تسيير الكفاءات كأحد روافد تنميّة و تدعيم الطاقات البشريّة في منظمات الأعمال ASJP
تسيير الكفاءات كأحد روافد تنميّة و تدعيم الطاقات البشريّة في منظمات الأعمال ASJP
تسيير الكفاءات كأحد روافد تنميّة و تدعيم الطاقات البشريّة في منظمات الأعمال ASJP
ﺗﺴﻴﻴﺮ اﻟﻜﻔﺎءات ﻛﺄﺣﺪ رواﻓﺪ ﺗﻨﻤﻴّﺔ و ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻤﺎت اﻷﻋﻤﺎل
ﺗﺴﻴﻴﺮ اﻟﻜﻔﺎءات ﻛﺄﺣﺪ رواﻓﺪ ﺗﻨﻤﻴّﺔ و ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ
ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻤﺎت اﻷﻋﻤﺎل
د .ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﻣﺤﻤﺪ
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﻠﻔﺔ
ﻣﺴﺘﺨﻠﺺ:
إن ﳏــﺪدات اﻟﻨﺠ ــﺎح اﻟﻴ ــﻮم ﻟــﻴﺲ ﰲ اﺳــﺘﺤﻮاذ اﳌﻌﺮﻓــﺔ ﻓﻘ ــﻂ ،وﻟﻜــﻦ أﻳﻀ ــﺎ اﻟﻘ ــﺪرة ﻋﻠ ــﻰ ﺗﺴــﻴﲑﻫﺎ واﻟ ــﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬــﺎ ،إﻻ أن ﻫ ــﺬﻩ
اﳌﻌ ــﺎرف ﰲ اﻟﻐﺎﻟ ــﺐ ﺗﻜ ــﻮن ﻋﻠ ــﻰ ﺷ ــﻜﻞ ﻓﻜ ــﺮ إﻧﺴ ـﺎﱐ ﻛﻤﺨ ــﺰون ﻟﻠﻜﻔ ــﺎءات ،اﻷﻣ ــﺮ اﻟ ــﺬي ﻳﻔ ــﺮض ﻋﻠ ــﻰ ﻣﻨﻈﻤ ــﺎت اﻷﻋﻤ ــﺎل
اﻻﻫﺘﻤـﺎم ــﺬﻩ اﻷﺧــﲑة واﻟﻌﻨﺎﻳــﺔ ــﺎ .ﻓﻤﻮﺿــﻮع ﺗﺴــﻴﲑ اﻟﻜﻔــﺎءات ﻳـﺮﺗﺒﻂ وﺑﺪرﺟــﺔ ﻛﺒــﲑة ﺑــﺎﻟﺘﻐﲑات اﳊﺎﺻــﻠﺔ ﻋﻠــﻰ ﻣﺴــﺘﻮى ﳏــﻴﻂ
اﳌﻨﻈﻤﺔ ،إ ْذ أ ﱠن ﻛﻔﺎءة اﻷﻓـﺮاد ﻋﺎﻣـﻞ ﻣﻬـﻢ وﺣﺎﺳـﻢ ﰲ ﺿـﻤﺎن ﺑﻘـﺎء اﳌﻨﻈﻤـﺔ وزﻳـﺎدة ﺗﻨﺎﻓﺴـﻴﺘﻬﺎ ،إﱃ ﺟﺎﻧـﺐ ﻛـﻮن إدراك اﻟﺘﻐ ﱡـﲑات
واﻻﺳــﺘﻌﺪاد ﳍــﺎ ﺑﻮاﺳــﻄﺔ إﺳ ـﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ واﺿــﺤﺔ اﳌﻌــﺎﱂ ﻟﺘﺴــﻴﲑ ﻛﻔﺎءا ــﺎ أﻫــﻢ اﻟﺘﺤــﺪﻳﺎت ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻟﻮاﻗــﻊ ﻣﻨﻈﻤــﺎت اﻻﻋﻤــﺎل اﻟﻴــﻮم،
وﻫﺬا ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ﲡﺴﻴﺪ اﻟﺘﻮﺟﻪ اﻟﺮاﻣﻲ إﱃ ﺗﻨﻤﻴﺔ و ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ.
اﻟﻜﻠﻤﺎت اﳌﻔﺘﺎﺣﻴﺔ :إدارة اﳌﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﺗﺴﻴﲑ اﻟﻜﻔﺎءات.
Abstract :
The determinants of success today is not the acquisition of knowledge only, but also the ability to
manage and control this knowledge, but this knowledge is mostly in the form of thought humane
embodied in competencies for example, which forces the institutions to take care and attention of
it. The issue of management competencies associated by degreegreat with changes taking place at
the level of environment institution, where the efficiency of individuals is an important factor and
critical to ensure the survival of the institution and increase its competitiveness, besides that the
perception changes and prepare for them by clear strategy for the management of competencies
most important challenges for the reality of today's institutions, and this in order to reflect the
trend aimed at developing and strengthening the human Energies.
Key words: Human Resources Management, Human, Competencies Management
ﻣﻘﺪﻣﺔ:
ّ
أﺻﺒﺤﺖ اﻟﻜﻔﺎءات ﺗﺸﻜﻞ ﻋﺎﻣﻼً ﺑﺎﻟﻎ اﻷﳘﻴﺔ ﻳﺸﻐﻞ اﻫﺘﻤﺎم اﳌﺪراء ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى إدارة اﳌﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ؛ ﺳﻴّﻤﺎ ﰲ ﻇﻞ اﻻﻧﺘﻘـﺎل
ﻣـﻦ اﻟﱰﻛﻴـﺰ ﻋﻠـﻰ ﻛﻔـﺎءة اﻟﻔــﺮد اﻟﻮاﺣـﺪ إﱃ اﻟﱰﻛﻴـﺰ ﻋﻠـﻰ ﻛﻔــﺎءة اﻟﻔﺮﻳـﻖ ،وﻛـﺬا ﺗﻐ ﱡـﲑ اﻻﲡﺎﻫـﺎت واﻟﻨﺰﻋــﺎت ﻣـﻦ اﻻﻋﺘﻤـﺎد ﻋﻠـﻰ ﻣﺒــﺪأ
اﻟﺘﺨﺼـﺺ ،إﱃ ﻣﺒـﺪأ اﻟﻜﻔـﺎءات اﳌﺘﻌـﺪدة ﰲ ﲨﻴـﻊ اﻟﻮﻇـﺎﺋﻒ؛ ﻣـﻦ ﻫـﺬا اﳌﻨﻄﻠـﻖ ،وﻣـﻦ ﺧـﻼل ﺗﺼـ ﱡﻮر ﻣﻨﻄﻘـﻲ ،ﻧﻠﺤـﻆ أن ﺗﺴـﻴﲑ
ّ
اﻟﻜﻔـﺎءات أﺻــﺒﺢ ﻣــﻦ ﺻــﻤﻴﻢ اﻷوﻟﻮﻳــﺎت اﻟـﱵ ﺗﻘــﻮم ﻋﻠﻴﻬــﺎ اﻟﺮؤﻳــﺔ اﻹﺳـﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴـﺔ ،ﺿــﻤﻦ ﻣﻨﻈﻮﻣــﺔ اﻟﺘﻄــﻮﻳﺮ اﻟــﺪﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻲ
ﻷداء اﳌـﻮارد اﻟﺒﺸـﺮﻳﺔ ،وﻫـﺬا ﻣــﺎ ﻫـﻮ إﻻ ﻧﺘــﺎج اﻟﺘﺤـﺪﻳّﺎت اﳌﺘﻨ ﱢﻮﻋــﺔ واﻟﻌﻤﻴﻘــﺔ ،اﻟـﱵ أﺻــﺒﺤﺖ ﲡﺎ ﻬـﺎ اﳌﻨﻈﻤـﺎت .ﻓﻔـﻲ ﻇــﻞ ﳏــﻴﻂ
ﺳـﺮﻳﻊ اﻟﺘﻘﻠّــﺐ واﻟﺘﺒـ ّـﺪل ،وﻣﻠــﺊ ﺑﺎﻷﺧﻄــﺎر وﻋــﺪم اﻟﺘﺄﻛــﺪ ،أﺻــﺒﺤﺖ اﻟﻜﻔــﺎءات وﳐﺘﻠــﻒ اﻟﻌﻤﻠﻴــﺎت اﳌﺮﺗﺒﻄــﺔ ــﺎ ﻣــﻦ ﺿــﻤﻦ أﻫــﻢ
اﳌـ ْﺪ َﺧﻼت اﻷﺳﺎﺳــﻴﺔ ﰲ ﻧﻈــﺎم إدارة اﳌـﻮارد اﻟﺒﺸـﺮﻳﺔ ،ﺿــﻤﻦ ﻣﺴــﻌﻰ اﳌﻨﻈﻤـﺎت اﻟﱠﺮاﻣــﻲ إﱃ ﲢﻘﻴــﻖ ﳕﻮﻫــﺎ ،وﺿــﻤﺎن ﺑﻘﺎءﻫــﺎ ،وﻫــﺬا
ُ
ﺑــﺎﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﻠــﻰ اﳌـ ْـﻮرد اﻟﺒﺸــﺮي واﺳــﺘﻬﺪاﻓﻪ ،ﻋــﻦ ﻃﺮﻳــﻖ ﺑ ـﺮاﻣﺞ ْإﳕَﺎﺋﻴﱠــﺔ ﳐﻄﱠﻄــﺔ ،ﻣــﻦ ﺷــﺄ ﺎ أن ﺗُﻔ ﱢﻌــﻞ اﻟﻄﺎﻗــﺎت اﻟﺒﺸ ـﺮﻳﺔ اﳌﻮﺟــﻮدة،
َ
وﺗُﻨ ﱢﻘــﺐ ﻋــﻦ اﻟــﱵ ﻻ ﺗ ـﺰال ﻣﻜﺒﻮﺗــﺔ ،ﺑﻐﻴــﺔ اﳋــﺮوج ﻣــﻦ ﻣﻨﻄــﻖ "اﻵﻟﻴــﺔ" اﻟــﺬي ﳛﻤــﻞ ﰲ ﻃﻴﺎﺗــﻪ إﳘــﺎل اﳉﺎﻧــﺐ اﻹﻧﺴــﺎﱐ واﻟﺒﺸــﺮي،
ﻣﻘﻮﻣﺎت اﻟﻨﺠﺎح واﻟﺘﻤﻴﱡﺰ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت. واﻟﻮﻟﻮج إﱃ ﻣﻨﻄﻖ "اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ" ،اﳌُﻜ ﱢﺮس ﶈﻮرﻳﺔ وﺟﻮﻫﺮﻳﺔ اﳌﻮرد اﻟﺒﺸﺮي ﻛﺄﺣﺪ ّ
ﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﻨﻄﻠﻖ وﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬﻩ اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ،ﺳﻨﺤﺎول اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻟﺴﺆال اﻵﰐ:
1
ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ -اﻟﻌدد اﻻﻗﺗﺻﺎدي–(02)33 ﺟﺎﻣﻌﺔ زﯾﺎن ﻋﺎﺷور ﺑﺎﻟﺟﻠﻔﺔ
ﺗﺴﻴﻴﺮ اﻟﻜﻔﺎءات ﻛﺄﺣﺪ رواﻓﺪ ﺗﻨﻤﻴّﺔ و ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻤﺎت اﻷﻋﻤﺎل
ﻓﻴﻤـﺎ ﺗﺘﺠﻠﱠـﻰ ﺿــﺮورة اﻋﺘﻤـﺎد ﺗﺴـﻴﲑ اﻟﻜﻔــﺎءات ﻛﺮاﻓـﺪ أﺳﺎﺳــﻲ وﻣﻬـﻢ ﺿـﻤﻦ إدارة اﳌـﻮارد اﻟﺒﺸـﺮﻳﺔ ﰲ ﺳـﺒﻴﻞ ﲡﺴــﻴﺪ اﻟﺘﻮﺟـﻪ ّ
اﻟﺮاﻣــﻲ
إﱃ ﺗﻨﻤﻴﺔ وﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﰲ ﻣﻨﻈﻤﺎت اﻻﻋﻤﺎل؟
ﻟﻐﺮض اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺴﺆال اﻟﺮﺋﻴﺲ ،ﻗ ﱠﺴﻤﻨﺎ اﻟﺒﺤﺚ إﱃ اﶈﺎور اﻵﺗﻴﺔ:
أوﻻ :ﺗﺴﻴﲑ اﻟﻜﻔﺎءات :اﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ،اﳌﻘﺎرﺑﺎت واﳌﺮاﺣﻞ؛
ﺛﺎﻧﻴﺎ :وﻇﻴﻔﺔ اﳌﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ اﻹﻃﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﺘﺴﻴﲑ اﻟﻜﻔﺎءات؛
ﺛﺎﻟﺜﺎ :دور اﻹدارة اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﻟﻠﻮﻇﺎﺋﻒ واﻟﻜﻔﺎءات ﰲ زﻳﺎدة إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﳌﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ؛
راﺑﻌﺎً:اﻟﺘﺤ ﱡﻮل ﳓﻮ ﺗﺴﻴﲑ اﻟﻜﻔﺎءات ﻟﻐﺮض ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﰲ ﻣﻨﻈﻤﺎت اﻻﻋﻤﺎل.
أوﻻ :ﺗﺴﻴﲑ اﻟﻜﻔﺎءات :اﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ،اﳌﻘﺎرﺑﺎت واﳌﺮاﺣﻞ
ﻳﻄﻠــﻖ ﻋﻠــﻰ اﻟﻜﻔــﺎءات اﻟﻌﺪﻳــﺪ ﻣــﻦ اﻟﺘﺴــﻤﻴﺎت ذات اﻟﺼــﻠﺔ ﻋﻠــﻰ ﻏ ـﺮار اﻟﺴــﻠﻮﻛﻴﺎت ،اﳌﻬــﺎرات ،اﻟﻘــﻴﻢ ،أﺑﻌــﺎد اﻷداء أو ﻣﻌــﺎﻳﲑ
اﻷداء ،ﺣﻴﺚ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻷﻫﺪاف ﺗﺼﻒ ﰲ ﳎﻤﻠﻬـﺎ ﻣـﺎ ﻳـﺮاد أن ﻳﻨﺠـﺰﻩ اﻟﻔـﺮد ،ﻓـﺈن اﻟﻜﻔـﺎءات ﺗﺘﻀـﻤﻦ ﰲ ﻃﻴﺎ ـﺎ "ﻛﻴـﻒ" ﻳـﺮاد
إﳒﺎز ﻫﺬﻩ اﻷﻫﺪاف .ﻣـﻦ ﻫـﺬا اﳌﻨﻄﻠـﻖ ،ﺗﻌﺘـﱪ إدارة اﻟﻜﻔـﺎءات وﺳـﻴﻠﺔ ﻫﺎﻣـﺔ ﻟﺘﻌﺰﻳـﺰ أداء اﻷﻓـﺮاد ،ﻛﻤـﺎ أ ـﺎ أداة ﳏﻮرﻳـﺔ ﻟﺘﺤﺪﻳـﺪ
وﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ وﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﻘﺪرة اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ.
/Iاﳌﻔﺎﻫﻴﻢ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎءات وﺗﺴﻴﲑ اﻟﻜﻔﺎءات:
إن اﺣـﺘﻼل اﻟﻜﻔـﺎءة ﻟﺼـﺪارة اﻻﻧﺸـﻐﺎل و اﻻﻫﺘﻤـﺎم ﱂ ﻳﻜـﻦ ﰲ اﻷدﺑﻴـﺎت ﻓﻘـﻂ ﺑـﻞ ﺗﻌـﺪاﻫﺎ ﻟﻴﺸـﻤﻞ أﻳﻀـﺎ أﻋﻤـﺎل ،ﻧﺸـﺎﻃﺎت و
ﳑﺎرﺳـﺎت اﳌﻨﻈﻤـﺎت ،ﺣﻴـﺚ ﺗﺆﻛـﺪ أﻏﻠـﺐ اﻟﺪراﺳـﺎت ﻋﻠـﻰ أن ﻫـﺬا اﳌﺼـﻄﻠﺢ ﻗـﺪ أﺳـﺘﺨﺪم ﺑﺪاﻳـﺔ ﰲ اﳌﻴـﺪان ﻗﺒـﻞ أن ﻳـﺘﻢ ﺗﻨﺎوﻟـﻪ
1
ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ و اﻟﺪراﺳﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻌﻠﻤﺎء و اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ اﻟﻨﺎﺣﻴﺘﲔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ و اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ.
/1ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻜﻔﺎءات:
ﺗﻌــﺮف اﻟﻜﻔــﺎءة ﺑﻜﻮ ــﺎ اﻟﻘــﺪرة ﻋﻠــﻰ اﻟﺘﻌﺒﺌــﺔ ﺑﺘﺠﻤﻴــﻊ وﺗﻨﺴــﻴﻖ اﳌ ـﻮارد ﰲ إﻃــﺎر ﺳــﲑورة ﻋﻤــﻞ ﳏــﺪدة ،ﻣــﻦ أﺟــﻞ ﲢﻘﻴــﻖ اﻟﻨﺘــﺎﺋﺞ
2
اﶈﺪدة ﻣﺴﺒﻘﺎً.
3
وﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺑﺄ ﺎ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨﺪام اﳌﻌﺎرف ،اﳌﻬﺎرات واﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎت ﰲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ.
ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺮف ﺑﺄ ﺎ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻬﺎم ﳏﺪدة ،وﻫﻲ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎس واﳌﻼﺣﻈﺔ أﺛﻨﺎء اﻟﻨﺸﺎط؛
وﺑﺸــﻜﻞ أﻋــﻢ اﻟﻜﻔــﺎءة ﻫــﻲ اﺳــﺘﻌﺪاد ﻟﺘﺠﻨﻴــﺪ وﺣﺸــﺪ ووﺿــﻊ اﳌ ـﻮارد )اﳌﻌــﺎرف ،اﳌﻌــﺎرف اﻟﻌﻠﻤﻴــﺔ ،ﻣﻌــﺎرف ﺳــﻠﻮﻛﻴﺔ( ﰲ اﻟﻌﻤــﻞ،
4
واﻟﻜﻔﺎءة ﻻ ﺗﻈﻬﺮ إﻻ أﺛﻨﺎء اﻟﻌﻤﻞ.
ﻣﻦ اﺳﺘﻌﺮاض اﻟﺘﻌﺎرﻳﻒ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﳒﺪ أن ﻫﻨﺎك إﺷﺎرة واﺿﺤﺔ ﺑﺄن اﻟﻜﻔﺎءة ﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺗﻮﻟﻴﻔـﺔ ﻣـﻦ اﳌﻌـﺎرف اﻟﻨﻈﺮﻳـﺔ ،اﳌﻌـﺎرف
اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ )اﳌﻤﺎرﺳﺎت( ،ﻣﻌﺎرف اﻟﺘﺤﻠﱢﻲ )اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ(؛ ﳝﺘﻠﻜﻬﺎ اﻟﻔﺮد وﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ وﳚﺴﺪﻫﺎ ﰲ اﳌﻴﺪان ﺑﻐﺮض ﲢﻘﻴﻖ ﻫﺪف ﻣﻌﲔ.
5
/2ﻣﻴﺰات اﻟﻜﻔﺎءة :ﺗﺘﻤﻴﺰ اﻟﻜﻔﺎءة ﻋﺎدة ﺑﺄرﺑﻌﺔ ﺧﺼﺎﺋﺺ:
أ/ذات ﻏﺎﻳﺔ :ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢ ﺗﺸﻐﻴﻞ ﻣﻌﺎرف ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻗﺼﺪ ﲢﻘﻴﻖ ﻫﺪف ﳏﺪد أو ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻧﺸﺎط ﻣﻌﲔ؛
ب/ﻣﻔﻬﻮم ﳎﺮد :اﻟﻜﻔﺎءة ﻏﲑ ﻣﺮﺋﻴﺔ ،ﻳﺘﻢ ﲢﺪﻳﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﲢﻠﻴﻞ اﻷﻧﺸﻄﺔ؛
ت/اﻟﻜﻔﺎءة ﻣﻜﺘﺴﺒﺔ :اﻟﻔﺮد اﳌﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎءة اﻟﻼزﻣﺔ ﻷداء ﻧﺸﺎط ﻣﻌﲔ ،ﻳﻜﺘﺴﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺪرﻳﺐ ﻣﻮﺟﻪ؛
ث/ﺻﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﺗﺘﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ دﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ :إن ﳎﻤﻮﻋﺔ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﳌﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﻜﻔﺎءة ﺗﺘﻔﺎﻋﻞ ﰲ ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻦ اﳌﻌﺎرف اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻋﱪ اﻟﺰﻣﻦ.
/3أﻧﻮاع اﻟﻜﻔﺎءات :ﺗﺘﺒﺎﻳﻦ ﺗﻘﺴﻴﻤﺎت اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻟﻠﻜﻔﺎءات ،وﻟﻌﻞ أﺑﺮز ﻫﺬﻩ اﻟﺘﻘﺴﻴﻤﺎت اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ إﱃ ﺛﻼﺛﺔ أﻧﻮاع:
2
ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ -اﻟﻌدد اﻻﻗﺗﺻﺎدي–(02)33 ﺟﺎﻣﻌﺔ زﯾﺎن ﻋﺎﺷور ﺑﺎﻟﺟﻠﻔﺔ
ﺗﺴﻴﻴﺮ اﻟﻜﻔﺎءات ﻛﺄﺣﺪ رواﻓﺪ ﺗﻨﻤﻴّﺔ و ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻤﺎت اﻷﻋﻤﺎل
أ/اﻟﻜﻔــﺎءات اﻟﻔﺮدﻳــﺔ :ﻳﻘﺼــﺪ ﺑﺎﻟﻜﻔــﺎءة اﻟﻔﺮدﻳــﺔ "أﺧــﺬ اﳌﺒــﺎدرة وﺗﺄﻛﻴــﺪ ﻣﺴــﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻔــﺮد اﲡــﺎﻩ اﳌﺸــﺎﻛﻞ و اﻷﺣــﺪاث اﻟــﱵ ﺗﻮاﺟﻬــﻪ
6
ﺿﻤﻦ اﻟﻮﺿﻌﻴﺎت اﳌﻬﻨﻴﺔ".
ﳝﻜ ــﻦ اﻟﻘ ــﻮل أن اﻟﻜﻔ ــﺎءة اﻟﻔﺮدﻳ ــﺔ ﲤﺜ ــﻞ ﺗﻮﻟﻴﻔ ــﺔ ﻣ ــﻦ اﳌـ ـﻮارد اﻟﺒﺎﻃﻨﻴ ــﺔ واﻟﻈﺎﻫﺮﻳ ــﺔ اﻟ ــﱵ ﳝﺘﻠﻜﻬ ــﺎ اﻟﻔ ــﺮد ،ﻛﺎﳌﻌ ــﺎرف ،اﻟﻘ ــﺪرات ،
اﻟﺴــﻠﻮﻛﺎت ،اﻟﻘــﻴﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ...،اﱁ ،اﻟــﱵ ﺗﻈﻬــﺮ أﺛﻨــﺎء اﻟﻌﻤــﻞ واﻟــﱵ ﻳﺘﻮﺟــﺐ اﻟﺘﻨﻘﻴــﺐ ﻋﻨﻬــﺎ واﻛﺘﺸــﺎﻓﻬﺎ وﺗﻄﻮﻳﺮﻫــﺎ ﲟــﺎ ﳜــﺪم
اﳌﻨﻈﻤﺔ ،ﺣﻴﺚ ﳝﻜﻦ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ أن ﲢﻮز ﻋﻠـﻰ اﻟﻜﻔـﺎءات اﻟﻔﺮدﻳـﺔ ﺑﺎﻻﺳـﺘﻨﺎد إﱃ ﻣﻌـﺎﻳﲑ ﻣﻮﺿـﻮﻋﻴﺔ ودﻗﻴﻘـﺔ ﰲ ﻋﻤﻠﻴـﺔ اﻟﺘﻮﻇﻴـﻒ،
وﻛﺬا ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻷﻓﺮاد ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺘﻤﺎﺷﻰ ﻣﻊ اﳌﻨﺎﺻﺐ اﻟﱵ ﻳﺸﻐﻠﻮ ﺎ؛
ب/اﻟﻜﻔــﺎءات اﳉﻤﺎﻋﻴــﺔ:ﻫﻲ ﳏﺼــﻠﺔ اﻟﺘﻌــﺎون واﻟﺘــﺂزر اﳌﻮﺟــﻮد ﺑــﲔ اﻟﻜﻔــﺎءات اﻟﻔﺮدﻳــﺔ ،وﺗﻨﻈــﻴﻢ اﻟﻔﺮﻳــﻖ اﳌﻬــﲏ واﻟــﱵ ﺗﺴــﻤﺢ أو
ﺗﺴﻬﻞ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ،7وﻳﺘﻢ ﲢﺪﻳﺪ ﻫﺬﻩ اﻟﻜﻔﺎءات ﻣﻦ ﺧﻼل إﳚﺎد ﻟﻐﺔ ﻣﺸﱰﻛﺔ ﺑﲔ ﲨﺎﻋﺔ اﻟﻌﻤﻞ وﺗـﻮﻓﲑ اﳌﻌﻠﻮﻣـﺎت اﳌﻼﺋﻤـﺔ
ﺑﻴ ـﻨﻬﻢ ،وﻛــﺬا اﻟﺘﻌ ــﺎون ﺑــﲔ أﻋﻀــﺎء اﳉﻤﺎﻋــﺔ ــﺪف اﻧﺘﻘــﺎل اﻟﻜﻔــﺎءات وﻣﻌﺎﳉــﺔ اﻟﺼ ـﺮاﻋﺎت ،وأﺧ ـﲑا ﻣﺆﺷ ــﺮ اﻟﺘﻌﻠــﻴﻢ اﳉﻤ ــﺎﻋﻲ،
8
واﻟﺘﺠﺎرب ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻮﻓﲑ وﺳﺎﺋﻞ ﺿﺮورﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﺗﺜﻤﲔ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎت اﳌﻬﻨﻴﺔ ،وﺗﻮﻇﻴﻒ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ.
9
وﻣﻦ أﺟﻞ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ اﻟﻜﻔﺎءات ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻮاﻓﺮ ﲨﻠﺔ ﺷﺮوط ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ:
اﺧﺘﻴﺎر أﳕﺎط اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﱵ ﺗﺴﻬﻞ اﻟﺘﺂزر ﺑﲔ ﳐﺘﻠﻒ اﻟﻜﻔﺎءات ﺑﻮﺿﻊ اﳍﻴﺎﻛﻞ اﳌﻼءﻣﺔ؛ ü
ﺿﻤﺎن ﻣﻌﺎﳉﺔ اﳊﺪود اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ إﳚﺎد ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺟﻴﺪة ﻟﻌﻤﻞ اﻟﻜﻔﺎءات؛ ü
إﳚﺎد ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ واﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺈﳚﺎد اﻟﺘﺠﺎﻧﺲ ﺑﲔ أﻋﻀﺎء اﳉﻤﺎﻋﺔ؛ ü
وﺿﻊ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﻺدارة ﺑﻐﻴـﺔ ﺗﻨﺸـﻴﻂ ﲨﺎﻋـﺎت اﻟﻌﻤـﻞ ،وﺗﺮﺳـﻴﻢ اﻟﺘﺠـﺎرب واﻟﺘﻄﺒﻴﻘـﺎت اﳌﻬﻨﻴـﺔ وﺗﺜﻤـﲔ اﻟﺘﻜﺎﻣـﻞ ü
وﺧﺼﻮﺻﻴﺎت ﻛﻞ ﻓﺮد ،إﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﺗﺴﻬﻴﻞ اﳌﺴﺎﳘﺎت اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﰲ ﲢﺴﲔ اﻷداء اﳉﻤﺎﻋﻲ؛
ت/اﻟﻜﻔﺎءات اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴـﺔ :ﻳﻄﻠـﻖ ﻋﻠﻴﻬـﺎ أﻳﻀـﺎ "اﻟﻜﻔـﺎءات اﳌﻔﺘﺎﺣﻴـﺔ " وﻫـﻲ ﺗﺘﻌﻠـﻖ ﲟـﺪى اﻻﺳـﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﺘﻐـﲑات اﻟـﱵ ﲢـﺪث ﻋﻠـﻰ
ﻣﺴ ــﺘﻮى اﻟﺒﻴﺌ ــﺔ اﶈﻴﻄ ــﺔ ــﺎ .إن ﻣﻔﻬ ــﻮم اﻟﻜﻔ ــﺎءة ﻳﻌﺘ ــﱪ ﻣ ــﻦ اﻹﺷ ــﻜﺎﻟﻴﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘ ــﺔ ﺑ ــﺈدارة اﳌ ـﻮارد اﻟﺒﺸـ ـﺮﻳﺔ ،إذ ﻳﺘﻮﺟ ــﺐ ﲢﺪﻳ ــﺪ
اﻟﻜﻔــﺎءات اﻟــﱵ ﻳﺘﻤﺘــﻊ ــﺎ اﻟﻌــﺎﻣﻠﻮن وﻣﻘﺎرﻧﺘﻬــﺎ ﻣــﻊ ﺗﻠــﻚ اﻟــﱵ ﻳﺘﻄﻠﺒﻬــﺎ ﲢﻘﻴــﻖ اﻷﻫــﺪاف اﻹﺳ ـﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴــﺔ ،ﻓﺎﻟﻜﻔــﺎءة ﻻ
10
ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻄﺎﺑﻊ اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ إﻻ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻐﲑا ﺿﺮورﻳﺎ ﻟﺘﻜﻴﻒ اﳌﻨﻈﻤﺔ ﻣﻊ ﳏﻴﻄﻬﺎ اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻲ.
إن اﻟﺘﻐﲑ اﳊﺎﺻﻞ ﰲ ﳏﻴﻂ اﳌﻨﻈﻤﺎت و درﺟﺔ ﺗﻌﻘـﺪﻩ وﻋـﺪم اﺳـﺘﻘﺮارﻩ اﻟﻜﺒـﲑﻳﻦ ،ﻳﻔـﺮض ﻋﻠﻴﻬـﺎ ان ﺗﺘﺼـﻒ ﺑﺎﳌﺮوﻧـﺔ ﻗﺼـﺪ إﻋﻄـﺎء
ﺣﺮﻳﺔ أﻛﱪ ﻟﻸﻓﺮاد ﻣﻦ أﺟﻞ اﻹﺑﺪاع وﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻜﻔﺎءات ﺳﻮاء اﻟﻔﺮدﻳﺔ أو اﳉﻤﺎﻋﻴﺔ.
11
ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺮف اﻟﻜﻔﺎءة اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻷﺑﻌﺎد اﻟﱵ ﺗﺪﺧﻞ ﰲ ﺑﻨﺎءﻫﺎ و ﻫﻲ:
ﻗﺎﻋـ ــﺪة اﳌﻌﺮﻓـ ــﺔ :وﺗﺘﻀـ ــﻤﻦ اﻟﻮﺣـ ــﺪات اﻟﻔﺮدﻳـ ــﺔ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓـ ــﺔ واﳌﺘﻜﻮﻧـ ــﺔ ﺑـ ــﺪورﻫﺎ ﻣـ ــﻦ اﻷﻓ ـ ـﺮاد ،اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴـ ــﺎت ،ﻗﻮاﻋـ ــﺪ ü
اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت...اﱁ وﻫﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ اﻟﻜﻔﺎءات اﶈﻠﻴﺔ؛
إﻃﺎر اﳌﻌﺮﻓﺔ :ﻳﺘﻤﺜﻞ دورﻩ ﰲ ﲢﺪﻳﺪ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﺎ ﺑﲔ اﻟﻮﺣﺪات اﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ واﳌﻌﺮﻓـﺔ ،وﳚﺴـﺪ ﺑﻨﻴـﺔ أو ﻫﻴﻜـﻞ اﳌﻨﻈﻤـﺔ ü
)ﲢﺪﻳﺪ اﻟﺴﻠﻄﺔ ،ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻷدوار ،ﲢﺪﻳﺪ اﳌﻬﺎم( ،واﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﶈﺪدة ﳍﺎ؛
اﳌﻨﺴـﻘﺔ واﶈ ﱢﻮﻟـﺔ ﻟﻘﻮاﻋـﺪ اﳌﻌﺮﻓـﺔ ﻋـﻦ ﻃﺮﻳـﻖ ﺗﻮﺻـﻴﻞ
دﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ اﳌﻌﺮﻓﺔ :ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ اﻟﺘﻔﺎﻋﻼت ﻣﺎﺑﲔ اﻟﻮﺣﺪات اﻟﻔﺮدﻳـﺔ ﱢ ü
وﺗﺒﺎدل اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﺑﲔ أﻓﺮاد اﳌﻨﻈﻤﺔ ،وﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ اﳊﺮﻛﻴﺔ إﻧﺸﺎء ﻛﻔﺎءات دﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ.
ث/اﻟﻜﻔﺎءات اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ :اﻟﻜﻔﺎءات اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻔﺎءات اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺒﻌـﺪ اﻹﺳـﱰاﺗﻴﺠﻲ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴـﺔ واﻟـﱵ ﺗﺴـﻤﺢ
ﳍﺎ ﺑﺎﻟﺘﺄﻗﻠﻢ واﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻊ ﺑﻴﺌﺘﻬﺎ اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ وﻳﺘﻢ ﲢﺪﻳﺪﻫﺎ وﻣﻘﺎرﻧﺘﻬﺎ ﲟﺎ ﻳﺘﻤﺘﻊ ب اﻷﻓﺮاد وﺗﺴﻌﻰ اﳌﻨﻈﻤﺎت إﱃ ﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺧـﻼل
3
ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ -اﻟﻌدد اﻻﻗﺗﺻﺎدي–(02)33 ﺟﺎﻣﻌﺔ زﯾﺎن ﻋﺎﺷور ﺑﺎﻟﺟﻠﻔﺔ
ﺗﺴﻴﻴﺮ اﻟﻜﻔﺎءات ﻛﺄﺣﺪ رواﻓﺪ ﺗﻨﻤﻴّﺔ و ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻤﺎت اﻷﻋﻤﺎل
اﳌــﺰج ﺑــﲔ اﳌـﻮارد اﳌﺎدﻳــﺔ )اﳌﻌــﺪات ،اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴــﺎ( واﳌـﻮارد اﻟﺒﺸ ـﺮﻳﺔ )اﻟﻘــﺪرات ،اﳌﻬــﺎرات و اﳌﻌﺮﻓــﺔ( واﳌـﻮارد اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴــﺔ )ﻧﻈــﺎم
اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ،اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ(.
ﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﻨﻄﻖ ﻻ ﺗﻜﻮن اﻟﻜﻔﺎءات إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ إﻻ إذا ﺗﻮﻓﺮت اﳌﻌﺎﻳﲑ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
üﻣﻌﻴﺎر اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ :وﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻷﳘﻴﺔ اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﻜﻔﺎءات؛
üﻣﻌﻴـﺎر اﻟﻨـﺪرة :وﻳﻈﻬـﺮ ﻣـﻦ ﺧـﻼل إﻧﻔـﺮاد اﳌﻨﻈﻤـﺔ ﻋـﻦ ﺑـﺎﻗﻲ اﳌﻨﻈﻤـﺎت ﺑﺘﺸـﻜﻴﻠﻴﺔ ﻣﺘﻤﻴـﺰة وﻧـﺎدرة وﻟـﻴﺲ ﳍـﺎ ﻣﺜﻴـﻞ ﰲ ﺳـﻮق
12
اﻟﻌﻤﻞ.
/4ﻣﱪرات اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻜﻔﺎءات ﰲ اﳌﻨﻈﻤﺔ :ﻟﻘﺪ أدت اﻟﺘﻐﲑات اﻟﺴﺮﻳﻌﺔ اﳊﺎﺻﻠﺔ ﰲ ﺑﻴﺌﺔ اﻷﻋﻤﺎل ووﺟﻮد ﺗﻨـﺎﻓﺲ ﺷـﺪﻳﺪ ﺑﻴﻨﻬـﺎ،
وﺗﻐﲑ اﻟﻨﻈﺮة إﱃ اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﺒﺸﺮي ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ ﺟﺰءا ﻣﻦ ﻋﻮاﻣﻞ اﻹﻧﺘﺎج إﱃ أﻫﻢ ﻋﻨﺼﺮ ﰲ ﻋﻮاﻣﻞ اﻹﻧﺘﺎج ،ﻛﻞ ﻫـﺬﻩ اﻟﻌﻮاﻣـﻞ وﻋﻮاﻣـﻞ
وأﺧﺮى ﺳﺎﳘﺖ ﰲ إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﰲ اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﻜﻒء اﳌﻮﺟﻮد داﺧﻞ ﻣﻨﻈﻤﺎت اﻷﻋﻤﺎل ،وﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ أﻫـﻢ اﻟﻌﻮاﻣـﻞ اﻟـﱵ ﺳـﺎﳘﺖ ﰲ
ﺗﻔﻌﻴﻞ دور اﻟﻜﻔﺎءات:
أ/ﻇﺎﻫﺮة اﻟﻌﻮﳌﺔ اﻟﱵ أدت إﱃ ﺣﺮﻳﺔ اﻧﺘﻘﺎل اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ إﱃ اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ -ﺧﺎﺻﺔ -واﻟﱵ أﺛﺮت ﻋﻠﻰ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت ﻫﺬﻩ اﻟﺪول
ﺑﺴﺒﺐ ﻗﺪرة ﻫﺬﻩ اﻟﺸﺮﻛﺎت ﰲ اﻟﺘﺤﻜﻢ اﳉﻴﺪ ﰲ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ اﻟﺘﺄﺛﲑ ﻋﻠﻲ اﻟﺘﻜﻠﻔﺔ واﳉﻮدة؛
ب/اﻟﺘﺴﺎرع اﻟﻜﺒﲑ واﻟﺘﻐﲑات اﻟﺴﺮﻳﻌﺔ ﰲ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎت واﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﳑﺎ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﻣﺮاﻓﻘﺔ ﻫﺬﻩ اﻟﺘﻐﲑات وﻣﻮاﻛﺒﺘﻬﺎ؛
ت/اﻻﻧﺘﻘـﺎل ﻣـﻦ ا ﺘﻤـﻊ اﻟﺼـﻨﺎﻋﻲ إﱃ ا ﺘﻤـﻊ اﳌﻌﻠﻮﻣـﺎﰐ واﳌﻌـﺮﰲ ﳛـﺘﻢ ﻣﺰﻳـﺪا ﻣـﻦ اﻻﻫﺘﻤـﺎم ﺑﺎﻟﻜﻔـﺎءات اﳌﻮﺟـﻮدة ﰲ اﳌﻨﻈﻤـﺎت
اﻷﺧﺮى وﳏﺎوﻟﺔ اﺳﺘﻘﻄﺎ ﺎ؛
ث/ﻫﺠﺮة اﻷدﻣﻐﺔ ﳓﻮ اﳋﺎرج ﳑﺎ أﺛﺮ ﺳﻠﺒﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺪول اﳌﺼﺪرة ﻟﻠﻜﻔﺎءات ،ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺪﻩ اﻟﻔﺌﺔ ﻟﻼﺳﺘﻔﺎدة
اﻟﻘﺼﻮى ﻣﻨﻬﺎ؛
ج/ﻇﺎﻫﺮة اﳌﻨﻈﻤﺎت اﻟﺴﺎﻋﻴﺔ ﳓﻮ اﻟﺘﻌﻠﻢ ،وذﻟﻚ ﰲ ﻇﻞ ﺗﺰاﻳﺪ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﳌﻨﺎﻓﺴﺔ اﳌﻌﺘﻤﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻔﺎءات ،ﻓﺄﺿﺤﺖ اﳌﻌﺮﻓﺔ ﻫﻲ
اﳌﺼﺪر اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺜﺮوات ﺳﻮاء ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌﺆﺳﺴﺔ ﲟﻔﺮدﻫﺎ أو ﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ؛
ح/ارﺗﻔﺎع ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ وﺗﻄﻮر اﳌﻬﺎرات ذوي اﳌﻌﺮﻓـﺔ اﳌﺘﺨﺼﺼـﺔ ﰲ ﻓـﺮوع اﻟﻌﻠـﻢ واﻟﺘﻘﻨﻴـﺔ اﳉﺪﻳـﺪة واﳌﺘﺠـﺪدة واﻟـﺬﻳﻦ أﺻـﺒﺤﺖ
13
اﳌﻨﻈﻤﺎت ﺗﺴﻌﻰ إﻟﻴﻬﻢ ﻷﳘﻴﺘﻬﻢ ﰲ ﺗﺸﻐﻴﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت وﺻﻴﺎﻧﺘﻬﺎ .وﻣﻦ ﰒ اﻛﺘﺴﺎب اﳌﻴﺰة واﻟﻘﺪرة اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ.
/5ﺗﻌﺮﻳ ــﻒ ﺗﺴ ــﻴﲑ اﻟﻜﻔ ــﺎءات :ﻳﻌ ــﺮف ﺗﺴ ــﻴﲑ اﻟﻜﻔ ــﺎءات ﻋﻠ ــﻰ أﻧ ــﻪ ﳎﻤ ــﻮع اﻷﻧﺸ ــﻄﺔ اﳌﺨﺼﺼ ــﺔ ﻻﺳ ــﺘﺨﺪام وﺗﻄ ــﻮﻳﺮ اﻷﻓـ ـﺮاد
واﳉﻤﺎﻋــﺎت ﺑﻄﺮﻳﻘــﺔ ﻣﺜﻠــﻰ ،ﺑﻐﻴــﺔ ﲢﻘﻴــﻖ ﻣﻬﻤــﺔ اﳌﻨﻈﻤـﺔ وﲢﺴــﲔ أداء اﻷﻓ ـﺮاد ،ــﺪف اﺳــﺘﻌﻤﺎل وﺗﻄــﻮﻳﺮ اﻟﻜﻔــﺎءات اﳌﻮﺟــﻮدة أو
اﳌﺴﺘﻘﻄﺒﺔ ﳓﻮ اﻷﺣﺴﻦ ،ﺣﻴﺚ ﲤﺜﻞ أﻧﺸﻄﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﳌﺴﺎر ،اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ،اﻟﺘﻮﻇﻴﻒ واﻻﺧﺘﻴﺎر وﻏﲑﻫﺎ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﺤﺴـﲔ أداء اﳌﻨﻈﻤـﺔ
14
وﻟﻴﺴﺖ أﻫﺪاﻓﺎ ﰲ ﺣﺪ ذا ﺎ ﲝﻴﺚ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺗﻜﺎﻣﻞ ﻋﻤﻮدي وأﻓﻘﻲ.
ﻟﻜـﻲ ﳛﻈـﻰ ﺗﺴــﻴﲑ اﻟﻜﻔــﺎءات ﺑﺎﻟﻨﺠــﺎح اﳌﻄﻠـﻮب ﻻﺑــﺪ ﻣــﻦ اﻧﺘﻬــﺎج ﻧــﻮﻋﲔ ﻣــﻦ اﻟﺘﻜﺎﻣـﻞ اﻷﻓﻘــﻲ واﻟﻌﻤــﻮدي ،15وذﻟــﻚ ﻛﻤــﺎ ﻫــﻮ
ﻣﻮﺿﺢ ﰲ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺘﺎﱄ:
4
ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ -اﻟﻌدد اﻻﻗﺗﺻﺎدي–(02)33 ﺟﺎﻣﻌﺔ زﯾﺎن ﻋﺎﺷور ﺑﺎﻟﺟﻠﻔﺔ
ﺗﺴﻴﻴﺮ اﻟﻜﻔﺎءات ﻛﺄﺣﺪ رواﻓﺪ ﺗﻨﻤﻴّﺔ و ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻤﺎت اﻷﻋﻤﺎل
اﺗﺼﺎل داﺧﻠﻲ
ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺳﻨﻮي
ﺗﺮﻗﻴﺔ وﻧﻘﻞ
Source :Lou Van Beirendonck, Op. cit.,P34.
/IIاﳌﻘﺎرﺑــﺎت اﳋﺎﺻــﺔ ﺑﺘﺴــﻴﲑ اﻟﻜﻔــﺎءات :إن اﻟــﺪور اﶈــﻮري اﻟــﺬي أﺻــﺒﺤﺖ ﺗﺆدﻳــﻪ اﻟﻜﻔــﺎءات ﺿــﻤﻦ ﻧﻈــﺎم اﻟﺘﺴــﻴﲑ ،ﻧــﺎﺑﻊ ﻣــﻦ
ﻛﻮ ــﺎ ﻣﺮﺗﺒﻄ ــﺔ ﲟﺘﻐ ـﲑات ﻫﺎﻣ ــﺔ ﻫ ــﻲ اﻹﺳ ـﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ وﺗﺴ ــﻴﲑ اﳌ ـﻮارد اﻟﺒﺸ ـﺮﻳﺔ ،ﻓﻔﻬ ــﻢ ﻋﻼﻓ ــﻪ اﻟﻜﻔ ــﺎءات ــﺬﻩ اﳌﺘﻐ ـﲑات ﺳ ــﺎﻫﻢ ﰲ
16
اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ ﺗﺴﻴﲑ اﳊﺎﻓﻈﺔ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ إﱃ ﺗﺴﻴﲑ ﺣﺎﻓﻈﺔ اﻟﻜﻔﺎءات وﻓﻖ ﺛﻼث ﻣﻘﺎرﺑﺎت:
5
ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ -اﻟﻌدد اﻻﻗﺗﺻﺎدي–(02)33 ﺟﺎﻣﻌﺔ زﯾﺎن ﻋﺎﺷور ﺑﺎﻟﺟﻠﻔﺔ
ﺗﺴﻴﻴﺮ اﻟﻜﻔﺎءات ﻛﺄﺣﺪ رواﻓﺪ ﺗﻨﻤﻴّﺔ و ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻤﺎت اﻷﻋﻤﺎل
/1اﳌﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺘﺴﻴﲑﻳﺔ :ﺗﺘﻤﺜـﻞ اﻟﻜﻔـﺎءات ﻣـﻦ وﺟﻬـﺔ ﻧﻈـﺮ اﳌﻘﺎرﺑـﺔ اﻟﺘﺴـﻴﲑﻳﺔ ﰲ ﳎﻤـﻞ اﳌﻌـﺎرف واﳋـﱪات اﻟﻔﺮدﻳـﺔ واﳉﻤﺎﻋﻴـﺔ اﳌﱰاﻛﻤـﺔ
ﻋـﱪ اﻟـﺰﻣﻦ ،وﻋﻠـﻰ ﻗـﺪرة اﺳـﺘﻐﻼل ﺗﻠـﻚ اﳌﻌـﺎرف واﳋـﱪات ﰲ ﻇـﻞ ﻇـﺮوف ﻣﻬﻨﻴـﺔ ﳐﺘﻠﻔـﺔ ،ﻓﻤـﻦ ﻫـﺬا اﳌﻨﻄﻠـﻖ ﺗﺼـﺒﺢ اﻟﻜﻔـﺎءات
).(Savoir-être وﺣﺴﻦ اﻟﺘﺼﺮف )(Le savoir-faire ﻣﺘﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ رأﲰﺎل ،ﻳﺸﻤﻞ اﳌﻌﺮﻓﺔ ) (Le savoirو اﳌﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ
إن اﳌﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺘﺴﻴﲑﻳﺔ ﺗﻔﱰض أن ﺗﻜﻮن ﺟﺎﻫﺰﻳﺔ اﻟﻜﻔﺎءات ﻟﻠﺘﻌﺒﺌﺔ واﻻﺳﺘﻐﻼل ﻋﺎﻟﻴﺔ أﻣﺎم أي وﺿﻌﻴﺔ وﻇﻴﻔﻴﺔ ﳏﺘﻤﻠﺔ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈن
اﻟﻜﻔﺎءات وﻓـﻖ ﻫـﺬا اﳌﻨﻈـﻮر ﺗﻌـﺪ أداة ﻣﺘﻄـﻮرة وﻣﻼزﻣـﺔ ﻟﻠﻮﺿـﻌﻴﺎت اﳌﻬﻨﻴـﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣـﻞ أﺛﻨـﺎء أداﺋـﻪ ﳌﻬﺎﻣـﻪ ،ورﻏـﻢ ﻫـﺬا ﺗﺒﻘـﻰ اﻟﻜﻔـﺎءات
ﻏﺎﺋﺒﺔ أو ﻧﺎﻗﺼﺔ ﻣﺎ ﱂ ﺗﻜﻦ ﻣﻘﺮوﻧﺔ ﺑﺎﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌﻞ أي ﺗﻮﻓﲑ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ اﻟـﱵ ﲤﻜـﻦ اﻟﻌﻨﺼـﺮ اﻟﺒﺸـﺮي ﻣـﻦ اﻟﻌﻤـﻞ ﺑﻔﺎﻋﻠﻴـﺔ،
واﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﱵ ﺗﻜـﻮن وﻟﻴـﺪة اﻟﻘـﺪرة اﻟﺘﺤﻔﻴﺰﻳـﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴـﺔ ،إن اﻟﻜﻔـﺎءات ﻛﻤﻨﻈﻮﻣـﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠـﺔ ﺗﻌـﺪ ﻣﺴـﺆوﻟﻴﺔ ﻛـﻞ ﻣـﻦ اﳌـﻮارد
اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻣﺘﻼﻛﻬﺎ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ واﳋﱪة ،واﻹدارة اﻟﱵ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺗﻮﻓﲑ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ واﳌﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﺘﺤﻔﻴﺰﻳﺔ؛
/2اﳌﻘﺎرﺑـﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ :ﻣـﻦ ﻣﻨﻈـﻮر اﳌﻘﺎرﺑـﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ ﺗﻜـﻮن اﻟﻜﻔـﺎءات وﻟﻴـﺪة اﻟﺘﻔﺎﻋـﻞ اﳌﺴـﺘﻤﺮ ﺑـﲔ اﻟﺘـﺪرﻳﺐ اﳉﻤـﺎﻋﻲ ،واﻟﺴـﲑورة
اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ،وﻗﺪرة اﳌﻨﻈﻤﺔ ﻋﻠـﻰ ﺗﻌﻈـﻴﻢ اﻟﺘﻔﺎﻋـﻞ اﻹﳚـﺎﰊ ،ﺣﻴـﺚ أن اﳌﻴـﺰة اﻟﺘﻨﺎﻓﺴـﻴﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘـﺔ اﻟﻜﻔـﺎءات ﻻ ﳝﻜـﻦ أن
ﺗﺘﺤﻘﻖ إﻻ ﺑﺘﻔﺎﻋﻞ داﺋﻢ وﻣﺴﺘﻤﺮ ﺑﲔ ﺗﻠﻚ اﳌﻜﻮﻧﺎت.
ﻓﺎﻟﻘﺪرة ﺣﺴﺐ اﳌﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﺮدﻳﺔ ﺑﻞ ﲨﺎﻋﻴﺔ ،وﻟﻴﺴـﺖ ﻣﻄﻠﻘـﺔ ﺑـﻞ ﻧﺴـﺒﻴﺔ وﻣﺘﻐـﲑة ،ﻣﺜـﻞ ﻗـﺪرة ا ﻤﻮﻋـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟﺴـﻴﻄﺮة
واﻟﺘﺤﻜﻢ ﰲ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﳌﺘﺎﺣﺔ ،وﻛﺬا اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﻗﻠﻢ واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ اﻟﺴﲑورات اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ اﳌﻄﺒﻘﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳌﻨﻈﻤﺔ ،ﺪف
ﲢﺴﲔ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ وﻣﺴﺎﻳﺮة ﺗﻐﲑات اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻲ؛
/3اﳌﻘﺎرﺑﺔ اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ :وﻓﻖ اﳌﻘﺎرﺑﺔ اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﲢﻘﻖ اﻟﻜﻔﺎءات ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ اﳌﻴﺰة اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل إﳒـﺎز اﳌﺸـﺎرﻳﻊ وﲢﻘﻴـﻖ
اﻷﻫﺪاف اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ،واﻟﻜﻔﺎءات ﺗﺘﺤﺪد ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺪرات اﳌﻌﺮﻓﻴﺔ ،واﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،واﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ اﳌﺘﺴﻤﺔ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﻃﺮف
ﺔ. اﳌﻨﺎﻓﺴﲔ ،أو ﺗﻌﻮﻳﻀﻬﺎ ﺑﻨﻤﻂ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﺟﺪﻳﺪ ،أو ﺑﺎﺑﺘﻜﺎر ﻃﺮق ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ أو ﺑﻜﻔﺎءات أﺧﺮى ﻣﺸﺎ
17
/IIIﻣﺮاﺣﻞ ﺗﺴﻴﲑ اﻟﻜﻔﺎءات :ﺗﺘﻤﺜﻞ اﳌﺮاﺣﻞ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺘﺴﻴﲑ اﻟﻜﻔﺎءات ﰲ:
/1اﳌﻌﺮﻓﺔ اﳉﻴﺪة ﳍﻴﻜﻞ اﳌﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ :ﻳﺘﻢ ذﻟﻚ ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﳌﺆﺷﺮات اﻟﻜﻤﻴﺔ ﳍـﺮم اﻷﻋﻤـﺎر ،وﺗﻮزﻳـﻊ ﻣﺴـﺘﻮﻳﺎت اﻟﺘﻜـﻮﻳﻦ،
ﻣﺴــﺘﻮى اﻷﺟــﻮر...،إﱁ ،وﻣﻘﺎرﻧــﺔ ذﻟــﻚ ﻣــﻊ اﳌﻨﺎﻓﺴــﲔ ،ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﱃ اﳌﺆﺷ ـﺮات اﻟﻨﻮﻋﻴــﺔ )اﻟﻜﻴﻔﻴــﺔ( ﳌﻮاردﻫــﺎ ﻣــﻦ ﺧــﻼل أﻧﻈﻤــﺔ
اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ وﻣﻮازﻧﺎت اﻟﻜﻔﺎءات ،ﻣﻦ اﺟﻞ وﺿﻊ ﺳﺠﻞ ﻟﻠﻜﻔﺎءات اﳌﻮﺟﻮدة ﰲ اﳌﻨﻈﻤﺔ؛
/2ﺗﻮﻗﻊ اﻷﻋﻤﺎل اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ :ﻳﻌﺘﱪ ﻋﻨﺼﺮ أﺳﺎﺳﻲ ﺣﻴﺚ ﻳُﻔﱰض أن ﺗﻜﻮن اﻟﻨﻈﺮة اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ واﺿﺤﺔ ،واﻟﱵ ﺗﺴﻤﺢ
ﺑﱰﲨﺔ ﺗﻮﺟﻬﺎﺗﻪ إﱃ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎ ﺎ ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺎءات اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ،ووﺿﻊ ﻗﻮاﺋﻢ ﻟﻠﻮﻇﺎﺋﻒ اﳌﺴﺘﻬﺪﻓﺔ )اﻟﺘﻮﻇﻴﻒ(؛
/3وﺿﻊ اﳌﺨﻄﻄﺎت :ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﳝﻜﻦ وﺿﻊ ﳐﻄﻄـﺎت اﻟﺘﻮﻇﻴـﻒ واﻟﺘﻜـﻮﻳﻦ واﳊﺮﻛﻴـﺔ ﺑـﲔ اﻟﻮﻇـﺎﺋﻒ ،ﺣﻴـﺚ ﺗﻌﺘـﱪ ﻫـﺬﻩ
اﳌﺨﻄﻄﺎت اﻟﺜﻼث أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻤﻞ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺘﺴـﻴﲑ اﻟﻜﻔـﺎءات ،وﻟﻜـﻦ ﻟـﻴﺲ ﻣـﻦ اﻟﺴـﻬﻞ وﺿـﻊ ﻫـﺬﻩ اﳌﺨﻄﻄـﺎت ﻟﻼﻋﺘﺒـﺎرات
اﻵﺗﻴﺔ:
خ/اﺻﻄﺪام ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﺑﺄوﻟﻮﻳﺔ اﳊﺎﺟﺎت ﰲ اﳌﺪى اﻟﻘﺼﲑ؛
د/ﺻــﻌﻮﺑﺔ إﳚــﺎد اﻟﺘ ـﻮازن ﺑــﲔ اﻛﺘﺴــﺎب اﻟﻄــﺮق اﳉﺪﻳــﺪة ﻟﻠﺘﺴــﻴﲑ واﻟــﺬي ﻳﻔ ــﺮض اﻟﺘﻜــﻮﻳﻦ اﳉﻤــﺎﻋﻲ واﻟﻔــﺮدي ﻟﻠﺘﻘﻨﻴ ــﺎت
اﳌﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ،ﻫﺬا ﻣﻦ ﺟﻬﺔ وﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ اﻟﺬي ﺗﻔﺮﺿﻪ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﳉﺪﻳﺪة ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ؛
ذ/ﺻــﻌﻮﺑﺔ ﺗﻨﻈــﻴﻢ ﳐﻄــﻂ اﳊﺮﻛﻴــﺔ ﺑــﲔ اﻟﻮﻇــﺎﺋﻒ ﺧﺎﺻــﺔ ﰲ اﳌﻨﻈﻤ ـﺎت اﻟﺼــﻐﲑة واﳌﺘﻮﺳــﻄﺔ ،ﺣﻴــﺚ ﻣﻌــﺪل دوران اﻟﻌﻤــﻞ
ﺿــﻌﻴﻒ ،أﻣــﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴــﺎت اﻟﻜﺒــﲑة ﻓﻼﺑــﺪ ﻣــﻦ وﺟــﻮد ﺣ ـﻮاﻓﺰ ﻣﻬﻤــﺔ ﻷﺟــﻞ ذﻟــﻚ ،ﻋﻠــﻰ اﻋﺘﺒــﺎر أن ﻫــﺬﻩ اﳊﺮﻛﻴــﺔ
6
ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ -اﻟﻌدد اﻻﻗﺗﺻﺎدي–(02)33 ﺟﺎﻣﻌﺔ زﯾﺎن ﻋﺎﺷور ﺑﺎﻟﺟﻠﻔﺔ
ﺗﺴﻴﻴﺮ اﻟﻜﻔﺎءات ﻛﺄﺣﺪ رواﻓﺪ ﺗﻨﻤﻴّﺔ و ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻤﺎت اﻷﻋﻤﺎل
ﺗﺴــﺎﻫﻢ ﻛﺜ ـﲑاً ﰲ إﳚــﺎد روح اﻹﺑــﺪاع واﻻﺑﺘﻜــﺎر وﺗﻘﻀــﻲ ﻋﻠــﻰ اﳉﺎﻧــﺐ اﻟــﺮوﺗﻴﲏ ﻟﻠﻤﻬــﺎم ،ﺣﻴــﺚ ﻳــﺆدي اﻟﺘﻜــﻮﻳﻦ ﰲ ﻫــﺬا
اﻟﺴﻴﺎق دوراً ﻣﻬﻤﺎ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻜﻔﺎءات وﲡﺪﻳﺪﻫﺎ.
7
ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ -اﻟﻌدد اﻻﻗﺗﺻﺎدي–(02)33 ﺟﺎﻣﻌﺔ زﯾﺎن ﻋﺎﺷور ﺑﺎﻟﺟﻠﻔﺔ
ﺗﺴﻴﻴﺮ اﻟﻜﻔﺎءات ﻛﺄﺣﺪ رواﻓﺪ ﺗﻨﻤﻴّﺔ و ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻤﺎت اﻷﻋﻤﺎل
وﻳﺄﰐ اﻟﺘﺤﻮل ﰲ وﻇﺎﺋﻒ إدارة اﳌﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﲤﺎﺷﻴﺎً ﻣﻊ ﻣﻌﻄﻴﺎت ﻇﺎﻫﺮة اﻟﻌﻮﳌﺔ اﻟﱵ أﺑﺮزت ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺧﺎﺻـﺔ ﺑﻌﻤﺎﻟـﺔ اﳌﻌﺮﻓـﺔ ،وﺗﺒـﲏ
ﻣﻌﺎﻳﲑ ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻟﻼﺳﺘﻘﻄﺎب واﻻﺧﺘﻴﺎر ،واﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﻪ اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﰲ أﻋﻤﺎﳍﺎ ،وﻗـﺪ ﳋـﱠﺺ ﺑﺎﺗﻨﻴـﺎك (2006) Pattanayak
وﻇﺎﺋﻒ إدارة اﳌﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ اﳌﻌﺎﺻﺮة ﰲ اﻵﰐ:
أ/اﻟﺘﺄﻛﻴــﺪ ﻋﻠــﻰ أن اﳌﻨﻈﻤ ـﺔ ﺗﻌﻤــﻞ ﰲ ﺑﺮاﳎﻬــﺎ ﻟﻠﻤ ـﻮارد اﻟﺒﺸ ـﺮﻳﺔ ﺿــﻤﻦ إﻃــﺎر إﺗﺎﺣــﺔ ﻓ ــﺮص ﻣﺘﺴــﺎوﻳﺔ ﻟﻠﺘﻮﻇﻴــﻒ ﻟﺘﺤﺪﻳــﺪ
اﳌﺘﻄﻠﺒﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻜﻞ وﻇﻴﻔﺔ؛
ب/اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﳌﺘﻄﻠﺒﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻜﻞ وﻇﻴﻔﺔ؛
ت/ﲢﺪﻳ ــﺪ اﺣﺘﻴﺎﺟ ــﺎت اﳌﻨﻈﻤ ـ ﺔ اﳌﺴ ــﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻣــﻦ اﳌ ـﻮارد اﻟﺒﺸ ـﺮﻳﺔ ،ﻟﺘﻤﻜﻴﻨﻬــﺎ ﻣ ــﻦ ﲢﻘﻴ ــﻖ أﻫ ــﺪاﻓﻬﺎ ،ﺣﻴ ــﺚ ﺗﺘ ــﻮﻓﺮ اﻷﻋ ــﺪاد
اﻟﻼزﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﺑﺎﳌﻬﺎرات واﻟﻜﻔﺎءات اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺧﻄﻂ ﳌﻮاﺟﻬﺔ ﺗﻠﻚ اﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎت؛
ث/اﺳﺘﻘﻄﺎب واﺧﺘﻴﺎر اﻷﻓﺮاد ﻟﺸﻐﻞ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﻟﺸﺎﻏﺮة ﺑﺎﳌﻨﻈﻤﺔ؛
ج/ﺗﻮﺟﻴﻪ وﺗﺪرﻳﺐ اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ؛
ح/ﺗﺼﻤﻴﻢ وﺗﻨﻔﻴﺬ ﺑﺮاﻣﺞ ﺗﻄﻮﻳﺮﻳﺔ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ وإدارﻳﺔ؛
خ/ﺗﺼﻤﻴﻢ أﻧﻈﻤﺔ ﻟﻠﺤﻮاﻓﺰ واﳌﻜﺎﻓﺂت؛
د/ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﺴﺎرا ﻢ اﳌﻬﻨﻴﺔ؛
ذ/ﺗﺼﻤﻴﻢ وﺗﻨﻔﻴﺬ ﻧﻈﺎم ﻟﻸﺟﻮر ﳉﻤﻴﻊ اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ.
/IIIﻃﺒﻴﻌــﺔ ﻧﻈــﺎم اﳌ ـﻮارد اﻟﺒﺸ ـﺮﻳﺔ ﰲ اﳌﻨﻈﻤ ـﺔ :ﻳﻌﺘــﱪ ﻫــﺬا اﻟﻨﻈــﺎم ﻣــﻦ اﻷﻧﻈﻤ ـﺔ اﻟﻔﺮﻋﻴــﺔ اﳍﺎﻣــﺔ ﰲ اﳌﻨﻈﻤ ـﺔ ،وﻫــﻮ ﻳﺸــﻤﻞ ﺑﺼــﻔﺔ
أﺳﺎﺳــﻴﺔ ﳎﻤﻮﻋــﺔ اﻟﻮﺳــﺎﺋﻞ اﳌﺎدﻳــﺔ ،اﻟﺘﻘﻨﻴــﺔ واﻟﺒﺸ ـﺮﻳﺔ اﳌﺨﺼﺼــﺔ ﻟﺘﻔﻌﻴــﻞ ﺗﺴــﻴﲑ اﻟﻌﺎﻣــﻞ ﰲ اﳌﻨﻈﻤ ـﺔ ،ﻃﺒﻘــﺎ ﻹﺳ ـﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﳏــﺪدة،
ﺣﻴﺚ أن ﻫﺬﻩ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺗﻜﻮن ﺿﻤﻦ ﻣﺼﻠﺤﺔ أو ﻗﺴﻢ أو ﺟـﺰء ﻣـﻦ اﳍﻴﻜـﻞ اﻹداري ﰲ اﳌﻨﻈﻤـﺔ ،ﻳﺼـﻐﺮ أو ﻳﻜـﱪ ﺣﺴـﺐ ﺻـﻐﺮ
أو ﻛـﱪ ﺣﺠــﻢ اﳌﻨﻈﻤـﺔ ﻓﻴــﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻬــﺎ وﻳﺘـﺄﺛﺮ ــﺎ ،ﻛﻤــﺎ اﻧــﻪ ﻳﺘــﺄﺛﺮ ﺑﺘﻐـﲑات وﺗﻄـﻮرات اﶈــﻴﻂ اﳋــﺎرﺟﻲ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴــﺔ ،وﻳﺴــﻌﻰ ﻟﺘﺤﻘﻴــﻖ
20
أﻫﺪاف ﺗﺘﻤﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ وأﻫﺪاﻓﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
وﻓﻴﻤــﺎ ﳜــﺺ وﻇﻴﻔــﺔ ﻫ ــﺬا اﻟﻨﻈ ــﺎم ،ﻓﺈ ــﺎ ﺗﻌﺘ ــﱪ ﻣ ــﻦ اﻟﻮﻇــﺎﺋﻒ اﳌﺴ ــﺎﻧﺪة ﰲ اﳌﻨﻈﻤ ـﺔ ،إﻻ أ ــﺎ ذات ﺗــﺄﺛﲑ ﻣﺒﺎﺷــﺮ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻘ ــﺮارات
اﳌﺘﺨ ــﺬة واﻟﺴﻴﺎﺳ ــﺎت اﳌﺘﺒﻨ ــﺎة اﳌﺘﻌﻠﻘ ــﺔ ﺑﻄ ــﺮق اﻟﺘﻌﺎﻣ ــﻞ ﻣ ــﻊ اﻟﻌﻤ ــﺎل ﰲ اﳌﻨﻈﻤـ ـﺔ ،ﺧﺎﺻ ــﺔ أ ــﺎ ﺗﺘﻤﺘ ــﻊ ﺑﺎﺳ ــﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﻋ ــﻦ اﻹدارات
اﻷﺧـﺮى ،ﻣـﺎ ﳚﻌـﻞ ﳍـﺎ ﺳﻴﺎﺳـﺎت و إﺟـﺮاءات ﺧﺎﺻـﺔ ـﺎ ،وأﻫـﺪاف أﺳﺎﺳـﻴﺔ ﺗﺘﻌﻠـﻖ ﺑـﺎﻟﺘﻜﻮﻳﻦ واﻟﺘﺤﻔﻴـﺰ وﺗﻨﻤﻴـﺔ اﻟﻜﻔـﺎءات ورﻓــﻊ
ﻣﺴــﺘﻮى إﻧﺘﺎﺟﻴــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﻞ ،وﻏﲑﻫــﺎ ﻣــﻦ اﻟﻨﺸــﺎﻃﺎت واﻟﻌﻨﺎﺻــﺮ اﳌﺘﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺘﻔﻌﻴــﻞ اﳌــﻮرد اﻟﺒﺸــﺮي ﰲ اﳌﻨﻈﻤ ـﺔ وﺟﻌﻠــﻪ ﻣﺼــﺪرا ﻟﺘــﺪﻋﻴﻢ
21
ﺗﻔﻮﻗﻬﺎ وﲤﻴﺰﻫﺎ.
/IVاﳌﻮﻗﻊ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻹدارة اﳌﻮرد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﰲ اﳌﻨﻈﻤﺔ :ﻳﻌﺘﱪ ﻧﻈـﺎم اﳌـﻮارد اﻟﺒﺸـﺮي ﰲ اﳌﻨﻈﻤـﺔ ﻧﻈﺎﻣـﺎ ﻓﺮﻋﻴـﺎ ﻣﺴـﺘﻘﻼ ﺿـﻤﻦ إدارة
اﳌـﻮارد اﻟﺒﺸـﺮﻳﺔ ﻛـﺈدارة ﻣﺴــﺘﻘﻠﺔ ،وﻗـﺪ اﺳــﺘﻘﻠﺖ ﻫــﺬﻩ اﻷﺧـﲑة ﺑﻌــﺪ ﺗﻮﺳـﻊ اﳌﻨﻈﻤـﺎت وﺗﻐــﲑ ﻟﻜﺜـﲑ ﻣــﻦ اﳌﻔـﺎﻫﻴﻢ اﻹدارﻳــﺔ واﻷوﺿــﺎع
اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ ،واﻟــﱵ ﺣﺘﻤــﺖ ﻋﻠ ــﻰ اﳌﻨﻈﻤ ـﺎت اﳊﺪﻳﺜــﺔ إﻧﺸــﺎء ﻣﺼــﻠﺤﺔ ﺧﺎﺻــﺔ ﻹدارة اﳌ ـﻮارد اﻟﺒﺸ ـﺮﻳﺔ ﻧﻈ ـﺮا ﻟﺘﻌــﺬر ﻗﻴ ــﺎم اﳌــﺪﻳﺮﻳﻦ
ﺑﺄﻧﺸﻄﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﺴﻴﲑ اﳌﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﱃ أﻧﺸﻄﺘﻬﻢ وﻣﻬﺎﻣﻬﻢ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ.
ﳜﺘﻠﻒ اﳌﻮﻗﻊ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ ﻹدارة اﳌﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﰲ اﳌﻨﻈﻤﺔ ﺗﺒﻌﺎ ﳊﺠﻤﻬﺎ ،ﻓﺎﳌﻨﻈﻤﺎت اﻟﺼﻐﲑة ﻏﲑ ُﻣﻠﺰﻣﺔ ﺑﺈﻧﺸﺎء ﻣﺼﻠﺤﺔ أو وﺣـﺪة
ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻟﻠﻤﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ اﳌﻨﻈﻤﺎت اﻟﻜﺒـﲑة ﻣﻀـﻄﺮة ﻹﻧﺸـﺎء ﻣﺼـﻠﺤﺔ ﻣﺴـﺘﻘﻠﺔ ﻹدارة اﳌـﻮارد اﻟﺒﺸـﺮﻳﺔ ﻗـﺪ ﺗﻜـﻮن ﰲ
8
ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ -اﻟﻌدد اﻻﻗﺗﺻﺎدي–(02)33 ﺟﺎﻣﻌﺔ زﯾﺎن ﻋﺎﺷور ﺑﺎﻟﺟﻠﻔﺔ
ﺗﺴﻴﻴﺮ اﻟﻜﻔﺎءات ﻛﺄﺣﺪ رواﻓﺪ ﺗﻨﻤﻴّﺔ و ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻤﺎت اﻷﻋﻤﺎل
اﳌﺴﺘﻮى اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ،أو ﺣﱴ ﰲ ﻣﺴـﺘﻮى إدارﻳـﻲ ﻋـﺎﱄ ﺳـﻴﻤﺎ ﰲ اﳌﻨﻈﻤـﺎت ﻣﺘﻌـﺪدة اﳉﻨﺴـﻴﺎت واﻟـﱵ ﲤﺘﻠـﻚ ﻓـﺮوع دوﻟﻴـﺔ ،وﺗﺘﻌﺎﻣـﻞ
ﻣﻊ ﻣﻮارد ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ وﳐﺘﻠﻔﺔ ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ اﳉﻮاﻧﺐ ،اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ.
واﳌﻼﺣــﻆ أن اﳌﻮﻗ ــﻊ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤ ــﻲ ﻹدارة اﳌ ــﻮرد اﻟﺒﺸ ـﺮﻳﺔ ﻳﺘﻌ ــﺰز ﻣ ــﻊ ﻣ ــﺮور اﻟــﺰﻣﻦ ،وﻳ ــﺰداد أﳘﻴــﺔ ﺧﺎﺻــﺔ ﺑﻌ ــﺪ اﻻﻋ ـﱰاف ﺑﺄﳘﻴ ــﺔ اﳌ ــﻮرد
اﻟﺒﺸ ــﺮي ﻛﻤ ــﻮرد اﻗﺘﺼ ــﺎدي وإﺳـ ـﱰاﺗﻴﺠﻲ ،وﲢﺴ ــﻦ وﺿ ــﻌﻴﺔ اﳌﻨﻈﻤـ ـﺎت ﻧﻈـ ـﺮا ﳉﻬ ــﻮد أﻧﺸ ــﻄﺔ إدارة اﳌـ ـﻮارد اﻟﺒﺸـ ـﺮﻳﺔ اﳌﻮﺟﻬ ــﺔ ﳓ ــﻮ
22
اﻻﺳﺘﻐﻼل اﻷﻓﻀﻞ ﻟﻄﺎﻗﺎت وإﻣﻜﺎﻧﺎت اﻟﻌﻤﺎل و اﺳﺘﺜﻤﺎرﻫﺎ.
ﺛﺎﻟﺜﺎ :دور اﻹدارة ﺗﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﻟﻠﻮﻇﺎﺋﻒ واﻟﻜﻔﺎءات ﰲ زﻳﺎدة إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﳌﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ
إن ﺣﺠــﻢ وأﳘﻴــﺔ اﻟﺘﻄــﻮرات اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴــﺔ واﳊﺎﺟــﺔ إﱃ إﺟ ـﺮاء دورات ﺗﻜﻮﻳﻨﻴــﺔ ﻣﺘﻜــﺮرة ﻗــﺪ أدى إﱃ ﺗﻐــﲑ ﻋﻤﻴــﻖ ﰲ اﻟﺘﻔﻜــﲑ ﺣــﻮل
اﻟﺘﺪرﻳﺐ ،ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻷﻓﺮاد وﺗﻮﺻﻴﻒ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ.
ﻫﺬا اﻟﻨﺸﺎط اﻷﺧﲑ ﱂ ﻳﻌﺪ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻟﻼﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻌـﺪم اﻻﺳـﺘﻘﺮار اﳌﻌﺎﺻـﺮ ﰲ ﻇـﺮوف اﻟﻌﻤـﻞ وﲤﻴﺰﻫـﺎ ﺑﺎﳉﻤﺎﻋﻴـﺔ وﺳـﻴﺎدة اﻟﺴـﻠﻮﻛﻴﺎت.
23
ﳑﺎ ﻳﻔﺮض ﻋﻠﻰ اﳌﻨﻈﻤﺎت وﺿﻊ إدارة ﺗﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﻟﻠﻮﻇﺎﺋﻒ واﻟﻜﻔﺎءات.
ﻗﺒﻞ اﻟﺒﺪء ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺗﺴﻴﲑ اﻟﻜﻔﺎءات ،ﻻ ﺑﺪ أوﻻ ﻣﻦ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺴﺎؤﻻت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
üﳌﺎذا ﺗﺮﻳﺪ اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﺴﲑ ﰲ ﻫﺬا اﳌﺴﺎر ) اﳌﺴﻌﻰ(؟
üﻣﺎ ﻣﺪى أﳘﻴﺔ اﻟﺒﻴﺌﺔ؟ وﻫﻞ ﺳﺘﻜﻮن ﻗﻴﺪا أم دﻋﻤﺎ ﻟﻠﺘﻐﻴﲑ اﳌﻄﻠﻮب؟
ﰒ ﺗﺄﰐ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺗﺸﻤﻞ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:
üﺗﻘﻴﻴﻢ ﻛﻔﺎءات ﻛﻞ ﻓﺮد ﺑﺼﻮرة ﻣﻔﺼﻠﺔ ) اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﺖ اﳊﺎﻟﻴﺔ ،اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ،اﳋﺼﺎﺋﺺ اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ،(...
üﲢﻠﻴﻞ ﻣﻨﺎﺻﺐ اﻟﻌﻤﻞ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﻟﻜﻔﺎءات اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﻟﺸﻐﻠﻬﺎ،
üﳏﺎوﻟﺔ ﲢﺪﻳﺪ اﻟﻜﻔﺎءات اﻟﱵ ﲢﺘﺎﺟﻬﺎ اﳌﻨﻈﻤﺔ ﰲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ.
وﺳــﻮف ﺗﺸ ــﻜﻞ ﻧﺘ ــﺎﺋﺞ اﻟﺘﺤﻠﻴ ــﻞ أداة ﻣﺮﺟﻌﻴــﺔ ﻹدارة اﳌ ـﻮارد اﻟﺒﺸ ـﺮﻳﺔ ﰲ ﲨﻴ ــﻊ أﻧﺸ ــﻄﺘﻬﺎ :اﻟﺘﻮﻇﻴــﻒ ،اﳌﻜﺎﻓ ــﺂت ...و اﻹدارة
اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﻟﻠﻮﻇﺎﺋﻒ واﻟﻜﻔﺎءات.
ﺗﻌﺘﱪ اﻹدارة اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﻟﻠﻮﻇﺎﺋﻒ واﻟﻜﻔﺎءات ﻣﺘﻄﻠﺒﺎ ﺿﺮورﻳﺎ ،ﻣﻦ أﺟﻞ وﺿﻊ ﻣﻌﺎﻳﲑ ﲤﻜﻦ ﻣـﻦ ﺗﻔـﺎدي اﳌﺸـﺎﻛﻞ اﳌﺘﻌﻠﻘـﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤـﻞ،
واﻟﱵ ﻳُﺮ ﱠﺟﺢ وﻗﻮﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﳌﺪى اﳌﺘﻮﺳﻂ ،ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﻧﺌﺔ اﻻﳓـﺮاف ﺑـﲔ اﻟﻜﻔـﺎءات
اﳌﺘﺎﺣﺔ ،و اﻟﻜﻔﺎءات اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ،ﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﻨﻄﻠﻖ ﳝﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎر اﻻدارة اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﻟﻠﻮﻇﺎﺋﻒ واﻟﻜﻔﺎءات ﻛﺂﻟﻴﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ،ﻣـﻦ ﺷـﺄ ﺎ أن
ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﳌﻼﺋﻢ ﻟﻠﻜﻔﺎءات اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﻓـﻴﻢ ﳜـﺺ اﻟﻮﻇـﺎﺋﻒ اﳉﺪﻳـﺪة .ﳝﻜـﻦ ﺗﻮﺿـﻴﺢ ﺳـﲑورة اﻹدارة اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳـﺔ ﻟﻠﻮﻇـﺎﺋﻒ
واﻟﻜﻔﺎءات ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺘﺎﱄ:
ﺷﻜﻞ رﻗﻢ ) :(3اﻹدارة اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﻟﻠﻮﻇﺎﺋﻒ واﻟﻜﻔﺎءات
Source : Alain Meignantt, Ressources humaines, Déployer la stratégie, édition Liaisons, Paris, 2000, p121.
24
إن اﻹدارة اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﻟﻠﻮﻇﺎﺋﻒ واﻟﻜﻔﺎءات ﺗﺘﻀﻤﻦ اﳌﺮاﺣﻞ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
/Iﲢﻠﻴﻞ اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ اﳊﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ :ﻣﻦ اﳉﺎﻧﺐ اﻟﻜﻤﻲ )ﻫﺮم اﻷﻋﻤﺎر ،ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺣﺴﺐ اﳌﺴـﺘﻮﻳﺎت ،ﲢﻠﻴـﻞ اﻟﺘـﺪﻓﻘﺎت،
ﻣﺴﺘﻮى اﳌﻜﺎﻓﺂت( وإذا أﻣﻜـﻦ ،ﻣﻘﺎرﻧﺘـﻪ ﻣـﻊ اﳌﻨﺎﻓﺴـﲔ ،ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ إﱃ اﳉﺎﻧـﺐ اﻟﻨـﻮﻋﻲ ﻟﻠﻤـﻮارد ،وﻫـﺬا ﻟﻮﺿـﻊ ﻓﻬـﺮس أو ﻣﺮﺟﻌﻴـﺔ
ﻟﻠﻜﻔﺎءات ﰲ اﳌﻨﻈﻤﺔ ،وﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﻛﻔﺎءات ﻟﻜﻞ ﻣﻨﺼﺐ ﻋﻤﻞ.
ﻣﺜــﺎل ﻋــﻦ ﻣﺮﺟﻌﻴــﺔ اﻟﻜﻔــﺎءات اﳌﻄﻠﻮﺑــﺔ ﻟﺸــﻐﻞ ﻣﻨﺼــﺐ ﻗﻴــﺎدي :إﻗﺎﻣــﺔ ﻋﻼﻗــﺎت ﻣــﻦ ﺧـﻼل اﻟﻌﻤــﻞ ﻋﻠــﻰ ﺗﻨﻤﻴــﺔ اﻵﺧ ـﺮﻳﻦ ،اﻟﻔﻬــﻢ
اﳌﺘﺒﺎدل ،اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ،اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ ،اﳌﺒﺎدرة ،اﳋﱪة اﳌﻬﻨﻴﺔ ،اﻟﺘﻔﻜﲑ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﲢﻠﻴﻠﻲ ،اﻟﻌﻤـﻞ ﺿـﻤﻦ اﻟﻔﺮﻳـﻖ واﻟﺘﻌـﺎون ،اﻟﻘـﺪرة
ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻵﺧﺮﻳﻦ ،اﻟﺘﺼﺮف ﲟﺮوﻧﺔ ... ،اﱁ.
ﻛﻤــﺎ ﻳﺸــﻤﻞ اﻟﺘﺤﻠﻴــﻞ ،ﲢﻠﻴــﻞ اﻟﺒﻴﺌــﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴــﺔ واﳋﺎرﺟﻴــﺔ اﻟــﱵ ﳝﻜﻨﻬــﺎ ﺗﻐﻴــﲑ ﳏﺘــﻮى اﻟﻮﻇﻴﻔــﺔ ﻣﺜــﻞ :اﻟﺘﻘﻨﻴــﺎت اﳉﺪﻳــﺪة ،اﳌﻨﺎﻓﺴــﺔ،
ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﻌﻤﻼء ...اﱁ.
/IIاﻟﺘﻨﺒـﺆ ﺑﺎﻟﻮﻇــﺎﺋﻒ اﳌﺴــﺘﻘﺒﻠﻴﺔ وﺗﻘﻴــﻴﻢ اﻻﳓﺮاﻓــﺎت :ﺗﺘﻄﻠــﺐ ﻫــﺬﻩ اﳌﺮﺣﻠــﺔ وﺿــﻮح اﻟﺮؤﻳــﺔ واﻹﺳـﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺑﺸــﻜﻞ ﻛــﺎﰲ ﺣــﱴ ﺗــﺘﻢ
ﺗﺮﲨﺘﻬﺎ إﱃ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت ﻣـﻦ اﻟﻜﻔـﺎءات ،ووﺿـﻊ ﻗﺎﺋﻤـﺔ اﻟﻮﻇـﺎﺋﻒ اﳌﺴـﺘﻬﺪﻓﺔ ﺑﺎﻟﻜﻔـﺎءات اﳌﻄﻠﻮﺑـﺔ ،واﻟﻮﻇـﺎﺋﻒ اﻷﻛﺜـﺮ ﺣﺴﺎﺳـﻴﺔ،
ﰒ ﺗﺴﺘﻨﺘﺞ اﻻﳓﺮاﻓﺎت ﺑﲔ اﻟﻜﻔﺎءات اﳌﻮﺟﻮدة و اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ.
/IIIاﲣــﺎذ اﻹﺟـﺮاءات اﻟﺘﺼــﺤﻴﺤﻴﺔ :ﻳــﺘﻢ وﺿــﻊ ﺧﻄــﻂ اﻟﻌﻤــﻞ ﺣﻴــﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴــﺬ ﻟﺘﺤﻘﻴــﻖ أﻫــﺪاف ﺗﺴــﻴﲑ اﻟﻜﻔــﺎءات ،وﺗﺘﻤﺜــﻞ ﻫــﺬﻩ
اﳋﻄﻂ أﺳﺎﺳﺎ ﰲ:
/1اﻟﺘﻮﻇﻴـﻒ :ﺣـﱴ ﺗﻜﺘﺴـﺐ اﳌﻨﻈﻤـﺔ ﻛـﻞ اﻟﻜﻔـﺎءات اﻟـﱵ ﲢﺘﺎﺟﻬـﺎ ،ﻓﺈ ـﺎ ﺗﻜـﻮن ﳐـﲑة ﺑـﲔ ﺗﻮﻇﻴـﻒ اﻷﻓـﺮاد اﻟـﺬﻳﻦ ﳝﺘﻠﻜـﻮن ﻫـﺬﻩ
اﻟﻜﻔﺎءات ،ﻣﻦ ﺧﺎرج اﳌﻨﻈﻤﺔ ،أو ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻷﻓﺮاد اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﰲ اﳌﻨﻈﻤﺔ .وﻋﻨـﺪﻣﺎ ﺗﻌﺘﻤـﺪ ﻋﻠـﻰ اﻟﺘﻮﻇﻴـﻒ اﳋـﺎرﺟﻲ ﺳـﻮف ﺗﺘﺤﻤـﻞ
ﻧﻔﻘﺎت إﺿﺎﻓﻴﺔ وﺗﻘﻠﻞ ﻣﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﱰﻗﻴﺔ داﺧﻠﻴﺎ واﻟﱵ ﻗﺪ ﺗﻌﻤﻞ ﻛﺤﺎﻓﺰ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﲔ اﳊﺎﻟﻴﲔ ﻟﻮ ﲤﺖ؛
/2اﻟﺘﻨﻘــﻞ اﻟ ــﻮﻇﻴﻔﻲ :إن ﻣﺰاﻳــﺎ اﻧﺘﻘ ــﺎل اﻷﻓ ـﺮاد ﺑ ــﲔ اﳌﻨﺎﺻ ــﺐ واﻟﻮﺣــﺪات اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴــﺔ واﺿ ــﺤﺔ ﺧﺎﺻــﺔ إذا ﺗﻌﻠــﻖ اﻷﻣ ــﺮ ﺑﺎﻟﱰﻗﻴ ــﺔ أو
اﻻﻧﺘﻈــﺎر"ﻣﺜــﻞ اﳌﻜﻠــﻒ ﺑﺘﺤﻀــﲑ و ﻴﺌــﺔ اﻷﻓ ـﺮاد ﻟﻠﻤﻨﺎﺻــﺐ اﻟﻌﻠﻴــﺎ ،وﳍــﺬا اﻟﻐــﺮض ﻳــﺘﻢ إﻧﺸــﺎء ﺑﻌــﺾ اﳌﻨﺎﺻــﺐ ﺗﺴــﻤﻰ "وﻇــﺎﺋﻒ ٍ
ﺑﺎﻟﺪراﺳﺎت ،وﻫﺬﻩ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺗﻌﺪ ﳑﻮﻧﺎ أﺳﺎﺳﻴﺎ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎءات اﻟﱵ ﺗﺴﺎﻋﺪ اﻷﻓﺮاد ﻋﻠﻰ ﺷﻐﻞ ﻣﻨﺎﺻﺐ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ؛
وﰲ اﻟﻮاﻗﻊ ،ﻳﺼﻌﺐ ﺗﻨﻈـﻴﻢ ﻫـﺬﻩ اﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ وﲢﻘﻴﻘﻬـﺎ ،ﻷن اﻷﻓـﺮاد ورؤﺳـﺎءﻫﻢ ﻗـﺪ ﻻ ﻳﺮﻏﺒـﻮن ﰲ اﻟﺘﻐﻴـﲑ ،ﳑـﺎ ﻳﺘﻄﻠـﺐ رﺑـﻂ اﳌﻜﺎﻓـﺂت
وﻣﺴﺎر اﻟﻔﺮد ﰲ ﲢﺼﻴﻞ اﻟﻜﻔﺎءات اﳉﺪﻳﺪة أو اﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﲑ ﰲ اﳌﻨﺎﺻﺐ؛
/3اﻟﺘــﺪرﻳﺐ )اﻟﺘﻜــﻮﻳﻦ( :إن اﻟﻜﻔــﺎءة ﺗﻜﺘﺴــﺐ وﺗﺆﻛــﺪ ﻣــﻦ ﺧــﻼل اﻟﺘــﺪرﻳﺐ اﳌﺘﻮاﺻــﻞ اﻟــﺬي ﻳﺸــﻜﻞ وﺳــﻴﻠﺔ ﻫﺎﻣــﺔ وﳑﺘــﺎزة ﻟﺘﻨﻤﻴــﺔ
اﻟﻜﻔــﺎءات اﳌﻄﻠﻮﺑــﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴــﺬ اﻹﺳ ـﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ وﺑﺎﻟﺘــﺎﱄ ﺳــﺪ اﻟﻔﺠــﻮة ﰲ اﻟﻜﻔــﺎءات .و ﳛﺘــﺎج اﻟﺘــﺪرﻳﺐ اﳌﺘﻌﻠــﻖ ﺑﺘﺴــﻴﲑ اﻟﻜﻔــﺎءات إﱃ
اﳉﻤﻊ ﺑﲔ ﺗﻜﻴﻴﻒ اﻷﻓﺮاد ﻣﻊ أﳕﺎط اﻟﺘﺴﻴﲑ اﳉﺪﻳﺪة وﲢﻀﲑﻫﻢ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ؛
10
ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ -اﻟﻌدد اﻻﻗﺗﺻﺎدي–(02)33 ﺟﺎﻣﻌﺔ زﯾﺎن ﻋﺎﺷور ﺑﺎﻟﺟﻠﻔﺔ
ﺗﺴﻴﻴﺮ اﻟﻜﻔﺎءات ﻛﺄﺣﺪ رواﻓﺪ ﺗﻨﻤﻴّﺔ و ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻤﺎت اﻷﻋﻤﺎل
/4اﳌﻜﺎﻓﺂت :ﰲ ﺗﺴـﻴﲑ اﻟﻜﻔـﺎءات ﻻ ﺑـﺪ ﻣـﻦ رﺑـﻂ اﳌﻜﺎﻓـﺄة ﲟﺠﻤﻮﻋـﺔ ﻣـﻦ اﻟﻜﻔـﺎءات ﻟـﺪى اﻷﻓـﺮاد اﻟﻌـﺎﻣﻠﲔ ،ﺣﺴـﺐ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬـﺎ،
وﺗﻨﻮﻋﻬــﺎ و/أو درﺟــﺔ اﻟــﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬــﺎ ،ﻣــﻦ أﺟــﻞ دﻓﻌﻬــﻢ إﱃ ﺗ ــﺪﻋﻴﻢ ﻛﻔــﺎءا ﻢ اﳊﺎﻟﻴــﺔ واﻛﺘﺴــﺎب ﻛﻔــﺎءات ﺟﺪﻳــﺪة ﲢﺘــﺎج إﻟﻴﻬ ــﺎ
اﳌﻨﻈﻤ ـﺔ ،وﻣﺸ ــﺎرﻛﺘﻬﺎ ﻣ ــﻊ زﻣﻼﺋﻬ ــﻢ ﻟﺘﻜ ــﻮﻳﻦ ﻛﻔ ــﺎءات ﲨﺎﻋﻴ ــﺔ وﻣ ــﻦ أﺟ ــﻞ اﳊﻔ ــﺎظ ﻋﻠ ــﻰ اﻷﻓ ـﺮاد اﻷﻛﻔ ــﺎء ﺣ ــﱴ ﻻ ﻳﺘﺤﻮﻟ ـﻮا إﱃ
اﳌﻨﻈﻤﺎت اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ.
ﺑﺎﻹﺿـ ــﺎﻓﺔ إﱃ ﻫـ ــﺬﻩ اﻷﻧﺸـ ــﻄﺔ ،ﻓـ ــﺈن إدارة اﳌ ـ ـﻮارد اﻟﺒﺸ ـ ـﺮﻳﺔ ﻣـ ــﻦ ﺧـ ــﻼل اﻟﻜﻔـ ــﺎءات ،ﺗ ـ ـﺮﺗﺒﻂ ﺑﺘﻘﻴـ ــﻴﻢ اﻷداء ﻟﻐـ ــﺮض ﲢﺪﻳـ ــﺪ
اﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎت ،ﺑﺎﻟﺘﻀﻤﲔ واﻟﺘﻤﻜﲔ اﻟﺬي ﳛﺘﺎج إﱃ ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻷﻓﺮاد أوﻻً ،ﰒ ﻓﺘﺢ ا ـﺎل أﻣـﺎﻣﻬﻢ ﻟﻴﻜﻮﻧـﻮا ﺷـﺮﻛﺎء ﰲ اﳌﻨﻈﻤـﺔ وﻳﻌﻤﻠـﻮا
ﻋﻠﻰ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﻘﻴﻤﺔ ﳍﺎ ﺛﺎﻧﻴﺎً.
راﺑﻌﺎً :اﻟﺘﺤ ﱡﻮل ﳓﻮ ﺗﺴﻴﲑ اﻟﻜﻔﺎءات ﻟﻐﺮض ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﰲ ﻣﻨﻈﻤﺎت اﻷﻋﻤﺎل
25
إن اﻟﺘﺤﻮل ﳓﻮ ﺗﺴﻴﲑ اﻟﻜﻔﺎءات ﻟﻐﺮض ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻳﻘﻮم أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ:
üاﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ اﻹدارة اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﻟﻸﻓﺮاد؛
üإدراك اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﶈﺘﻤﻠﺔ أو اﻟﻜﻔﺎءات ﻟﺪى اﻷﻓﺮاد واﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﳌﺴﺎﻋﺪ ﻢ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ وﺗﻨﻤﻴﺘﻬﺎ؛
üاﻟﻌﻤـﻞ ﻋﻠـﻰ ﲢﻘﻴـﻖ ﺗﻮﻗﻌــﺎت اﻷﻓـﺮاد وﻣﺼـﺎﳊﻬﻢ ﻣـﻦ ﺧــﻼل ﺗﻨﻤﻴـﺔ ﻛﻔـﺎءا ﻢ وﻣـﻦ ﰒ ﲢﻘﻴــﻖ ﻣﺼـﺎﱀ اﳌﻨﻈﻤـﺔ ،ﻷن ذﻟـﻚ ﻳﻨﻤــﻲ
ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺣﺲ اﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ واﻟﻮﻻء؛
üاﻟﻌﻤــﻞ ﻋﻠــﻰ ﲢــﺪﻳﺚ وﺗﻄــﻮﻳﺮ اﻟﺴﻴﺎﺳــﺎت واﳍﻴﺎﻛــﻞ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴــﺔ ﺑﺎﺳــﺘﻤﺮار اﻻﺳــﺘﺠﺎﺑﺔ ﳊﺮﻛﻴــﺔ اﻟﺒﻴﺌــﺔ وﺑﺸــﻜﻞ ﳝ ّﻜــﻦ اﻷﻓـﺮاد ﻣــﻦ
إﺑﺮاز ﻛﻔﺎءا ﻢ وﻗﺪرا ﻢ اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ،ﻟﻠﻤﺴﺎﳘﺔ ﰲ ﲢﻘﻴﻖ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﻈﻤﺔ.
26
و ﻫﺬا اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﰲ إدارة اﳌﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﻳﻀﻌﻬﺎ أﻣﺎم اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
اﻟﺘﺤ ﱢﺪي اﻷول :ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﳌﺸﺎﻛﻞ اﳌﺘﻌﻠﻘـﺔ ﺑﺮﺻـﺪ اﳌﻌـﺎرف اﻟﻀـﺮورﻳﺔ اﻟﺼـﺮﳛﺔ واﻟﻀـﻤﻨﻴﺔ واﻟـﱵ ﺗﻌـﺪ ﺿـﺮورﻳﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ اﲣـﺎذ اﻟﻘـﺮار
وﻟﺴﲑ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ ،ﰒ وﺻﻔﻬﺎ وﺗﻘﺪﻳﺮ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ؛
اﻟﺘﺤ ـﺪﱢي اﻟﺜــﺎﱐ :ﻳﺘﻌﻠــﻖ ﲟﺸ ــﺎﻛﻞ اﻻﺣﺘﻔ ــﺎظ ــﺬﻩ اﳌﻌــﺎرف ،ﺣﻴ ــﺚ ﻻ ﺑ ــﺪ ﻣ ــﻦ ﲢﺼــﻴﻠﻬﺎ ﻣ ــﻦ ﺣﺎﻣﻠﻴﻬ ـﺎ ،ﲢﺮﻳﻜﻬــﺎ ،ﺗﺮﺳ ــﻴﻤﻬﺎ )
إﻋﻄﺎﺋﻬﺎ ﺷﻜﻼ ﳏﺪداً ( و اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺎ؛
اﻟﺘﺤﺪﱢي اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺗﺜﻤﲔ اﳌﻌﺎرف ،ﺣﻴﺚ ﳚﺐ وﺿﻌﻬﺎ ﰲ ﺧﺪﻣﺔ ﺗﻄﻮر اﳌﻨﻈﻤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺟﻌﻠﻬﺎ ﰲ ﻣﺘﻨـﺎول
اﻷﻓﺮاد ﺑﻀﻤﺎن ﺳﻬﻮﻟﺔ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻬﺎ ،إﺷﺮاك اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ ،اﺳﺘﻐﻼﳍﺎ ﰲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻣﻌﺎرف ﺟﺪﻳﺪة؛
اﳌﻌـﺎرف أي ﺟﻌﻠﻬــﺎ ﻣﻮاﻛﺒــﺔ ﻟﻠﺘﻄـﻮرات ،ﻓــﻼ ﺑــﺪ ﻣــﻦ )(Actualisation اﻟﺘﺤـﺪﱢي اﻟﺮاﺑــﻊ :ﻳﺘﻤﺜــﻞ ﰲ اﳌﺸـﺎﻛﻞ اﳌﺘﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺘﺤﻴــﲔ
ﺗﻘﻴﻴﻤﻬﺎ " ،ﲡﺪﻳﺪﻫﺎ" ،وإﺛﺮاﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ،إﻧﺸﺎء ﻣﻌﺎرف ﺟﺪﻳﺪة ،وﺟﻠﺐ ﻣﻌﺎرف ﺧﺎرﺟﻴﺔ؛
اﻟﺘﺤـﺪﱢي اﳋــﺎﻣﺲ :ﻳﺘﻌﻠــﻖ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﻋــﻞ ﺑــﲔ اﳌﺸــﺎﻛﻞ اﻟﺴــﺎﺑﻘﺔ ،وﻫﻨــﺎ ﺗﺘﻤﻮﺿــﻊ إدارة اﻷﻧﺸــﻄﺔ واﻟﻌﻤﻠﻴــﺎت اﳌﻮﺟﻬــﺔ ﻟﺰﻳــﺎدة اﺳــﺘﺨﺪام
وإﻧﺸﺎء اﳌﻌﺎرف ﰲ اﳌﻨﻈﻤﺎت.
وﻫـ ــﺬا ﻳﻐﻄـ ــﻲ ﲨﻴـ ــﻊ أﻧﺸـ ــﻄﺔ إدارة اﳌـ ـﻮارد اﻟﺒﺸـ ـﺮﻳﺔ اﳍﺎدﻓـ ــﺔ إﱃ ﻣﻼءﻣـ ــﺔ إدارة اﳌﻌﺮﻓـ ــﺔ واﻟﻜﻔـ ــﺎءات ﻣـ ــﻊ اﻟﺘﻮﺟﻬـ ــﺎت اﻹﺳـ ـﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ
ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ :ﲢﺮﻳﻚ ﲨﻴﻊ اﻟﻔﺎﻋﻠﲔ ﰲ اﳌﻨﻈﻤﺔ ،ﲢﺴﻴﺴﻬﻢ ،ﺗـﺪرﻳﺒﻬﻢ ﺗﺸـﺠﻴﻌﻬﻢ وﲢﻔﻴـﺰﻫﻢ ،ﻻﺳـﺘﺨﺪام ﻣﻌـﺎرﻓﻬﻢ وﻣﺸـﺎرﻛﺘﻬﺎ ﻣـﻊ
اﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﰒ ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻏﲑ ﻣﻼﺋﻢ.
11
ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ -اﻟﻌدد اﻻﻗﺗﺻﺎدي–(02)33 ﺟﺎﻣﻌﺔ زﯾﺎن ﻋﺎﺷور ﺑﺎﻟﺟﻠﻔﺔ
ﺗﺴﻴﻴﺮ اﻟﻜﻔﺎءات ﻛﺄﺣﺪ رواﻓﺪ ﺗﻨﻤﻴّﺔ و ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻤﺎت اﻷﻋﻤﺎل
إن إدارة اﳌـﻮارد اﻟﺒﺸـﺮﻳﺔ ﻋﻠﻴﻬــﺎ أن ﺗﻀــﻄﻠﻊ ﺑــﺈدارة اﻷﻓـﺮاد وﻓﻘــﺎ ﻟﻜﻔــﺎءا ﻢ ،ﺑﺎﻋﺘﺒــﺎر أن اﻟﻜﻔــﺎءات ﻫــﻲ اﺣــﺪ اﶈــﺎور اﻹﺳ ـﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ
ﻹدارة اﳌﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ واﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ اﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ،اﻟﺘﻀﻤﲔ ،اﻟﺘﻤﺎﺳﻚ واﻟﻜﻔﺎءة .
ﺧﻼﺻﺔ :ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﳔﻠُﺺ إﱃ أن اﻟﻜﻔﺎءات أﺻﺒﺤﺖ ﲢﻮز ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﺿﻤﻦ إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﳌﻨﻈﻤـﺔ وﺗﻮﺟﻬﺎ ـﺎ
اﳌﺴــﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫــﺎ ﻣﺆﺷـﺮا ﻫﺎﻣـﺎً وداﻻً ﰲ ﻧﻔــﺲ اﻟﻮﻗــﺖ ﻟﻠﻤ ـﻮارد ﻏــﲑ اﳌﻠﻤﻮﺳــﺔ ،وا ّﺴــﺪة ﻣﻴــﺪاﻧﻴﺎ ﻣــﻦ ﺧــﻼل ﲤﺜﻴﻠﻬــﺎ ﻟــﺬﻟﻚ اﻟﺘــﺂﻟﻒ
اﻟﺘﺼﺮف (savoir-êtreﻟﻸﻓﺮاد. اﻟﺜﻼﺛﻲ ﻣﺎﺑﲔ )اﳌﻌﺮﻓﺔ ، savoirاﳌﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،savoir-faireو اﻟﺴﻠﻮك أو ﺣﺴﻦ ّ
ﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﻨﻄﻠﻖ ،أﺻﺒﺢ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻜﻔﺎءات ،ﺗﺴﻴﲑﻫﺎ ،ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ وﺗﻘﻴﻴﻤﻬﺎ ﲟﺎ ﳜﺪم أﻫﺪاف اﳌﻨﻈﻤﺔ ﰲ ﻇﻞ ﻣﺎ ﻳﺸـﻬﺪﻩ اﶈـﻴﻂ ﻣـﻦ
ﺗﻌﻘﻴــﺪات وﺗﻄــﻮرات ﺳ ـﺮﻳﻌﺔ و ﻣﺘﺴــﺎرﻋﺔ ،اﻟﺸــﻐﻞ اﻟﺸــﺎﻏﻞ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴــﺔ ﺳــﻌﻴﺎً ﳓــﻮ ﲡﺴــﻴﺪ ﺗﻮﺟﻬﻬــﺎ اﻟﺮاﻣــﻲ إﱃ ﻣﺴــﺎﻳﺮة ﻫــﺬﻩ اﻟﺘﻄـ ّـﻮرات
ﺼـﻞ ﺑـﻪ ﻣـﻦ ﻛﻔـﺎءات ،ﻫـﺬﻩ اﻷﺧـﲑة اﻟـﱵ ﺗﻌﺘـﱪ ﲟﺨﺘﻠـﻒ وﳏﺎوﻟﺔ اﻟﻠّﺤﺎق ﺑﺎﻟﺮﻛﺐ اﻟﺘﻨﺎﻓﺴـﻲُ ،ﻣﻌﺘﻤـﺪة ﰲ ذﻟـﻚ اﻟﻌﻨﺼـﺮ اﻟﺒﺸـﺮي وﻣـﺎ ﻳﺘ ﱢ
أﻧﻮاﻋﻬﺎ ﻋﺎﻣﻞ أﺳﺎﺳﻲ وﺟﻮﻫﺮي ﻟﺘﺤﻘﻴـﻖ ﳒـﺎح اﳌﻨﻈﻤـﺎت ،ﻧﻈـﺮا ﻷن اﻟﺘﻮﺟـﻪ اﻵن ﳓـﻮ ﺣﻴـﺎزة اﻟﻘـﺪرات واﻟﻜﻔـﺎءت اﻟﺘﻨﺎﻓﺴـﻴﺔ اﻟﻼزﻣـﺔ،
وﺑﻠــﻮغ ﻣﺴــﺘﻮﻳﺎت ﻋﺎﻟﻴــﺔ ﻣــﻦ اﻷداء؛ أﺻــﺒﺢ ﻟــﺪى ﻣﻌﻈــﻢ اﳌﻬﺘﻤــﲔ ﺑﺘﻄــﻮﻳﺮ اﳌﻨﻈﻤـﺎت-ﻣــﻦ أﻛــﺎدﳝﻴﲔ وﳑﺎرﺳــﲔ -ﻣــﻦ ﺑــﲔ اﻟﻘﻨﺎﻋــﺎت
اﻟﺮاﺳﺨﺔ ،و اﻷﻓﻜﺎر اﳌﺘﺠ ّﺬرة.
ﻫﻮاﻣﺶ اﻟﺒﺤﺚ:
1ﻋﺬراء ﺑﻦ ﺷﺎرف ،إدارة اﻟﻜﻔﺎءات ودورﻫﺎ ﰲ إدارة اﳌﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﳌﺆﺳﺴﺎت اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ دراﺳﺔ ﻣﻴﺪاﻧﻴﺔ ﻣﻊ اﺧﺘﺼﺎﺻﻴﻲ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﲟﺆﺳﺴﺔ ﺳﻮﻧﺎﻃﺮاك ،ﻣﺬﻛﺮة
ﻣﺎﺟﺴﺘﲑ ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮرة ،ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺴﻨﻄﻴﺔ ،ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ،اﳉﺰاﺋﺮ ،ص .223
2
Philippe Lorino, méthode et pratiques des performances, édition d’organisation, 3éme édition, paris, 2003, p67.
3
Alain Labruffe, mesure des compétences, édition afnor, Saint-Denis le plain, 2003, p05.
4
Luc Boyer, Noël Equilbey, Organisation : théories et applications, éditions d’organisation, Paris, 2003, p246.
5ﻣﻮﺳﺎوي زﻫﻴﺔ ،ﺧﺪﳚﺔ ﺧﺎﻟﺪي ،ﻧﻈﺮﻳﺔ اﳌﻮارد واﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﰲ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎت ،ﻣﺪاﺧﻠﺔ ﺿﻤﻦ اﳌﺆﲤﺮ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﺪوﱄ ﺣﻮل اﻷداء اﳌﺘﻤﻴﺰ
ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎت واﳊﻜﻮﻣﺎت ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ورﻗﺔ 09-08ﻣﺎرس 2005،ص.177
6
Philipe Zarifian, le modèle de la coompétences, édition liaison, paris, 2001,p78.
7ﻣﻔﺘﺎح ﺻﺎﱀ ،إدارة اﳌﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ وﺗﺴﻴﲑ اﳌﻌﺎرف ﰲ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﻜﻔﺎءات )اﳌﻬﺎرات( ،ﻣﺪاﺧﻠﺔ ﺿﻤﻦ اﳌﻠﺘﻘﻰ اﻟﺪوﱄ ﺣﻮل اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ وﻓﺮص اﻻﻧﺪﻣﺎج ﰲ
اﻗﺘﺼﺎد اﳌﻌﺮﻓﺔ واﻟﻜﻔﺎءات اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ورﻗﻠﺔ 10-09 ،ﻣﺎرس ،2004ص.21
8ﲰﻼﱄ ﳛﻀﻴﻪ ،أﺛﺮ اﻟﺘﺴﻴﲑ اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ ﻟﻠﻤﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ وﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﻜﻔﺎءات ﻋﻠﻰ اﳌﻴﺰة اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ )ﻣﺪﺧﻞ ﻟﻠﺠﻮدة واﳌﻌﺮﻓﺔ( ،أﻃﺮوﺣﺔ دﻛﺘﻮراة دوﻟﺔ ﰲ
اﻟﻌﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،ﲣﺼﺺ ﺗﺴﻴﲑ ،ﻛﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳉﺰاﺋﺮ ،2002 ،ص.139
9ﻧﻔﺲ اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .139
10ﻧﻔﺲ اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .140
11ﻣﻮﺳﺎوي زﻫﻴﺔ ،ﺧﺪﳚﺔ ﺧﺎﻟﺪي ،ﻧﻈﺮﻳﺔ اﳌﻮارد واﻟﺘﺠﺪﻳﺪ ﰲ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎت ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ ،ص.178
12ﺑﻦ ﺷﲏ ﻳﻮﺳﻒ ،ﳐﻔﻲ أﻣﲔ ،إﺷﻜﺎﻟﻴﺎت ﻧﻘﻞ اﻟﻜﻔﺎءات ﰲ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ :دراﺳﺔ ﻣﻴﺪاﻧﻴﺔ ﰲ ﺷﺮﻛﺔ ﺳﻮﻧﻠﻐﺎز – وﻻﻳﺔ ﻣﺴﺘﻐﺎﱎ ،ﻣﺪاﺧﻠﺔ ﺿﻤﻦ اﳌﻠﺘﻘﻰ
اﻟﻮﻃﲏ اﻷول ﺣﻮل ﺗﺴﻴﲑ اﳌﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ :ﺗﺴﻴﲑ اﳌﻬﺎرات وﻣﺴﺎﳘﺘﻪ ﰲ ﲢﺴﲔ ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺴﻜﺮة 23-22 ،ﻣﺎرس 2012 ،ص .5
13ﻏﺮﰊ ﲪﺰة ،ﻋﺎﺷﻮري إﺑﺮاﻫﻴﻢ ،ﳓﻮ اﻟﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﻛﻔﺎءة إدارة اﳌﻮاد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر ﺗﺴﻴﲑ اﻟﻜﻔﺎءات-ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ ،ﻣﺪاﺧﻠﺔ ﺿﻤﻦ اﳌﻠﺘﻘﻰ اﻟﻮﻃﲏ اﻷول ﺣﻮل
ﺗﺴﻴﲑ اﳌﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ :ﺗﺴﻴﲑ اﳌﻬﺎرات وﻣﺴﺎﳘﺘﻪ ﰲ ﲢﺴﲔ ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺴﻜﺮة 23-22 ،ﻣﺎرس 2012 ،ص .6
14
Lou Van Beirendonck, Tous compétents!: Le management des compétences dans l’entreprise, édition de boeck,
Belgique, 2006, p33-34.
15
Ipid.,p34.
16اﳌﻬﺪي ﺑﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﳏﻤﺪ ،اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﺒﺸﺮي ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ اﻟﻴﺪ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ إﱃ ﻣﻨﻄﻠﻖ اﻟﺮأﲰﺎل اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ ،ﻣﺪاﺧﻠﺔ ﺿﻤﻦ اﳌﻠﺘﻘﻰ اﻟﺪوﱄ ﺣﻮل اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ
وﻓﺮص اﻻﻧﺪﻣﺎج ﰲ اﻗﺘﺼﺎد اﳌﻌﺮﻓﺔ واﻟﻜﻔﺎءات اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ورﻗﻠﺔ 10-09 ،ﻣﺎرس ،2004ص.70-69
17
Jean, brilman , Les meilleures pratiques de management, édition d’organisation, Paris. 1998, p386.
18ﻋﺪﱄ ﻋﻠﻲ أﺑﻮ ﻃﺎﺣﻮن ،إدارة وﺗﻨﻤﻴﺔ اﳌﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ واﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ،اﳌﻜﺘﺐ اﳉﺎﻣﻌﻲ اﳊﺪﻳﺚ ،اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ ،ﻣﺼﺮ 2000 ،ص .26
12
ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ -اﻟﻌدد اﻻﻗﺗﺻﺎدي–(02)33 ﺟﺎﻣﻌﺔ زﯾﺎن ﻋﺎﺷور ﺑﺎﻟﺟﻠﻔﺔ
ﺗﺴﻴﻴﺮ اﻟﻜﻔﺎءات ﻛﺄﺣﺪ رواﻓﺪ ﺗﻨﻤﻴّﺔ و ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳّﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻤﺎت اﻷﻋﻤﺎل
19ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﳕﺸﺔ ،إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ إدارة اﳌﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﳌﻮاﺟﻬﺔ ﲢﺪﻳﺎت اﻟﻌﻮﳌﺔ وإﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﰲ اﻷﺟﻬﺰة اﳌﺪﻧﻴﺔ واﻷﻣﻨﻴﺔ ﲟﺪﻳﻨﺔ اﻟﺮﻳﺎض ،أﻃﺮوﺣﺔ
دﻛﺘﻮراة اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﰲ اﻟﻌﻠﻮم اﻷﻣﻨﻴﺔ ،ﲣﺼﺺ ﻋﻠﻮم إدارﻳﺔ ،ﻗﺴﻢ اﻟﻌﻠﻮم اﻹدارﻳﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﻳﻒ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻷﻣﻨﻴﺔ ،2007 ،اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ،ص26
.28-
20رﻗﺎم ﻟﻴﻨﺪة ،اﳌﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﺼﺪر اﻷداء اﳌﺘﻤﻴﺰ ﰲ اﳌﻨﻈﻤﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،ﻣﺪاﺧﻠﺔ ﺿﻤﻦ اﳌﺆﲤﺮ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﺪوﱄ ﺣﻮل اﻷداء اﳌﺘﻤﻴﺰ ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎت واﳊﻜﻮﻣﺎت،
ﻛﻠﻴﺔ اﳊﻘﻮق واﻟﻌﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ورﻗﻠﺔ ،اﳉﺰاﺋﺮ 09-08 ،ﻣﺎرس ،2005ص.19
21
Jean, brilman , Op. cit., P 363.
22ﺑﻠﻮط ﺣﺴﻦ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ،إدارة اﳌﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ :ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر إﺳﱰاﺗﻴﺠﻲ دار اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﺑﲑوت ،ﻟﺒﻨﺎن ،2002 ،ص.40-39
23
Charron J.-L. et Separi S., Organisation et gestion de l’entreprise Epreuve n° 3, Dunod, Paris, 2001,P 80.
24ﺑﻮﲬﺨﻢ ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح ،ﺷﺎﺑﻮﻧﻴﺔ ﻛﺮﳝﺔ ،ﺗﺴﻴﲑ اﻟﻜﻔﺎءات ودورﻫﺎ ﰲ ﺑﻨﺎء اﳌﻴﺰة اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ،ﻣﺪاﺧﻠﺔ ﺿﻤﻦ اﳌﻠﺘﻘﻰ اﻟﺪوﱄ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺣﻮل ﺗﺴﻴﲑ اﳌﺆﺳﺴﺎت ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﺑﺴﻜﺮة 13-12 ،ﻧﻮﻓﻤﱪ ،2005ص.124-122
25ﺑﻮﲬﺨﻢ ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح ،ﺷﺎﺑﻮﻧﻴﺔ ﻛﺮﳝﺔ ،ﻧﻔﺲ اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.120
26ﻧﻔﺲ اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.121-120
13