Spatial Slit in The Russian Play Contemporary.: College of Fine Arts /universtity of Al Qadisya
Spatial Slit in The Russian Play Contemporary.: College of Fine Arts /universtity of Al Qadisya
Spatial Slit in The Russian Play Contemporary.: College of Fine Arts /universtity of Al Qadisya
Abstract
The researchers studied spatial restatements in the contemporary Russian dramatization, and the
importance of the research in shedding light on the theatrical achievements of the most important book
of the Russian Theater and know the concept of the place and its backlights and opposites in the
Russian theatrical text, and the aim of the research has known the location of the place in the Russian
theatrical text, studied The research concept of the place and its effects in the first discourse, the second
part the development of the contemporary Russian theater, consisted of the Search Society of (25)
Russian theatrical text determined by the time period (1969-1990), and the researchers used the
descriptive method in the analysis style and reached the results of many of them the location of the pet
In the park with an open public transition, ostensibly symbolizing the optional private spaces that
combine eviction with the owners in intimate hours that bring love, safety, comfort, and conclusions,
the most important of which is that the Russian playwright combines open and enclosed spatial
opposites, constant and transitory, Imaginary and realistic, the researchers also recommended several
recommendations and suggested studies and proven sources.
ﺃﻤل ﺤﺴﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺍﻟﻐﺯﺍﻟﻲ ﻨﻭﺭ ﺴﻌﻴﺩ ﺠﺒﺎﺭ ﺍﻟﺨﺯﺍﻋﻲ
ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ/ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺒﺎﺒل/ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﺴﻴﺔ
ﺍﻟﺨﻼﺼﺔ
ﻭﺒﺭﺯﺕ ﺍﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟـﻀﻭﺀ ﻋﻠـﻰ،ﺩﺭﺱ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻤﻅﻬﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ
ﻭﻗـﺩ،ﺍﻟﻤﻨﺠﺯﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﻷﻫﻡ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﻭﺘﻌﺭﻑ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺘﻤﻅﻬﺭﺍﺘﻪ ﻭﺘﻀﺎﺩﺍﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ
ﺍﻤﺎ، ﺩﺭﺱ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺘﻤﻅﻬﺭﺍﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻻﻭل،ﻫﺩﻑ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺘﻌﺭﻑ ﺘﻤﻅﻬﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ
-1969) ( ﻨﺼﺎ ﻤﺴﺭﺤﻴﺎ ﺭﻭﺴﻴﺎ ﺘﺤﺩﺩ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺍﻟﺯﻤﻨﻴﺔ25) ﺘﺄﻟﻑ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻤﻥ،ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ
ﻭﺍﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻭﺼﻔﻲ ﺒﺎﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﻭﺘﻭﺼﻼ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻰ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﻤﻨﻬﺎ ﺘﻤﻅﻬﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻻﻟﻴـﻑ ﺒﺎﻟﺤﺩﻴﻘـﺔ،(ﻡ1990
ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺍﻨﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻤﻔﺘﻭﺤﺔ ﺘﺭﻤﺯ ﻅﺎﻫﺭﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻴﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺨﻼﺀ ﻭﺍﻷﺼﺤﺎﺏ ﻓﻲ ﺴـﻭﻴﻌﺎﺕ ﺤﻤﻴﻤـﺔ
، ﻭﺍﺴﺘﻨﺘﺎﺠﺎﺕ ﻜﺎﻥ ﺍﻫﻤﻬﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﻀﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺡ ﻭﺍﻟﻤﻐﻠﻕ،ﺘﺠﻠﺏ ﺍﻟﺤﺏ ﻭﺍﻷﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺭﺍﺤﺔ
. ﻭﺍﻭﺼﻰ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﺎﻥ ﻋﺩﺓ ﺘﻭﺼﻴﺎﺕ ﻭﺍﻗﺘﺭﺤﺎ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻭﺜﺒﺘﺘﺎ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ، ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻲ،ﺍﻟﺜﺎﺒﺕ ﻭﺍﻻﻨﺘﻘﺎﻟﻲ
by University of Babylon is licensed under a Journal of University of Babylon for Humanities (JUBH)
Creative Commons Attribution 4.0 International License
285
ﻣﺠﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺑﻞ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ،اﻟﻤﺠﻠﺪ ،27اﻟﻌﺪد .2019 :4
Journal of University of Babylon for Humanities, Vol.(27), No.(4): 2019.
-1ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻻﻭل
2-1ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ
ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ﺍﻥ ﻴﺘﺒﻭﺃ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻤﻜﺎﻨﺔ ﻭﺍﺴﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻓﻕ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻭﺍﻻﺒﺩﺍﻋﻲ ،ﺍﺫ ﺍﻜﺘﻨﺯ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﻘـﻴﻡ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻋﺒﺭ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩﻩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻲ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﺤﻔﺭﻴﺎﺕ ﻨﻘﺩﻴﺔ ﺘﻜﺸﻑ ﺼﺩﻕ ﺘﻌﺒﻴﺭﻫﺎ ﻋـﻥ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒـﺔ
ﺍﻻﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭﺨﺼﺎﺌﺼﻬﺎ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻻﺒﺩﺍﻋﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺒﻌﺩﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺒﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﻤﻅﻬـﺭﺕ ﺒﺒﻨﺎﺌﻴـﺎﺕ
ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ،ﻓﺎﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻫﻤﻴﺔ ﻭﺤﻀﻭﺭ ﺩﺍﺌﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺩﺭﺍﻤﻲ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ،ﻟـﺫﺍ
ﻓﺎﻥ " ﻟﻠﻤﻜﺎﻥ ﺍﻫﻤﻴﺔ ﺒﻭﺼﻔﻪ ﻤﻠﻤﻭﺴﺎ ،ﺍﺫ ﺒﺎﺴﺘﻁﺎﻋﺔ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻥ ﻴﻭﻅﻔﻪ ﻟﺘﺠﺴﻴﺩ ﺍﻻﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﻭﺍﻟﺤﻘﺎﺌﻕ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩﺓ
" ]،1ﺹ [237ﻭﺍﺭﺘﺒﻁﺕ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺒﺎﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺩﺭﺍﻤﻲ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ﻟﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺠـﺎل ﺍﻟـﺫﻱ
ﺘﺠﺭﻱ ﻓﻴﻪ ﺍﺤﺩﺍﺙ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ،ﻓﻼﺒﺩ ﻟﻠﺤﺩﺙ ﻤﻥ ﺍﻁﺎﺭ ﻴﺸﻤﻠﻪ ﻭﻴﺤﺩﺩ ﺍﺒﻌﺎﺩﻩ ﻭﻴﻜﺴﺒﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻘﻭﻟﻴﺔ ﻤﺎ ﻴﺠﻌﻠﻪ ﺤـﺩﺜﺎ
ﻗﺎﺒﻼ ﻟﻠﻭﻗﻭﻉ ﺍﺴﺘﻨﺎﺩﺍ ﻟﺴﻌﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻭ ﻀﻴﻘﻪ ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﺘﺒﻁ ﺒﻪ ﻭﻤﺎ ﻴﺤﻤﻠﻪ ﻤﻥ ﺸـﺤﻨﺎﺕ
ﻋﺎﻁﻔﻴﺔ ﻭﺍﻤﺘﺩﺍﺩﺍﺕ ﻨﻔﺴﻴﺔ.
ﺍﻥ ﺘﻘﻴﻴﻡ ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﻓﻲ ﻤﺩﺓ ﻤﺎ ﺒﻌﺩ )ﺴﺘﺎﻟﻴﻥ( ﺤﺘﻰ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻴﺴﻤﺢ ﺒﺘﻘﺩﻴﺭ ﺤﺫﺭ ﻭﻤﺘﻔﺎﺌل ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺫﺍﺘﻪ
ﻟﺘﻘﺩﻡ ﺍﻟﺩﺭﺍﻤﺎ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﺍﻟﺭﻭﺴﻴﺔ ،ﺍﺫ ﺨﻔﺕ ﺤﺩﺓ ﺍﻟﻀﻭﺍﺒﻁ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻬﺎﺠﻡ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﺒﺎﻻﺴﻠﻭﺏ ﺍﻭ ﺍﻟﺸﻜل ﻋـﻥ
ﺍﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻻﺸﺘﺭﺍﻜﻴﺔ ،ﻤﻤﺎ ﻤﻬﺩ ﻻﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﺍﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻻﻴﻘﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﺴﻴﻘﻴﺔ ﻭﺴﺎﻋﺩ ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ
ﺍﺘﺴﺎﻉ ﺍﻓﺎﻕ ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ ،ﻓﺒﺭﺯﺕ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻬﺘﻡ ﺒﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﻤﺸﺎﻋﺭﻫﻡ ﻭﻋﻭﺍﻁـﻑ
ﺍﻟﺤﺏ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻭﺍﻀﻴﻊ ﺍﻟﺸﺎﻋﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﻸﺕ ﺨﺸﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﻤﻨﺫ ﺍﻭﺍﺨـﺭ ﺍﻟﺨﻤـﺴﻴﻨﺎﺕ ،ﻭﺒﻬـﺫﺍ
ﺍﻻﻨﻔﺘﺎﺡ ﺍﺘﺴﻊ ﺍﻓﻕ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻜﻌﻨﺼﺭ ﻤﻬﻡ ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ،ﻭﻗﺩ ﺸـﻬﺩﺕ ﺍﻭﺍﺨـﺭ
ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻭﺍﺌل ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﻤﺩﺓ ﺍﺨﺭﻯ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻴﻭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻨﻭﻥ ﻋﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﻔﻥ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ﺨﺎﺼﺔ ،ﺍﺫ ﺘﺤﻭﻟﺕ ﻗـﻀﺎﻴﺎ
ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻬﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻐﻠﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻁﺎﺒﻊ ﺍﻟﻤﺭﺡ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎل ﻤﺤل ﺍﻟﻭﺼـﻑ ﺍﻟـﻭﺍﻗﻌﻲ ﻟﻠﺤﻴـﺎﺓ
ﺍﻟﻴﻭﻤﻴﺔ ﻤﻊ ﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺘﻘﺼﻲ ﺍﻟﺼﺩﻕ ﺍﻟﻔﻨﻲ ،ﻭﻅل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﺩﺓ ﻗﺼﻴﺭﺓ ﺤﺘﻰ ﺒﺭﺯﺕ ﺍﻟﻜﻭﻤﻴﺩﻴﺎ ﺍﻟﺭﻭﻤﺎﻨﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺩ
ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻲ ﻭﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻜﻭﻤﻴﺩﻴﺎ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻁ ﻭﺍﻟﻬﺠﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ]،2ﺹ ،[9-8ﺘﺭﻜﺕ
ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺤﻭﻻﺕ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﺍﺜﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻭﺍﻀﺤﺔ ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻨﺹ ﺫﺍﺘﻪ ﻭﻋﻨﺎﺼﺭﻩ ﺍﻟﺩﺭﺍﻤﻴـﺔ
ﻭﻤﻨﻬﺎ ﻋﻨﺼﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻤﻅﻬﺭ ﺒﻤﻅﺎﻫﺭ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻭﺠﺩ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﺎﻥ ﺍﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺸﻑ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻜﺎﻥ ﺘـﺴﺎﺅل ﺍﻟﺒﺤـﺙ
ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ،ﻤﺎ ﺍﻫﻡ ﺍﻟﺘﻤﻅﻬﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﺎﺕ ؟
2-1ﺍﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻭﺍﻟﺤﺎﺠﺔ ﺍﻟﻴﻪ :ﺘﻜﻤﻥ ﺍﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻻﺘﻲ:
.1ﻴﻠﻘﻲ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺠﺯﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﻷﻫﻡ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ.
.2ﻴﻔﻴﺩ ﺍﻟﺩﺍﺭﺴﻴﻥ ﻓﻲ ﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﻨﻭﻥ ﻭﺍﻻﺩﺍﺏ .
.3ﻴﻤﺜل ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺤﺎﻓﺯﺍ ﻴﻔﺘﺢ ﺍﻓﺎﻗﺎ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻠﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﻻﺠﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺯﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ.
3-1ﻫﺩﻑ ﺍﻟﺒﺤﺙ :ﻴﻬﺩﻑ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺘﻌـﺭﻑ ﺘﻤﻅﻬـﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻜـﺎﻥ ﻓـﻲ ﺍﻟـﻨﺹ ﺍﻟﻤـﺴﺭﺤﻲ ﺍﻟﺭﻭﺴـﻲ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ.
4-1ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺒﺤﺙ :ﻴﺘﺤﺩﺩ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺒﺎﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻻﺘﻴﺔ-:
.1ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﺯﻤﺎﻨﻴﺔ(1990-1969)-:ﻡ.
.2ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻴﺔ -:ﺭﻭﺴﻴﺎ.
.3ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ -:ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺘﻤﻅﻬﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ.
286
ﻣﺠﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺑﻞ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ،اﻟﻤﺠﻠﺪ ،27اﻟﻌﺪد .2019 :4
Journal of University of Babylon for Humanities, Vol.(27), No.(4): 2019.
5-1ﺘﻌﺭﻴﻑ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ:
ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﺼﻁﻼﺤﺎ:
ﻋﺭﻓﻪ ﻜل ﻤﻥ:
● ﺍﺭﺴﻁﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ " ﺍﻤﺭ ﺒﺩﻴﻬﻲ ﺘﺩل ﻋﻠﻴﻪ ﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﻨﻘﻠﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﺤﺎﻟﺔ ﻭﺘﻌﺎﻗﺏ ﺍﻻﺠﺴﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤل ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ،ﻭﻭﺠﻭﺩ
ﺍﻟﺠﻬﺔ :ﻓﻭﻕ ،ﺘﺤﺕ ،ﺨﻠﻑ ،ﺍﻤﺎﻡ ،ﻴﻤﻴﻥ ،ﻴﺴﺎﺭﻭﻫﻭ ﻤﻔﺎﺭﻕ ﻟﻠﺠﺴﻡ ﺨﺎﺭﺝ ﻋﻨﻪ ﻴﺤﺘـﻭﻱ ﺍﻟﺠـﺴﻡ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻴﺨـﺘﻠﻁ
ﺒﻪ"] ،3ﺹ.[174-173
●ﺍﻟﻜﻨﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻪ ) ﻨﻬﺎﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺴﻡ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺘﻘﺎﺀ ﺍﻓﻘﻲ ﺍﻟﻤﺤﻴﻁ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻁ ﻓﻬﻭ ﺍﻟﺴﻁﺞ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺠﺴﻡ ﺍﻟـﺫﻱ
ﻴﺤﻭﻴﻪ( ] ،4ﺹ.[127-126
● ﺍﻟﻔﺎﺭﺍﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻪ )ﺴﻁﺢ ﺍﻟﺠـﺴﻡ ﺍﻟﺤـﺎﻭﻱ ﻭﺴـﻁﺢ ﺍﻟﺠـﺴﻡ ﺍﻟﻤﺤـﻭﻱ ﻴـﺴﻤﻰ ﻤﻜﺎﻨـﺎ ﻭﻟـﻴﺱ ﻟﻠﻔـﺭﺍﻍ
ﻭﺠﻭﺩ(]،5ﺹ.[39
● ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ )ﻜﺎﻨﺕ( ﻋﻠﻰ ﺍﻨﻪ )ﺼﻭﺭﺓ ﻗﺒﻠﻴـﺔ ﻟﻠﺤـﺩﻭﺱ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻴـﺔ( ﻓﻬـﻭ ﺸـﺭﻁ ﺍﺴﺎﺴـﻲ ﻟﻭﺠـﻭﺩ ﻜﻴـﺎﻥ
ﺍﻟﺠﺴﻡ،6].ﺹ.[123
-2ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ
1-2ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻻﻭل :ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺘﻤﻅﻬﺭﺍﺘﻪ
ﻴﻌﺩ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺸﻜل ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﻭﺘﺭﻜﻴﺒﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻤﻥ ﺤﻴﺙ ﺍﺴﺎﻟﻴﺏ
ﺘﺠﺴﻴﺩ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ﺒﻤﺨﺘﻠﻑ ﺩﻻﻻﺘﻪ ،ﺍﺫ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻴﻤﺘﻠﻙ ﻗﻴﻤﺔ ﺭﻤﺯﻴﺔ ﻭﺩﻻﻟﻴﺔ ﻟﺫﺍ ﻨﺠﺩﻩ ﻴﺘﻤﻅﻬﺭ ﺒﺘﻤﻅﻬﺭﺍﺕ
ﻋﺩﺓ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﺨﻴﺎل ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﻟﺫﺍ ﻭﺠﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻥ ﻴﻔﺭﻁ ﻓﻲ ﺨﻴﺎﻟﻪ ﻟﻴﻤﺘﻠﻙ ﻓﻜﺭﺍ ﻴﻜﻔﻴﻪ ﻟﻼﺭﺘﻘﺎﺀ ﺒﺎﻟﻨﺹ " ،ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻠﻔﻅﻲ
ﺍﻟﻤﺘﺨﻴل ﺍﻱ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺼﻨﻌﺘﻪ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻨﺼﻴﺎﻋﺎ ﻻﻏﺭﺍﺽ ﺍﻟﺘﺨﻴﻴل ﻭﺤﺎﺠﺎﺘﻪ" ]،7ﺹ [261ﻓﺎﻟﻠﻐﺔ ﻨﻅﺎﻡ ﻤﻥ
ﺍﻟﻌﻼﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺭﻤﻭﺯ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﻀﻌﺔ ﻟﻠﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﻭﺤﺠﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺸﻐﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺒﺎﻻﻨﺴﺎﻥ
ﻤﻤﺎ ﻴﺤﻭل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻰ ﺍﻨﺴﺎﻕ ﻭﻗﺩ ﺍﻜﺩ ﻟﻭﺘﻤﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻻﻨﺴﺎﻥ ﺒﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻥ "ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﻏﺎﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺌﻬﺎ
ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺘﺨﻠﻕ ﺩﺍﺌﻤﺎ ﺤﻭﻟﻬﺎ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﻤﻨﻅﻤﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺘﺸﻤل ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺘﻤﺜﻼﺕ ﺍﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﻭﻨﻤﺎﺫﺝ
ﺴﻴﻤﻭﻁﻴﻘﻴﺔ ﻭﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺍﺨﺭﻯ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻻﺒﺩﺍﻋﻲ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ " ]،8ﺹ [65ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻨﻤﻭﺫﺠﺎ ﺨﻴﺎﻟﻴﺎ ﻟﺒﻨﺎﺀ
ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺒﻘﻭﺍﻋﺩ ﺘﺭﺘﻴﺒﻴﺔ ﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻔﺎﻋل ﻤﻊ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺒﺼﻭﺭ ﺘﻀﺎﺩﻴﺔ ﻤﺸﻜﻠﺔ ﺒﻌﺩﺍ ﺠﻤﺎﻟﻴﺎ
ﻤﻥ ﺍﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ﺒﻤﺎ ﻴﺤﻭﻴﻪ ﻤﻥ ﻓﻀﺎﺀﺍﺕ ﺨﻴﺎﻟﻴﺔ ﺘﺨﻠﻕ ﻋﻭﺍﻟﻡ ﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎل ﺒﺎﻟﺒﻌﺩ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻲ ﻟﻠﻤﻜﺎﻥ
ﻭﻫﻨﺩﺴﻴﺘﻪ ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻴﺤﺩﺩ ﺨﺎﺼﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻭﺘﻤﺘﺩ ﻓﻴﻪ ﻟﺘﺸﻐل ﺤﻴﺯﺍ ﺒﺼﻭﺭﺓ
ﺴﺎﻜﻨﺔ ﺍﻭ ﻤﺘﺤﺭﻜﺔ ،ﺜﺎﺒﺘﺔ ﺍﻭ ﻤﺘﻨﻘﻠﺔ ﺍﻻ " ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺠﺫﺏ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﺨﻴﺎل ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻥ ﻴﺒﻘﻰ ﻤﻜﺎﻨﺎ ﻤﺒﺎﻟﻴﺎ ﺫﺍ
ﺍﺒﻌﺎﺩ ﻫﻨﺩﺴﻴﺔ ﻭﺤﺴﺏ ﻓﻬﻭ ﻤﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﻋﺎﺵ ﻓﻴﻪ ﺒﺸﺭ ﺒﺸﻜل ﻤﻭﻀﻭﻋﻲ ﻓﻘﻁ ﺒل ﺒﻜل ﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺎل ﻤﻥ ﺘﺤﻴﺯ ﺍﻨﻨﺎ
ﻨﻨﺠﺫﺏ ﻨﺤﻭﻩ" ]،9ﺹ [31ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻻﻨﺠﺫﺍﺏ ﻻ ﻴﺄﺘﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺭﺍﻍ ﺒل ﺍﻨﻪ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺤﻤﻴﻤﻴﺔ ﺘﻨﺸﺄ ﺩﺍﺨل ﺍﻻﻨﺴﺎﻥ ﻟﻴﻜﻭﻥ
ﺍﻻﻨﺘﻤﺎﺀ ﻟﻠﻤﻜﺎﻥ ﻋﻔﻭﻴﺎ ،ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻔﻭﻴﺔ ﻻ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺭﺘﺒﻁﺔ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻟﻐﺭﺽ ﻤﺎ ﺒل ﻟﺼﻭﺭ ﺨﻴﺎﻟﻴﺔ
ﻭﺩﻻﻻﺕ ﻟﻬﺎ ﻤﺭﻤﻭﺯﺍﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺍﺭﺘﺒﻁﺕ ﺒﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﺫﺍﺘﻪ ﻭﻗﺩ ﺍﻜﺩ ﻴﻭﺭﻱ ﻟﻭﺘﻤﺎﻥ ﺍﻥ "ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻴﺵ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺒﺸﺭ
ﻤﻜﺎﻥ ﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻱ ﺍﻥ ﺍﻻﻨﺴﺎﻥ ﻴﺤﻭل ﻤﻌﻁﻴﺎﺕ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺤﺴﻭﺱ ﻭﻴﻨﻅﻤﻬﺎ ﻻ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﻭﻅﻴﻔﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻟﺴﺩ ﺤﺎﺠﺎﺘﻪ
ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ ﻓﻘﻁ ﺒل ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻋﻁﺎﺌﻬﺎ ﺩﻻﻟﺔ ﻭﻗﻴﻤﺔ" ]،10ﺹ [260ﻓﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﻴﺘﺠﺭﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﻜل ﺍﻟﺜﺎﺒﺕ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ
ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻲ ﺍﻟﻤﺭﺌﻲ ﺍﻟﻤﻠﻤﻭﺱ ﺒﺎﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻭﻤﻌﻴﺸﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩﺓ ،ﻭﻻ ﻫﻭ ﻤﺴﺎﺤﺎﺕ ﺘﻤﻜﻨﻪ ﻤﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻋﻤﺎﻟﻪ
287
ﻣﺠﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺑﻞ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ،اﻟﻤﺠﻠﺪ ،27اﻟﻌﺪد .2019 :4
Journal of University of Babylon for Humanities, Vol.(27), No.(4): 2019.
ﺍﻟﻴﻭﻤﻴﺔ ﺍﻭ ﺘﺴﺩ ﺤﺎﺠﺘﻪ ﺒﺤﻤﺎﻴﺘﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺒل " ﻓﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﺸﺄﻥ ﺍﻱ ﻋﻨﺼﺭ ﻤﻥ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻴﺘﺤﺩﺩ
ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﻭﺍﻋﻴﺔ ﻟﻠﻔﻨﺎﻥ ﻓﻬﻭ ﻟﻴﺱ ﺒﻨﺎﺀ ﺨﺎﺭﺠﻴﺎ ﻤﺭﺌﻴﺎ ﻭﻻ ﺤﻴﺯﺍ ﻤﺤﺩﺩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺤﺔ ﻭﻻ ﺘﺭﻜﻴﺒﺎ ﻤﻥ ﻏﺭﻑ
ﻭﺍﺴﻴﺠﺔ ﻭﻨﻭﺍﻓﺫ ﺒل ﻜﻴﺎﻨﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻟﻤﻐﻴﺭ ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﻭﻯ ﻋﻠﻰ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻤﺎ" ]،11ﺹ [23ﻓﺠﻤﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺒﻌﻼﻗﺎﺘﻪ
ﺍﻟﻤﺘﻀﺎﺩﺓ ﻭﺘﺼﺎﺩﻤﻪ ﺍﻟﻔﻜﺭﻱ ﻟﻠﻨﺎﺘﺞ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻴﺨﻠﻕ ﻓﻀﺎﺀ ﻤﻜﺎﻨﻴﺎ ﻤﺘﺸﺎﺒﻙ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻟﺘﻜﻭﻥ ﻓﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺸﺒﻜﺔ ﻤﻥ
ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﺭﺅﻯ ﻭﻭﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻀﺎﻤﻥ ﻤﻊ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻟﺘﺸﻴﺩ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺠﺭﻱ ﻓﻴﻪ ﺍﻻﺤﺩﺍﺙ ﺍﻱ ﺍﻟﺘﺼﺎﺩﻡ
ﺍﻻﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻲ ،ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﻻ ﺘﻨﻔﻙ ﻋﻥ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺯﻤﺎﻨﻴﺔ ﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﻜﻤﺎ ﺍﻜﺩ ﻻﻴﺒﺘﺯ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻫﻭ ﻨﻅﺎﻡ ﺘﻭﺍﺠﺩ ﺍﻻﺠﺴﺎﻡ
ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﻭﺍﺤﺩ ﺍﻱ ﺘﺯﺍﻤﻨﻬﺎ ﺤﻴﺙ ﻴﻘﻭل ﺒﺭﻫﻨﺕ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻟﻴﺱ ﺸﻴﺌﺎ ﺍﺨﺭ ﺴﻭﻯ ﻨﻅﺎﻡ ﻭﺠﻭﺩ
ﺍﻻﺸﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻼﺤﻅ ﻓﻲ ﺘﺯﺍﻤﻨﻬﺎ] ،12ﺹ.[279
ﻨﺎﻗﺽ)ﺍﻟﻁﺎﻫﺭ ﻭﻁﺎﺭ( ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻻ ﻴﺘﻌﺩﻯ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺘﺏ ﺍﻻﺸﻴﺎﺀ ﺒل ﺍﻨﻪ ﻤﻨﻅﻭﻤـﺔ ﺭﻤﺯﻴـﺔ
ﻭﻅﻴﻔﻴﺔ ﻓﻜﺭﻴﺔ ﺘﺒﺙ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﺩﻻﻻﺕ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻻ ﺘﺸﻴﺭ ﺍﻟﻰ ﺘﻘﻠﻴﺩ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻭ ﺍﻻﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﻴﻪ ﺒل ﻟﻪ ﻭﻅـﺎﺌﻑ ﻋـﺩﺓ
"ﻓﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﻻﻴﺅﺩﻱ ﺩﻭﺭ ﺍﻻﻴﻬﺎﻡ ﺒﺎﻟﻭﺍﻗﻊ ﻓﻘﻁ ﺒل ﺩﻭﺭﺍ ﺩﻻﻟﻴﺎ ﻭﻭﻅﻴﻔﻴﺎ ﻭﺍﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ "] ،13ﺹ ،[73ﻟﺫﺍ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻔـﺭﺍﻍ
ﺸﻲﺀ ﻭﻫﻤﻲ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﻭﺍﺠﺩﻩ ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻭﺼﻑ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻴﻭﺠﺩ ﻀﻤﻥ ﻤﻭﻗﻊ ﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﺍﻭ ﻨﻔـﺴﻲ ﺍﻭ
ﺤﺘﻰ ﻓﻜﺭﻱ ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻭﺍﻀﻊ ﺘﺸﻐل ﻤﺴﺎﺤﺎﺕ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﺍﺫﺍ ﻫﻲ ﻟﻴﺴﺕ ﻓﺎﺭﻏﺔ ﺍﻭ ﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋـﻥ ﺍﻟﻤﻜـﺎﻥ ﻭﻻ ﺍﻟﻤﻜـﺎﻥ
ﻤﺴﺘﻘل ﻋﻨﻬﺎ ﻤﺎﺩﻴﺎ ،ﻭﺒﺫﻟﻙ ﺘﺘﻤﻴﺯ" ﺍﺴﺘﺤﺎﻟﺔ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﻍ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺎﺱ ﺍﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺘﺼﻭﺭ ﺍﻟﻤﻜـﺎﻥ ﺍﻻ ﺍﺫﺍ
ﻜﺎﻥ ﻤﺴﺒﻭﻗﺎ ﺒﺎﻟﻤﻭﻀﻊ ﻭﻴﻤﻜﻥ ﺍﻥ ﻨﻔﻬﻡ ﻭﺒﻜل ﺴﻬﻭﻟﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺴﺒﻕ ﻨﻔﺴﻴﺎ ﻭﻴﻘﺼﺩ ﺒﺎﻟﻤﻭﻀﻊ ﺍﻟﻘﻁﻊ ﺍﻟـﺼﻐﻴﺭﺓ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺍﻻﺭﻀﻴﺔ ،ﻓﻼ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻤﺴﺘﻘﻼ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ،ﻓﺎﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺨﺼﺼﻪ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻫﻭ ﺍﻟﺠـﺴﻡ
ﻟﺫﻟﻙ ﻻﻴﺒﻘﻰ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻱ ﻤﻌﻨﻰ ﻟﻠﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﻍ" ] ،14ﺹ ،[51ﺠﺘﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻥ ﻴﻭﻏل ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻔـﺭﺍﻍ
ﺍﺫ ﺍﻨﻪ ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻭﺍﺤﺎﺴﻴﺱ ﺘﺩﺭﻙ ﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﺒﺎﻻﻨﺘﻤﺎﺀ ﻟﻠﻤﻜﺎﻥ " ﻓﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻨﺩﺭﻜﻪ ﺒﺤﻭﺍﺴـﻨﺎ ،ﻤﻜـﺎﻥ
ﻨﺴﺒﻲ ﻻ ﻴﻨﻔﺼل ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺴﻡ ﺍﻟﻤﺘﻤﻜﻥ ﻋﻠﻰ ﺤﻴﻥ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻲ ﻨﺩﺭﻜﻪ ﺒﻌﻘﻭﻟﻨﺎ ،ﺍﻟﻤﻜـﺎﻥ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀـﻲ ﻤﺠـﺭﺩ
ﻭﻤﻁﻠﻕ ﻭﻫﻭ ﻭﺤﺩﺓ ﻤﺘﺠﺎﻨﺴﺔ ﻭﻤﺘﺼل "] ،15ﺹ [413ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻻﺘﺼﺎل ﻴﺨﻠﻕ ﺸﻌﻭﺭﺍ ﻟﻠﻤﺘﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻴﺴﺘﺫﻜﺭ
ﺒﻭﺍﺴﻁﺘﻪ ﺍﺤﺩﺍﺜﺎ ﻓﻲ ﺯﻤﻥ ﻤﻀﻰ ﻜﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻁﻠﻼﻟﺫﻴﻠﻡ ﻴﻌﺩ ﻤﻔﻬﻭﻤﻪ ﺠﺎﻫﻠﻴﺎ ﻜﺎﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺍﻭ ﺍﻟـﺩﻴﺎﺭ ﺍﻭ ﺍﻟﻤﻨـﺎﺯل ﺒـل
ﺍﻟﻌﻭﺩﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻓﻘﺩﻩ ﻭﻭﺩﻋﻪ ﺒﺤﺯﻥ ﻭﺍﻟﻤﻨﺯل ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﻟﺩ ﺍﻟﺫﻜﺭﻴﺎﺕ " ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺭﻙ ﺘﻐﻤﺭﻩ ﺴﻴل ﻤﻥ
ﺍﻟﺫﻜﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺅﻟﻤﺔ ،ﻭﺼﻑ ﺤﺴﻲ ﻴﻠﺘﻔﺕ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻭﻴﺤﺎﻭل ﺍﻟﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺴﺭﻩ ﻴﻐﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺸﻘﻭﻗﺎ ﻭﺍﺨﺎﺩﻴﺩ
ﻴﺤﺘﻘﺭﻫﺎ ﺴﻴل ﺍﻟﺩﻫﺭ ﻓﺘﻨﺒﺠﺱ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻻﺤﺎﺴﻴﺱ ﻭﻗﺩ ﺍﺘﺭﻋﺕ ﻫﻤﺎ ﻭﺤﺯﻨﺎ ﺍﻤﻜﻨﺔ ﺘﺴﺘﺩﻋﻲ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﻨﻘﻁﻊ ﻴﻌﺘﺭﻴﻬـﺎ
ﺸﻌﻭﺭ ﺒﺎﻟﺤﺯﻥ "]،16ﺹ.[20
ﻴﺄﺘﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﺤﻴﺎﻨﺎ ﺒﻠﺤﻅﺎﺕ ﺘﺘﻤﺭﻜﺯ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻻ ﻴﻤﻜﻨﻪ ﺘﻐﺎﻀﻴﻬﺎ ﺍﻭ ﻨﺴﻴﺎﻨﻬﺎ ،ﻓﻴﻠﺠﺄ ﻟﺘـﺩﻭﻴﻨﻬﺎ ﻓـﻲ
ﺫﺍﻜﺭﺘﻪ ﻜﻲ ﻴﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﺍﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﻤﺤﻭﻫﺎ ﺍﻻ ﺍﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻗﻭﻯ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭﺭﻏﺒﺎﺘﻪ ﻓﺘﻤﺤﻭ ﺍﻤﺎﻜﻥ ﻭﻟﺤﻅﺎﺕ ﻭﺘﺘﻭﺍﻟﺩ
ﻤﻜﺎﻨﻬﺎ ﺍﺨﺭﻯ ﻟﻴﺒﺩﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻜﺄﻨﻪ ﻤﻜﺘﻭﺏ ﻜﺎﻟﺘﺄﺭﻴﺦ ﻤﺩﻭﻨﺎ "ﺒﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻟﻠﺤﻅﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺘﺴﻤﺕ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﺩ
ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻤﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻤﺎﺘﺯﺍل ﻓﻲ ﺯﺤﻤﺔ ﺍﻟﺘﺤﻭل ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺠﺭﻴـﻪ
ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﻤﺤﻭ ﻭﺘﺜﺒﻴﺕ ...ﺍﻨﻬﺎ ﻜﺘﺎﺒﺔ ﻤﺴﺘﻤﺭﺓ ﻭﻤﺤﻭ ﻤـﺴﺘﻤﺭ ﻴﺘـﺩﺍﻭﻻﻥ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟـﺼﺤﻴﻔﺔ"]،16
ﺹ [27-26ﺍﻜﺩ ﺒﺭﺍﺩﻟﻲ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﻌﺭﻓﺘﻪ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻻﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺤـﺴﻲ ﻜﺎﺠﺯﺍﺌـﻪ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ
ﻭﺤﺩﻭﺩﻩ ﺍﻟﺜﺎﺒﺘﺔ ﻭﻤﻭﺍﻀﻌﻪ ﺒل ﺍﻥ ﻤﻌﺭﻓﺘﻲ ﻻ ﺘﺘﻌﺩﻯ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﻲ ،ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺠﻤﻌﻨﻲ ﺒﻪ ﻗـﻭﺓ
ﺍﻻﻨﺘﻤﺎﺀ ﻭﺍﻻﺤﺎﺴﻴﺱ ﺍﻟﻠﺤﻅﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻭﻨﺘﻬﺎ ﻭﻜل ﻤﺎ ﻴﺭﺒﻁﻨﻲ ﺒﻪ ،ﻟﺫﻟﻙ ﻟﻴﺱ ﺒﻤﻘﺩﻭﺭﻱ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻜﻠـﻲ ﺒـل
ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻲ ﻭﺍﻜﺩ ﺫﻟﻙ ﺒﻘﻭﻟﻪ" ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻜﻭﺤﺩﺓ ﺘﺴﺘﺤﻴل ﻤﻌﺭﻓﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺒﺎﺸﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﺴـﺎﺱ ﺍﻥ
ﻤﻌﺭﻓﺘﻲ ﺒﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻭﺠﺩ ﻓﻴﻪ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﺒﻌﻨﺎﺼﺭ ﺍﻻﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺤﺴﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﺨﻭﻡ ﺍﻭ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ،ﺤﻴـﺙ
288
ﻣﺠﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺑﻞ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ،اﻟﻤﺠﻠﺪ ،27اﻟﻌﺪد .2019 :4
Journal of University of Babylon for Humanities, Vol.(27), No.(4): 2019.
ﺘﺘﻭﻗﻑ ﻤﻌﺭﻓﺘﻲ ﺒﻤﻜﺎﻨﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻲ ﻋﻨﺩ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﻻﻓﻕ ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻥ ﺍﺘﺨﻁﻰ ﺤﺩﻭﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺍﺌﺭﺓ ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟـﻴﺱ
ﺒﻤﻘﺩﺭﺘﻲ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻜﻠﻲ"]،17ﺹ ،[48ﻟﺫﻟﻙ ﺍﻭﺠﺩ ﺍﻴﻨﺸﺘﺎﻴﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺴﺒﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻤﺜل ﻓﻴﻪ ﺍﻻﺠﺴﺎﻡ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩﺍ
ﻟﻠﻤﻜﺎﻥ ﻏﻴﺭ ﻤﻨﻔﺼﻠﺔ ﻋﻨﻪ ﻭﻻ ﻤﺘﻭﺍﺠﺩﺓ ﻓﻴﻪ ﺒل ﻫﻲ ﺠﺯﺀﺍ ﻤﻤﺘﺩﺍ ﻤﻨﻪ " ،ﻓﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﻟﻴﺱ ﻤﻨﻔـﺼﻼ ﻋـﻥ ﺍﻻﺠـﺴﺎﻡ
ﻭﻟﻴﺴﺕ ﺍﻻﺠﺴﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻜﺎﻥ ﻭﺍﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﻤﻜﺎﻨﻲ ،ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻴﻔﻘﺩ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﻍ )ﺍﻟﺨـﻼﺀ( ﻤﻌﻨـﺎﻩ"]،18
ﺹ ،[5ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺎﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻻﻤﺘﺩﺍﺩﺍﺕ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﺤﻴﺎﻨﺎ ﻤﻨﺘﻘﻠﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﺤﻴﺎﻥ ﺍﺨﺭﻯ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﻭﻓﻘﺎ ﻻﻤﺎﻜﻥ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎل ﻭﺍﻤـﺎﻜﻥ
ﺍﻗﺎﻤﺔ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺩ "ﻤﺴﺭﺤﺎ ﻟﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻭﺘﻨﻘﻼﺘﻬﺎ ﻭﺘﻤﺜل ﺍﻟﻔﻀﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﻨﻔـﺴﻬﺎ،
ﻜﻠﻤﺎ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﺍﻤﺎﻜﻥ ﺍﻗﺎﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﺒﺘﺔ ﻤﺜل ﺍﻟﺸﻭﺍﺭﻉ ﻭﺍﻻﺤﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺤﻁﺎﺕ ﻭﺍﻤـﺎﻜﻥ ﻟﻘـﺎﺀ ﺍﻟﻨـﺎﺱ ﺨـﺎﺭﺝ ﺒﻴـﻭﺘﻬﻡ
ﻜﺎﻟﻤﺤﻼﺕ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻫﻲ ] ،19ﺹ ،[40ﻟﻜﻥ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻤﺴﺎﺤﺎﺕ ﻭﺤﺠﻭﻡ ﺍﺫ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻜـﺎﻥ
"ﻻ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻥ ﻜﻭﻨﻪ ﺍﺒﻌﺎﺩﺍ ﻫﻨﺩﺴﻴﺔ ﻭﺤﺠﻭﻤﺎ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﻨﻅﺎﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩﺓ ﻴـﺴﺘﺨﺭﺝ ﻤـﻥ
ﺍﻻﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﻤﻭﺴﺔ ﻤﺎ ﻴﺴﺘﻤﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺩ ﺍﻟﺫﻫﻨﻲ ﺍﻱ ﺍﻨﻪ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﺍﻟﺭﻤﺯﻴﺔ ﻟﻠﻤﻜﺎﻥ "] ،20ﺹ [5ﻭﻫـﺫﺍ ﻤـﺎ
ﻴﺴﻤﻰ ﺒﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺘﺒﻁ ﺒﻪ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭﻴﻨﺘﻤﻲ ﺍﻟﻴﻪ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﺤﺴﺎﺴﻪ ﺒﻪ ﻭﺸﻌﻭﺭﻩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻔﺯ ﻓﻴﻪ.
ﺘﻤﻅﻬﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﺩﻻﻻﺘﻪ ﻭﻗﻴﻤﻪ ﺍﻟﺭﻤﺯﻴﺔ ﻓﺘﺄﺭﺤﺞ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻭﻱ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻋﻠـﻰ ﻭﺍﺴـﻔل
ﻭﻴﻤﻴﻥ ﻭﻴﺴﺎﺭ ﻭﻓﻭﻕ ﻭﺘﺤﺕ ﻭﻫﻲ ﺍﻤﻜﻨﺔ ﻤﻠﻤﻭﺴﺔ ﻤﺩﺭﻜﺔ ﺒﺎﻟﺭﺅﻴﺎ ﻭﺍﻟﻨﻅﺭ ﺫﺍﺕ ﺍﺒﻌﺎﺩﺍ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺴـﺎﻜﻨﺔ ﻏﻴـﺭ
ﻤﺘﺤﺭﻜﺔ ،ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻫﻨﺩﺴﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﺒﻌﺎﺩ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺍﻥ ﻟﻠﺨﻴﺎل ﺩﻭﺭﺍ ﻜﺒﻴﺭﺍ ﻓﻲ ﺼﻨﻊ ﺍﻻﻤﻜﻨﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩ
ﻤﻨﻬﺎ ﻭﺍﻗﻌﻴﺎ ﻤﻊ ﺍﻀﻔﺎﺀ ﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺘﻭﺵ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﺘﺨﻴل ﻭﺍﺤﺎﺴﻴﺴﻪ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻁﻠل ﻭﺘﻜﻭﻥ ﻤﺭﺘﺒﻁـﺔ ﺒﺎﻟﻤﻜـﺎﻥ
ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻲ ﺒﺼﻭﺭ ﺫﻫﻨﻴﺔ ﻤﺨﺯﻭﻨﺔ ﻓﻲ ﺫﺍﻜﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻜﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺒﺘﺤﻭﻴل ﻤﻌﻁﻴﺎﺕ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺤﺴﻭﺱ ﺍﻟﻰ ﻓـﻀﺎﺀ
ﻴﺴﺩ ﺤﺎﺠﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﺍﻟﻠﻔﻅﻲ ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﺒﻌﻴﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﻠﻤﻭﺱ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﺠﺭﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﻜل ﺍﻟﺜﺎﺒـﺕ
ﺍﻟﻤﺭﺌﻲ ﻭﻗﺩ ﻴﻅﻬﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺒﻨﻅﺎﻡ ﺨﺎﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺩﺭﺍﻜﻴﺔ ﻜﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺴﺒﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﻨﻔﺼل
ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺘﻤﻜﻥ ﻓﻴﻪ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻲ ﺍﻟﻤﻁﻠﻕ،ﻭﻴﻅﻬﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺒﻬﻴﺌﺔ ﺘﺩﻭﻴﻥ ﻟﺤﻅﺎﺕ ﻻﺤـﺩﺍﺙ ﺤـﺼﻠﺕ ﻓـﻲ
ﺍﻤﺎﻜﻥ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻔﺭﺩ ﻨﺴﻴﺎﻨﻬﺎ ﻻﺭﺘﺒﺎﻁﻬﺎ ﺒﻤﺸﺎﻋﺭ ﻭﺍﺤﺎﺴﻴﺱ ﺤﺩﺜﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺍﻟﺒﻌﻴﺩ ﺍﻭ ﺍﻟﻘﺭﻴﺏ ﻟﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻜـﺎﻥ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﻲ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ،ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﻲ ﺍﻥ ﻴﻭﺠﺩ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ ،ﻭﺘﺨﺘﻠـﻑ ﻫـﺫﻩ
ﺍﻻﻤﺎﻜﻥ ﻟﻜﻭﻨﻬﺎ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﻭﺍﺨﺭﻯ ﺍﻨﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺀ ﺘﺘﻀﺎﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﻻﻤﻜﻨﺔ ﻭﺘﺘﺠﺎﻨﺱ ﺍﺤﻴﺎﻨﺎ ﻟﺘﺨﻠﻕ ﻓﻀﺎﺀ ﺠﻤﺎﻟﻴﺎ.
2-2ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ/ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ
ﻴﻌﺩ ﻋﻬﺩ ﺍﻟﻘﻴﺼﺭ ﺃﻟﻜﺴﻲ ﻤﻴﺨﺎﻴﻠﻭﻓﻴﺘﺵ ﻓﻲ ﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻋﺸﺭ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﻭﻻﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ،
ﺍﺫ ﻜﺎﻥ ﻏﺭﺽ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺍﺤﺩﺍ ﻤﻥ ﺩﻭﺍﻋﻲ ﺘﺄﺴﻴﺱ ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻲ ،ﻓﻜﺎﻨﺕ ﺍﻗﺎﻤﺔ
ﻤﺴﺎﺭﺡ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﺎﻟﻨﺒﻼﺀ ﻤﻥ ﺼﻴﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﻀﺔ ﺍﻨﺫﺍﻙ ﻓﺨﺼﺼﺕ ﺍﻤﺎﻜﻥ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻗﺼﻭﺭﻫﻡ ﻟﻌﺭﻭﺽ ﻭﺴﺎﻋﺩ
ﺫﻟﻙ ﻋﻠﻰ ﻅﻬﻭﺭ ﺍﻟﻤﻤﺜﻼﺙ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﺤﺼﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺫﻜﻭﺭ ،ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭﺡ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻘﺩﻡ ﺃﻋﻤﺎل
ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻭﺴﻴﻘﻴﻴﻥ ﺍﻷﻭﺭﻭﺒﻴﻴﻥ ﻤﺜل ﺍﻟﻜﺎﺘﺒﻴﻥ ﺠﺎﻥ ﺠﺎﻙ ﺭﻭﺴﻭ ﻭﺩﻴﻨﻲ ﺩﻴﺩﺭﻭ ﻭﺍﻟﻤﻭﺴﻴﻘﻴﻴﻥ ﻤﻭﻨﺴﻴﻨﻲ ﻭﻏﺭﻴﺘﺭﻱ
ﻭﺒﻴﺘﺸﻴﻨﻲ ﻭﻤﻭﺯﺍﺭﺕ .ﻭﺘﺩﺭﻴﺠﻴﺎ ﺒﺩﺃ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﻭﻥ ﺍﻟﺭﻭﺴﺏ ﺍﻟﻅﻬﻭﺭ ﺃﻴﻀﺎ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺘﺒﻭﺍ ﻤﺴﺭﺤﻴﺎﺕ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ
ﺭﻭﺴﻴﺔ] ،21ﺹ.[71
ﺒﺩﺃ ﺯﻤﻥ ﺍﻻﻨﻔﺠﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﻟﻠﻔﻨﻭﻥ ﻤﻊ ﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ﻋﺸﺭ ،ﻭﻤﻊ ﺒﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ﻜﺎﻨﺕ
ﺭﻭﺴﻴﺎ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﻘﺔ ،ﺍﺫ ﻜﺎﻨﺕ ﻴﻘﻅﺔ ﻭﻓﻭﺭﺍﻨﺎ ﺸﺎﻤﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ
ﺍﻨﺒﺜﻘﺕ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﺭﻫﺎﺼﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ،ﻓﺒﺭﺯﺕ ﺍﺴﻤﺎﺀ ﺍﺜﺎﺭﺕ ﻓﻴﻨﺎ ﺍﻟﺩﻫﺸﺔ ﺍﻤﺜﺎل ﺘﻭﻟﺴﺘﻭﻱ ،ﺩﺴﻴﻭﺘﻭﻓﺴﻜﻲ،
ﺘﺸﻴﺨﻭﻑ ،ﺠﻭﺠﻭل ،ﺘﺸﺎﻴﻜﻭﻓﺴﻜﻲ ،ﺭﻴﻤﺴﻜﻲ ،ﻜﻭﺭﺴﺎﻜﻭﻑ ،ﺸﺎﻟﻴﺒﻨﻲ ،ﺩﻴﺎ ﺠﻴﻠﻴﻑ ،ﺒﺎﻓﻠﻭﻓﺎ ،ﻜﺎﺭ ﺴﺎﻓﻴﻨﺎ،
ﻨﻴﺠﻨﺴﻜﻲ ،ﺒﺎﺴﻜﺕ ،ﺒﻨﻭﺍ ،ﻻﻴﻔﻭﻜﻴﻥ ،ﻭﺴﺘﺎﻨﺴﻼﻓﺴﻜﻲ ﺍﺫ ﻜﺎﻥ ﺍﻻﺨﻴﺭ ﻤﻬﻴﻤﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﺨﺎﺼﺔ
289
ﻣﺠﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺑﻞ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ،اﻟﻤﺠﻠﺪ ،27اﻟﻌﺪد .2019 :4
Journal of University of Babylon for Humanities, Vol.(27), No.(4): 2019.
ﻭﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﻋﺎﻤﺔ ﺍﺫ ﻜﺎﻥ ﻋﻅﻴﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻨﺠﺯﻩ ﻜﻤﺨﺭﺝ ﻤﺴﺭﺤﻲ ﻭﻜﻤﻤﺜل ،ﻭﺍﻓﻀل ﺍﻀﺎﻓﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﺍﻟﺫﻱ
ﺍﻟﻘﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺘﻜﻨﻴﻙ ﺍﻟﻤﻤﺜل ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ﺒﻤﻨﻬﺠﻪ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻻﺩﺍﺀ ﺍﻟﺠﻴﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻡ ﺘﻁﻭﻴﺭﻩ ﻭﺘﻁﻭﻴﻌﻪ ﻟﻴﻼﺌﻡ
ﺍﻤﺯﺠﺔ ﺸﻌﻭﺏ ﻤﺘﺒﺎﻴﻨﺔ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻟﻘﺎﺅﺓ ﺒﺩﺍﻨﺸﻨﻜﻭ ﻋﺎﻤﺎ ﻟﻪ ﺍﺜﺎﺭﻩ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﺍﺫ ﺍﻨﺸﺄ ﻤﻌﻪ )ﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﻔﻥ( ﻓﻜﺄﻨﻤﺎ ﻴﻌﻠﻨﺎﻥ
ﺜﻭﺭﺘﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ ﻭﺍﻻﻋﻼﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻻﺩﺍﺀ ﻭﻋﻠﻰ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺍﻟﻨﺠﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻭل ﺩﻭﻥ ﺘﻁﻭﻴﺭ ﻓﺭﻴﻕ ﺍﻟﻌﻤل
ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ﻭﺤﺘﻰ ﻋﺎﻡ ﻟﻘﻲ ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﻨﺠﺎﺤﺎ ﻫﺎﺌﻼ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﻘﺩﻴﻡ ﺍﻋﻤﺎل ﺘﺸﻴﺨﻭﻑ ﻭﺠﻭﺭﻜﻲ ﻭﺍﺒﺴﻥ ﻭﻜﻨﺕ ﻫﺎﻤﺱ
ﻭﺸﻜﺴﺒﻴﺭ ﻭﺘﻭﻟﺴﺘﻭﻱ ﺒﻤﺴﺘﻭﻯ ﺭﻓﻴﻊ ﻏﻴﺭ ﻤﺄﻟﻭﻑ ﻟﺘﺼﻤﻴﻡ ﺍﻟﻤﻨﺎﻅﺭ ﻭﺍﻻﺨﺭﺍﺝ ﻭﺍﻻﺩﺍﺀ،22] .ﺹ.[24-21
ﻜﺎﻥ ﻤﺴﺭﺡ ﺘﺸﻴﻜﻭﻑ ﺒﺴﻴﻁﺎﹰ ﻤﺜل ﻗﺼﺼﻪ ﺘﺘﺤﺩﺙ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ ﺤﺩﻴﺜﺎ ﻁﺒﻴﻌﻴﺎ ﻻ ﻋﺭﺽ ﻭﺘﻁﻭﺭ ﻭﺘﺄﺯﻡ
ﻭﺍﻨﻔﺭﺍﺝ ﻓﻴﻪ ﻓﻬﻭ ﻤﺴﺭﺡ ﺨﺎل ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩﺓ ﺒل ﺍﻨﻪ ﻴﻜﺎﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺨﺎﻟﻴﺎﹰ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ،ﻭﺼﻔﻪ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﺒﺎﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﻏﻴﺭ
ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻑ ﺍﻟﺼﻨﻌﺔ ﻭﻭﺼﻔﻭﻩ ﺒﺎﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺭﻗﻴﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﻌﻰ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻴﺴﺘﻠﻬﻤﻬﺎ ﻟﻴﻜﻭﻥ ﻜل ﺸﻲﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ
ﻤﻭﻀﻌﻪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ،ﻭﻻ ﻴﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﺍﻟﺫﻫﻭل ﻭﻻ ﺍﻟﺩﻫﺸﺔ ﻻ ﺘﺸﺘﻤل ﺍﺸﻴﺎﺀﺍ ﻏﻴﺭ ﻤﺄﻟﻭﻓﺔ ،ﺍﺫ ﺩﺨل ﺘﺸﻴﻜﻭﻑ
ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﻤﻥ ﺒﺎﺏ ﺍﺨﺭ ﻟﻡ ﻴﻁﺭﻗﻪ ﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺍﻨﻪ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻻﺤﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﺭﻫﻑ ﺒﻤﻭﺴﻴﻘﺎ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ،23].
ﺹ [41-40ﻭﺒﺭﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﻤﻤﺜﻠﻭﻥ ﻋﺒﺎﻗﺭﺓ ﺍﻤﺜﺎل ﺸﻴﺒﻜﻴﻥ ،ﻤﺎﺘﺸﺎﻟﻭﻑ ،ﻴﺭﻤﻭﻟﻭﻨﺎ ،ﺴﺎﺩﻭﻓﺴﻜﻲ،
ﺍﻴﻔﺎﻨﻭﻑ ،ﻜﺎﺭﻴﻭﻟﺴﻜﻲ ،ﺴﺘﺭﻨﺒﺘﻭﻑ ،ﻜﺎﻤﻴﺴﺎﺭ ﺠﻴﻔﻨﻜﺎﻴﺎ ،24].ﺹ[43
ﺍﺼﻁﺒﻐﺕ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﺒﺎﻻﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻁﻭﻟﺔ ﺍﻟﺜﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﺍﺫ ﺍﻅﻬﺭ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﻜﺘﺎﺏ ﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﺎﺕ ﻋﻴﻭﺏ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻓﺴﺩ ﺍﻟﺒﻠﺩ ﻭﻁﺒﻴﻌﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻭﻩ ﺍﻟﻭﻋﻲ
ﺍﻻﻨﺴﺎﻨﻲ ﻭﺍﻟﺘﺼﻭﺭ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺒﺎﻟﻘﻴﻡ ﺍﻻﺨﻼﻗﻴﺔ ،ﻓﺘﺤﺩﺩﺕ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺘﻪ ﺒﺎﺘﺠﺎﻩ ﻤﺘﻜﺎﻤل ﻤﺭﺘﺒﻁ ﺒﻌﺼﺭ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻜﻨﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ،ﻭﺒﺩﺃ ﺍﻨﺘﻌﺎﺵ ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﺒﻌﺩ ﺍﻥ ﻋﺎﻨﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻻﻨﺘﺎﺝ ﺒﻌﺭﺽ )ﻤﺎﺭﻱ( ﻟـ ) ﺍ.
ﺴﺎﻟﻴﻨﻜﻭﻯ (1969ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺸﻬﺩ ﺠﺩﻻ ﻜﺒﻴﺭﺍ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺨﺸﺒﺔ ﻤﺴﺭﺡ ﻤﺎﻴﻜﻭﻓﺴﻜﻲ ﺍﺫ ﺘﺤﺩﺩ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻌﺭﺽ ﻤﺠﺭﻯ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻋﻥ )ﺍﻻﺴﻭﺍﺭ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ( ﻭ )ﺍﻻﺴﻭﺍﺭ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ( ﻭﺭﺠﺎل ﺍﻻﻋﻤﺎل ،ﻋﺭﺽ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻨﻪ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺩﻑﺀ ﺍﻟﺭﻭﺤﻲ ﻓﺎﻥ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﻨﺴﺎﻥ ﻻ ﺘﺸﺘﻌل ﺒﺎﻟﻨﻴﺭﺍﻥ ﺤﺘﻰ ﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺍﺸﺩ ﺍﻟﻤﺼﺎﺒﻴﺢ ،ﻭﻴﻤﻜﻥ
ﺒﺫﻟﻙ ﺍﻥ ﻨﻁﻠﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﺒﺎﻟﻤﺘﺤﻤﺴﺔ ﺍﺫ ﺍﺨﺫﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻘﻬﺎ ﺩﻭﺭﺍ ﻤﻬﻤﺎﹰ ﻓﻲ
ﻤﺠﺎل ﺍﻻﺩﺏ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ،ﺍﺫ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﺭﺍﺠﻴﺩﻴﺎ ﻋﻤﻭﻤﺎ ﻓﻥ ﺩﺨﻴل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﻭﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻜﻤﺎ ﻴﺭﺍﻩ
ﺍﻟﻨﺎﻗﺩ ﺍﻥ ﺍﻟﻔﻥ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﻓﻲ ﺠﻭﻫﺭﻩ ﻓﻥ ﻭﻁﻨﻲ ﻭﺩﻴﻨﻲ ﺘﺒﺸﻴﺭﻱ ﻭﺘﺨﺩﻴﺭﻱ ﻴﺩﻕ ﻨﺎﻗﻭﺱ ﺍﻟﺨﻁﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ
ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﺘﺘﺴﻡ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﺭﺍﺠﻴﺩﻴﺎ ﺒﻤﻬﺎﻡ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﺜﺎﺭﺕ ﺍﻟﺭﺘﺎﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻭﻤﻴﺔ ﻭﻀﻴﻕ ﺍﻻﻓﻕ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ
ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ) ﻑ.ﺱ .ﺭﻭﺯﻭﻑ( ﻓﻜﺎﻨﺕ ﻤﻌﻅﻡ ﻨﺼﻭﺼﻪ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﺘﺨﺩﻡ ﺼﺤﻭﺓ ﺍﻟﻌﻘل ﺍﻻﻨﺴﺎﻨﻲ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﺠل
ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻭﺍﺴﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﻭﺍﻟﺸﻔﻘﺔ ﻭﺤﺏ ﺍﻻﻨﺴﺎﻥ ﻻﺨﻴﻪ ﺍﻻﻨﺴﺎﻥ ﻭﻗﺒل ﻜل ﺸﻲﺀ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ]،25ﺹ.[24
ﺒﺭﺯ ﻋﺩﺩﺍ ﻜﺒﻴﺭﺍ ﻤﻥ ﻤﺅﻟﻔﻲ ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﻤﻥ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻻﻋﻤﺎﺭ ﻭﺍﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻭﺍﻻﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ
ﺘﻡ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺒﻴﻨﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺩ ﺒﻤﺼﻁﻠﺤﺎﺕ "ﺍﻟﻤﻭﺠﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ "ﻓﻲ ﺒﺩﺍﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ،ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﺒﺩﺍﻋﺎﺕ ل .ﺒﺘﺭﻭﺸﻴﻔﻜﺎﻴﺎ،
ﺍ .ﺠﺎﻟﻴﻨﺎ ،ﻑ .ﺁﺭﻭ .ﺱ .ﺯﻟﻭﺘﻨﻜﺭﻑ ﻭﻏﺭﻴﻐﻭﺭﻱ ﻏﻭﺭﻴﻥ ،ﺍﺫ ﺘﻌﺩ ﻤﺴﺭﺤﻴﺎﺘﻬﻡ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﻓﻲ ﺘﻁﻭﻴﺭ ﺍﻟﺩﺭﺍﻤﺎ
ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﺍﻟﺭﻭﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﺸﻐل ﺒﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺭﻭﺴﻴﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻜﺎﺸﻔﺔ ﻋﻥ ﺍﻻﻨﺤﻼل ﺍﻻﺨﻼﻗﻲ ﻭﻋﺩﻡ
ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺭﻭﺤﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻭﺤﺵ ﻋﺎﺭﻀﺔ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﻓﻲ ﻅﺭﻭﻑ ﺯﻤﻥ ﺍﻟﺭﻜﻭﺩ ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺘﻠﻘﺕ ﺍﻟﻠﻭﻡ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺩﻭﺩﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺴﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ ،ﻭﻗﺩ ﻜﺭﺱ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ﺍﻟﻴﻜﺴﻨﺩﺭ ﻨﻴﻜﻭﻻﻴﻑ ﻨﺼﻑ ﻗﺭﻥ ﻤﻥ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻓﻲ
ﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻻﻋﻤﺎل ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﺍﺫ ﻜﺘﺏ ﺍﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺜﻼﺜﻴﻥ ﻋﻤﻼ ﻤﺴﺭﺤﻴﺎ ﻟﻼﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ﺍﻟﺨﺎﻟﺹ ،ﻭﻴﻼﺤﻅ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺘﺠﺩﻴﺩ ﺍﻟﻨﻭﻋﻲ ﻟﻠﻔﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺭ ﻭﺍﻟﻤﺘﻭﺍﺼل ﻟﻠﺸﻜل ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺨﺭﺝ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﺍﻻﺩﺒﻲ ﺒﺎﻟﺩﺭﺍﻤﺎ ﻭﻻ ﺍﻟﻜﻭﻤﻴﺩﻴﺎ ﻭﻻ
ﺍﻟﺘﺭﺍﺠﻴﺩﻴﺎ ،25] ،ﺹ ،[119ﺍﻤﺎ ﻏﺭﻴﻐﻭﺭﻱ ﻏﻭﺭﻴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﺩﺃ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻁﺒﻴﺒﺎ ﻓﻲ ﻤﻭﺴﻜﻭ ﻭﻤﺎﺭﺱ ﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻟﻠﻭﺤﺎﺕ
290
ﻣﺠﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺑﻞ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ،اﻟﻤﺠﻠﺪ ،27اﻟﻌﺪد .2019 :4
Journal of University of Babylon for Humanities, Vol.(27), No.(4): 2019.
ﺍﻟﺴﺎﺨﺭﺓ ﺍﻟﻨﺎﻗﺩﺓ ﻟﻨﺠﻭﻡ ﺍﻟﻤﻨﻭﻋﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺎﺯ ﻭﺍﻻﺫﺍﻋﺔ ،ﺜﻡ ﺍﻨﺘﻘل ﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺎﺕ ﺍﺫ ﻜﺘﺏ ﺍﻜﺜﺭ ﻤﻥ
ﻋﺸﺭ ﻤﺴﺭﺤﻴﺎﺕ ﺘﺭﺠﻤﺕ ﺍﻟﻰ ﻟﻐﺎﺕ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﺍﺠﻨﺒﻴﺔ ﻭﻋﺭﺒﻴﺔ ،ﻤﻥ ﺃﺸﻬﺭﺍﻻﻋﻤﺎل ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺘﺒﻬﺎ ﻤﺴﺭﺤﻴﺔ
»ﺃﻨﺴﻭﺍ ﻫﻴﺭﻭﺴﺘﺭﺍﺕ« ﻋﺎﻡ ) (١٩٧٠ﺍﺫ ﻗﺩﻤﺕ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺎﺭﺡ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﻴﺘﻲ ﻭﺘﺸﻴﻜﻭﺴﻠﻭﻓﺎﻜﻴﺎ ﻭﺒﻭﻟﻨﺩﺍ ﻭﻓﻨﻠﻨﺩﺍ
ﻭﺴﻭﺭﻴﺔ ،ﻭﻤﺴﺭﺤﻴﺔ» ﺘﻴل ﺃﻭﻴﻠﻨﺸﺒﻴﻐل « ﻋﺎﻡ ) (١٩٧٤ﻗﺩﻤﺕ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺎﺭﺡ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﻴﺘﻲ ،ﺘﺸﻴﻜﻭﺴﻠﻭﻓﺎﻜﻴﺎ،
ﺃﻟﻤﺎﻨﻴﺎ،ﻫﻭﻟﻨﺩﺍ ﻭﺍﻟﻨﻤﺴﺎ ،ﻭﻤﺴﺭﺤﻴﺔ »ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﺒﻨﺎﻩ ﺴﻭﻴﻔﺕ« ﻋﺎﻡ ) (١٩٨٠ﻗﺩﻤﺕ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺎﺭﺡ ﺍﻻﺘﺤﺎﺩ
ﺍﻟﺴﻭﻓﻴﻴﺘﻲ ،ﺘﺸﻴﻜﻭﺴﻠﻭﻓﺎﻜﻴﺎ ،ﺒﻠﻐﺎﺭﻴﺎ ﻭﺍﻟﻭﻻﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺩﺓ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ ،ﻭﻜﺎﻥ ﺩﺨﻭل ﻏﻭﺭﻴﻥ ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ
ﺍﻟﺭﻭﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﻤﻌﺎﻨﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻘﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻭﻤﻴﺩﻴﺎ ﺍﻟﺠﺎﺩﺓ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﻌﺩ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﺍﻟﺸﺎﻤل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﻌﻰ ﺍﻟﻰ
ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﻟﻸﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﻤﻴﺯﺓ ﻓﺘﺭﺓ ﺍﻟﺭﻜﻭﺩ ،ﻓﺘﻠﻘﻔﺕ ﻤﺴﺎﺭﺡ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ -ﻤﻭﺴﻜﻭ
ﻭﻟﻴﻨﻨﻐﺭﺍﺩ -ﺜﻤﺎﺭ ﺇﺒﺩﺍﻉ ﻏﻭﺭﻴﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺩﺕ ﺍﻷﻭﻜﺴﺠﻴﻥ ﻷﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﻠﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﺍﻟﻌﺭﻴﻕ،ﻓﺩﺨﻠﺕ
ﻤﺴﺭﺤﻴﺔ » ﺘﻴل ﺃﻭﻴﻠﻴﻨﺸﺒﻴﻐل « ﺤﻴﺯ ﺍﻹﺨﺭﺍﺝ ﻭﻫﻲ ﻤﺠﺭﺩ ﻓﻜﺭﺓ ﺩﺭﺍﻤﻴﺔ ﻗﺎل ﺍﻟﻤﺨﺭﺝ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻤﺎﺭﻙ
ﺯﺍﺨﺎﺭﻭﻑ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺨﺭﺝ ﺃﻭل ﻋﺭﺽ ﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ»ﺘﻴل ﺃﻭﻴﻠﻴﻨﺸﺒﻴﻐل« ﻋﺎﻡ ١٩٧٤ﻓﻲ ﻤﺴﺭﺡ ﺒﻤﻭﺴﻜﻭ» :ﻟﻘﺩ ﺃﺤﺩﺙ
ﺘﻴل ﺜﻐﺭﺓ ﻓﻲ ﺭﻴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺘﻔﺭﺠﻴﻥ ﻭﺃﻋﺎﺩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﺃﻤﺎﻡ ﺃﺒﻁﺎل ﻤﺴﺭﺤﻴﻴﻥ ﺁﺨﺭﻴﻥ« ،ﺤﻅﻲ
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺭﺽ ﺒﻨﺠﺎﺡ ﻫﺎﺌل ﻭﺍﺴﺘﻤﺭ ﻟﻘﺎﺀ ﺘﻴل ﺒﺎﻟﻤﺘﻔﺭﺠﻴﻥ ﺴﻨﻭﺍﺕ ﻋﺩﻴﺩﺓ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻤﺎ ﻴﺯﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺨﻤﺴﻤﺎﺌﺔ ﻋﺭﺽ
ﻤﺴﺭﺤﻲ .ﺘﻭﻓﹼﻲ ﻏﺭﻴﻐﻭﺭﻱ ﻏﻭﺭﻴﻥ ﻋﺎﻡ ،26]٢٠٠٠ﺹ.[9-6
ﺒﺭﺯﺕ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺭﻴﺴﺘﺭﻭﻴﻜﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﻓﻠﻡ ﺘﻌﺩ ﻫﻨﺎﻙ ﺴﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻤﺭ ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺴﺎﺌﺩﺍ ﻓﻲ
ﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺭﻜﻭﺩ ،ﺒل ﻨﺸﺄﺕ ﻤﺴﺎﺭﺡ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﺘﺘﻔﺎﻭﺕ ﻓﻲ ﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻜﻤﺴﺎﺭﺡ )ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺍﺡ ﺍﻟﺨﺸﺏ() ،ﺩﺍﺨل
ﺍﻟﺒﻭﺍﺒﺔ() ،ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﻙ()،ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ() ،ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ( ﻭ)ﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﻌﺒﺙ /ﺍﻟﻼﻤﻌﻘﻭل( ،ﻭﺒﺭﺯﺕ
ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﻋﺩﺓ ﻤﻨﻬﺎ )ﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﻁﻠﻴﻌﺔ() ،ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺴﻴﺭﻴﺎﻟﻲ() ،ﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﻼﻤﻌﻘﻭل( ،ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺫﻫﻨﻲ() ،ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ
ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ() ،ﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻴﻥ( ﻭ)ﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺴﺤﺭﺓ( ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻭﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺭﺒﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ
ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭﺡ ﻗﺎﻋﺩﺓ ﻟﻼﻨﻁﻼﻕ ﻨﺤﻭ ﻤﺴﺭﺡ ﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ،26].ﺹ ،[247ﻓﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻠﺩﺭﺍﻤﺎ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ
ﺍﻟﺭﻭﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﺍﻀﻔﺕ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﻤﺎل ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻤﻥ ﺨﻼل ﻅﻬﻭﺭ
ﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻭﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺸﻜل ﻭﺍﻟﻤﻀﻤﻭﻥ ،ﺍﺫ ﺴﻠﻁﺕ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺙ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻻﻨﺴﺎﻨﻲ ﺒﺸﻜل ﻓﻨﻲ ﺤﻴﻭﻱ.
]،27ﺹ [182ﻭﺒﻬﺫﺍ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﻗﺩ ﺘﺨﻁﻰ ﺍﻟﺭﻜﻭﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﺴﺎﺌﺩﺍ ﻭﻜﺴﺭ ﻗﻴﻭﺩ ﺍﻻﻨﻐﻼﻕ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﻤﻭﺴﻌﺎ ﺍﻻﻓﻕ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻓﻲ ﻨﺼﻭﺼﻪ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻤﺘﺒﺎﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺘﻬﺎ
ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﻋﺩﺓ.
291
ﻣﺠﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺑﻞ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ،اﻟﻤﺠﻠﺪ ،27اﻟﻌﺪد .2019 :4
Journal of University of Babylon for Humanities, Vol.(27), No.(4): 2019.
.5ﻓﻀﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺸﺒﻜﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﺭﺅﻯ ﻭﻭﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻀﺎﻤﻥ ﻤﻊ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻟﺘﺸﻴﺩ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟـﺫﻱ
ﺘﺠﺭﻱ ﻓﻴﻪ ﺍﻻﺤﺩﺍﺙ.
.6ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻨﺩﺭﻜﻪ ﺒﺤﻭﺍﺴﻨﺎ ،ﻤﻜﺎﻥ ﻨﺴﺒﻲ ﻻ ﻴﻨﻔﺼل ﻋﻥ ﺍﻟﺠﺴﻡ ﺍﻟﻤﺘﻤﻜﻥ ﻋﻠﻰ ﺤﻴﻥ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻜـﺎﻥ ﺍﻟﻤﺜـﺎﻟﻲ
ﻨﺩﺭﻜﻪ ﺒﻌﻘﻭﻟﻨﺎ ،ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻲ ﻤﺠﺭﺩ ﻭﻤﻁﻠﻕ ﻭﻫﻭ ﻭﺤﺩﺓ ﻤﺘﺠﺎﻨﺴﺔ ﻭﻤﺘﺼل.
.7ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻁﻠل ﻫﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻭﺍﻟﺩ ﻟﻠﺫﻜﺭﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﺘﻐﻤﺭﻩ ﺴﻴل ﻤﻥ ﺍﻟﺫﻜﺭﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺅﻟﻤﺔ.
.8ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺒﺎﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﻠﺤﻅﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺘﺴﻤﺕ ﻓﻲ ﻗﺭﺍﺭﺓ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻤﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﺼـﺭ
ﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺩﺓ.
ﺘﺘﻭﻗﻑ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺒﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻲ ﻋﻨﺩ ﺩﺍﺌﺭﺓ ﺍﻻﻓﻕ ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻥ ﻴﺘﺨﻁﻰ ﺍﻻﻨﺴﺎﻥ ﺤﺩﻭﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺍﺌﺭﺓ .9
ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻴﺱ ﺒﻤﻘﺩﻭﺭﻩ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻜﻠﻲ.
.10ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺭﻱ ﻴﺭﺘﺒﻁ ﺒﻪ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭﻴﻨﺘﻤﻲ ﺍﻟﻴﻪ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﺤﺴﺎﺴﻪ ﺒﻪ ﻭﺸﻌﻭﺭﻩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻔﺯ ﻓﻴﻪ.
.11ﻴﻤﺜل ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻲ ﺍﻋﻠﻰ ﻭﺍﺴﻔل ﻭﻴﻤﻴﻥ ﻭﻴﺴﺎﺭ ﻭﻓﻭﻕ ﻭﺘﺤﺕ ﻭﻫﻲ ﺍﻤﻜﻨﺔ ﻤﻠﻤﻭﺴﺔ ﻤﺩﺭﻜﺔ ﺒﺎﻟﺭﺅﻴﺎ ﻭﺍﻟﻨﻅﺭ
ﺫﺍﺕ ﺍﺒﻌﺎﺩٍ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺴﺎﻜﻨﺔ ﻏﻴﺭ ﻤﺘﺤﺭﻜﺔ ،ﻗﺩ ﺘﻜﻭﻥ ﻫﻨﺩﺴﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﺒﻌﺎﺩ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ.
.12ﺒﺭﺯﺕ ﺍﺴﻤﺎﺀ ﻜﺘﺎﺏ ﻭﻤﺨﺭﺠﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﺍﺜﺎﺭﺕ ﻓﻴﻨﺎ ﺍﻟﺩﻫﺸﺔ ﺍﻤﺜﺎل ﺘﻭﻟﺴﺘﻭﻱ ،ﺩﺴﻴﻭﺘﻭﻓـﺴﻜﻲ،
ﺘﺸﻴﺨﻭﻑ ،ﺠﻭﺠﻭل ،ﺘﺸﺎﻴﻜﻭﻓﺴﻜﻲ ،ﺭﻴﻤﺴﻜﻲ ،ﻜﻭﺭﺴﺎﻜﻭﻑ ،ﺸﺎﻟﻴﺒﻨﻲ ،ﺩﻴﺎ ﺠﻴﻠﻴـﻑ ،ﺒﺎﻓﻠﻭﻓـﺎ ،ﻜـﺎﺭ ﺴـﺎﻓﻴﻨﺎ،
ﻨﻴﺠﻨﺴﻜﻲ ،ﺒﺎﺴﻜﺕ ،ﺒﻨﻭﺍ ،ﻻﻴﻔﻭﻜﻴﻥ ،ﻭﺴﺘﺎﻨﺴﻼﻓﺴﻜﻲ.
.13ﺍﺼﻁﺒﻐﺕ ﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﺒﺎﻻﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻁﻭﻟﺔ ﺍﻟﺜﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟـﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ
ﻭﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﻨﺎﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ.
.14ﺒﺭﺯﺕ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺭﻴﺴﺘﺭﻭﻴﻜﺎ ﻋﻠﻰ ﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﻓﻠﻡ ﺘﻌﺩ ﻫﻨﺎﻙ ﺴﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻤﺭ ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺴﺎﺌﺩﺍ ﻓﻲ
ﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺭﻜﻭﺩ.
.15ﻨﺸﺄﺕ ﻤﺴﺎﺭﺡ ﺼﻐﻴﺭﺓ ﺘﺘﻔﺎﻭﺕ ﻓﻲ ﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻜﻤﺴﺎﺭﺡ )ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺍﺡ ﺍﻟﺨﺸﺏ() ،ﺩﺍﺨل ﺍﻟﺒﻭﺍﺒﺔ() ،ﻋﻠﻰ
ﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﻙ()،ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﺭ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ() ،ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ( ﻭ)ﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﻌﺒﺙ /ﺍﻟﻼﻤﻌﻘﻭل( ،ﻭﺒﺭﺯﺕ ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﻋـﺩﺓ
ﻤﻨﻬﺎ )ﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﻁﻠﻴﻌﺔ() ،ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺴﻴﺭﻴﺎﻟﻲ() ،ﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﻼﻤﻌﻘﻭل( ،ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺫﻫﻨﻲ() ،ﺍﻟﻤـﺴﺭﺡ ﺍﻟﻔﻠـﺴﻔﻲ(،
)ﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻴﻥ( ﻭ )ﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺴﺤﺭﺓ( ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ.
292
ﻣﺠﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺑﻞ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ،اﻟﻤﺠﻠﺪ ،27اﻟﻌﺪد .2019 :4
Journal of University of Babylon for Humanities, Vol.(27), No.(4): 2019.
ﻋﻴﻨﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ :ﺍﻋﺘﻤﺩ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﺎﻥ ﺍﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﻘﺼﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻋﻴﻨﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﺎﺨﺘﺎﺭﺍ ﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ) ﺍﻟﺒﻴـﺕ ﺍﻟـﺫﻱ ﺸـﻴﺩﻩ
ﺴﻭﻴﻔﺕ( ﺒﻤﺎ ﻴﺘﻔﻕ ﻭﻫﺩﻑ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻭﻤﻭﻀﻭﻋﻪ.
ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺒﺤﺙ :ﺍﻋﺘﻤﺩ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻭﺼﻔﻲ ﺒﺎﺴﻠﻭﺏ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﺒﻭﺼﻔﻪ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻔﻕ ﻭﻫﺩﻑ ﺍﻟﺒﺤﺙ.
293
ﻣﺠﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺑﻞ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ،اﻟﻤﺠﻠﺪ ،27اﻟﻌﺪد .2019 :4
Journal of University of Babylon for Humanities, Vol.(27), No.(4): 2019.
ﺍﺩﺍﺓ ﺍﻟﺒﺤﺙ :ﺴﻴﻘﻭﻡ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﺎﻥ ﺒﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﻓﻕ ﻤﺎ ﺍﺴﻔﺭ ﻋﻨـﻪ ﺍﻻﻁـﺎﺭ
ﺍﻟﻨﻅﺭﻱ ﻟﻠﺒﺤﺙ ﻤﻥ ﻤﺅﺸﺭﺍﺕ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻤﺩﺕ ﺍﻻﺴﺱ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﺭﻴﺔ ﻟﻠﻔﻼﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺘﺤﻠﻴـل ﺘﻤﻅﻬـﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺒﻤﺎ ﻴﺤﻘﻕ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ.
ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﻌﻴﻨﺔ
ﻟﻠﻤﺅﻟﻑ :ﻏﺭﻴﻐﻭﺭﻱ ﻏﻭﺭﻴﻥ . ﻤﺴﺭﺤﻴﺔ" ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﺸﻴﺩﻩ ﺴﻭﻴﻔﺕ"
ﺘﻌﺩ ﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﻜﺎﺘﺩﺭﺍﺌﻴﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﻤﻘﺩﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﺭﻙ ﺍﻨﻁﺒﺎﻋﺎ ﻤﺭﻴﺤﺎ ،ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻴﻌﺩ ﺍﻟﻤﻜـﺎﻥ
ﺤﻤﻴﻤﺎ ﻗﺭﻴﺒﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻟﻘﺩﺍﺴﺘﻪ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﻜﻭﻨﻪ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘـﻴﺢ ﻟﺨﻠﺠـﺎﺕ ﺍﻟـﻨﻔﺱ
ﺍﻻﻨﻁﻼﻕ ﻓﻲ ﻋﻭﺍﻟﻡ ﻻ ﻤﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ" ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﺃﻤﺎﻡ ﻜﺎﺘﺩﺭﺍﺌﻴﺔ ﺴﺎﻨﺕ ﺒﺎﺘﺭﻴﻙ")ﺹ (53ﺇﻻ ﺍﻨـﻪ
ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﺘﻠﻙ ﺩﻻﻻﺕ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺘﻨﻡ ﻋﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺕ ﻭﻁﻘﻭﺱ ﺘﺒﺌﺭ ﺍﻟﻘﻴﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ
ﺍﻟﺴﺎﺌﺩﺓ ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﺇﺫ ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺭﺏ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺎﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺼﻠﻭﺍﺕ ﻭﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻁﻘﻭﺱ ﺍﻟﺩﻴﻨﻴﺔ ﻴـﺸﻌﺭ
ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺒﺎﻷﻤﺎﻥ ﻭﺍﻻﺭﺘﻴﺎﺡ ،ﻭﺇﻥ ﻋﻨﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ )ﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﻜﺎﺘﺩﺭﺍﺌﻴﺔ( ﺫﻭ ﺩﻻﻟﺔ ﺩﻴﻨﻴﺔ ﺒﺤﺘﺔ ﻓﺎﻟﻤﻜـﺎﻥ ﺒﺈﻴﺤﺎﺀﺍﺘـﻪ
ﻴﺤﻴﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻨﺴﻴﺎﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻟﻠﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺤﺎﻟﺔ ﻤﻥ ﺍﻨﻐﻤﺎﺱ ﺍﻟﺤﺱ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ ﺒﻤﺎ ﻴﺤﻴﻁﻪ ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩﻩ ﺴﻭﻴﻔﺕ
ﻓﻲ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭ ﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﺸﻴﺩﻩ ﻗﺭﺏ ﺍﻟﻜﺎﺘﺩﺭﺍﺌﻴﺔ ﻟﻠﺨﻼﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻤﻥ ﺍﻟﻤﺘﺭﺍﻜﻡ ﻓﻲ ﺩﻤﺎﻏﻪ ﻭﺼﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺤﻘﻴﻘـﺔ
ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺇﻻ ﻭﻫﻲ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻭﺕ ﻴﺴﻜﻥ ﺍﻟﺠﺴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻷﺨﻴﺭ.
ﻴﺄﺨﺫﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻵﺨﺭ ﺇﻟﻰ ﻤﻜﺎﻥ ﻤﺠﺎﺯﻱ ﻤﺠﻬﻭل ،ﻓﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓـﻲ ﺍﻟﺤـﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘـﺎﻟﻲ "ﺴـﻴﺭﺤل ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ
ﺍﻵﺨﺭ") (54ﻴﻤﺘﻠﻙ ﺩﻻﻟﺔ ﺇﻴﺤﺎﺌﻴﺔ ﺒﺎﻟﺭﺤﻴل ﻋﺒﺭ ﺍﻟﺯﻤﻥ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻤﺠﻬﻭل ﻟﻴﺒﻌﺙ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﺨﻠﻨﺎ ﺘـﺴﺎﺅﻻﺕ ﻋـﺩﺓ ﻋـﻥ
ﺠﺩﻭﻯ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ،ﺇﺫ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻴﻤﺘﻠﻙ ﺩﻻﻟﺔ ﺇﻴﺤﺎﺌﻴﺔ ﺒﺎﻟﺭﺤﻴل ﻋﺒﺭ ﺍﻟﺯﻤﻥ ﺇﻟﻰ ﻋـﺎﻟﻡ ﺁﺨـﺭ
ﻴﺒﻌﺙ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻨﺎ ﺍﻟﺘﻤﺴﻙ ﺒﻌﺎﻟﻤﻨﺎ ﺍﻟﻭﺍﻀﺢ ﺨﻭﻓﺎ ﻤﻥ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎل ﻟﻠﻌﺘﻤﺔ ﺍﻟﺩﺍﺌﻤﺔ ،ﻓﺎﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻵﺨﺭ ﻴﺒﺩﻭ ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺇﺠﺒﺎﺭﻴـﺔ ﺫﺍﺕ
ﺩﻻﻟﺔ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﺘﻤﺘﻠﻙ ﺘﺄﺜﻴﺭﺍ ﺴﻠﺒﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ.
ﻴﻅﻬﺭ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ "ﺘﻜﺭﻡ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺒﺎﻟﺩﻋﻭﺓ ﺍﻟﻰ ﺒﻴﺘﻪ ﻟﻨﺴﻬﺭ ﻋﻠﻰ ﺠﺜﺔ ﻋﻤﻴـﺩﻨﺎ ﺍﻟﺠﻠﻴـل ﻗﺒـل ﺩﻓﻨﻬـﺎ"
)ﺹ (56ﺘﻼﺯﻤﺎ ﻤﻜﺎﻨﻴﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻭﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺩﻓﻥ )ﺍﻟﻘﺒﺭ( ،ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﺔ ﺍﻟﻘﺭﻴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺫﺍﺕ
ﻴﻀﻔﻲ ﺸﻌﻭﺭﺍ ﺒﺎﻻﻁﻤﺌﻨﺎﻥ ﻓﻴﺠﺴﺩ ﺩﻻﻟﺔ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﺘﺼﻭﺭ ﺩﻻﻟﺘﻪ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺃﻓـﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ
ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﺔ ﻅﺎﻫﺭﺍ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺫﺏ ﻭﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﻜﻭﻨﻪ ﻤﻥ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺍﻹﻗﺎﻤﺔ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭﻴـﺔ
ﺍﻟﻘﺭﻴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺃﻴﻨﻤﺎ ﻭﺠﺩ ﻓﻔﻴﻬﺎ ﻴﺠﺩ ﺍﻟﺭﺍﺤﺔ ﻭﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻭﺍﻷﻓﻕ ﺍﻟﻬﺎﺩﻱﺀ ،ﻭﻋﻨﻭﺍﻨﻪ ﻴﺭﻤﺯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺒﻴﺕ ﻭﺍﻹﺤﺘﻭﺍﺀ
ﺃﻱ ﺍﻟﻨﻭﻡ ﺍﻟﻬﺎﻨﻲﺀ ﺍﻟﺒﻌﻴﺩ ﻋﻥ ﺍﻷﺭﻕ ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ ،ﻜﻤﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﺒﻴﺕ ﻴﻭﺤﻲ ﻟﻨﺎ ﺒﺎﻷﻟﻔﺔ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎل ﺍﻟﻤﻜﺘﻅﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘـﺸﻊ
ﺤﻴﻭﻴﺔ،ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺩ ﻤﻜﺎﻨﺎ ﻤﻭﺤﺸﺎ ﺘﺴﻭﺩﻩ ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ ،ﻋﻨﻭﺍﻨﻪ ﻴﺭﻤﺯ ﺇﻟـﻰ ﺍﻻﺴـﺘﻘﺭﺍﺭ
ﺍﻹﺠﺒﺎﺭﻱ ﻭﺒﻤﻌﻨﻰ ﺁﺨﺭ ﺍﻟﻨﻔﻲ ﻤﻥ ﻤﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻜﻭﻥ ﻭﻋﺘﻤﺔ ﺍﻷﻟﻭﺍﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﻌل ﺍﻟﻘﻠـﺏ ﻴﻨـﺒﺽ
ﺘﻤﺴﻜﺎ ﺒﻤﺎ ﻴﺤﻴﻁ ﺒﻪ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺭﻤﺯ ﺇﻟﻰ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻷﻋﻤﺎل ﻭﻤﻭﻋﺩ ﻗﻁﻑ ﺜﻤﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﺭﺍﺌﺠﺔ ﺍﻟﻁﻴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺫﺍﻕ ﻭﺍﻟﻤﺭﺓ ﺍﻟﻤﺅﻟﻤـﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻨﻔﺴﻪ ،ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺘﻠﻐﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ.
ﺘﻤﺜل ﺍﻟﺤﺩﻴﻘﺔ ﻤﻜﺎﻨﺎ ﺍﻨﺘﻘﺎﻟﻴﺎ ﻋﺎﻤﺎ ﻤﻔﺘﻭﺤﺎ ﻴﺭﻤﺯ ﻅﺎﻫﺭﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭﻴـﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼـﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤـﺯﺍﺝ
ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﻟﺭﺍﺌﻕ ﻟﻴﻀﻔﻲ ﺸﻴﺌﺎ ﻤﻥ ﺍﻻﺴﺘﺭﺨﺎﺀ ،ﺇﻻ ﺍﻨﻪ ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ "ﺃﺭﺴﻠﻬﻡ -ﺍﻟﻠﻴﻠﻴﺒﺘﺎﻨﻴﻭﻥ -ﺠﻤﻴﻌـﺎ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺩﻴﻘﺔ ،ﺃﺭﻴﺩ ﻟﻠﺩﻜﺘﻭﺭ ﺴﻭﻴﻔﺕ ﺃﻥ ﻴﺤﺘﺴﻲ ﺸﺎﻴﻪ ﻫﻨﺎ ﺒﺴﻼﻡ" )ﺹ (58ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻴﻭﺤﻲ ﺇﻟﻰ ﻤﻨﻔﻰ ﺇﺠﺒﺎﺭﻱ
ﺍﻨﺘﻘﺎﻟﻲ ﺨﺎﺹ ﻭﻤﻐﻠﻕ ﻴﺤﻤل ﺩﻻﻻﺕ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﻤﺅﺭﻗﺔ ﺘﺩﻓﻊ ﺒﺴﺎﻜﻨﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘـﺼﺎﺩﻡ ﻭﺍﻻﺤﺘﻴـﺎل ﺍﻟﻤـﺸﻭﺏ ﺒﺎﻟﻜـﺫﺏ
ﻭﺍﺨﺘﻼﻕ ﺍﻷﻋﺫﺍﺭ ﺍﻟﻭﺍﻫﻴﺔ ﻭﺼﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺤﻘﺎﺌﻕ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻻ ﺇﺭﺍﺩﻴﺔ ،ﻓﻴﺤﻴﻠﻨﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﻤﻜـﺎﻥ
ﺁﺨﺭ ﻤﺠﺎﺯﻱ ﻴﺨﻠﻕ ﻋﻼﻗﺔ ﻤﻊ ﺤﺎﻭﻴﻪ ﻟﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺡ ﺤﺎﻭﺒﺎ ﻟﻠﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻐﻠﻕ.
294
ﻣﺠﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺑﻞ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ،اﻟﻤﺠﻠﺪ ،27اﻟﻌﺪد .2019 :4
Journal of University of Babylon for Humanities, Vol.(27), No.(4): 2019.
ﻴﺘﻡ ﺍﻟﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ،ﻓﺎﻟﻘﺒل ﻭﺍﻟﺒﻌﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ "ﺼﻤﻴﺩﻱ :ﻗﺒـل ﺍﻟﻤـﻴﻼﺩ ﺍﻡ
ﺒﻌﺩﻩ ")ﺹ (60ﻴﻤﺜﻼﻥ ﺘﻀﺎﺩﺍ ﻤﻜﺎﻨﻴﺎ ﻴﺭﻤﺯ ﺇﻟﻰ ﺯﻤﻥ ﺍﻟﺤﺩﺙ ﻟﻴﻨﺼﻬﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻓﻴﺼﺒﺢ ﺍﺤﺩﻫﻤﺎ ﺩﻻﻟﺔ ﻟﻶﺨﺭ،
ﻓﻴﻤﺜل ﺩﻻﻟﺔ ﺇﻴﺤﺎﺌﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﺒﻤﺎ ﻴﺤﻭﻴﻪ ﻤﻥ ﺩﻻﻻﺕ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺒل ﺤﺘﻰ ﺍﻟﺭﻤﺯﻴﺔ ﻭﻤﺎ ﺠﺭﻯ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﻨﻅﺎﻤﻴﺔ ﺍﻭ ﻋﺸﻭﺍﺌﻴﺔ ،ﻟﻜﻥ ﻭﺒﻜل ﺍﻷﺤﻭﺍل ﻓﺎﻟﺤﺎﻀﺭ ﻻﺒﺩ ﺍﻥ ﻴﺤﻤل ﺃﻁﺭﺍﺱ ﺍﻟﻤﺎﻀـﻲ ﻟﻴﻤﺘـﺯﺝ
ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺭﻏﻤﺎ ﻋﻨﺎ ﺒﺯﻤﺎﻨﻪ ﻓﻴﺭﺴﻡ ﺼﻭﺭﺓ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻡ ﻋﻨﻬﻤﺎ ،ﻭﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻻﻤﺘﺯﺍﺝ ﻴﺘﺠﺴﺩ ﺍﻟﻤﻌﻨـﻰ ﺒـﺴﻴﻼﻥ
ﺍﻟﺘﺄﺭﻴﺦ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﺴﻨﻴﻥ ﻟﻴﻀﻴﻊ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ ﺒﻤﻭﺕ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻭﺨﻠﻭﺩ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ .
ﺘﻤﺜل ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﻤﻜﺎﻨﺎ ﻟﻺﻗﺎﻤﺔ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﺔ ﻟﺴﻭﻴﻔﺕ ،ﻴﺸﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻡ ﻭﺍﻗﻌﻲ ﺇﻻ ﺇﻥ ﺒﺎﻁﻨﻪ
ﻴﺭﻤﺯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺼﻭﺼﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻡ ﺘﻤﻨﺎﻩ ﺍﻟﺒﻁل ﻟﻠﻨﻔﺎﺫ ﻤﻥ ﺘﺭﺴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻷﻗﻨﻌﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺌﺩﺓ ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻌﻪ،
ﻋﺎﻟﻡ ﺨﺎل ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺼﻨﻊ ﻭﺍﻟﺘﻤﺜﻴل ﻭﺍﻟﻐﺵ ﻟﻴﻤﺜل ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ" ﻴـﺎ ﺴـﻴﺩ ﺠـﻡ ﻻ ﺘـﺩﺨل ﺍﻟﻐﺭﻓـﺔ ﻟـﻭ
ﺴﻤﺤﺕ")ﺹ (60ﺩﻻﻟﺔ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺘﺭﻤﺯ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻡ ﻴﻘﻲﺀ ﻜل ﻤﺎ ﻴﺴﻲﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟـﺴﺎﻤﻴﺔ ،ﻓﻴﺭﺴـﻡ
ﺼﻭﺭﺓ ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻲ ،ﺠﺎﻤﻌﺎ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﻭﺍﻟﺒﺎﻁﻥ ﻟﻠﻤﻜﺎﻥ ،ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻲ ﻭﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻲ.
ﻴﻤﺜل ﻫﻨﺎﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ " ﻫﻨﺎﻟﻙ ﻫل ﺘﺭﻯ ﺸﺠﺭﺓ ﺍﻟﺒﻠﻭﻁ ﺘﻠﻙ ﻨﻌﻡ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ﺍﻟـﻀﺨﻤﺔ ،ﺴـﻴﻜﻭﻥ
ﺠﻤﻴﻼ ﻤﻨﻙ ﺃﻥ ﺘﺠﺎﺫﺒﻬﺎ ﺃﻁﺭﺍﻑ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ،ﻭﻫﻲ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻤﺭﻫﺎ ﺨﻤﺴﻤﺎﺌﺔ ﻋﺎﻡ ﺘﻘﺭﻴﺒﺎ " )ﺹ (62ﺤﻴﺯﺍ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﻜﻨﺔ
ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺤﺔ ﺍﻟﻤﺠﻬﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺘﻜﻬﻥ ﺒﻤﺎ ﺘﺠﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺴﻭﻴﻔﺕ ﻤﻥ ﺘﺄﺜﻴﺭﺍﺕ ﻨﻔـﺴﻴﺔ ،ﺇﻻ ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺎﺘـﺏ ﺃﻟﺤﻘﻬـﺎ
ﺒﻭﺠﻭﺩ ﺸﻲﺀ ﻭﺍﻗﻌﻲ ﻭﻫﻭ ﺸﺠﺭﺓ ﺍﻟﺒﻠﻭﻁ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ،ﻓﺭﻤﺯ ﺍﻟﻌﻨﻭﺍﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺩﺨﻭل ﻓﻲ ﺤﺩﻴﺙ ﺒﻴﻥ ﺍﻻﺜﻨﻴﻥ ،ﺒﻴﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﺍﻟﻨﺎﻁﻕ ﻭﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻟﻴﺨﻠﻕ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺨﻴﺎﻟﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺴﻤﺔ ﻏﻴﺭ ﺤﻀﺎﺭﻴﺔ ﺘﺩﻓﻊ ﺒﺎﻹﻨﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﺒﺘﻜـﺎﺭ ﺍﻟﻭﺴـﺎﺌل
ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻴﺎﺌﺴﺔ ﻟﻠﺨﻼﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺅﻟﻡ ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺸﻌﻭﺭﻩ ﺒﺎﻻﺭﺘﻴﺎﺡ ﺍﻟﻤﺅﻗﺕ ﺍﻟـﺫﻱ ﻴﺠـﺭ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﺴﻼﺴـل
ﺍﻻﻏﺘﺭﺍﺏ ،ﻓﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﻴﻭﺤﻲ ﺒﺘﻼﺸﻲ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﻁل ﻟﻴﺩﺨل ﻓﻲ ﺤﻭﺍﺭ ﻤﻊ ﻤﺘﻠﻘﻲ ﻻ ﻴﻔﻘﻪ ﻤـﺎ ﻴﻘـﻭل ﻭﻟـﻥ
ﻴﺠﻴﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﺒﻪ ﻓﺘﺩﻓﻊ ﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﻭﻥ ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ ﻭﺍﻟﻬﺭﻭﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻤﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﺨﺜـﺭ ﻓـﻲ ﺩﻤﺎﻏـﻪ
ﻭﻴﺠﻌﻠﻪ ﻴﻌﻴﺵ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺒﺩ ،ﻓﻘﺩ ﻅﻬﺭ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﻭﻱ ﺒﺩﺍﺨﻠﻪ ﻤﻜﺎﻨﺎ ﻭﺍﻗﻌﻴﺎ.
ﻴﺘﺤﻭل ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ "ﺒﺎﺘﺭﻴﻙ :ﺼﺎﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺤﻘﻼ ﻟﻸﻟﻐﺎﻡ ،ﺇﻨﻨﺎ ﻨﺨـﺸﻰ ﺃﻥ ﻨـﺩﻭﺱ ﻋﻠـﻴﻬﻡ"
)ﺹ (64ﻤﻥ ﺍﻟﻀﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﺩ ،ﻓﺎﻟﺤﺩﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺸﻴﺩﻫﺎ ﺴﻭﻴﻔﺕ ﻟﻴﻔﻁﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﻊ ﺴﻤﻔﻭﻨﻴﺔ ﺍﻻﺴﺘﺭﺨﺎﺀ ﻭﺒﻬﺠﺔ ﺯﻗﺯﻗـﺔ
ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺭ ،ﻤﻊ ﺍﻷﻟﻭﺍﻥ ﺍﻟﺯﺍﻫﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻌﺸﺔ ﻟﻠﺭﻭﺡ ﻤﻜﺎﻥ ﻴﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺨﻼﺀ ﻭﺍﻷﺼﺤﺎﺏ ﻓﻲ ﺴﻭﻴﻌﺎﺕ ﺤﻤﻴﻤﺔ ﺘﺠﻠـﺏ
ﺍﻟﺤﺏ ﻭﺍﻷﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺭﺍﺤﺔ ﺇﻻ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻴﺼﺒﺢ ﻤﻘﻠﻘﺎ ﻤﺨﻴﻔﺎ ﺒل ﻴﺘﺤﻭل ﺇﻟﻰ ﺤﻘل ﻤﻥ ﺍﻷﻟﻐﺎﻡ ﻻ ﻴﻌـﺭﻑ ﻓﻴـﻪ ﻗـﺩﻡ
ﻟﻼﻤﺎﻥ ،ﻴﻤﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺩﻻﻟﺔ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺘﻨﺒﺅﻨﺎ ﺒﺤﺩﻭﺙ ﻓﺎﺠﻌﺔ ﻜﺎﻟﺩﻤﺎﺭ ﺇﺫ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻫـﺅﻻﺀ ﺍﻟﻤﺤﺘـﺎﻟﻭﻥ
ﻤﺩﻤﺭﻴﻥ ﻭﻤﺜﻴﺭﻴﻥ ﻟﻠﺨﺸﻴﺔ ،ﻭﻫﻭ ﺫﻭ ﺩﻻﻟﺔ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﺘﺜﻴﺭ ﺍﻟﻘﻠﻕ ﻭﺍﻟﺤﺫﺭ ﻤﻥ ﻜل ﻤﺎ ﻴﺤﻴﻁ ﺒﻪ ﺤﺘﻰ ﻴﺘﺤﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻜـﺎﻥ
ﺍﻷﻟﻴﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻱ .
ﻴﺼﻭﺭ ﻁﺭﻑ ﺍﻷﺭﻴﻜﺔ ﻤﻜﺎﻨﺎ ﻗﻠﻘﺎ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺘﻘﺭ ﺫﺍ ﺩﻻﻟﺔ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﺴﻠﺒﻴﺔ ﺘﺒﻌﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﺍﻟﺨﻭﻑ ﻭﺩﻭﺍﻡ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴـﺭ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻬﻭل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺘﻅﺭﻩ،ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﻋﻨﻭﺍﻨﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻤﺯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺫل ﻭﺍﻟﻔﻘﺭ ﻭﺍﻻﺴﺘﻬﺎﻨﺔ ﺒﺎﻵﺨﺭﻴﻥ ،ﻓﻔﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ
" ﺍﻷﻭل :ﺇﻨﻲ ﺃﺤﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ .....ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻫﺎ ﺍﻨﺕ ﺘﻜﺫﺏ ﺜﺎﻨﻴﺔ )ﻏﺎﻀﺒﺎ( ﻤﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺤﺏ ﻫﻨﺎ ؟ ﺍﻟﻨﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﻁﺭﻑ
ﺍﻷﺭﻴﻜﺔ ،ﺃﻡ ﺴﺭﻗﺔ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻤﻥ ﻜﻭﺏ ﺴﻴﺩﻙ ")ﺹ (77ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻨﺘﻘﺎﻟﻲ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻱ ﺫﻭ ﺩﻻﻟﺔ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺘﻨﺒﻰﺀ ﺍﻟـﺴﺎﻜﻥ
ﻓﻴﻪ ﺒﺤﺩﻭﺙ ﻜﺎﺭﺜﺔ ﺘﺤﻁﻡ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﺒﻁﺭﺩﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﺇﺴﻜﺎﻨﻪ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ،ﺃﻤﺎ ﺍﻷﻭل ﻴﺼﻭﺭ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺍﻟﺤﻤﻴﻤـﺔ ﻅﺎﻫﺭﻴـﺎ
ﺒﻤﻜﺎﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻻﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺒﻌﺙ ﺍﻟﺭﺍﺤﺔ ﻭﺍﻻﻁﻤﺌﻨﺎﻥ ﻟﻸﻭل ﻻﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﻔﺘﻘﺩ ﻓﺭﺍﺤـﺕ
ﻤﻠﻜﺎﺕ ﺨﻴﺎﻟﻪ ﻟﺨﻠﻕ ﻤﻜﺎﻨﺎ ﻤﺠﺎﺯﻴﺎ ﻴﻬﺩﺃ ﻤﻥ ﺭﻭﻋﻪ ﻭﻤﺎ ﻴﺠﻴﺵ ﻓﻲ ﺨﺎﻁﺭﻩ ﻤﻥ ﺜﻭﺭﺍﻥ ﻀﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻟﻴـﺔ،
295
ﻣﺠﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺑﻞ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ،اﻟﻤﺠﻠﺪ ،27اﻟﻌﺪد .2019 :4
Journal of University of Babylon for Humanities, Vol.(27), No.(4): 2019.
ﻓﻜﺎﻥ ﻋﻨﻭﺍﻨﻪ ﻴﺭﻤﺯ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻔﺨﺎﻤﺔ ﻭﺍﻟﺭﻗﻲ ،ﻭﻴﻤﺜل ﻋﻠﻭ ﺸﺄﻥ ﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻭﺘﻭﻓﺭ ﻜل ﻤﺴﺘﻠﺯﻤﺎﺕ ﺍﻟﺭﺍﺤﺔ ﺍﻻﻤـﺭ ﺍﻟـﺫﻱ
ﻴﺸﻴﺭ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ،ﻓﻀﻼﻋﻥ ﺍﻨﻪ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﺴﻭﺀ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﻤﺴﺘﺨﺩﻤﻴﻬﻡ.
ﻴﻅﻬﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ "ﺍﻷﻭل :ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺵ ﻜﻨﺕ ﺍﻟﻘﺩﻭﺓ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ﻟﻼﺼﻁﻔﺎﻑ ﺃﻤﺎ ﺃﻨﺕ ﻓﻜﻨﺕ ﺘﻘﻑ ﺒﻌﻴﺩﺍ ﻓﻲ ﺁﺨﺭ
ﺍﻟﺼﻑ" )ﺹ (80ﻴﻅﻬﺭ ﺍﻟﺘﻀﺎﺩ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻲ ﻓﺎﻟﻘﺩﻭﺓ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ﻋﻨﻭﺍﻥ ﻴﺭﻤﺯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻁﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﻭﺓ ﻭﺍﻟﺠﻠﺩ ﻭﺍﻟﻘـﺩﺭﺓ ﻋﻠـﻰ
ﺍﻟﺘﺼﺩﻱ ﻟﻜل ﻤﺎ ﺴﻭﻑ ﻴﻭﺍﺠﻬﻪ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺩﻥ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺘﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺒﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﺒﺈﻋﺘﻤﺎﺩﻩ ﺍﻟﺼﻔﻭﻑ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻷﺸﺩﺍﺀ ﻭﺍﻟﻘﺎﺴﻴﺔ ﻗﻠﻭﺒﻬﻡ ،ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻴﺤﻴﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﻻﻟـﺔ ﺤـﻀﺎﺭﻴﺔ ﺴـﻠﺒﻴﺔ
ﺒﺎﻟﻌﻭﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺭﺒﺭﻴﺔ ﻭﺍﻻﺭﺘﻜﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻭﺘﻬﻤﻴﺵ ﺍﻟﻌﻘل ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ،ﻓﻴﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤـﺔ ﺸـﺩﻴﺩﺍﹰ
ﺜﺎﺒﺘﺎﹰ ﻏﻴﺭ ﻗﻠﻕ ،ﺒﻴﺩ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺁﺨﺭ ﺍﻟﺼﻑ ﻴﺭﻤﺯ ﻋﻨﻭﺍﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﺤﺘﻤﺎل ﺍﻟﺘﺨﺎﺫل ﻭﺍﻟﺨﻭﻑ ﻭﺍﻟﻀﻌﻑ ﻓـﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻌﺴﻜﺭﻱ ﻴﺴﻜﻥ ﺍﻟﻀﻌﻔﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺅﺨﺭﺓ ،ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺫﺍ ﺩﻻﻟﺔ ﺤﻀﺎﺭﻴﺔ ﺴﻠﺒﻴﺔ ﺇﺫ ﺍﻷﺠﺩﺭ ﺍﻻﺭﺘﻘـﺎﺀ ﺒﺎﻟـﻀﻌﻴﻑ
ﻤﻥ ﺨﻼل ﺯﺭﻉ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻪ ﻻ ﺃﻥ ﻨﺯﻴﺩ ﻀﻌﻔﻪ ﻋﻔﺎ ﻓﻴﻜﻭﻥ ﻨﻔﺴﻴﺎ ﻗﻠﻘﺎ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺘﻘﺭ.
ﺍﻟﺒﻠﺩ ﺍﻵﺨﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ "ﺍﻷﻭل :ﻟﻡ ﺍﺤﺴﻡ ﺍﻷﻤﺭ ﺒﻌﺩ ،ﺴﻭﻑ ﺍﻤﻀﻲ ﺇﻟﻰ ﺒﻠﺩ ﺁﺨﺭ) ".ﺹ (86ﻴﻤﺜل
ﻤﻜﺎﻨﺎﹰ ﻋﺎﻤﺎﹰ ﺍﻨﺘﻘﺎﻟﻴﺎﺹ ﺫﺍ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻤﺠﺎﺯﻱ ﻷﻨﻪ ﺒﻠﺩ ﻏﻴﺭ ﻤﻌﺭﻑ ،ﺤﻴﺙ ﺇﻥ ﺍﻷﻭل ﻻ ﻴﻌﻠﻡ ﺍﻟﺭﺤﻴل ﺇﻟﻰ ﺃﻴﻥ ﺒل ﻫـﻭ
ﻤﺠﺭﺩ ﻋﻨﻭﺍﻥ ﻟﻠﻬﺭﺏ ﻤﻥ ﺤﺏ ﺯﻭﺠﺔ ﺼﺩﻴﻘﻪ ،ﺍﻟﻬﺭﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺫﺏ ﻭﺍﻻﺤﺘﻴﺎل ﻭﺘﻐﻁﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﺎﺌﻕ ،ﻓﺎﻟﺒﻠﺩ ﺍﻵﺨﺭ ﻴﺤﻤل
ﺩﻻﻟﺔ ﺤﻀﺎﺭﻴﺔ ﺒﺎﻜﺘﺸﺎﻑ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻷﺨﻁﺎﺌﻪ ﻭﺃﺩﺭﺍﻙ ﻤﺨﺎﻁﺭﻫﺎ ﻟﻴﻜﻭﻥ ﺍﻻﻨﺘﺴﺎﺏ ﻟﻬـﺫﺍ ﺍﻟﺒﻠـﺩ ﺼـﻭﺭﺓ ﺤـﻀﺎﺭﻴﺔ
ﻋﻘﻼﻨﻴﺔ ،ﻓﺘﺒﺭﺯ ﺍﻟﺩﻻﻟﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻹﻅﻬﺎﺭ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﻁﺌﺔ ﻭﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺘـﺼﺤﻴﺤﻬﺎ ﻟﺒﻨـﺎﺀ ﻤﺠﺘﻤـﻊ
ﺼﺤﻲ ،ﺇﻻ ﺇﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩ ﺍﻵﺨﺭ ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻟﻤﺠﻬﻭل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺨﻠﻕ ﻨﻔﺴﻴﺎ ﺸﻌﻭﺭﺍ ﺒﺎﻟﻘﻠﻕ ﻭﺍﻟﺨﻭﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﻤـﺼﻴﺭ ،ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻤﻜـﺎﻥ
ﻴﻤﺘﻠﻙ ﺩﻻﻟﺔ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻬﻭ ﻤﻨﻔﻰ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻱ .
ﺍﻥ ﺍﻟﻠﻴﺒﺘﺎﻨﻴﻥ ،ﺍﺭﺽ ﺍﻟﻤﺭﺩﺓ ﻭﻻﺒﻭﺘﺎ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻻﻤﻜﻨﺔ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﻓـﻲ ﺍﻟﺤـﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘـﺎﻟﻲ " ﻓـﻲ ﺍﺭﺽ
ﺍﻟﻠﻴﻠﻴﺒﺘﺎﻨﻴﻥ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﻲ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﻤﺭﺩﺓ ﻭﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺍﻤﺎﻜﻥ ﺍﺨﺭﻯ....ﻟﻴﺱ ﻤﺠﺭﺩ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ﺇﻨﻬـﺎ ﻻﺒﻭﺘـﺎ
ﺒﺎﻟﻨﻴﺒﺎﺯﻱ ،ﻟﺠﻨﺎﺝ ،ﺠﻠﺒﺩ ﺒﺭﻴﺕ ،ﻭﺃﺨﻴﺭﺍ ﺒﻼﺩ ﺍﻟﻬﻭﻟﻴﻭﻫﻤﺯ" )ﺹ (98ﻫﻲ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﻤﺠﺎﺯﻴﺔ ﻤﻥ ﺨﻠﻕ ﻤﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﺨﻴﺎل
ﺫﺍﺕ ﺩﻻﻻﺕ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﺴﻠﺒﻴﺔ ﺘﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﺍﻟﻔﺯﻉ ﻭﺍﻟﺭﻋﺏ ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﻋﻨﻭﺍﻨﻬﺎ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻤﺯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﻬﻭل ﺍﻟﻤﺨﻴـﻑ
ﻭﻤﺎ ﻴﺤﻭﻴﻪ ﻤﻥ ﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺇﺴﻁﻭﺭﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﺇﺴﻁﻭﺭﻱ ﺨﻴﺎﻟﻲ.
ﺘﻀﻡ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ "ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺤﻨﻴﻥ ﻭﺍﻟﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻭﻁﻨﻪ ﻭﺍﻟﺘﻤﺱ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻪ ﺒﺎﻟﻌﻭﺩﺓ ﺇﻟـﻰ ﺒﺭﻭﺒـﺩﻨﺠﻨﺎﺝ"
)ﺹ" (105ﻜل ﻟﻴﻠﺔ ﻭﺍﻗﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﺼﻴﻑ ﺤﺎﻤﻼ ﻤﺼﺒﺎﺤﻪ ﺍﻟﻤﻀﺎﺀ" )ﺹ" (105ﻻ ﺤﺎﺠﺔ ﻟﻠﺼﺭﺍﺥ ﻴﺎ ﺴﻴﺩ ﻟﺴﺕ
ﻓﻲ ﺤﺎﻨﺔ" )ﺹ" (106ﻟﻘﺩ ﺃﺜﺎﺭﻭﺍ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻜﻠﻬﺎ ﻫﻨﺎﻟﻙ ﺸﻐﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻭﺍﺭﻉ" )ﺹ" (117ﻜﻨﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺩﻤـﺔ ﻓـﻲ
ﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﻗﺭﺏ ﺴﺠﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﺔ" )ﺹ (125ﺃﻤﻜﻨﺔ ﻜﺎﻟﻭﻁﻥ ،ﺍﻟﺭﺼﻴﻑ ،ﺍﻟﺤﺎﻨﺔ ،ﺍﻟﻤﺩﻴﻨـﺔ ،ﺍﻟـﺸﻭﺍﺭﻉ،ﺴـﺎﺤﺔ
ﺍﻟﺴﻭﻕ ﻭﺴﺠﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﺔ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ،ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻱ ﻜﺎﻟﺭﺼﻴﻑ ﻭﺍﻟـﺸﺎﺭﻉ ﻭﺍﻟﺤﺎﻨـﺔ ﻭﺒﻌـﻀﻬﺎ ﺍﻵﺨـﺭ
ﺇﺠﺒﺎﺭﻱ ﻜﺎﻟﺴﺠﻥ ،ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺭ ﻜﺎﻟﻭﻁﻥ ﻭﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻭﺍﻵﺨﺭ ﺍﻨﺘﻘﺎﻟﻲ ﻜﺎﻟﺤﺎﻨﺔ ﻭﺍﻟﺸﺎﺭﻉ .
ﻴﻌﺩ ﺍﻟﻤﻨﺯل ﻤﻥ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﺍﻹﻗﺎﻤﺔ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﻤﺯ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻨﺯﻭل ﻭﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﺤﻴﺙ ﻴﺸﻌﺭ ﺴـﺎﻜﻨﻪ
ﺒﺎﻷﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﻤﻴﻤﻴﺔ ،ﺇﻻ ﺍﻨﻪ ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ"ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻨﺯل ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻴﺭﻭﻥ ﺍﻷﺤـﺩﺍﺙ ﺫﺍﺘﻬـﺎ ")ﺹ(100
ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﻨﺯل ﻤﻜﺎﻨﺎ ﺍﻨﺘﻘﺎﻟﻴﺎ ﻋﺎﻤﺎ ﻤﻨﺘﻬﻜﺎﹰ ﻤﻥ ﺍﻵﺨﺭﻴﻥ ،ﺍﻨﻪ ﻤﺠﺎﺯﻱ ﻴﺭﻤﺯ ﺇﻟﻰ ﺍﺤﺘﻭﺍﺀ ﺍﻷﻤﻭﺍﺕ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻻ ﻴﻤﻭﺘﻭﻥ،
ﻓﺎﻟﺘﻘﺎﻁﺏ ﻴﺒﺭﺯ ﻫﻨﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﺴﻡ ﺼﻭﺭﺓ ﻟﻠﻭﺍﻗﻊ ﻭﺍﻷﻟﻔﺔ ﻭﺍﻷﻤﺎﻥ ﻓﻀﻼ ﻋـﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ
ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺒﻜﺔ ،ﻭﺍﻟﺒﺎﻁﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻤﺯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻭﺕ ﻭﺍﻷﺸﺒﺎﺡ ﻭﺍﻨﻘﻁﺎﻉ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﺩﻻﻻﺕ ﺍﻟﻨﻔـﺴﻴﺔ ﺍﻟـﺴﻠﺒﻴﺔ ﻤـﻥ
ﺨﻭﻑ ﻭﻗﻠﻕ ﻭﺍﻟﺸﻌﻭﺭ ﺒﺎﻟﻴﺄﺱ.
296
ﻣﺠﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺑﻞ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ،اﻟﻤﺠﻠﺪ ،27اﻟﻌﺪد .2019 :4
Journal of University of Babylon for Humanities, Vol.(27), No.(4): 2019.
ﻴﺭﺴﻡ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ" ﻟﻡ ﻴﺴﺘﻘﺒﻠﻨﻲ ﺍﻟﻤﻠﻙ ،ﻗﺎل ﺍﻨﻪ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻹﺼـﻐﺎﺀ ﻟﻨـﺼﻴﺤﺔ ﺸـﺨﺹ
ﻴﺨﺎﻁﺒﻪ ﻤﻥ ﻋل ﻓﻘﻠﺕ ﺇﻨﻨﻲ ﻤﺴﺘﻌﺩ ﻻﻥ ﺍﻟﻘﻲ ﺒﻨﻔﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺩﻤﻴﻪ ")ﺹ (108ﻤﻜﺎﻨﺎ ﻤﺠﺎﺯﻴﺎ ﻴﺘﺤﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺩﻨﻭ ،ﻭﻴﺭﻤﺯ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻨﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭ ﻓﻲ ﺘﻘﺎﻁﺏ ﻴﺭﻤﺯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺯﻭل ﻤﻥ
ﻁﺒﻘﺔ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻥ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﻭﺍﻁﺌﺔ ﻤﻌﺭﻓﻴﺎ ،ﻓﻤﻥ ﺍﻟﺼﻌﺏ ﺍﻟﻭﺼﻭل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻤﺔ "ﺍﻟﻜل ﻴﻌﻠﻡ ﺼﻌﻭﺒﺔ ﺍﻟﺼﻌﻭﺩ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﻨﺯﻭل ﻫﻭ ﺍﻷﺴﻭﺃ")ﺹ (110ﺇﻻ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺯﻭل ﻫﻭ ﺍﻷﺼﻌﺏ ﻓﻜﻴﻑ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﺘﻔﺭﻴﻎ ﺩﻤﺎﻏـﻪ ﻤـﻥ
ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀﺓ ﻓﺎﻟﺘﻘﺎﻁﺏ ﻫﻨﺎ ﻤﻌﺭﻓﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭ ﻭﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺩﻡ ،ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺼﻌﻭﺩ ﻭﺍﻟﻨﺯﻭل.
ﻴﺒﺭﺯ ﺍﻟﺘﻘﺎﻁﺏ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻲ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺭﻴﻑ ﻭﺍﻟﺭﺤﻡ ،ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘـﺎﻟﻲ "ﻭﻗﺘﻬـﺎ ﻜﻨـﺎ ﻨﻌـﻴﺵ ﻗـﺭﺏ ﻏﻼﺴـﻜﻭ ﻓـﻲ
ﺍﻟﺭﻴﻑ...........ﺃﻨﺕ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺤﻡ")ﺹ (126ﻴﻤﺜل ﺍﻟﺭﻴﻑ ﻤﻜﺎﻨﺎ ﻋﺎﻤﺎ ﻟﻺﻗﺎﻤﺔ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭﻴﺔ ،ﻴﺭﻤﺯ ﻋﻨﻭﺍﻨﻪ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺭﺍﺤﺔ ﻭﺍﻻﺴﺘﺠﻤﺎﻡ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﻭﻤﻥ ﺠﻬﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻓﺎﻨﻪ ﻴﺭﻤﺯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺩﺅﻭﺏ ﻭﺍﻟﻤﺭﻫﻕ ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻘﻭﻴـﺔ
ﻟﺴﺎﻜﻨﻪ ،ﻓﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﻤﻔﺘﻭﺡ ﺫﻭ ﺩﻻﻟﺔ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﺘﺨﻠﻕ ﺸﻌﻭﺭﺍ ﺒﺎﻷﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺭﺍﺤﺔ ﻭﺍﻟﻬﺩﻭﺀ ﻓـﻀﻼ ﻋـﻥ ﺍﻷﻟـﻭﺍﻥ
ﺍﻟﺯﺍﻫﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻌﻜﺴﺔ ﺒﺄﺸﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺱ ﻭﺤﻔﻴﻑ ﺍﻷﺸﺠﺎﺭ ،ﺃﻤﺎ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻤﻥ ﺃﻤﻜﻨﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻤﻴﻤـﺔ ﺍﻷﻜﺜـﺭ ﺍﺤﺘـﻭﺍﺀ
ﻭﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺍﻹﺠﺒﺎﺭﻴﺔ ،ﻓﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﻤﻭﺤﺵ ﻟﺨﻠﻭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻓﻬﻭ ﺃﺴﻴﺭ ﺍﻟﻭﺤـﺩﺓ ﻭﺍﻻﻏﺘـﺭﺍﺏ،
ﻴﺭﻤﺯ ﻋﻨﻭﺍﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺘﻤﺔ ﻭﻤﻭﺕ ﺍﻷﻟﻭﺍﻥ ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺴﺎﻜﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺫﺍ ﺒﻨﻴﺔ ﻀﻌﻴﻔﺔ ﻏﻴﺭ ﺍﻨﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻻﻥ ﺍﻟﻤﻜـﺎﻥ
ﻤﻐﻠﻕ ﻴﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺘﻜﺒﻴل ﺍﻟﺴﺎﻜﻥ ﻓﻴﻪ ،ﻓﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻐﻠﻕ ﻭﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺡ.
ﺘﻤﺜل ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻤﻜﺎﻨﺎ ﻋﺎﻤﺎ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻴﺎ ﻤﻊ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﺎﺩﺓ ،ﺇﻻ ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ "ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺠـﺯﺀ ﻤـﻥ ﺍﻟﻌـﺎﻟﻡ
ﺍﻟﻜﻭﻨﻲ ......ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻭﻕ ﺍﻴﺭﻟﻨﺩﺍ ﻫﻲ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻴﺭﻟﻨﺩﺍ " )ﺹ (124ﻴﻅﻬﺭ ﻓﻲ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻌﻨﻭﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﻤﺯ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻘﺩﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﺍﻷﻭل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺩ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺠﺯﺀﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻜﻭﻨﻲ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻴﺭﻤﺯ ﻋﻨﻭﺍﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻴﻪ
ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﻤﻥ ﺤﺩﻭﺩ ﺍﻴﺭﻟﻨﺩﺍ ﻻ ﺃﻜﺜﺭ ،ﻓﺠﻤﻊ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﺩﺍﺴﺔ ﻭﺍﻟﻼ ﻗﺩﺍﺴﺔ.
-4ﺍﻟﻔﺼل ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ
1-4ﺍﻟﻨﺘﺎﺌﺞ :ﺘﻤﻅﻬﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:
.1ﻅﻬﺭﺕ ﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﻜﺎﺘﺩﺭﺍﺌﻴﺔ ﻜﺄﻤﺎﻜﻥ ﻤﻔﺘﻭﺤﺔ ﻤﻘﺩﺴﺔ ﺘﺘﺭﻙ ﺍﻨﻁﺒﺎﻋﺎ ﻤﺭﻴﺤﺎ ﺤﻤﻴﻤﺎ ﻗﺭﻴﺒﺎ ﻤـﻥ ﺍﻟـﺫﺍﺕ ﺍﻹﻨـﺴﺎﻨﻴﺔ
ﻟﻘﺩﺍﺴﺘﻪ ﻭﺘﺘﻴﺢ ﻟﺨﻠﺠﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﺍﻻﻨﻁﻼﻕ ﻓﻲ ﻋﻭﺍﻟﻡ ﻻ ﻤﺘﻨﺎﻫﻴﺔ.
.2ﻤﺜﻠﺕ ﺍﻟﻐﺭﻓﺔ ﻤﻜﺎﻨﺎ ﻟﻺﻗﺎﻤﺔ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﻴﺔ ﻴﺸﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻡ ﻭﺍﻗﻌﻲ ﺇﻻ ﺇﻥ ﺒﺎﻁﻨﻪ ﻴﺭﻤـﺯ ﺇﻟـﻰ
ﺍﻟﺨﺼﻭﺼﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﻜﺎﻥ ﺘﻤﻨﺎﻩ ﺍﻟﺒﻁل ﻟﻠﻨﻔﺎﺫ ﻤﻥ ﺘﺭﺴﺎﻨﺎﺕ ﺍﻷﻗﻨﻌﺔ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺌﺩﺓ ﻓﻲ ﻤﺠﺘﻤﻌﻪ.
.3ﻅﻬﺭ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﻲ ﺘﺤﺕ ﺸﺠﺭﺓ ﺍﻟﺒﻠﻭﻁ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ﻭﻋﻼﻗﺘﻪ ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﻴﺔ ﻤﻌﻬﺎ ﻭﺤﺩﻴﺜـﻪ ﺍﻟﻴﻬـﺎ ﺍﻟـﺫﻱ
ﻴﺤﻭﻱ ﺒﺩﺍﺨﻠﻪ ﻤﻜﺎﻨﺎ ﻭﺍﻗﻌﻴﺎ ﻤﺘﻤﺜﻼ ﺒﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺸﺠﺭﺓ ﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻲ.
.4ﺘﻤﻅﻬﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻻﻟﻴﻑ ﺒﺎﻟﺤﺩﻴﻘﺔ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﺍﻨﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻤﻔﺘﻭﺤﺔ ﺘﺭﻤﺯ ﻅﺎﻫﺭﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ
ﻴﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﺨﻼﺀ ﻭﺍﻷﺼﺤﺎﺏ ﻓﻲ ﺴﻭﻴﻌﺎﺕ ﺤﻤﻴﻤﺔ ﺘﺠﻠﺏ ﺍﻟﺤﺏ ﻭﺍﻷﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺭﺍﺤﺔ.
.5ﺼﻭﺭ ﻁﺭﻑ ﺍﻷﺭﻴﻜﺔ ﻤﻜﺎﻨﺎ ﻗﻠﻘﺎ ﻏﻴﺭ ﻤﺴﺘﻘﺭ ﺫﺍ ﺩﻻﻟﺔ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﺴﻠﺒﻴﺔ ﺘﺒﻌﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﺍﻟﺨﻭﻑ ﻭﺩﻭﺍﻡ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺠﻬﻭل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺘﻅﺭﻩ ﻓﻬﻭ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻱ ﺍﻨﺘﻘﺎﻟﻲ.
.6ﻅﻬﺭﺕ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﻤﺠﺎﺯﻴﺔ ﺨﻴﺎﻟﻴﺔ ﻜﺄﺭﺽ ﺍﻟﻤﺭﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻤﻥ ﺨﻠﻕ ﻤﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﺨﻴﺎل ﺫﺍﺕ ﺩﻻﻻﺕ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﺴﻠﺒﻴﺔ ﺘﺜﻴﺭ
ﻓﻲ ﺍﻟﺫﺍﺕ ﺍﻟﻔﺯﻉ ﻭﺍﻟﺭﻋﺏ ﻭﺘﺭﻤﺯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﻬﻭل ﺍﻟﻤﺨﻴﻑ ﻭﻤﺎ ﻴﺤﻭﻴﻪ ﻤﻥ ﻜﺎﺌﻨﺎﺕ ﺇﺴﻁﻭﺭﻴﺔ.
297
ﻣﺠﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺑﻞ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ،اﻟﻤﺠﻠﺪ ،27اﻟﻌﺪد .2019 :4
Journal of University of Babylon for Humanities, Vol.(27), No.(4): 2019.
.7ﺘﻤﻅﻬﺭ ﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻔﻰ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭﻱ ﺒﺎﻟﺒﻠﺩ ﺍﻵﺨﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻟﻤﺠﻬﻭل ﺍﺫ ﻴﺨﻠﻕ ﻨﻔﺴﻴﺎ ﺸﻌﻭﺭﺍ ﺒﺎﻟﻘﻠﻕ ﻭﺍﻟﺨﻭﻑ ﻤﻥ
ﺍﻟﻤﺼﻴﺭ.
.8ﺼﻭﺭﺕ ﺃﻤﻜﻨﺔ ﻜﺎﻟﻭﻁﻥ ،ﺍﻟﺭﺼﻴﻑ ،ﺍﻟﺤﺎﻨﺔ ،ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ،ﺍﻟﺸﻭﺍﺭﻉ ،ﺴﺎﺤﺔ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﻭﺴﺠﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩﻴﺔ ﺃﻤﺎﻜﻥ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ
ﻋﺎﻤﺔ ،ﺍﻟﺒﻌﺽ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻱ ﻜﺎﻟﺭﺼﻴﻑ ﻭﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭﺍﻟﺤﺎﻨﺔ ﻭﺍﻟﺒﻌﺽ ﺍﻵﺨﺭ ﺇﺠﺒﺎﺭﻱ ﻜﺎﻟﺴﺠﻥ،ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺭ ﻜﺎﻟﻭﻁﻥ ﻭﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻭﺍﻵﺨﺭ ﺍﻨﺘﻘﺎﻟﻲ ﻜﺎﻟﺤﺎﻨﺔ ﻭﺍﻟﺸﺎﺭﻉ.
.9ﻅﻬﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺡ ﻤﺘﻤﺜﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻌﻨﻭﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺭﻤﺯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺩﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻭﺍﺭ ﺍﻷﻭل
ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻌﺩ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺠﺯﺀﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻜﻭﻨﻲ
.10ﻤﺜل ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻤﻜﺎﻨﺎ ﺨﺎﺼﺎ ﺍﺠﺒﺎﺭﻴﺎ ﺫﺍ ﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﺤﻤﻴﻤﺔ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﺤﺘﻭﺍﺀ ،ﻤﻭﺤﺸﺎ ﻟﺨﻠﻭﻩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻓﻬﻭ ﺃﺴﻴﺭ ﺍﻟﻭﺤﺩﺓ ﻭﺍﻻﻏﺘﺭﺍﺏ ،ﻴﺭﻤﺯ ﻋﻨﻭﺍﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺘﻤﺔ ﻭﻤﻭﺕ ﺍﻷﻟﻭﺍﻥ
:2-4ﺍﻻﺴﺘﻨﺘﺎﺠﺎﺕ
.1ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻐﻠﻕ ﺍﻻﺠﺒﺎﺭﻱ ﺍﻟﻤﻭﺤﺵ ﻅﻬﺭ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻀﻌﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ.
.2ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺡ ﺍﻻﺨﺘﻴﺎﺭﻱ ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﻲ ﺘﺴﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﺒﻨﺎﺌﻴﺔ ﺍﻟﻨﺹ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ.
.3ﺍﻥ ﺍﻟﻜﺎﺘﺏ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﺠﻤﻊ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﻀﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﺘﻭﺡ ﻭﺍﻟﻤﻐﻠﻕ ،ﺍﻟﺜﺎﺒﺕ ﻭﺍﻻﻨﺘﻘﺎﻟﻲ ،ﻭﺍﻟﺨﻴـﺎﻟﻲ
ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻌﻲ.
:3-4ﺍﻟﺘﻭﺼﻴﺎﺕ :ﻴﻭﺼﻲ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﺎﻥ ﺒﺎﻻﺘﻲ:
.1ﺍﺴﺘﺤﺩﺍﺙ ﻤﻜﺘﺒﺎﺕ ﺘﺭﻓﺩ ﺍﻟﺠﺎﻨﺏ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ.
.2ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺒﺎﻻﻋﻤﺎل ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﻟﻠﻁﻠﺒﺔ ﻓﻲ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺭﺍﺤل.
.3ﺘﻭﻓﻴﺭ ﻤﺴﺎﺭﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﺭﺍﺱ ﻋﻠﻰ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻤﺭﺍﺤﻠﻬﺎ ﻟﺘﻁﻭﻴﺭ ﺍﻟﻤﻭﺍﻫﺏ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ.
.4ﺍﻗﺎﻤﺔ ﻤﻬﺭﺠﺎﻨﺎﺕ ﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﺴﻨﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﻨﻭﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻭﻜﻠﻴﺎﺕ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺫﻭﻱ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺹ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ
ﺍﻴﻀﺎ ﻟﻠﻨﻬﻭﺽ ﺒﻔﻜﺭ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﻭﺍﺘﺴﺎﻉ ﺍﻓﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.
:4-4ﺍﻟﻤﻘﺘﺭﺤﺎﺕ :ﻴﻘﺘﺭﺡ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﺎﻥ ﺩﺭﺍﺴﺔ:
.1ﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻨﺼﻭﺹ ﺴﻌﺩ ﺍﷲ ﻭﻨﻭﺱ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ.
.2ﺠﻤﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﺭﻭﺽ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺴﺎﻤﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻤﻴﺩ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ.
.3ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻻﺩﺍﺀ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻲ ﻟﻠﻌﺭﻭﺽ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻤﺘﺔ ﻟﻼﻁﻔﺎل ﺍﻟﻤﻌﺎﻗﻴﻥ ﺴﻤﻌﻴﺎ ﻭﺍﻻﻁﻔﺎل ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﻌﺎﻗﻴﻥ )ﺩﺭﺍﺴﺔ
ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ(.
CONFLICT OF INTERESTS
There are no conflicts of interest
-5ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ
.1ﺒﺴﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺍﺒﻭ ﺒﺸﻴﺭ :ﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺤﺔ ﻟﺴﺤﺭ ﺨﻠﻴﻔﺔ ،ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻻﺴﻼﻤﻴﺔ،
ﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻻﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ،ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ ،15ﻋﺩﺩ ،2ﻏﺯﺓ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ،ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﺼﻭل ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺴﻨﺔ
.2019
ﺍﻟﻜﺴﻨﺩﺭ ﻓﺎﻤﺒﻴﻠﻭﻑ :ﻭﺩﺍﻉ ﻓﻲ ﻴﻭﻨﻴﻭ ،ﺘﺭ :ﺴﻤﻴﺔ ﻋﻔﻴﻔﻲ ،ﺍﻟﻜﻭﻴﺕ :ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻻﻋﻼﻡ .1993 ، .2
.3ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﻤﺭﺤﺒﺎ :ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ :ﺩﻴﻭﺍﻥ ﺍﻟﻤﻁﺒﻭﻋﺎﺕ
ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ.1983 ،
.4ﺼﺒﺭﻱ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺤﺴﻥ :ﺍﷲ ﻭﺍﻟﻜﻭﻥ ﻋﻨﺩ ﻓﻼﺴﻔﺔ ﺍﻻﺴﻼﻡ ،ﻁ ،1ﻤﺼﺭ :ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ .1987 ،
298
ﻣﺠﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺑﻞ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ،اﻟﻤﺠﻠﺪ ،27اﻟﻌﺪد .2019 :4
Journal of University of Babylon for Humanities, Vol.(27), No.(4): 2019.
.5ﻓﻭﺯﻱ ﻋﻁﻭﻱ :ﺍﻟﻔﺎﺭﺍﺒﻲ ﻓﻴﻠﺴﻭﻑ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻟﻔﺎﻀﻠﺔ ،ﺒﻴﺭﻭﺕ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ.2002 ،
.6ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺎﺒﺩ ﺍﻟﺠﺎﺒﺭﻱ :ﻤﺩﺨل ﺍﻟﻰ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻌﻘﻼﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﺓ ﻭﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ،ﻁ ،6ﻟﺒﻨﺎﻥ:
ﺒﻴﺭﻭﺕ ،ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﺼﻭل ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺴﻨﺔ .2019
.7ﺴﺤﺭ ﺭﻭﺤﻲ ﺍﻟﻔﻴﺼل :ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ ،ﺩﻤﺸﻕ :ﺍﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺭﺏ.1995 :
.8ﻴﻭﺭﻱ ﻟﻭﺘﻤﺎﻥ :ﺴﻴﻤﻴﺎﺀ ﺍﻟﻜﻭﻥ ،ﺘﺭ :ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﺠﻴﺩ ﻨﻭﺴﻲ ،ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ :ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ. 1997،
.9ﻏﺎﺴﺘﻭﺭ ﺒﺎﺸﻼﺭ :ﺠﻤﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ،ﺘﺭ :ﻏﺎﻟﺏ ﻫﻠﺴﺎ ،ﻁ ،6ﺒﻴﺭﻭﺕ :ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻤﺠﺩ ،ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﺼﻭل ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ
ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺴﻨﺔ .2019
.10ﻗﺎﺩﺓ ﻋﻘﺎﻕ:ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﺍﻟﺸﻌﺭﻱ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ،ﺍﺘﺤﺎﺩ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺭﺏ،ﺩﻤﺸﻕ:ﺴﻭﺭﻴﺎ،
.2001
.11ﺤﻨﺎﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﻤﺭﺴﻲ ﺤﻤﻭﺩﺓ :ﺍﻟﺯﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﻭﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺭﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ )ﻟﺒﻨﺎﻥ :ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ.2006 ،
.12ﺴﻠﻴﻤﺔ ﻗﺎﻴﺩ :ﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺒﻴﻥ ﻻﻴﺒﺘﺯ ﻭﻜﺎﻨﻁ ،ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،ﻋﺩﺩ ،3ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﺼﻭل
ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺴﻨﺔ .2019
.13ﺍﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻋﺒﺎﺱ :ﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﺭﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺔ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺒﻴﺔ،ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ :ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﺸﺭ.2002 ،
.14ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻠﻴﻡ ﺒﻭ ﻫﻼل:ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﻓﻜﺭ ﺍﻴﻨﺸﺘﺎﻴﻥ،ﻤﺠﻠﺔ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ،ﻋﺩﺩ .2018 ،8
.15ﺠﻤﻴل ﺼﻠﻴﺒﺎ :ﺍﻟﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ،ﻟﺒﻨﺎﻥ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ.1999 ،
.16ﺤﺒﻴﺏ ﻤﻭﻨﺴﻲ :ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻌﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ،ﺩﻤﺸﻕ :ﺍﺘﺤﺎﺩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺭﺏ،
.2001
.17ﻤﺤﻤﺩ ﺘﻭﻓﻴﻕ ﺍﻟﻀﻭﻱ :ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ،ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ،ﺍﻻﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ:
ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ .2002 ،
.18ﺍﻴﻨﺸﺘﺎﻴﻥ ﺍﻟﺒﺭﺕ :ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺘﺭ:ﺭﻤﺴﻴﺱ ﺸﺤﺎﺘﺔ ،ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ،ﺘﺎﺭﻴﺦ
ﻭﺼﻭل ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺴﻨﺔ .2019
.19ﺤﺴﻥ ﺒﺤﺭﺍﻭﻱ :ﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺸﻜل ﺍﻟﺭﻭﺍﺌﻲ ،ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ،ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،ﻁ ،2ﺒﻴﺭﻭﺕ :ﻟﺒﻨﺎﻥ.2009 ،
.20ﺴﺎﻓﺭﺓ ﻨﺎﺠﻲ ﺠﺎﺴﻡ :ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻨﺼﻭﺹ ﺍﻟﻼﻤﻌﻘﻭل ،ﺒﻐﺩﺍﺩ.2007 ،
.21ﻫﺎﻨﻲ ﺠﺒﺭﺍﻥ :ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﻟﻤﺤﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺎﺕ ،ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻔﻨﻭﻥ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ،ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺭﺡ،
.2017
.22ﺠﻴﻤﺱ ﺭﻭﺯ ﺍﻓﺎﻨﺯ:ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ ﻤﻥ ﺴﺘﺎﻨﺴﻼﻓﺴﻜﻲ ﺍﻟﻰ ﺒﻴﺘﺭ ﺒﺭﻭﻙ :ﺘﺭ :ﻓﺎﺭﻭﻕ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ،ﻤﺼﺭ:
ﻫﻼ ﻟﻠﻨﺸﺭ ﻭﺍﻟﺘﻭﺯﻴﻊ.2000 ،
.23ﻋﻠﻲ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺍﻤﻴﻥ :ﺒﻴﻥ ﺍﺒﺴﻥ ﻭﺘﺸﻴﻜﻭﻑ ،ﻤﺼﺭ :ﻨﻬﻀﺔ ﻤﺼﺭ ،ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﺼﻭل ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ
ﺴﻨﺔ .2019
.24ﺍﻟﻜﺴﻲ ﺒﻭﺒﻭﻑ :ﺍﻟﺘﻜﺎﻤل ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺽ ﺍﻟﻤﺴﺭﺤﻲ ،ﺘﺭ :ﺸﺭﻴﻑ ﺸﺎﻜﺭ ،ﺩﻤﺸﻕ.1976 :
.25ﻤﺭﺠﺭﻴﺘﺎ ﺠﺭﻭﻤﻭﻓﺎ :ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺭﻭﺴﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ ،ﺘﺭ :ﺴﺎﻤﻴﺔ ﺘﻭﻓﻴﻕ ،ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،ﻤﻬﺭﺠﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ
ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ،ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ .2011
.26ﻏﺭﻴﻐﻭﺭﻱ ﻏﻭﺭﻴﻥ :ﻤﺴﺭﺤﻴﺔ ﺍﻭﻴﻠﻴﻨﺸﻐﺒﻴل ﺘﻴل ،ﺘﺭ :ﺘﻭﻓﻴﻕ ﻨﻭﻓل ﺍﻟﻤﺅﺫﻥ ،ﺩﻤﺸﻕ :ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺴﻭﺭﻴﺔ
ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ.2011 ،
.27ﻜﻭﺭ ﺠﺎﻨﻴﻜﻭﻑ :ﻓﻥ ﺍﻟﻤﺴﺭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭ ،ﺘﺭ :ﻤﺠﻠﺔ ﺴﻭﻓﺭﻴﻤﻴﻨﺎﻴﺎ ،ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺍﻻﻭل.1990 ،
299