Untitled
Untitled
Untitled
İLAHİYAT FAKÜLTESİ
1. Taftezânî-Şerhü’l-akaid-İmamet bahsi
2. Maverdî-el-Ahkâmü’s-sultâniyye-İmametin şartları
3. İbn Cemaa-Tahrîrü’l-ahkâm-İmametin gerekliliği &
Bey’at akdi
4. Molla Hüsrev-Dürerü’l-hükkâm-Kitâbü’l-cihâd
5. el-Fetâvâ’l-hindiyye-Edebü’l-kâdî
1
ﻣﻦ ﻏﲑ ﺍﻟﻨﱯ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﱃ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﺑﻘﻮﻟﻪ)) :(١ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ( ﺃﻱ :ﻇﻬﻮﺭ ﺧﻮﺍﺭﻕ
ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﱄﹼ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺁﺣﺎﺩ ﺍﻷﻣﺔ )ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻬﺮﺕ
#
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻪ؛ ﻷﻧﻪ ﻳﻈﻬﺮ ﺎ( ﺃﻱ :ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ )ﺃﻧﻪ ﻭﱄﹼ
ﻭﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﻟﻴﺎﹰ ﺇ ﹼﻻ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﳏﻘﺎ ﰲ ﺩﻳﺎﻧﺘﻪ ،ﻭﺩﻳﺎﻧﺘﻪ ﺍﻹﻗﺮﺍﺭ( ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ
ﻭﺍﻟﻠﺴﺎﻥ )ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ( ﻣﻊ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻟﻪ ﰲ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ﻭﻧﻮﺍﻫﻴﻪ ،ﺣﱴ ﻟﻮ ﺍﺩﻋﻰ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻮﱄﹼ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻝ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﳌﺘﺎﺑﻌﺔ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻭﻟﻴﺎﹰ ﻭﱂ ﻳﻈﻬﺮ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ،
ﻭﺍﳊﺎﺻﻞ ﺃﻥﹼ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﳋﺎﺭﻕ ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﱯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻌﺠﺰﺓ
ﺳﻮﺍﺀ ﻇﻬﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺁﺣﺎﺩ ﺃﻣﺘﻪ) ،(٢ﻭﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﱃ ﺍﻟﻮﱄﹼ ﻛﺮﺍﻣﺔ
ﳋﻠﻮﻩ ﻋﻦ ﺩﻋﻮﻯ ﻧﺒﻮﺓ ﻣﻦ ﻇﻬﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ،ﻓﺎﻟﻨﱯ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﻜﻮﻧﻪ
ﻧﺒﻴﺎﹰ ،ﻭﻣﻦ ﻗﺼﺪﻩ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺧﻮﺍﺭﻕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ،ﻭﻣﻦ ﺣﻜﻤﻪ ﻗﻄﻌﹰﺎ ﲟﻮﺟﺐ
ﻭﺍﻷﺣﺴﻦ...........
ﻧﺒﻴﻨﺎﻨﺎ( ﻭﺍﻷﺣﺴﻦ
ﺴﻦ ﻧﺒﻴ
ﺑﻌﺪ ﻧﺒﻴ
ﺸﺮ ﺪﺍﻟﺒﺸﺮﺮ ﺍﳌﻌﺠﺰﺍﺕ ﲞﻼﻑ ﺍﻟﻮﱄﹼ)) .(٣ﻭﺃﻓﻀﻞ
ﻭﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺒﺸ
ﻀﻞ
) (١ﻗﻮﻟﻪ] :ﺃﺷﺎﺭ ﺇﱃ ﺍﳉﻮﺍﺏ ﺑﻘﻮﻟﻪ ...ﺇﱁ[ ﻭﺣﺎﺻﻠﻪ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻻﺷﺘﺒﺎﻩ ﻋﻨﺪ ﺇﺩﻋﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭﻫﻮ ﻣـﺴﺘﺤﻴﻞ
ﻣﻨﻪ؛ ﻷﻧﻪ ﻣﺘﺪﻳﻦ ﻭﻣﻘﺮ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻭﻋﻨﺪ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﺩﻋﺎﺀ ﻻ ﺍﺷﺘﺒﺎﻩ؛ ﻷﻧﻪ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﻟﻪ ﻭﻣﻌﺠـﺰﺓ
ﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ،ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﰲ ﺻﺪﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃ ﹼﻥ ﻋـﺪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣـﺔ ﻣﻌﺠـﺰﺓ ﺇﳕـﺎ ﻫـﻮ ﺑﻄﺮﻳـﻖ ﺍﻟﺘـﺸﺒﻴﻪ ﻻﺷـﺘﺮﺍﻛﻬﻤﺎ ﰲ
ﺍﻟﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣ ﹼﻘﻴﺔ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻓﺘﺬﻛﹼﺮ"١٢ .ﺧﻴﺎﱄ"
) (٢ﻗﻮﻟﻪ] :ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺁﺣﺎﺩ ﺃﻣﺘﻪ[ ﻟﺪﻻﻟﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﻧﺒﻮﺗﻪ ﻭﺣ ﹼﻘﻴﺔ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ،ﻓﺒﻬـﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﺒـﺎﺭ ﺟﻌـﻞ ﻣﻌﺠـﺰﺓ ﻟـﻪ،
ﻭﺇ ﹼﻻ ﻓﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﳌﻌﺠﺰﺓ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻟﻠﺘﺤﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﳌﺪﻋﻲ" ١٢ .ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻷﻛﱪ".
) (٣ﻗﻮﻟﻪ] :ﲞﻼﻑ ﺍﻟﻮﱄﹼ[ ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻭﻻﻳﺘﻪ ،ﺑﻞ ﺭﲟﺎ ﺍﻋﺘﻘـﺪ ﺃﻧـﻪ ﻣـﻦ ﺷـﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨـﺎﺱ ﻫـﻀﻤﹰﺎ ﻟﻨﻔـﺴﻪ،
ﻭﺃﻳﻀﺎﹰ ﻻ ﻳﻠﺰﻣﻪ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﳋﻮﺍﺭﻕ ﻗﺼﺪﹰﺍ ،ﺑﻞ ﻰ ﻛﺒﺎﺭ ﻣﺸﺎﻳﺦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘـﺔ ﻋـﻦ ﺫﻟـﻚ ،ﳐﺎﻓـﺔ ﺃﻥ ﻳـﺆﺩﻱ ﺇﱃ
ﺍﻹﻋﺠﺎﺏ ،ﺍﻟﻠﹼﻬﻢ ﺇ ﹼﻻ ﺇﺫﺍ ﺍﺷﺘﺪﺕ ﺍﳊﺎﺟﺔ" ١٢ .ﻥ"
ﻗﻮﻟﻪ] :ﻭﺍﻷﺣﺴﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ...ﺇﱁ[ ﻟﺌﻼﹼ ﻳﻠﺰﻡ ﻓﻀﻞ ﺍﳋﻠﻔﺎﺀ ﻋﻠـﻰ ﺍﻷﻧﺒﻴـﺎﺀ ،ﻭﺇﳕـﺎ ﱂ ﻳﻘـﻞ½ :ﻭﺍﻟﻮﺍﺟـﺐ¼ )(١
ﻹﻣﻜﺎﻥ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺒﻌﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻣﺎﻧﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻩ" ١٢ .ﻥ"
ﻗﻮﻟﻪ] :ﺍﻟﺒﻌﺪﻳﺔ ﺍﻟﺰﻣﺎﻧﻴﺔ[ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﺇﻥ ﺃﺭﻳﺪ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺕ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﱂ ﻳﻔﺪ ﺍﻟﺘﻔﻀﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻣـﺎﺕ ﻗﺒﻠـﻪ ﻋﻠﻴـﻪ )(٢
ﱯ ﻋﻠﻴـﻪ ﺍﻟـﺴﻼﻡ ،ﻭﻋﻠـﻰ ﻛـﻼ ﺍﻟﺘﻘـﺪﻳﺮﻳﻦ ﱂ ﻳﻔـﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ،ﻭﺇﻥ ﺃﺭﻳﺪ ﺑﻌﺪ ﺑﻌﺜـﺔ ﻧﺒﻴﻨـﺎ ﻳﻨﺒﻐـﻲ ﺃﻥ ﳜـﺺ ﺍﻟـﻨ
ﺍﻟﺘﻔﻀﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﻣﻢ "١٢.ﺧﻴﺎﱄ"
ﻗﻮﻟﻪ] :ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﲣﺼﻴﺺ ...ﺇﱁ[ ﻭ ﺫﺍﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﺛﺒـﺖ ﺃ ﹼﻥ ﻋﻴـﺴﻰ ﻋﻠﻴـﻪ ﺍﻟـﺴﻼﻡ ﺣـﻲ ﻓـﻮﻕ ﺍﻟـﺴﻤﺎﺀ )(٣
ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ،ﻭ ﻳﻨﻈﺮ ﰲ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﻨﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﰲ ﺩﻣﺸﻖ ½ﺍﻟﺸﺎﻡ¼١٢ .
ﻗﻮﻟـﻪ] :ﻋﻠــﻰ ﺍﻟﺘــﺎﺑﻌﲔ[ ﺃﻱ :ﻻ ﻳﻔﻴـﺪ ﺍﻟﺘﻔــﻀﻴﻞ ﺍﻟــﺼﺮﻳﺢ ،ﻭﺇ ﹼﻻ ﻓﻔــﻀﻞ ﺍﻟـﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻠــﻰ ﺍﻟﺘــﺎﺑﻌﲔ ﻣﻌﻠــﻮﻡ، )(٤
ﻭﺍﻷﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﺃﻓﻀﻞ ،ﻓﺒﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠﻢ ﻓﻀﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﺃﻳﻀﺎﹰ١٢ .
ﻗﻮﻟﻪ] :ﻭﰲ ﺍﳌﻌﺮﺍﺝ ...ﺇﱁ[ ﺃﺧﺮﺝ ﺍﳊﺎﻛﻢ ﰲ "ﺍﳌﺴﺘﺪﺭﻙ" ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﺎ ،ﻗﺎﻟﺖ½ :ﺟـﺎﺀ )(٥
ﺍﳌﺸﺮﻛﻮﻥ ﺇﱃ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ،ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ :ﻫﻞ ﻟﻚ ﺇﱃ ﺻﺎﺣﺒﻚ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﺃﺳﺮﻱ ﺑﻪ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺇﱃ ﺑﻴﺖ ﺍﳌﻘﺪﺱ ،ﻗﺎﻝ:
ﺃﹶ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ :ﻧﻌﻢ ،ﻓﻘﺎﻝ :ﻟﻘﺪ ﺻﺪﻕ ﺇﱐﹼ ﻷﺻﺪﻗﻪ ﺑﺄﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﲞﱪ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻏﺪﻭﺓ ﻭ ﺭﻭﺣﺔ¼،
ﻓﻠﺬﻟﻚ ﲰﻲ ½ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ¼ ،ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃ ﻲ ﰲ "ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﳋﻠﻔﺎﺀ"١٢ .
) (١ﻗﻮﻟﻪ] :ﺍﳌﺮﺗﻀﻰ[ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﻀﺎﻩ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﰲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ١٢ .
) (٢ﻗﻮﻟﻪ] :ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺴﻠﻒ[ ﺃﻱ :ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﻭﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺇﱃ ﺗﻔﻀﻴﻞ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ،ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ
ﺍﻵﺧﺮ ﺇﱃ ﺍﻟﺘﻮﻗﹼﻒ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ" ١٢ .ﺧﻴﺎﱄ"
) (٣ﻗﻮﻟﻪ] :ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ[ ﺣﱴ ﳛﺘﺎﺝ ﻟﻮﺟﻮﺏ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﺇﱃ ﺩﻟﻴﻞ ﻗﻄﻌﻲ ،ﺑﻞ ﻳﻜﻔﻲ ﻓﻴﻪ ﳎﺮﺩ ﺍﻟﻈﻦ١٢ .
) (٤ﻗﻮﻟﻪ] :ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ[ ﻭﺫﻟﻚ ﻷ ﹼﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻻ ﳚـﺐ ﻟـﻪ ﺃﻥ ﻳﻜـﻮﻥ ﺃﻓـﻀﻞ ﺃﻫـﻞ ﺯﻣﺎﻧـﻪ ،ﻓـﻼ ﻳـﻀﺮ
ﺍﻟﺘﻮﻗﹼﻒ ﻓﻴﻪ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻉ١٢ .
) (٥ﻗﻮﻟﻪ] :ﻭﺍﻟﺴﻠﻒ ...ﺇﱁ[ ﺃﻱ :ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻟﺌﻼﹼ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﻟﺘﻨﺎﰲ ﺑﻴﻨـﻪ ﻭﺑـﲔ ﻣـﺎ ﺗﻘـﺪﻡ ﻣـﻦ ﻛـﻼﻡ ﺍﻟـﺸﺎﺭﺡ:
½ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺍﻟﺴﻠﻒ¼ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻠﺰﻭﻡ؛ ﻷ ﹼﻥ ﺍﳌﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺴﻠﻒ١٢ .
) (٦ﻗﻮﻟﻪ] :ﻓﻠﻠﺘﻮﻗﹼﻒ ﺟﻬﺔ[ ﻷ ﹼﻥ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﺃﻣﺮ ﻻﻳﻌﻠﻢ ﺇ ﹼﻻ ﺑﺎﻹﺧﺒﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ﻭﺭﺳـﻮﻟﻪ
ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﹼﻢ ،ﻭﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻣﺘﻌﺎﺭﺿﺔ ،ﻭﺃﻣﺎ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻓﻤﻤﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺘﺘﺒﻊ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ،ﻭﻗﺪ ﺗﻮﺍﺗﺮ
ﰲ ﺣﻖ ﻋﻠﻲ ﺭﺿـﻲ ﺍﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ﻋﻨـﻪ ﻣـﺎ ﻳـﺪ ﹼﻝ ﻋﻠـﻰ ﲨـﻮﻡ ﻣﻨﺎﻗﺒـﻪ ﻭﻭﻓـﻮﺭ ﻓـﻀﺎﺋﻠﻪ ﻭﺍﺗـﺼﺎﻓﻪ ﺑﺎﻟﻜﻤـﺎﻻﺕ
ﻭﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻪ ﺑﺎﻟﻜﺮﺍﻣﺎﺕ" ١٢ .ﺧﻴﺎﱄ"
ﻗﻮﻟﻪ] :ﻓﻼ[ ﺃﻱ :ﻟﻴﺲ ﻟﻠﺘﻮﻗﹼﻒ ﺟﻬﺔ ،ﺑﻞ ﳚﺐ ﺃﻥ ﳚﺰﻡ ﺑﺄﻓﻀﻠﻴﺔ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ؛ ﻷ ﹼﻥ ﻓـﻀﺎﺋﻞ )(١
ﻋﻠﻲ ﻛﺜﲑﺓ ﺟﺪﺍ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ ﻭﺍﳉﻬـﺎﺩ ﻭﺍﻻﺟﺘـﻬﺎﺩ ﰲ ﺍﻟﻄﺎﻋـﺔ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏـﺔ ﰲ ﺍﳌـﻮﺍﻋﻆ ﻭﻛﺜـﺮﺓ
ﻭﺭﻭﺩ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﰲ ﻣﻨﺎﻗﺒﻪ ﻭﻇﻬﻮﺭ ﺍﳋﻮﺍﺭﻕ ﻋﻨـﻪ ﻭﺷـﺠﺎﻋﺘﻪ ﻭﻏﲑﻫـﺎ ﻣـﻦ ﺍﻟﻔـﻀﺎﺋﻞ ،ﻛـﺬﺍ ﳛـﺼﻞ ﻣـﻦ
ﺍﻟﺸﺮﻭﺡ١٢ .
ﻗﻮﻟﻪ] :ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ[ ﺃﻱ :ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻷﻓﻀﻠﻴﺔ١٢ . )(٢
ﻗﻮﻟﻪ] :ﺳﻘﻴﻔﺔ ﺑﲏ ﺳﺎﻋﺪﺓ[ ﺍﻟﺴﻘﻴﻔﺔ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺯﻥ ½ﺳﻔﻴﻨﺔ¼ ،ﻭﻫﻲ ﺍﳌﻮﺿﻊ ﺍﳌﺴﻘﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺟﺪﺍﺭ ﻟﻪ ﰲ )(٣
ﺟﺎﻧﺐ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ،ﲟﻌﲎ :ﺍﳌﻔﻌﻮﻝ ﻣﻦ ½ﺳﻘﻔﺖ ﺍﻟﺒﻴﺖ¼ ،ﻭﺑﻨﻮ ﺳﺎﻋﺪﺓ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ،ﻭﺇﳕﺎ ﺍﺟﺘﻤﻌـﻮﺍ ﻟﻨـﺼﺐ
ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺣﻔﻈﹰﺎ ﻟﺪﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﳐﺎﻓﺔ ﺍﺧﺘﻼﻝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻟﻘﻠﹼﺔ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮﻳﻦ" ١٢ .ﻥ"
ﻗﻮﻟﻪ] :ﻭﺍﳌﻨﺎﺯﻋﺔ ...ﺇﱁ[ ﺑﲔ ﺍﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ،ﻓﻘـﺎﻝ ﺍﻷﻧـﺼﺎﺭ ﻟﻠﻤﻬـﺎﺟﺮﻳﻦ½ :ﻣﻨـﺎ ﺃﻣـﲑ ﻭ ﻣـﻨﻜﻢ )(٤
ﺃﻣﲑ¼ ،ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ½ :ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﺃ ﻟﺴﺘﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃ ﹼﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻗﺪ
ﺃﻣﺮ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺃﻥ ﻳﺆﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻓﺄﻳﻜﻢ ﺗﻄﻴﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻘـﺪﻡ ﺃﺑـﺎ ﺑﻜـﺮ؟¼ ،ﻓﻘﺎﻟـﺖ ﺍﻷﻧـﺼﺎﺭ½ :ﻧﻌـﻮﺫ ﺑـﺎﷲ ﺃﻥ
ﻧﺘﻘﺪﻡ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ¼ ،ﻭﺍﺣﺘﺞ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﹼﻢ½ :ﺍﻷﻳﻤﺔ ﻣﻦ
ﻗﺮﻳﺶ¼ ،ﻓﺎﺳﺘﻘﺮ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﳌﺸﺎﻭﺭﺓ ﻭﺍﳌﺮﺍﺟﻌـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺧﻼﻓـﺔ ﺃﰊ ﺑﻜـﺮ ﺭﺿـﻲ ﺍﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ﻋﻨـﻪ،
ﻭﺃﲨﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﺑﺎﻳﻌﻮﻩ ،ﻛﺬﺍ ﰲ "ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﳋﻠﻔﺎﺀ" ﻭ"ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻌﻀﺪﻳﺔ"١٢ .
ﻗﻮﻟﻪ] :ﺑﻌﺪ ﺗﻮﻗﹼﻒ ...ﺇﱁ[ ﻭﺍﺧﺘﻠﻒ ﰲ ﺳﺒﺒﻪ ،ﻓﻘﻴﻞ :ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺸﻐﻮ ﹰﻻ ﲞﺪﻣـﺔ ﻓﺎﻃﻤـﺔ ﺭﺿـﻲ ﺍﷲ ﺗﻌـﺎﱃ )(١
ﻋﻨﻬﺎ ،ﻓﺈﹼﺎ ﱂ ﺗﺰﻝ ﻣﺮﻳﻀﺔ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﹼﻢ ﺣﺰﻧﹰﺎ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﻗﻴﻞ :ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﱂ
ﻳﺮﺽ ﺑﺘﺄﺧﲑﻩ ﻋﻦ ﺍﳌﺸﺎﻭﺭﺓ ،ﻭﻳﺆﻳﺪﻩ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﻮﻃ ﻲ ﰲ "ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﳋﻠﻔﺎﺀ" ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻋﻠﻲ ﺭﺿـﻲ
ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ﻭﻧﺼﻪ½ :ﻣﺎ ﻏﻀﺒﻨﺎ ﺇ ﹼﻻ ﻷﻧﺎ ﺃﺧﺮﻧﺎ ﻋﻦ ﺍﳌـﺸﻮﺭﺓ ﻭﺃﻧـﺎ ﻧـﺮﻯ ﺃﺑـﺎ ﺑﻜـﺮ ﺃﺣـﻖ ﺍﻟﻨـﺎﺱ ـﺎ ،ﺇﻧـﻪ
ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﻐﺎﺭ ،ﻭﺇﻧﺎ ﻟﻨﻌﺮﻑ ﺷﺮﻓﻪ ﻭﺧﲑﻩ ،ﻭﻟﻘﺪ ﺃﻣﺮﻩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟـﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟـﺴﻼﻡ ﺑﺎﻟـﺼﻼﺓ ﺑﺎﻟﻨـﺎﺱ
ﻭﻫﻮ ﺣﻲ١٢ .
ﻟﹶﻤﺎ ﺍﺗﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ...ﺇﱁ :ﻷ ﹼﻥ ﺇﲨﺎﻉ ﺍﻷﻣﺔ ﺳِﻴﻤﺎ ﺇﲨﺎﻉ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﳏﺎﻝ ﻟﻘﻮﻟـﻪ ﻋﻠﻴـﻪ ﺍﻟـﺴﻼﻡ: )(٢
½ﻻ ﲡﺘﻤﻊ ﺃﻣﱵ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ¼١٢ .
ﻗﻮﻟﻪ] :ﻭﻻﺣﺘﺞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ...ﺇﱁ[ ﻛﻤﺎ ﺍﺣﺘﺞ ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ﻋﻠـﻰ ﺍﻷﻧـﺼﺎﺭ ﺑﻘﻮﻟـﻪ ﻋﻠﻴـﻪ )(٣
ﺍﻟﺴﻼﻡ½ :ﺍﻷﻳﻤﺔ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ¼ ،ﻣﻊ ﻛﻮﻧـﻪ ﺧـﱪﺍﹰ ﻭﺍﺣـﺪﺍﹰ ،ﻓﺄﻃـﺎﻋﻮﻩ ﻭﺗﺮﻛـﻮﺍ ﺍﻹﻣﺎﻣـﺔ ،ﻛـﺬﺍ ﰲ "ﺷـﺮﺡ
ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ"١٢ .
ﻗﻮﻟﻪ] :ﻟﻮﻛﺎﻥ ﰲ ﺣﻘﹼﻪ ﻧﺺ [ﺃﻱ :ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﳉﻠﻲ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻗﻄﻌﹰﺎ ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻭﺟﺪ ﻟﺘﻮﺍﺗﺮ ،ﻭﱂ ﳝﻜـﻦ ﺳـﺘﺮﻩ )(٤
ﻋﺎﺩﺓ؛ ﺇﺫ ﻫﻮ ﻣِﻤﺎ ﻳﺘﻮﻓﹼﺮ ﺍﻟﺪﻭﺍﻋﻲ ﺇﱃ ﻧﻘﻠﻪ" ١٢ .ﺷﺮﺡ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ".
ﻗﻮﻟﻪ] :ﺩﻋﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ...ﺇﱁ[ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ "ﺗـﺎﺭﻳﺦ ﺍﳋﻠﻔـﺎﺀ" ﺃ ﹼﻥ ﺃﺑـﺎﺑﻜﺮ ﺭﺿـﻲ ﺍﷲ ﻋﻨـﻪ ﻟﹶﻤـﺎ ﺛﻘـﻞ ﺩﻋـﺎ ﻋﺒـﺪ )(٥
ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﻭﻋﺜﻤـﺎﻥ ﺑـﻦ ﻋﻔﹼـﺎﻥ ﻭﺳـﻌﻴﺪ ﺑـﻦ ﺯﻳـﺪ ﻭﺃﺳـﻴﺪ ﺑـﻦ ﺍﳊـﻀﲑ ﻭﻏﲑﻫـﻢ ﻣـﻦ ﺍﳌﻬـﺎﺟﺮﻳﻦ
!
Å
٣٢٥ "
ﻛﺘﺐ ﺧﺘﻢ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻭﺃﺧﺮﺟﻬﺎ ﺇﱃ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻣﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﺒﺎﻳﻌﻮﺍ ﳌﻦ ﰲ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ
ﻓﺒﺎﻳﻌﻮﺍ ﺣﱴ ﻣﺮﺕ ﺑﻌﻠﻲ ،ﻓﻘﺎﻝ :ﺑﺎﻳﻌﻨﺎ ﳌﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ) (١ﺭﺿﻲ ﺍﷲ
#
ﻋﻨﻪ ،ﻭﺑﺎﳉﻤﻠﺔ ﻭﻗﻊ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻓﺘﻪ ،ﹸﺛﻢ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ
ﻭﺗﺮﻙ ﺍﳋﻼﻓﺔ ﺷﻮﺭﻯ ﺑﲔ ﺳﺘﺔ :ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻋﻠﻲ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﻭﻃﻠﺤﺔ
ﻭﺍﻟﺰﺑﲑ ﻭﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﰊ ﻭﻗﺎﺹ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﹸﺛﻢ ﻓﻮﺽ ﺍﻷﻣﺮ ﲬﺴﺘﻬﻢ ﺇﱃ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﻭﺭﺿﻮﺍ ﲝﻜﻤﻪ ،ﻓﺎﺧﺘﺎﺭ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﺑﺎﻳﻌﻪ ﲟﺤﻀﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﺒﺎﻳﻌﻮﻩ ﻭﺍﻧﻘﺎﺩﻭﺍ ﻷﻭﺍﻣﺮﻩ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻣﻌﻪ ﺍﳉﻤﻊ ﻭﺍﻷﻋﻴﺎﺩ) ،(٢ﻓﻜﺎﻥ
ﻼ) ،(٣ﻓﺄﲨﻊ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭﺇﲨﺎﻋﹰﺎ ،ﹸﺛﻢ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻬﻤ ﹰ
ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ،ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﳋﻼﻓﺔ ،ﻭﺑﺎﻳﻌﻮﻩ ﻟِﻤﺎ ﻛﺎﻥ
ﺃﻓﻀﻞ ﺃﻫﻞ ﻋﺼﺮﻩ ﻭﺃﻭﻻﻫﻢ ﺑﺎﳋﻼﻓﺔ ،ﻭﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﻣﻦ ﺍﳌﺨﺎﻟﻔﺎﺕ ﻭﺍﶈﺎﺭﺑﺎﺕ
ﻟﹶﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﻧـﺰﺍﻉ ﰲ ﺧﻼﻓﺘﻪ ﺑﻞ ﻋﻦ ﺧﻄﺄ ﰲ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ،ﻭﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﻣﻦ
ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻬﻢ ،ﻭﺷﺎﻭﺭﻫﻢ ﰲ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﳋﻄﹼﺎﺏ ﺭﺿـﻲ ﺍﷲ ﻋﻨـﻪ ،ﻓﻘـﺎﻟﻮﺍ½ :ﻟـﻴﺲ ﻓﻴﻨـﺎ ﻣﺜﻠـﻪ¼،
ﻓﺄﻣﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ﻛﺘﺎﺏ ﻋﻬﺪ ﺍﳋﻼﻓﺔ ﻟﻌﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ١٢ .
) (١ﻗﻮﻟﻪ] :ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ[ ﻟﻌﻠﹼﻪ ﻣﻦ ﺳﻬﻮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﻭﺍﺓ؛ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻋﻦ ﻳﺴﺎﺭ ﺑﻦ ﲪﺰﺓ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ :ﻟﹶﻤـﺎ ﺛﻘـﻞ
ﺃﺑﻮﺑﻜﺮ ﺃﺷﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻛﻮﺓ ،ﻓﻘﺎﻝ :ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﱐﹼ ﻗﺪ ﻋﻬﺪﺕ ﻋﻬﺪﹰﺍ ﺃﻓﺘﺮﺿﻮﻥ ﺑـﻪ ،ﻓﻘـﺎﻝ ﺍﻟﻨـﺎﺱ:
ﺭﺿﻴﻨﺎ ﻳﺎﺧﻠﻴﻔﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ،ﻓﻘﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﻓﻘﺎﻝ ﻻ ﻧﺮﺿﻰ ﺇ ﹼﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻤﺮ ،ﻗﺎﻝ :ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌـﺎﱃ
ﻋﻨﻪ ،ﺫﻛﺮﻩ ﰲ "ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﳋﻠﻔﺎﺀ"١٢ .
) (٢ﻗﻮﻟﻪ] :ﺍﳉﻤﻊ ﻭﺍﻷﻋﻴﺎﺩ[ ﻣﻊ ﺃ ﹼﻥ ﺻﻼﺓ ﺍﳉﻤﻌﺔ ﻭﺍﻟﻌﻴﺪﻳﻦ ﻻ ﲡﻮﺯ ﺇ ﹼﻻ ﺧﻠﻒ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍﻹﺳـﻼﻡ ﺃﻭ ﻣﺄﺫﻭﻧـﻪ،
ﻓﻜﺎﻥ ﺇﲨﺎﻋﹰﺎ١٢ .
ﻣﻬﻤﻼ[ ﺃﻱ ﱂ ﻳﺴﻠﹼﻢ ﺍﳋﻼﻓﺔ ﺇﱃ ﺃﺣﺪ١٢ .
) (٣ﻗﻮﻟﻪً ] :
ﻗﻮﻟﻪ] :ﻭﺍﺟﺐ[ ﺃﻣﺎ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﺍﳋﻮﺍﺭﺝ ﻭﳓﻮﻫﻢ ﰲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺏ ﻓـﻼ ﻳﻌﺘـﺪ ـﺎ؛ ﻷﻥﹼ ﳐﺎﻟﻔﺘـﻬﻢ ﻛـﺴﺎﺋﺮ )(١
ﺍﳌﺒﺘﺪﻋــﺔ ﻻ ﺗﻘــﺪﺡ ﰲ ﺍﻹﲨــﺎﻉ ،ﻭﻻ ﲣـﻞﹼ ﻟِﻤــﺎ ﻳﻔﻴــﺪﻩ ﻣــﻦ ﺍﻟﻘﻄــﻊ ﺑــﺎﳊﻜﻢ ﺍﻤــﻊ ﻋﻠﻴــﻪ١٢ .
"ﺍﻟﺼﻮﺍﻋﻖ ﺍﶈﺮﻗﺔ".
ﻗﻮﻟﻪ] :ﳚﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ[ ﻭﺑﻪ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ ﻭﺍﻹﲰﺎﻋﻴﻠﻴﺔ ،ﺇ ﹼﻻ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻹﻣﺎﻣﻴـﺔ ﺃﻭﺟﺒـﻮﻩ ﻋﻠﻴـﻪ ﳊﻔـﻆ ﻗـﻮﺍﻧﲔ )(٢
ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﺑﺎﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻨﻘﺼﺎﻥ ،ﻭﺍﻹﲰﺎﻋﻴﻠﻴﺔ ﺃﻭﺟﺒﻮﻩ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻣﻌﺘﺮﻓﹰﺎ ﺑﺎﷲ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ؛ ﺇﺫ ﻻ ﺑﺪ ﻋﻨﺪﻫﻢ
ﰲ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﹼﻢ ،ﻛﺬﺍ ﰲ "ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ"١٢ .
ﻗﻮﻟﻪ] :ﻋﻠﻰ ﺍﳋﻠﻖ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﲰﻌﻲ [ﻫﺬﺍ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋﺔ١٢ . )(٣
ﻗﻮﻟﻪ] :ﺃﻭ ﻋﻘﻠﻲ [ﻫﺬﺍ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﳌﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭﺍﻟﺰﻳﺪﻳﺔ ،ﻛﻤﺎ ﰲ "ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ"١٢ . )(٤
ﻗﻮﻟﻪ] :ﻭﺍﳌﺬﻫﺐ[ ﺃﻱ :ﻣﺬﻫﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ١٢ . )(٥
ﻗﻮﻟﻪ] :ﻭﱂ ﻳﻌـﺮﻑ ...ﺇﱁ[ ﻓـﺈ ﹼﻥ ﻭﺟـﻮﺏ ﺍﳌﻌﺮﻓـﺔ ﻳﻘﺘـﻀﻲ ﻭﺟـﻮﺏ ﺍﳊـﺼﻮﻝ ،ﻭﻫـﺬﻩ ﺍﻷﺩﻟﹼـﺔ ﳌﻄﻠـﻖ )(٦
ﻼ ،ﻓﻠـﺒﻄﻼﻥ ﻗﺎﻋـﺪﺓ ﺍﻟﻮﺟـﻮﺏ ﻋﻠـﻰ ﺍﷲ ﻼ ،ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺃﺻـ ﹰ ﺍﻟﻮﺟﻮﺏ ،ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳚﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻋﻘ ﹰ
ﺗﻌﺎﱃ ،ﻭﺍﳊﺴﻦِ ﻭﺍﻟﻘﺒﺢ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﻴﻦ ،ﻭﺃﻳﻀﺎﹰ ﻟﻮ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻟِﻤﺎ ﺧﻼ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ،ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﻌﻼﹼﻣﺔ
ﺍﳋﻴﺎﱄ١٢ .
ﻗﻮﻟﻪ] :ﺣﱴ ﻗﺪﻣﻮﻩ ...ﺇﱁ[ ﻗﺎﻝ ﰲ "ﺍﻟﺼﻮﺍﻋﻖ" :ﳌﱠﺎ ﺗﻮﻓﹼﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﹼﻢ ﻗﺎﻡ ﺃﺑـﻮﺑﻜﺮ )(٧
ﺧﻄﻴﺒﹰﺎ ،ﻓﻘﺎﻝ :ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺒﺪ ﳏﻤﺪﹰﺍ ،ﻓﺈ ﹼﻥ ﳏﻤﺪﹰﺍ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻭﻣـﻦ ﻛـﺎﻥ ﻳﻌﺒـﺪ ﺍﷲ ،ﻓـﺈ ﹼﻥ ﺍﷲ ﺣـﻲ ﻻ
ﳝﻮﺕ ،ﻻ ﺑﺪ ﳍﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﳑﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ،ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﻭﻫﺎﺗﻮﺍ ﺁﺭﺍﺀﻛﻢ ،ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ½ :ﺻﺪﻗﺖ ﻧﻨﻈﺮ ﻓﻴﻪ¼١٢ .
) (١ﻗﻮﻟﻪ] :ﻳﺘﻮﻗﹼﻒ ﻋﻠﻴﻪ[ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ،ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺮﺭ ﰲ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻔﻘﻪ :ﺃ ﹼﻥ ﻣـﺎ ﻳﺘﻮﻗﹼـﻒ ﻋﻠﻴـﻪ ﺍﻟﻮﺍﺟـﺐ ﻓﻬـﻮ
ﻭﺍﺟﺐ١٢ .
ﻗﻮﻟﻪ] :ﻣﻦ ﺇﻣﺎﻡ ...ﺇﱁ[ ﻗﺎﻝ ﰲ "ﺷﺮﺡ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ" :ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﺗﺜﺒﺖ ﺑﺎﻟﻨﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ،ﻭﻣﻦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ )(٢
ﺑﺎﻹﲨﺎﻉ ،ﻭﺗﺜﺒﺖ ﺃﻳﻀﺎﹰ ﺑﺒﻴﻌﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﻞﹼ ﻭﺍﻟﻌﻘﺪ ﻋﻨﺪ ﺃﻫـﻞ ﺍﻟـﺴﻨﺔ ﻭﺍﳉﻤﺎﻋـﺔ ﻭﺍﳌﻌﺘﺰﻟـﺔ ﻭﺍﻟـﺼﺎﳊﻴﺔ ﻣـﻦ
ﺍﻟﺰﻳﺪﻳﺔ ،ﺧﻼﻓﹰﺎ ﻟﻠﺸﻴﻌﺔ ﺃﻱ :ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ :ﻻ ﻃﺮﻳﻖ ﺇ ﹼﻻ ﺑﺎﻟﻨﺺ١٢ .
ﻗﻮﻟﻪ] :ﻭﺳﺪ ﺛﻐﻮﺭﻫﻢ[ ½ﺍﻟﺴﺪ ¼ﺍﳌﻨﻊ ½ﺍﻟﺜﻐﻮﺭ¼ ﺑﺎﻟﻀﻢ ﲨـﻊ ﺛﻐـﺮ ،ﺃﻱ :ﺃﻃـﺮﺍﻑ ﺩﺍﺭ ﺍﻹﺳـﻼﻡ ﺍﳌﻼﺻـﻘﺔ )(٣
ﺑﺪﺍﺭ ﺍﳊﺮﺏ ،ﺃﺭﺍﺩ ﺑﺴﺪﻫﺎ ﺣﻔﻈﻬﺎ ﺑﺎﳊﺼﻮﻥ ﻭﺍﳉﻴﻮﺵ ﳌﻨﻊ ﺍﻟﻜﻔﹼﺎﺭ" ١٢ .ﻥ"
ﻗﻮﻟﻪ] :ﺍﳌﺘﻐﻠﺒﺔ[ ﺃﻱ :ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﲔ ﺑﻼ ﺣﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻭﺍﻟﻐﺎﺻﺒﲔ" ١٢ .ﻥ" )(٤
ﻗﻮﻟﻪ] :ﻓﺈﻥﹼ ﺍﻧﺘﻈﺎﻡ ﺍﻷﻣﺮ ...ﺇﱁ[ ﺣﺎﺻﻠﻪ ﻣﻨﻊ ﺗﻮﻗﹼﻒ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻔﱳ ﻋﻠﻰ ﻭﺟـﻮﺩ ﺷـﺮﺍﺋﻂ ﺍﻹﻣﺎﻣـﺔ ﰲ ﺍﳌﻠـﻚ )(٥
ﺍﻟﻌﺎﻡ"١٢ .ﻧﻈﻢ"
) (١ﻗﻮﻟﻪ] :ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ[ ﻛﺪﻓﻊ ﻗﻄﹼﺎﻉ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﺍﻟﺴﺎﺭﻗﲔ ﻭﺍﳌﺘﻐﻠﺒﲔ١٢ .
) (٢ﻗﻮﻟﻪ] :ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ[ ﻷﻧﻪ ﺇﻥ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﺴﺘﺠﻤﻌﹰﺎ ﻟﺸﺮﺍﺋﻂ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﻻ ﻳﺘﻤﻜﹼﻦ ﻣﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟـﺸﺮﻉ ﺳـﻴﻤﺎ
ﻼ١٢ .ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻫ ﹰ
) (٣ﻗﻮﻟﻪ] :ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﳌﻘﺼﻮﺩ ...ﺇﱁ[ ﳏﺼﻠﻪ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻟـﻴﺲ ﻋﺒـﺎﺭﺓ ﻋـﻦ ﺍﻟـﺴﻠﻄﺎﻥ ﻓﻘـﻂ؛ ﺇﺫ ﺑـﻪ ﻧﻈـﺎﻡ
ﱯ ﰲ ﺇﺷـﺎﻋﺔ ﺍﳌﻌﺎﺵ ،ﻭﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﻦ ﺑﻪ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﳌﻌﺎﺵ ﻭﺍﳌﻌﺎﺩ ،ﺑﻞ ﻫﻮ ﺃﻫﻢ ﺍﻷﻣـﻮﺭ ﺑﻨـﺼﺒﻪ؛ ﻷﻧـﻪ ﻧﺎﺋـﺐ ﺍﻟـﻨ
ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﻭﺇﻋﻼﺀ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﷲ"١٢ .ﻧﻈﻢ"
) (٤ﻗﻮﻟﻪ] :ﻓﻴﻌﺼﻲ ﺍﻷﻣـﺔ ﻛﻠﹼﻬـﻢ[ ﻷ ﹼﻥ ﺗـﺮﻙ ﺍﻟﻮﺍﺟـﺐ ﻣﻌـﺼﻴﺔ ،ﻭﺍﳌﻌـﺼﻴﺔ ﺿـﻼﻟﺔ ،ﻭﺍﻷﻣـﺔ ﻻ ﲡﻤـﻊ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ .ﻭﻗﺪ ﳚﺎﺏ ﺑﺄﻧﻪ ﺇﳕﺎ ﻳﻠﺰﻡ ﺍﳌﻌﺼﻴﺔ ﻟﻮ ﺗﺮﻛﻮﻩ ﻣـﻦ ﻗـﺪﺭﺓ ﻭﺍﺧﺘﻴـﺎﺭ ﻻ ﻋـﻦ ﻋﺠـﺰ ﻭﺍﺿـﻄﺮﺍﺭ ﻓـﻼ
ﺇﺷﻜﺎﻝ" ١٢ .ﺧﻴﺎﱄ".
) (٥ﻗﻮﻟﻪ] :ﺍﳋﻼﻓﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ[ ﺍﳋﻼﻓﺔ ﺍﳌﻄﻠﻘﺔ ،ﻓﺈﹼﺎ ﻻ ﺣﺪ ﳍﺎ١٢ .
) (٦ﻗﻮﻟﻪ] :ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ[ ﻣﻦ ﻳﺰﻋﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺻﻄﻼﺡ١٢ .
) (٧ﻗﻮﻟﻪ] :ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﺃﻋﻢ [ﻓﺈ ﹼﻥ ﺍﳋﻠﻴﻔﺔ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻋـﺎﺩ ﹰﻻ ﻛـﺎﻥ ﺃﻭ ﻇﺎﻟِﻤـﹰﺎ ،ﻭﺍﻹﻣـﺎﻡ ﺃﺣـﺪ ﺍﻷِﻳﻤـﺔ ﺍﻹﺛـﲎ
ﻋﺸﺮ" ١٢ .ﻥ"
) (١ﻗﻮﻟﻪ] :ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻣﺸﻜﻞ[ ﺇﺫ ﻟﻴﺲ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﺧﻼﻓﺔ ﻻ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻻﻧﻘﻀﺎﺀ ﺛﻼﺛﲔ ﺳـﻨﺔ ،ﻭﻻ ﻧﺎﻗـﺼﺔ؛ ﺇﺫ ﱂ ﻳﻮﺟـﺪ
ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻗﺮﺷ ﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﻳﺎﺳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻼﺩ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،ﻭﻧﺼﺐ ﻏﲑ ﺍﻟﻘﺮﺷ ﻲ ﻻ ﳚﻮﺯ ،ﻓﻴﻠﺰﻡ ﺃﻥ ﺗﻌﺼﻲ
ﺍﻷﻣﺔ ﻛﻠﹼﻬﺎ ﺑﺘﺮﻙ ﻧﺼﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ،ﻭﺃﺟﻴﺐ ﺑﺄﹼﻢ ﱂ ﻳﺘﺮﻛﻮﻩ ﻋﻦ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺑﻞ ﻋﻦ ﺍﺿﻄﺮﺍﺭ ،ﻭﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﻙ
ﻱ ،ﻓﻼ ﺇﺷﻜﺎﻝ" ١٢ .ﻥ" ﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ
) (٢ﻗﻮﻟﻪ] :ﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ[ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺑﺎﻟﻨﺺ ﺍﳉﻠـﻲ ﻋﻠـﻰ ﺇﻣﺎﻣـﺔ ﻋﻠـﻲ ﺭﺿـﻲ ﺍﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ﻋﻨـﻪ ،ﻭﻛﻔﹼـﺮﻭﺍ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ ﻭﻛﻔﹼﺮﻭﻩ ﻭﻫﻢ ﺍﺛﻨـﺎ ﻋـﺸﺮﺓ
ﺃﻟﻒ ﺭﺟﻞ ،ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻫﻞ ﺻﻼﺓ ﻭﺻﻮﻡ ،ﻭﻓﻴﻬﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﱯ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﹼﻢ½ :ﳛﻘـﺮ ﺃﺣـﺪﻛﻢ
ﺻﻼﺗﻪ ﰲ ﺟﻨﺐ ﺻﻼﻢ ﻭﺻﻮﻣﻪ ﰲ ﺟﻨﺐ ﺻﻮﻣﻬﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺇﳝﺎﻢ ﺗـﺮﺍﻗﻴﻬﻢ¼ ،ﻗﺎﻟـﻪ ﺍﻟـﺴﻴﺪ
ﺍﻟﺴﻨﺪ ﰲ "ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺎﺕ"١٢ .
) (٣ﻗﻮﻟﻪ] :ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ[ ﻗﺎﻝ ﰲ "ﺷﺮﺡ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻌﻀﺪﻳﺔ" :ﻟﹶﻤﺎ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺍﺟﺘﻤﻊ
ﻛﺒﺎﺭ ﺍﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﻭ ﲬﺴﺔ ﻣـﻦ ﻣـﻮﺕ ﻋﺜﻤـﺎﻥ ﺭﺿـﻲ ﺍﷲ
ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲ ﻛﺮﻡ ﺍﷲ ﻭﺟﻬﻪ ،ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﳋﻼﻓـﺔ ،ﻓﻘﺒِـﻞ ﺑﻌـﺪ ﻣﺪﺍﻓﻌـﺔ ﻃﻮﻳﻠـﺔ ،ﻭﺍﻣﺘﻨـﺎﻉ
ﻛﺜﲑ ،ﻓﺒﺎﻳﻌﻮﻩ ﻓﺼﺎﺭﺕ ﺧﻼﻓﺘﻪ ﺇﲨﺎﻋﹰﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﻞﹼ ﻭﺍﻟﻌﻘﺪ ،ﻓﻘﺎﻡ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﳋﻼﻓـﺔ ﻭﺍﺳﺘـﺸﻬﺪ ﻋﻠـﻰ ﺭﺃﺱ
ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﲔ ﻣﻦ ﻭﻓﺎﺓ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﷲ ﺻﻠﹼﻰ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﹼﻢ ،ﻭﻗﻴﻞ :ﺇ ﹼﻥ ﺍﻟﺜﻼﺛﲔ ﻻ ﺗﺘﻢ ﺇ ﹼﻻ ﲞﻼﻓﺔ ﺃﻣﲑ ﺍﳌﺆﻣﻨﲔ
ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻬﺎ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﻋﻠﻲ ﻛﺮﻡ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻜﺮﱘ١٢ .
ﻗﻮﻟﻪ] :ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﺮ[ ﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﺟﻌﻔﺮ ﺍﳌﺪﱐ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻲ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺑﺎﷲ ﻟﻘﹼﺐ ﺑﺎﻗﺮﺍﹰ؛ ﻷﻧﻪ ﺑﻘﺮ ﺍﻟﻌﻠـﻢ ،ﺃﻱ: )(١
ﱯ ﺻـﻠﹼﻰ
ﺷﻘﹼﻪ ﻓﻌﺮﻑ ﺧﻔﺎﻳﺎﻩ ،ﺃﻭ ﻷﻧﻪ ﺗﺒﻘﹼﺮ ﰲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ،ﺃﻱ :ﺗﻮﺳﻊ ،ﺑﻠﹼﻐﻪ ﺟﺎﺑﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨﻪ ﺳﻼﻡ ﺍﻟـﻨ
ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﹼﻢ" ١٢ .ﻥ"
ﻗﻮﻟﻪ] :ﻭﻏﲑﳘﺎ[ ﻛﺈﺩﺭﻳﺲ ﻭﺇﻟﻴﺎﺱ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺫﻛـﺮ ﺍﻟﻌﻼﹼﻣـﺔ ﻋﻠـﻲ ﺍﻟﻘـﺎﺭﻱ ﻋـﻦ "ﺷـﺮﺡ ﺍﳌﻘﺎﺻـﺪ" )(٢
ﺫﻫﺐ ﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺇﱃ ﺃ ﹼﻥ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﰲ ﺯﻣﺮﺓ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ،ﺍﳋﻀﺮ ﻭﺇﻟﻴﺎﺱ ﰲ ﺍﻷﺭﺽ ،ﻭﻋﻴﺴﻰ
ﻭﺇﺩﺭﻳﺲ ﰲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ١٢ .
ﻗﻮﻟﻪ] :ﻭﺃﻧﺖ ﺧﺒﲑ ...ﺇﱁ[ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ١٢ . )(٣
ﻗﻮﻟﻪ] :ﺃﺳﻬﻞ[ ﻓﺈ ﹼﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﺩ ﹰﻻ ﺩﺍﻓﻌﹰﺎ ﻟﻶﻓﺎﺕ ﻋﻨﻬﻢ" ١٢ .ﻥ" )(٤
ﻗﻮﻟﻪ] :ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﺼﻮﻣﹰﺎ[ ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﺘﻀﻴﻪ ﺃﺻﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﺳـﺘﻨﺎﺩ ﺍﻷﺷـﻴﺎﺀ ﻛﻠﹼﻬـﺎ ﺇﱃ )(١
ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﺍﳌﺨﺘﺎﺭ ﺃﺑﺪﹰﺍ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﺃﻥ ﻻ ﳜﻠﻖ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺫﻧﺒﹰﺎ ،ﻭﻋﻨﺪ ﺍﳊﻜﻤـﺎﺀ ﻣﻠﻜـﺔ ﲤﻨـﻊ ﺍﻟﻔﺠـﻮﺭ
ﻭﳛﺼﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﺎﻧﻴﺔ ﺇﺑﺘﺪﺍﺀ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﲟﺴﺎﻟﺐ ﺍﳌﻌﺎﺻﻲ ﻭﻣﻨﺎﻗﺐ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ،ﻭﻳﺘﺄﻛﹼﺪ ﻭﻳﺘﺮﺳﺦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺼﻔﺔ ﰲ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺑﺘﺘﺎﺑﻊ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺑﺎﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﺪﺍﻋﻴﺔ ﺇﱃ ﻣـﺎ ﻳﻨﺒﻐـﻲ ،ﻭﺍﻟﻨـﻮﺍﻫﻲ ﺍﻟﺰﺍﺟـﺮﺓ ﻋﻤـﺎ ﻻ ﻳﻨﺒﻐـﻲ،
ﻭﻗﺎﻝ ﻗﻮﻡ :ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﰲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺃﻭ ﰲ ﺑﺪﻧﻪ ،ﳝﺘﻨﻊ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻓﻴﻪ ،ﻭﻫـﺬﺍ
ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻟﺒﻄﻼﻥ ،ﻛﺬﺍ ﰲ "ﺷﺮﺡ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ"١٢ .
ﻗﻮﻟﻪ] :ﻣﻊ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻘﻄﻊ ...ﺇﱁ[ ﻳﺮﻳﺪ ﺃ ﹼﻥ ﺇﻣﺎﻣﺔ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻨـﻪ ﺻـﺤﻴﺤﺔ ﻗﻄﻌـﹰﺎ ﺑﺎﻹﲨـﺎﻉ ﻓﻠـﻮ )(٢
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﺷﺮﻃﺎﹰ ﻟﻜﺎﻥ ﻋﺼﻤﺘﻪ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻗﻄﻌﹰﺎ ،ﻟﻜﻦ ﻻ ﻗﻄﻊ ﺎ ﻓﺎﻟﻌﺼﻤﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺸﺮﻁ" ١٢ .ﻥ"
ﻗﻮﻟﻪ] :ﻫﻮ ﺍﶈﺘﺎﺝ[ ﻷﻧﻪ ﺩﻋﻮﻯ ﻓﻼ ﺑﺪ ﳍﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﺔ١٢ . )(٣
ﻗﻮﻟﻪ] :ﻭﺍﺣﺘﺞ ﺍﳌﺨﺎﻟﻒ[ ﻭﻫﻢ ﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ ﻭﺍﻹﲰﺎﻋﻴﻠﻴﺔ ،ﻛﺬﺍ ﰲ "ﺷﺮﺡ ﺍﳌﻮﺍﻗﻒ"١٢ . )(٤
ﻗﻮﻟﻪ] :ﺍﳌﻨﻊ[ ﺃﻱ :ﻻ ﻧﺴﻠﹼﻢ ﺃ ﹼﻥ ﻏﲑ ﺍﳌﻌﺼﻮﻡ ﻳﻜﻮﻥ ﻇﺎِﻟﻤﹰﺎ١٢ . )(٥
ﻗﻮﻟﻪ] :ﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ...ﺇﱁ[ ﳉﻮﺍﺯ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﻣﻨﻪ ﺫﻧﺐ ﻏـﲑ ﻣـﺴﻘﻂ ﻟﻠﻌﺪﺍﻟـﺔ ﻛﺎﻟـﺼﻐﺎﺋﺮ ﻣـﻊ ﻋـﺪﻡ )(٦
ﺍﻹﺻﺮﺍﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،ﺃﻭ ﺫﻧﺐ ﻛﺒﲑ ،ﻟﻜﻨﻪ ﺗﺎﺏ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﻇﺎِﻟﻤﹰﺎ ﻭﻻ ﻣﻌﺼﻮﻣﹰﺎ١٢ .
ﻗﻮﻟﻪ] :ﻓﺎﻟﻜﻞﹼ ﲟﻨــﺰﻟﺔ ﺇﻣـﺎﻡ ﻭﺍﺣـﺪ[ ﰲ "ﺍﻟـﻨﻈﻢ" :ﻟﻌﻠﹼـﻪ ﺟـﻮﺍﺏ ﺗﻨــﺰﱄﹼ ،ﻭﺇ ﹼﻻ ﻓﻤـﻦ ﺍﻟﻈـﺎﻫﺮ ﺃ ﹼﻥ ﺍﳌﻨـﻮﻁ )(١
ﺑﺎﻟﺸﻮﺭﻯ ﱂ ﻳﻜﻦ ﺇ ﹼﻻ ﺗﻌﻴﲔ ﺇﻣﺎﻣﺔ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ،ﻻ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﺑﻴﻨـﻬﻢ ﺣـﱴ ﻳﻜـﻮﻥ ﺍﺳـﺘﺨﻼﻓﹰﺎ ﻣـﻦ ﻋﻤـﺮ
ﻤﻮﻋﻬﻢ ﺃﻭ ﻟﻠﻤﺒﻬﻢ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮ ﺑﻴﻨﻬﻢ ،ﻓﺈﻧـﻪ ﻳـﺮﺩﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳـﺎﺕ ﻛﻠﹼﻬـﺎ ﺃﻭ ﺟﻠﹼﻬـﺎ ،ﻓﻌﻠـﻢ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟـﺴﺆﺍﻝ ﻣـﻦ ﺃﺻـﻠﻪ
ﺳﺎﻗﻂ ،ﻭﻟﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﹼﻣﺔ ﺍﳋﻴﺎﱄ :ﻭﻗﺪ ﳚﺎﺏ ﺃﻳﻀﺎﹰ ﺑﺄﻥﹼ ﻣﻌﲎ ﺟﻌﻞ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﺷﻮﺭﻯ ﺃﻥ ﻳﺘﺸﺎﻭﺭﻭﺍ ﻓﻴﻨﺼﺒﻮﺍ
ﻭﺍﺣﺪﹰﺍ ﻣﻨﻬﻢ ،ﻭﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯﻫﻢ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﻭﻻ ﺍﻟﻨﺼﺐ ﻭﻻ ﺍﻟﺘﻌﻴﲔ ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﻻ ﺇﺷﻜﺎﻝ ﺃﺻﻼﹰ١٢ .
ﻗﻮﻟﻪ] :ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ[ ﺍﺣﺘﺮﺍﺯ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮﺓ ﻭﻫﻲ ﻭﻻﻳﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﲞﻼﻑ ﺍﻟﺘﺎﻣـﺔ ،ﻓﺈﹼـﺎ ﺗﻨﻔﻴـﺬ ﺍﻟﻘـﻮﻝ )(٢
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﲑ ،ﻛﺬﺍ ﰲ "ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ"١٢ .
ﻗﻮﻟﻪ] :ﻗﺎﺻﺮﺍﻥ[ ﺃﻱ :ﻟﻴﺲ ﳍﻤﺎ ﻭﻻﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻤﺎ ﻟﻘﺼﻮﺭ ﺍﻟﻌﻘﻞ ،ﻓﻜﻴﻒ ﲢـﺼﻞ ﺍﻟﻮﻻﻳـﺔ ﳍﻤـﺎ ﻋﻠـﻰ )(٣
ﺍﻟﻐﲑ١٢ .
ﻗﻮﻟﻪ] :ﻭﺣﻔﻆ ﺣﺪﻭﺩ ...ﺇﱁ[ ﻫﺬﺍ ﺃﻗ ﹼﻞ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ،ﻭﺇ ﹼﻻ ﻓﺎﻟﻌﺰﳝﺔ ﻓﺘﺢ ﺩﺍﺭ ﺍﳊﺮﺏ" ١٢ .ﻥ" )(٤
) (١ﻗﻮﻟﻪ] :ﻭﻷﻥﹼ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ...ﺇﱁ[ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﺇﻥ ﺃﺭﻳﺪ ﺑﺎﻟﻌﺼﻤﺔ ﻣﻠﻜﺔ ﺍﻻﺟﺘﻨﺎﺏ ﻓﻼ ﺗﻘﺮﻳﺐ ،ﺇﺫ ﺍﳌﻄﻠـﻮﺏ
ﺃﻥ ﻻ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻔﺴﻖ ،ﻭﺇﻥ ﺃﺭﻳﺪ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻔـﺴﻖ ﻓﻌـﺪﻡ ﺍﺷـﺘﺮﺍﻃﻪ ﺍﺑﺘـﺪﺍﺀ ﳑﻨـﻮﻉ ﺣﻴـﺚ ﻗـﺎﻟﻮﺍ :ﻳـﺸﺘﺮﻁ
ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﰲ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ؛ ﻷ ﹼﻥ ﺍﻟﻔﺎﺳﻖ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻷﻣﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﻻ ﻳﻮﺛﻖ ﺑﺄﻭﺍﻣﺮﻩ"١٢.ﺧﻴﺎﱄ"
) (٢ﻗﻮﻟﻪ] :ﻭ ﻛﺬﺍ ﻛﻞﹼ ﻗﺎﺽ[ ﻗﺎﻝ ﰲ "ﺑﺪﺍﺋﻊ ﺍﻟﺼﻨﺎﺋﻊ" :ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﲪﻪ ﺍﷲ ﺷﺮﻁ ﳉﻮﺍﺯ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ،
ﻓﻼ ﻳﺼﻠﺢ ﺍﻟﻔﺎﺳﻖ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺿﻴﹰﺎ ﻋﻨﺪﻩ ،ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃ ﹼﻥ ﺍﻟﻔﺎﺳﻖ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻋﻨـﺪﻩ ،ﻓـﻼ ﻳﻜـﻮﻥ
ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ١٢ .
) (٣ﻗﻮﻟﻪ] :ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ[ ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻨﺒﻐـﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﻠﹼـﺪ ﺍﻟﻔﺎﺳـﻖ؛ ﻷ ﹼﻥ ﺍﻟﻘـﻀﺎﺀ ﺃﻣﺎﻧـﺔ ﻋﻈﻴﻤـﺔ ،ﻭﻫـﻲ ﺃﻣﺎﻧـﺔ
ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻷﺑﻀﺎﻉ ﻭﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ،ﻓﻼ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻮﻓﺎﺋﻬﺎ ﺇ ﹼﻻ ﻣﻦ ﻛﻤﻞ ﻭﺭﻋﻪ ﻭﰎﹼ ﺗﻘﻮﺍﻩ ،ﺇ ﹼﻻ ﺃﻧﻪ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻟﻮ ﻗﻠﹼﺪ ﺟﺎﺯ
ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﰲ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺻﺎﺭ ﻗﺎﺿﻴﹰﺎ؛ ﻷ ﹼﻥ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﳌﻌﲎ ﰲ ﻏﲑﻩ ﻓﻼ ﳝﻨﻊ ﺟـﻮﺍﺯ ﺗﻘﻠﻴـﺪﻩ ﺍﻟﻘـﻀﺎﺀ ﰲ ﻧﻔـﺴﻪ١٢ .
"ﺑﺪﺍﺋﻊ ﺍﻟﺼﻨﺎﺋﻊ".
!
Å
٣٣٨ "
األحكام السلطانية ،ابو احلسن علي بن حممد املاوردي متوىف 450/1058
األمة واجب
اإلمامة موضوعة خلالفة النّ ّبوة يف حراسة ال ّدين وسياسة ال ّدنيا ،وعقدها ملن يقوم هبا يف ّ
ابلشرع ؟ فقالت طائفة وجبت
األصم ،واختلف يف وجوهبا هل وجبت ابلعقل أو ّ
ّ ابإلمجاع وإن ش ّذ عنهم
ابلعقل ملا يف طباع العقالء من التّسليم لزعيم مينعهم من التّظامل ويفصل بينهم يف التّنازع والتّخاصم ،ولوال
جاهلي ( من البسيط )
ّ األودي وهو شاعر
ّ الوالة لكانوا فوضى مهملني ،ومهجا مضاعني ،وقد قال األفوه
ابلشرع
جهاهلم سادوا وقالت طائفة أخرى :بل وجبت ّ
:ال يصلح النّاس فوضى ال سراة هلم وال سراة إذا ّ
جموزا يف العقل أن ال يرد التّعبّد هبا ،فلم يكن العقل
دون العقل ،أل ّن اإلمام يقوم أبمور شرعيّة قد كان ّ
كل واحد نفسه من العقالء عن التّظامل والتّقاطع ،وأيخذ مبقتضى
موجبا هلا ،وإّّنا أوجب العقل أن مينع ّ
الشرع بتفويض األمور إىل وليّه يف
العدل يف التّناصف والتّواصل ،فيتدبّر بعقله ال بعقل غريه ،ولكن جاء ّ
( فصل ) فإذا ثبت وجوب اإلمامة ففرضها على الكفاية كاجلهاد وطلب العلم ،فإذا قام هبا من
هو من أهلها سقط فرضها على الكفاية ،وإن مل يقم هبا أحد خرج من النّاس فريقان :أحدمها أهل االختيار
لألمة .
حّت خيتاروا إماما ّ
ّ
األمة يف
حّت ينتصب أحدهم لإلمامة ،وليس على من عدا هذين الفريقني من ّ
والثّاين أهل اإلمامة ّ
كل فريق
األمة يف فرض اإلمامة وجب أن يعترب ّ
أتخري اإلمامة حرج وال مأمث ،وإذا متيّز هذان الفريقان من ّ
ابلشروط املعتربة فيه .
منهما ّ
2
الشروط املعتربة فيها .
يستحق اإلمامة على ّ
ّ يتوصل به إىل معرفة من
والثّاين :العلم الّذي ّ
املؤداين إىل اختيار من هو لإلمامة أصلح وبتدبري املصاحل أقوم وأعرف ،
الرأي واحلكمة ّ
والثّالث ّ :
وليس ملن كان يف بلد اإلمام على غريه من أهل البالد فضل مزيّة تق ّدم هبا عليه وإّّنا صار من حيضر ببلد
اإلمام متولّيا لعقد اإلمامة عرفا ال شرعا ؛ لسبوق علمهم مبوته وأل ّن من يصلح للخالفة يف األغلب موجودون
فالشروط املعتربة فيهم سبعة :أحدها :العدالة على شروطها اجلامعة .
و ّأما أهل اإلمامة ّ
الرابع :سالمة األعضاء من نقص مينع عن استيفاء احلركة وسرعة النّهوض .
وّ
العدو .
املؤدية إىل محاية البيضة وجهاد ّ
الشجاعة والنّجدة ّ
السادس ّ :
و ّ
3
حترير األحكام يف تدبري أهل اإلسالم ،حممد بن إبراهيم بن مجاعة الكناين احلموي الشافعي ،بدر الدين
قال هللا تعاىل{ :اي داود إان جعلناك خليفة يف األرض فاحكم بني الناس ابحلق وال تتبع اهلوى فيضلك عن سبيل
هللا}
وقال هللا تعاىل{ :الذين إن مكناهم يف األرض أقاموا الصالة وآتوا الزكاة وأمروا ابملعروف وهنوا عن املنكر وهلل عاقبة
األمور}.
ضمن سبحانه نصرة امللوك هبذه الشروط األربعة ،فإذا قاموا هبذه الشروط حتقق هلم النصر املشروط.
وجيب نصب إمام حبراسة الدين ،وسياسة أمور املسلمني ،وكف أيدي املعتدين ،وإنصاف املظلومني من الظاملني،
وأيخذ احلقوق من مواقعها ،ويضعها مجعا وصرفا يف مواضعها ،فإن بذلك صالح البالد وأمن العباد ،وقطع مواد
الفساد ،ألن اخللق ال تصلح أحواهلم إال بسلطان يقوم بسياستهم ،ويتجرد حلراستهم؛ ولذلك قال بعض احلكماء:
ونقل الطرطوشي .رمحه هللا يف قوله تعاىل{ :ولوال دفع هللا الناس بعضهم ببعض لفسدت األرض} قيل يف معناه:
لوال أن هللا تعاىل أقام السلطان يف األرض يدفع القوي عن الضعيف ،وينصف املظلوم من ظامله؛ لتواثب الناس
بعضهم على بعض ،مث امنت هللا تعاىل على عباده إبقامة السلطان هلم بقوله تعاىل{ :ولكن هللا ذو فضل على
العاملني}.
وروي يف احلديث " :السلطان ظل هللا يف األرض أيوي إليه كل مظلوم من عباده ،فإذا عدل كان له األجر وعلى
الرعية الشكر ،وإن جار كان عليه اإلصر وعلى الرعية الصرب".
4
وعن علي رضي هللا تعاىل عنه :إمام عادل خري من مطر وابل .وذلك ألن الناس على دين امللك ،فإذا عدل لزمت
الرعية العدل وقوانينه ،فانتعش احلق ،وتناصف الناس ،وذهب اجلور ،فرتسل السماء بركاهتا ،وخترج األرض نباهتا،
وقيل :ليس فوق رتبة السلطان العادل رتبة إال نيب مرسل أو ملك مقرب .وعن أمحد بن حنبل رضي هللا عنه :لو
كانت يل دعوة
مستجابة لدعوت هبا إىل السلطان ،ألن يف صالحه صالح البالد والعباد ،ويف فساده فسادمها.
وقيل :السلطان من الرعية كالروح من اجلسد ،فإن استقام مزاجها استقام مزاج مجيع أعضائه وحواسه ،وإن فسدت
فصل ()٤
وصفة البيعة أن يقال " :ابيعناك راضني على إقامة العدل والقيام بفروض اإلمامة على كتاب هللا وسنة رسوله [صلى
هللا عليه وسلم] " .وال تفتقر إىل الصفق ابليد بل يكفي فيه القول.
ومن عقدت له البيعة جاز أن يسمى " خليفة " وأن يقال خليفة رسول هللا [صلى هللا عليه وسلم] ،ألنه خليفة
يف أمته ،واألصح :أن ال يقال خليفة هللا ،ولذلك عندما قيل أليب بكر رضي هللا عنه " :اي خليفة هللا " .قال :لست
خليفة هللا ،ولكين خليفة رسول هللا [صلى هللا عليه وسلم].
5
الدرر احلكام ىف شرح غرر األحكام ،مال خسرو
كتاب اجلهاد
أي أذن هلم يف ال ّدفع ،مثّ أمر ابلقتال ابتداء يف بعض األزمان بقوله تعاىل {فإذا انسلخ األشهر احلرم فاقتلوا املشركني
حّت
حيث وجدمتوهم} [التوبة ]5 :مثّ أمر ابلقتال مطلقا يف األزمان كلّها واألماكن أبسرها بقوله تعاىل {وقاتلوهم ّ
ابّلل وال ابليوم
ال تكون فتنة} [البقرة{ ]193 :وقاتلوا املشركني كافّة} [التوبة ، ]36 :و {قاتلوا الّذين ال يؤمنون ّ
6
(و) فرض (عني إن هجموا) أي هجم الك ّفار على ثغر من ثغور دار اإلسالم فيصري فرض عني على من قرب منه
فأما من
العدوّ ،
نقل صاحب النّهاية عن ال ّذخرية أ ّن اجلهاد إذا جاء النّفري إّّنا يصري فرض عني على من يقرب من ّ
حّت يسعهم تركه إذا مل حيتج إليهم ،فإذا احتيج إليهم أبن عجز من
العدو فهو فرض كفاية عليهم ّ
وراءهم ببعد من ّ
العدو أو مل يعجزوا عنها لكنّهم تكاسلوا ومل جياهدوا فإنّه يفرتض على من
العدو عن املقاومة مع ّ
كان يقرب من ّ
الصالة ال يسعهم تركه مثّ ومثّ إىل أن يفرتض على مجيع أهل اإلسالم شرقا وغراب على هذا
كالصوم و ّ
يليهم فرض عني ّ
الصالة على امليّت فإ ّن من مات يف انحية من نواحي البلدة فعلى جريانه وأهل حملّته أن يقوموا
التّدريج ،ونظريه ّ
أبسبابه ،وليس على من كان ببعد من امليّت أن يقوم بذلك ،وإن كان الّذي ببعد من امليّت يعلم أ ّن أهل احمللّة
يضيّعون حقوقه أو يعجزون عنه كان عليه أن يقوم حبقوقه ،كذا هنا.
الزوج
وحق ّ
الكل فيجب عليهم ّ (فتخرج املرأة والعبد بال إذن) من ّ
الزوج واملوىل؛ أل ّن املقصود ال حيصل ّإال إبقامة ّ
الصوم ،خبالف ما قبل النّفري إذ بغريهم كفاية فال ضرورة يف إبطال
كالصالة و ّ
حق فرض العني ّ
واملوىل ال يظهر يف ّ
ح ّقهما.
(فإن حاصرانهم دعوانهم إىل اإلسالم ،فإن أبوا) أي امتنعوا عن اإلسالم (فإىل) أي فندعوهم إىل (اجلزية فإن قبلوا)
7
(وال نقاتل من مل تبلغه ال ّدعوة) إىل اإلسالم ومن قاتلهم قبلها أمث للنّهي عنه ومل يغرم؛ أل ّهنم غري معصومني (وندب
لكن الغلول
اّلل عليه وسلّم -هنى عنهما وكالمها خيانة ّ
(وقطع شجر وإفساد زرع بال غدر وغلول) ألنّه -صلّى ّ
أعم يشمل نقض العهد (ومثلة) اسم من مثّل به ميثّل مثال كقتل يقتل قتال أي ن ّكل به يعين
خاصة ،والغدر ّ
يف املغنم ّ
جعله نكاال وعربة لغريه كقطع األعضاء وتسويد الوجه.
كالصبيان واجملانني (وشيخ فان وأعمى ومقعد وامرأة) للنّهي عن كلّها يف
اإلحراق ابلنّار (وبال قتل غري مكلّف) ّ
حيث به أو) ذا (رأي يف احلرب أو ملكا) فحينئذ يقتل.
(إال أن يكون أحدهم مقاتال أو ذا مال ّ
احلديث ّ
(.و) بال قتل (أب كافر بدءا) أي ال جيوز لالبن أن يقتل أابه الكافر ابتداء لقوله تعاىل {وصاحبهما يف ال ّدنيا
معروفا} [لقمان ]15 :وليست البداءة ابلقتل من املعروف؛ وألنّه تسبّب يف حياته فال يكون سببا إلفنائه وإّّنا قال
بدءا؛ أل ّن األب إن قصد قتل االبن ومل ميكنه دفعه ّإال بقتله جاز قتله؛ أل ّن هذا دفع عن نفسه فإن أابه املسلم إذا
سريّة خياف
قصد قتله جاز له قتله فالكافر أوىل (فيقتله غري ابنه) وابنه ال مينعه عنه (وبال إخراج مصحف وامرأة يف ّ
الضياع والفضائح.
عليهما) ملا فيه من تعريض املصحف على االستخفاف واملرأة على ّ
الصلح مبال أيخذونه من املسلمني ال يفعله اإلمام؛ أل ّن فيه إحلاق املذلّة للمسلمني ويف احلديث «ليس للمؤمن أن
ّ
8
أبي طريق أمكن واجب (وينبذ إن خريا) أي لو صاحلهم اإلمام مثّ
يذل نفسه ّإال إذا خاف اهلالك» ؛ أل ّن دفعه ّ
ّ
الصلح أصلح نبذ إليهم أي أرسل إليهم خرب النّقض (فيقاتل وقبل نبذ لو خانوا بدءا) أي قوتلوا قبل
رأى نقض ّ
إرسال خرب النّقض إن بدءوا ابخليانة
القتال.
وحرة) من
حر ّ(صح أمان ّ
(ال يباع سالح وخيل وحديد منهم ولو بعد صلح) ملا فيه من معونتهم على احلرب ّ
(شرا نبذ)
الصلح ّ
حّت مل جيز ألحد من املسلمني قتلهم (فإن) كان ّ
املسلمني كافرا أو ك ّفارا أو أهل حصن أو مدينة ّ
األمان (و ّأدب) معطي األمان.
يؤمنهم فحينئذ
ذم ّي) ؛ ألنّه متّهم هبم وكذا ال والية له على املسلمني ّإال أن أيمره أمري العسكر أبن ّ
يصح (أمان ّ
(ال) ّ
يلعي (و) ال أمان (أسري مسلم) معهم (واتجر) مسلم (معهم) أل ّهنما مقهوران حتت أيديهم فال
الز ّ
جاز ،ذكره ّ
مبحل اخلوف.
خيتص ّ
خيافوهنما واألمان ّ
9
(إذا فتح اإلمام بلدة صلحا جيري) أي اإلمام (على موجبه) ال بغريه هو وال من بعده من األمراء (وأرضها تبقى على
خمري إن شاء مخسها ،مثّ (قسما بيننا) يعين الغاّنني فتكون ملكا
ملكهم ،ولو) فتحها (عنوة) أي قهرا فهو يف ح ّقها ّ
اّلل عليه وسلّم -خبيرب ووضع عليها العشر إذ ال جيوز وضع اخلراج ابتداء على
اّلل -صلّى ّ
لنا كما فعل رسول ّ
ذمة للمسلمني واألراضي
أقر أهلها عليها) أي إن شاء ومن به على أهلها وتركهم أحرار األصل ّ
املسلم كما سيأيت (أو ّ
مملوكة هلم (جبزية) أي بوضع جزية عليهم.
اجلزية ،وقوله :لو كانوا ك ّفارا إشارة إىل أ ّن القوم اآلخرين لو كانوا مسلمني ال يوضع عليهم ّإال العشر؛ ألنّه ابتداء
السيف (وحرم منّهم) وهو أن يرتك الكافر األسري بال أخذ شيء منه (وفداؤهم)
إذ ال يقبل منهم ّإال اإلسالم أو ّ
افعي ،و ّأما الفداء فقبل الفراغ من
الش ّاملن خالف ّ
وهو أن يرتكه وأيخذ منهم ماال أو أسريا مسلما يف مقابلته ويف ّ
حممد
احلرب جاز ابملال ال ابألسري املسلم وبعده ال جيوز ابملال عند علمائنا وال ابلنّفس عند أيب حنيفة وجيوز عند ّ
(وردهم إىل دارهم) أل ّن فيه تقوية هلم على املسلمني.
افعي جيوز مطلقا ّ
الش ّوعن أيب يوسف روايتان وعند ّ
شق نقلها) يعين إذا أراد اإلمام العود إىل دار اإلسالم ومعه مواش ومل يقدر على نقلها إىل دار
(و) حرم (عقر دابّة ّ
افعي (فتذبح وحترق) ّأما ال ّذبح فألنّه جاز ملصلحة وإحلاق
للش ّاإلسالم ال يعقرها خالفا ملالك وال يرتكها خالفا ّ
10
فلئال ينتفع هبا الك ّفار فصار كتخريب البنيان وقطع األشجار وال حترق قبل
الغيظ هبم من أقوى املصاحل ،و ّأما احلرق ّ
ال ّذبح إذ ال يع ّذب ابلنّار ّإال رّهبا ،وحيرق األسلحة أيضا وما ال حيرق كاحلديد يدفن.
(و) حرم (قسمة مغنم مثّة) أي قسمة غنيمة يف دار احلرب قبل إخراجها إىل دار اإلسالم.
افعي جيوز بعد استقرار اهلزمية وهذا بناء على أ ّن امللك ال يثبت قبل اإلحراز بدار اإلسالم عندان وعنده
الش ّوقال ّ
الصغري إذ ال جيرب على عقد اإلجارة ابتداء كما إذا نفقت دابّته يف
السري ّ
أخرى أبجر املثل وال جيربهم على رواية ّ
املفازة ومع رفيقه دابّة وال جيرب على اإلجارة ،خبالف ما استشهد به فإنّه بناء وليس اببتداء وهو أسهل منه.
مر وبعده
(و) حرم (بيعه) أي املغنم (قبلها) أي القسمة للنّهي عنه يف احلديث وألنّه قبل اإلحراز ابل ّدار مل ميلك كما ّ
الردء) أي العون (ومدد يلحقهم مثّة كمقاتل) يف استحقاق الغنيمة
نصيبه جمهول جهالة فاحشة فال ميكنه أن يبيعه (و ّ
سوقي مل يقاتل وال من مات مثّة) لعدم التّملّك.
(ال ّ
حّت يورث نصيبه فال جيوز االنتفاع بال رضاهم (وال بيعها
الضرورة؛ أل ّن ح ّقهم قد أت ّكد ّ
منها) لزوال املبيح وهو ّ
(ورد
رد الثّمن إىل املغنم ّ
للضرورة فإن ابع أحدهم ّ
متوهلا) أي الطّعام وحنوه ألنّه مل متلك ابألخذ وإّّنا أبيح التّناول ّ
وّ
الفضل) أي ما بقي ممّا أخذه يف دار احلرب لينتفع به (إىل املغنم) بعد اخلروج إىل دار اإلسالم لزوال حاجته هذا
11
قبل القسمة وبعدها إن كان غنيّا تص ّدق بعينه لو قائما وبقيمته لو هالكا ،والفقري ينتفع ابلعني وال شيء عليه إن
هلك.
(ومن أسلم) من أهل احلرب (مثّة) أي يف دار احلرب (عصم نفسه وطفله) ؛ ألنّه صار مسلما تبعا فال جيوز قتلهم
واسرتقاقهم.
(فمن دخل دارهم فارسا فنفق فرسه) أي مات فشهد الوقعة راجال (فله سهمان سهم فارس ومن دخلها راجال
فشرى فرسا) فشهد الوقعة فارسا (فله سهم راجل وال يسهم لغري فرس واحد) أي ال يسهم لفرسني وال لراحلة وبغل.
الرضخ إعطاء شيء قليل واملراد هاهنا قدر ما يراه اإلمام حتريضا هلم
وذم ّي ورضخ هلم) ّ
وصيب وامرأة ّ
(و) ال (عبد ّ
على القتال وإّّنا يرضخ هلم إذا ابشروا القتال أو كانت املرأة تداوي اجلرحى وتقوم مبصاحلهم فيكون جهادا مبا يليق
جل
اّلل تعاىل) يف قوله ّ
السبيل وق ّدم فقراء ذوي القرىب عليهم وال شيء لغنيّهم وذكره ّ
(اخلمس لليتيم واملسكني وابن ّ
الكل له وهو غري حمتاج
تربكا ابمسه تعاىل؛ أل ّن ّ
جالله {فأ ّن ّّلل مخسه} [األنفال( ]41 :للتّ ّربك) أي الفتتاح الكالم ّ
ابلرسالة
اّلل عليه وسلّم -كان يستح ّقه ّ
اّلل عليه وسلّم -سقط بعده) ألنّه -صلّى ّ
يب -صلّى ّ
إىل شيء (وسهم النّ ّ
12
اّلل عليه وسلّم -يصطفيه لنفسه من الغنيمة ويستعني به
اّلل -صلّى ّ
في وهو ما كان رسول ّ
كالص ّ
وال رسول بعده ّ
على أمور املسلمني (من دخل دارهم فأغار مخس ّإال من ال منعة له وال إذن) فإ ّن اخلمس إّّنا يؤخذ من الغنيمة
وهي ما يؤخذ من الك ّفار قهرا وهو ّإما ابملنعة أو إبذن اإلمام فإنّه يف حكم املنعة؛ ألنّه ابإلذن التزم نصرته (ولإلمام
أن ينفل) التّنفيل إعطاء شيء زائد على سهم الغنيمة (وقت القتال حثّا) .أي إغراء (فيقول «من قتل قتيال فله
يستحق
ّ كل من
قتل) اإلمام (قتيال) ألنّه ليس من ابب القضاء ،وإّّنا هو من ابب استحقاق الغنيمة وهلذا يدخل فيه ّ
يستحق اإلمام النّفل إذا قال من (قتلته أان فلي سلبه) ؛ ألنّه
ّ الغنيمة سهما أو رضخا فال يتّهم به (ال من) أي ال
يستحق اإلمام النّفل أيضا إذا قال (من قتل منكم) ألنّه ميّز نفسه منهم (وذا)
ّ خص نفسه فصار متّهما (وال) أي ال
ّ
الصبيان واجملانني؛ أل ّن
حّت ال يستح ّقه بقتل النّساء و ّ
السلب إّّنا يكون (إذا كان القتيل مباح القتل) ّ
أي استحقاق ّ
استحق سلبه لكونه ابلقتال
ّ يب فقتله مسلم
الص ّ
حّت لو قاتل ّ
التّنفيل حتريض على القتال ،وإّّنا يتح ّقق ذلك يف املقاتل ّ
السلب بقتل املريض واألجري منهم والتّاجر يف عسكرهم وال ّذ ّم ّي الّذي نقض العهد وخرج؛ أل ّن
ويستحق ّ
ّ مباح ال ّدم
(أو يقول) عطف على قوله فيقول أي يقول اإلمام (لسريّة) وهي من أربعة إىل أربعمائة من املقاتلة (ال عسكر
13
أت ّكد فيه ابإلحراز ابل ّدار وهلذا يورث منه لو مات فال جيوز إبطال ح ّقهم (وسلبه ما معه) من ثيابه وسالحه وماله
(للكل) أي
ّ السلب
وإال له وحقيقته مع ما فيها من ماله (وهو) أي ّ
السرج ّ
(حّت مركبه وما عليه) من ّ
على وسطه ّ
أمة مؤمنة ذكر يف الكايف وغريه يف شرح املسألة اآلتية ،وهي ما إذا ابتاع مستأمن عبدا مسلما وأدخله دارهم. . .
املرتدد أل ّن يد املوىل ابقية عليه حكما لقيام يد أهل ال ّدار عليه فمنع ظهور يده متلّكهم وهلذا لو
للملك ،خبالف ّ
14
الشرع أسقط عصمتهم جزاء على
(حرهم ومدبّرهم و ّأم ولدهم ومكاتبهم وملكهم) فإ ّن ّ
(وّنلك ابلغلبة) عليهم ّ
اّلل تعاىل عليه أبن جعلهم عبيد عبيده
اّلل تعاىل واستنكفوا عن عبادته جازاهم ّ
جنايتهم ،فإ ّهنم ملّا أنكروا وحدانيّة ّ
وتبع ماهلم رقاهبم ،مثّ إ ّن الك ّفار بعدما غلبوا علينا وأخذوا مالنا إذا غلبنا عليهم وأخذ الغاّنون منهم ما أخذوا منّا
(فمن وجد منّا ماله يف الغاّنني أخذه جمّاان قبل قسمتنا) الغنيمة بني الغاّنني (و) أخذه (ابلقيمة بعدها) أي بعد
القسمة
ابب املستأمن
مر
حيل ّإال ابمللك وال ملك قبل اإلحراز كما ّ
مستأمن ومل يوجد منه االلتزام (وال يستبيح فروجهم) ؛ أل ّن الفرج ال ّ
ووطئهن
ّ وطئوهن
ّ احلريب) إذ لو كانوا
يطأهن ّّ ملكوهن ومل
ّ (إال إذا وجد امرأته املأسورة أو ّأم ولده أو مدبّرته؛ أل ّهنم ما
ّ
مر
وإّّنا التزمه يف املستقبل ،و ّأما الغصب فألنّه صار ملكا للغاصب املستويل عليه ملصادفته ماال غري معصوم كما ّ
(كذا حربيّان فعال ذلك وجاءا مستأمنني) ملا ذكران (فإن جاءا مسلمني قضي بينهما ابل ّدين ال الغصب) ّأما ال ّدين
15
فلما
ابلرتاضي والوالية اثبتة حال القضاء اللتزامهما األحكام ابإلسالم ،و ّأما الغصب ّ
فألنّه وقع صحيحا لوقوعه ّ
ابلرّد.
احلريب ليؤمر ّ
ذكر أنّه ملكه وال خبث يف ملك ّ
(قتل مسلم مستأمن مثّة) أي يف دار احلرب (مثله) أي مستأمنا (عمدا أو خطأ ودى) أي يعطي ال ّدية (من ماله
فيهما) أي العمد واخلطإ (وك ّفر للخطإ) ّأما الك ّفارة فلقوله تعاىل {ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة} [النساء:
]92بال تقييد بدار اإلسالم أو احلرب ،و ّأما ختصيصها ابخلطإ فألنّه ال ك ّفارة يف العمد عندان ،و ّأما ال ّدية فأل ّن
احلرب فال فائدة يف الوجوب فال جيب كاحل ّد ،و ّأما وجوب ال ّدية يف ماله يف العمد فأل ّن العواقل ال تعلّق العمد كما
(ويف األسريين) إذا قتل أحدمها اآلخر (ك ّفر فقط يف اخلطإ) أي ال يدي يف اخلطإ وال شيء يف العمد أصال عند
أيب حنيفة وكذا إذا قتل مسلم اتجرا أسريا مثّة فال شيء عليه ّإال الك ّفارة يف اخلطإ عنده وقاال يف األسريين ال ّدية يف
اخلطإ والعمد؛ أل ّن العصمة ال تبطل بعارض األسر كما ال تبطل بعارض االستئمان وامتناع القصاص لعدم املنعة
مر وله أ ّن ابألسر صار تبعا هلم لصريورته مقهورا يف أيديهم وهلذا يصري مقيما إبقامتهم ومسافرا
وجتب ال ّدية يف ماله ملا ّ
مر (كقتل مسلم من
وخص اخلطأ ابلك ّفارة ملا ّ
ّ بسفرهم فيبطل به اإلحراز أصال وصار كاملسلم الّذي مل يهاجر إلينا
أسلم مثّة) حيث ال جيب بقتله ّإال الك ّفارة يف اخلطإ فقط. .
حريب) دخل إلينا مستأمنا هنا (سنة ويقال له إن أقمت هنا سنة أو شهرا نضع عليك اجلزية ،فإن رجع)
(ال مي ّكن ّ
(وإال) أي وإن مل يرجع (فهو
الشرط حمذوف ّ
الشهر فبها ونعمت فجزاء ّ
السنة أو ّ
إىل داره (قبل ذلك) القدر من ّ
لئال يصري عينا هلم وعوان علينا ومي ّكن
احلريب ال مي ّكن من إقامة دائمة يف داران ّإال ابالسرتقاق أو جزية ّ
ذم ّي) اعلم أ ّن ّ
ّ
من اإلقامة اليسرية؛ أل ّن يف منعها قطع جلب احلوائج وس ّد ابب التّجارة ففصل بينهما بسنة أل ّهنا م ّدة جتب فيها
16
السنة إىل وطنه فال سبيل عليه ،وإن مكث
اجلزية فتكون اإلقامة ملصلحة اجلزية ،فإن رجع بعد قول اإلمام قبل متام ّ
كالشهر
السنة ّ
ذم ّي ألنّه ملّا أقام سنة بعد قول اإلمام صار ملتزما للجزية ،ولإلمام أن يؤقّت ما دون ّ
سنة فهو ّ
ذميّا ملا ذكر (ال يرتك أن يرجع) إىل دار احلرب؛ أل ّن عقد
الشهرين وإذا أقام تلك امل ّدة بعد مقالة اإلمام يصري ّ
و ّ
السنة يف
حسن لذلك كما يف أتجيل العنّني ،كذا يف النّهاية نقال عن املبسوط (لكنّها) أي اجلزية (توضع بعد ّ
الصورة (األوىل)
السنة (يف) ّ
(إال أن يشرتط أخذها) أي اجلزية (بعدها) أي بعد ّ
الصورتني) أي بعد التّقدير وقبله ّ
ّ
السنة األوىل.
الشهر فحينئذ أنخذها منه كما متّت ّ
السنة أو ّ
أي بعد التّقدير ،ويقال وأنخذ بعد ّ
حّت
ذميّا بشراء أرض اخلراج ّ
ذميّا (إذا شرى أرضا فوضع عليه خراجها) فيه إشارة إىل أنّه ال يصري ّ
(وكذا) يصري ّ
ذميّا وضع عليه اخلراج لزم عليه (جزية سنة من وقت الوضع) فتكون
يوضع عليه اخلراج (فعليه) أي إذا كان املشرتي ّ
(ذميّا هنا) لكوهنا اتبعة
ذميّة إذا نكحت ّ
لسنة مستقبلة (أو نكحت) عطف على شرى أرضا أي تكون احلربيّة ّ
ابلرجوع؛
حل دمه) ّ
لزوجها (بال عكس) إذ ميكن أن يطلق فريجع إىل وطنه (مستأمن) من أهل احلرب (رجع إليهم ّ
ألنّه أبطل أمانه وما يف دار اإلسالم من ماله على خطر.
ذم ّي؛
(فإن أسر) املستأمن (أو ظهر عليهم) أي أهل احلرب (فقتل سقط دين) كان (له على معصوم) مسلم أو ّ
فيختص به فيسقط (وأيفء) أي
ّ العامة
أل ّن إثبات اليد عليه بواسطة املطالبة وقد سقطت ويد من عليه أسبق من يد ّ
صار فيئا (وديعة له عنده) أي معصوم؛ أل ّهنا يف يده تقديرا أل ّن يد املودع كيده فيصري فيئا تبعا لنفسه وعن أيب
يلعي.
الز ّ
حممد) ذكره ّ
ويوىف بثمنه ال ّدين والفاضل لبيت املال عند ّ
17
فريد على ورثته لقيامهم
(وإن مات أو قتل بال غلبة عليهم فال ّدين الوديعة لورثته) أل ّن حكم األمان ابق لعدم بطالنه ّ
مقامه. .
(حريب هنا له مثّة عرس وأوالد ووديعة مع معصوم وغريه فأسلم فظهر عليهم فكلّه يفء) ّأما عرسه وأوالده الكبار وما
ّ
الصغري إّّنا يتبع أابه ويصري مسلما إبسالمه إذا
الصغار فأل ّن ّ
يف بطنها وعقاره فلما ذكر يف ابب الغنائم ،و ّأما أوالده ّ
كان يف يده وحتت واليته ومع تباين ال ّدارين ال حيصل ذلك وأمواله مل تصر حمرزة إبحراز نفسه الختالف ال ّدارين
يب يف هذه املسألة وجاء دار اإلسالم كان مسلما تبعا ألبيه الجتماعهما يف
الص ّ
الكل فيئا وغنيمة ،ولو سيب ّ
فيبقى ّ
دار واحدة ،خبالف ما قبل إخراجه إىل دار اإلسالم الختالف ال ّدارين ،مثّ هو يفء على حاله ملا ذكر وكونه مسلما
حريب (مثّة) أي يف دار احلرب (وله ورثة) مسلمون (فيها فقتله مسلم فال شيء عليه ّإال الك ّفارة يف اخلطإ)
(أسلم) ّ
ويل له ،و) دية (مستأمن أسلم هنا) أي يف دار
وال شيء يف العمد وقد علم وجهه (أيخذ اإلمام دية مسلم ال ّ
اإلسالم (من عاقلة قاتله خطأ) ؛ ألنّه قتل نفسا معصومة فتناوله النّصوص الواردة يف قتل اخلطإ ومعىن قوله أخذه
اإلمام أ ّن األخذ له ليضعه يف بيت املال؛ ألنّه نصب انظرا للمسلمني وهذا من النّظر (ويقتل اإلمام أو أيخذ ال ّدية
تتمة
ّ
18
يبني فيها كون دار احلرب دار اإلسالم وعكسه (دار احلرب تصري دار اإلسالم إبجراء أحكام اإلسالم
هلذا البحث ّ
فيها كإقامة اجلمع واألعياد ،وإن بقي فيها كافرا صلّى ومل يتّصل بدار اإلسالم) أبن كان بينهما وبني دار اإلسالم
كل ما
الشارع بل ّ
(ابلصلح ال يق ّدر) أي ال يكون له تقدير من ّ
يضعها اإلمام إذا غلب عليهم (ما وضع) من اجلزية ّ
أقروا على أمالكهم) فيه إشارة إىل أ ّن ما يف
يغري) بزايدة ونقص (وما وضع بعدما غلبوا و ّ
يتعني (وال ّ
الصلح عليه ّ
يقع ّ
عجمي ظهر غناه)
ّ ووثين
وجموسي ّ
ّ كتايب
أقروا عليها (يق ّدر على ّ
أيديهم من العقار وغريه يكون أمالكا هلم بعدما ّ
(لكل سنة) متعلّق بقوله يق ّدر وقوله (مثانية وأربعون درمها) فاعل
الالم يف ّ
أبن ملك عشرة آالف درهم فصاعدا ،و ّ
19
حممد عن أيب حنيفة أنّه يوضع عليه إذا كان يقدر على العمل وهو قول أيب يوسف
على (راهب ال خيالط) وروى ّ
(وصيب وامرأة ومملوك وأعمى وزمن وفقري ال يكتسب).
ّ
(ال ّذ ّم ّي إذا اشرتى دارا) أي أراد شراءها (يف املصر ال ينبغي أن تباع منه فلو اشرتى جيرب على بيعها من املسلم) وقيل
الشراء وال جيرب على البيع ّإال إذا كثر ذكره قاضي خان مييّز ال ّذ ّم ّي يف زيّه ومركبه وسرجه وسالحه فال يركب
جيوز ّ
ابّلل عرض عليه اإلسالم وكشف شبهته وحبس ثالثة ّأايم إن استمهل وقيل مطلقا) أي وإن مل
(من ارت ّد والعياذ ّ
(وإال) أي وإن مل يتب
عما انتقل إليه) فبها ونعمت ّ
كل دين سوى اإلسالم أو ّ
يستمهل (فإن اتب ابلتّ ّربي عن ّ
20
البخاري وغريمها( .ويكره) أي قتله (قبل
ّ اّلل عليه وسلّم « -من ب ّدل دينه فاقتلوه» رواه أمحد و
(قتل) لقوله -صلّى ّ
العرض) معىن الكراهة هاهنا ترك النّدب (بال ضمان) ؛ أل ّن الكفر مبيح والعرض بعد بلوغ ال ّدعوى غري الزم (وال
الزوج.
ّ
[كتاب اجلهاد]
[حكم اجلهاد]
22
الفتاوى اهلندية ،املؤلف :جلنة علماء برائسة نظام الدين البلخي
( كتاب أدب القاضي ) وهو مشتمل على أحد وثالثني اباب ( الباب ّ
األول يف تفسري معىن األدب
والقضاء وأقسامه وشرائطه ومعرفة من جيوز التّقلّد منه وما يتّصل بذلك ) األدب هو التّخلّق ابألخالق
الشرع من بسط
اجلميلة واخلصال احلميدة يف معاشرة النّاس ومعاملتهم وأدب القاضي التزامه ملا ندب إليه ّ
السنّة .
الشرع ،واجلري على سنن ّ
العدل ودفع الظّلم وترك امليل ،واحملافظة على حدود ّ
الصاحلون
الصحابة ،والتّابعون ،ومضى عليه ّ
واألصل أ ّن القضاء فريضة حمكمة وسنّة متّبعة قد ابشره ّ
ولكنّه فرض كفاية كذا يف الكايف .
وحرام ،وهو أن يعلم من نفسه العجز عنه وعدم اإلنصاف فيه ملا يعلم من ابطنه من اتّباع اهلوى ما
23
الشهادة كذا يف اهلداية من اإلسالم ،والتّكليف
املوىل شرائط ّ
حّت جيتمع يف ّ
تصح والية القاضي ّ
وال ّ
القوي
أصم وال أخرس ،و ّأما األطرش ،وهو الّذي يسمع ّ
احلريّة وكونه غري أعمى وال حمدودا يف قذف وال ّ
،و ّ
فاألصح جواز توليته كذا يف النّهر الفائق .
ّ من األصوات
حّت لو قلّد جاهل ،وقضى هذا اجلاهل بفتوى غريه جيوز كذا يف امللتقط لكن مع هذا ال ينبغي أن
ّ
يقلّد اجلاهل ابألحكام وكذلك العدالة عندان ليست بشرط يف جواز التّقليد لكنّها شرط الكمال فيجوز تقليد
السلطان اجلائر
السلطان العادل ،واجلائر ولكن إّّنا جيوز تقلّد القضاء من ّ
وجيوز تقلّد القضاء من ّ
بشر وال ينهاه عن تنفيذ بعض األحكام كما ينبغي
حبق ،وال خيوض يف قضاايه ّ
إذا كان مي ّكنه من القضاء ّ
بشر وال مي ّكنه من تنفيذ األحكام كما ينبغي ال
حبق وخيوض يف قضاايه ّ
ّأما إذا كان ال مي ّكنه من القضاء ّ
غناقي :وال جتوز طاعته يف اجلور وذكر يف امللتقط :واإلسالم ليس بشرط فيه أي يف
الس ّ يتقلّد منه ويف ّ
السلطان الّذي يقلّد كذا يف التّتارخانيّة .
ّ
24