻲ ﻣـﻦ ﺍﻟﻤﺴــﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴــﺔ
ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ175ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ07-95ﺍﻟﻤﻌﻞ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﻢ ﻋﻠــﻰ ﻓﻜــﺮﺓ ﺃﺳﺎﺳ ــﻴﺔ ﻫــﻲ ﺍﻟﺘﻌــﺎﻭﻥ ﺑ ــﻴﻦ ﺍﻟﻤــﺆﻣﻦ ﻟﻬــﻢ ﺍﻟ ــﺬﻳﻦ
ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ04-06ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻨﺎﺕ.
ﻳﻬــﺪﺩﻫﻢ ﺧﻄــﺮ ﻭﺍﺣــﺪ ﻭﻳﺮﻏﺒــﻮﻥ ﻓــﻲ ﺗــﻮﻗﻲ ﻧﺘﺎﺋﺠــﻪ ﺍﻟﻀــﺎﺭﺓ
-36ﻧﺼﺖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 167ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ 07-95ﺍﻟﻤﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﻢ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ
04-06ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻨﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ"ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﻌﻤﺪﻭﻥ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻛـﻞ ﻣـﻨﻬﻢ ﻓـﻲ ﺗﺤﻤـﻞ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻀـﺮﺭ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭ ﻛﻞ ﺃﻋﻀﺎء ﺍﻟﺴﻠﻚ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﻭ ﺍﻟﺸﺒﻪ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﻭ
ﻭﻳﻘ ــﻮﻡ ﻧﻴﺎﺑ ــﺔ ﻋ ــﻨﻬﻢ ﺍﻟﻤ ــﺆﻣﻦ ﺑ ــﺈﺩﺍﺭﺓ ﻫ ــﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﻠ ــﻎ ﻭﺗﻨﻈ ــﻴﻢ
ﺍﻟﺼﻴﺪﻻﻧﻲ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﻴﻦ ﻟﺤﺴﺎﺑﻬﻢ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺘﺒﻮﺍ ﺗﺄﻣﻴﻨﺎ ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ
ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﻣﺮﺿﺎﻫﻢ ﻭ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻐﻴﺮ". ﺍﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻧﻴــﺔ ﺑﻴــﻨﻬﻢ ﺣﺘــﻰ ﻳﺴــﺎﻫﻢ ﻓــﻲ ﺗﻮﺯﻳــﻊ ﺍﻷﺧﻄــﺎﺭ
-37ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 07-13ﻣﺆﺭﺥ ﻓﻲ 29ﺃﻛﺘﻮﺑﺮﺳﻨﺔ،2013ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺑ ــﻴﻦ ﻣﺠﻤ ــﻮﻉ ﺍﻟﻤ ــﺆﻣﻦ ﻟﻬ ــﻢ ﻭﻳﺤ ــﺪﺩ ﺍﻟﻤﺸ ــﺮﻉ ﻣﺒﻠ ــﻎ ﻣﺤ ــﺪﺩ
ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺪﺩ 55ﺳﻨﺔ 30ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ2013ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣﻬﻨﺔ
ﻟﻘﺴﻂ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻬﻢ.33
ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﺎﺓ ،ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 21ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ"ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺘﺐ
ﺗﺄﻣﻴﻨﺎ ﻟﻀﻤﺎﻥ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ" ﻓ ـ ــﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧــ ــﺖ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌ ـ ــﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴــ ــﺔ ﻟﻌﻘ ـ ــﺪ ﺍﻟﺘــ ــﺄﻣﻴﻦ
-38ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻷﻣﺮﺭﻗﻢ 07-95ﺍﻟﻤﻌﺪﻝ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﻢ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ -06
ﺍ04ﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻨﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 168ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
ﺍﻻﺧﺘﻴـ ــﺎﺭﻱ ﻣـ ــﻦ ﺍﻟﻤﺴـ ــﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﺿـ ــﺤﺔ ﺍﻟﻤﻌـ ــﺎﻟﻢ .ﻭﻻ ﻳﺜـ ــﺎﺭ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺪﻱ 48-96ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻓﻲ 17 ﺑﺼﺪﺩﻫﺎ ﺇﺷﻜﺎﻻﺕ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻳﺼﻌﺐ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻠـﻚ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌـﺔ
ﻳﻨﺎﻳﺮ1996ﺍﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﺷﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻭ ﻛﻴﻔﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ــﺔ ﺗﺼ ــﺒﺢ ﺃﻛﺜ ــﺮ ﺻ ــﻌﻮﺑﺔ ﻭﺗﻌﻘﻴـــﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴـــﺒﺔ ﻟﻌﻘـــﺪ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻜﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﻴﻦ ﻭﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻭ ﻳﺴﻤﻰ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ" ﺑﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺎﺕ" ﺟﺮﻳﺪ ﺭﺳﻤﻴﺔ ـﺈﻥ ﻫــﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘــﺪ ﻟــﻢ ﻳﻌــﺪ ﻣﺠــﺮﺩ
ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣــﻲ ﻭﺑﺎﻟﺘــﺎﻟﻲ ﻓـ ّ
ﻋﺪﺩ 5ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻓﻲ ،1996/1/21ﺍﻧﻈﺮﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺇﻟﻰ ،ﺑﻦ ﻃﺮﻳﺔ
ﻣﻌﻤﺮ،ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﺘﺞ ﻛﺄﻟﻴﺔ ﺗﻌﻮﻳﻀﻴﺔ ﻟﻀﺤﺎﻳﺎ
ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻴﺒﺔ )ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ ﻭ -32ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺑﻦ ﺧﺮﻭﻑ ،ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺹ .212
ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ(،ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺻﻔﺤﺔ 10
-39ﺍﻷﻣﺮ ﺭﻗﻢ15-74ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻓﻲ 30ﻳﻨﺎﻳﺮ 1974ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﻟﺰﺍﻣﻴﺔ -33ﺧﺎﻟﺪ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻓﻬﻤﻲ ،ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻹﺟﺒﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ
ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ،ﺍﻟﻤﻌﺪﻝ ﻭ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ )ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﻃﺒﻌﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ
ﺍﻟﻤﺘﻤﻢ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗﻢ 31-88ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻓﻲ 19ﻳﻮﻟﻴﻮ.1988 ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ،ﻣﺼﺮ 2005 ،ﺻﻔﺤﺔ .30
ﺍﻟﻌﺪﺩ 27ﺟﻮﺍﻥ 2017ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺃﺑﺤﺎﺙ ISSN: 1112-9751
ﻭﻣﻔــﺎﺩ ﻣــﺎ ﺳــﺒﻖ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌــﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴــﺔ ﻟﻌﻘــﺪ ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋـــﺮﻱ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴـــﺔ ﻭ ﺃﺧﻀـــﻌﻬﺎ ﻟﻌﻘﻮﺑـ ــﺎﺕ ﻓـــﻲ ﺣـــﺎﻝ ﻋـ ــﺪﻡ
ﻣــﻦ ﺍﻟﻤﺴــﺆﻭﻟﻴﺔ ﻗــﺪ ﺗﻐﻴــﺮﺕ ﻭﻫــﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴــﺮ ﻧــﺎﺗﺞ ﻋــﻦ ﺗــﺪﺧﻞ ﺍﻹﻣﺜﺘﺎﻝ ﻟﻬﺎ.
ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﻭﺑﻤـﺎ ﺃﻥ ﺗـﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺸـﺮﻉ ﻳﺘﺨـﺬ
ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟـﺬﻱ ﻟـﻢ ﺗﻌـﺪ ﻣﻌـﻪ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺣـﺮﺓ ﻓـﻲ ﺗﻜـﻮﻳﻦ ﻫـﺬﺍ
ﻣﻈﻬـ ــﺮﻳﻦ ﻓـ ــﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗـ ــﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳـ ــﺔ ﻳﺘﻌﻠـ ــﻖ ﺃﻭﻟﻬﻤـ ــﺎ ﺑﺈﻧﺸـ ــﺎء
ﺍﻟﻌﻘــﺪ ﺃﻭ ﺣﺘــﻰ ﺗﺤﺪﻳــﺪ ﺑﻨــﻮﺩﻩ ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﻣــﺎﺕ ﻃﺮﻓﻴــﻪ ﺃﻭ ﺣﺘــﻰ
ﻣﺮﺍﻛـــﺰ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴـــﺔ ﺗﻌﺎﻗﺪﻳـــﺔ ﻭﺍﻟﻤﻈﻬـــﺮ ﺍﻟﺜـــﺎﻧﻲ ﻳﺘﺠﻠـــﻰ ﻓـــﻲ
ﺁﺛﺎﺭﻩ ﺑﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟـﻚ ﻟـﻢ ﺗﻌـﺪ ﻫـﺬﻩ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺣـﺮﺓ ﺣﺘـﻰ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺘﻮﻓﻴــﻖ ﺑــﻴﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻃﺮﻓــﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳــﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘــﺎﻟﻲ ﻓــﺈﻥ
ﺗﻌﺪﻳﻠﻪ ﻭﺍﻧﻬﺎﺋﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳـﺔ ﻟـﻢ
ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘـﺪ ﻳﻘﺘﻀـﻲ ﻣـﻦ
ﺗﻌﺪ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺒﺎﻗﻲ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺑﻞ ﺃﺻـﺒﺢ
ﺍﻟﺨــﻮﺽ ﻓــﻲ ﻣﻌــﺎﻟﻢ ﻫــﺬﺍﻥ ﺍﻟﻤﻈﻬــﺮﺍﻥ ﻣــﻊ ﺩﺭﺍﺳــﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴــﺔ
ﻭﺟــﻮﺩ ﺍﻟﻌﻘــﺪ ﻳﺘﻮﻗــﻒ ﻋﻠــﻰ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻣﺸــﺘﺮﻛﺔ ﺑــﻴﻦ ﻛــﻞ ﻣــﻦ
ﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻲ.
ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺃﻳﻀﺎ.
ﺃﻭﻻ :ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﻓﻲ ﺇﻧﺸﺎء ﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ
ﻣﻤــﺎ ﻳــﺪﻓﻊ ﺑﻨــﺎ ﺇﻟــﻰ ﺍﻟﺘﺴــﺎﺅﻝ ﺣــﻮﻝ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌــﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴــﺔ
ﻗــﺪ ﻳﺘــﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺸــﺮﻉ ﻓــﻲ ﺃﺣــﻮﺍﻝ ﻣﻌﻴﻨــﺔ ﻓﻴﻨﺸــﺊ ﻋﻼﻗــﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻓﻬﻞ ﻫﻮ ﺍﺑﺘﺪﺍء ﻋﻘﺪ؟ ﻭﺇﺫﺍ ﻛـﺎﻥ ﺍﻷﻣـﺮ ﻏﻴـﺮ ﺫﻟـﻚ
40
ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ــﺔ ﺑ ــﺪﻭﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺸ ــﺄﻥ ﺛ ــﻢ ﻳﺨﻀـــﻊ ﻫـــﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗـــﺔ ﻓﻤﺎ ﻣﻜﺎﻧﺘﻪ ﺿﻤﻦ ﺗﻘﺴﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ؟
ﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻀﻊ ﺍﻷﻓـﺮﺍﺩ ﻓـﻲ ﻋﻼﻗـﺔ
ﻛ ــﻞ ﻫـــﺬﻩ ﺍﻟﺘﺴـــﺎﺅﻻﺕ ﻭﻏﻴﺮﻫـــﺎ ُﺗﺜـــﺎﺭ ﺑﻔﻌـــﻞ ﺗـــﺪﺧﻞ
ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻳﻨﺸﺌﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺫﺍﺗﻪ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠـﻴﻬﻢ ﻧﻔـﺲ
ﺍﻟﻤﺸـ ـ ــﺮﻉ ﻓـ ـ ــﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗـ ـ ــﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ــﻴﻦ ﻃﺮﻓـ ـ ــﻲ ﻋﻘـ ـ ــﺪ
ﺃﺣﻜـﺎﻡ ﺍﻟﻌﻘـﺪ ﺍﻷﺻــﻠﻲ ﺍﻟـﺬﻱ ﻳﻤﻜــﻦ ﺃﻥ ﻳﺴـﺮﻱ ﻋﻠــﻰ ﻣﺜـﻞ ﻫــﺬﻩ
ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ41ﺑﺤﻴﺚ ﺃﺻﺒﺢ ﻭﺟـﻮﺩ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘـﺪ ﻭﺗﺤﺪﻳـﺪ ﻣﻀـﻤﻮﻧﻪ
ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ.
ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻧﻘﻀﺎﺋﻪ ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ
ﻭﻣــﻦ ﻫﻨــﺎ ﻧﺘﺴــﺎءﻝ ﻫــﻞ ﻋﻘــﺪ ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ ﻣــﻦ ﺍﻟﻤﺴــﺆﻭﻟﻴﺔ
ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﻳﻦ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻤﺸـﺮﻉ ﺃﻳﻀـﺎ،
ﺍﻟﻤﺪﻧﻴـﺔ ﺇﺫﺍ ﻛـﺎﻥ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴـﺎ ﻳـﺪﺧﻞ ﻓــﻲ ﻣﺜـﻞ ﻫـﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔـﺔ ﻣــﻦ
ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺸـﺮﻉ ﻫـﺬﺍ ﻗـﺪ ﺃﻛﺴـﺐ ﻋﻘـﺪ ﺍﻟﺘـﺄﻣﻴﻦ
ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ّ
ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ؟
ﺍﻹﻟﺰﺍﻣـــﻲ ﻣـــﻦ ﺃﻋﺒـــﺎء ﺍﻟﻤﺴـــﺆﻭﻟﻴﺔ ﺧﺎﺻـــﻴﺔ ﻋﻠـــﻰ ﻗـــﺪﺭ ﻣـ ــﻦ
ـﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺸ ــﺮﻉ ﻓـــﻲ ﺇﻧﺸـــﺎء ﻣﺮﺍﻛ ــﺰ
ﻳﺒ ــﺪﻭ ﺟﻠﻴ ــﺎ ﺃﻥ ﺗ ـ ّ ﺍﻷﻫﻤﻴـ ـﺔ ﻳﺸ ــﺘﻤﻞ ﺟﺎﻧﺒﻬ ــﺎ ﺍﻷﻛﺒ ــﺮ ﻓ ــﻲ ﺗﺠ ــﺮﺩﻩ ﻣ ــﻦ ﻋﻴ ــﻮﺏ
ﺗﻌﺎﻗﺪﻳ ــﺔ ﻳﻌﻨ ــﻲ ﺃﻧﻨ ــﺎ ﺃﻣـــﺎﻡ ﻋﻼﻗ ــﺔ ﺷ ــﺒﻪ ﺗﻌﺎﻗﺪﻳ ــﺔ ﻣﺼـــﺪﺭﻫﺎ ﺍﻟﺴ ــﺒﺐ ﻭﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﺫﻟ ــﻚ ﻟﺘﻐﻠ ــﻖ ﺣ ــﻖ ﺷ ــﺨﺺ ﺛﺎﻟ ــﺚ ﺑ ــﻪ ﻭﻫ ــﻮ
ﺍﻟﻘ ــﺎﻧﻮﻥ 43ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧ ــﺖ ﻓ ــﻲ ﻧﻬﺎﻳ ــﺔ ﺍﻟﻤﻄ ــﺎﻑ ﺗﺨﻀ ــﻊ ﻷﺣﻜ ــﺎﻡ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻟﻤﻀﺮﻭﺭ ﺑﺎﻋﺘﺒـﺎﺭﻩ ﻣﺴـﺘﻔﻴﺪﺍ ﻣـﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳـﺔ
ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪ. ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ.42
ﺇﻥ ﻓـﻲ ﺣﻘﻴﻘـﺔ ﺍﻷﻣــﺮ ﺃﻥ ﻋﻘـﺪ ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ ﺍﻻﻟﺰﺍﻣـﻲ ﻟــﻴﺲ -40ﺍﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻰ ﻋﻠﻲ ﻓﻴﻼﻟﻲ ،ﺍﻹﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻓﻬﻮ ﻟﻴﺲ ﻋﻼﻗﺔ ﺷﺒﻪ ﺗﻌﺎﻗﺪﻳـﺔ ﺑـﻞ ﻫـﻮ ﻋﻘـﺪ ﻟﻠﻌﻘﺪ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ،3ﺩﺍﺭ ﻣﻮﻓﻢ ﻟﻠﻨﺸﺮ،ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ،2013،ﺻﻔﺤﺔ .60
-41ﺑﻨﺎءﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻃﺮﺃﺕ ﺗﻐﻴﺮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻢ
-43ﻟﻘﺪ ﺗﺄﺛﺮﺕ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ :ﻓﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻣﻨﻬﺎ :ﺍﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﺑﻄﺮﻕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ
ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺎﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺴﻴﻴﺮﻩ ﺃﻭ ﺗﻮﺟﻴﻬﻪ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺍﻹﺟﺒﺎﺭﻱ ﺃﻭ ﻓﺮﺽ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺃﻭ ﻓﺮﺽ ﺑﻌﺾ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ﻭﺷﺮﻭﻃﻪ
ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﺎﺷﺮﻫﺎ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺘﻘﻴﻴﺪ ﻭﻛﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﻨﺴﺒﻲ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻳﺒﺎﺷﺮ
ﺇﺭﺍﺩﺗﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﻭﻗﺪ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﻓﺘﻨﺼﺮﻑ ﺁﺛﺎﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﻛﺜﻴﺮﺓ ...ﺇﻟﺦ ﻓﻘﺪ ﻳﻠﺰﻡ
ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺪPublicisation du contrat ﺑﻌﻴﻤﻤﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺑﺈﺑﺮﺍﻡ ﻋﻘﺪ ﻣﻌﻴﻦ ﺗﺤﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺟﺰﺍﺋﻴﺔ ﻛﻤﺎ
ﻳﺠﺴﺪ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺸﺎﺭﻙ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻨﺎﺕ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ 15-74ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ
ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻨﻪ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻀﻤﻮﻧﻪ ﻭﻗﺪ ﻳﺘﻢ ﺍﻻﺳﺘﻐﻨﺎء ﻣﻦ ﻓﻲ 1974/01/30ﺍﻟﻤﻌﺪﻝ ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻤﻢ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ
ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻋﻦ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻭﺑﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻲ ﻓﻴﻼﻟﻲ
ﻋﻠﻲ ﻓﻴﻼﻟﻲ ،ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ،ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺹ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﺘﻌﻮﻳﺾ ،ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺻﻔﺤﺔ.343
.55 -42ﻣﻮﺳﻰ ﺟﻤﻴﻞ ﺍﻟﻨﻌﻴﻤﺎﺕ ،ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺹ .74
ﺍﻟﻌﺪﺩ 27ﺟﻮﺍﻥ 2017ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺃﺑﺤﺎﺙ ISSN: 1112-9751
ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻳﻌﺘﺒـﺮ ﺑﻌـﺾ ﺃﻥ ﻋﻘـﺪ ﺍﻟﺘـﺄﻣﻴﻦ ﻣـﻦ ﺣﻘﻴﻘــﻲ ﺑﻜــﻞ ﻣــﺎ ﻳﺤﻤﻠــﻪ ﻫــﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨــﻰ ﻣــﻦ ﺩﻻﻻﺕ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴــﺔ
ﺍﻟﻤﺴ ــﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴ ــﺔ ﺇﺫﺍ ﻛ ــﺎﻥ ﺍﻟﺰﺍﻣﻴ ــﺎ ﻳﻨ ــﺪﺭﺝ ﺿ ــﻤﻦ ﻫ ــﺬﻩ ﺗﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﺃﺩ ّﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﺯﺍﺩﺕ ﺍﻟﻘﻴـﻮﺩ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘـﻮﺩ ،ﻣﺒﻴﻨـﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘـﺎﻧﻮﻥ ﻫـﻮ ﺍﻟـﺬﻱ ﻳﺤـﺘﻢ ﻋﻠـﻰ ﺣﺮﻳــﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗــﺪ ﺃﻭ ﻓــﻲ ﻓــﺮﺽ ﺷــﺮﻭﻁ ﺍﻟﻌﻘــﺪ ﻓﺴــﻮﻑ ﺗﺒﻘــﻰ
ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺗﺤﻘﻘـﺎ ﻟﻤﺼـﻠﺤﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋـﺔ ﻭﺣﻔﺎﻇـﺎ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻫﻲ ﺟﻮﻫﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ.
ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺘﻀﺮﺭﻳﻦ.
ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻪ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﺗﺨﺬ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟـﻪ ﻣﻮﻗﻔـﺎ
ﺛﺎﻟﺜﺎ :ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺑﻌﺾ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﻓﻲ ﺳﻠﺒﻴﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺒﻘـﻰ ﻹﺭﺍﺩﺗـﻪ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠـﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﺤﻀـﻮﺭ ﺇﻟـﻰ ﻣﻘـﺮ
ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻭﺍﻹﺩﻻء ﺑﺎﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻳـﺔ ﻭﻣـﻦ ﺗـﻢ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴـﻊ ﻋﻠـﻰ
-1ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻷﺭﺩﻧﻲ: ﻭﺛﻴﻘـﺔ ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ ﻭﺩﻓــﻊ ﻗﺴــﻂ ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ ﺃﻫﻤﻴــﺔ ﺑﺎﻟﻐــﺔ ﻓــﻲ ﻧﺸــﺄﺓ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘﺪ.
-2ﺗــﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺸــﺮﻉ ﺍﻷﺭﺩﻧــﻲ ﻭﺗــﻢ ﻓــﺮﺽ ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ ﻣــﻦ
ﺍﻟﻤﺴ ــﺆﻭﻟﻴﺔ ﻓ ــﻲ ﻣﺠ ــﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒ ــﺎﺕ ﺍﻵﻟﻴـــﺔ ﺣﻴــــﺚ ﺛﺎﻧﻴﺎ :ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ:
ﺻ ــﺪﺭ ﻧﻈـــﺎﻡ ﺍﻟﺘـــﺄﻣﻴﻦ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣ ــﻲ ﻣـــﻦ ﺍﻟﻤﺴـــﺆﻭﻟﻴﺔ ﻳﻈﻬــﺮ ﻫ ــﺬﺍ ﺍﻟﺘ ــﺪﺧﻞ ﻓــﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗ ــﺎﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳ ــﺔ ﺑﺤﻴ ــﺚ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻴـ ـ ــﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﻤـ ـ ــﺔ ﻋـ ـ ــﻦ ﺍﺳـ ـ ــﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒـ ـ ــﺎﺕ ﻳﺘﺨــﺬ ﺗﺪﺧﻠــﻪ ﻫﻨــﺎ ﻓــﻲ ﺻــﻮﺭﺓ ﻣــﻨﺢ ﺍﻹﺫﻥ ﺃﻱ ﺍﻻﻋﺘﻤــﺎﺩ ﻛﻤــﺎ
ﺑﻤﻘﺘﻀـ ــﻰ ﻧـ ــﺺ ﺍﻟﻤـ ــﺎﺩﺓ 76ﻣــــﻦ ﻗــــﺎﻧﻮﻥ ﻣﺮﺍﻗﺒــــﺔ ﻫــﻮ ﺍﻟﺤــﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻟﺘﺄﺳــﻴﺲ ﺷــﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴــﺎﻫﻤﺔ ﺃﻭ ﺻــﻮﺭﺓ
ﺃﻋﻤ ــﺎﻝ ﺍﻟﺘ ــﺄﻣﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘ ــﻲ ﻧﺼ ــﺖ ﻋﻠ ــﻰ ﺃﻧ ــﻪ "ﻳﺠـــﻮﺯ ﺍﻻﻟﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﻨﺸﺊ ﻟﻠﺘﻌﺎﻗﺪ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻨﺸﺄ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻧﺘﻴﺠـﺔ ﺍﻟﻤﺴـﺎﻫﻤﺔ
ﻓ ــﺮﺽ ﺍﻟﺘ ــﺄﻣﻴﻦ ﺍﻹﺟﺒ ــﺎﺭﻱ ﺿـــﺪ ﺑﻌـــﺾ ﺍﻷﺧﻄـــﺎﺭ ﺃﻭ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻻﻟﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﻨﺸﺊ ﻟﻠﺘﻌﺎﻗﺪ ﺑﺤﻴـﺚ ﻳﻨﺸـﺄ ﺍﻟﻌﻘـﺪ ﻧﺘﻴﺠـﺔ
ﻭﺗﺤﺪﺩ ﺷـﺮﻭﻃﻪ ﻭﺃﺣﻜﺎﻣـﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣـﺔ ،ﻭﺟﻤﻴـﻊ ﺍﻷﻣـﻮﺭ ﺗــﺄﺛﻴﺮ ﻭﺿــﻐﻂ ﻋﻠــﻰ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻃﺮﻓــﻲ ﺍﻟﻌﻘــﺪ ﻭﻋﻠــﻰ ﻧﺤــﻮ ﻳﺠﻌــﻞ
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻪ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻧﻈﺎﻡ ﻳﺼﺪﺭ ﺑﻤﻘﺘﻀـﻰ ﺃﺣﻜـﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺪﺍﻥ ﻣﺠﺒﺮﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪ.
ﻫــﺬﺍ ﺍﻟﻘــﺎﻧﻮﻥ ﻭﺫﻟــﻚ ﻋﻠــﻰ ﺍﻟــﺮﻏﻢ ﻣﻤــﺎ ﻭﺭﺩ ﻓــﻲ ﺃﻱ
ﻭﺍﻹﺟﺒــﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﺸــﺊ ﻟﻠﺘﻌﺎﻗــﺪ ﻫﻨــﺎ ﻳﻜــﻮﻥ ﻣﺒﺎﺷــﺮﺍ ﺑﺤﻴــﺚ
ﺗﺸﺮﻳﻊ ﺁﺧﺮ.
ﻳﺘﺠـﺎﻭﺯ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻷﻓـﺮﺍﺩ ﻋﻠـﻰ ﻧﺤـﻮ ﻳﻠـﺰﻣﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻗـﺪ ﻛﻤـﺎ ﻗــﺪ
ﻭﺑــﺬﻟﻚ ﺃﺻــﺒﺢ ﻣﺎﻟــﻚ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒــﺔ ﺍﻵﻟﻴــﺔ ﻣﻠﺰﻣــﺎ ﺑــﺈﺑﺮﺍﻡ ﻳﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺟﺰﺍءﺍﺕ ﻭﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﻣﻌﻨﻴﺔ
ﻋﻘــﺪ ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ ﻫــﺬﺍ ﺣﻴــﺚ ﻧﺼــﺖ ﺍﻟﻤــﺎﺩﺓ 5ﻣــﻦ ﻗــﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺴــﻴﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻋﻦ ﺇﺑﺮﺍﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘﺪ.44
ﺍﻷﺭﺩﻧـــﻲ 45ﻋﻠـــﻰ ﺃﻧـ ــﻪ " :ﻻ ﻳﺠـــﻮﺯ ﺗﺴـــﺠﻴﻞ ﺃﻭ ﺗ ـــﺮﺧﻴﺺ ﺃﻭ
ﺗﺠﺪﻳﺪ ﺭﺧﺼﺔ ﺃﻱ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒـﺔ
ﻋﻘــﺪ ﺗــﺄﻣﻴﻦ ﻟــﺪﻯ ﺇﺣــﺪﻯ ﺷــﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴـــﺠﻠﺔ ﻓ ــﻲ
-44ﻧﺼﺖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 184ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 185ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺮﻗﺎﺑﺔ
ﺍﻟﻤﻤﻠﻜـﺔ ﻭﺫﻟــﻚ ﻟﺘﻐﻄﻴـﺔ ﺃﺿــﺮﺍﺭ ﺍﻟﻐﻴـﺮ ﺍﻟﺘــﻲ ﻳﺴـﺒﺒﻬﺎ ﺍﺳــﺘﻌﻤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻭﻋﻘﻮﺑﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻨﺎﺕ.
ﺍﻟﻤﺮﻛﺒ ــﺔ ﻭﺗﺸ ــﻤﻞ ﻋﺒ ــﺎﺭﺓ "ﺃﺿ ــﺮﺍﺭ ﺍﻟﻐﻴـــﺮ" ﺍﻷﺿـــﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘ ــﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ " 184ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻹﻣﺘﺘﺎﻝ ﻻﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﻣﻦ 163ﺇﻟﻰ 172ﻭ 174ﺃﻋﻼﻩ ﺑﻐﺮﺍﻣﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻳﺘﺮﺍﻭﺡ
ﺗﻠﺤﻖ ﺑﺮﻛﺎﺏ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ".
ﻣﺒﻠﻐﻬﺎ ﺑﻴﻦ 5.000ﺩﺝ ﻭ 100.000ﺩﺝ ﺍﻹﺧﻼﻝ ﺑﺎﻛﺘﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ
ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ.
ﺗﺤﺼﻞ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭﺗﺪﻓﻊ
ﺗﺤﺼﻞ ﺍﻟﻐﺮﺍﻣﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺗﻜﺒﺔ ﻓﻲ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺨﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﺑﺎﻟﺒﻨﺎء ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﺨﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ " :185ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﺧﺎﺿﻊ ﻹﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ". ﺍﻟﻤﺎﺩﺗﻴﻦ 175ﻭ 178ﺃﻋﻼﻩ،ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﻣﺘﺜﺎﻟﻪ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻻﻟﺰﺍﻣﻴﺔ
-ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺍﻷﺭﺩﻧﻲ ﺭﻗﻢ 14ﻟﺴﻨﺔ 1984ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ 45
ﺑﻐﺮﺍﻣﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻳﺘﺮﺍﻭﺡ ﻣﺒﻠﻐﻬﺎ ﻣﻦ5000ﺩﺝ ﺇﻟﻰ .100000ﺩﺝ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺩﻭﻥ
ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺪﺩ 3229ﻓﻲ 1915/05/02ﺍﻟﻤﻌﺪﻝ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ 76 ﺍﻹﺧﻼﻝ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻄﺒﻖ ﻓﻲ ﺷﺄﻧﻪ ﻭﻓﻖ ﻟﻠﺘﺸﺮﻳﻊ
ﻟﺴﻨﺔ 2000ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ .2000/05/31 ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﻝ ﺑﻪ.
ﺍﻟﻌﺪﺩ 27ﺟﻮﺍﻥ 2017ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺃﺑﺤﺎﺙ ISSN: 1112-9751
ﻓﺒﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸـﺮﻉ ﻫـﻮ ﺍﻟـﺬﻱ ﻳﺮﺗـﺐ ﺃﻛﺜـﺮ ﺁﺛـﺎﺭﻩ ﺃﻣـ ــﺎ ﺍﻟﺠﺎﻧ ـ ــﺐ ﺍﻟﻘﻀ ـ ــﺎﺋﻲ ﻓﺘﻌـ ــﺮﺽ ﻟﺘﺒﻴ ـ ــﺎﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌ ـ ــﺔ
ﺇﻥ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴــﺔ ﺇﻻ ﺃﻧــﻪ ﻣــﻊ ﻫــﺬﺍ ﻳﺒﻘــﻰ ﻓــﻲ ﺟــﻮﻫﺮﻩ ﻋﻘــﺪﺍ ﺑــﻞ ّ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـــﺔ ﻟﻬـــﺬﺍ ﺍﻟﻨـ ــﻮﻉ ﻣـــﻦ ﺍﻟﺘـ ــﺄﻣﻴﻦ ﻣﺆﻛـــﺪﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌـ ــﺔ
ﻗــﺎﻧﻮﻥ ﺷــﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴــﺰﻱ ﻳﺆﻛــﺪ ﻫــﺬﻩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌــﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳــﺔ ﻟﻬــﺬﺍ ﺍﻟﻨــﻮﻉ ﻣــﻦ ﺍﻟﻌﻘــﻮﺩ ﻭﻣﻮﺿــﺤﺎ ﺃﻥ ﻣــﺎ ﺟــﺎء ﻓــﻲ
ﻭﺫﻫـﺐ ﺍﻟﻜﺜﻴــﺮ ﻣــﻦ ﺍﻟﻔﻘــﻪ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴـﺰﻱ ﺇﻟــﻰ ﺍﻟﻘــﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻻﻟﺰﺍﻣﻲ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻷﺩﻧـﻰ ﺍﻟﻤﻘﺒـﻮﻝ ﻣـﻦ
ﺍﻻﺟﺒﺎﺭﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﻫـﻮ ﺍﺗﻔـﺎﻕ ﺃﻭ ﻋﻘـﺪ ﺫﻭ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻧﺠـﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻀـﺎء ﺍﻷﺭﺩﻧـﻲ ﺍﺟﺘﻬـﺪ
ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺧﺎﺻـﺔ ﺣـﺪﺩ ﻓﻴـﻪ ﺍﻟﻤﺸـﺮﻉ ﺍﻟﺤـﺪﻭﺩ ﺍﻟـﺪﻧﻴﺎ ﻟﻠﻤﺴـﺆﻭﻟﻴﺔ ﺑــﺎﻟﺤﻜﻢ ﺑ ــﺎﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋ ــﻦ ﺍﻷﺿ ــﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳ ــﺔ ﺭﻏ ــﻢ ﺃﻥ ﻧﻈ ــﺎﻡ
ﺗﺎﺭﻛــﺎ ﻟﻠﻤﺘﻌﺎﻗــﺪﻳﻦ ﺣﺮﻳــﺔ ﺇﺿــﺎﻓﺔ ﻣــﺎ ﻳﺮﻳــﺪﺍﻥ ﻣــﻦ ﺷــﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻻﻟﺰﺍﻣﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻟﻢ ﻳﻨﺺ ﻋﻠـﻰ ﺗﻌﻮﻳﻀـﻬﺎ ﻛﻤـﺎ ﻗـﺮﺭ
ﺃﺧﺮﻯ ﻻ ﺗﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﻏﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ.48 ﺍﻟﻘﻀــﺎء ﺍﻷﺭﺩﻧــﻲ ﺃﻥ ﻋﻘــﺪ ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ ﺍﻻﻟﺰﺍﻣــﻲ ﻣــﻦ ﺍﻟﻤﺴــﺆﻭﻟﻴﺔ
« Minimum ﻭﻋﺒـــﺮ ﺍﻟﻔﻘـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ ﺫﻟـــﻚ ﺑـ ــﺎﻟﻘﻮﻝ: ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻋﻘﺪ ﺭﺿﺎﺋﻲ ﻛﺴﺎﺋﺮ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠـﻰ ﺍﻋﺘﺒـﺎﺭ ﺃﻥ
coverage unless provided other wise by ﻣـﺎ ﺟــﺎء ﻓـﻲ ﻧﻈــﺎﻡ ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ ﺇﻧﻤـﺎ ﻳﻨﺜــﻞ ﺍﻟﺤـﺪ ﺍﻷﺩﻧــﻰ ﺍﻟﻤﻘﺒــﻮﻝ
» contractﻭﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻘﻀـﺎء ﺍﻻﻧﺠﻠﻴـﺰﻱ ﺑـﺄﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﺃﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﻐﻴﺮ.46
ﺗﺸــﺮﻳﻊ ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ ﺍﻻﺟﺒــﺎﺭﻱ ﻣــﻦ ﺍﻟﻤﺴــﺆﻭﻟﻴﺔ ﺇﻧﻤــﺎ ﻳــﺮﺍﺩ ﻣﻨــﻪ -2ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻱ:
ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﺤـﺪ ﺍﻷﺩﻧـﻰ ﻣـﻦ ﺍﻟﺘﻌـﻮﻳﺾ ﻟﻠﻤﺘﻀـﺮﺭﻳﻦ ﻣـﻦ ﺣـﻮﺍﺩﺙ
ﻧﺼــﺖ ﺍﻟﻔﻘــﺮﺓ )ﺃ( ﻣــﻦ ﺍﻟﻤــﺎﺩﺓ 145ﻓﻘــﺮﺓ 2ﻣــﻦ ﻗــﺎﻧﻮﻥ
ﺍﻟﺴــﻴﺎﺭﺍﺕ ﺑﺤﻴــﺚ ﻳﻠــﺰﻡ ﺍﻟﻤــﺆﻣﻦ ﺑــﺄﺩﺍء ﻫــﺬﺍ ﺍﻟﺤــﺪ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻧــﺺ
49 ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻱ 47ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﺃﻥ ﻳـﺆﻣﻦ
ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺫﻟﻚ .
ﻧﻔﺴـــﻪ ﻭﺍﻷﺷـ ــﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺴـ ــﺘﻌﻤﻠﻴﻦ ﻟﻠﻤﺮﻛﺒـــﺔ ﺿـ ــﺪ ﺃﺧﻄـ ــﺎﺭ
-3ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ: ﺍﻟﻤﺴـ ــﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘـ ــﻲ ﻗـ ــﺪ ﺗﺤـ ــﻞ ﺑـ ــﻪ ﺃﻭ ﺑﻬـ ــﻢ ﻧﺘﻴﺠـ ــﺔ ﺍﻟﻮﻓـ ــﺎﺓ ﺃﻭ
ﻧﻈ ــﻢ ﺍﻟﻤﺸ ــﺮﻉ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋ ــﺮﻱ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻨـــﺎﺕ ﺍﻻﻟﺰﺍﻣﻴـــﺔ ﻓـــﻲ ﺍﻹﺻ ــﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺠﺴ ــﺪﻳﺔ ﺃﻭ ﺃﻳ ــﺔ ﺃﺿ ــﺮﺍﺭ ﻣﺎﺩﻳ ــﺔ ﺗﺤ ــﺪﺙ ﻟﻠﻐﻴ ــﺮ
ﺍﻟﻜﺘـ ــﺎﺏ ﺍﻟﺜـ ــﺎﻧﻲ ﻣ ـ ــﻦ ﺍﻻﻣـ ــﺮ 07-95ﺍﻟﻤﺘﻌﻠـــــﻖ ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻨـــــﺎﺕ ﺍﻟﻤﻀﺮﻭﺭ ﻧﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ.
ﻭﺧﺼـﺺ ﺍﻟﻔﺼـﻞ ﺍﻻﻭﻝ ﻣـﻦ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘـﺎﺏ ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻨـﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﺑﻴـﺔ ﻭﻣﻔﺎﺩ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﻗﺪ ﻓﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﻓﺌـﺔ
ﺍﻻﻟﺰﺍﻣﻴ ــﺔ ﻭﻗﺴ ــﻤﻪ ﺇﻟ ــﻰ ﺳ ــﺘﺔ ﺃﻗﺴ ــﺎﻡ ،ﺧﺼ ــﺺ ﺍﻟﻘﺴ ــﻢ ﺍﻻﻭﻝ ﻣﻌﻴﻨــﺔ ﻣــﻦ ﺍﻷﺷــﺨﺎﺹ ﻫــﻢ ﻣﻼﻛــﻮ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒــﺎﺕ ﺃﻥ ﻳﻘــﺪﻣﻮﺍ
ﻟﺘﺄﻣﻴﻨــﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴــﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴــﺔ ﻭﺍﻟﻘﺴــﻢ ﺍﻟﺜــﺎﻧﻲ ﻟﻠﺘــﺎﻣﻴﻦ ﻣــﻦ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﺃﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴـﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴـﺔ ﻓـﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬـﺔ
ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ،ﻭﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟـﺚ ﻟﻠﺘـﺄﻣﻴﻦ ﺍﻻﻟﺰﺍﻣـﻲ ﻓـﻲ ﻣﺠـﺎﻝ ﺍﻟﺒﻨـﺎء ﺷــﺨﺺ ﺛﺎﻟــﺚ ﻭﺃﻥ ﺗﻜــﻮﻥ ﻫــﺬﻩ ﺍﻟﻮﺛــﺎﺋﻖ ﺻــﺎﺩﺭﺓ ﻋــﻦ ﺷــﺮﻛﺎﺕ
ﻭﺍﻟﻘﺴ ــﻢ ﺍﻟﺮﺍﺑ ــﻊ ﻟﻠﻮﻗﺎﻳـــﺔ ﻋﻠـــﻰ ﺇﻟﺰﺍﻣﻴ ــﺔ ﺍﻟﺘ ــﺎﻣﻴﻦ ﻭﻋﻘﻮﺑﺘﻬ ــﺎ، ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻣﺮﺧﺼﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻭﺃﻥ ﺗﺘﻀـﻤﻦ ﺍﻟﺸـﺮﻭﻁ ﺍﻟﺘـﻲ ﻭﺭﺩ
ﻭﺍﻟﻘﺴــﻢ ﺍﻟﺨــﺎﻣﺲ ﻟﻠﻤﺴــﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴــﺔ ﻋــﻦ ﺍﻟﺼــﻴﺪ ﻭﺍﻟﻘﺴــﻢ ﺗﺒﻴﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻹﺟﺒﺎﺭﻱ.
ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻟﻠﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ.
ﻭﻋﻠﻴــﻪ ﻓــﺈﻥ ﻫــﺬﺍ ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ ﺍﻻﺟﺒــﺎﺭﻱ ﻣــﻦ ﺍﻟﻤﺴــﺆﻭﻟﻴﺔ
ﻭﺗﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻨﺎﺕ ﺍﻹﺟﺒﺎﺭﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻨﺎﺕ ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴ ــﺔ ﻳﻌﺘﺒ ــﺮ ﺍﺗﻔﺎﻗ ــﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴ ــﺎ ﺑ ــﻴﻦ ﺍﻟﻤ ــﺆﻣﻦ ﻭﺍﻟﻤ ــﺆﻣﻦ ﻟ ــﻪ
ﻓﻲ ﻭﺟـﻮﺏ ﺍﻻﻣﺘﺜـﺎﻝ ﻻﻟﺰﺍﻣﻴﺘﻬـﺎ ﻭﺇﺧﻀـﺎﻉ ﻋـﺪﻡ ﺍﻻﻣﺘﺜـﺎﻝ ﻟﻬـﺎ ﻭﻳﻤﺘﺪ ﺃﺛﺮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻴﺮ.
50
ﻟﻠﻌﻘﻮﺑﺔ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﻧﺼﻮﺹ ﺭﺩﻋﻴﺔ .
48
- Kunt S. Selmer « Ieraction between insurance and tort theories
in the norve gian law of personal injuries « American Journal of
comparative Law, Volume 2 n° 2, 149. P. 1953. -46ﻣﻮﺳﻰ ﺟﻤﻴﻞ ﺍﻟﻨﻌﻴﻤﺎﺕ ،ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺹ .77
-ﺍﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻣﻮﺳﻰ ﺟﻤﻴﻞ ﺍﻟﻨﻌﻴﻤﺎﺕ ،ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﺹ 49 47
The Road traffic Act 1988(c.52)s.145/2/A. <Must insure Such
Persons or classes of Persons as may be specified in the policy in
.83 respect of any liability which may be incurred by him or them in
-50ﻣﺮﻳﻢ ﻋﻤﺎﺭﺓ ،ﻣﺪﺧﻞ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ respect of the death of or bodily injury to any person or domage to
property caused by ,or aris-ing of , the use of the vehicle on a road
ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ،ﻃﺒﻌﺔ،2014ﺩﺍﺭ ﺑﻠﻘﻴﺲ،ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ،ﺻﻔﺤﺔ.141 in the Great britain.
ﺍﻟﻌﺪﺩ 27ﺟﻮﺍﻥ 2017ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺃﺑﺤﺎﺙ ISSN: 1112-9751
ﻓﺘﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻨـﺎﺕ ﺍﻻﻟﺰﺍﻣﻴـﺔ ﺑﻤﺜﺎﺑـﺔ ﺣﻤﺎﻳـﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﻛ ــﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﺴ ــﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻤ ــﺆﻣﻦ ﺍﻥ ﻳ ــﺮﻓﺾ ﺗﻐﻄﻴ ــﺔ ﺍﻱ
ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻬـﻲ ﺗﻀـﻤﻦ ﻟﻠﻤﻀـﺮﻭﺭ ﺗﻌﻮﻳﻀـﺎ ﻋـﻦ ﺍﻷﺿـﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘـﻲ ﺧﻄﺮ ﻳﺨﻀﻊ ﻻﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﻴﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺘـﻲ
ﺗﻠﺤﻘﻬــﺎ ﺑﻤﻨﺎﺳــﺒﺔ ﻗﻴــﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴــﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴــﺔ ﻟﻠﻤــﺆﻣﻦ ﻟــﻪ ﻣﻤــﺎ ﺍﻋﺘﻤـﺪ ﻣـﻦ ﺃﺟﻠﻬـﺎ ﻫـﺬﺍ ﻣــﺎ ﺗﻘﻀـﻲ ﺑـﻪ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ 201ﻣـﻦ ﺍﻷﻣــﺮ
ﺃﺩﻯ ﺑﺎﻟﺘﺸـﺮﻳﻌﺎﺕ ﻓـﻲ ﺃﻥ ﺗﻮﻟﻴﻬـﺎ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣـﺎ ﺑﺎﻟﻐـﺎ ﻟﻴـﺘﻢ ﺗﻘﺮﻳﺮﻫــﺎ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠ ــﻖ ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻨ ــﺎﺕ ﻓ ــﻲ ﺍﻟﻔﻘ ــﺮﺓ " 1ﻳﺠ ــﺐ ﻋﻠ ــﻰ ﺷ ــﺮﻛﺎﺕ
ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ. ﺍﻟﺘـ ــﺄﻣﻴﻦ ﺗﻐﻄﻴـ ــﺔ ﺃﻱ ﺧﻄـ ــﺮ ﻳﺨﻀـ ــﻊ ﺑﻤﻮﺟـ ــﺐ ﻫـ ــﺬﺍ ﺍﻷﻣـ ــﺮ
ﻭﻣﺎ ﺗﺠـﺪﺭ ﺇﻟﻴـﻪ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈـﺔ ﺃﻥ ﺗﺸـﺮﻳﻊ 1995ﺍﻟﻤﺘﻌﻠـﻖ ﻹﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﻣﻦ
ﻋﻠــﻰ ﺍﻷﺷــﻴﺎء ﺇﻻ ﻓــﻲ ﻣﻴــﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ ﻣــﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳــﻖ ﻓﺄﻟﺰﻣــﺖ ﻭﺣﺴ ــﺐ ﺍﻟﻤ ــﺎﺩﺓ 202ﻣ ــﻦ ﻧﻔ ــﺲ ﺍﻷﻣ ــﺮ " ﻛ ــﻞ ﻋﻘ ــﺪ
ﺍﻟﻤـ ــﺎﺩﺓ 174ﻣـ ــﻦ ﺍﻷﻣـ ــﺮ ﺍﻟﺴـ ــﺎﻟﻒ ﺍﻟـ ــﺬﻛﺮ ﺑ ـ ـﺎﻟﺰﺍﻡ ﺍﻟﻬﻴﺌـ ــﺎﺕ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻳﺨﻀﻊ ﻹﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺸﺘﻤﻼ ﻋﻠﻰ ﺿـﻤﺎﻧﺎﺕ
ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺗﻤـﺎﺭﺱ ﻧﺸـﺎﻃﺎ ﺗﻌﺎﺩﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓـﻲ ﺍﻟﺸـﺮﻭﻁ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺟﻴـﺔ
ﺍﺻـﻄﻨﺎﻋﻴﺎ ﺃﻭ ﺗﺠﺎﺭﻳـﺎ ﺃﻭ ﺻــﺮﻓﻴﺎ ﻃﺒﻘـﺎ ﻟﻠﻤﻔﻬــﻮﻡ ﺍﻟﺘـﻲ ﻧﺼــﺖ ﺍﻟﻤﻨﺼــﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺍﻟﻔﻘــﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟــﻰ ﻣــﻦ ﺍﻟﻤــﺎﺩﺓ 227ﻣــﻦ
ﻋﻠﻴـ ــﻪ ﺍﻟﻤـ ــﺎﺩﺓ 2ﻣـ ــﻦ ﺍﻟﻤﺮﺳـ ــﻮﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴـ ــﺬﻱ ﺭﻗــــﻢ 415-95 ﺍﻷﻣﺮ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﺗﻢ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺫﻟﻚ.
ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻄﺮ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ.52
ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻋﺘـﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤـﺆﻣﻦ ﻟـﻪ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔـﺔ ﻓﻴﺠـﺐ
ﺃﻣــﺎ ﻓــﻲ ﻣﺠــﺎﻝ ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ ﻣــﻦ ﺍﻟﻤﺴــﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴــﺔ ﻓﻘــﺪ ﺣﺴــﺐ ﺍﻟﻤــﺎﺩﺓ 2/201ﻋﻠــﻰ ﺍﻟﻤــﺆﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺨﻄــﺮ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑــﺔ
ﻧﺺ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺰﺍﻣﻴﺘﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻣﻴـﺎﺩﻳﻦ ﻛﺜﻴـﺮﺓ ﺑﻬ ــﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘ ــﺮﺍﺽ ﻭﺗﻘ ــﻮﻡ ﻫ ــﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴ ــﺮﺓ ﺑ ــﺈﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔـــﺔ
ﻭﺍﻟﺘــﻲ ﺳــﻨﻘﻮﻡ ﺑﻌــﺮﺽ ﻣﺠ ــﺎﻝ ﻣــﻦ ﻣﺠﺎﻻﺗﻬــﺎ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜــﻞ ﻓ ــﻲ ﺍﻟﻮﺍﺟـــﺐ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬـ ــﺎ ﻭﻫـ ــﺬﺍ ﺑﻌـــﺪﻡ ﺍﺳﺘﺸـ ــﺎﺭﺓ ﺍﻟﻬﻴﺌـ ــﺔ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔـ ــﺔ
ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺒﻨﺎء. ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺔ.
ﺗﻠ ــﺰﻡ ﺍﻟﻤ ــﺎﺩﺓ 175ﻣ ــﻦ ﺍﻷﻣ ــﺮ ﺍﻟﺴ ــﺎﻟﻒ ﺍﻟ ــﺬﻛﺮ ﻛ ــﻞ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﻲ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻨـﻮﻉ ﻣـﻦ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻨـﺎﺕ ﻣﻠـﺰﻡ
ﻣﻬﻨــﺪﺱ ﻣﻌﻤــﺎﺭﻱ ﻭﻣﻘــﺎﻭﻝ ﻭﻣﺮﺍﻗــﺐ ﺗﻘﻨــﻲ ﻭﻛــﻞ ﻣﺘــﺪﺧﻞ ﺑﺄﻥ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻜﻞ ﻃﻠﺐ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺰﺍﻣﻲ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺣﻖ
ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﺴـﺆﻭﻟﻴﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴـﺔ ﻋـﻦ ﺍﻷﺿـﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘـﻲ ﺗﻠﺤـﻖ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﺑﻴﻦ ﻣﻜﺘﺘﺒﻲ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ.
ﺍﻟﻐﻴ ــﺮ ﺑﺴ ــﺒﺐ ﺃﺷ ــﻐﺎﻝ ﺍﻟﺒﻨ ــﺎء ﺃﻭ ﺑﺴ ــﺒﺐ ﺗﺤﺪﻳ ــﺪ ﺍﻟﺒﻨ ــﺎءﺍﺕ ﺃﻭ
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻭﺍﻟﻤـﺆﻣﻦ ﻟـﻪ ﻣﻠـﺰﻡ ﺑـﺎﺣﺘﺮﺍﻡ
ﺗﺮﻣﻴﻤﻬــﺎ ﻭﻳﺒﻘــﻰ ﻋﻘــﺪ ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ ﺳــﺎﺭﻳﺎ ﻣــﺎ ﺩﺍﻣــﺖ ﺍﻟﻤﺴــﺆﻭﻟﻴﺔ
ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻭﺍﻟﻘﻴـﻮﺩ ﺍﻟﺘـﻲ ﻳﻔﺮﺿـﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻈـﻴﻢ ﺍﻟﺘـﻲ ﻗـﺪ ﻻ ﻳﺘـﺮﻙ
ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺫﻟﻚ ﻭﺗﺆﻛﺪ ﺍﻟﻤـﺎﺩﺓ
ﻣﺠــﺎﻝ ﻭﺍﺳــﻊ ﻟﻼﺗﻔــﺎﻕ 51ﻭﻓــﻲ ﻫــﺬﺍ ﺍﻟﺼــﺪﺩ ﺗــﻨﺺ ﺍﻟﻤــﺎﺩﺓ 173
2ﻣ ــﻦ ﺍﻟﻤﺮﺳ ــﻮﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴ ــﺬﻱ ﺭﻗ ــﻢ 414-95ﺍﻟﻤـــﺆﺭﺥ ﻓـــﻲ 9
ﻣــﻦ ﺍﻷﻣــﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠــﻖ ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻨــﺎﺕ ﻋﻠــﻰ ﺃﻧــﻪ ﺑﺨﺼــﻮﺹ ﺗــﺄﻣﻴﻦ
ﺩﻳﺴــﻤﺒﺮ 1995ﺍﻟﻤﺘﻌﻠــﻖ ﺑﺎﻟﺰﺍﻣﻴــﺔ ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ ﻣــﻦ ﺍﻟﻤﺴــﺆﻭﻟﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺴــﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴــﺔ ﺍﻟﻤﺸــﺎﺭ ﺇﻟﻴــﻪ ﻓــﻲ ﺍﻟﻤــﻮﺍﺩ 163ﺇﻟــﻰ 172
ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺒﻨﺎء. 53
"ﻳﺠ ــﺐ ﺃﻥ ﻳﻜ ــﻮﻥ ﺍﻟﻀ ــﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﻜﺘﺘ ــﺐ ﻛﺎﻓﻴ ــﺎ ﺳ ــﻮﺍء ﺑﺎﻟﻨﺴ ــﺒﺔ
ﻟﻸﺿ ــﺮﺍﺭ ﺍﻟﺠﺴ ــﻤﺎﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻨﺴ ــﺒﺔ ﻟﻸﺿ ــﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳ ــﺔ ﻋ ــﻼﻭﺓ
-52ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﺭﻗﻢ 415-95ﺑﺘﺎﺭﻱ 09ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 1995
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻄﺮ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ،ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻋﺪﺩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﺃﻻ ﻳـﻨﺺ ﻋﻘـﺪ ﺍﻟﺘـﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠـﻰ ﺳـﻘﻮﻁ ﺃﻱ ﺣـﻖ
76ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 10ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ .1995 ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﺘﺞ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻀﺮﻭﺭﻳﻦ ﺃﻭ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ".
-53ﺗﻨﺺ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 2ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﺭﻗﻢ 414-95ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻓﻲ 9
ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ 1995ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻋﺪﺩ 76ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻓﻲ 1995/12/10
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺰﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺒﻨﺎء ﻣﻦ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺪﺧﻠﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ. -51ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺑﻦ ﺧﺮﻭﻑ،ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ
" ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﺪﺧﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎء ﺳﻮﺍء ﺃﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺷﺨﺎﺹ - ،ﺍﻟﺠﺰء،1ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ،ﺩﻭﻥ ﻃﺒﻌﺔ ،ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺣﻴﺮﺩ ،ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ
ﻃﺒﻴﻌﻴﻴﻦ ﺃﻭ ﻣﻌﻨﻮﻳﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺘﺒﻮﺍ ﺗﺄﻣﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺘﻪ ،1998،ﺻﻔﺤﺔ.228
ﺍﻟﻌﺪﺩ 27ﺟﻮﺍﻥ 2017ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺃﺑﺤﺎﺙ ISSN: 1112-9751
ﺧﺎﺗﻤﺔ: ﻭﻻ ﻳﻤﻜـﻦ ﻟﻠﻤﺘــﺪﺧﻞ ﺣﺴــﺐ ﻣــﺎ ﺗــﻨﺺ ﺍﻟﻤــﺎﺩﺓ 176ﻣــﻦ
ﻏﻨـ ــﻲ ﻋـ ــﻦ ﺍﻟﺒﻴـ ــﺎﻥ ﺃﻥ ﻃﺒﻴﻌـ ــﺔ ﻫـ ــﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘـ ــﺪ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠـ ــﻖ ﺍﻷﻣـﺮ ﺍﻟﺴـﺎﻟﻒ ﺍﻟـﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﻳﺘــﺪﺧﻞ ﻓـﻲ ﺍﻟﻮﺭﺷـﺔ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﺛﺒﺘــﺖ
ﺑﺎﻟﺘـ ــﺄﻣﻴﻦ ﻣـ ــﻦ ﺍﻟﻤﺴـ ــﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴـ ــﺔ ﺳـ ــﻮﺍء ﺍﺗﺨـ ــﺬ ﺍﻟﻄـ ــﺎﺑﻊ ﺇﺑــﺮﺍﻡ ﻋﻘــﺪ ﺗــﺎﻣﻴﻦ ﻣــﻦ ﻣﺴــﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﺗﻮﺟــﺐ ﺍﻟﻤــﺎﺩﺓ 179ﻣــﻦ
ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻹﺟﺒﺎﺭﻱ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺇﻣﺎ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻣـﻦ ﺧﻄـﺮ ﻧﻔــﺲ ﺍﻷﻣــﺮ ﺻــﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺸــﺮﻭﻉ ﺃﻥ ﻳﺸــﺘﺮﻁ ﻋﻠــﻰ ﺍﻟﻤﺘــﺪﺧﻠﻴﻦ
ﻣﻌـ ّـﻴﻦ ﺃﻭ ﻏﻴــﺮ ﻣﻌ ّــﻴﻦ ﻭﺇﻣــﺎ ﺃﻥ ﻳﻜــﻮﻥ ﺇﻣــﺎ ﺗﺄﻣﻴﻨــﺎ ﺃﺻــﻠﻴﺎ ﺇﻣــﺎ ﻋﻨﺪ ﺇﺑـﺮﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘـﺪ ﻣﻌﻬـﻢ ﺃﻥ ﻳﺆﻣﻨـﻮﺍ ﻣـﻦ ﻣﺴـﺆﻭﻟﻴﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴـﺔ
ﺗﺄﻣﻴﻨــﺎ ﺗﻜﻤﻴﻠﻴــﺎ ﻭﻳﻜــﻮﻥ ﺗﺄﻣﻴﻨــﺎ ﺃﺻــﻠﻴﺎ ﺇﺫﺍ ﻛــﺎﻥ ﻳﻬــﺪﻑ ﺃﺻــﻼ ﻟﺪﻯ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﻣﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ.
ﺇﻟــﻰ ﺗــﺄﻣﻴﻦ ﻣــﻦ ﺍﻟﻤﺴــﺆﻭﻟﻴﺔ ﻛﻤــﺎ ﻫــﻮ ﺍﻷﻣــﺮ ﻓــﻲ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻨــﺎﺕ ﻭﻓــﻲ ﻣﺠــﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴــﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴــﺔ ﺍﻟﻌﺸــﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼــﻮﺹ
ﺍﻹﻟﺰﺍﻣﻴــﺔ ﻣــﻦ ﺍﻟﻤﺴــﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﻳﻜــﻮﻥ ﺗﺄﻣﻴﻨــﺎ ﺗﻜﻤﻴﻠﻴــﺎ ﺇﺫﺍ ﻛــﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ ﺍﻟﻘ ــﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤ ــﺪﻧﻲ ﺑﻤﻮﺟ ــﺐ ﺍﻟﻤ ــﺎﺩﺓ " 554ﻳﻀ ــﻤﻦ
ﻣﻜﻤﻼ ﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺷﻴﺎء ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓـﻲ ﺍﻟﺘـﺄﻣﻴﻦ ﻣـﻦ ﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺱ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﻘـﺎﻭﻝ ﻣﺘﻀـﺎﻣﻨﻴﻦ ﻣـﺎ ﻳﺤـﺪﺙ ﺧـﻼﻝ
ﺍﻟﺤﺮﻳـــﻖ ﺃﻭ ﺍﻟﺘـــﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠـــﻰ ﺍﻟﻤﻨﺸـ ــﺄﺓ ﻓﻴﻜـــﻮﻥ ﺍﻟﺘـــﺄﻣﻴﻦ ﻋﻠـ ــﻰ ﻋﺸــﺮ ﺳــﻨﻮﺍﺕ ﻣــﻦ ﺗﻬــﺪﻡ ﻛﻠــﻲ ﺃﻭ ﺟﺰﺋــﻲ ﻓﻴﻤــﺎ ﺷــﻴﺪﺍﻩ ﻣــﻦ
ﺍﻟﻤﻨ ــﺰﻝ ﻣ ــﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳ ــﻖ ﺗﺄﻣﻴﻨ ــﺎ ﺃﺻ ــﻠﻴﺎ ﻭﻳﻜ ــﻮﻥ ﺍﻟﺘ ــﺄﻣﻴﻦ ﻣ ــﻦ ﻣﺒـﺎﻧﻲ ﺃﻭ ﺃﻗﺎﻣـﺎﻩ ﻣـﻦ ﻣﻨﺸـﺂﺕ ﺛﺎﺑﺘــﺔ ﺃﺧـﺮﻯ ﻭﻟـﻮ ﻛـﺎﻥ ﺍﻟﺘﻬــﺪﻡ
ﺍﻟﻤﺴـ ــﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻷﺿـ ــﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘـ ــﻲ ﺗﺼـ ــﻴﺐ ﺍﻟﻐﻴــــﺮ ﺑﻤﻨﺎﺳــــﺒﺔ ﻫــــﺬﺍ ﻧﺎﺷﺌﺎ ﻋﻦ ﻋﻴﺐ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺼـﻮﺹ ﻋﻠﻴـﻪ
ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﺗﺄﻣﻴﻨﺎ ﺗﻜﻤﻴﻠﻴﺎ. ﻓــﻲ ﺍﻟﻔﻘــﺮﺓ ﺍﻟﺴــﺎﺑﻘﺔ ﻣــﺎ ﻳﻮﺟــﺪ ﻓــﻲ ﺍﻟﻤﺒــﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻤﻨﺸــﺌﺎﺕ ﻣــﻦ
ﻓﺮﻏﻢ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﺳـﻮﺍء ﻓـﻲ ﺍﻟﻘـﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋـﺮﻱ ﺃﻡ ﻋﻴﻮﺏ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻣﺜﺎﻧﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎء ﻭﺳﻼﻣﺘﻪ".
ﻓ ــﻲ ﺍﻟﻘ ــﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﻓ ــﺮﺽ ﻫ ــﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘ ــﺪ ﺑﻤﻘﺘﻀ ــﻰ ﻭﻳﺴــﺮﻱ ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ ﻓــﻲ ﻫــﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟــﺔ ﺣﺴــﺐ ﺍﻟﻤــﺎﺩﺓ 178
ﻧﺼـــﻮﺹ ﺁﻣـــﺮﺓ ﻟﻴﺄﺧـــﺬ ﺍﻟﻄـــﺎﺑﻊ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣــﻲ ﻣـــﺎ ﻳﺠﻌﻠـــﻪ ﻳﺘﻤﻴـــﺰ ﻣــﻦ ﺍﻷﻣــﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠــﻖ ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻨــﺎﺕ ﻣــﻦ ﺗــﺎﺭﻳﺦ ﺍﻻﺳــﺘﻼﻡ ﺍﻟﻨﻬــﺎﺋﻲ
ﺑﺬﺍﺗﻴ ــﺔ ﺗﻤﻴ ــﺰﻩ ﻋ ــﻦ ﺍﻟﺘ ــﺄﻣﻴﻦ ﺍﻻﺧﺘﻴ ــﺎﺭﻱ ﻟﻠﻤﺴـــﺆﻭﻟﻴﺔ ﻓﺈﻧـــﻪ ﻟﻠﻤﺸــﺮﻭﻉ ﻣــﻦ ﻃــﺮﻑ ﻫــﺆﻻء ﺍﻷﺷــﺨﺎﺹ ﻭﻳﺴــﺘﻔﻴﺪ ﻣــﻦ ﻫــﺬﺍ
ﻳﺘﻀﺢ ﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺃﻧﻪ ﻋﻘﺪ ﺫﻭ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺳـﺎﺱ ﺍﻟﺘـﺄﻣﻴﻦ ﺻــﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺸــﺮﻭﻉ ﻭﺍﻟﻤــﺎﻟﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺘﺘــﺎﻟﻮﻥ ﻟــﻪ .ﻭﻳﻐﻄــﻲ
ﻣـﻦ ﺍﻟﺘﻜـﻮﻳﻦ ﺍﻟﻤﺸـﺘﺮﻙ ﻓﻬـﻮ ﺭﺿـﺎﺋﻲ ﻷﻥ ﺗـﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺸـﺮﻉ ﻓــﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺨﻠﺔ ﺑﺼﻼﺑﺔ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺨﺎﺻـﺔ ﺑﺘﺠﻬﻴـﺰ
ﻓــﺮﺽ ﻫــﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘــﺪ ﻭﺑﻴــﺎﻥ ﺷــﺮﻭﻃﻪ ﺇﻧﻤــﺎ ﺟــﺎء ﻟﻴﻤﺜــﻞ ﺍﻟﺤــﺪ ﺑﻨﺎﻳﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻـﺮ ﺟـﺰء ﻻ ﻳﺘﺠـﺰﺃ ﻣـﻦ ﻣﻨﺠـﺰﺍﺕ
ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻝ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻟﻄﺮﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘـﺪ ﺍﻟﺘﻬﻴﺌﺔ ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻷﺳـﺎﺱ ﻭﺍﻟﻬﻴﺎﻛـﻞ ﻭﺍﻟﺘﻐﻄﻴـﺔ ﻭﺗﻌﺘﺒـﺮ ﺟـﺰءﺍ
ﻣﻄﻠﻖ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﺍﻥ ﻣﻦ ﺷـﺮﻭﻁ ﻣـﺎ ﺩﺍﻡ ﺃﻧﻬـﺎ ﻻ ﻳﺘﺠﺰﺃ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﻛﻞ ﻋﻨﺼﺮ ﺧﺎﺹ ﺑﺎﻟﺘﺠﻬﻴﺰ ﻻ ﻳﻤﻜـﻦ
ﻻ ﺗﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﻏﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﺮﻉ ﻭﺃﻫﺪﺍﻓﻪ ﻣﻦ ﺟﻌﻞ ﻫـﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘـﺪ ﺍﻟﻘﻴــﺎﻡ ﺑﻨﺰﻋــﻪ ﺃﻭ ﺗﻔﻜﻴﻜــﻪ ﺃﻭ ﺍﺳــﺘﺒﺪﺍﻟﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﺗــﻼﻑ ﺃﻭ ﺣــﺬﻑ
ﺇﻟﺰﺍﻣﻴﺎ ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻫﻮ ﺗﺤﻘﻴـﻖ ﻏـﺎﻳﺘﻴﻦ ﻣﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ.
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ ﻟـﻪ ﻭﺗﺘﻤﺜـﻞ ﻓـﻲ ﺣﻤﺎﻳـﺔ ﺫﻣﺘـﻪ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴـﺔ ﻣﻤـﺎ ﻗـﺪ
ﻳﻌﺘﺮﻳﻬ ــﺎ ﻣ ــﻦ ﺃﻋﺒ ــﺎء ﻣﺎﻟﻴ ــﺔ ﻧﺎﺟﻤ ــﺔ ﻋ ــﻦ ﺗﺤﻘ ــﻖ ﻣﺴـــﺆﻭﻟﻴﺘﻪ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﻀﺮﻭﺭ ﻭﺗﺘﻤﺜـﻞ
ﻓــﻲ ﺗــﻮﻓﻴﺮ ﺿــﻤﺎﻥ ﺇﺿــﺎﻓﻲ ﻭﺳــﺮﻳﻊ ﻳﻌــﻮﺽ ﻟــﻪ ﺍﻟﻀــﺮﺭ ﺍﻟــﺬﻱ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﺠﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ :ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ
ﻭﺍﻟﺘﺼﺎﻣﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ،ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺼﻮﺭﺍﺕ
ﺃﺻﺎﺑﻪ.
ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ ،ﺗﻨﻔﻴﺪ ﺃﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﺒﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺃ ﻧﻮﺍﻋﻬﺎ
ﻓــﺈﻥ ﻫــﺬﻩ ﺍﻟﻐﺎﻳــﺎﺕ ﻫــﻲ ﺍﻟﺘــﻲ ﺳــﺘﺪﻓﻊ ﺍﻷﻓــﺮﺍﺩ ﺇﻟــﻰ ﺇﺑــﺮﺍﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺻﻼﺑﺘﻬﺎ ﻭ ﺭﺳﻮﺧﻬﺎ ﺃﻭ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺃﻱ ﺷﻴﺊ
ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃ ،ﻳﻌﺮﺽ ﺃﻧﻢ ﺍﻟﻤﻨﺸﺄﺕ ﻟﻠﺨﻄﺮ ،ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ
ﻫــﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘــﺪ ﺑﺸــﻜﻞ ﺗﻠﻘــﺎﺋﻲ ﻓــﻲ ﺟــﻮﻫﺮﻩ ﻭﺑــﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣــﻦ ﻛﻮﻧــﻪ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ ﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻣﻮﺍﺩ ﺍﻟﺒﻨﺎء ﻭ ﺗﻨﻔﻴﺪ ﺍﻻﺷﻐﺎﻝ ،ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ
ﺇﺟﺒﺎﺭﻳﺎ ﻓـﻲ ﻣﻈﻬـﺮﻩ ﻋﻠﻤـﺎ ﺃﻥ ﻣﺮﺍﻛـﺰ ﺍﻷﻓـﺮﺍﺩ ﻓـﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ ﺍﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﺍﻟﻤﻨﺸﺄﺕ ،ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻭﺭﺷﺎﺕ ﺍﻟﺒﻨﺎء ﻭ ﺗﺮﻣﻴﻢ
ﻓﻲ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﺴﺘﻤﺮ. ﺍﻟﻤﺒﺎﻧﻲ"
ﺍﻟﻌﺪﺩ 27ﺟﻮﺍﻥ 2017ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺃﺑﺤﺎﺙ ISSN: 1112-9751
-ﻋﺒﺎﺩ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴـﺔ ،ﺩﻭﻥ ﻃﺒﻌـﺔ، ﺇﺿ ــﺎﻓﺔ ﺇﻟ ــﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻄ ــﺎﺑﻊ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣ ــﻲ ﻟﻬ ــﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘ ــﺪ ﻳﺤﻘ ــﻖ
ﺳﻨﺔ ،2016ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ،ﻣﺼﺮ
ﻣﺰﺍﻳﺎ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺗﻈﻬﺮ ﺟﻠﻴـﺎ ﻣـﻦ ﺧـﻼﻝ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴـﺪ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌـﺔ
-ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻏﺎﻧﻢ ،ﺍﻟـﻮﺟﻴﺰ ﻓـﻲ ﻗـﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘـﺄﻣﻴﻦ )ﺩﺭﺍﺳـﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧـﺔ ﺑـﻴﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳ ــﺔ ﻟﻬ ــﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘ ــﺪ ﻭﺇﺑ ــﺮﺍﺯ ﺧﺼﺎﺋﺼ ــﻪ ﺃﻫﻤﻬ ــﺎ ﺃﻧ ــﻪ ﻋﻘ ــﺪ
ﺍﻟﻘـ ـ ـ ــﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋـ ـ ـ ــﺮﻱ ﻭ ﺍﻟﻘـ ـ ـ ــﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴـ ـ ـ ــﻲ(،ﺩﻭﻥ ﻃﺒﻌـ ـ ـ ــﺔ،ﺩﻭﻥ ﺩﺍﺭ
ﺭﺿــﺎﺋﻲ ﻳﻨﻌﻘــﺪ ﺑﺎﻹﻳﺠــﺎﺏ ﻭﺍﻟﻘﺒــﻮﻝ ﺑﻤﻌﻨــﻰ ﻟــﻴﺲ ﻣــﻦ ﻋﻘــﻮﺩ
ﺍﻟﻨﺸﺮ،ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ،2006،
ﺍﻹﺫﻋــﺎﻥ ﻟﺴــﺒﺐ ﺑﺴــﻴﻂ ﺃﻥ ﻫــﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘــﺪ ﻳﻔﺘــﺮﺽ ﻭﺟــﻮﺩ ﻃــﺮﻑ
-ﻋﺒ ــﺪ ﺍﻟ ــﺮﺯﺍﻕ ﺑ ــﻦ ﺧ ــﺮﻭﻑ ،ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻨ ــﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﺍﻟﺘﺸ ــﺮﻳﻊ
ﻗـــﻮﻱ ﺍﻗﺘﺼــﺎﺩﻱ ﻳﻤﻠ ــﻲ ﺷــﺮﻭﻃﻪ ﻋﻠــﻰ ﺍﻟﻄ ــﺮﻑ ﺍﻵﺧــﺮ ﺍﻟ ــﺬﻱ
ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ ،ﺍﻟﺠـﺰء ﺍﻷﻭﻝ ،ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻨـﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﻳـﺔ ،ﺩﻭﻥ ﻃﺒﻌـﺔ ،ﻣﻄﺒﻌـﺔ ﺣﻴـﺮﺩ،
ﻳﻘﺘﺼــﺮ ﺩﻭﺭﻩ ﻋﻠــﻰ ﻗﺒــﻮﻝ ﺗﻠــﻚ ﺍﻟﺸــﺮﻭﻁ ﺃﻭ ﺭﻓﻀــﻬﺎ ﻭﻋﻘــﺪ
ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ1998 ،
ﺍﻟﺘ ــﺄﻣﻴﻦ ﺍﻹﻟﺰﺍﻣ ــﻲ ﻣ ــﻦ ﺍﻟﻤﺴ ــﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴ ــﺔ ﻟ ــﻴﺲ ﻛ ــﺬﻟﻚ
-ﻓﺘﺤـﻲ ﻋﺒــﺪ ﺍﻟـﺮﺣﻴﻢ ﻋﺒــﺪ ﺍﷲ ،ﺍﻟﺘـﺄﻣﻴﻦ ،ﻗﻮﺍﻋــﺪﻩ ﻭﺃﺳﺴـﻪ ﺍﻟﻔﻨﻴــﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ،ﻣﻜﺘﺒـﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠـﻼء ﺍﻟﺠﺪﻳـﺪﺓ ،ﺍﻟﻤﻨﺼـﻮﺭﺓ، ﺇﺿـﺎﻓﺔ ﺇﻟـﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺸـﺮﻉ ﺳـﻮﺍء ﻓـﻲ ﺍﻟﺘﺸـﺮﻳﻊ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋـﺮﻱ ﺃﻡ ﻓـﻲ
1998 ﺍﻟﺘﺸ ــﺮﻳﻊ ﺍﻟﻤﻘ ــﺎﺭﻥ ﺗ ــﺪﺧﻞ ﻋﻠ ــﻰ ﺃﺳ ــﺎﺱ ﺇﻋ ــﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘ ــﻮﺍﺯﻥ ﺑ ــﻴﻦ
-ﻓﺎﻳﺰ ﺃﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤـﺎﻥ ﺧﻠﻴـﻞ ،ﺍﻟﺮﺟـﻮﻉ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﻐﻴـﺮ ﺍﻟﻤﺴـﺆﻭﻝ ﺃﻃـﺮﺍﻑ ﺍﻟﻌﻘـﺪ ﻟـﺬﺍ ﻳﺒـﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻜـﺮﺓ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳـﺔ ﻟﻌﻘـﺪ ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ
ﻋــﻦ ﺍﻟﺤــﺎﺩﺙ ﻓــﻲ ﻧﻄــﺎﻕ ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺒــﺮﻱ ﺍﻟﺨــﺎﺹ ،ﺩﺭﺍﺳــﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧــﺔ ،ﺑــﺪﻭﻥ ﻋﻘﺪ ﺇﺫﻋﺎﻥ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﺮﺍﺟﻊ.
ﻃﺒﻌﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ،2001 ،
ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ:
-ﻣــﺮﻳﻢ ﻋﻤــﺎﺭﺓ ،ﻣــﺪﺧﻞ ﻟﺪﺭﺍﺳــﺔ ﻗــﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋــﺮﻱ ،ﺩﺍﺭ
/1ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﺑﻠﻘﻴﺲ ﻟﻠﻨﺸﺮ،ﺑﺪﻭﻥ ﻃﺒﻌﺔ ،ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ،2014 ،
-ﺑﻦ ﻃﺮﻳﺔ ﻣﻌﻤﺮ ،ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻤﺴـﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺿـﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨـﺘﺞ ﻛﺂﻟﻴـﺔ
-ﻣﻮﺳﻰ ﺟﻤﻴﻞ ﺍﻟﻨﻌﻴﻤﺎﺕ ،ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ
ﺗﻌﻮﻳﻀ ــﻴﺔ ﻟﻀ ــﺤﺎﻳﺎ ﺣ ــﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠ ــﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻴﺒ ــﺔ )ﺩﺭﺍﺳ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﺍﻟﺘﺸ ــﺮﻳﻊ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ،ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ،ﺍﻟﻄﺒﻌﺔ ،1ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،ﺍﻷﺭﺩﻥ ،ﺳﻨﺔ 2006
ﺍﻟﺠﺰﺍﺋــﺮﻱ ﻭﺍﻟﻤﻘــﺎﺭﻥ ،ﻣﻘــﺎﻝ ﻣﻨﺸــﻮﺭ ﻓــﻲ ﻣﺠﻠــﺔ ﺍﻟﻔﻘــﻪ ﻭﺍﻟﻘــﺎﻧﻮﻥ ،ﻣﺠﻠــﺔ
-ﻭﻟﻴــﺪ ﺧﺎﻟــﺪ ﻋﻄﻴــﺔ،ﻋﻠﻲ ﺣﺴــﻴﻦ ﻣﻨﻬــﻞ ،ﺗﻔﺴــﻴﺮ ﺷــﺮﻭﻁ ﺍﻹﻋﻔــﺎء
ﺍﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ،ﺷﻬﺮﻳﺔ ،ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ،ﺍﻟﻌﺪﺩ 2013 ،3
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻱ،ﻃﺒﻌﺔ،1ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ
-ﺧﺎﻟ ــﺪ ﻣﺼ ــﻄﻔﻰ ﻓﻬﻤ ــﻲ ،ﻋﻘ ــﺪ ﺍﻟﺘ ــﺄﻣﻴﻦ ﺍﻹﺟﺒ ــﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﺴ ــﺆﻭﻟﻴﺔ
ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﺍﻟﺤﻘﻮﻗﻴﺔ،ﻟﺒﻨﺎﻥ.2016،
ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻋﻦ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﺴـﻴﺎﺭﺍﺕ )ﺩﺭﺍﺳـﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧـﺔ ﺑـﺪﻭﻥ ﻃﺒﻌـﺔ ،ﺩﺍﺭ
/2ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ:
ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ،ﻣﺼﺮ2005 ،
Atiyah « An Intrduction to the law of contract -
-ﺳــﻌﻴﺪ ﻣﻘ ــﺪﻡ،ﺍﻟﺘﺎﻣﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻤﺴــﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ،ﺍﻟﻄﺒﻌ ــﺔ ،1ﻛﻠﻴ ــﻚ
« London », sweet and max » well limited, 1971
ﻟﻠﻨﺸﺮ،ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ2008،
Kunt S. Selmer « Ieraction between insurance -
gian law of personal -and tort theories in the norve -ﻋﻠﻲ ﻓﻴﻼﻟﻲ ،ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ،ﺍﻟﻔﻌـﻞ ﺍﻟﻤﺴـﺘﺤﻖ ﻟﻠﺘﻌـﻮﻳﺾ ،ﻃﺒﻌـﺔ ،3
injuries « American Journal of comparative Law,
ﺩﺍﺭ ﻣﻮﻓﻢ ﻟﻠﻨﺸﺮ ،ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ2012 ،
.Volume 2 n° 2, 149
David Hughes Parry : « The sancitity of the - -ﻋﻠــﻲ ﻓﻴﻼﻟــﻲ ،ﺍﻹﻟﺘﺰﺍﻣــﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳــﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ،ﺍﻟﻄﺒﻌــﺔ ،3ﺩﺍﺭ
1959law of contract, London, ﻣﻮﻓﻢ ﻟﻠﻨﺸﺮ،ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ 2013،
ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ:
-ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻌﻄﻴﺮ ،ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺒﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺍﻷﺭﺩﻧﻲ ،ﺩﺭﺍﺳﺔ
-ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻷﺭﺩﻧﻲ ﻟﺴﻨﺔ،1976ﺭﻗﻢ ،1976-43ﻣـﺆﺭﺥ ﻓـﻲ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ،ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،ﺍﻷﺭﺩﻥ1995 ،
ﺍﻟﺠﺮﻳــﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳــﻤﻴﺔ،1976/8/1ﺗــﻢ ﺍﻟﻌﻤــﻞ ﺑــﻪ ﺑﺘــﺎﺭﻳﺦ 1977/1/1ﺗﺤــﺖ
-ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ،ﺍﻟﻤﻮﺟﺰ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﺍﻟﺠـﺰء
ﺭﻗﻢ.2645
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ،ﻃﺒﻌﺔ ،3ﻣﻄﺒﻌﺔ ﻧﺪﻳﻢ ،ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ1988 ،
-ﺍﻷﻣــﺮ ﺭﻗــﻢ 07-95ﻣــﺆﺭﺥ ﻓــﻲ 25ﻳﻨــﺎﻳﺮ ﺳــﻨﺔ ،1995ﺍﻟﻤﺘﻌﻠــﻖ
-ﻋﺒ ــﺪ ﺍﻟﻘ ــﺪﻭﺱ ﻋﺒـــﺪ ﺍﻟ ــﺮﺯﺍﻕ ﻣﺤﻤ ــﺪ ﺍﻟﺼـــﺪﻳﻖ ،ﺍﻟﺘ ــﺄﻣﻴﻦ ﻣـــﻦ
ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻴﻨﺎﺕ،ﺍﻟﺠﺮﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳ ــ ـ ـ ـ ـ ــﻤﻴﺔﻋﺪﺩ،13ﺍﻟﻤﻨﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﺭﺓ ﺑﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺭﻳﺦ
ﺍﻟﻤﺴ ــﺆﻭﻟﻴﺔ ،ﺍﻷﺣﻜ ــﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ،ﺍﻟﺘ ــﺄﻣﻴﻦ ﺍﻹﺟﺒ ــﺎﺭﻱ ﻣ ــﻦ ﺍﻟﻤﺴ ــﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋ ــﻦ
8ﻣﺎﺭﺱ،1995ﺍﻟﻤﻌـﺪﻝ ﻭ ﺍﻟﻤـﺘﻤﻢ ﺑﺎﻟﻘـﺎﻧﻮﻥ ﺭﻗـﻢ،04-06ﺍﻟﻤـﺆﺭﺥ ﻓـﻲ 20
ﺣـﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﺴــﻴﺎﺭﺍﺕ ،ﺍﻟﺘــﺄﻣﻴﻦ ﺍﻹﺟﺒــﺎﺭﻱ ﻣـﻦ ﻣﺴــﺆﻭﻟﻴﺔ ﺗﻬــﺪﻡ ﺍﻟﻤﺒــﺎﻧﻲ ،ﺩﻭﻥ
ﻃﺒﻌﺔ ،ﻣﺼﺮ 1995
ﺍﻟﻌﺪﺩ 27ﺟﻮﺍﻥ 2017ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺃﺑﺤﺎﺙ ISSN: 1112-9751
ﻓﺒﺮﺍﻳـ ـ ـ ـ ــﺮ،2006ﺍﻟﺠﺮﻳـ ـ ـ ـ ــﺪﺓ ﺍﻟﺮﺳـ ـ ـ ـ ــﻤﻴﺔ ﻋـ ـ ـ ـ ــﺪﺩ،15ﻣﺆﺭﺧ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ
12ﻣﺎﺭﺱ،2006ﺻﻔﺤﺔ .3