كتاب طريق القلوب الى الله عز وجل
كتاب طريق القلوب الى الله عز وجل
كتاب طريق القلوب الى الله عز وجل
ﺩ.ﺇﺴﻼﻡ ﺍﻟﻤﺎﺯﻨﻲ
-2-
-3-
* ﻤﻭﺍﻁﻥ ﺍﻵﺩﺍﺏ
-4-
إھﺪاء
-5-
-6-
* ﺃﻻ ﺘﻌﺘﻘﺩ ﺃﻨﻙ ﺘﻤﻠﻙ ﺸﻴﺌﺎﹰ ،ﻭﺃﻥ ﺘﻌﺘﻘﺩ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﻠﻙ ﺇﻻ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ .
ﺼﺩﻕ ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻤﺸﺭﻭﻁ ﺒﻜﻭﻨﻪ ﺘﻭﺠﻬﺎ ﺒﺄﻋﻤﺎل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻰ
ﺃﺤﻜﺎﻡ ،ﻓﻼ ﺘﻘل :ﺃﻨﺎ ﺃﺭﺘﻘﻰ ﻓﻰ ﻗﺭﺒﻰ ﻤﻥ ﺭﺒﻰ .ﻭﺃﻨﺕ ﻻ ﺘﻌﻠﻡ ﻫل ﻋﺒﺎﺩﺘﻙ
-7-
ﻭﻤﻨﻜﺭﺍﺕ ! ﺃﻡ ﺸﺭﻜﻴﺎﺕ ؟
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺱ ،ﻤﻥ ﺘﻔﻘﻪ ﻭﻟﻡ ﻴﺼﺩﻕ ﺇﻴﻤﺎﻨﻪ ﻭﺇﺤﺴﺎﻨﻪ ﻓﻘﺩ ﺘﻔﺴﻕ ،ﻓﻬﻭ ﺴﺎﺌﺭ ﺇﻟﻰ
ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺘﺎﺠﺭﻭﻥ ﺒﺎﻟﺩﻴﻥ ﻟﻘﺎﺀ ﻤﺎل ﺃﻭ ﺸﻬﺭﺓ ﺃﻭ ...ﺃﻭ ...
ﻓﺎﺌﺩﺓ :ﻴﺠﺏ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﺇﻥ ﺨﺎﻟﻑ ﺍﻟﻭﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺸﺎﻗﺎ
ﻗﺎل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ:
) (١ﻴﻘﺼﺩ ﺇﻤﺎ :ﻏﺭﻴﻘﺎ ﺃﻭ ﻨﺎﺠﻴﺎ ،ﻴﻌﻨﻰ ﻴﺠﺎﺯﻑ ﻓﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻤﺤﺒﻭﺏ .
-8-
ﺍﻟﻁﻭﺍل ﻭﺍﻟﺼﺤﺎﺭﻯ ﻭﺍﻟﻘﻔﺎﺭ ..ﻭﻻ ﻴﺴﻤﻊ ﻟﻤﻥ ﻴﺤﺴﺩﻭﻨﻪ ﻭﻴﻨﻬﻭﻨﻪ ﻏﻴﺭﺓ ﻤﻨﻪ ﻷﻨﻬﻡ ﻻ
ﻴﺴﺘﻁﻴﻌﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻨﻭﺍ ﻤﺜﻠﻪ ...ﻭﻴﺘﺭﻙ ﻭﺍﻟﺩﻴﻪ ﻓﻰ ﺴﺒﻴل ﻏﺎﻴﺘﻪ ﺃﻟﻴﺱ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﻴﺴﻌﻰ
ﻭﻁﺭﻴﻕ ﺴﻼﻤﺔ ﺍﻟﺼﺩﻭﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻭﺭ ﻭﺍﻵﺜﺎﻡ ،ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻨﻭﺍﻴﺎ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺭ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﺀ
ﺃﻴﻥ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ؟
ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻋﻅ ﺍﻟﺒﻠﻴﻐﺔ ﺍﻟﻤﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻭﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻴﺤﺩﺜﻨﺎ "ﻭﻗل ﻟﻬﻡ ﻓﻰ
ﻭﺇﺼﻼﺡ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ؟
ﺒﺎﻹﺨﻼﺹ ﻭﺍﻟﺼﺩﻕ ﻭﺍﻟﻁﻤﺄﻨﻴﻨﺔ ...ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻨﻔﻭﺱ ﺫﻟﻴﻠﺔ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻯ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﻤﻨﻜﺴﺭﺓ
-9-
ﺨﻴﺭ ﻤﻥ ﻴﺸﻌﺭ ﺒﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﻤﻥ ﺘﺭﻙ ﺍﻟﺫﻨﺏ ﻭﺃﻗﺎﻡ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﻓﻬﺫﺍ ﻨﻬﺎﻴﺘﻪ ﺤﺴﻨﺔ ) ﻤﻥ ﺃﺸﺭﻗﺕ
ﺍﷲ ...
ﻓﺎﻟﺤﻤﺩ ﷲ
ﻋﻠﻰ ﻤﺎﺫﺍ ﻨﻌﺘﻤﺩ ؟ _:ﻻ ﻨﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻔﺴﻨﺎ ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﻭﻻ ﻋﻠﻰ
ﺤﻭﻟﻨﺎ ﻭﻗﻭﺘﻨﺎ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻨﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﻓﻀل ﺍﷲ ﻭﻫﺩﺍﻴﺘﻪ ﻭﺘﻭﻓﻴﻘﻪ ،ﻭ ﻋﻠﻰ
- 10 -
ﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ...؟؟؟
ﻗﺎل ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ )) :ﺤﻔﺕ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺒﺎﻟﻤﻜﺎﺭﻩ(( . .
ﺃﻯ ﻻ ﺘﺩﺭﻙ ﺍﻟﺭﺍﺤﺔ ﺇﻻ ﺒﺎﻟﺘﻌﺏ ﻭﻻ ﻴﺤﺼل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻅﻔﺭ ﺇﻻ ﺒﺎﻟﻁﻠﺏ ،ﻭﻫﺫﺍ ﻅﺎﻫﺭ
ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ _ﻏﺎﻟﺒﺎ_ ﻭﻟﻜﻥ ﺭﺍﺤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻫﻰ ﺍﻟﺭﺍﺤﺔ ﺍﻷﺒﺩﻴﺔ ،ﻻ ﺘﻌﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻻ
- 11 -
ﻭﻗﺎل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻭﺭ ﺍﻟﻌﻴﻥ ﻴﺨﺎﻁﺒﻥ ﺍﻟﺒﺸﺭ "ﻭﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﺃﻥ ﻴﺘﺩﺒﺭﻥ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻭﺴﻥ :ﺍﻟﻨﻭﻡ
ﻓﻬﺎ ﻗﺩ ﻋﺭﻓﺕ ﺍﻟﺜﻤﻥ ..ﻤﻬﺭ ﺍﻟﺤﻭﺭ ﺍﻟﻌﻴﻥ ﻭﻗﺼﻭﺭ ﺍﻟﻠﺅﻟﺅ ....ﺇﻨﻪ ﺍﻟﺘﻌﺏ
- 12 -
ﻭﺘﺭﺒﻭﻴﺎ ﻫﻭ ﺘﺠﺭﺩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﻭﺍﻟﺒﺎﻁﻥ ﻤﻤﺎ ﻴﻠﻬﻰ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻕ ،ﺃﻭ ﺘﺠﺭﺩ ﺍﻟﺠﻭﺍﺭﺡ
ﻭﺘﺠﺭﺩ ﺍﻟﺒﺎﻁﻥ ﺒﺘﺭﻙ ﺍﻟﺭﻏﺒﺎﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﻓﻰ ﺃﻴﺩﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭﺒﺘﺼﻔﻴﺔ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻤﻥ ﻜل
ﻗﻠﺒﻪ ﻤﻊ ﺨﺎﻟﻘﻪ ؟
- 13 -
ﻓﺎﺌﺩﺓ _:ﻟﻜﻰ ﺘﺭﺘﺎﺡ ﺍﺒﺫل ﻜل ﻤﺎ ﻓﻰ ﻭﺴﻌﻙ ﺜﻡ ﻓﻭﺽ ﺃﻤﺭ ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ،ﻓﻠﻥ
ﺃﻯ ﺍﻹﺭﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﻘﻭﻴﺔ ﻻ ﻭﻗﺩ ﻗﻴل ))ﺴﻭﺍﺒﻕ ﺍﻟﻬﻤﻡ ﻻ ﺘﺨﺭﻕ ﺃﺴﻭﺍﺭ ﺍﻷﻗﺩﺍﺭ((
ﺘﺘﺠﺎﻭﺯ ﻤﻜﺎﻨﻬﺎ ﺨﻁﻭﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺇﻻ ﺒﺄﻤﺭ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﻗﺩﺭﻩ ﻤﻬﻤﺎ ﺒﺫﻟﺕ ﻤﻥ ﺠﻬﻭﺩ ﻓﺈﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﺸﺄ ﺍﷲ
ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻨﺼﺭﻙ ﺃﻭ ﻨﺠﺎﺤﻙ ﺃﻭ ﺸﻔﺎﺀﻙ ﺃﻭ ﻏﻨﺎﻙ ﻓﻠﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻬﻤﺎ ﺒﺫﻟﺕ ..ﻭﺴﺎﻋﺘﻬﺎ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ
ﺼﺎﺒﺭﺍ ﻭﻻ ﺘﺠﺯﻉ ﻭﻗل )ﺇﻨﺎ ﷲ ﻭﺇﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺍﺠﻌﻭﻥ( ..ﻭﻴﻌﻴﻨﻙ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﺃﻭل
ﻭﺒﻬﺫﺍ ﺘﻨﺠﻭ ﻤﻥ ﺍﻹﺤﺒﺎﻁ ﻭﺍﻟﺤﺯﻥ ))ﻤﻥ ﻻﻴﺅﻤﻥ ﺒﺎﻷﻗﺩﺍﺭ ﻴﻌﻴﺵ ﻓﻰ ﺍﻟﻬﻤﻭﻡ ﻭﺍﻷﻜﺩﺍﺭ((
ﻭﺃﻴﻀﺎﹰ ﺘﺸﻌﺭ ﺒﺎﻟﻘﻭﺓ _ ﻭ ﺇﻥ ﻜﻨﺕ ﻭﺤﺩﻙ _ ﻓﻰ ﻤﻭﺍﺠﻬﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﺍﻟﻀﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺘﻐﻁﺭﺴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ
ﺒﺎﻟﻤﺎﺩﻴﺎﺕ ﻭﺘﺸﻌﺭ ﺒﺄﻨﻙ ﺘﺩﺭﻙ ﺴﺭ ﻓﺸﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﻫﺯﻴﻤﺘﻬﺎ ﻓﻰ ﻤﻌﺎﺭﻙ ﻜﺜﻴﺭﺓ -ﺭﻏﻡ ﺘﻭﻓﺭ ﺃﺴﺒﺎﺏ
ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻟﻬﺎ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ -ﻓﻨﻘﻭل :ﻤﻥ ﻓﻭﻗﻨﺎ ﻗﺎﺩﺭ ﻭﻗﺎﻫﺭ ،ﻓﻼ ﻋﺒﺭﺓ ﺒﻘﻭﺓ ﺍﻟﻌﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺼﺭ
ﻓﺎﺌﺩﺓ :ﺘﺴﺭﻋﻙ ﻓﻴﻤﺎ ﻀﻤﻥ ﻟﻙ ﻭﺘﻘﺼﻴﺭﻙ ﻓﻴﻤﺎ ﻁﻠﺏ ﻤﻨﻙ ﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻁﻤﺎﺱ
ﺍﻟﺒﺼﻴﺭﺓ ﻤﻨﻙ...
- 14 -
ﻭﺍﻟﺭﻗﻰ ﻭﺍﻟﻔﻁﻨﺔ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻟﻙ ﺒﺼﻴﺭﺓ ﻨﺎﻓﺫﺓ ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺸﻘﺎﺀ ﻭﺍﻹﻨﺤﻁﺎﻁ ﻭﺍﻟﻐﺒﺎﺀ ﺃﻥ
ﺘﻜﻭﻥ ﺒﺼﻴﺭﺘﻙ ﻤﻁﻤﻭﺴﺔ ﻓﻬﺫﺍ ﻏﻀﺏ ﻤﻥ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻙ ﻟﺴﻭﺀ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻙ ))ﻓﻠﻤﺎ ﺯﺍﻏﻭﺍ
ﺃﺯﺍﻍ ﺍﷲ ﻗﻠﻭﺒﻬﻡ(( ﻓﻠﻭ ﺘﻨﺎﺯﻟﺕ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﻴﻭﻤﺎﹰ ﻓﺘﺫﻜﺭ ﺃﻨﻙ ﻗﺩ ﺘﻌﺎﻗﺏ ﺒﺤﺭﻤﺎﻨﻙ ﻤﻥ
ﺍﻟﺒﺼﻴﺭﺓ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺒﺎﷲ ﻓﻼ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺃﻥ ﺘﺘﻭﺏ ﻟﻭ ﻜﻨﺕ ﺘﺨﻁﻁ ﻟﻠﺘﻭﺒﺔ ﻤﺴﺘﻘﺒﻼﹰ ﻟﺘﻜﻭﻥ
ﻓﺎﺌﺯﺍﹰ ﺒﺎﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﺍﻵﺨﺭﺓ ﻓﺎﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻴﺨﺩﻋﻪ ﺃﺤﺩ .ﻓﺈﻥ ﻗﻠﺕ :ﺃﺘﻨﺎﺯل ،ﻭﻴﻭﻤﺎ ﻤﺎ
وﻗﺪ ﻗﯿﻞ ﻋﻤﻦ ﺷﻐﻠﺘ ﮭﻢ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻋﻦ اﻟﺒﺬل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻣﺎ ھﻢ ﻓﯿﮫ ﻣﻦ ﺑَﻠَﮫ ﯾﻘﺼﺮون ﻓﻰ اﻟﻐﺮض
اﻟﻤﺤﺘﻮم ! وﯾﻔﻨﻮن ﻓﻰ ﻃﻠﺐ اﻟﺮزق اﻟﻤﻘﺴﻮم!
- 15 -
ﻓﻠﺘﺭﺍﺠﻌﻭﺍ ﻗﺼﺔ ﻁﺎﻟﻭﺕ ﻓﻰ ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﺴﻴﺭ ﺜﻡ ﺍﻨﻅﺭﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻔﺴﻜﻡ ﻭﺍﻨﻅﺭﻭﺍ ﻜﻴﻑ
ﺘﻐﺭﻓﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﻜﻡ ﺘﺭﻴﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﻐﺭﻓﻭﺍ !!! ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ؟ ﻓﺈﻥ ﻜﺎﻥ ﷲ ﻓﺎﷲ ﻤﻌﻜﻡ ...
ﻭﺇﻥ ﻟﻡ ﻴﻨﺘﻪ ﻓﺎﺌﺩﺓ :ﺍﻟﺒﺼﻴﺭﺓ ﻜﺎﻟﺒﺼﺭ ﺃﺩﻨﻰ ﺸﺊ ﻴﻘﻊ ﻓﻴﻪ ﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﻅﺭ -
ﻟﻠﻌﻤﻰ ... -ﺃﻯ ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻴﻥ ﻴﺅﺫﻴﻬﺎ ﺤﺒﺎﺕ ﺍﻟﺭﻤل ﻭﺍﻟﺸﻌﺭ ﻭﺫﺭﺍﺕ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﻓﺎﻟﻘﻠﺏ ﻜﺫﻟﻙ ﺘﺅﺫﻴﻪ
ﺍﻟﺫﻨﻭﺏ ﻓﺘﻌﻤﻴﻪ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﻕ ....ﻓﺎﺤﺫﺭ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻴﻎ ﻭﺍﻟﻀﻼل ! ﻭﻻ ﺘﺤﺘﻤﻰ ﺒﺎﻟﻤﻌﺭﻓﺔ
ﻓﻘﻁ ﻓﺎﻟﻀﻼل ﻴﺄﺘﻰ ﻤﻥ ﻴﻌﺭﻓﻭﻥ ﻭﻤﻥ ﻻ ﻴﻌﺭﻓﻭﻥ ....ﻭﺭﺏ ﺼﺎﺤﺏ ﻋﻠﻡ ﺼﺎﺭ ﻜﻤﻥ ﻗﺎل ﺍﻟﺤﻕ
ﻓﻴﻪ )ﻭﺍﺘل ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻨﺒﺄ ﺍﻟﺫﻯ ﺁﺘﻴﻨﺎﻩ ﺁﻴﺎﺘﻨﺎ ﻓﺎﻨﺴﻠﺦ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﺎﺘﺒﻌﻪ ﺍﻟﺸﻴﻁﺎﻥ ﻓﻜﺎﻥ
ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺎﻭﻴﻥ ﻭﻟﻭ ﺸﺌﻨﺎ ﻟﺭﻓﻌﻨﺎﻩ ﺒﻬﺎ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺨﻠﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﺘﺒﻊ ﻫﻭﺍﻩ(
ﺴﻭﺭﺓ ﺍﻷﻋﺭﺍﻑ
ﻓﻠﻨﺭﺍﺠﻊ ﺘﻔﺴﻴﺭﻫﺎ ﻟﻨﺨﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻔﺴﻨﺎ ﻭﻋﻠﻤﻨﺎ ..ﻟﻨﺨﺎﻑ ﻤﻥ ﻁﻤﺱ ﺍﻟﺒﺼﻴﺭﺓ ﺃﻭ ﻤﺭﻀﻬﺎ ﺍﻟﺫﻯ
ﻴﺄﺘﻰ ﻤﻥ ﺃﻗل ﺸﺊ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻻﺕ ﺃﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻁﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻠﻭﺜﺔ ﻭﺍﻟﺭﻏﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻜﺩﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻭﺘﺸﻭﺵ
- 16 -
ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻥ ﻤﻭﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ) ﻓﺴﻘﻰ ﻟﻬﻤﺎ ﺜﻡ ﺘﻭﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻅل (
ﻭﻓﻰ ﻫﺫﺍ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻴﺠﻭﺯ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻴﺅﺜﺭ ﺍﻟﻅﻼل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﻓﻰ ﺍﻟﻀﻭﺍﺤﻰ ،ﻭﺃﻥ
ﻴﺅﺜﺭ ﺒﺎﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺴﺎﺨﻨﻪ ،ﻭﺃﺴﻬل ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺸﻘﻬﻤﺎ ﻭﺃﻭﻋﺭﻫﻤﺎ ،ﻭﻻ ﻴﺨﺭﺠﻪ ﺫﻟﻙ
ﻗﺎل ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺸﻴﻭﺥ ﻴﺎ ﺒﻨﻰ ﺒﺭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺒﺩ ﺇﺫﺍ ﺸﺭﺏ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺨﻥ ﻗﺎل ﺍﻟﺤﻤﺩ ﷲ ﺒﻜﺯﺍﺯﻩ ،
ﻭﺇﺫﺍ ﺸﺭﺏ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻓﻘﺎل ﺍﻟﺤﻤﺩ ﷲ ﺍﺴﺘﺠﺎﺏ ﻜل ﻋﻀﻭ ﻓﻴﻪ ﻭﻗﺩ ﺃﺒﺎﺡ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻜل ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩ )) ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﻀﻌﻬﺎ ﻟﻸﻨﺎﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺎﻜﻬﺔ ﻭﺍﻟﻨﺨل ﺫﺍﺕ ﺍﻷﻜﻤﺎﻡ ﻭﺍﻟﺤﺏ ﺫﻭ ﺍﻟﻌﺼﻑ
ﺃﺒﺎﺤﻪ ﻟﻬﻡ ﻟﻴﺤﻤﺩﻭﺍ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﺜﻴﺒﻬﻡ ﻫل ﺭﺃﻴﺘﻡ ﻓﻀ ﻼﹰ ﺃﻋﻅﻡ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ...ﻭﺍﷲ ﺫﻭ ﺍﻟﻔﻀل ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ
ﺃﻤﺎ ﺘﺭﻙ ﺫﻟﻙ ﻟﺴﺒﺏ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﻤﺜل ) :ﺍﺨﺸﻭﺸﻨﻭﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻻ ﺘﺩﻭﻡ ( ﻭ ﻤﺜل :ﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﺱ
ﻓﻬﺫﺍ ﺤﻕ ﻭﺨﻴﺭ ﻭﻭﺍﺠﺏ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﺯﻫﺩﺍﹰ ،ﻭﻻ ﻴﺴﻤﻰ ﻜﺫﻟﻙ ،ﻭﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﻜل ﻟﺤﻅﺔ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ
ﺘﺭﻙ ﺸﺊ ﺩﻨﻴﻭﻯ ﺘﻭﻓﻴﺭﺍﹰ ﻟﻠﻤﺎل ﻟﻠﻔﻘﺭﺍﺀ ﻓﻬﺫﺍ ﺇﻴﺜﺎﺭ -ﻭﻫﻭ ﻋﻅﻴﻡ ﺍﻷﺠﺭ -ﻭﻟﻜﻥ ﻻ ﻴﺴﻤﻰ
ﺯﻫﺩﺍﹰ ....ﻓﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﺯﻫﺩ ؟ ﻗﺎل ﺸﻴﺦ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﺒﻥ ﺘﻴﻤﻴﺔ ﺭﺤﻤﻪ ﺍﷲ :
ﻭ ﻟﻡ ﻴﺭﺩ ﺃﻨﻪ ﻋﺭﻀﺕ ﺤﻠﻭﻯ – ﻤﺜﻼ -ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺒﻴﺏ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ ﻓﺘﺭﻜﻬﺎ ﻟﻤﺠﺭﺩ
ﺍﻟﺘﺭﻙ ﻟﻴﺤﻘﻕ ﺯﻫﺩﺍ ...ﺃﻤﺎ ﺘﺭﻜﻬﺎ ﻟﻠﻔﻘﺭﺍﺀ ﻭ ﻟﻠﺨﺸﻭﻨﺔ ﻭ ﻟﺘﻬﺫﻴﺏ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﻓﻬﻭ ﻜﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﺤﻕ
ﻭ ﺨﻴﺭ ،ﻟﻜﻥ ﺤﻴﻥ ﻴﻔﻌل ﻫﻜﺫﺍ ﻟﺴﺒﺏ ﻭﺍﻀﺢ ،ﻓﻠﻴﺱ ﺍﻷﻟﻡ ﻤﻥ ﻤﻘﺼﻭﺩ ﺍﻟﺸﺭﻉ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩ )ﻗل ﻤﻥ
- 17 -
ﻓﻰ ﺍﻟﻅل ﺒﺩل ﺍﻟﺸﻤﺱ ﻭ ﻴﺘﻡ ﺼﻭﻤﻪ ،ﺤﻴﻥ ﻅﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺒﻰ ﺃﻨﻪ ﻴﺭﻀﻰ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒﺘﻌﺭﻀﻪ
ﻟﻠﺸﻤﺱ ﻭﺍﻗﻔﺎ ﺼﺎﺌﻤﺎ ..ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :ﻤﺎ ﻴﻔﻌل ﺍﷲ ﺒﻌﺫﺍﺒﻜﻡ ﺇﻥ ﺸﻜﺭﺘﻡ ﻭ ﺀﺍﻤﻨﺘﻡ ( .ﻓﻼ
ﺍﻟﻤﺼﺎﺌﺏ؟
* ﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﻤﻭﻤﺎ ﺤﻭل ﻋﺩﻭ ﻻ ﻁﺎﻗﺔ ﻟﻙ ﺒﻪ ﻓﻠﺘﻌﻠﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺫﻯ ﺘﺨﺎﻓﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺸﺭ
ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻴﻪ ﻭﺃﺭﺍﺩﻩ ﻟﺤﻜﻤﺔ ﺒﺎﻟﻐﺔ ﻭﻋﺩل ﻤﻁﻠﻕ ﻭﺘﺭﻜﻪ ﻴﻔﻌل ﺫﻟﻙ ﻓﻴﻙ ﻭﻫﻭ ﻴﺭﺍﻙ ﻭﻴﻌﻠﻡ
* ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺩﻴﻭﻨﺎﹰ ﺤﻠﺕ ﻭﺠﺎﺀ ﺃﺠﻠﻬﺎ ..ﻭﻻ ﻭﻓﺎﺀ ﻟﻬﺎ ﻭﻻ ﺼﺒﺭ ﻷﺼﺤﺎﺒﻬﺎ ﻓﺎﻋﻠﻡ
ﺃﻥ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺴﺭ ﻋﻠﻴﻙ ﻭﺴﻬل ﻟﻙ ﺒﻠﻁﻔﻪ ﺤﻴﻥ ﺍﺭﺴل ﻤﻥ ﻴﻌﻁﻴﻙ ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻯ
ﻴﻴﺴﺭ ﻟﻙ ﺒﻠﻁﻔﻪ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﻋﻨﻙ ﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ) :ﺃﻑ ﻟﻌﺒﺩ ﻴﺴﻜﻥ ﻟﻤﺎ ﻓﻰ ﻴﺩﻩ ،ﻭﻻ
- 18 -
ﻏﻴﺒﺘﻙ ﻓﺎﻋﻠﻡ ﺍﻥ ﺍﻟﺫىﺴﻴﻘﻭﻡ ﺒﻬﻡ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻯ ﻜﺎﻥ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﻬﻡ ﻓﻰ ﺤﻀﻭﺭﻙ ﻭﻴﻘﻭﻡ ﺒﻙ
ﻨﻔﺴﻙ ﻭﺍﺴﻤﻊ ﻤﺎ ﻴﻘﻭل ﺍﻟﺤﺒﻴﺏ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ):ﺍﻟﻠﻬﻡ ﺃﻨﺕ ﺍﻟﺼﺎﺤﺏ ﻓﻰ
ﻭﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﺭﺤﻡ ﺒﻬﻡ ﻤﻨﻙ ﻭﺃﻋﻠﻡ ﺒﻬﻡ ﻭﻤﺎ ﻴﺼﻠﺢ ﻟﻬﻡ ﻤﻥ ﺨﻴﺭ ﺃﻭ ﺒﻼﺀ ﻓﻼ ﺘﻬﺘﻡ
ﺍﻟﻤﺄﺜﻭﺭﺓ.
* ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻫﻤﻙ ﻤﻥ ﻤﺭﺽ ﺃﻟﹶﻡ ﺒﻙ ﻭﺃﺼﺎﺒﻙ ﺘﻌﺒﻪ ﻭﻗﻌﺩﺕ ﻤﻨﻪ ..ﻭﺃﻨﺕ ﺘﺨﺎﻑ ﺃﻥ
ﺘﺘﻁﺎﻭل ﺴﺎﻋﺎﺘﻪ ﻭﺘﻤﺘﺩ ﺃﻭﻗﺎﺘﻪ ،ﻓﺎﻋﻠﻡ ﺃﻥ ﻟﻠﺒﻼﻴﺎ ﻭﺍﻷﺴﻘﺎﻡ ﺃﻋﻤﺎﺭﺍﹰ ﻓﻜﻤﺎ ﻻ ﻴﻤﻭﺕ
- 19 -
ﻓﺄﻨﺕ ﻓﻰ ﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﺼﺒﺭ ..ﻭﺍﻟﺼﺒﺭ ﺍﻟﺠﻤﻴل ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻯ ﻻ ﺸﻜﻭﻯ ﻤﻌﻪ ﻭﺍﺫﻜﺭ ﺃﻥ ﺃﺤﺩ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻥ ﺘﻭﻓﻰ ﻭﺘﺭﻙ ﻭﻟﺩﺍﹰ ﺒﻌﺩﻩ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻭﻟﺩ ﺃﻥ ﻴﺘﺴﻊ ﺭﺯﻗﻪ ﻭﻓﻜﺭ ﺃﻯ ﺃﺼﺤﺎﺏ
ﺃﺒﻴﻪ ﻴﻘﺼﺩ ﻟﻴﺴﺎﻋﺩﻩ ؟ ﺜﻡ ﻋﺯﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺫﻫﺎﺏ ﻷﻭﺠﻬﻬﻡ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻓﻠﻤﺎ ﺫﻫﺏ ﺇﻟﻴﻪ
ﺃﻜﺭﻤﻪ ..ﻭﺴﺄﻟﻪ ﻤﺎ ﺍﻟﺫﻯ ﺠﺎﺀ ﺒﻙ ..ﻗﺎل :ﺘﻭﻗﻔﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻓﺄﺭﻴﺩ ﺃﻥ
ﺘﺘﺤﺩﺙ ﻟﻰ ﻋﻨﺩ ﺃﻤﻴﺭ ﺍﻟﺒﻠﺩﺓ ﻟﻌﻠﻪ ﻴﺠﻌﻠﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺠﻬﺔ ﻤﻥ ﺠﻬﺎﺘﻪ ﻓﻴﻜﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺘﻤﺸﻴﺔ
ﺤﺎﻟﻰ ...ﻓﺎﻁﺭﻕ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺴﺎﻜﺘﺎﹰ ﺜﻡ ﺭﻓﻊ ﺭﺃﺴﻪ ﻭﻗﺎل :ﻟﻴﺱ ﻓﻰ ﻗﺩﺭﺘﻰ ﺃﻥ ﺃﺠﻌل ﺃﻭل
ﺍﻟﻠﻴل ﻫﻭ ﺍﻟﻔﺠﺭ ﺃﻴﻥ ﺃﻨﺎ ﻤﻨﻙ ﺇﺫﺍ ﺼﺭﺕ ﺤﺎﻜﻤﺎ ﻟﻠﻁﺭﻕ ﻜﻠﻬﺎ !..؟٠ﻓﺨﺭﺝ ﺍﻟﻭﻟﺩ
ﻭﺤﺩﺙ ﺃﻥ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻤﻥ ﻴﻌﻠﻡ ﺍﺒﻨﻪ ﻓﺩﻟﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ "ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻟﺩ"
ﻓﻤﻜﺙ ﻴﻌﻠﻡ ﻭﻟﺩ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻭﻟﻤﺎ ﻜﺒﺭ ﺠﺎﺀ ﻴﺠﺎﻟﺴﻪ ﺤﺘﻰ ﺘﻜﻤﻠﺕ ﺃﺭﺒﻌﻴﻥ ﻋﺎﻤﺎﹰ ﻓﺘﻭﻓﻰ
ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻭﺍﺴﺘﺨﻠﻑ ﻭﻟﺩﻩ ﺍﻟﺫﻯ ﻜﺎﻥ ﻤﻌﻠﻤﺎﹰ ﻟﻪ ﻓﻭﻻﻩ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﻜﻠﻬﺎ ﻓﻜﺎﻨﺕ ﺭﺅﻴﺎ
- 20 -
ﻴﻨﻘﻁﻊ ﻭﻫﻭ ﻗﺩﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻴﻬﺒﻙ ﻤﻥ ﻤﻨﻨﻪ ﻤﺎ ﻴﺯﻴﺩ ﺤﺴﻨﺎﹰ ﻭﻤﻌﺭﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ
ﻤﺎﺫﺍ ﻓﻰ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ؟
ﻓﻰ ﺠﻭ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﺘﺘﺩﻓﻕ ﺍﻟﻤﻌﺎﻨﻰ ﻭﺤﺩﻫﺎ ﻟﻘﻠﺒﻙ ..ﻓﻼ ﺘﺠﺘﻬﺩ ﻓﻰ ﺍﺴﺘﺤﻀﺎﺭ ﺍﻟﺨﺸﻭﻉ ﻭﺍﻟﺨﻀﻭﻉ
ﻭﺍﻟﺭﻫﺒﺔ ﻭﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺜﻕ ﻓﻰ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ...ﺘﻭﻜل ﻋﻠﻴﻪ ...ﺍﺭﻜﻥ ﺇﻟﻴﻪ ..ﻟﻥ ﻴﻀﻴﻌﻙ ﺒل ﻫﻭ ﺒﺎﻟﺨﻴﺭ
ﺃﻋﻠﻡ ..ﺤﻴﻥ ﺘﺴﺠﺩ ﻟﺨﺎﻟﻕ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﺘﺫﻜﺭ ﻓﻀﻠﻪ ﻋﻠﻴﻙ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻬﺩﻯ ﻓﻐﻴﺭﻙ ﻴﺴﺠﺩ ﻟﻤﺨﻠﻭﻕ ﻭﺃﻯ
ﻤﺨﻠﻭﻕ ..ﻟﺒﻘﺭﺓ ﻤﻼﻴﻴﻥ ﻴﺴﺠﺩﻭﻥ ﻟﻬﺎ ﻭﻴﺨﺎﻁﺒﻭﻨﻬﺎ ﻤﺨﺎﻁﺒﺔ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﻭﻴﺴﺄﻟﻭﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻭﻓﻴﻕ !!
ﻭﻓﻰ ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﻤﺸﺎﻫﺩﻫﻡ ﺃﺸﺭﻁﺔ ﻓﻴﺩﻴﻭ ﺘﺜﻴﺭ ﺍﻟﻌﺠﺏ ﻭﺍﻟﺭﺜﺎﺀ ﻭﺍﻟﻐﺜﻴﺎﻥ ..
ﻭﻏﻴﺭﻙ ﻨﺸﺄ ﻜﺎﻓﺭﺍ ﻋﻠﻤﻭﻩ ﺃﻥ ﻴﺯﺤﻑ ﻋﻠﻰ ﺒﻁﻨﻪ ﻤﺌﺎﺕ ﺍﻷﻤﺘﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﻤﻥ ﺒﻴﺘﻪ ﻟﻠﻤﻌﺒﺩ ،
ﻟﻴﺴﺠﺩ ﻟﻠﻘﺭﺩ " ﻤﻌﺒﻭﺩﻫﻡ ﻗﺭﺩ ﺍﺴﻤﻪ ﻫﺎﻨﻭﻤﺎﻥ " ﻓﻰ ﺍﻟﻬﻨﺩ ﺃﻴﻀﺎﹰ ..ﻭﺼﻭﺭﻫﻡ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﺭﺍﺌﺩ ﻭﻫﻡ
ﻓﻰ ﺍﻟﺸﻭﺍﺭﻉ ﻋﻠﻰ ﺒﻁﻭﻨﻬﻡ ،ﺘﻅﻬﺭ ﻴﻭﻡ ﻋﻴﺩ ﺍﻟﻘﺭﺩ ) ﻴﻘﻭﻟﻭﻥ ﺃﻨﻬﻡ ﻴﻌﺒﺩﻭﻨﻪ ﺤﻴﺙ ﺃﻨﻪ ﺍﻟﺫﻯ ﺤﻤﻰ
ﺍﻹﻟﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺯﻥ ﻭﻗﺘل ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺱ ﻟﻪ ﺍﻟﺫﻯ ﺨﻁﻑ ﺯﻭﺠﺘﻪ ﻤﻨﻪ !!! (
ﻭﻏﻴﺭﻙ ﻴﺴﺠﺩ ﻟﺒﺸﺭ ﻤﻴﺕ ﻤﻘﺒﻭﺭ ﻤﻤﻥ ﻴﺴﻤﻭﻥ ﻤﻘﺎﻤﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ﻭ ﺃﻀﺭﺤﺘﻬﻡ ﻭ ﻗﺒﺎﺒﻬﻡ ....
ﻭﻏﻴﺭﻙ ﻴﺭﻜﻊ ﻟﺒﺸﺭ ﺤﻰ ﻻ ﻴﻤﻠﻙ ﻏﺩﻩ ،ﻭﻻ ﺤﺘﻰ ﻴﻤﻠﻙ ﺍﻟﻠﺤﻅﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻤﺔ ..ﻓﻘﺩ ﻴﺴﻘﻁ ﺒﻼ ﺤﺭﺍﻙ
- 21 -
* ﺭﻭﻋﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﻙ ﻻ ﺘﻘﺎﺭﻥ ...ﻭﻟﻭﻻ ﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﺃﻭﻟﻰ ﻭﻨﻔﻘﺎﺕ ﺃﻭﻟﻰ ﻷﻨﻔﻕ ﺍﻟﻤﺭﺀ ﻭﻗﺘﻪ ﻭﻤﺎﻟﻪ
* ﺍﻟﺠﻬﺩ ﺍﻟﻤﺒﺫﻭل ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﻙ ﺘﺨﻴﻠﻪ ﺒﺩﻭﻥ ﻤﺒﺭﺩﺍﺕ ﻤﻴﺎﻩ ﻭﻤﻜﻴﻔﺎﺕ ﻭﺃﺭﺽ ﻤﻤﻬﺩﺓ ﻟﺘﻌﻠﻡ ﺃﻥ
* ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻴﻘﻭﺩﻙ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺼﺤﺘﻙ ﻤﻥ ﺃﺠل ﻴﻭﻡ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﻙ ﻟﺘﻘﺩﺭ ﻋﻠﻴﻪ .ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ
ﺯﻭﺠﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴل ﺍﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻌﻠﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺠﻬﺩ ﻭﺍﻟﺠﺭﻯ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺼﻔﺎ ﻭﺍﻟﻤﺭﻭﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺭ
ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻠﻕ ،ﻓﻤﺎ ﻴﻌﻁﻴﻙ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﻓﻼ ﻤﻨﺔ ﻟﻤﺨﻠﻭﻕ ﻋﻠﻴﻙ ﻓﻴﻪ ،ﺇﺫﻥ
ﻻ ﻴﻤﻥ ﻋﻠﻴﻙ ﺃﺤﺩ ﺃﻨﻪ ﺍﺴﺘﺄﺠﺭﻙ ﺃﻭ ﺍﺸﺘﺭﻯ ﻤﻨﻙ ﻓﺈﻨﻪ ﻗﺼﺩ ﻨﻔﻊ ﻨﻔﺴﻪ ،ﻓﺎﻟﺭﺯﻕ
- 22 -
ﺃﻻ ﺘﺭﺍﻫﻡ ﺇﺫﺍ ﺘﻌﻁﻠﺕ ﺃﺴﺒﺎﺒﻬﻡ ﻓﻰ ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻜﻴﻑ ﻴﻨﺼﺭﻑ ﺃﻫل ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ ﺇﻟﻰ
_٣ﺇﻥ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺴﺒﺏ ﻟﺘﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻭﻗﺩ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺤﻕ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻟﻠﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﺂﻟﻔﻭﺍ
) ﺇﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻭﻥ ﺇﺨﻭﺓ ( ﻓﻜﺎﻨﺕ ﺴﺒﺒﺎﹰ ﻟﺘﻌﺎﺭﻓﻬﻡ ،ﻭﻤﻭﺠﺒﺔ ﻟﺘﻭﺍﺩﺩﻫﻡ ،ﺒل ﻭﻟﺘﻌﺎﺭﻑ
ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻭﺍﻟﻜﺎﻓﺭﻴﻥ ،ﻟﻴﺭﻯ ﺍﻟﻜﺎﻓﺭﻭﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ،ﻓﻴﻜﻭﻥ ﻫﺩﺍﻴﺔ ﻭﺭﺤﻤﺔ ﻟﻬﻡ ،ﻜﻤﺎ
ﺍﺤﺘﺭﻨﺎ..
- 23 -
ﻋﻥ ﻤﺤﺎﺒﻙ ،ﻭﻻ ﺘﺠﻌﻠﻨﻰ ﻤﻤﻥ ﻴﺘﻌﻤﺩ ﺒﺴﺅﺍﻟﻪ ﻤﻭﺍﻀﻊ ﺍﻟﺤﻅﻭﻅ ﻓﻘﻁ ،ﺒل
ﻗﺎل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ) ﺤﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻓﺭﺤﻭﺍ ﺒﻤﺎ ﺃﻭﺘﻭﺍ ( ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻌﻡ ﻭﺘﻤﻜﻨﻭﺍ ﻤﻨﻬﺎ )
- 24 -
ﺤﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺍﻁﻤﺄﻨﻭﺍ ﻭﻓﺭﺤﻭﺍ ﺒﻬﺎ ﺩﻤﺭﻫﻡ ﺍﷲ ﻭﺃﺨﺫﻫﻡ ﺒﻐﺘﺔ ﻟﻴﻜﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﺸﺩ
ﻭﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :ﻭﻻ ﻴﺤﺴﺒﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﻔﺭﻭﺍ ﺃﻨﻤﺎ ﻨﻤﻠﻰ ﻟﻬﻡ ﺨﻴﺭ ﻷﻨﻔﺴﻬﻡ ﺇﻨﻤﺎ
ﻓﺎﻟﻭﺍﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺃﺤﺱ ﺒﻨﻌﻤﺔ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺃﻭ ﺒﺎﻁﻨﺔ ﺤﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﻤﻌﻨﻭﻴﺔ
،ﺃﻥ ﻴﻌﺭﻑ ﺤﻘﻬﺎ ﻭﻴﺒﺎﺩﺭ ﺇﻟﻰ ﺸﻜﺭﻫﺎ ﻨﻁﻘﺎﹰ ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩﺍﹰ ﻭﻋﻤﻼ ،ﻓﺎﻟﻨﻁﻕ
ﺇﻟﻴﻪ ﺒﺎﻟﻘﻠﺏ ﻭ ﺘﻭﺤﻴﺩﻩ ﻤﻊ ﺸﻜﺭﻫﺎ ﺒﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﻟﻤﻥ ﺠﻌﻠﻪ ﺍﷲ ﺴﺒﺒﺎ ﻓﻴﻬﺎ ....
" ﻤﻥ ﻟﻡ ﻴﺸﻜﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻡ ﻴﺸﻜﺭ ﺍﷲ " " .ﺃﺸﻜﺭﻜﻡ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺃﺸﻜﺭﻜﻡ ﷲ" .
" ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎل ﻟﻪ ﺠﺯﺍﻙ ﺍﷲ ﺨﻴﺭﺍ ﻓﻘﺩ ﺃﺩﻯ ﺸﻜﺭﻫﺎ " .
- 25 -
ﻭ ﻴﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﺒﻥ ﺍﺩﻡ ﺍﻥ ﻴﺭﺍﺠﻊ ﻨﻔﺴﻪ ﺩﻭﻤﺎ ﻭ ﻻ ﻴﻘﻭل ﺃﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺤﻕ ﺃﻨﺎ
ﺇﺫ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎﹰ ﺒﻤﺨﺎﺩﻉ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻻﺘﻬﻤﻬﺎ ﻭﻤﺎ ﺍﻨﺘﺼﺭ ﻟﻬﺎ ،ﻭﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻋﺎﺭﻓﺎ
ﺒﺭﺒﻪ ﻟﺸﻌﺭ ﺒﻨﻘﺼﺎﻥ ﻗﻠﺒﻪ ،ﻓﻘﺩ ﺠﻤﻊ ﻤﻥ ﻗﺎل ﻫﺫﺍ ﺒﻴﻥ ﺠﻬﺎﻟﺔ ﻭﺠﻬل ؛
ﻨﻔﺴﻪ ﻭ ﺩﻓﺎﻋﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻭ ﻤﺩﺤﻪ ﻟﻬﺎ ،ﻭﺇﻨﻜﺎﺭﻩ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﺎ ﺼﺩﺭ ﻤﻨﻪ ﺴﻭﺀ
ﺃﺩﺏ .
- 26 -
ﻭﻟﻭﺠﺏ ﺍﻟﻁﺭﺩ ﻭﺍﻟﺒﻌﺎﺩ ،ﻭ ﻟﻜﻥ ﺍﺤﺫﺭ! ﻓﻘﺩ ﻴﻘﻁﻊ ﻋﻨﻙ ﺍﻟﻤﺩﺩ ﻭﺍﻨﺕ ﻻ
ﺘﺸﻌﺭ .ﻭﻤﺜﺎل ﺫﻟﻙ ﺍﻷﺸﺠﺎﺭ ﺍﻟﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻁﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻻ
ﻴﻅﻬﺭ ﺃﺜﺭ ﺍﻟﻌﻁﺵ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺒﻌﺩ ﺤﻴﻥ ﻓﺈﺫﺍ ﻁﺎل ﺍﻷﻤﺭ ﻴﺒﺴﺕ ﺸﻴﺌﺎﹰ ﻓﺸﻴﺌﺎﹰ ،
ﻓﻰ ﺍﻟﻭﻫﻡ ﻭﻴﺤﺘﺭﻕ ﺒﺎﻟﺩﻨﻴﺎ ،ﻓﺈﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﻟﻪ ﺴﺎﺒﻘﺔ ﺨﻴﺭ ﺘﺎﺏ ﻭﺃﺼﻠﺢ ﻤﺎ ﺃﻓﺴﺩ
ﻓﻴﺭﺠﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺩﺩ ،ﻭﺇﻥ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻟﻪ ﺴﺎﺒﻘﺔ ﺭﺠﻊ ﻟﻪ ﻭﻁﻨﻪ ﻭﺃﻗﺎﻡ ﻓﻰ ﺒﻌﺩﻩ ،
ﻤﻥ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻓﻰ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﻓﻬﻭ ﻓﻰ ﻨﻘﺼﺎﻥ ،ﻭﻤﻥ ﻜﺎﻥ ﻴﻭﻤﻪ ﺸﺭﺍﹰ ﻤﻥ ﺃﻤﺴﻪ
ﻨﺯﻉ ﺍﻷﻤل:
ﻭﻴﻘﺎل ﻟﻠﻔﻘﻴﺭ ﻭﻤﺎ ﺘﻠﻙ ﺒﻴﻤﻴﻨﻙ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻘﻴﺭ ؟ ﻓﻴﻘﻭل ﻫﻰ ﺩﻨﻴﺎﻯ ﺃﻋﺘﻤﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻭﺃﻗﻀﻰ ﺒﻬﺎ ﻤﺂﺭﺒﻰ ،ﻓﻴﻘﺎل ﻟﻪ ﺃﻟﻘﻬﺎ ﻤﻥ ﻴﺩﻙ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻰ ﺤﻴﺔ ﺘﺴﻌﻰ ﻜﺎﻨﺕ
- 27 -
ﺨﺫﻫﺎ ﻭﻻ ﺘﺨﻑ ﻷﻨﻙ ﺘﺄﺨﺫﻫﺎ ﺒﺎﷲ ﻻ ﺒﻨﻔﺴﻙ ،ﻭﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻠﻡ .
ﻤﻭﺍﻁﻥ ﺍﻵﺩﺍﺏ:
ﻭﻤﻭﺍﻁﻥ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﺍﻟﺘﻰ ﻴﺨل ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻓﻴﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻨﻬﺎ :ﺁﺩﺍﺏ ﻤﻊ ﺍﷲ
،ﻭﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﺎﻟﻌﻬﻭﺩ ،ﻭﻤﻊ ﺭﺴﻭﻟﻪ ﺒﺎﺘﺒﺎﻉ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻤﺠﺎﻨﺒﺔ ﺃﻫل ﺍﻟﺒﺩﻋﺔ ،
ﻤﺤﺒﺘﻪ ﻭﺍﻻﻫﺘﺩﺍﺀ ﺒﻬﺩﻴﻪ ،ﻭ ﺍﻟﺘﺨﻠﻕ ﺒﺄﺨﻼﻗﻪ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺼﺭﻭﺍ ﻓﻰ ﺫﻜﺭﻩ ﺃﻭ
- 28 -
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﻫﻭ ﺃﺸﺩ ﻜﻘﻁﻊ ﺍﻟﺼﻠﺔ ﻤﻊ ﺍﷲ ﻭﺇﻴﺠﺎﺏ ﺍﻟﻁﺭﺩ ﻭﺍﻹﻗﺎﻤﺔ ﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﺒﻌﺩ
****
ﻭﺍﻟﺠﻤﺎل " ﺃﻗﺩﺍﺭ ﺍﷲ ﺒﻤﺭﻫﺎ ﻭ ﺤﻠﻭﻫﺎ " ،ﺃﻭ ﻤﻊ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﻭﺘﻨﻘﻼﺕ
ﺍﻷﻁﻭﺍﺭ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ...
- 29 -
ﺨﺠﻠﻰ ﻟﻭ ﻗﺎﺒﻠﺕ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻤﻘﺼﺭﺍ ﻁﺭﻓﺔ ﻋﻴﻥ ،
ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻗﺘﺭﺍﺏ ﺍﻗﺭﺏ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﻓﻴﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﺤﺒﻴﺏ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ..ﻗﻴل ﻟﻪ
ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻷﺤﺒﺎﺏ ﻓﻠﻴﺭﺍﺠﻊ ﻜل ﻤﻨﺎ ﻋﻤﻠﻪ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﺼل ﺇﻟﻰ ﺭﺒﻪ ،ﻭﻟﻴﺘﻘﺭﺏ
ﺍﻟﻰ ﺍﷲ ﻟﻴﻨﺎل ﺍﻟﺸﺭﺍﺏ ﺍﻟﺼﺎﻓﻰ ﻤﻥ ﺒﺤﺭ ﻤﺩﺩﻩ ﺍﻟﻭﺍﻓﻰ .ﻭ ﻟﻴﻌﻥ ﺍﺨﻭﺍﻨﻪ:
ﻓﺘﻌﺎﻭﻥ ﺤﺘﻰ ﺒﺎﻋﺎﻨﺔ ﺍﻻﻨﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻓﻜﺎﺭﻩ ﺍﻟﺴﻭﺩﺍﺀ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺒﻌﺩﻩ ﻋﻥ
ﺍﷲ .
- 30 -
ﺍﺨﻼﺹ ،
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﻜﻠﻬﺎ ﺁﺩﺍﺏ ﺤﺘﻰ ﻗﺎل ﺒﻌﻀﻬﻡ :ﺍﺠﻌل ﻋﻤﻠﻙ ﻤﻠﺤﺎ ﻭﺃﺩﺒﻙ
ﺩﻗﻴﻘﺎ.
ﻴﻅﻥ ﺍﻟﻘﺒﻭل
ﻭﻗﺎل ﺒﻌﻀﻬﻡ :ﺍﻟﺯﻡ ﺍﻷﺩﺏ ﻅﺎﻫﺭﺍﹰ ﻭﺒﺎﻁﻨﺎﹰ ،ﻓﻤﺎ ﺃﺴﺎﺀ ﺃﺤﺩ ﺍﻷﺩﺏ ﻅﺎﻫﺭﺍﹰ ﺇﻻ
- 31 -
ﺍﻟﻌﺭﺏ .
ﻭﺃﻤﺎ ﺃﻫل ﺍﻟﺩﻴﻥ ؛ ﻓﺄﻜﺜﺭ ﺁﺩﺍﺒﻬﻡ ﺤﻔﻅ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ،ﻭﺭﻴﺎﻀﺔ ﺍﻟﻨﻔﻭﺱ ،ﻭﺘﺄﺩﻴﺏ
ﻭ ﺍﻫﻡ ﻤﻨﻪ :ﺤﻔﻅ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﻭﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺍﻷﺴﺭﺍﺭ ﻭﺍﺴﺘﻭﺍﺀ ﺍﻟﺴﺭ ﻭﺍﻟﻌﻼﻨﻴﺔ .
- 32 -
ﺘﻘﺼﻴﺭ ...
ﻤﺎ ﻋﻠﻡ ﺍﷲ ﻤﻥ ﺴﺭﻩ -ﻓﻘﺩ ﺤﺭﻡ ،ﻭﻻ ﺤﻭل ﻭﻻ ﻗﻭﺓ ﺇﻻ ﺒﺎﷲ .
ﻗﺎل ﺤﻜﻴﻡ :ﻭﺍﻟﻤﻭﺤﺩﻴﻥ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻋﺼﺎﺓ ﻓﺎﺴﻘﻴﻥ ﻭﺃﻗﻡ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ
- 33 -
ﺩﺍﻡ ﻟﻡ ﻴﻅﻬﺭ ﻤﻨﻪ ﻗﻭل ﺃﻭ ﻋﻤل ﺨﻼﻑ ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩ ،ﺜﻡ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻜﺎﺫﺒﺎ )ﻤﻨﺎﻓﻘﺎ(
ﻓﺎﻷﻤﺭ ﺒﻴﻨﻪ ﻭﺒﻴﻥ ﻤﻥ ﺍﻨﺘﺴﺏ ﺇﻟﻴﻪ )ﺍﷲ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ( ،ﻓﺈﻥ ﺃﻤﺭﻨﺎ ﺒﺈﻗﺎﻤﺔ ﺤﻘﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺤﻴﺙ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻴﻪ) ﺍﻟﺤﺩ ﻤﺜﻼ ( ﻜﻨﺎ ﻤﻌﻪ ﻜﻌﺒﺩ ﺍﻟﺴﻴﺩ ﻴﻀﺭﺏ ﻭﻟﺩ
ﻗﺎل ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ
ﺇﺭﺤﻡ ﺒﻨﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﻜﻠﻬﻡ** ﻭﺍﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻬﻡ ﺒﻌﻴﻥ ﺍﻟﻠﻁﻑ ﻭﺍﻟﺸﻔﻘﺔ
ﻓﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ ﺩﺍﻭﻡ ﺃﻜﺜﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺒﺘل ﻭ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴل ﻭﺼﻴﺎﻡ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻫﻡ
- 34 -
ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻭﻥ .
- 35 -
ﻭ ﺼﺩﻕ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ..
ﺍﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻘﺭﺏ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒﺄﻯ ﻋﻤل ﻜﻤﺎ ﺸﺭﺤﻨﺎ ( ،ﻭ ﺼﺩﻕ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ
******
ﻴﻌﻨﻰ ﻟﻜﻰ ﻻ ﺘﺼﺒﺢ ﻓﺭﻴﺴﺔ ﻟﻠﺩﻋﺎﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﺫﺒﺔ ﻭ ﻴﻅﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻨﻬﺎ ﺘﻨﺎل ﺒﺄﻯ
ﺠﺩ ﻭﺍﺠﺘﻬﺎﺩ ﻭ ﺇﺫﻥ ﻻﺩﻋﺎﻫﺎ ﻜل ﻤﻨﺎﻓﻕ ﺃﻭ ﻤﺒﺘﺩﻉ ﻤﻤﻥ ﻗﻠﺩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﺍﻟﺯﻫﺎﺩ
،ﻭ ﺍﺴﺘﺩل ﻋﻠﻰ ﺼﺩﻗﻪ ﺒﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺘﺄﻫﺏ ﻭﺍﻻﺴﺘﻌﺩﺍﺩ ،ﻴﻌﻨﻰ ﺒﺄﻨﻪ ﻋﺎﺒﺩ
- 36 -
ﻭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺩ ﺇﻥ ﺃﻜﺭﻤﻪ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺒﺸﺊ ﺨﺎﺭﻕ ﻟﻠﻤﺄﻟﻭﻑ ﺃﻥ ﻴﻌﺭﻑ ﻤﻨﺔ ﺍﷲ
ﻓﻴﻪ ﻭ ﻴﻘﺩﺭ ﻗﺩﺭﻩ ﻭﻴﻌﻅﻡ ﺍﻟﻔﺭﺡ ﺒﻬﺎ ﺒﺩﻭﻥ ﺘﻜﺒﺭ ﻭ ﻻ ﺍﻓﺘﺘﺎﻥ ﻭ ﻻ ﺇﻋﺠﺎﺏ
ﺒﻌﻤﻠﻪ ﻓﻬﻰ ﻫﺩﻴﺔ ﻭ ﺍﺨﺘﺒﺎﺭ ﻭ ﻟﻴﺴﺕ ﺸﻬﺎﺩﺓ ﺩﺍﺌﻤﺔ .ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻟﻐﻴﺭﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ
- 37 -
ﻜﻤﺎ ﺃﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﻘﻭﻟﻪ ] ﻤﻥ ﺭﺃﻴﺘﻪ ﻤﺠﻴﺒﺎ ﻋﻥ ﻜل ﻤﺎ ﺸﻬﺩ ،ﻭﺫﺍﻜﺭﺍﹰ ﻟﻜل ﻤﺎ
ﺃﻤﺎ ﻭﺠﻪ ﺠﻬﻠﻪ ﻓﻰ ﻜﻭﻨﻪ ﻤﺠﻴﺒﺎ ﻋﻥ ﻜل ﻤﺎ ﺴﺌل ﻓﻠﻤﺎ ﻴﻘﺘﻀﻴﻪ ﺤﺎﻟﻪ ﻤﻥ
- 38 -
ﻭﻗﺩ ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :ﻗل ﻻ ﺃﺴﺄﻟﻜﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺠﺭﺍﹰ ﻭﻤﺎ ﺃﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻔﻴﻥ ( .
ﺒﺎﷲ ﺇﺫ ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎﹰ ﺒﻪ ﻻﻜﺘﻔﻰ ﺒﻌﻠﻤﻪ ﻭﻋﺭﻑ ﻗﺩﺭﻩ ،ﻓﻔﻰ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ.
ﻁﻭﺭﻙ .
ﻭﻗﺎل ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﻴﻥ :ﺇﺫﺍ ﺃﺨﻁﺄ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ) ﻻ ﺃﺩﺭﻯ ( ﺃﺼﻴﺒﺕ ﻤﻘﺎﺘﻠﻪ .
ﻴﻌﻨﻰ ﻟﻭ ﻨﺴﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺃﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻰ ﺃﻥ ﻴﻘﻭل ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ :ﻻ ﺃﺩﺭﻯ ...ﻓﻘﺩ
ﺃﺼﻴﺏ ﻓﻰ ﻤﻘﺘل ..ﻴﻌﻨﻰ ﻜﺄﻨﻪ ﻁﻌﻥ ﻨﻔﺴﻪ ﺒﺴﻜﻴﻥ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻓﻔﺴﺩ ﻭ ﻤﺎﺕ
ﻓﻠﻭ ﺼﺎﺭ ﻤﺤﺭﺠﺎ ﻤﻥ ﻗﻭل :ﻻ ﺃﺩﺭﻯ ..ﻓﻘﺩ ﻀل ﺴﻭﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻴل ..
ﻓﻴﺩﻓﻊ ﺍﻟﺴﺎﺌل ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭﻩ ،ﺜﻡ ﻴﺩﻓﻌﻪ ﺍﻟﺜﺎﻨﻰ ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭ ،ﺜﻡ ﻜﺫﻟﻙ ﺤﺘﻰ ﻴﺭﺠﻊ
- 39 -
ﻭﻗﺩ ﺴﺌل ﻤﺎﻟﻙ ﻋﻥ ﺍﺜﻨﺘﻴﻥ ﻭﺜﻼﺜﻴﻥ ﻤﺴﺄﻟﺔ ،ﻓﺄﺠﺎﺏ ﻋﻥ ﺜﻼﺙ ﻭﻗﺎل ﻓﻰ
ﺍﻟﺒﺎﻗﻰ ﻻ ﺃﺩﺭﻯ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﺍﻟﺴﺎﺌل :ﻭﻤﺎ ﺘﻘﻭل ﻟﻠﻨﺎﺱ ؟ ﻓﻘﺎل ﻗل ﻟﻬﻡ ﻗﺎل
ﻴﺴﺘﺤﻕ ﺠﻭﺍﺒﺎﹰ ،ﻭﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺴﺄل ﻋﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﻠﻴﻕ ﺒﻪ ،ﻷﻨﻪ ﻻ
" ﻻ ﺘﺅﺘﻭﺍ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻏﻴﺭ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻓﺘﻅﻠﻤﻭﻫﺎ ﻭﻻ ﺘﻤﻨﻌﻭﻫﺎ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻓﺘﻅﻠﻤﻭﻫﻡ "
- 40 -
ﻭﺭﺴﻭﻟﻪ .
ﻋﻠﻰ ﻗﺩﺭ ﺍﻟﺴﺎﺌل ﻗﺎل ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ " :ﺃﻤﺭﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺨﺎﻁﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ
- 41 -
ﻭﺍﻟﻤﺴﻙ .
ﻭﺇﻥ ﻭﺠﺩﺕ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﻟﻠﺤﻕ ﻓﻌﻠﻴﻙ ﺇﻥ ﻜﻨﺕ ﻤﻌﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺘﺴﺭﺩ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭ ﺍﻟﺤﻘﺎﺌﻕ
ﻤﻊ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺭﻗﻴﻘﺔ ،ﻭﺇﺸﺎﺭﺓ ﻟﻁﻴﻔﺔ ،ﻭﻏﺯل ﺭﻗﻴﻕ ﻟﻜﻰ ﻻ ﻴﻜﻭﻥ ﺠﺎﻓﺎ ﺒﺎﺭﺩﺍ
ﻗﻠﺕ :ﻻﺸﻙ ﺃﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﺴﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺒﺩﺍﺭ ﺍﻟﻐﺭﻭﺭ ،ﻭﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﻐﺭﻭﺭ ﺒﺎﻟﻬﻼﻙ ﻭﺍﻟﺜﺒﻭﺭ ،ﻓﻬﻰ ﺩﺍﺭ ﺩﻨﻴﺔ ﺩﺍﻨﻴﺔ ،ﺯﺍﺌﻠﺔ ﻓﺎﻨﻴﺔ ،ﻓﻠﺫﻟﻙ
ﺴﻤﻴﺕ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ :ﺇﻤﺎ ﻟﺩﻨﻭﻫﺎ ﻭﺇﻤﺎ ﻟﺩﻨﺎﺀﺘﻪ ،ﻓﻬﻰ ﻀﻴﻘﺔ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ،
ﺸﻬﻭﺩ ﺍﻷﺤﺒﺎﺏ ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ،ﻨﻌﻴﻤﻬﺎ ﺩﺍﺌﻡ ﻭﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﺍﻡ ﻗﺎﺌﻡ ،
ﻓﻠﺫﻟﻙ ﺠﻌﻠﻬﺎ ﺍﻟﺤﻕ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻤﺤﻼ ﻟﺠﺯﺍﺀ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ،ﻭﻤﻘﻌﺩ ﺼﺩﻕ
ﻟﻠﻨﺒﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺼﺩﻴﻘﻴﻥ ﻭﻟﻡ ﻴﺭﺽ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﺠﺎﺯﻴﻬﻡ ﻓﻰ ﺩﺍﺭ ﻻ ﺒﻘﺎﺀ ﻟﻬﺎ ،
- 42 -
ﻷﻥ ﺃﺩﻨﻰ ﺃﻫل ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻴﻤﻠﻙ ﻗﺩﺭ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻋﺸﺭ ﻤﺭﺍﺕ ،ﻓﻜﻴﻑ ﺒﺄﻋﻼﻫﻡ ؟ ﻗﺎل
ﺘﻌﺎﻟﻰ :
) ﻓﻼ ﺘﻌﻠﻡ ﻨﻔﺱ ﻤﺎ ﺃﺨﻔﻰ ﻟﻬﻡ ﻤﻥ ﻗﺭﺓ ﺃﻋﻴﻥ ﺠﺯﺍﺀ ﺒﻤﺎ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻌﻤﻠﻭﻥ (
ﻭﻗﺎل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ " :ﻴﻘﻭل ﺍﷲ ﺘﺒﺎﺭﻙ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ :ﺃﻋﺩﺩﺕ ﻟﻌﺒﺎﺩﻯ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻥ ﻤﺎ ﻻ ﻋﻴﻥ ﺭﺃﺕ ﻭﻻ ﺃﺫﻥ ﺴﻤﻌﺕ ﻭﻻ ﺨﻁﺭ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺏ ﺒﺸﺭ " .
ﺩﺍﺭ ﻻ ﺒﻘﺎﺀ ﻟﻬﺎ ﻓﻌﻤﺎﺭﺘﻬﺎ ﺨﺭﺍﺏ ،ﻭﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﺴﺭﺍﺏ .ﻓﻔﻰ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ
:ﻟﻭ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻤﻥ ﺫﻫﺏ ﻴﻔﻨﻰ ﻭﺍﻵﺨﺭﺓ ﻤﻥ ﺨﺯﻑ ﻴﺒﻘﻰ ﻻﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻗل
ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺫﻯ ﻻ ﻴﺒﻘﻰ ﺍ.ﻫـ ﻻ ﺴﻴﻤﺎ ﺒﺎﻟﻌﻜﺱ .ﻓﺎﻵﺨﺭﺓ ﻤﻥ ﺫﻫﺏ
ﻭﻓﻰ ﺃﺜﺭ ﺁﺨﺭ " :ﺃﻻ ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺴﻌﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﺨﺘﺎﺭ ﺒﺎﻗﻴﺔ ﻴﺩﻭﻡ ﻨﻌﻴﻤﻬﺎ )ﺍﻟﺠﻨﺔ(
ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻨﻴﺔ ﻻ ﻴﻨﻔﻙ ﻋﺫﺍﺒﻬﺎ )ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ( ،ﻭﻗﺩﻡ ) ﺒﺫل ﻭ ﺃﻋﻁﻰ ( ﻟﻤﺎ ﻴﻘﺩﻡ
- 43 -
ﻴﺩﻩ ) ﻤﺎﻟﻪ ( ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﺨﻠﻔﻪ )ﻴﻭﺭﺜﻪ ( ﻟﻤﻥ ﻴﺴﻌﺩ ﺒﺈﻨﻔﺎﻗﻪ ) ﺍﻟﻭﺭﺜﺔ ﻓﻰ
ﻭﻭﺭﺩ ﺃﻴﻀﺎ " ﺤﻠﻭﺍ ﺃﻨﻔﺴﻜﻡ ﺒﺎﻟﻁﺎﻋﺔ ،ﻭﺃﻟﺒﺴﻭﻫﺎ ﻗﻨﺎﻉ ﺍﻟﻤﺨﺎﻓﺔ ،ﻭﺍﺠﻌﻠﻭﺍ
ﻭﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﺴﺎﺌﺭﻭﻥ ،ﻭﻻ ﻴﻐﻨﻰ ﻋﻨﻜﻡ ﻫﻨﺎﻟﻙ ﺇﻻ ﺼﺎﻟﺢ ﻋﻤل ﻗﺩﻤﺘﻤﻭﻩ ،ﺃﻭ
ﺤﺴﻥ ﺜﻭﺍﺏ ﺠﺯﻴﺘﻤﻭﻩ ،ﺇﻨﻜﻡ ﺇﻨﻤﺎ ﺘﻘﺩﻤﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻗﺩﻤﺘﻡ ﻭﺘﺠﺎﺯﻭﻥ ﻋﻠﻰ
ﻤﺎ ﺃﺴﻠﻔﺘﻡ ،ﻓﻼ ﺘﺨﺩﻋﻨﻜﻡ ﺯﺨﺎﺭﻑ ﺩﻨﻴﺎ ﺩﻨﻴﺔ ﻋﻥ ﻤﺭﺍﺘﺏ ﺠﻨﺎﺕ ﻋﺎﻟﻴﺔ ،
ﺜﻡ ﺇﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤل ﻴﻜﻭﻥ ﺒﺸﺭﻁ ﻜﻭﻨﻪ ﻤﻘﺒﻭﻻ ﻭﻗﺒﻭﻟﻪ ﻤﻐﻴﺏ ،ﻟﻜﻥ
] :ﻤﻥ ﻭﺠﺩ ﺜﻤﺭﺓ ﻋﻤﻠﻪ ﻋﺎﺠﻼﹰ ﻓﻬﻭ ﺒﺸﺭﻯ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻘﺒﻭل ﺁﺠﻼ [ .
- 44 -
ﺃﻤل ﻭ ﻓﺭﺤﺔ ﻭ ﺸﻭﻕ ﻟﻠﺠﺎﺌﺯﺓ ﺒﺭﺅﻴﺔ ﺠﻤﺎل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺒﺠﻨﺔ ﻋﺩﻥ
ﺍﻫﺘﺩﻭﺍ ﻫﺩﻯ (
ﺇﻟﻰ ﻤﺅﻤﻥ ﺘﻘﻰ ﺇﻟﻰ ﻤﺤﺴﻥ ﻭﺭﻉ ﻤﺭﺍﻗﺏ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ )ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺒﺩﻭ ﻤﻥ ﺨﻠﻘﻪ ﻭ
ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﻓﻘﻁ ( ،ﻓﻘﺩ ﻭﺠﺩ ﻟﻌﻠﻤﻪ ﺜﻤﺭﺓ ،ﻓﻬﻰ ﺒﺸﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻭﻟﻪ ﺃﻤﺎ
- 45 -
ﻭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻥ ﻴﻜﺘﻔﻰ ﺒﺎﷲ ﻭ ﻴﻅﻬﺭ ﻤﻨﻪ ﺍﻻﺴﺘﻐﻨﺎﺀ ﺒﻪ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻋﻤﺎ ﺴﻭﺍﻩ .
ﺍﻟﺭﺒﺎﻨﻴﺔ .
- 46 -
* " ﻤﻥ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻴﻌﻠﻡ ﻤﻨﺯﻟﺘﻪ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ ﻓﻠﻴﻨﻅﺭ ﻜﻴﻑ ﻤﻨﺯﻟﺔ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻤﻥ
ﻗﻠﺒﻪ ،ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻴﻨﺯل ﺍﻟﻌﺒﺩ ﺤﻴﺙ ﺃﻨﺯﻟﻪ ﺍﻟﻌﺒﺩ ﻤﻥ ﻨﻔﺴﻪ " .
ﺜﻡ ﺫﻜﺭ ﻤﻴﺯﺍﻨﺎ ﺁﺨﺭ ﺘﻌﺭﻑ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﻘﺭﺒﻴﻥ ﻭﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﻜﺭﻴﻥ ﻓﻘﺎل ] :ﻤﺘﻰ
ﺭﺯﻗﻙ ﺍﻟﻁﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻐﻨﻰ ﺒﻪ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ،ﻓﺎﻋﻠﻡ ﺃﻨﻪ ﻗﺩ ﺃﺴﺒﻎ ﻋﻠﻴﻙ ﻨﻌﻤﻪ ﻅﺎﻫﺭﺓ
ﻭﺒﺎﻁﻨﺔ [ .
- 47 -
ﺍﻟﺘﻭﻓﻴﻕ . .
ﺍﻹﻏﺘﺭﺍﺭ [ .
ﺘﺤﺼﻴﻠﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻭﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﺸﺊ ﻤﻨﻌﺕ ﻤﻨﻪ ﻭﻟﻡ ﺘﻘﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺼﻴﻠﻪ ،ﻓﺈﻥ
ﻜﺎﻥ ﺤﺯﻨﻙ ﻋﻠﻰ ﺸﺊ ﻤﻨﻌﺕ ﻤﻨﻪ ﺤﺯﻨﺎ ﺇﻴﺠﺎﺒﻴﺎ ﻭﻨﻬﻀﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﺴﺒﺎﺒﻪ
ﻭﻓﻴﻪ ﻗﻴل :ﻴﻘﻁﻊ ﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﺤﺯﻥ ﻓﻰ ﺸﻬﺭ ﻤﺎ ﻴﻘﻁﻌﻪ ﻏﻴﺭﻩ ﻓﻰ ﺴﻨﻴﻥ ،
ﻭﺇﻥ ﻟﻡ ﺘﻨﻬﺽ ﺇﻟﻰ ﺃﺴﺒﺎﺒﻪ ﻓﻬﻭ ﺤﺯﻥ ﺍﻟﻜﺎﺫﺒﻴﻥ ،ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻓﺎﺕ
- 48 -
ﻭﻗﺩ ﺴﻤﻌﺕ ﺍﻤﺭﺍﺓ ﻋﺎﺒﺩﺓ ﺭﺠﻼ ﻴﻘﻭل ﻭﺍﺤﺯﻨﺎﻩ ،ﻓﻘﺎﻟﺕ ﻟﻪ :ﻗل ﻭﺍﻗﻠﺔ
ﻭﻗﺎل ﺃﺒﻭ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﺩﺍﺭﺍﻨﻰ :ﻟﻴﺱ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﺒﺘﻌﺼﻴﺭ ﺍﻟﻌﻴﻭﻥ ،ﺇﻨﻤﺎ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ
ﻭﻗﻴل :ﻻ ﻴﻐﺭﻨﻙ ﺒﻜﺎﺀ ﺍﻟﺭﺠل ،ﻓﺈﻥ ﺇﺨﻭﺓ ﻴﻭﺴﻑ ﺠﺎﺀﻭﺍ ﺃﺒﺎﻫﻡ ﻋﺸﺎﺀ
- 49 -
ﻓﺒﻜﺎﺅﻫﻡ ﺨﺸﻭﻉ ﻭ ﻨﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺭ ﻭ ﻟﻴﺱ ﺤﺴﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ .
ﺇﺫ ﺍﻟﺤﺯﻥ ﺍﻟﻘﺎﺘل ﺇﻨﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺩ ﺸﺊ ،ﺃﻭ ﻓﻭﺍﺕ ﻏﺭﺽ .
ﻭ ﻤﻥ ﻭﺠﺩ ﺍﷲ ؟.
- 50 -
)ﺘﻨﺒﻴﻪ( :
ﻤﻥ ﻟﻡ ﺘﻁﺎﻭﻋﻪ ﻨﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬﻭﺽ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻁﺎﻋﺎﺕ ،ﻭﺃﺨﻠﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺽ
- 51 -
..
- 52 -
ﻗﺎل ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ :ﺍﻟﺭﺠﺎﺀ ﺘﻌﻠﻕ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺒﻤﻁﻤﻭﻉ ﻴﺤﺼل ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﻤﻊ
ﻗﻠﺕ :ﻓﻤﻥ ﺭﺠﺎ ﺃﻥ ﻴﺩﺭﻙ ﺍﻟﻨﻌﻴﻡ ﺍﻟﺤﺴﻰ ﻜﺎﻟﻘﺼﻭﺭ ﻭﺍﻟﺤﻭﺭ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺒﺎﻟﺠﺩ
ﻭﻏﺭﻭﺭﺍﹰ .
ﺃﺤﺒﺎﺒﻰ :
- 53 -
ﻓﺈﻥ ﻓﻌل ﻫﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻁﺎﻟﺒﺎﹰ ﺼﺎﺩﻗﺎ ﻭﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﺭﺠﺎ ﻭﺍﺼﻼ ،ﻭﺇﻻ ﻜﺎﻥ ﺒﺎﻁﻼ
" ﺇﻨﻤﺎ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺎﻟﺘﻌﻠﻡ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺍﻟﺤﻠﻡ ﺒﺎﻟﺘﺤﻠﻡ ،ﻭ ﻤﻥ ﻴﺘﺤﺭ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻴﺅﺘﻪ ،
- 54 -
ﺍﻟﻁﻠﺏ ،ﻓﺴﺭ ﺍﷲ ﻜﻠﻪ ﻓﻰ ﺼﺩﻕ ﺍﻟﻁﻠﺏ ،ﻭ ﻟﻴﺴﺘﻐﺭﻕ ﺃﻭﻗﺎﺘﻪ ﻓﻰ ﺫﻜﺭ ﺍﷲ
ﻴﻘﺒﺽ ﻟﻪ ﻤﻥ ﻴﺄﺨﺫ ﺒﻴﺩﻩ ) :ﺇﻥ ﻴﻌﻠﻡ ﺍﷲ ﻓﻰ ﻗﻠﻭﺒﻜﻡ ﺨﻴﺭﺍﹰ ﻴﺅﺘﻜﻡ ﺨﻴﺭﺍ ﻤﻤﺎ
ﻟﻠﻌﻠﻡ ﻓﺎﺌﺩﺓ ﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ﻭ ﻤﻌﻴﺎﺭ ﻤﻘﻨﻥ ﻓﻠﺯﻡ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﻭﺠﻪ ﺫﻟﻙ ﻭﻫﻭ ﺜﻼﺙ :
ﻭﻗﺩ ﻗﻴل :ﻤﺎ ﺃﺨﺫﻨﺎ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻓﻘﻁ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻴل ﻭﺍﻟﻘﺎل ﻭ ﻻ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺠﺩﺍل
.
- 55 -
ﻭﻤﻥ ﻁﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻴﺄﺨﺫ ﺒﺎﻟﺠﺩ ﻓﻰ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺘﺤﺼﻴﻠﻬﺎ ﻜﺎﻥ ﺃﻤﻨﻴﺔ :
ﻓﻘﺩ ﺃﻋﺩ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺴﻠﻡ -ﻓﻰ ﺭﺤﻠﺔ ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ -ﺍﻟﺭﺍﺤﻠﺔ
ﻤﺴﺢ ﺍﻷﺜﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﻤﺎل ﻭ ﺨﻁﻁ ﻟﺨﺩﻋﺔ ﺍﻟﻘﻭﻡ ﻭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ..ﻭ ﻟﻡ ﻴﻜﺘﻑ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﻰ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﺭﺍﻫﺎ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺒﺎﻟﺘﻭﺒﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺩﻡ ﺤﻴﻥ ﺘﺯل ﺍﻟﻘﺩﻡ
- 56 -
ﺍﻟﺭﺒﻭﺒﻴﺔ [ .
ﺸﺘﺎﻥ ﺒﻴﻥ ﻤﻥ ﻫﻤﻪ ﺍﻟﺤﻭﺭ ﻭﺍﻟﻘﺼﻭﺭ ،ﻭﺒﻴﻥ ﻤﻥ ﻫﻤﻪ ﺍﻟﻨﻭﻡ ﻭﻗﻭل ﺍﻟﺯﻭﺭ
.
ﻓﻬﻨﺎ ﻴﻨﺸﺭﺡ ﺍﻟﺼﺩﺭ ﻭﻴﺄﺘﻰ ﻓﺭﺡ ﻴﻌﺘﺭﻯ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﻭ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ،ﺇﻤﺎ ﺒﺴﺒﺏ
- 57 -
ﻭ ﺤﻤﺩ ﻭ ﺘﻘﺭﺏ.
ﻓﺈﻥ ﺠﺎﺀﻙ ﺍﻟﺨﺸﻭﻉ ﻭ ﺴﻜﻨﺕ ﺘﺤﺕ ﻗﻬﺭﻩ ،ﻭﺃﻨﺴﺕ ﺒﺄﻤﺭﻩ ،ﺃﺨﺭﺠﻙ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺒﺴﻁ ﻭ ﺍﻟﺴﺭﻭﺭ ﺜﺎﻨﻴﺎ ،ﻟﺌﻼ ﻴﺤﺘﺭﻕ ﻗﻠﺒﻙ ،ﻭﻴﺫﻭﺏ ﺠﺴﻤﻙ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺤﺒﺴﻙ
ﺍﻷﺩﺏ ،ﻭﺘﺠﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻁﺏ ،ﺇﺫ ﻻ ﻴﻘﻑ ﻤﻊ ﺍﻷﺩﺏ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﺴﻁ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻠﻴل ،
ﺒﺄﺤﺩﻫﻤﺎ ﻭﺤﺩﻩ
ﻭﺍﻋﻠﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺒﺽ ﻭﺍﻟﺒﺴﻁ ﻟﻬﻤﺎ ﺁﺩﺍﺏ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺴﺎﺀ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺍﻷﺩﺏ ﻁﺭﺩ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺒﺎﺏ ،ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺩﻭﺍﺏ .ﻓﻤﻥ ﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺽ :ﺍﻟﻁﻤﺄﻨﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻭﻗﺎﺭ ،
ﺍﻟﻘﺒﺽ ﺸﺒﻴﻪ ﺒﺎﻟﻠﻴل ،ﻭﺍﻟﺒﺴﻁ ﺸﺒﻴﻪ ﺒﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ،ﻭﻤﻥ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﻠﻴل ﺍﻟﺭﻗﺎﺩ
- 58 -
ﺍﻟﻘﺒﺽ ﺤﺘﻰ ﺘﺸﺭﻕ ﻋﻠﻴﻙ ﺸﻤﻭﺱ ﻨﻬﺎﺭ ﺍﻟﺒﺴﻁ ،ﺇﺫ ﻻﺒﺩ ﻟﻠﻴل ﻤﻥ ﺘﻌﺎﻗﺏ
ﻭﺃﻤﺎ ﺇﻥ ﻋﺭﻓﺕ ﻟﻪ ﺴﺒﺒﺎﹰ ﻓﺎﺭﺠﻊ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﻤﺴﺒﺏ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ،ﻭﻟﺫ ﺒﺠﺎﻨﺏ
ﻓﺎﻟﺫﻯ ﻭﺍﺠﻬﺘﻙ ﻤﻨﻪ ﺍﻷﻗﺩﺍﺭ ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻯ ﻋﻭﺩﻙ ﺤﺴﻥ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ ،ﻓﺎﻟﺫﻯ ﺃﻨﺯل
ﺍﻟﺩﺍﺀ ،ﻫﻭ ﺍﻟﺫﻯ ﺒﻴﺩﻩ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﻴﺎ ﻤﻬﻤﻭﻤﺎﹰ ﺒﻨﻔﺴﻪ ﻟﻭ ﺃﻟﻘﻴﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ
- 59 -
ﺍﷲ ،ﺍﷲ ﺭﺒﻰ ﻻ ﺃﺸﺭﻙ ﺒﻪ ﺸﻴﺌﺎﹰ ،ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻴﺫﻫﺏ ﻫﻤﻪ ﻭﻏﻤﻪ " .
ﻓﺎﻨﻅﺭ ﻜﻴﻑ ﺩل ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻤﻘﺒﻭﺽ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﻭﺍﺀ ﻭﻫﻭ ﺸﻬﻭﺩ
ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﻤﻨﻪ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ،ﻓﻜﺄﻨﻪ ﻗﺎل ﺍﻋﺭﻓﻭﺍ ﺍﷲ ﻭﻭﺤﺩﻭﻩ ﻴﻨﻘﻠﺏ ﻗﺒﻀﻜﻡ ﺒﺴﻁﺎﹰ
ﻭﻨﻘﻤﺘﻜﻡ ﻨﻌﻤﺔ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻓﻰ ﺤﺩﻴﺙ ﺁﺨﺭ ﻗﺎل " :ﻤﺎ ﻗﺎل ﺃﺤﺩ :ﺍﻟﻠﻬﻡ ﺇﻨﻰ
ﻋﺒﺩﻙ ﻭﺍﺒﻥ ﻋﺒﺩﻙ ﻭﺍﺒﻥ ﺃﻤﺘﻙ ﻨﺎﺼﻴﺘﻰ ﺒﻴﺩﻙ ﻤﺎﺽ ﻓﻰ ﺤﻜﻤﺘﻙ ﻋﺩل ﻓﻰ
،ﺃﻭ ﻋﻠﻤﺘﻪ ﺃﺤﺩﺍﹰ ﻤﻥ ﺨﻠﻘﻙ ،ﺃﻭ ﺍﺴﺘﺄﺜﺭﺕ ﺒﻪ ﻓﻰ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻐﻴﺏ ﻋﻨﺩﻙ ﺃﻥ
ﺘﺠﻌل ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺭﺒﻴﻊ ﻗﻠﺒﻰ ،ﻭﻨﻭﺭ ﺼﺩﺭﻯ ،ﻭﺠﻼﺀ ﺤﺯﻨﻰ ،
ﻭﺫﻫﺎﺏ ﻫﻤﻰ ﻭﻏﻤﻰ ﺇﻻ ﺍﺫﻫﺏ ﺍﷲ ﻫﻤﻪ ﻭﻏﻤﻪ ،ﻭﺃﺒﺩل ﻤﻜﺎﻥ ﻫﻤﻪ ﻓﺭﺤﺎﹰ
ﻓﺩﻟﻬﻡ ﺃﻭﻻ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺍﻷﻭل ﻋﻠﻰ ﺸﻬﻭﺩ ﺍﻟﺭﺒﻭﺒﻴﺔ ،ﻭﻓﻰ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻰ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﻌﺒﻭﺩﻴﺔ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺼﺒﺭ ﻭﺍﻟﺭﻀﻰ ،ﺇﺫ ﻤﻥ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﻌﺒﺩ
- 60 -
ﻭﺨﺼﻭﺼﺎﹰ ﺠﺎﺭﺤﺔ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ .ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺇﺫﺍ ﻓﺭﺤﺕ ﺒﻁﺭﺕ ﻭﺨﻔﺕ ﻭﻨﺸﻁﺕ
،ﻓﺭﺒﻤﺎ ﺘﻨﻁﻕ ﺒﻜﻠﻤﺔ ﻻ ﺘﻠﻘﻰ ﻟﻬﺎ ﺒﺎﻻﹰ ﻓﺘﺴﻘﻁ ﻓﻰ ﻤﻬﺎﻭﻯ ﺍﻟﻘﻁﻴﻌﺔ ﺒﺴﺒﺏ
ﺴﻭﺀ ﺃﺩﺒﻬﺎ ،ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻜﺎﻥ ﻟﻠﺒﺴﻁ ﻤﺯﻟﺔ ﺃﻗﺩﺍﻡ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺤﺱ ﺍﻟﻌﺒﺩ ﺒﺎﻟﺒﺴﻁ ،
ﺘﺤﺏ ﻭ ﺘﻬﻭﻯ ،ﻓﻤﺜل ﺍﻟﻌﺒﺩ ﻓﻰ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﺴﻁ ﻭﺍﻟﻘﻭﺓ ﻜﻘﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﻨﺎﺭ ،ﻓﺈﻥ
ﺘﺭﻜﻪ ﻴﻐﻠﻰ ﺃﻫﺭﺍﻕ ﻁﻌﺎﻤﻪ ﻭ ﺇﺩﺍﻤﻪ ﻭﺒﻘﻰ ﻤﻌﺩﻤﺎ ﺠﺎﺌﻌﺎ ،ﻭﺇﻥ ﻜﻔﻪ ﻭﺃﺨﻤﺩ
ﻨﺎﺭﻩ ﺒﻘﻰ ﺇﺩﺍﻤﻪ ﺘﺎﻤﺎﹰ ،ﻓﺎﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻰ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻭﺍﻟﺒﺴﻁ ،ﺇﺫﺍ ﺘﺤﺭﻙ ﺒﻼ
ﻀﺎﺒﻁ ﻭ ﺒﻁﺵ ﻭﺘﺘﺒﻊ ﻗﻭﺘﻪ ﺒﺭﺩ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﺭﺠﻊ ﻟﻀﻌﻔﻪ ،ﻭﻤﺎ ﺫﻟﻙ ﺇﻻ ﻟﺴﻭﺀ
ﻭﻷﺠل ﻫﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻭﻥ ﻴﺨﺎﻓﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺴﻁ ﻭ ﺍﻟﻐﻨﻰ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ
- 61 -
ﻭﻴﻨﺸﻁﻬﺎ .ﻓﺭﺒﻤﺎ ﺘﺒﻁﺵ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺤﻅﻬﺎ ،ﻓﺘﺯل ﻗﺩﻡ ﺒﻌﺩ ﺜﺒﻭﺘﻬﺎ ﺒﺴﺒﺏ ﻗﻠﺔ
ﺁﺩﺍﺒﻬﺎ .
ﻭﻗﺎل ﺭﺠل ﻷﺤﺩ ﺍﻟﻤﺭﺒﻴﻥ :ﻜﻨﺕ ﻋﻠﻰ ﺘﻘﻭﻯ ﻭ ﺼﻼﺡ ﻭ ﺒﺴﺎﻁ ﺍﻷﻨﺱ
ﺒﺎﷲ ﻭﻓﺘﺤﺕ ﻋﻠﻰ ﻟﺫﺓ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ،ﻓﺯﻟﻠﺕ ﺯﻟﺔ ﻓﺤﺠﺒﺕ ﻋﻥ ﻤﻘﺎﻤﻰ ،ﻓﻜﻴﻑ
ﺍﻟﺴﺒﻴل ﺇﻟﻴﻪ ؟
ﻓﺒﻜﻰ ﻭ ﻗﺎل :ﻜل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻰ ﺴﻌﻰ ﻟﻤﺎ ﺘﺒﺤﺙ ﻋﻨﻪ ﻭ ﺍﻟﺩﻭﺍﺀ ﻫﻭ :
- 62 -
ﺜﻡ ﻋﻠل ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﻋﻠﻰ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻷﺩﺏ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﺴﻁ ﻓﻘﺎل ] :ﺍﻟﺒﺴﻁ ﺘﺄﺨﺫ
ﻤﻌﻨﻰ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﻼﺌﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﻴﻠﻴﻕ ﺒﻬﺎ ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻫﻭ
ﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻭﺤﺠﺎﺏ ﺍﻟﺭﻭﺡ ﻓﻼ ﺘﺘﺤﺴﺭ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻐﻨﻰ ﻓﻘﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺸﺭﺍ
ﻟﻙ ،ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﺫﻯ ﺘﺤﻴﻰ ﺒﻪ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻗﺩ ﻴﻤﻭﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﻠﺏ ،ﻭﺍﻟﻤﻭﻀﻊ
- 63 -
،ﻻ ﺃﺫﺍﻗﻙ ﺍﷲ ﻁﻌﻡ ﻨﻔﺴﻙ ،ﻓﺈﻨﻙ ﺇﻥ ﺫﻗﺘﻬﺎ ﻻ ﺘﺫﻭﻕ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﺨﻴﺭﺍﹰ ﺃﺒﺩﺍﹰ ﺍ.ﻫـ
ﺃﻯ ﺇﺫﺍ ﺘﺠﻠﻰ ﻟﻰ ﺒﺎﺴﻤﻪ ﺍﻟﺠﻠﻴل ﺫﺍﺏ ﺠﺴﻤﻰ ﻤﻥ ﻫﻴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺘﺠﻠﻰ ،ﻭﺇﺫﺍ
**ﻓﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻐﻨﻰ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﻤﻁﻐﻴﺎ ﻭ ﻨﻘﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﻘﺭ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﻨﻌﻤﺔ ...
ﺇﺫﺍ ﻓﻬﻤﺕ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺒﺩ ﻋﻥ ﺍﷲ ﺒﻌﺩ ﻓﻬﻤﻙ ﻟﺭﺤﻤﺘﻪ ﻭﺭﺃﻓﺘﻪ ﻭﻜﺭﻤﻪ ﻭﺠﻭﺩﻩ
ﻭﻨﻔﻭﺫ ﻗﺩﺭﺘﻪ ﻭﺇﺤﺎﻁﺔ ﻋﻠﻤﻪ ﻋﻠﻤﺕ ﺃﻨﻙ ﺇﺫﺍ ﺴﺄﻟﺘﻪ ﺸﻴﺌﺎﹰ ﺃﻭ ﻫﻤﻤﺕ ﺒﺸﺊ ﺃﻭ
ﺍﺤﺘﺠﺕ ﺇﻟﻰ ﺸﺊ ﻓﻤﻨﻌﻙ ﻤﻨﻪ ،ﻓﺈﻨﻤﺎ ﻤﻨﻌﻙ ﺫﻟﻙ ﺭﺤﻤﺔ ﺒﻙ ﻭﺇﺤﺴﺎﻨﺎﹰ ﺇﻟﻴﻙ ،
- 64 -
...ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺫﻟﻙ ﺤﺴﻥ ﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻙ ،ﻭﺇﺘﻤﺎﻡ ﻟﻨﻌﻤﺘﻪ ﻋﻠﻴﻙ ،ﻭﻟﻜﻭﻨﻪ ﺃﺘﻡ ﻨﻅﺭﺍﹰ
ﻭﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﺘﻜﺭﻫﻭﺍ ﺸﻴﺌﺎﹰ ﻭﻫﻭ ﺨﻴﺭ ﻟﻜﻡ ،ﻭﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﺘﺤﺒﻭﺍ ﺸﻴﺌﺎﹰ ﻭﻫﻭ ﺸﺭ
....
ﻓﺭﺒﻤﺎ ﺩﺒﺭﻨﺎ ﺃﻤﺭﻨﺎ ﺃﻤﺭﺍ ﻅﻨﻨﺎ ﺃﻨﻪ ﻟﻨﺎ ﻓﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ ،ﻭﺭﺒﻤﺎ ﺃﺘﺕ ﺍﻟﻔﻭﺍﺌﺩ ﻤﻥ
ﻋﻠﻰ ﺃﻴﺩﻯ ﺍﻷﺤﺒﺎﺀ ،ﻭﺭﺒﻤﺎ ﺘﺄﺘﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﻤﻀﺎﺭ ،ﻭﻗﺩ ﺘﺄﺘﻰ
ﻭﻤﺜﺎل ﺫﻟﻙ :ﻜﺼﺒﻰ ﺭﺃﻯ ﻁﻌﺎﻤﺎﹰ ﺤﺴﻨﺎﹰ ﺃﻭ ﺤﻠﻭﺍﺀ ﺃﻭ ﻋﺴﻼﹰ ﻭﻓﻴﻪ ﺴﻡ
ﻭﺃﺒﻭﻩ ﻋﺎﻟﻡ ﺒﻤﺎ ﻓﻴﻪ ،ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺒﻁﺵ ﺍﻟﺼﺒﻰ ﻟﺫﻟﻙ ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ ﺭﺩﻩ ﺃﺒﻭﻩ ،
- 65 -
ﻋﻘل ﺍﻟﺼﺒﻰ ﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻤﺎ ﺒﻁﺵ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﺍﻟﻌﻠﻡ ﻨﺼﺢ ﺃﺒﻴﻪ ﻭﺸﺩﺓ ﺭﺃﻓﺘﻪ ﺒﻪ.
ﻭﻤﺜﺎل ﺁﺨﺭ :ﻜﺭﺠل ﺼﻨﻊ ﻁﻌﺎﻤﺎﹰ ﺠﻴﺩﺍﹰ ﻭﻋﻤل ﻓﻴﻪ ﺒﺼﺎﻗﺎﹰ ﻭﻤﺨﺎﻁﺎﹰ ﺃﻭ ﻗﺫﺭﺍﹰ
ﻭﺃﺘﻰ ﺒﻪ ﻟﻤﻥ ﻻ ﻴﻌﺭﻓﻪ ،ﻓﻜل ﻤﻥ ﺭﺁﻩ ﻭﻟﻡ ﻴﻌﺭﻑ ﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺒﻁﺸﺕ ﻨﻔﺴﻪ
ﺇﻟﻴﻪ ،ﻓﻠﻭ ﻋﻠﻡ ﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻤﺎ ﺒﻁﺸﺕ ﻨﻔﺴﻪ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻨﻬﺎﻩ ﻋﻨﻪ ﻤﻥ ﻋﻠﻡ ﻤﺎ ﻓﻴﻪ
ﺍﺘﻬﻤﻪ ﻟﻌﺩﻡ ﻓﻬﻤﻪ ،ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﺒﺩ ﻴﺒﻁﺵ ﻟﻠﺩﻨﻴﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺭﻴﺎﺴﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻤﻤﺎ
ﻓﻴﻪ ﻀﺭﺭﻩ ،ﻓﻴﻤﻨﻌﻪ ﺍﻟﺤﻕ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻤﻨﻪ ﻭﺭﺤﻤﺔ ﺒﻪ ﻭﺸﻔﻘﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻋﺘﻨﺎﺀ
ﺒﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﻓﻬﻡ ﻋﻥ ﺍﷲ ﺴﻠﻡ ﺍﻷﻤﺭ ﺇﻟﻰ ﻤﻭﻻﻩ ،ﻭﻟﻡ ﻴﺘﻬﻤﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺒﺭﻤﻪ ﻭ
ﺫﻟﻙ ﺒﻌﺩ :ﻋﻠﻡ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻓﻰ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻴﺭ ،ﻟﻜﻥ ﻓﺎﺘﺘﻪ ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻟﺼﺒﺭ ،
ﻭﺍﻨﻅﺭ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺴﻜﻥ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﺎﺩﻴﺔ ﻭﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻷﻤﺭ ﺍﷲ
،ﻓﺎﺘﻔﻕ ﻟﻪ ﺫﺍﺕ ﻴﻭﻡ ﺃﻥ ﻤﺎﺕ ﺤﻤﺎﺭﻩ ﻭﻜﻠﺒﻪ ﻭﺩﻴﻜﻪ ،ﻓﺄﺘﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻫﻠﻪ ،
ﻓﻘﺎﻟﻭﺍ ﻟﻪ ﺤﻴﻥ ﻤﺎﺕ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ :ﻤﺎﺕ ﺤﻤﺎﺭﻨﺎ ،ﻓﻘﺎل ﺨﻴﺭ ،ﺜﻡ ﻗﺎﻟﻭﺍ :ﻤﺎﺕ
- 66 -
ﺍﻟﺩﺍﺭ ،ﻭﻗﺎﻟﻭﺍ :ﺃﻯ ﺨﻴﺭ ﻓﻰ ﻫﺫﺍ ؟ ﻤﺘﺎﻋﻨﺎ ﺫﻫﺏ ﻭﻨﺤﻥ ﻨﻨﻅﺭ .ﻓﺎﺘﻔﻕ ﺃﻥ
ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻀﺭﺒﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺤﻰ ﻓﻰ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻓﺎﺠﺘﺎﺤﻭﺍ ﻜل ﻤﺎ ﻓﻴﻪ ،
ﻭﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﺴﺘﺩﻟﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ﺒﻨﻬﻴﻕ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻭﻨﺒﺎﺡ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﻭﺼﺭﺍﺥ ﺍﻟﺩﻴﻜﺔ
ﻓﺎﻨﻅﺭ ﻜﻴﻑ ﻜﺎﻥ ﺤﺴﻥ ﻨﻅﺭ ﺍﻟﺤﻕ ﻷﻭﻟﻴﺎﺌﻪ ﻭﺤﺴﻥ ﺘﺩﺒﻴﺭﻩ ﻟﻬﻡ ؟ ﻭﻜﻴﻑ
ﻓﻬﻡ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻤﺎ ﻓﻰ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﺭ ﻓﻰ ﺃﻭل ﻤﺭﺓ ؟ ﻓﻬﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻋﻥ
ﺍﻟﻐﺭﺓ ﺒﻜﺴﺭ ﺍﻟﻐﻴﻥ .ﻭﻗﻭﻉ ﺍﻟﻐﺭﻭﺭ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻷﻜﻭﺍﻥ ﻅﺎﻫﺭﻫﺎ ﻏﺭﺓ
- 67 -
ﻭﺍﻷﻋﻭﺍﻡ ،ﺤﺘﻰ ﻫﺠﻡ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻫﺎﺩﻡ ﺍﻟﻠﺫﺍﺕ ،ﻓﺄﻋﻘﺒﻬﻡ ﺍﻟﻨﺩﻡ ﻭﺍﻟﺤﺴﺭﺍﺕ ،
ﺜﻡ ﻗﺎل ﻋﺯ ﻤﻥ ﻗﺎﺌل ) :ﻗل ﺃﺅﻨﺒﻜﻡ ﺒﺨﻴﺭ ﻤﻥ ﺫﻟﻜﻡ ،ﻟﻠﺫﻴﻥ ﺍﺘﻘﻭﺍ ﻋﻨﺩ
ﻭﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :ﺇﻨﺎ ﺠﻌﻠﻨﺎ ﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺯﻴﻨﺔ ﻟﻬﺎ ﻟﻨﺒﻠﻭﻫﻡ ﺃﻴﻬﻡ ﺃﺤﺴﻥ
ﻋﻤﻼﹰ ( .
- 68 -
ﺃﻴﻬﻡ ﺃﺯﻫﺩ ﻓﻴﻬﺎ ؟ ﻭﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻟﻨﺒﻴﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ) :ﻭﻻ ﺘﻤﺩﻥ
ﻋﻴﻨﻴﻙ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻤﺘﻌﻨﺎ ﺒﻪ ﺃﺯﻭﺍﺠﺎ ﻤﻨﻬﻡ ،ﺯﻫﺭﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻟﻨﻔﺘﻨﻬﻡ ﻓﻴﻪ ( .
" ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻨﻅﺭﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺒﺎﻁﻥ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺤﻴﻥ ﻨﻅﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﻅﺎﻫﺭﻫﺎ ،ﻭﺍﻫﺘﻤﻭﺍ
ﺒﺂﺠل ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺤﻴﻥ ﺍﻫﺘﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﻌﺎﺠﻠﻬﺎ ،ﻓﺄﻤﺎﺘﻭﺍ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﺨﺸﻭﺍ ﺃﻥ ﻴﻤﻴﺘﻬﻡ
،ﻭﺘﺭﻜﻭﺍ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﺎ ﻋﻠﻤﻭﺍ ﺃﻨﻪ ﺴﻴﺘﺭﻜﻬﻡ ،ﻓﻤﺎ ﻋﺎﺭﻀﻬﻡ ﻤﻨﻬﺎ ﻋﺎﺭﺽ ﺇﻻ
ﻗﻠﻭﺒﻬﻡ ﻓﻠﻡ ﻴﺠﺩﻭﻫﺎ ،ﻭﺨﺭﺒﺕ ﻤﻥ ﻭﺴﻁ ﺒﻨﻴﺎﻨﻬﻡ ﻓﻤﺎ ﻴﻌﻤﺭﻭﻨﻬﺎ ﻭﻤﺎﺘﺕ ﻓﻰ
ﻟﻴﺸﺘﺭﻭﺍ ﺒﻬﺎ ﻤﺎ ﻴﺒﻘﻰ ﻟﻬﻡ ،ﻭﻨﻅﺭﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺼﺭﻋﻰ ﻗﺩ ﺨﻠﺕ ﺒﻬﻡ
ﺍﻟﻤﺜﻼﺕ ﻓﻤﺎ ﻴﺭﻭﻥ ﺃﻤﺎﻨﺎﹰ ﺩﻭﻥ ﻤﺎ ﻴﺭﺠﻭﻥ ،ﻭﻻ ﺨﻭﻓﺎﹰ ﺩﻭﻥ ﻤﺎ ﻴﺠﺩﻭﻥ "
ﺍ.ﻫـ
ﻭﻨﺴﺏ ﻟﻌﻠﻰ ﺭﻀﻰ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻜﺘﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺴﻠﻤﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﺴﻰ ﺭﻀﻰ ﺍﷲ
ﻋﻨﻪ :ﺇﻨﻤﺎ ﻤﺜل ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻜﻤﺜل ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻟﻴﻥ ﻤﺴﻬﺎ ﻗﺎﺘل ﺴﻤﻬﺎ ،ﻓﺄﻋﺭﺽ ﻋﻨﻬﺎ
- 69 -
ﻤﻥ ﻓﺭﺍﻗﻬﺎ ،ﻭﻜﻥ ﺃﺴﺭ ﻤﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺤﺫﺭ ﻤﺎ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻓﺈﻥ ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ
ﻜﻠﻤﺎ ﺍﻁﻤﺄﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺴﺭﻭﺭ ،ﺃﺸﺨﺹ ﻤﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﻜﺭﻭﻩ ﺍ.ﻫـ
ﻓﻘﺩ ﺠﻌل ﺍﻟﺤﻕ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻜﻭﺍﻥ ﻭﻫﻰ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﻤﺎ ﺍﺸﺘﻤﻠﺕ ﻋﻠﻴﻪ ،
ﻅﺎﻫﺭﻫﺎ ﻓﺘﻨﺔ ﻭﺒﺎﻁﻨﻬﺎ ﻋﺒﺭﺓ ،ﻓﻤﻥ ﻭﻗﻑ ﻤﻊ ﻅﺎﻫﺭﻫﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻐﺭﻭﺭﺍ ،ﻭﻤﻥ
ﻨﻔﺫ ﺇﻟﻰ ﺒﺎﻁﻨﻬﺎ ﻜﺎﻥ ﻋﻨﺩ ﺍﷲ ﻤﺒﺭﻭﺭﺍﹰ ،ﻓﺄﻫل ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ ﻭﺍﻟﺒﻁﺎﻟﺔ ﻭﻗﻔﻭﺍ ﻤﻊ
ﺤﺘﻰ ﺃﺨﺫﺘﻬﻡ ﺒﻐﺘﺔ ،ﻭﺃﻫل ﺍﻟﻴﻘﻅﺔ ﻭﺍﻟﺤﺯﻡ ﻨﻔﺫﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺒﺎﻁﻨﻬﺎ ﻓﻌﺭﻓﻭﺍ
ﺴﺭﻋﺔ ﺫﻫﺎﺒﻬﺎ ﻭﻗﻠﺔ ﺒﻘﺎﺌﻬﺎ ،ﻓﺎﺸﺘﻐﻠﻭﺍ ﺒﺠﻤﻊ ﺍﻟﺯﺍﺩ ،ﻭﺘﺄﻫﺒﻭﺍ ﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩ
] ﻓﺎﻟﻨﻔﺱ ﺘﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﻅﺎﻫﺭ ﻏﺭﺘﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﻘﻠﺏ ﻴﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺒﺎﻁﻥ ﻋﺒﺭﺘﻬﺎ [
ﻓﻰ ﻤﺜﻠﻬﻡ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﻋﻥ ﺴﻴﺩﻨﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻜﺎﻥ ﻴﻘﻭل :
- 70 -
ﻭﺒﺎﻁﻨﻬﺎ ﻨﺘﻥ " ﺍ.ﻫـ ﻭﺍﻟﺤﺵ :ﻫﻭ ﺒﻴﺕ ﺍﻟﺨﻼﺀ ..ﻴﻌﻨﻰ ﻤﺜل ﻗﻨﺎﺓ ﺼﺭﻑ
ﻗﻠﺕ :ﺍﻟﻌﺯ ﺍﻟﺫﻯ ﻻ ﻴﻔﻨﻰ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻌﺯ ﺒﺎﷲ ﻭﺍﻟﻐﻨﻰ ﺒﻁﺎﻋﺔ ﺍﷲ ،ﻓﺎﻟﻌﺯ
- 71 -
ﻭﺃﻤﺎ ﺍﻟﻌﺯ ﺒﻁﺎﻋﺔ ﺍﷲ ﻓﻬﻭ ﺒﺎﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻻﻤﺘﺜﺎل ﺃﻤﺭﻩ .ﻭﺍﺠﺘﻨﺎﺏ ﻨﻬﻴﻪ ،
ﻤﻥ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻐﻨﻰ ﺒﻐﻴﺭ ﻤﺎل ،ﻭﺍﻟﻜﺜﺭﺓ ﺒﻐﻴﺭ ﻋﺸﻴﺭﺓ ،ﻓﻠﻴﻨﺘﻘل ﻤﻥ ﺫل
!ﻓﺘﺫﻟل ﷲ ﻴﻨﺠﻴﻙ ﻜﻤﺎ ﻨﺠﻰ ﻴﻭﺴﻔﺎ ﺍﻟﺼﺩﻴﻕ ..ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ .
- 72 -
ﺩﺨل ﻋﺎﻟﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺠل ﻴﺒﻜﻰ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻪ :ﻭﻤﺎ ﻴﺒﻜﻴﻙ ؟ ﻓﻘﺎل ﻟﻪ :ﻤﺎﺕ
- 73 -
ﻟﻴﺴﺕ ﺒﺭﻜﺔ ﺍﻟﻤﺎل ﺍﻟﻭﻓﻴﺭ ،ﺒﺭﻜﺔ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻭ ﺍﻟﺨﺸﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻭﺼل ﻟﻠﺠﻨﺔ ...
ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕ ﺒﻤﻌﺠﺯﺍﺕ !
] ﺍﻟﻁﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻰ ﺃﻥ ﺘﻁﻭﻯ ﻤﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻋﻨﻙ ﺤﺘﻰ ﺘﺭﻯ ﺍﻵﺨﺭﺓ ﺃﻗﺭﺏ
- 74 -
ﻴﺩﻩ ﻓﻰ ﺠﻴﺒﻪ ﻓﻴﺨﺭﺝ ﻤﺎ ﻴﺭﻴﺩ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺘﻌﺠﺒﻭﺍ ﻤﻤﻥ ﻴﻀﻊ ﻴﺩﻩ ﻓﻰ ﺠﻴﺒﻪ ﻭﻟﻡ
ﻭﻗﻴل ﻟﺤﻜﻴﻡ :ﺇﻥ ﻓﻼﻨﺎﹰ ﻴﻤﺸﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ،ﻗﺎل :ﻋﻨﺩﻯ ﻤﻥ ﻤﻜﻨﻪ ﺍﷲ
ﻤﻥ ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻫﻭﺍﻩ ،ﻓﻬﻭ ﺃﻋﻅﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺸﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﻓﻰ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﺍ.ﻫـ
*** ﻻﺘﻔﺭﺤﻭﺍ ﻟﻠﻔﻘﻴﺭ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻴﺘﻤﻭﻩ ﻴﺼﻠﻰ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﺃﻭ ﻴﺫﻜﺭ ﻜﺜﻴﺭﺍﹰ ﺃﻭ ﻴﺼﻭﻡ
ﺃﻭ ﻴﻌﺘﺯل ﻜﺜﻴﺭﺍﹰ ،ﺤﺘﻰ ﺘﺭﻭﻩ ﺯﻫﺩ ﻓﻰ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﺭﺤل ﻋﻨﻬﺎ ،ﻭﻟﻡ ﻴﺒﻕ ﻟﻪ
ﺍﻟﺘﻔﺎﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ؟ ﻓﺤﻴﻨﺌﺫ ﻴﻔﺭﺡ ﺒﻪ ﻭﻟﻭ ﻗﻠﺕ ﺼﻼﺘﻪ ﻭﺼﻴﺎﻤﻪ ﻭﺫﻜﺭﻩ ﻭﻋﺯﻟﺘﻪ
.
ﻓﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻓﻬﻤﻨﺎ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭ ﻜﻴﻑ ﻨﻔﻬﻡ ﺴﺒﺏ ﺤﺭﻤﺎﻨﻨﺎ ﻭ ﺍﻨﻪ ﻓﻰ
- 75 -
ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺜﺭ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﻌﻁﺎﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﻓﺭﺤﺕ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﺃﻨﺴﺕ ،ﻭ ﻤﺎﻟﺕ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺴﺭﻴﻌﺎﹰ ،ﺒﺨﻼﻑ ﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻭﺍﺠﻬﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﻠﺠﺄ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﺇﺫ ﻻ
ﺤﻅ ﻟﻬﺎ ﻓﻴﻪ )ﺃﻯ ﺍﻟﻤﻨﻊ ( ﻓﻼ ﺘﺘﺒﺨﺘﺭ ،ﻓﺎﻟﺠﻬﺎﺩ ﺍﻟﺫﻯ ﻻ ﻏﻨﻴﻤﺔ ﻓﻴﻪ ﺃﻋﻅﻡ
ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺍﻟﺫﻯ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻓﻘﺩ ﻭﺭﺩ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻥ ﺭﺴﻭل
ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺃﻨﻪ ﻗﺎل " :ﺇﺫﺍ ﺨﺭﺠﺕ ﻁﺎﺌﻔﺔ ﻟﻠﻐﺯﻭ ﻓﺠﺎﻫﺩﻭﺍ
ﻭﻏﻨﻤﻭﺍ ﻓﻘﺩ ﺘﻌﺠﻠﻭﺍ ﺜﻠﺜﻰ ﺃﺠﺭﻫﻡ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻐﻨﻤﻭﺍ ﺭﺠﻌﻭﺍ ﺒﺄﺠﺭﻫﻡ ﻜﺎﻤﻼ "
- 76 -
ﺇﺫ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻤﺠﺒﻭﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺤﺏ ﻤﻥ ﺃﺤﺴﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﺘﺴﺘﺭﻕ ﻟﻬﻡ )ﺘﻜﻭﻥ ﻜﺄﺤﺩ
: *ﻻ ﺘﺠﻌل ﺒﻴﻨﻙ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﷲ ﻤﻨﻌﻤﺎ ،ﻭﻋﺩ ﻨﻌﻤﺔ ﻏﻴﺭﻩ ﻋﻠﻴﻙ ﻤﻐﺭﻤﺎ
- 77 -
ﻭ ﻗﺎل ﺤﻜﻴﻡ ﻟﺼﺎﺤﺒﻪ :ﻴﺎ ﺃﺒﺎ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺍﻫﺭﺏ ﻤﻤﻥ ﺨﻴﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺃﻥ
ﻓﺎﻫﺭﺏ ﻤﻤﻥ ﻴﻌﻁﻴﻙ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻫﺭﺒﻙ ﻤﻤﻥ ﻴﺴﺊ ﺇﻟﻴﻙ ...ﻷﻥ ﺘﻠﻑ ﺍﻟﻘﻠﺏ
ﻓﻠﻜﻰ ﻴﻜﻭﻥ ﺠﺯﺍﺀ ﺍﻹﺤﺴﺎﻥ ﺇﺤﺴﺎﻨﺎ ﻭ ﺃﻴﻀﺎ ﻟﺘﺴﻘﻁﻭﺍ ﺒﻌﺽ ﻤﻨﺘﻪ ﻋﻠﻴﻜﻡ
- 78 -
ﻗﻠﺕ :ﺍﻟﻨﻘﺩ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻌﺠﻼ ،ﻭﺍﻟﻨﺴﻴﺌﺔ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﺅﺨﺭﺍﹰ ،ﻭﻤﻥ ﺸﺄﻥ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ
ﺇﺫﺍ ﺍﺸﺘﺭﻯ ﺸﻴﺌﺎﹰ ﺃﻥ ﻴﻨﺠﺯ ﻨﻘﺩﻩ ﻭﻴﺯﻴﺩ ﺇﺤﺴﺎﻨﻪ ﻭﺭﻓﺩﻩ ،ﻭﻗﺩ ﺍﺸﺘﺭﻯ ﺍﻟﺤﻕ
ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻤﻨﺎ ﺃﻨﻔﺴﻨﺎ ﻭﺃﻤﻭﺍﻟﻨﺎ ،ﻓﻌﻭﻀﻨﺎ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﺔ ،ﻓﻤﻥ ﺒﺎﻉ ﻨﻔﺴﻪ ﻭﻤﺎﻟﻪ
ﻓﺠل ﺭﺒﻨﺎ :ﺃﻯ ﺘﻨﺯﻩ ﻭﺘﺭﻓﻊ ﺃﻥ ﻴﻌﺎﻤﻠﻪ ﺍﻟﻌﺒﺩ ﻨﻘﺩﺍﹰ :ﺃﻯ ﻤﻌﺠﻼ ﻓﻴﺠﺎﺯﻴﻪ
ﻭﺍﻟﺫﻯ ﻋﺠل ﻟﻪ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻓﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺃﻤﻭﺭ ﻤﻨﻬﺎ :ﻤﺎ ﻴﺩﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﻤﻥ
- 79 -
ﺴﺒﻴل ﺍﻟﻬﺩﻯ ﺒﺼﻔﺎﺀ ﺍﻟﻔﻁﺭﺓ ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻁﺭﺓ ﻋﻤﺭ ﺭﻀﻰ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﺘﻭﺍﻓﻕ
ﺍﻟﺤﻕ ،ﻭﻫﻰ ﺃﻨﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﺃﻨﻭﺍﺭ ﻤﺤﺒﺔ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ .
ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :ﻴﺎ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺀﺍﻤﻨﻭﺍ ﺇﻥ ﺘﺘﻘﻭﺍ ﺍﷲ ﻴﺠﻌل ﻟﻜﻡ ﻓﺭﻗﺎﻨﺎﹰ ( .
ﻭﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :ﺍﷲ ﻭﻟﻰ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺁﻤﻨﻭﺍ ﻴﺨﺭﺠﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻠﻤﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻭﺭ ( .
ﻴﺨﺭﺠﻬﻡ ﻤﻥ ﻅﻠﻤﺔ ﺍﻟﻜﻔﺭ ﺇﻟﻰ ﻨﻭﺭ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ،ﻭﻤﻥ ﻅﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻨﻭﺭ
ﺍﻟﻁﺎﻋﺔ ،ﻭﻤﻥ ﻅﻠﻤﺔ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﻨﻭﺭ ﺍﻟﻴﻘﻅﺔ ،ﻭﻤﻥ ﻅﻠﻤﺔ ﺍﻟﺤﺱ ﺇﻟﻰ ﻨﻭﺭ
- 80 -
ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻴﻪ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺫﻯ ﺃﺒﺎﻨﻪ ﺒﻘﻭﻟﻪ ] :ﻜﻔﻰ ﻤﻥ ﺠﺯﺍﺌﻪ ﺇﻴﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺎﻋﺔ
.
ﻓﺎﻟﺘﻭﻓﻴﻕ ﻟﻬﺎ ﺃﻋﻅﻡ ﻤﻨﻪ ﻭ ﺃﻜﺒﺭ ﺠﺯﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﺒﺸﺭﻁ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ
• ﺃﻭﻟﻬﺎ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻷﻨﺱ ﺒﺭﺒﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﺭﻭﺡ ﺇﻗﺒﺎﻟﻪ ،ﻭﻤﻨﻪ ﻤﺎ ﻴﻘﻊ ﻤﻥ
• ﺍﻟﺜﺎﻨﻰ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺘﻤﻠﻕ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻴﻪ ،ﻭﻟﻪ ﺤﻼﻭﺓ ﻴﻨﺴﻰ ﺒﻬﺎ ﻜل ﺸﺊ .
- 81 -
ﺃﺒﺩﺍ ....ﻤﺎ ﻫﻰ ؟ ...ﺇﻨﻬﺎ ﺠﻨﺔ ﺤﻼﻭﺓ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻭ ﺍﻷﻨﺱ ﺒﺎﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ .
* ﻟﻴﺱ ﺸﺊ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺎﻋﺎﺕ ﺇﻻ ﻭﺩﻭﻨﻪ ﻋﻘﺒﺔ ﻜﺌﻭﺩ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺒﺭ ،
ﻓﻤﻥ ﺼﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﺸﺩﺘﻬﺎ ﺃﻓﻀﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺭﺍﺤﺔ ﻭﺍﻟﺴﻬﻭﻟﺔ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻫﻰ ﻤﺠﺎﻫﺩﺓ
ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻬﻭﻯ ،ﺜﻡ ﻭﺍﷲ ﻤﻜﺎﺒﺩﺓ ﻓﻰ ﺘﺭﻙ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ،ﺜﻡ ﺍﻟﻠﺫﺓ
ﺒﺎﻻﻨﻜﺴﺎﺭ ﻭﺍﻹﺫﻻل ﺃﺭﺃﻴﺕ ﺇﻥ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺠﻨﺔ ﻭﻻ ﻨﺎﺭ ،ﺃﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺃﻫﻼ ﻷﻥ ﻴﻌﺒﺩ
ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺍﻟﻘﻬﺎﺭ ؟ ﺃﺭﺃﻴﺕ ﻤﻥ ﺃﻨﻌﻡ ﺒﻨﻌﻤﺔ ﺍﻹﻴﺠﺎﺩ ﻭﺍﻹﻤﺩﺍﺩ ،ﺃﻟﻴﺱ ﺃﻫﻼﹰ ﻷﻥ
- 82 -
ﻨﻭﺍﻟﻪ ﻭﺭﻓﺩﻩ ،ﺒل ﻴﺨﺩﻤﻪ ﻷﺠل ﻋﺒﻭﺩﻴﺘﻪ ﻭﺭﻗﻪ ،ﻭﺴﻴﺩﻩ ﻻ ﻤﺤﺎﻟﺔ ﻴﻘﻭﻡ
ﻭﻴﻤﻨﻌﻙ ﺇﺒﺭﺍﺭﻩ ؟ ﻟﻘﺩ ﺃﺴﺄﺕ ﺍﻟﻅﻥ ﺒﺎﻟﺭﺏ ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺇﻥ ﺍﻋﺘﻘﺩﺕ ﺃﻨﻙ ﺇﻥ ﻟﻡ
ﺘﻌﺒﺩﻩ ﻤﻨﻌﻙ ﻤﻥ ﺠﻭﺩﻩ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ،ﻟﻘﺩ ﺃﺠﺭﻯ ﻋﻠﻴﻙ ﻤﻨﺘﻪ ﻭﺭﺯﻗﻪ ﻭﺃﻨﺕ ﻓﻰ
- 83 -
ﺜﻡ ﺇﻥ ﺭﻓﻌﺕ ﻫﻤﺘﻙ ﻋﻥ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺤﻅﻭﻅ ﺼﺒﺕ ﻋﻠﻴﻙ ﺍﻟﺤﻅﻭﻅ ،ﻓﻘﺩ ﻭﺭﺩ ﻓﻰ
ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ :ﺇﻥ ﺍﷲ ﻴﺤﻔﻅ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﺃﻭﻻﺩ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺒﻁﺎﻋﺔ ﺍﻷﺠﺩﺍﺩ .
ﻓﻘﺩ ﺤﻔﻅ ﺍﻟﺤﻕ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻜﻨﺯﻫﻤﺎ ﺒﺼﻼﺡ ﺃﺒﻴﻬﻤﺎ ،ﻓﻘﺩ ﺼﺒﺕ ﺍﻟﺤﻅﻭﻅ ﻋﻠﻰ
ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﻫﻭ ﺤﻔﻅﻬﻡ ﺒﺘﺭﻙ ﺍﻵﺒﺎﺀ ﺍﻟﺤﻅﻭﻅ ﻭﻜﺎﻥ ﺴﻌﻴﺩ ﺒﻥ ﺍﻟﻤﺴﻴﺏ ﻴﻘﻭﻟﻪ
- 84 -
ﻴﺠﻤﻊ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺩﻩ ﺨﻭﻓﻴﻥ ﻭﻻ ﺃﻤﻨﻴﻥ ،ﻓﻤﻥ ﺨﺎﻑ ﻓﻰ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺃﻤﻨﻪ ﻴﻭﻡ
ﻷﻋﻁﻴﻨﺎﻙ ﻜل ﻤﺎ ﺘﺘﻤﻨﻰ
- 85 -
ﻓﻼ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺤﺏ ﺼﺎﺩﻗﺎ ﻓﻰ ﻤﺤﺒﺘﻪ ،ﻭﻻ ﺍﻟﻌﺎﺭﻑ ﺼﺎﺩﻗﺎ ﻓﻰ ﻤﻌﺭﻓﺘﻪ ﺤﺘﻰ
....
ﻭﻫﻭ ﻋﺒﺩ ﻤﺅﻤﻥ ﺒﺎﻟﻘﺩﺭ ﻴﺭﻀﻰ ﻭﻴﺴﻠﻡ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ،ﻓﺈﻥ ﻟﻡ ﻴﺠﺩ ﺍﻟﻌﺒﺩ ﻓﻰ
ﺍﻻﻤﺘﺤﺎﻥ .
- 86 -
ﺍﻹﺴﺘﺭﺠﺎﻉ ) ﺇﻨﺎ ﷲ ﻭ ﺇﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺍﺠﻌﻭﻥ ( ،ﻓﻘﺩ ﻋﺩ ﺍﻟﻔﻘﺩ ﻨﻌﻤﺔ ! ﻟﻤﺎ ﻴﺠﺩ
ﺍﻟﺘﺒﺘل ،ﻭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﻀﺭﻉ ﻫﻭ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻼﺀ :ﺃﻥ ﺘﻌﻭﺩ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،
ﻭ ﺤﻴﺙ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻌﺒﺩ ﺍﻟﻌﺎﻗل ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻘﺩ ﻨﻌﻤﺔ ﻭ ﺨﻴﺭ ﻟﻪ ،ﻓﻬﻰ ﻨﻌﻤﺔ ﺨﻔﻴﺔ ﻭ
ﻗﺒﻭﻟﻬﺎ ،ﻜﻤﺎ ﻨﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺒﻘﻭﻟﻪ ] :ﺭﺒﻤﺎ ﻓﺘﺢ ﻟﻙ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﻁﺎﻋﺔ ﻭﻤﺎ ﻓﺘﺢ
- 87 -
ﺤﻴﺙ ﻟﻡ ﻴﺤﺼل ﺒﻪ ﻤﺄﻤﻭل ،ﺇﺫ ﺍﻟﻁﺎﻋﺔ ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻰ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﻤﺤﺒﺔ ﺍﻟﻤﻁﺎﻉ ،
ﻗﻠﺕ :ﻭﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺩ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺴﺎﺌﺭﺍ ﻟﻤﻭﻻﻩ ،ﻗﺎﺼﺩ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺤﻀﺭﺓ
ﺤﺒﻴﺒﻪ ﻭﺭﻀﺎﻩ ﻗﺩ ﻴﺤﺼل ﻟﻪ ﻜﻠل ،ﺃﻭ ﻴﺼﻴﺒﻪ ﻤﻠل ،ﺃﻭ ﻴﺭﻜﺒﻪ ﻜﺴل ،ﺃﻭ
ﻏﻔﻠﺘﻪ ،ﻭﻨﺸﻁ ﻤﻥ ﻜﺴﻠﻪ ،ﻓﻼ ﻴﺯﺍل ﺠﺎﺩﺍ ﻓﻰ ﻁﻠﺏ ﻤﻭﻻﻩ ،ﻏﺎﺌﺒﺎ ﻋﻤﺎ
.
ﻭﻤﺜﺎل ﺫﻟﻙ ﺭﺠل ﻤﺴﺎﻓﺭ ﺃﺼﺎﺒﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﻨﻭﻡ ﺃﻭ ﻜﺴل ﻓﻴﺴﻘﻁ ﻓﻴﻀﺭﺒﻪ
- 88 -
ﻓﻰ ﻜل ﺫﻟﻙ ﺒﻭﺠﻭﺩ ﺇﺒﺭﺍﺭﻙ " ﻓﻘﺎل ﻟﻙ ﺒﺤﺴﻥ ﺍﻟﺘﺩﺒﻴﺭ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻤﻘﺎﺩﻴﺭ ﻴﻭﻡ ) :
ﺜﻡ ﺇﻨﻪ ﺠﻌﻠﻙ ﻨﻁﻔﺔ ﻤﺴﺘﻭﺩﻋﺔ ﻓﻰ ﺍﻷﺼﻼﺏ ،ﺘﻭﻻﻙ ﺒﺘﺩﺒﻴﺭﻩ ﻫﻨﺎ ﻟﻙ ﺤﺎﻓﻅﺎ
ﻟﻙ ﻭﺤﺎﻓﻅﺎ ﻟﻤﺎ ﺃﻨﺕ ﻓﻴﻪ ،ﻤﻭﺼﻼ ﻟﻙ ﺍﻟﻤﺩﺩ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﻤﺎ ﺃﻨﺕ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ
ﺍﻵﺒﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺃﺒﻴﻙ ﺁﺩﻡ ! ﺜﻡ ﻗﺫﻓﻙ ﻓﻰ ﺭﺤﻡ ﺍﻷﻡ ﻓﺘﻭﻻﻙ ﺒﺤﺴﻥ ﺍﻟﺘﺩﺒﻴﺭ ،
ﻭﺠﻌل ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻙ ﺃﺭﻀﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻨﺒﺎﺘﻙ ،ﻭﻤﺴﺘﻭﺩﻋﺎ ﺘﻌﻁﻰ ﻓﻴﻬﺎ
ﺤﻴﺎﺘﻙ ،ﺜﻡ ﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﻁﻔﺘﻴﻥ ﻭﺃﻟﻑ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻜﻨﺕ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻟﻤﺎ ﺒﻨﻴﺕ ﻋﻠﻴﻪ
ﻜل ﺸﺊ ﺨﻠﻘﻨﺎ ﺯﻭﺠﻴﻥ ( ﺜﻡ ﺠﻌﻠﻙ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻨﻁﻔﺔ ﻋﻠﻘﺔ ﻤﻬﻴﺄﺓ ﻟﻤﺎ ﻴﺭﻴﺩ
ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻨﻘﻠﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ،ﺜﻡ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻌﻠﻘﺔ ﻤﻀﻐﺔ ،ﺜﻡ ﻓﺘﻕ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﻓﻰ
ﺍﻟﻤﻀﻐﺔ ﺼﻭﺭﺘﻙ ﻭﺃﻗﺎﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﻨﻴﺘﻙ ،ﺜﻡ ﻨﻔﺦ ﻓﻴﻙ ﺍﻟﺭﻭﺡ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ،ﺜﻡ
- 89 -
ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺜﻡ ﺃﺒﻘﺎﻙ ﻓﻰ ﺭﺤﻡ ﺍﻷﻡ ﺤﺘﻰ ﻗﻭﻴﺕ ﺃﻋﻀﺎﺅﻙ ﻭﺍﺸﺘﺩﺕ ﺃﺭﻜﺎﻨﻙ ،
ﻟﻴﻬﻴﺌﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺭﻭﺯ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻗﺴﻡ ﻟﻙ ﺃﻭ ﻋﻠﻴﻙ ،ﻭﻟﻴﺒﺭﺯﻙ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﻴﺘﻌﺭﻑ
ﻓﻴﻬﺎ ﺒﻔﻀﻠﻪ ﻭﻋﺩﻟﻪ ﺇﻟﻴﻙ ،ﺜﻡ ﻟﻤﺎ ﺃﻨﺯﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻠﻡ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﺃﻨﻙ ﻻ
ﻤﺎ ﺃﻨﺕ ﻁﺎﻋﻡ ،ﻓﺄﺠﺭﻯ ﺍﻟﺜﺩﻴﻴﻥ ﺒﺎﻟﻐﺫﺍﺀ ﺍﻟﻠﻁﻴﻑ ،ﻭﻭﻜل ﺒﻬﻤﺎ ﻤﺴﺘﺤﺙ
ﺍﻟﺭﺤﻤﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺠﻌﻠﻬﺎ ﻓﻰ ﻗﻠﺏ ﺍﻷﻡ ،ﻓﻜﻠﻤﺎ ﻭﻗﻑ ﺍﻟﻠﺒﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﺭﻭﺯ ﺍﺴﺘﺤﺜﺘﻪ
ﺇﻨﻪ ﺸﻐل ﺍﻷﺏ ﻭﺍﻷﻡ ﺒﺘﺤﺼﻴل ﻤﺼﺎﻟﺤﻙ ﻭﺍﻟﺭﺃﻓﺔ ﻋﻠﻴﻙ ﻭﺍﻟﺭﺤﻤﺔ ﻭﺍﻟﻨﻅﺭ
،ﻭﻤﺎ ﺤﻀﻨﺘﻙ ﺇﻻ ﺃﻟﻭﻫﻴﺘﻪ ،ﺜﻡ ﺃﻟﺯﻡ ﺍﻷﺏ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻙ ﺇﻟﻰ ﺤﻴﻥ ﺍﻟﺒﻠﻭﻍ
ﻭﺃﻭﺠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺫﻟﻙ ﺭﺃﻓﺔ ﻤﻨﻪ ﺒﻙ ،ﺜﻡ ﺭﻓﻊ ﻗﻠﻡ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻑ ﻋﻨﻙ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺍﻥ
ﺘﻜﻤل ﺍﻷﻓﻬﺎﻡ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻋﻨﺩ ﺍﻻﺤﺘﻼﻡ ،ﺜﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺼﺭﺕ ﻜﻬﻼ ﻟﻡ ﻴﻘﻁﻊ ﻋﻨﻙ
ﻨﻭﺍﻻ ﻭﻻ ﻓﻀﻼ ،ﺜﻡ ﺇﺫﺍ ﺍﻨﺘﻬﻴﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻴﺨﻭﺨﺔ ،ﺜﻡ ﺇﺫﺍ ﻗﺩﻤﺕ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺜﻡ
- 90 -
ﺇﺫﺍ ﺃﺩﺨﻠﻙ ﺩﺍﺭ ﺜﻭﺍﺒﻪ ،ﺜﻡ ﺇﺫﺍ ﻜﺸﻑ ﻋﻨﻙ ﻭﺠﻭﺩ ﺤﺠﺎﺒﻪ ﻭﺃﺠﻠﺴﻙ ﻤﺠﺎﻟﺱ
- 91 -
ﻓﻸﻯ ﺇﺤﺴﺎﻨﻪ ﺘﺸﻜﺭ ،ﻭﻷﻯ ﺃﻴﺎﺩﻴﻪ ﺘﺫﻜﺭ ،ﻭﺍﺴﻤﻊ ﻗﻭﻟﻪ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ :
ﻭﺍﻤﺘﻨﺎﻨﻪ "
- 92 -
ﻓﻤﺎ ﺃﺤﻭﺠﻨﺎ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ..ﻟﻴﺱ ﻷﻨﻨﺎ ﻨﺤﺘﺎﺝ ﺸﻴﺌﺎ ﺍﻷﻥ ،ﺒل ﻷﻨﻨﺎ ﺃﺼﻼ
- 93 -
ﻓﺭﻨﺴﺎ ﻤﻴﺘﺭﺍﻥ -ﺃﻭ ﺍﻨﻘﻠﺏ ﺤﺎﻟﻪ ﻟﻠﺴﺠﻭﻥ ﺒﻌﺩ ﺍﻥ ﺨﺭﺝ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻭﻤﻪ
ﻓﻬﻭ ﻫﻨﺎ ﻴﺭﺠﻭ ﺍﻷﺫﻯ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺒﺩ ﻟﻌﻠﻪ ﻴﻐﺘﻨﻰ !! ﻓﻜﻴﻑ ﺒﺭﺤﻤﺔ ﺍﷲ
- 94 -
ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻰ ﻨﻌﻤﺔ ﺍﻹﻴﺠﺎﺩ ) :ﻴﺎ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻨﺘﻡ ﺍﻟﻔﻘﺭﺍﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ
ﻓﻬﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻻﻓﺘﻘﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻨﻌﻤﺔ ﺍﻹﻴﺠﺎﺩ ،ﺜﻡ ﻗﺎل ﻓﻰ ﻨﻌﻤﺔ ﺍﻹﻤﺩﺍﺩ :
ﻓﺎﻟﻜﻭﻥ ﻜﻠﻪ ﻗﺎﺌﻡ ﺒﺄﻤﺭ ﺍﻟﺭﺒﻭﺒﻴﺔ ،ﻤﻅﻬﺭ ﻤﻥ ﻤﻅﺎﻫﺭﻫﺎ ،ﻻ ﻗﻴﺎﻡ ﻟﻪ
ﺒﺩﻭﻨﻬﺎ .
- 95 -
ﺃﻭ ﺘﻘﻭل :ﺒﻘﺩﺭ ﺍﻟﺫل ﻓﻰ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻌﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻴﻁﺎﻥ ﻭ ﻋﻠﻰ
ﺃﻭ ﺘﻘﻭل :ﺒﻘﺩﺭ ﻭﻀﻊ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﻴﻜﻭﻥ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺒﺎﻁﻥ ﻭ ﺸﺭﻓﻪ .
ﻤﻥ ﺘﻭﺍﻀﻊ ﺩﻭﻥ ﻗﺩﺭﻩ ﺭﻓﻌﻪ ﺍﷲ ﻓﻭﻕ ﻗﺩﺭﻩ ،ﻭﺍﻨﻅﺭ ﺃﺸﺭﻑ ﺨﻠﻕ
- 96 -
ﺜﻡ ﺇﺫﺍ ﺼﺢ ﻓﻘﺭﻙ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺘﺤﻘﻘﺕ ﺫﻟﺘﻙ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻴﻪ ﺃﺘﺤﻔﻙ ﺒﺄﻨﺴﻪ ،ﻜﻤﺎ
ﺃﺸﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺒﻘﻭﻟﻪ ]:ﻤﺘﻰ ﺃﻭﺤﺸﻙ ﻤﻥ ﺨﻠﻘﻪ ﻓﺎﻋﻠﻡ ﺃﻨﻪ ﻴﺭﻴﺩ ﺃﻥ
ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺤﻴﻥ ﻗﺭﺏ ﺃﻭﺍﻥ ﺍﻟﻨﺒﻭﺓ ﻭﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﺤﺒﺏ ﺇﻟﻴﻪ
ﺍﻟﺨﻠﻭﺓ ،ﻓﻜﺎﻥ ﻴﺨﻠﻭ ﺒﻐﺎﺭ ﺤﺭﺍﺀ ،ﻭﺤﻜﻤﺔ ﺫﻟﻙ ﺘﺼﻔﻴﺔ ﺍﻟﺒﻭﺍﻁﻥ ﻤﻥ
- 97 -
ﺍﻟﺸﺎﻋﺭ :
- 98 -
ﺍﻟﺒﻼﺀ.
- 99 -
ﻭﻗﺎل ﺒﻌﻀﻬﻡ :ﻟﻭ ﺸﺭﺒﺕ ﻓﻰ ﻜل ﻟﺤﻅﺔ ﺃﻟﻑ ﺒﺤﺭ ﻻ ﺘﺭﻯ ﺫﻟﻙ ﺇﻻ
ﻤﻔﺘﻘﺭﺍ ﻟﻠﺯﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﺍﻡ ،ﻭﻗﺩ ﻗﺎل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻟﻠﺤﺒﻴﺏ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ
ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺤﻅﻭﻅ ﻓﺎﻟﻌﻨﺎﻴﺔ ﻻ ﺘﺘﺭﻜﻪ ﻴﺭﻜﻥ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭ ﻤﻭﻻﻩ ﻓﻤﻥ ﺘﻌﺭﻑ
.
ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ .
****
ﻓﺎﻟﺫﻯ ﻭﺍﺠﻬﺘﻙ ﻤﻨﻪ ﺍﻷﻗﺩﺍﺭ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺫﻯ ﻋﻭﺩﻙ ﺤﺴﻥ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭ [ .
ﻭﺍﻟﻬﺩﺍﻴﺎ .
..
ﻁﺎﺌﻊ
ﺃﻭﺴﻊ..
ﺍﻟﺒﻼﺀ ؟
ﻭﺇﺒﺭﺍﺭﻩ .
ﻓﻤﺎ ﻨﺯل ﺍﻟﻘﺩﺭ ﺇﻻ ﺴﺒﻘﻪ ﺍﻟﻠﻁﻑ ﻭﺼﺤﺒﻪ ،ﻭﺒﻬﺫﺍ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻨﻘل ﻭﺍﻟﻌﻘل
ﺃﻋﻅﻡ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻭﻗﺩ ﻭﺠﺩ ﺫﻟﻙ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻨﺯﻟﺕ ﺒﻙ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﺼﻴﺒﺔ
ﻭ ﻤﺎﺫﺍ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﻴﺔ ؟
ﻨﺎﺼﺢ ،ﻓﻼ ﻴﺨﺎﻑ ﻋﻠﻴﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻬل ﺒﺎﻟﺤﻕ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻴﺨﺎﻑ ﻋﻠﻴﻙ ﻤﻥ
ﻏﻠﺒﺔ ﺍﻟﻬﻭﻯ ﻭﺠﻬﺎﻟﺔ ﺍﻟﺨﻠﻕ ،ﻜﻤﺎ ﺃﺸﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺒﻘﻭﻟﻪ ] :
ﻭﻤﻘﺎﻡ ﺍﻹﺤﺴﺎﻥ ،ﻓﻤﺎ ﺘﺭﻙ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺸﻴﺌﺎﹰ ﻴﻘﺭﺒﻨﺎ ﺇﻟﻰ
ﺍﷲ ﺇﻻ ﺩﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﻻ ﺸﻴﺌﺎﹰ ﻴﺒﻌﺩﻨﺎ ﻋﻨﻪ ﺇﻻ ﺤﺫﺭﻨﺎ ﻤﻨﻪ ،ﻭﻟﻡ ﻴﺄل
ﺠﻬﺩﺍﹰ ﻓﻰ ﺇﺭﺸﺎﺩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﺇﻅﻬﺎﺭ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺴﺩﺍﺩ ،ﻓﻤﺎ ﺭﺤل ﺇﻟﻰ ﺍﷲ
ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺤﺘﻰ ﺘﺭﻙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﻘﻭﻴﻡ ﻭﺍﻟﻤﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻡ ،
ﺍﻟﺴﻤﺤﺔ " ﻭ ﻓﻰ ﺭﻭﺍﻴﺔ " :ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻠﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻨﻬﺎﺭﻫﺎ ﻜﻠﻴﻠﻬﺎ " ﺃﻭ
ﻭﺴﻤﻌﺕ ﺯﺍﻫﺩﺓ ﺭﺠﻼ ﻴﻘﻭل " :ﻤﻥ ﺃﺩﻤﻥ ﻗﺭﻉ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻴﻭﺸﻙ ﺃﻥ
ﻴﻔﺘﺢ ﻟﻪ ،ﻓﻘﺎﻟﺕ :ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻤﻔﺘﻭﺡ ﻭﺃﻨﺕ ﺘﻔﺭ ﻤﻨﻪ ،ﻜﻴﻑ ﺘﺼل ﺇﻟﻰ
ﻤﻘﺼﺩ ﺃﺨﻁﺄﺕ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻰ ﺃﻭل ﻗﺩﻡ " ﺍ.ﻫـ ﻜﻼﻤﻬﺎ .
ﻓﻼ ﻴﺨﺎﻑ ﻋﻠﻴﻙ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺭﻴﺩ ﺃﻥ ﺘﻠﺘﺒﺱ ﺍﻟﻁﺭﻕ _ﺍﻟﻤﻭﺼﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ
ﻓﻼ ﻴﺨﺎﻑ ﻋﻠﻴﻙ ﺍﻟﺘﺒﺎﺱ ﺍﻟﺤﻕ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻴﺨﺎﻑ ﻋﻠﻴﻙ ﺠﻬﺎﻟﺔ ﺍﻟﺨﻠﻕ .
ﻓﻼ ﻴﺨﺎﻑ ﻋﻠﻴﻙ ﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩ ﺃﻫل ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻴﺨﺎﻑ ﻋﻠﻴﻙ
ﻗﻁﺎﻉ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ،ﻻ ﻴﺨﺎﻑ ﻋﻠﻴﻙ ﻤﻥ ﺨﻔﺎﺀ ﺃﻫل ﺍﻟﺤﻕ ،ﺇﻨﻤﺎ ﻴﺨﺎﻑ
ﺸﻴﺌﺎﹰ ﺜﻡ ﺸﻌﺭﺕ ﺒﺘﺄﺨﺭ ﻅﻬﻭﺭ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻁﻠﺏ ،ﻓﺈﻨﻤﺎ ﺫﻟﻙ ﻟﻤﺎ ﻓﺎﺘﻙ
ﻤﻥ ﺤﺴﻥ ﺍﻷﺩﺏ ،ﻭﻟﻭ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺇﻻ ﻗﺼﺩ ﺨﺼﻭﺹ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻁﻠﺏ ،ﻓﻼ
ﺘﺄﺨﺭ ،ﻷﻨﻪ ﻤﻔﻭﺽ ﺍﻷﻤﺭ ﻟﺼﺎﺤﺏ ﺍﻷﻤﺭ ،ﻭ ﻴﻌﻠﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻏﻴﺏ
ﻗﺭﺃﺕ ﻓﻰ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻜﺘﺏ :ﺒﺎ ﺍﺒﻥ ﺁﺩﻡ ﺃﻁﻌﻨﻰ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻤﺭﺘﻙ ﻭﻻ ﺘﻌﻠﻤﻨﻰ
ﺒﻤﺎ ﻴﺼﻠﺤﻙ ،ﺇﻨﻰ ﻋﺎﻟﻡ ﺒﺨﻠﻘﻰ ،ﺇﻨﻤﺎ ﺃﻜﺭﻡ ﻤﻥ ﺃﻜﺭﻤﻨﻰ ﻭﺃﻫﻴﻥ ﻤﻥ
ﺍﻟﻬﻤﻡ ﻭﺃﻗﺼﻰ ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﻨﻌﻡ ،ﺃﻻ ﺘﺭﻯ ﺃﻨﻙ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﺩﺡ ﻭ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻭ
ﻓﻬﻤﺕ !
ﺼﻼﺤﻪ ؟
ﻟﻘﻬﺭﻩ .
ﻓﻘﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺌﻠﻪ ﻭﺴﻠﻡ " ﻻ ﺘﺄﺘﻰ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻌﺒﺩ ﺴﺎﻋﺔ ﻻ ﻴﺫﻜﺭ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺤﺴﺭﺓ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ "
ﺍ.ﻫـ .
" ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﺘﺭﻙ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺴﻴﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ -ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ-
" ﻓﻘﻴل ﻟﻪ ﻜﻴﻑ ﺘﻔﻌل ﻫﺫﺍ ﻭﻗﺩ ﻏﻔﺭ ﺍﷲ ﻟﻙ ﻤﺎ ﺘﻘﺩﻡ ﻤﻥ ﺫﻨﺒﻙ ﻭﻤﺎ
ﻓﺄﻓﺎﺩ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺃﻥ ﺸﻜﺭ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ،ﻭ ﻜﻤﺎ
ﻭﻤﻥ ﺃﻭﻟﻰ ﻤﻨﻰ ﺒﺫﻟﻙ ﻭﻫﺫﻩ ﺼﺤﺎﺌﻔﻰ ﺘﻁﻭﻯ ! ﻓﻠﻡ ﻴﺘﺭﻙ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ
ﺇﻟﻰ ﺤﺎﻟﺔ ﻴﺴﻘﻁ ﻋﻨﻬﻡ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻑ ﻗﺎل :ﻭﺼﻠﻭﺍ ﻭﻟﻜﻥ ﺇﻟﻰ ﺴﻘﺭ .
ﻭﺍﻟﺯﻨﻰ ﻋﻨﺩﻨﺎ ﺃﻫﻭﻥ ﺤﺎﻻ ﻤﻤﻥ ﻴﻘﻭل ﺒﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ،ﻭﻟﻘﺩ ﺼﺩﻕ
ﻓﻰ ﻗﻭﻟﻪ ﻫﺫﺍ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺯﺍﻨﻰ ﻭﺍﻟﺴﺎﺭﻕ ﻋﺎﺹ ﺒﺯﻨﺎﻩ ﻭﺴﺭﻗﺘﻪ ﻭﻻ
ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺠﻴﻥ ،ﻓﻌﺽ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺼل ﺒﺎﻟﻨﻭﺍﺠﺫ ﻴﺎ ﺃﺨﻰ ،ﻭﻻ ﺘﺴﻤﻊ
ﺭﺃﻴﻨﺎ ﺍﻟﺼﺩﻴﻕ ﺃﺒﺎ ﺒﻜﺭ ﻴﻜﻨﺱ ﻟﻠﻌﺠﻭﺯ ﺍﻟﻌﻤﻴﺎﺀ ﻓﻰ ﺒﻴﺘﻬﺎ ،ﺩﻭﻥ ﺃﻥ
:
ﻓﺈﺫﺍ ﻨﺯل ﺍﻟﻨﻭﺭ :ﻭﺠﺩ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻤﺘﺴﻌﺎﹰ ﻤﻁﻬﺭﺍﹰ ﻤﻨﻅﻔﺎﹰ ،ﻓﻤﻸﻩ ﻤﻥ
ﺒﺄﻏﻴﺎﺭ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻟﻡ ﻴﺠﺩ ﺍﻟﻤﺩﺩ ﺍﻟﻨﻭﺭﺍﻨﻰ ﻤﻭﻀﻌﺎ ﻴﻨﺯل ﻓﻴﻪ ﻓﻴﺭﺠﻊ ﻤﻥ
ﻴﻜﻭﻥ ﻨﻭﺭﻩ .ﻜﻠﻤﺎ ﺼﻔﺕ ﺍﻟﺯﺠﺎﺠﺔ ﻜﻠﻤﺎ ﺴﻁﻊ ﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡ ..ﻭ ﺇﻥ
ﺍﻟﻐﺎﻓل ﺇﺫﺍ ﺃﺼﺒﺢ ﻨﻅﺭ ﻤﺎﺫﺍ ﻴﻔﻌل ﻓﻰ ﺩﻨﻴﺎﻩ ؟ ،ﻭﺍﻟﻌﺎﻗل ﻴﻨﻅﺭ ﻤﺎﺫﺍ
ﻴﻔﻌل ﺒﻨﻔﺴﻪ ﻓﻴﺩﺒﺭ ﺸﺅﻭﻨﻪ ﻭﻤﺂﺭﺒﻪ ﺒﻔﻌﻠﻪ ﻭﺤﺩﺜﻪ ،ﻓﻬﻭ ﻨﺎﻅﺭ ﻟﻔﻌﻠﻪ
ﻟﻪ ﻤﺎ ﺃﻤﻠﻪ ،ﻏﻀﺏ ﻭﺴﺨﻁ ﻭﺤﺯﻥ ﻭﻗﻨﻁ ،ﻓﻨﺎﺯﻉ ﺭﺒﻪ ﻭﺃﺴﺎﺀ ﺃﺩﺒﻪ
ﻭ
" ﺍﻟﻠﻬﻡ ﺇﻨﻰ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻻ ﺃﺴﺘﻁﻴﻊ ﺩﻓﻊ ﻤﺎ ﺃﻜﺭﻩ ،ﻭﻻ ﺃﻤﻠﻙ ﻨﻔﻊ ﻤﺎ
ﺘﺠﻌل ﻤﺼﻴﺒﺘﻰ ﻓﻰ ﺩﻴﻨﻰ ،ﻭﻻ ﺘﺠﻌل ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺃﻜﺒﺭ ﻫﻤﻰ ،ﻭﻻ ﻤﺒﻠﻎ
ﻭ ﺤﺘﻰ ﺤﻴﻥ ﻴﺴﻤﻊ ﺨﻁﻴﺒﺎ ﻤﻔﻭﻫﺎ ﺒﻠﻴﻐﺎ ﻓﺼﻴﺤﺎ ،ﻓﻼ ﻴﺸﻐﻠﻨﻪ ﺴﺤﺭ
.
.
،
ﻭﻟﻭ ﻅﻬﺭ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺭﺩﺍﺀ ﺍﻟﻜﺒﺭﻴﺎﺀ ﻟﻭﻗﻊ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﻭﻟﻡ ﻴﺒﻕ ﺤﻴﻨﺌﺫ
ﺍ.ﻫـ
ﻭﺍﻟﺤﺒﻭﺭ
ﻋﻥ ﺸﻬﻭﺩ ﺫﺍﺘﻪ ﻭﺍﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻪ ،ﺇﺫ ﻻ ﺼﺒﺭ ﻟﻠﻤﺤﺏ ﻋﻥ ﻤﺤﺒﻭﺒﻪ ،
ﻜﻤﺎ ﺃﺒﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺤﻜﻴﻡ ﺒﻘﻭﻟﻪ ] :ﻟﻤﺎ ﻋﻠﻡ ﺃﻨﻙ ﻻ ﺘﺼﺒﺭ ﻋﻨﻪ ،ﺃﺸﻬﺩﻙ
ﻨﺴﺄﻡ
.....
ﻓﻘﺩ ﻗﺎل ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺭﻀﻰ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ :ﺇﺫﺍ ﻭﺍﻓﻕ ﺍﻟﺤﻕ
[.
ﺭﺒﻤﺎ ﺘﻤل ﻓﺘﻭﻗﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺭ ﺘﻤﺎﻡ ،ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﻤﻨﻙ ﺤﺭﻜﺔ ﻗﻠﺒﻙ ﻻ
ﺍ.ﻫـ
ﻗﺎل ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻰ :ﻭﻟﻘﺩ ﺭﺃﻴﺕ ﻤﻤﻥ ﻴﺤﺎﻓﻅ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺁﻻﻓﺎ ﻻ
ﺍﻟﻤﺩﺡ ﻓﺈﻨﻤﺎ ﺠﺎﺀ ﻟﻤﻥ ﺃﻗﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ ،ﺇﻤﺎ ﺒﻠﻔﻅ ﺍﻹﻗﺎﻤﺔ ﺃﻭ ﺒﻤﻌﻨﻰ
ﻭﻗﻠﻴﻠﻬﺎ ﻫﻭ ﻜﺜﻴﺭﻫﺎ ،ﻓﻤﻥ ﺒﻘﻴﺕ ﻓﻴﻪ ﺒﻘﻴﺔ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﺈﻨﻪ ﺘﺄﺘﻴﻪ ﺍﻟﺨﻭﺍﻁﺭ
ﺍﻟﺨﻭﺍﻁﺭ .
،ﻓﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻤﺎ ﺩﺍﻤﺕ ﻓﻰ ﺍﻟﻴﺩ ﻭﻫﻭ ﻤﻌﻤﻭﺭ ﺒﻬﺎ ،ﻻ ﻴﺴﻠﻡ ﺍﻟﻘﻠﺏ
ﻷﻥ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﻟﻪ ﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺒﺎﻁﻥ ﺇﺫﺍ ﻁﻬﺭ ،ﻓﺎﻟﺘﻁﻬﺭ ﺒﺭﻜﺔ ﻭ ﻁﺎﻋﺔ ،
ﺒﻌﺩﻫﺎ .
ﺍﻟﺫل ﻭﺍﻻﻨﻜﺴﺎﺭ ﻓﻭﺠﺩﺘﻪ ﺨﺎﻟﻴﺎﹰ ﻓﺩﺨﻠﺕ ﻤﻨﻪ ﻭﻗﻠﺕ ﻫﻠﻤﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺭﺒﻜﻡ .
ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﻗﺎل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﺜﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺩﻯ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎل ﺇﻴﺎﻙ ﻨﻌﺒﺩ ﻭﺇﻴﺎﻙ
ﻨﺴﺘﻌﻴﻥ ،ﻗﺎل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ :ﻫﺫﻩ ﺒﻴﻨﻰ ﻭﺒﻴﻥ ﻋﺒﺩﻯ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎل :
ﻓﻼ ﻴﺯﺍل ﺍﻟﻤﺼﻠﻰ ﻴﻨﺎﺠﻰ ﺭﺒﻪ ﻭﻴﻁﻠﺏ ﻗﺭﺒﻪ ،ﺤﺘﻰ ﺘﺘﻤﻜﻥ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ
ﺴﺭﻯ
ﻏﻔﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺨﺸﻴﺔ ﻭﻭﺭﻉ ،ﻫﻰ ﺼﻼﺓ ﺃﻫل ﺍﻻﻋﺘﻨﺎﺀ ،ﻻ ﺼﻼﺓ
ﺃﻋﻠﻡ
ﻓﻌل .
ﺨﺸﻭﻋﻬﺎ ﺘﻠﻑ ﻜﻤﺎ ﻴﻠﻑ ﺍﻟﺜﻭﺏ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﺍﻟﺒﺎﻟﻰ ،ﻭ ﻴﺭﻤﻰ ﺒﻬﺎ
ﻓﻘﻠل ﺃﻋﺩﺍﺩﻫﺎ [
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ .
] ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﺃﻥ ﻴﻅﻬﺭ ﻓﻀﻠﻪ ﻋﻠﻴﻙ ﺨﻠﻕ ﻓﻴﻙ ﻭﻨﺴﺏ ﺇﻟﻴﻙ
[
،
ﺫﻟﻙ ﻟﻙ
ﺃﻋﺭﺽ ﺍﷲ ﻋﻨﻙ ﻜﻤﻥ ﻴﻘﻭل ﻟﻙ :ﻴﺎ ﻋﺒﺩﻯ ﺃﻨﺎ ﻭﻓﻘﺕ ﻭﺃﻨﺎ ﺃﻋﻨﺕ
ﻭﺇﺫﺍ ﻋﻤل ﺴﻴﺌﺔ ﻭﻗﺎل ﻴﺎ ﺭﺏ ﺃﻨﺕ ﻗﺩﺭﺕ ﻭﺃﻨﺕ ﻗﻀﻴﺕ ﻭﺃﻨﺕ ﺤﻜﻤﺕ
،ﻏﻀﺏ ﺍﻟﻤﻭﻟﻰ ﺠﻠﺕ ﻗﺩﺭﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻜﻤﻥ ﻴﻘﻭل ﻟﻪ :ﻴﺎ ﻋﺒﺩﻯ ﺒل
ﺴﺘﺭﺕ
" ﺇﻥ ﺘﻜﻠﻨﻰ ﺇﻟﻰ ﻨﻔﺴﻰ ﺘﻜﻠﻨﻰ ﺇﻟﻰ ﻀﻌﻑ ﻭﻋﻭﺯ ﻭﺫﻨﺏ ﻭﺨﻁﻴﺌﺔ ،
.....
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺎﻓﺭﻴﻥ (
ﻓﺈﻥ ﺃﻅﻬﺭ ﺃﻭﺼﺎﻑ ﺍﻟﺭﺒﻭﺒﻴﺔ ﻓﻘﺩ ﺘﻌﺩﻯ ﻁﻭﺭﻩ ،ﻭﺠﻬل ﻗﺩﺭﻩ ،
ﻤﺎﻻ ﻭ ﺃﻨﻅﻑ ﺜﻴﺎﺒﺎ ..ﺒل ﺒﻌﻀﻬﻡ ﻴﻅﻥ ﻨﻔﺴﻪ ﻋﻅﻴﻤﺎ ﻟﻭ ﺘﻜﻠﻡ ﻓﻰ
ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ :
] ﺘﻨﺒﻴﻪ [
ﺍﻟﺼﻤﻡ
ﻓﻡ
ﺒﺤﺒﻜﻡ
......................................
ﺍﻟﻌﻭﺍﺌﺩ :
ﻭﻜﺜﺭﺓ ﺍﻟﻨﻭﺍﻓل.
.
ﺘﻜﻥ ﺤﺭﺍ ﻭ ﺘﺴﻬل ﻋﻠﻴﻙ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ،ﻭ ﻴﺘﻨﺯل ﺍﻟﻨﺼﺭ ﻋﻠﻴﻙ ﺇﻥ ﺸﺎﺀ
ﺍﷲ .
ﻭﻗﺎل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ " :ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺼﺭ ﻤﻊ ﺍﻟﺼﺒﺭ ،ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻔﺭﺝ
ﻗﺎل ﺍﷲ ﻟﻠﻤﻼﺌﻜﺔ :ﻟﻭﻻ ﺃﻨﻪ ﻴﺤﺘﻤل ﻜﻼﻤﻰ ﻷﺠﺒﺘﻪ ﻟﺒﻴﻙ ﻟﺒﻴﻙ ﺍ.ﻫـ
ﺩﻋﺎﻭﻴﻙ ﻟﻡ ﺘﺼل ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺒﺩﺍ ،ﻭﻟﻜﻥ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻴﻭﺼﻠﻙ ﺇﻟﻴﻪ ﺴﺘﺭ
ﻜﻔﺭﻩ ﻋﻨﻙ ( ،ﻓﻭﺼﻠﻙ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﻤﺎ ﻤﻨﻪ ﺇﻟﻴﻙ ) ﺒﺭﺤﻤﺘﻪ ( ،ﻻ ﺒﻤﺎ
ﻨﻬﺎﺭﻙ ﻭ ﻟﻴﻠﻙ ،ﻓﺈﻥ ﻓﻌﻠﺕ ﻓﻘﺩ ﻟﺯﻤﺕ ﺍﻷﺩﺏ ﻤﻌﻪ ،ﻓﻤﺎ ﺯﺍل ﻋﻤﻠﻙ
ﺍﺸﺘﻌﻠﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻨﻔﺦ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺭﻴﺢ ﻜﺴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻟﻡ ﻴﺒﻕ ﻟﻠﻭﻥ
...
ﻭ ﻻ ﺘﻐﺘﺭ ﺒﻁﺎﻋﺔ
] ﺃﻨﺕ ﺇﻟﻰ ﺤﻠﻤﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﻁﻌﺘﻪ ﺃﺤﻭﺝ ﻤﻨﻙ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﺫﺍ ﻋﺼﻴﺘﻪ [ .
ﻭﻜﻠﻤﺎ ﻋﻅﻡ ﻓﻰ ﻋﻴﻥ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﺴﻘﻁ ﻤﻥ ﻋﻴﻥ ﺍﻟﺤﻕ -ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻴﻔﺭﺡ
ﻭ ﺭﻭﻯ ﺃﻥ :
ﺘﺴﺘﺤﻘﻪ .
] ﻤﻥ ﺃﻜﺭﻤﻙ ﻓﺈﻨﻤﺎ ﺃﻜﺭﻡ ﻓﻴﻙ ﺠﻤﻴل ﺴﺘﺭﻩ ،ﻓﺎﻟﺤﻤﺩ ﻟﻤﻥ ﺴﺘﺭﻙ ،
ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺘﻭﻟﻰ ﺤﻔﻅﻙ ﺒﺭﻋﺎﻴﺘﻪ ،ﻭﺴﺘﺭ ﻤﺴﺎﻭﻴﻙ ﺒﺴﺘﺭ
ﺍﻟﺸﻴﻁﺎﻥ ﺇﻻ ﻗﻠﻴﻼ (
...
ﻭ ﺭﻭﻯ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻨﻪ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﺃﻨﻪ ﻗﺎل ﻷﺼﺤﺎﺒﻪ :
ﺤﻭﻯ ،ﻭﺍﻟﺒﻁﻥ ﻭﻤﺎ ﻭﻋﻰ ،ﻭﺘﺫﻜﺭ ﺍﻟﻘﺒﺭ ﻭﺍﻟﺒﻠﻰ ،ﻓﻤﻥ ﻓﻌل ﺫﻟﻙ
،
ﻗﻠﺕ :ﺍﻟﻴﻘﻴﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺫﻯ ﻻ ﻴﺯﺍﺤﻤﻪ ﻭﻫﻡ ،ﻭﻻ ﻴﺨﺎﻟﻁﻪ ﺭﻴﺏ ،
ﻭﻻ ﻴﺼﺤﺒﻪ ﺇﻀﻁﺭﺍﺏ ﻤﺸﺘﻕ ﻤﻥ ﻴﻘﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ :ﺇﺫﺍ ﺤﺒﺱ ﻭﻟﻡ ﻴﺠﺭ ،
ﺸﺒﻪ ﺒﻪ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺇﺫﺍ ﺼﺤﺒﺘﻪ ﺍﻟﻁﻤﺄﻨﻴﻨﺔ ،ﻭﻟﻡ ﻴﺒﻕ ﻟﻠﻘﻠﺏ ﻓﻴﻪ ﺘﺤﺭﻙ
ﻭﻻ ﺇﻀﻁﺭﺍﺏ ،ﻭﺇﺸﺭﺍﻕ ﻨﻭﺭﻩ ﻭﻫﻭ ﻅﻬﻭﺭ ﺃﺜﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻭﺍﺭﺡ ،
ﻓﻠﻭ ﺃﺸﺭﻕ ﻨﻭﺭ ﺍﻟﻴﻘﻴﻥ ﻓﻰ ﻗﻠﺒﻙ ﻟﺭﺃﻴﺕ ﺍﻵﺨﺭﺓ ﺍﻵﺘﻴﺔ ﺤﺎﻀﺭﺓ ﻟﺩﻴﻙ
ﺍﻟﺴﻨﺎﺀ
ﺍﻟﺒﺼﻴﺭﺓ .
ﻴﺎ ﺤﺎﺭﺜﺔ ؟ ﻗﺎل :ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻤﺅﻤﻨﺎﹰ ﺒﺎﷲ ﺤﻘﺎﹰ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻪ :ﺍﻨﻅﺭ ﻤﺎ
ﺘﻘﻭل ،ﻓﺈﻥ ﻟﻜل ﻗﻭل ﺤﻘﻴﻘﺔ ؟ ﻓﻤﺎ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﻴﻤﺎﻨﻙ ؟ ﻓﻘﺎل :ﻴﺎ
ﻭﻜﺄﻨﻲ ﺃﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻫل ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻴﺘﺯﺍﻭﺭﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭﻜﺄﻨﻲ ﺃﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻫل
ﻟﻪ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻓﻘﺘل ﻴﻭﻡ ﺒﺩﺭ ﺸﻬﻴﺩﺍﹰ ،
ﺭﺴﻭل ﻗﺩ ﻋﻠﻤﺕ ﻤﻨﺯﻟﺔ ﺤﺎﺭﺜﺔ ﻤﻨﻲ ،ﻓﺈﻥ ﻴﻜﻥ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺃﺼﺒﺭ ،
ﻭﻜﻤﺎ ﺭﺁﻫﺎ ﻤﻌﺎﺫ ﺒﻥ ﺠﺒل ﺭﻀﻰ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺭﻭﻯ ﻋﻨﻪ ﺤﻴﻥ ﺩﺨل
" ﻜﻴﻑ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻴﺎ ﻤﻌﺎﺫ ؟ ﻗﺎل :ﺃﺼﺒﺤﺕ ﻤﺅﻤﻨﺎﹰ ،ﻓﻘﺎل :ﺇﻥ ﻟﻜل
ﺘﺩﻋﻰ ﺇﻟﻰ ﻜﺘﺎﺒﻬﺎ ﻤﻌﻬﺎ ﻨﺒﻴﻬﺎ ﻭﺃﻭﺜﺎﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻰ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻌﺒﺩ ﻤﻥ ﺩﻭﻥ
ﻭﺍﺼﻼﹰ .
:
" ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻭﺭ ﺇﺫﺍ ﺩﺨل ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻨﺸﺭﺡ ﻟﻪ ﺍﻟﺼﺩﺭ ﻭﺍﻨﻔﺴﺢ ،ﻗﻴل :ﻴﺎ
ﻋﻥ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻐﺭﻭﺭ ،ﻭﺍﻹﻨﺎﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺨﻠﻭﺩ ،ﻭﺍﻻﺴﺘﻌﺩﺍﺩ ﻟﻠﻤﻭﺕ ﻗﺒل
ﻨﺯﻭﻟﻪ" .
ﺍﻟﻜﺭﺍﻡ ..
ﺠﺎﻫﻼ ﺒﺤﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ،ﻭﻤﻥ ﻨﻔﺫ ﺇﻟﻰ ﺒﺎﻁﻨﻬﺎ ﻋﺭﻑ ﺃﺼﻠﻬﺎ ﻭﻓﺭﻋﻬﺎ ،
ﻋﻠﻙ ﺃﻥ ﺘﺭﺍﻨﻰ
ﺘﺴﻤﻭ
ﻭ ﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺒﺎﻁﻨﺔ ،ﻭ ﺘﻅﻬﺭ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻟﻤﻥ ﺘﺄﻤل ..
ﻓﺎﻟﺨﻼﺌﻕ ﺤﻭﻟﻨﺎ
ﻭﺍﻻﻤﺘﻨﺎﻥ ،ﻭﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻤﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻭﻻ ﺒﺎﻟﻁﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤل ،
ﻭﺍﻟﺨﻠل ،ﺜﻡ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻌﺕ ﻤﻨﺎ ﻤﻌﺼﻴﺔ ﺃﻭ ﺯﻟل ﻏﻁﺎﻨﺎ ﺒﺴﺘﺭﻩ ﻭﻤﻐﻔﺭﺘﻪ
ﻟﻨﺎ ﺘﻔﻀﻼﹰ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺘﻭﺠﻬﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺒﻘﻠﻭﺒﻨﺎ ﺴﺘﺭﻨﺎ ﻤﻨﻬﺎ ﻭﻋﺼﻤﻨﺎ ﻟﻴﻌﻅﻡ
ﺜﻡ ﺘﺸﺭﻕ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻨﻭﺍﺭ ﺍﻹﺤﺴﺎﻥ ،ﻓﻨﺭﻯ ﻋﻤﻕ ﺍﻷﻜﻭﺍﻥ ،ﻭ ﻨﺘﺄﻤل
ﻭﺍﻟﻭﺩﺍﺩ .
ﺍﻟﺨﻴﺭ ﺃﻤﺎﻤﻙ ،ﻓﻼ ﺘﻘﻨﻊ ﺒﺫﻟﻙ ،ﻭﻻ ﺘﺭﻜﻥ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻫﻨﺎﻟﻙ ،ﺒل
ﻭﻻ ﻴﻐﺭﻨﻙ ﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﻭﻡ ﻓﺈﻨﻬﻡ ﻻ ﻴﻌﻠﻤﻭﻥ ﻤﻨﻙ ﺇﻻ ﺍﻟﺼﻭﺍﻥ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ،
ﻤﻥ ﻓﺭﺡ ﺒﻤﺩﺡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻘﺩ ﻤﻜﻥ ﺍﻟﺸﻴﻁﺎﻥ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺩﺨل ﺒﻁﻨﻪ .
ﻓﻘﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﺡ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩ ﺘﻨﺒﻴﻬﺎ ﻟﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺘﺤﺼﻴل ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ،
ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻟﻤﺎ ﺴﻤﻊ ﺃﺒﻭ ﺤﻨﻴﻔﺔ ﻗﻭﻤﺎ ﻴﻤﺩﺤﻭﻨﻪ ﺒﻘﻴﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴل ﻜﻠﻪ ﻭﻜﺎﻥ ﻻ
ﻭﻗﺎل ﺍﻟﻤﺤﺎﺴﺒﻲ :ﻤﺜل ﺍﻟﺫﻯ ﻴﻔﺭﺡ ﺒﻤﺩﺡ ﺍﻟﺒﺎﻁل ،ﻜﻤﻥ ﻴﻘﺎل ﻟﻪ
ﻴﻘﺘﻠﻭﻨﻙ .
] ﺇﺫﺍ ﺃﻁﻠﻕ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻙ ﻭﻟﺴﺕ ﺒﺄﻫل ،ﻓﺄﺜﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻤﺎ ﻫﻭ ﺃﻫﻠﻪ [ .
ﻴﻌﻨﻰ :ﺇﺫﺍ ﺃﻁﻠﻕ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻙ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺨﻠﻘﻪ ﺒﻤﺎ ﻻ
] ﻤﺘﻰ ﻜﻨﺕ ﺇﺫﺍ ﺃﻋﻁﻴﺕ ﺒﺴﻁﻙ ﺍﻟﻌﻁﺎﺀ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻤﻨﻌﺕ ﻗﺒﻀﻙ ﺍﻟﻤﻨﻊ ،
ﺜﺒﻭﺕ ﺘﻁﻔﻠﻙ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺠﺔ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﺍﻟﻜﺎﻤل ﺒﺎﻟﻘﺩﺭ ،ﻭﻻ ﻨﺴﺒﺔ ﻟﻙ
* ﺇﺫﺍ ﻗﻴل ﻟﻙ :ﻨﻌﻡ ﺍﻟﺭﺠل ﺃﻨﺕ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺃﺤﺏ ﺇﻟﻴﻙ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻘﺎل ﻟﻙ
ﺍﻹﺴﺘﻘﺎﻤﺔ ﻤﻊ ﺭﺒﻙ ،ﻓﻘﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﺁﺨﺭ ﺫﻨﺏ ﻗﺩﺭ ﻤﻨﻙ [ :
ﻋﻠﻰ ﺇﻏﺎﺭﺘﻪ ﻓﻰ ﻁﻠﺏ ﻤﺭﺍﺩﻩ ،ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺴﻘﻁ ﻭﺠﻌل ﻴﺘﻤﺭﻍ ﻓﻰ
ﺴﻘﻁﺘﻪ ،ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﺩﻟﻴﻼ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺭﺘﻪ ) ﻜﺴﻠﻪ ﻭ ﻋﺠﺯﻩ ﻭ ﺨﻭﺭﻩ ( ،
ﺍﺴﺘﺒﺸﺭ ﺒﺘﻭﺒﺘﻙ ،ﻭ ﻻ ﺘﻘﻨﻁ ﻓﺭﺒﻤﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺫﻟﻙ ﺁﺨﺭ ﺫﻨﺏ ﻗﺩﺭ
ﺍﷲ(
ﻭﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﻔﻨﻭﻥ
ﻴﻌﻨﻰ :
ﻓﻼﺒﺩ ﻤﻥ ﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺯﻴﻨﺔ ،ﻭ ﺩﻋﻭﻯ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ﻟﻴﺴﺕ ﺭﺨﻴﺼﺔ ،
ﻭﺤﻜﻤﺔ .
ﺘﻜﻭﻥ ﻓﺘﻨﺔ ﻋﻅﻴﻤﺔ ﻭﺒﻠﻴﺔ ﻭﻤﺼﻴﺒﺔ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻨﻬﺎ ﻗﺒل ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻥ ﻓﻰ
ﺃﻥ ﺃﺴﻘﻲ ﻟﻬﺎ ﺠﺭﺓ ﻤﺎﺀ ،ﻓﺜﻘل ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻲ ،ﻓﻌﻠﻤﺕ ﺃﻥ ﻤﻁﺎﻭﻋﺔ
ﺒﺎﻟﺘﻌﻅﻴﻡ .
ﺇﻟﻴﻙ [
ﺩﺨل ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻰ ﺃﻤﺭﻨﺎ ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﻐﻴﺎﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻤﺎ ﺩﺨل ﻋﻠﻰ ﺃﻫل
ﺍﻷﻤﻭﺍل ﻓﻰ ﺃﻤﻭﺍﻟﻬﻡ ،ﺇﻥ ﺃﺤﺩﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﻟﻘﻰ ﺃﺤﺏ ﺃﻥ ﻴﻌﻅﻡ ﻟﻤﻜﺎﻥ ﺩﻴﻨﻪ
ﺸﻴﺌﺎﹰ ﺃﺤﺏ ﺃﻥ ﻴﺭﺨﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻤﻜﺎﻥ ﺩﻴﻨﻪ ).ﻴﻌﻨﻰ ﻜﻤﺎ ﻴﺤﺏ ﺍﻟﺸﺎﺏ
ﺃﻭ ﻭﺭﻉ ﺃﻭ ﺘﻭﻜل ﺃﻭ ﺭﻀﻰ ،ﺃﻭ ﺘﺴﻠﻴﻡ ،ﺃﻭ ﻤﺤﺒﺔ ،ﺃﻭ ﻴﻘﻴﻥ ﻓﻰ
ﺍﻟﺘﻰ ﺨﺼﻙ ﺍﷲ ﺒﻬﺎ ،ﻓﺫﻟﻙ ﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺭﻴﺎﺀ ﻓﻰ ﺒﺎﻁﻨﻙ ،
ﻭﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﺼﺩﻗﻙ ﻓﻰ ﻋﺒﻭﺩﻴﺘﻙ ،ﺒل ﺃﻨﺕ ﻜﺎﺫﺏ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺇﺫ ﻟﻭ
ﻫﻭ ﺍﻟﺒﺌﺭ (
ﻴﻌﻨﻰ :ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺩ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻘل ﺒﻘﻠﺒﻪ ﻭ ﻴﻜﻭﻥ ﻗﻭﻴﺎ ﺒﺭﺒﻪ ،ﻻ ﻴﻬﻥ ﻭ
ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻘﻁ .....ﻓﻼ ﻴﺨﺸﻰ ﺃﺤﺩﺍ ،ﻭ ﻻ ﻴﺭﺠﻭ ﻤﻥ ﺃﺤﺩ ﺇﻻ
ﺍﷲ ..ﻭ ﻻ ﻴﻬﻤﻪ ﻨﻅﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻪ ،ﻓﻼ ﻴﺤﺭﺹ ﻋﻠﻰ ﻜﻭﻨﻪ ﺃﻤﺎﻤﻬﻡ
ﻭﻜل ﺍﻟﺫﻯ ﻓﻭﻕ ﺍﻟﺘﺭﺍﺏ ﺘﺭﺍﺏ ﺇﺫﺍ ﺼﺢ ﻤﻨﻙ ﺍﻟﻭﺩ ﻓﺎﻟﻜل ﻫﻴﻥ
ﻨﺘﻤﻨﻰ ﺨﺭﺍﺏ ﻤﺎ ﺒﻴﻨﻨﺎ ﻭ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻭ ﻟﻜﻥ ﻻ ﻨﺘﻌﻠﻕ ﺒﻬﻡ ﻟﻭ
ﺩﺨﻠﺕ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺩﺨﻠﺕ ﻭﺤﺩﻱ ،ﻭﺇﻥ ﺩﺨﻠﺕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺩﺨﻠﺕ ﻭﺤﺩﻱ ،ﻓﻔﻲ
ﺃﻤﺎﻤﻰ ....
ﻓﻤﻥ ﻭﺠﺩ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻓﻬﻭ ﻤﺅﻤﻥ ﻓﻠﻴﺘﻕ ﺍﷲ ،ﻭ ﻟﻴﺤﻔﻅ ﺇﻴﻤﺎﻨﻪ
ﺩﻴﻥ ﻟﻪ ) ﻟﻭ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﻤل ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺃﺼﻼ ( ﻓﻬﻭ ﻤﺭﺍﺌﻰ ﻴﻌﺒﺩ ﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ،
ﻭﻋﻥ ﺘﻬﺎﻤﺔ ﻫﺫﺍ ﻓﻌل ﻤﺘﻬﻡ ﺃﺭﺍﻙ ﺘﺴﺄل ﻋﻥ ﻨﺠﺩ ﻭﺃﻨﺕ ﺒﻬﺎ
......
ﺘﻌﺎﻟﻰ (
ﻭﻗﻴل :
ﻤﻥ ﻓﺎﺌﺩﺓ ﺍﻟﺩﻋﺎﺀ ﺇﻅﻬﺎﺭ ﺍﻟﻔﺎﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻴﻪ ،ﻭﻁﻠﺏ ﻤﺎ ﻗﺩﺭ ﻟﻙ ،
ﻭﺇﺩﻻل .
ﻓﺈﺫﺍ ﻋﻠﻤﺕ ﺫﻟﻙ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻜﺘﻔﻴﺕ ﺒﻌﻠﻤﻪ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ،ﻭﺒﻘﻲ ﻁﻠﺒﻙ
ﺴﺎﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻭﺩﻙ ،ﻻ ﻟﺸﺊ ﻤﻨﻙ ﺘﺴﺘﺤﻕ ﺒﻪ ﻋﻨﺎﻴﺘﻪ ﻭﻤﻨﺘﻪ ،
****************
ﻤﻥ ﻋﺭﻑ ﺍﷲ ﺍﺸﺘﺎﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻭﻀﺎﻗﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺒﺤﺫﺍﻓﻴﺭﻫﺎ ،
ﻓﻬﻭ ﻻ ﻴﺤﺯﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺤﺯﻨﺎ ﻴﻘﻌﺩﻩ ،ﺩﻭﻤﺎ ﻫﺎﺩﺉ ،ﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﺭﻀﺎ
ﻭﻗﻴل :
ﺘﻔﻀل ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺒﺼﺒﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺭ ﻭ ﺍﻨﻜﺴﺎﺭ ﻨﻔﺴﻙ ،ﻭ ﻗﺭﺒﻬﺎ ﻤﻥ
ﻭﻗﻭﺘﻪ [ .
ﺴﻭﺍﻩ .
ﻨﺤﻥ ﻗﻭﻡ ﺃﻋﺯﻨﺎ ﺍﷲ ﺒﺎﻹﺴﻼﻡ ﻓﺈﻥ ﺍﺒﺘﻐﻴﻨﺎ ﺍﻟﻌﺯﺓ ﻓﻰ ﻏﻴﺭﻩ ﺃﺫﻟﻨﺎ ﺍﷲ
" ..
ﻨﻌﻡ ،ﻻ ﻨﺒﺤﺙ ﻋﻨﻪ ،ﻓﺎﻟﻤﺎل ﻗﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺍﻟﺴﻌﻰ ﻻﻤﺘﻼﻜﻬﺎ ﻭ
ﻟﻪ ﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ ﻟﻔﺘﺭﺓ ﻓﺴﻴﺭﺍﻩ ﻋﻴﺎﻨﺎ ﺫﺍﺕ ﻤﺭﺓ ....ﺴﻴﺭﻯ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ
ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻟﻪ ..
ﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻫﻭﺍﻩ ،ﻓﺘﺭﺍﻩ ﻓﻰ ﻗﻭﺓ ﻴﻘﻴﻥ ﻭﺴﻜﻭﻥ ،ﻭ ﻁﻤﺄﻨﻴﻨﺔ ﺒﺎﷲ .
ﻭﺍﻟﻜﻬﺎﻥ ،ﻭﻗﺩ ﺘﻅﻬﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻴﺩﻯ ﺍﻟﺭﻫﺒﺎﻥ ﻭﻟﻴﺴﺕ ﺒﻜﺭﺍﻤﺔ ﺇﻨﻤﺎ ﻫﻰ
ﺍﺴﺘﺩﺭﺍﺝ .
ﻓﻬﻭ ﻋﺒﺩ ﻤﻐﺘﺭ ﻜﺫﺍﺏ ،ﺃﻭ ﺫﻭ ﺨﻁﺄ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﻌﻤل ﺒﺎﻟﺼﻭﺍﺏ ،
ﻜﻤﻥ ﺃﻜﺭﻡ ﺒﺸﻬﻭﺩ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻋﻠﻰ ﻨﻌﺕ ﺍﻟﺭﻀﻰ ،ﻓﺠﻌل ﻴﺸﺘﺎﻕ ﺇﻟﻰ
.
ﺍﻟﻭﺤﻰ
ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭ [.
ﻤﻥ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻴﻔﺘﺢ ﺍﷲ ﻋﻴﻥ ﻗﻠﺒﻪ ﻓﻠﻴﻜﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﺭ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ
ﺍﻟﻁﺎﺌﻊ ﺯﺍﺩ ﻨﺸﺎﻁﻪ ﻭﻋﻅﻡ ﺸﻭﻗﻪ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺴﻤﻌﻪ ﺍﻟﺴﺎﺌﺭ ﻁﻭﻯ ﻋﻨﻪ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﻌﻴﻥ ،ﻓﻜل ﻜﻼﻡ ﻴﺒﺭﺯ ﻋﻠﻴﻪ ﻜﺴﻭﺓ ﺍﻟﺫﻯ ﻤﻨﻪ ﺒﺭﺯ ،ﻭﻟﺫﻟﻙ
ﻗﺎل ﺴﻴﺩﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻜﺭﻡ ﺍﷲ ﻭﺠﻬﻪ :ﻤﻥ ﺘﻜﻠﻡ ﻋﺭﻓﻨﺎﻩ ﻤﻥ ﺴﺎﻋﺘﻪ ،
ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺤﺎل ﻭﺍﻟﻤﻘﺎل ﻓﻬﻭ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻁﺎﻡ ،ﻭﺍﻟﻨﺠﻡ ﺍﻟﺜﺎﻗﺏ ﺍﻟﺘﺎﻡ
.
ﻤﻬﻤﺎ ﺃﻋﺠﺒﺘﻙ ﺃﻗﻭﺍﻟﻪ " ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺠﻴﻔﺔ ﻭﻁﻼﺒﻬﺎ ﻜﻼﺏ " .
ﻓﻼ ﺘﺠﻌل ﻫﻤﻙ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ..ﻭ ﻻ ﺘﺠﻌل ﺸﻴﺨﻙ ﻤﻨﻬﻡ ..ﻭ ﻻ ﺘﺠﻌل ﻫﻤﻙ
ﻭﻨﺼﺒﺕ ﺒﻴﻥ ﻋﻴﻨﻴﻙ ﺍﻟﻤﻤﺎﺕ ؟ ﻭﺍﷲ ﻴﺎ ﺃﺨﻰ ﻤﺎ ﻴﻘﺎل ﻟﻠﻌﺒﺩ :ﻟﻡ ﻟﻡ
ﻭﻤﺎ ﻀﺭ ﺫﺍ ﺘﻘﻭﻯ ﻟﺴﺎﻥ ﻤﻌﺠﻡ ﻭﻻ ﺨﻴﺭ ﻓﻰ ﻋﺒﺩ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺘﻘﻴﺎ
ﺁﻜل [ .
ﻓﻬﻰ ﻜﺎﻟﻁﻌﺎﻡ ﻟﺯﻴﺎﺩﺓ ﺇﻴﻘﺎﻥ ﻗﻠﻭﺒﻬﻡ ،ﻭ ﻟﻭ ﻜﻨﺕ ﺃﻨﺕ ﻤﺘﻜﻠﻤﺎ ﺒﻼ
ﻋﻤل ﻓﺴﺘﻜﻭﻥ ﻜﻤﻥ ﻴﻘﺩﻡ ﺍﻟﺴﻔﺭﺓ ﻭ ﻻ ﻴﺄﻜل ﻤﻨﻬﺎ ،ﻴﻌﻨﻰ ﺘﻜﻭﻥ ﺃﻨﺕ
ﻗﻨﻁﺭﺓ ﻴﻤﺭﻭﻥ ﻋﻠﻴﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺒﺴﺒﺏ ﻋﻤﻠﻬﻡ ﺒﻨﺼﺎﺌﺤﻙ ﻭ ﻴﻠﻘﻰ ﺒﻙ
ﻗﺎل ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ :ﻤﻥ ﻟﻡ ﻴﻔﻬﻡ ﺼﺭﻴﺭ ﺍﻟﺒﺎﺏ ،ﻭﻻ ﻁﻨﻴﻥ ﺍﻟﺫﺒﺎﺏ
ﺍﻷﻤﺭ ﺴﻨﺔ ﻋﺎﻤﺔ ،ﻤﺜﻠﻨﺎ ﻤﺜل ﺍﻟﻁﻴﺭ ،ﻤﻥ ﻟﻡ ﻴﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻓﻼﺒﺩ ﺃﻥ
ﻓﻼ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﻯ ﺒﻤﺫﺍﻜﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﺘﻬﻰ ﻓﻴﻔﺴﺩ ،ﻜﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻁﻔل
ﻓﻘﻁ ...
ﻭﺍﻟﺒﺅﺱ .
ﻋﺠﺒﺕ ﻟﻤﻥ ﻴﻌﻤل ﻟﻠﺩﻨﻴﺎ ﻭﻫﻭ ﻴﺭﺯﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﻼ ﻋﻤل ،ﻭﻻ ﻴﻌﻤل
* ﻜﺎﻥ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺴﻠﻑ ﻴﻘﺴﻡ ﺃﻨﻪ ﻻ ﺘﺴﻜﻥ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻗﻠﺒﺎﹰ ﻓﻴﻪ ﺜﻼﺙ
ﻴﺎ ﺤﺒﻴﺏ ﺇﻨﻙ ﻜﺜﻴﺭ ﺍﻟﻴﻘﻴﻥ ،ﻗﻠﻴل ﺍﻟﻌﻠﻡ ،ﻓﻬﻼ ﺃﻋﻁﻴﺘﻪ ﺍﻟﻨﺼﻑ
ﻭﻨﺘﻘﻭﺕ ﺒﺎﻟﻨﺼﻑ ؟
ﻓﻘﺎل :
ﻓﺄﻨﺕ ﺤﺭ ﻟﻭﺠﻪ ﺍﷲ ،ﻭﻗﺩ ﻁﺎل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻕ ،ﻓﻘﺎل ﺍﻟﺤﺒﻴﺏ :ﻻ ﺇﻟﻪ
ﺇﻻ ﺍﷲ ،ﻋﺘﻕ ﺭﻗﺒﺔ ﻭﺇﻁﻌﺎﻡ ﺠﺎﺌﻊ ،ﺜﻡ ﺩﺨل ﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻭﻗﺎل
:ﻴﺎ ﺴﻴﺩﻯ ﺇﻨﻙ ﻜﺜﻴﺭ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻗﻠﻴل ﺍﻟﻴﻘﻴﻥ ،ﻓﻘﺎل :ﻴﺎ ﺤﺒﻴﺏ ﺘﻘﺩﻡ
ﻓﻘﺎل :ﺃﻨﺎ ﺼﺎﺤﺏ ﻋﻴﺎل ﻭﻟﻰ ﺒﻨﻴﺎﺕ ﻤﻨﺫ ﺜﻼﺙ ﻤﺎ ﻁﻌﻤﻭﺍ ،ﻓﺄﻨﺎ
ﻋﻨﻰ ﻓﺄﻨﺎ ﻓﻼﻥ ﻭﺍﺌﺘﻨﻰ ،ﻓﻘﺎل :ﻻ ﻭﺍﷲ ﻤﺎ ﺃﺴﺄل ﻏﻴﺭ ﺍﷲ ،ﺜﻡ
ﺍﻨﺼﺭﻓﺕ ﻭﺃﻨﺎ ﻤﺘﻌﺠﺏ ﻤﻥ ﺜﻘﺘﻪ ﺒﺎﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻓﻬﺫﻩ ﺤﻜﺎﻴﺔ ﺠﻨﻭﺩ ﺍﷲ
ﻭ ﻟﻴﺱ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺘﺭﻙ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﻜﻠﻴﺔ ،ﻭ ﻟﻜﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻴﺭﺯﻕ ﻤﻥ
ﺒﻴﺘﻪ .....
ﻤﺘﻌﻬﺎ ،ﻤﻥ ﻜﺜﺭﺓ ﻨﻭﻡ ﻭﺸﻬﻭﺓ ﺒﻁﻥ ﻭ ﻓﺭﺝ ﻭ ﺸﻬﺭﺓ ﻭ ﻏﻴﺭﻫﺎ ،
ﻴﻠﻘﻰ ﻗﻴﺎﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺭﻉ ﻓﻬﻭ ﻜﺎﻓﺭ ،ﻭﻤﺎ ﻜﻔﺭ ﻤﻥ ﻜﻔﺭ ﺇﻻ ﺒﺘﺘﺒﻊ
ﻓﻬﻭ ﻤﻴﺯﺍﻥ ﻟﻭ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺘﺤﺩﺩ ﺒﺜﻘل ﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻙ ،ﻫل ﻫﻭ
ﻓﻴﻪ (
ﻭﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻤﻴﺯﺍﻥ ﺁﺨﺭ ﺘﻌﺭﻑ ﺒﻪ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺫﻯ ﻓﻴﻪ ﺤﻅ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﻫﻭﺍﻫﺎ
ﺍﻟﻌﻤل ،ﻓﺈﻥ ﺭﻀﻴﺕ ﺒﺎﻟﻤﻭﺕ ﻭﻫﻰ ﻓﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻌﻤل ﻓﺎﻟﻌﻤل ﺼﺤﻴﺢ ،
ﻓﻬﻭ ﺒﺎﻁل ،ﻴﻌﻨﻰ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻬﻭﻯ ﻭﺍﻟﺤﻅ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺒﻠﺕ ﺍﻟﻤﻭﺕ ﻭﻟﻡ ﺘﻔﺭ
!!..
ﻭ ﻫﺫﺍ ﻤﻴﺯﺍﻥ ﺁﺨﺭ ،ﻭﺇﻥ ﺸﺌﺕ ﻗﻠﺕ ﻫﻭ ﺩﺍﺨل ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻴﺯﺍﻥ ﺍﻷﻭل ،
ﻤﻁﻠﺏ .
[.
ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ ) :ﻓﻤﻥ ﺘﺎﺏ ﻤﻥ ﺒﻌﺩ ﻅﻠﻤﻪ ﻭﺃﺼﻠﺢ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﻴﺘﻭﺏ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﻗﺎل ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ " :ﻟﻭ ﺃﺫﻨﺒﺘﻡ ﺤﺘﻰ ﺘﺒﻠﻎ ﺨﻁﺎﻴﺎﻜﻡ ﻋﻨﺎﻥ
ﻭﻟﻴﺫﻜﺭ ﺍﻟﺭﺠل ﺍﻟﺫﻯ ﻗﺘل ﺘﺴﻌﺎ ﻭﺘﺴﻌﻴﻥ ﻨﻔﺴﺎ ،ﺜﻡ ﺴﺄل ﺭﺍﻫﺒﺎ ﻋﻥ
ﻓﺩﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻭﺒﺔ ،ﻭﺃﻤﺭﻩ ﺒﺎﻟﺫﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻗﺭﻴﺔ ﻗﻭﻡ ﻴﻌﺒﺩﻭﻥ ﺍﷲ ،
ﻻﺸﻙ ﺃﻥ ﻨﻴل ﺍﻟﺸﺊ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﺃﻟﺫ ﻭﺃﻋﺯ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻕ ﺒﻐﻴﺭ ﺘﻌﺏ ،
ﻓﻤﻥ ﻭﺭﺙ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻴﺱ ﻜﻤﻥ ﻗﺎﺘل ﺩﻭﻨﻪ ..ﻭ ﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻤﻥ ﻴﺴﺘﺸﻌﺭ
ﻜﻔﺎﺤﻬﻡ ﻓﻬﻭ ﺍﻟﻔﺎﺌﺯ ،ﻷﻨﻪ ﺴﻴﻌﻅﻡ ﺍﻟﺸﺭﻉ ﺃﻜﺜﺭ ،ﻭ ﻴﺴﺘﺤﻴﻰ ﺃﻥ
ﺤﺎﻭل ﺃﻻ ﺘﺴﻘﻁ ،ﻭ ﺘﻔﻜﺭ ﻓﻰ ﻗﻭل ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻘﻴﻡ )ﻤﻥ ﺃﺤﺏ ﺸﻴﺌﺎ ﻏﻴﺭ
ﻅﻠﻤﺎﺘﻬﺎ ،ﺜﻡ ﺃﻨﻘﺫﻙ ﻤﻨﻬﺎ ﻓﻰ ﺴﺎﻋﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﻭﺫﻟﻙ ﻟﺘﻌﺭﻑ ﻗﺩﺭ ﻤﺎ
ﻤﻨﺤﻙ ﺍﷲ ﺇﻴﺎﻩ ،ﻓﻼ ﺘﻨﻜﺴﺭ ﺃﻤﺎﻡ ﻓﺘﻨﺔ ﻤﺎل ﺃﻭ ﺼﻭﺕ ﻏﺎﻨﻴﺔ ﻓﻰ
ﻭ ﻗﻴل :
" ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﺒﻌﺒﺩﻩ ﺨﻴﺭﺍﹰ ﺯﻫﺩﻩ ﻓﻰ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﺭﻏﺒﻪ ﻓﻰ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،
ﻴﺎ ﻤﻭﺴﻰ ﻤﺎ ﺨﺎﻓﻨﻰ ﻤﻥ ﺨﺎﻑ ﺍﻟﺨﻠﻕ ،ﻭﻤﺎ ﺘﻭﻜل ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺩ ﺇﻻ
ﻴﺎ ﻤﻭﺴﻰ ﺨﻤﺱ ﻜﻠﻤﺎﺕ ﺨﺘﻤﺕ ﻟﻙ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺓ ،ﺇﻥ ﻋﻤﻠﺕ ﺒﻬﻥ
ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ :ﻻ ﺘﺭﻯ ﻋﻴﺏ ﻏﻴﺭﻙ ﻤﺎ ﺩﺍﻡ ﻓﻴﻙ ﻋﻴﺏ ،ﻭﺍﻟﻌﺒﺩ ﻻ ﻴﺨﻠﻭ
ﻴﻌﺭﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻓﺭﺒﻤﺎ ﺴﻠﺒﻬﺎ ﻤﻥ ﺴﺎﻋﺘﻪ :ﻜﻤﺎ ﺃﺸﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ
ﻓﻘﺩﺍﻨﻬﺎ [ .
ﺒﺎﻟﻤﺜل ﺇﺫﺍ ﺃﺼﺎﺒﺘﻪ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ ﻭﻓﻘﺩ ﻗﻠﺒﻪ ،ﻋﺭﻑ ﻗﺩﺭ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻋﻨﺩﻩ ،
ﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﺴﻤﻊ ،ﻓﻰ ﻨﻌﻡ ﺍﻟﺸﻡ ،ﻓﻰ ﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﺫﻭﻕ ،ﻓﻰ ﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ ،
ﻓﻰ ﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻌﻘل ،ﻓﻰ ﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻴﺩﻴﻥ ،ﻓﻰ ﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﺭﺠﻠﻴﻥ ،ﻓﻰ ﻨﻌﻤﺔ
ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ،ﻓﻰ ﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻜﻔﺎﻴﺔ ،ﻓﻰ ﻨﻌﻤﺔ ﺍﻷﻫل ،ﻓﻰ ﻨﻌﻤﺔ
ﺍﻷﻭﻻﺩ ،ﺜﻡ ﻓﻰ ﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻬﺩﺍﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ ،ﺜﻡ ﻓﻰ ﻨﻌﻤﺔ ﺍﻹﻴﻤﺎﻥ ،
ﻨﻌﻴﻡ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﻭﺕ ﻭ ﺨﻴﺭ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺫﻯ ﻻ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﻟﻪ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺠﺩ ﻨﻔﺴﻪ
ﻭﻗﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻰ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺨﺒﺎﺭ :ﺃﻥ ﺩﺍﻭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻗﺎل :ﻴﺎ ﺭﺏ
ﻭﻫﻜﺫﺍ .
ﻭﻓﻰ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ،ﻗﺎل ﺩﺍﻭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ :ﺇﻟﻬﻰ ﺇﻥ ﺍﺒﻥ ﺁﺩﻡ
ﻟﻴﺱ ﻓﻴﻪ ﺸﻌﺭﺓ ﺇﻻ ﻭﺘﺤﺘﻬﺎ ﻨﻌﻤﺔ ﻭﻓﻭﻗﻬﺎ ﻨﻌﻤﺔ ﻓﻤﻥ ﺃﻴﻥ ﻴﻜﺎﻓﺌﻬﺎ ؟
ﺒﺎﻟﻴﺴﻴﺭ .
ﺍﻟﻤﻭﻟﻰ .ﻨﻨﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻟﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﻌﺒﺩ ﻗﺩﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ
ﺸﻔﺎﻩ ﺍﷲ
ﻤﻘﻠﻕ ( .
ﻭﺍﻟﺸﻴﻁﺎﻥ ﻜﺎﻨﺕ ﺸﻬﻭﺘﻪ ﻓﻰ ﻗﻠﺒﻪ ) :ﻗﺎل ﺃﻨﺎ ﺨﻴﺭ ﻤﻨﻪ ( ﻓﻁﺭﺩ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻌﺠﺏ :
" ﺜﻼﺜﺔ ﺃﻭل ﻤﻥ ﺘﺴﻌﺭ ﺒﻬﻡ ﺠﻬﻨﻡ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻤﺔ ،ﻓﺫﻜﺭ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻟﻐﻴﺭ
ﻓﻀل ﺍﻟﻌﻤل ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﻭﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻤﺯﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ :
ﻭﺴﻠﻡ ﻴﻘﻭل " :ﺜﻼﺙ ﻤﻬﻠﻜﺎﺕ :ﺸﺢ ﻤﻁﺎﻉ ،ﻭﻫﻭﻯ ﻤﺘﺒﻊ ،
ﻗﺎل ﺯﻴﺩ ﺒﻥ ﺃﺴﻠﻡ :ﻤﻌﻨﻰ ﻻ ﺘﺯﻜﻭﺍ ﺃﻨﻔﺴﻜﻡ ﻻ ﺘﻌﺘﻘﺩﻭﺍ ﺃﻨﻬﺎ ﺒﺎﺭﺓ .
ﻷﻥ ﺃﺒﻴﺕ ﻨﺎﺌﻤﺎ ﻭﺃﺼﺢ ﻨﺎﺩﻤﺎ ﺃﺤﺏ ﺇﻟﻰ ﻤﻥ ﺃﻥ ﺃﺒﻴﺕ ﻗﺎﺌﻤﺎ ) ﻴﻌﻨﻰ
ﻋﻨﻬﺎ ﻤﺘﻰ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺭﺠل ﻤﺴﻴﺌﺎﹰ ؟ ﻗﺎل :ﺇﺫﺍ ﻅﻥ ﺃﻨﻪ ﻤﺤﺴﻥ !.
ﺴﺅﺍل ﻏﻴﺭﻩ ،ﻭﻻ ﻴﺴﻤﻊ ﻨﺼﺢ ﻨﺎﺼﺢ ﻷﻨﻪ ﻴﻨﻅﺭ ﻟﻤﻥ ﺴﻭﺍﻩ ﺒﻨﻅﺭﺓ
ﻓﻘﺎل ﻟﻪ :ﻻ ﺘﺸﺘﺭ ﺩﺍﺭﺍﹰ ﺘﻔﻨﻰ ﻭﺘﺩﻉ ﺩﺍﺭﺍﹰ ﺘﺒﻘﻰ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﻤﻥ ﻟﻰ
ﻓﺈﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﻋﻘﺩ ﺸﺭﺍﺌﻬﺎ ﻗﻠﺕ :ﺃﻋﻭﺫ ﺒﺎﷲ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻴﻁﺎﻥ ﺍﻟﺭﺠﻴﻡ .
.
ﻋﺩﺍ ﻤﺘﻌﻤﺩ ﺘﺭﻙ ﺍﻟﺼﻼﺓ ( ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻴﺴﻤﻰ ﺼﺎﺤﺒﻬﺎ ﻤﻔﺭﻁﺎ ؛ ﻟﻜﻥ
ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺇﺫﺍ ﻓﺎﺕ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻗﻀﺎﺅﻫﺎ ،ﺇﺫ ﺍﻟﻭﻗﺕ
ﻭﺭﻀﺎﻩ .
ﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ...ﻭ ﺘﻠﻙ ﺃﻤﻭﺭ ﻻ ﺘﻌﻭﺽ ..ﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﻜﺎﻥ ﻓﻀل ﻤﻥ ﻁﺎل
..
ﻓﻭﺭﻩ ﻭ ﻟﻡ ﻴﺼﺭ ،ﻭﻟﻭ ﻋﻠﻡ ﺃﻨﻪ ﺤﻴل ﺒﻴﻨﻪ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻻﺨﺘﺎﺭ
ﺍﻟﻀﻌﻑ ....
ﺸﺊ .
ﻟﻪ [ .
ﻟﻪ ،ﺇﺫ ﻤﺎ ﺫﻫﺏ ﻻ ﻴﺭﺠﻊ ﺃﺒﺩﺍﹰ ،ﻭﻤﺎ ﺤﺼل ﻟﻙ ﻤﻨﻪ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻪ ﺘﻔﻰ
ﺒﻘﺩﺭﻩ ،ﺇﺫ ﻟﻭ ﺍﺸﺘﺭﻴﺕ ﺴﺎﻋﺔ ﻤﻨﻪ ﺒﻤلﺀ ﺍﻷﺭﺽ ﺫﻫﺒﺎﹰ ﻟﻜﺎﻥ ﻨﺯﺭﺍﹰ
ﻓﻰ ﺤﻘﻪ ،ﻷﻥ ﺴﺎﻋﺔ ﻤﻨﻪ ﺘﺫﻜﺭ ﺍﷲ ﻓﻴﻬﺎ ﺘﻨﺎل ﺒﺫﻟﻙ ﻤﻠﻜﺎﹰ ﻜﺒﻴﺭﺍﹰ
ﻓﺎﻏﺘﻨﻡ ﻤﺎ ﺒﻘﻰ ،ﻓﻬﻭ ﺃﺜﻤﻥ ﻤﺎ ﺘﻤﻠﻙ ،ﻓﻘﺩ ﺘﻌﻭﺽ ﺸﻴﺌﺎ ﻤﻤﺎ ﻓﺎﺘﻙ
ﻗﺎل ﺴﻴﺩﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻜﺭﻡ ﺍﷲ ﻭﺠﻬﻪ :ﺒﻘﻴﺔ ﻋﻤﺭ ﺍﻟﻌﺒﺩ ﻤﺎ ﻟﻬﺎ ﺜﻤﻥ ،
ﺇﺫﺍ ﺼﻨﻌﺕ ﻁﻌﺎﻤﺎﹰ ﻓﻤﻴﻌﻴﻪ :ﺃﻯ ﺍﺠﻌﻠﻴﻪ ﻤﺎﺌﻌﺎﹰ ﺨﻔﻴﻔﺎﹰ ،ﻓﺈﻥ ﺒﻴﻥ
..
ﻟﻭ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﻊ ﺃﻫل ﺍﻟﺩﺭﺠﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻰ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻴﺴﻁﻊ ﻟﻬﻡ ﻨﻭﺭ
] :ﻤﺎ ﺃﺤﺒﺒﺕ ﺸﻴﺌﺎﹰ ﻓﻭﻕ ﻏﻴﺭﻩ ﺇﻻ ﻜﻨﺕ ﻟﻪ ﻋﺒﺩﺍﹰ ،ﻭﻫﻭ ﻻ ﻴﺤﺏ ﺃﻥ
ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺇﺫﺍ ﺃﺤﺏ ﺸﻴﺌﺎﹰ ﺃﺸﺩ ﻤﻥ ﻏﻴﺭﻩ ﺃﻗﺒل ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺨﻀﻊ ﻟﻪ ،
ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻟﻠﻘﻠﺏ ﻭﺠﻬﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﻓﻤﻬﻤﺎ ﺃﻗﺒل ﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻭﻻﻩ
ﺃﻋﺭﺽ ﻋﻤﺎ ﺴﻭﺍﻩ ﻭﻜﺎﻥ ﻋﺒﺩﺍﹰ ﻟﻪ ﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﻭﺇﺫﺍ ﺃﻗﺒل ﻋﻠﻰ ﻫﻭﺍﻩ
ﻭﺨﺘﻡ ﻋﻠﻰ ﺴﻤﻌﻪ ﻭﻗﻠﺒﻪ ﻭﺠﻌل ﻋﻠﻰ ﺒﺼﺭﻩ ﻏﺸﺎﻭﺓ ﻓﻤﻥ ﻴﻬﺩﻴﻪ ﻤﻥ
ﺒﻌﺩ ﺍﷲ ( .
ﺴﻭﺍﻩ .ﻗﺎل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ " :ﺘﻌﺱ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺩﻴﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﺩﺭﻫﻡ
ﻭﻗﻴل ﻟﻠﺠﻨﻴﺩ :ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺒﺩ ؟ ﻗﺎل :ﻤﻥ ﺒﻘﻰ ﻓﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﺃﺩﻨﻰ ﻋﻼﻗﺔ
....
ﻤﻘﺼﺩ
ﺃﺤﺒﻙ ﺍﻟﻐﻨﻰ ﺍﻟﺫﻯ ﻻ ﻴﺤﺒﻙ ﻟﺸﺊ ﻴﺭﺠﻭﻩ ﻤﻨﻙ ،ﻤﺜل ﺍﻟﺒﺸﺭ ﺤﻴﻥ
ﻭﻨﻬﺎﻙ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﻟﻤﺎ ﻴﻌﻭﺩ ﺇﻟﻴﻙ ،ﻻ ﻴﺯﻴﺩ ﻓﻰ ﻋﺯﻩ ﺇﻗﺒﺎل ﻤﻥ ﺃﻗﺒل
ﻋﻨﻰ ﺍ.ﻫـ
ﻓﻼ ﺘﻨﻔﻌﻪ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺒﺩ ﻁﺎﻋﺘﻙ ﻓﻴﻜﻭﻥ ﻤﺤﺘﺎﺠﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ،ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﷲ ﻋﻥ
ﻓﻭﻕ ﻋﺒﺎﺩﻩ ( ﻓﺈﻨﻤﺎ ﺃﻤﺭﻙ ﺒﺎﻟﻁﺎﻋﺔ ﻟﻴﻘﺭﺒﻙ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻟﺨﻴﺭﻙ ﺃﻨﺕ ﻴﺎ
ﺍﻷﺩﺏ .
ﻴﺴﺌﻠﻭﻥ ( .
ﻗﺩﻴﻤﺔ ،ﻭﻻ ﻴﻨﻘﺹ ﻤﻥ ﻋﺯﻩ ﺇﺩﺒﺎﺭ ﻤﻥ ﺃﺩﺒﺭ ﻋﻨﻪ ،ﻷﻨﻪ ﻏﻨﻰ ﻋﻥ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥ .
ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺘﻘﻰ ﻗﻠﺏ ﺭﺠل ﻭﺍﺤﺩ ،ﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﺫﻟﻙ ﻓﻰ ﻤﻠﻜﻰ ﺸﻴﺌﺎﹰ ،
ﻭﻟﻭ ﺃﻥ ﺃﻭﻟﻜﻡ ﻭ ﺁﺨﺭﻜﻡ ﻭﺇﻨﺴﻜﻡ ﻭﺠﻨﻜﻡ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﺠﺭ ﻗﻠﺏ ﺭﺠل
ﻭﻟﻭ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﺘﻨﺯﻴﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﺒﻐﻴﺭ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺠﺯ ﻤﺎ ﺍﺴﺘﻁﺎﻋﻭﺍ ،
" ﻻ ﺃﺤﺼﻰ ﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻙ ﺃﻨﺕ ﻜﻤﺎ ﺃﺜﻨﻴﺕ ﻋﻠﻰ ﻨﻔﺴﻙ " .ﺍ.ﻫـ
............................................
.
ﺸﺊ ...ﻭ ﺒﻘﻰ ﺃﻫل ﻤﻜﺔ ﻤﺨﺘﺎﺭﻴﻥ ﻟﻠﺩﻨﻴﺎ ،ﻭ ﺩﺍﺭﺕ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺍﻟﺩﺍﺌﺭﺓ
ﻓﻨﺩﻤﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺍﺨﺘﺎﺭﻭﺍ ،ﻭ ﻤﻥ ﻤﺎﺕ ﻤﻨﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻟﻪ ﻨﺩﻡ ﻤﺭﺘﻴﻥ
...
ﺃﺴﻔﺎﺭﺍ (
ﺒﺎﻟﺤﻕ ،ﻓﺤﻴﻥ ﻨﻨﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻔﺴﻨﺎ ﻭ ﻨﺤﻕ ﺍﻟﺤﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﻨﻜﻭﻥ ﺭﺠﺎﻻ
ﺩﻤﻐﻪ.
ﺃﺒﻭﺍﺏ ﺃﺨﺭﻯ ﻨﺄﺘﻴﻪ ﻤﻨﻬﺎ ؟ ﺃﻨﺎ ﻭﺍﻗﻑ ﺒﺒﺎﺒﻪ ،ﻟﻭ ﻁﺭﺩﻨﻰ ﺃﻟﻑ ﻤﺭﺓ
ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻟﻤﺎ ﻴﻘﻭل ﻟﺒﻴﻙ ،ﻴﻘﻭل ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻕ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻟﺒﻴﻙ ﻭﺴﻌﺩﻴﻙ .
......
،ﻓﻼ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺸﺨﺹ ﻀﻌﻴﻔﺎ ﺃﻤﺎﻡ ﺃﻭل ﻤﻌﺼﻴﺔ ،ﻭﻻ ﻤﻨﻬﺎﺭﺍ ﺃﻤﺎﻡ
ﺍﻟﻘﺭﺀﺍﻥ ﻤﻊ ﺍﻟﺤﻔﻅ ،ﻭ ﻟﻴﺱ ﻋﻠﻰ ﺤﻔﻅﻪ ﺩﻭﻥ ﻓﻬﻡ ﻭ ﺘﺩﺒﺭ ﻭ ﺤﺏ.
ﻓﻠﻭ ﻭﺠﺩﺕ ﻨﻔﺴﻙ ﺘﺤﻔﻅ ﺃﻭ ﺘﻘﻭﻡ ﺒﺘﺤﻔﻴﻅ ﺃﺤﺩ ،ﺃﻭ ﺘﺸﺭﻑ ﻋﻠﻰ
ﻤﺜﺎل :
ﻓﻜﻴﻑ ﺒﺭﺏ ﺍﻟﺒﺭﻴﺔ !( ،ﻭ ﻤﻌﻠﻭﻡ ﺃﻥ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﺸﺊ ﻴﺩل ﻋﻠﻰ ﻤﺤﺒﺘﻪ
ﻭﺒﺎل ﻋﻠﻴﻙ ﻭﻗﺎﺘل ﻟﻙ ،ﻓﺈﻥ ﺃﻭﻴﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤل ﺭﺩﺩﻨﺎﻩ ﺇﻟﻴﻙ ،ﻭﺇﻥ
ﻭﺜﻘﺕ ﺒﺄﺤﺩ ﻭﻗﻔﻨﺎﻙ ﻤﻌﻪ ،ﻭﺇﻥ ﻟﺤﻅﺕ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﻭﻜﻠﻨﺎﻙ ﺇﻟﻴﻬﻡ ،ﻭﺇﻥ
ﻋﻠﻰ ﻋﺩﻡ ﻏﻨﺎﻙ ﺒﻪ ،ﻭ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﺃﻨﻙ ﻟﻡ ﺘﻌﺭﻓﻪ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ،ﻭ ﺃﻨﻙ
ﻤﻥ ﻴﻔﺘﻘﺭ ﻟﻐﻴﺭ ﺍﷲ ﻓﻠﻴﺱ ﺒﻌﺎﺭﻑ ﺒﺎﷲ ،ﻭﻜل ﻤﻥ ﻴﺭﻜﻥ ﺇﻟﻰ ﺸﺊ
ﺴﻴﺴﺘﻐﻨﻰ ﻋﻥ ﻤﺎﺀ ﻏﻴﺭﻩ ،ﻓﺘﻌﻁﺸﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭ ﻤﺎﺌﻪ ﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻪ
ﺒﻪ [.
ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻤﺎ ﻓﻘﺩﺕ ﺸﻴﺌﺎﹰ ،ﻭﻫﺫﻩ ﻋﻼﻤﺔ ﺍﻟﻐﻨﻰ ﺒﺎﷲ :ﺃﻨﻪ ﻴﻀﺤﻰ
ﺒﻤﺎ ﻫﻭ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻴﺅﻟﻡ ﻓﻘﺩﻩ ،ﻓﻰ ﺴﺒﻴل ﺍﷲ ،ﻭ ﻻ ﻴﺘﺭﺩﺩ ﺃﺒﺩﺍ ،
ﺍﻟﺤﻕ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻗﺭﻴﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﺍﻡ ،ﺭﻗﻴﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻭﺍﻡ ،ﻓﻤﻥ ﻜﺎﻥ
...................................
.................................
ﻭﺍﺭﺘﺤل ﺍﻟﻬﻡ.
ﺩﺍﻭﺩ ﺃﻨﺎ ﻤﺼﺒﺎﺡ ﻗﻠﻭﺏ ﺍﻟﺭﻭﺤﺎﻨﻴﻴﻥ ،ﻭﻤﻥ ﻜﻨﺕ ﻤﺼﺒﺎﺡ ﻗﻠﺒﻪ ﻟﻡ
ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺘﻭﺠﺏ ﺍﻟﻨﺼﺭ ﻭﺍﻟﻅﻔﺭ ﺒﻜل ﻤﺎ ﻴﺭﻴﺩ ،ﺃﻻ ﺘﺭﻯ ﻗﻭل
ﻤﻌﻨﺎ".
ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﻤﻌﻪ ﻓﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻗﺕ ،ﻓﺩﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ
ﻴﻁﻐﻴﻙ[.
ﻤﻥ ﺘﻤﺎﻡ ﻨﻌﻤﺔ ﺍﷲ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺩﻩ ﺃﻥ ﻴﻭﺠﻪ ﻫﻤﺘﻪ ﺇﻟﻴﻪ ،ﻭﻴﻔﺭﻍ ﻗﻠﺒﻪ
ﻓﺎﺸﻜﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﺃﺴﺩﻯ ﺇﻟﻴﻙ ،ﻭﺘﻭﺠﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺤﺩﻩ ﻓﻴﻤﺎ ﺘﻌﺫﺭ ﻋﻠﻴﻙ،
ﻭ ﻜﻠﻨﺎ ﻨﻌﻠﻡ ﺍﻟﺩﻋﺎﺀ ﺒﺎﻻﺴﺘﻌﺎﺫﺓ ﻤﻤﺎ ﻴﺸﻐل ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻭﻴﻨﺴﻰ ﺍﻟﺭﺏ -
ﻭ ﻓﻰ ﺍﻟﺩﻋﺎﺀ
ﻭ ﻨﺘﺩﺒﺭ :
• ﻓﺈﻴﺎﻙ ﻭ ﺍﻟﻁﻤﻊ
ﻋﺒﺩﻯ ﺃﺭﺩﺕ ﺭﻓﻊ ﻗﺩﺭﻙ ﻋﻨﺩ ﻤﻼﺌﻜﺘﻰ ،ﻭﺃﺠﻌﻠﻙ ﺩﻟﻴﻼ ﻷﻭﻟﻴﺎﺌﻰ ،
ﺍﻟﻐﻨﻰ ،ﺍﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻜﻨﺕ ﻋﻠﻴﻪ ،ﺍﺭﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻜﻨﺕ ﺘﻌﺭﻓﻪ ﻤﻥ
ﻨﻔﺱ.
ﺇﻥ ﺃﻫﻭﻥ ﻤﺎ ﺃﺼﻨﻊ ﺒﺎﻟﻌﺎﻟﻡ ﺇﺫﺍ ﻤﺎل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺃﻥ ﺃﺴﻠﺒﻪ ﺤﻼﻭﺓ
ﻤﻨﺎﺠﺎﺘﻰ ﺍ.ﻫـ
ﻓﻤﻥ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻴﺩﻭﻡ ﻓﺭﺤﻪ ﻓﻼ ﻴﺄﺨﺫ ﻓﻭﻕ ﻜﻔﺎﻴﺘﻪ ،ﻤﻤﺎ ﻴﺤﺯﻥ ﻋﻠﻰ
ﻓﺴﺎﺩﺍﹰ ﺇﺫﺍ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺠﺎﺯ ﺒﻪ ﺍﻟﺤﺩﺍ ﻓﺈﻥ ﺼﻼﺡ ﺍﻟﻤﺭﺀ ﻴﺭﺠﻊ ﻜﻠﻪ
ﻓﻘﺎل :ﺇﻥ ﺍﻨﻜﺴﺭ ﻜﺎﻥ ﻤﺼﻴﺒﺔ ﻻ ﺼﺒﺭ ﻟﻬﺎ ،ﻭﺇﻥ ﺴﺭﻕ ﺼﺭﺕ
ﻓﻘﻴﺭﺍﹰ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻟﻡ ﻨﺠﺩ ﻤﺜﻠﻪ ،ﻭﻗﺩ ﻜﻨﺕ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﺤﻤل ﺇﻟﻴﻙ ﻓﻲ ﺃﻤﻥ
ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﺕ ﻜﺜﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺇﺯﺩﺤﺎﻤﻬﻡ ،ﻗﺎﻟﺕ :ﻤﺎ ﻫﺫﺍ ؟ ﻗﺎﻟﻭﺍ ﻟﻬﺎ :
ﻫﺫﺍ ﻋﺎﻟﻡ ﺨﺭﺍﺴﺎﻥ ،ﻓﻘﺎﻟﺕ :ﻫﺫﺍ ﻭﺍﷲ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻭﺍﻟﻌﺯ ،ﻻ ﻤﻠﻙ
ﺤﺴﺭﺓ
ﻤﺜل ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻜﻤﺜل ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻟﻴﻥ ﻟﻤﺴﻬﺎ ﻗﺎﺘل ﺴﻤﻬﺎ ،ﻓﺄﻋﺭﺽ ﻋﻥ ﻜل
ﻤﺎ ﻴﻌﺠﺒﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻘﻠﺔ ﻤﺎ ﻴﺼﺤﺒﻙ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻭﺩﻉ ﻋﻨﻙ ﻫﻤﻭﻤﻙ ﻟﻤﺎ
ﻭﻗﺭﻨﻬﺎ ﺒﺎﻟﻔﺠﺎﺌﻊ ﻭﺍﻟﺩﻫﺸﺔ ،ﺜﻡ ﺃﻭﺤﻰ ﻟﻬﺎ :ﻴﺎ ﺩﻨﻴﺎ ﺘﺸﺩﺩﻯ ﻋﻠﻰ
ﺒﺎﻟﻤﻭﺕ .
******************************
ﻋﻨﻪ .
ﻓﺘﺄﻤﻠﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻭﻑ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺴﺒﻌﻴﻥ ﺴﻨﺔ ،ﺜﻡ ﺯﺩﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺤﺭﻓﺎﹰ
ﺍﻟﺒﺤﺭ ،ﻭﻻ ﻴﺘﺼﺒﺭ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺒﺎﻟﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﺍﺭ ﺍﻵﺨﺭﺓ ﺇﻻ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺠﻭﺍﺯ
ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻓﻰ ﺴﻔﻥ ﺍﻟﺼﺒﺭ ﻭﺍﻟﺭﻀﻰ ،ﻷﻨﻪ ﺒﺤﺭ ﻟﺠﻰ ﻴﻐﺸﺎﻩ
ﺍﻟﻘﻭل ،ﻓﻼ ﻴﺯﻫﺩ ﻓﻰ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺒﻤﺠﺭﺩ ﺴﻤﺎﻉ ﺍﻟﻭﻋﻅ ،ﺇﺫ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ
ﻋﻠﻰ ﻅﺎﻫﺭﻫﻡ ﻤﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻔﺘﻥ ،ﻜل ﺫﻟﻙ ﻋﻨﺎﻴﺔ ﺒﻬﻡ ،ﻟﻴﺫﻭﻗﻭﺍ ﻤﺭﺍﺭﺓ
ﻓﺎﻟﻌﻘﻼﺀ ﻫﻡ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻨﻅﺭﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺒﺎﻁﻥ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺤﻴﻥ ﻨﻅﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻴﻨﻐﺼﻪ ﻟﺩﻴﻪ ،ﻜل ﺫﻟﻙ ﻋﻨﺎﻴﺔ ﺒﻪ ﻟﻴﺭﺤل ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺇﻟﻰ
ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻤﻠﻜﻭﺕ ؛ ﻓﺈﺫﺍ ﺘﺤﻘﻕ ﺭﺤﻴﻠﻪ ﺍﺴﺘﻭﻯ ﻋﻨﺩﻩ ﺍﻟﺤﻠﻭ ﻭﺍﻟﻤﺭ ،
ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ .
ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻨﻜﺸﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﺍﻨﺒﺴﻁ ﻓﻴﻪ ﺸﻌﺎﻉ ﺍﻟﻌﻠﻡ ،ﺍﻟﺫﻯ
ﻫﻭ ﺜﻠﺞ ﺍﻟﻴﻘﻴﻥ ،ﻭﺒﺭﺩ ﺍﻟﺭﻀﻰ ،ﻓﺎﻹﻴﻤﺎﻥ ﺒﺎﷲ ﻨﻭﺭ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﻠﺏ ،
ﻓﺈﻥ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺨﺸﻴﺔ ﻓﻼ ﺨﻴﺭ ﻓﻴﻪ ،ﻷﻨﻪ ﺤﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﺼﺎﺤﺒﻪ .
)) ﻓﺎﻟﻭﻴل ﻟﻤﻥ ﻟﻡ ﻴﻌﺭﻓﻙ ،ﺒل ﺍﻟﻭﻴل ﺜﻡ ﺍﻟﻭﻴل ﻟﻤﻥ ﺃﻗﺭ ﺒﻭﺤﺩﺍﻨﻴﺘﻙ
ﻭﻗﻴل :
ﺍﻟﺸﻤﻌﺔ ﺘﻀﺊ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺭﻫﺎ ﻭﻫﻰ ﺘﺤﺭﻕ ﻨﻔﺴﻬﺎ ...ﻭﻗﺩ ﺠﻌل ﺍﷲ
ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺫﻯ ﻋﻠﻤﻪ ﻟﻪ ﺤﺠﺔ ﻋﻠﻴﻪ ،ﻭﺴﺒﺒﺎﹰ ﻓﻰ ﺘﻜﺜﻴﺭ ﺍﻟﻌﻘﻭﺒﺔ ﻟﺩﻴﻪ .
.................................................................
...........................................
.....................
.......
..
ﺨﻴﺭ ﻤﻥ ﻴﺸﻌﺭ ﺒﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﻤﻥ ﺘﺭﻙ ﺍﻟﺫﻨﺏ ﻭﺃﻗﺎﻡ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ،ﻓﻬﺫﺍ ﻨﻬﺎﻴﺘﻪ ﺤﺴﻨﺔ
ﻗﺎﻟﻭﺍ :ﻤﻥ ﺒﻠﻎ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﻡ ﻴﻘﺩﺭ ﺃﻥ ﻴﻔﺘﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺇﻻ ﻤﺎ ﺸﺎﺀ ﺍﷲ ...
ﻭﻗﺩ ﺘﻨﻭﻋﺕ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﺭﺒﻤﺎ ﻟﻜﻰ ﻻ ﺘﺴﺄﻡ ،ﻭﺃﺫﻥ ﻟﻙ ﻓﻰ ﺍﻟﺭﺍﺤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺔ ﺍﻟﺤﻼل ﻟﻜﻰ ﻻ ﺘﻨﻬﻙ
،ﻓﺎﻟﺤﻤﺩ ﷲ …
ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺼﻭﻡ ﻭﺼﻼﺓ ﻭﺤﺞ ﻭﺫﻜﺭ ﻭﺼﺩﻗﺔ ،ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺎﻋﺎﺕ ،ﺭﺒﻤﺎ ﻟﻜﻰ ﻻ ﺘﻤل ﻤﻥ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﺘﻴﺭﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ،ﻓﺎﻟﺤﻤﺩ ﷲ.
ﻻ ﻨﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﻔﺴﻨﺎ ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﺤﻭﻟﻨﺎ ﺃ ﻭﻗﻭﺘﻨﺎ ،ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻨﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﻓﻀل
ﺍﷲ ﻭﻫﺩﺍﻴﺘﻪ ﻭﺘﻭﻓﻴﻘﻪ ﻭﺘﺴﺩﻴﺩﻩ ،ﻭ ﻋﻠﻰ ﻋﻭﻨﻪ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻓﻼ ﻨﻐﺘﺭ ﺒﻤﺎ ﻋﻤﻠﻨﺎ ﻷﻨﻨﺎ
ﻻ ﻨﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻭﻓﺎﺀ ﺒﺤﻘﻭﻕ ﺍﻟﺨﺎﻟﻕ ﺍﻟﺭﺤﻴﻡ ﻋﻠﻴﻨﺎ ..ﺒل ﻨﺒﺫل ﻤﺎ ﺍﺴﺘﻁﻌﻨﺎ ﻭﻨﻘﻭل ﺍﻟﻠﻬﻡ ﺘﻐﻤﺩﻨﺎ
ﺒﺭﺤﻤﺘﻙ ،ﻗﺎل ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ )ﻟﻥ ﻴﺩﺨل ﺃﺤﺩﻜﻡ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺒﻌﻤﻠﻪ ...ﻗﺎﻟﻭﺍ
ﻭﻻ ﺃﻨﺕ ﻴﺎ ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﻗﺎل :ﻭﻻ ﺃﻨﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻴﺘﻐﻤﺩﻨﻰ ﺍﷲ ﺒﺭﺤﻤﺘﻪ(
• ﺇﻫﺩﺍﺀ
• ﻤﻘﺩﻤﺔ
• ﻤﺎﺫﺍ ﻓﻰ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ؟
• ﻤﻴﺭﺍﺙ ﺃﻋﻤﺎﻟﻙ ﻤﺎ ﻴﻠﻴﻕ ﺒﺄﻓﻌﺎﻟﻙ ،ﻓﺎﻁﻠﺏ ﻤﻴﺭﺍﺙ ﻓﻀﻠﻪ ﻓﺈﻨﻪ ﺃﺘﻡ ﻭﺃﺤﺴﻥ