PDF Created With Pdffactory Pro Trial Version
PDF Created With Pdffactory Pro Trial Version
PDF Created With Pdffactory Pro Trial Version
ﻋﻠﻢ
ﳐﺘﻠﻒ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﻣﺸﻜﻠﻪ
ﺇﻋﺪﺍﺩ
ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺳﺎﱂ ﺑﺎﺯﻣﻮﻝ
إن اﳊﻤــﺪ ﷲ ،ﻧﺤﻤــﺪه ،و ﻧــﺴﺘﻌﻴﻨﻪ ،و ﻧــﺴﺘﻐﻔﺮه ،وﻧﻌــﻮذ ﺑــﺎﷲ ،ﻣــﻦ
ﴍور أﻧﻔﺴﻨﺎ ،وﻣﻦ ﺳﻴﺌﺎت أﻋﲈﻟﻨﺎ ،ﻣﻦ ﳞﺪه اﷲ ﻓﻼ ﻣﻀﻞ ﻟﻪ ،وﻣﻦ ﻳـﻀﻠﻞ
ﻓﻼ ﻫﺎدي ﻟﻪ.
وأﺷﻬﺪ أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ وﺣﺪه ﻻ ﴍﻳﻚ ﻟﻪ .وأﺷﻬﺪ أن ﳏﻤـﺪ ًا ﻋﺒـﺪه
ورﺳﻮﻟﻪ . r
َﻳﺎ َأ ﱡ َﳞﺎ ا ّﻟ ِﺬﻳ َﻦ آ َﻣﻨُﻮ ْا ا ّﺗ ُﻘﻮ ْا اﷲَّ َﺣ ّﻖ ُﺗ َﻘﺎﺗِ ِﻪ َوﻻَ َﲤُﻮ ُﺗ ّﻦ إِﻻّ َو َأ ْﻧﺘ ُْﻢ ّﻣ ْﺴﻠِ ُﻤ َ
ﻮن
اﺣﺪَ ٍة َو َﺧ َﻠ َـﻖ ِﻣﻨ َْﻬـﺎ ﺲو ِ ِ ِ
ﱠﺎس ا ﱠﺗ ُﻘ ْﻮا َر ﱠﺑﻜ ُُﻢ ا ﱠﻟﺬ ْي َﺧ َﻠ َﻘﻜ ُْﻢ ﻣ ْﻦ َﻧ ْﻔ ٍ َ َﻳﺂ َأ ﱡ َﳞﺎ اﻟﻨ ُ
ﻮن ﺑِـ ِـﻪ
ـﺴﺂ َء ُﻟ َ ِ
ـﺴﺂ ًء َوا ﱠﺗ ُﻘـ ْـﻮا اﷲﱠَ ا ﱠﻟــﺬ ْي َﺗـ َ
ِ ِ َزوﺟﻬــﺎ وﺑـ ﱠ ِ
ـﺚ ﻣ ـﻨ ُْﻬ َﲈ ِر َﺟــﺎﻻً ﻛَﺜـ ْـﲑ ًا َوﻧـ َ ْ َ َ ََ
َﺎن َﻋ َﻠ ْﻴﻜ ُْﻢ َر ِﻗ ْﻴﺒ ًﺎ
َواﻷَ ْر َﺣﺎ َم إِ ﱠن اﷲﱠَ ﻛ َ
َﻳﺎ َأ ﱡ َﳞﺎ ا ّﻟ ِﺬﻳ َﻦ آ َﻣﻨُﻮ ْا ا ّﺗ ُﻘﻮ ْا اﷲَّ َو ُﻗﻮ ُﻟﻮ ْا َﻗ ْﻮﻻً َﺳ ِﺪﻳﺪ ًاُ .ﻳ ْﺼﻠِ ْﺢ َﻟﻜ ُْﻢ َأ ْﻋ َﲈ َﻟﻜ ُْﻢ
َو َﻳ ْﻐ ِﻔ ْﺮ َﻟ ُﻜ ْﻢ ُذﻧُﻮ َﺑﻜ ُْﻢ َو َﻣﻦ ُﻳﻄِ ِﻊ اﷲَّ َو َر ُﺳﻮ َﻟ ُﻪ َﻓ َﻘﺪْ َﻓ َﺎز َﻓ ْﻮز ًا َﻋﻈِﻴ ًﲈ.
أﻣﺎ ﺑﻌﺪ :ﻓﺈن أﺻـﺪق اﻟﻜـﻼم ﻛـﻼم اﷲ ،وﺧـﲑ اﳍـﺪي ﻫـﺪي ﳏﻤـﺪ،
وﴍ اﻷﻣﻮر ﳏﺪﺛﺎﲥﺎ ،وﻛﻞ ﳏﺪﺛﺔ ﺑﺪﻋﺔ ،وﻛﻞ ﺑﺪﻋﺔ ﺿـﻼﻟﺔ ،وﻛـﻞ ﺿـﻼﻟﺔ
ّ
ﰲ اﻟﻨﺎر.
أﻣﺎ ﺑﻌﺪ :ﻓﻬﺬه دراﺳﺔ ﻋﻦ ﻋﻠﻢ ﳐﺘﻠﻒ اﳊـﺪﻳﺚ وﻣـﺸﻜﻠﻪ ،وﺿـﻌﺘﻬﺎ
ﻣﺪﺧﻞ
ﻛﲈل اﻟﴩﻳﻌﺔ وﻋﺪم اﺧﺘﻼﻓﻬﺎ
وﻃﺮق ﺗﻠﻘﻲ اﻷﻣﺔ ﻟﻠﴩع وﻣﺎ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻠﻞ
ﺑﻘﻲ ﰲ اﻟﺪﻳﻦ ﳾء ﱂ ﻳﻜﻤﻞ ﻓﻘﺪ ﻛﺬب ﺑﻘﻮﻟﻪ﴿ :اﻟﻴﻮم أﻛﻤﻠﺖ ﻟﻜﻢ دﻳﻨﻜﻢ﴾[).(١
]ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻖ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻗﺎﻋﺪة ﳛﺘﺎج إﻟﻴﻬﺎ ﰲ اﻟﴬورﻳﺎت واﳊﺎﺟﻴـﺎت ،أو اﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻴـﺎت ،إﻻ
وﻗﺪ ﺑﻴﻨﺖ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺒﻴﺎن؛ ﻧﻌﻢ ﻳﺒﻘﻰ ﺗﻨﺰﻳﻞ اﳉﺰﺋﻴﺎت ﻋﲆ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻠﻴﺎت ﻣﻮﻛﻮﻻً إﱃ ﻧﻈﺮ اﳌﺠﺘﻬﺪ؛
ﻓﺈن ﻗﺎﻋﺪة اﻻﺟﺘﻬﺎد أﻳﻀ ًﺎ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﰲ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ ،ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ إﻋﲈﳍﺎ ،وﻻ ﻳـﺴﻮغ ﺗﺮﻛﻬـﺎ ،وإذا
ﺛﺒﺖ ﰲ اﻟﴩﻳﻌﺔ ﺑﺄن ﺛﻢ ﳎﺎﻻً ﻟﻼﺟﺘﻬﺎد ،وﻻ ﻳﻮﺟﺪ ذﻟﻚ ﻓﻴﲈ ﻻ ﻧﺺ ﻓﻴﻪ[).(١
ّ
ﻻ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻭﻻ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﰲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ،ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ :
اﻋﻠﻢ ]أن اﷲ ﺳـﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌـﺎﱃ أﻧـﺰل اﻟﻘـﺮآن اﻟﻌﻈـﻴﻢ ﻣـﱪء ًا ﻣـﻦ اﻻﺧـﺘﻼف واﻟﺘـﻀﺎد؛
َﺎن ِﻣ ْﻦ
آن َو َﻟ ْﻮ ﻛ َ ﻟﻴﺤﺼﻞ ﻓﻴﻪ ﻛﲈل اﻟﺘﺪﺑﺮ واﻻﻋﺘﺒﺎر ،ﻓﻘﺎل ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﱃَ ﴿ :أ َﻓﻼ َﻳﺘَﺪَ ﱠﺑ ُﺮ َ
ون ا ْﻟ ُﻘ ْﺮ َ
ﺪل ﻣﻌﻨـﻰ اﻵﻳـﺔ ﻋـﲆ أﻧـﻪ ﺑـﺮيء ﻣـﻦ اﺧﺘِﻼﻓ ًﺎ ﻛَﺜِﲑ ًا﴾ )اﻟﻨﺴﺎء(٨٢:؛ ﻓ ّ
ِﻋﻨ ِْﺪ َﻏ ْ ِﲑ اﷲﱠِ َﻟ َﻮ َﺟﺪُ وا ﻓِ ِﻴﻪ ْ
اﻻﺧﺘﻼف؛ ﻓﻬـﻮ ﻳـﺼﺪﱢ ق ﺑﻌـﻀﻪ ﺑﻌـﻀ ًﺎ ،وﻳﻌـﻀﺪ ﺑﻌـﻀﻪ ﺑﻌـﻀ ًﺎ ،ﻣـﻦ ﺟﻬـﺔ اﻟﻠﻔـﻆ وﻣـﻦ ﺟﻬـﺔ
اﳌﻌﻨﻰ[). (٢
اﻟﻌﺒﺎدات واﻟﻌﺎدات ،و ﻻ ﳜﺮج ﻋﻨﻬﺎ اﻟﺒﺘﺔ؛ ﻷن اﳋﺮوج ﻋﻨﻬﺎ ﺗﻴـﻪ وﺿـﻼل ،ورﻣـﻲ ﰲ ﻋﲈﻳـﺔ.
ﻛﻴﻒ! وﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻛﲈﳍﺎ وﲤﺎﻣﻬﺎ .ﻓﺎﻟﺰاﺋﺪ واﳌﻨﻘﺺ ﰲ ﺟﻬﺘﻬﺎ ﻫﻮ اﳌﺒﺘﺪع ﺑﺈﻃﻼق واﳌﻨﺤﺮف ﻋﻦ
اﳉﺎدة إﱃ ﺑﻨﻴﺎت اﻟﻄﺮق.
واﻟﺜﺎﲏ :أن ﻳﻮﻗﻦ أﻧﻪ ﻻ ﺗـﻀﺎد ﺑـﲔ آﻳـﺎت اﻟﻘـﺮآن ،وﻻ ﺑـﲔ اﻷﺧﺒـﺎر اﻟﻨﺒﻮﻳـﺔ ،وﻻ ﺑـﲔ
أﺣﺪﳘﺎ ﻣﻊ اﻵﺧﺮ ،ﺑﻞ اﳉﻤﻴﻊ ﺟﺎء ﻋﲆ ﻣﻬﻴﻊ واﺣﺪ ،وﻣﻨﺘﻈﻢ إﱃ ﻣﻌﻨﻰ واﺣﺪ ،ﻓـﺈذا أ ّداه ﺑـﺎدي
اﻟﺮأي إﱃ ﻇﺎﻫﺮ اﺧﺘﻼف ،ﻓﻮاﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﻌﺘﻘﺪ اﻧﺘﻔﺎء اﻻﺧﺘﻼف؛ ﻷن اﷲ ﻗﺪ ﺷﻬﺪ ﻟﻪ أن ﻻ
اﺧﺘﻼف ﻓﻴﻪ ،ﻓﻠﻴﻘﻒ وﻗﻮف اﳌﻀﻄﺮ اﻟﺴﺎﺋﻞ ﻋﻦ وﺟﻪ اﳉﻤـﻊ .أو اﳌـﺴ ﱢﻠﻢ ﻣـﻦ ﻏـﲑ اﻋـﱰاض.
ﻓﺈن ﻛﺎن اﳌﻮﺿﻊ ﳑﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻪ ﺣﻜﻢ ﻋﻤﲇ ،ﻓﻠﻴﻠﺘﻤﺲ اﳌﺨﺮج ،ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻒ ﻋﲆ اﳊﻖ اﻟﻴﻘـﲔ ،أو
ﻟﻴﺒﻖ ﺑﺎﺣﺜ ًﺎ إﱃ اﳌﻮت وﻻ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ذﻟﻚ .ﻓﺈذا اﺗﻀﺢ ﻟﻪ اﳌﻐﺰى ،وﺗﺒﻴﻨﺖ ﻟﻪ اﻟﻮاﺿـﺤﺔ ،ﻓـﻼ ﺑـﺪ
ﻟﻪ ﻣﻦ أن ﳚﻌﻠﻬﺎ ﺣﺎﻛﻤﺔ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﺮض ﻟـﻪ ﻣـﻦ اﻟﻨﻈـﺮ ﻓﻴﻬـﺎ ،وﻳـﻀﻌﻬﺎ ﻧـﺼﺐ ﻋﻴﻨﻴـﻪ ﰲ ﻛـﻞ
ﻣﻄﻠﺐ دﻳﻨﻲ ،ﻛﲈ ﻓﻌﻞ ﻣﻦ ﺗﻘﺪّ ﻣﻨﺎ ﳑﻦ أﺛﻨﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ.
وﺑــﺴﺒﺐ إﻏﻔــﺎل اﻟﻨﻈــﺮ إﱃ اﻟــﴩﻳﻌﺔ ﺑﻌــﲔ اﻟﻜــﲈل ﻻ اﻟﻨﻘــﺼﺎن؛ دﺧــﻞ ﻋــﲆ اﳌﺒﺘﺪﻋــﺔ
وﳛ ّـﺬر
اﻻﺳﺘﺪراك ﻋﲆ اﻟﴩع ،وإﻟﻴﻪ ﻣﺂل ﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎن ﻳﻜﺬب ﻋﲆ اﻟﻨﺒﻲ ،eﻓﻴﻘﺎل ﻟـﻪ ذﻟـﻚُ ،
ﻣﺎ ﰲ اﻟﻜﺬب ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻮﻋﻴﺪ ،ﻓﻴﻘﻮل :ﱂ أﻛﺬب ﻋﻠﻴﻪ ،وإﻧﲈ ﻛﺬﺑﺖ ﻟﻪ...
و ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺮك اﻟﻨﻈـﺮ إﱃ اﻟـﴩﻳﻌﺔ ﺑﻌـﲔ اﻻﻧﺘﻈـﺎم ،وﻋـﺪم إﻣﻌـﺎن اﻟﻨﻈـﺮ ،اﺧﺘﻠـﻒ ﻋـﲆ
ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس اﻟﻔﻬﻢ ﰲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﻴﻢ واﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ،ﻓﺄﺣﺎﻟﻮا ﺑﺎﻻﺧﺘﻼف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﲢﺴﻴﻨ ًﺎ ﻟﻠﻈﻦ
اﻷول ،وﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺬي ﻋﺎب رﺳﻮل اﷲ eﻣﻦ ﺣـﺎل اﳋـﻮارج ﺣﻴـﺚ ﻗـﺎل" :ﻳﻘـﺮؤون
ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ّ
اﻟﻘﺮآن ﻻ ﳚﺎوز ﺣﻨﺎﺟﺮﻫﻢ") (١؛ ﻓﻮﺻﻔﻬﻢ ﺑﻌﺪم اﻟﻔﻬﻢ ﻟﻠﻘﺮآن ،وﻋﻨﺪ ذﻟﻚ ﺧﺮﺟﻮا ﻋﲆ أﻫـﻞ
اﻹﺳﻼم ...ﻓﺘﺄﻣﻠﻮا -رﲪﻜﻢ اﷲ -ﻛﻴﻒ ﻛـﺎن ﻓﻬﻤﻬـﻢ ﰲ اﻟﻘـﺮآن ،ﺛـﻢ ﱂ ﻳـﺰل ﻫـﺬا اﻹﺷـﻜﺎل
) (١أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب أﺣﺎدﻳﺚ اﻷﻧﺒﻴﺎء ،ﺑﺎب ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ} :وإﱃ ﻋﺎد أﺧﺎﻫﻢ ﻫﻮدا{ ،ﺣﺪﻳﺚ رﻗﻢ ،٣٣٤٤
وﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﺰﻛﺎة ،ﺑﺎب ذﻛﺮ اﳋﻮارج وﺻﻔﺎﲥﻢ ،ﺣﺪﻳﺚ رﻗﻢ ) .(١٠٦٤ﻋﻦ أﰊ ﺳﻌﻴﺪ اﳋﺪري .t
ﻳﻌﱰي أﻗﻮاﻣ ًﺎ ﺣﺘﻰ اﺧﺘﻠﻔﺖ اﻵﻳﺎت واﻷﺣﺎدﻳﺚ ،وﺗﺪاﻓﻌﺖ ﻋﲆ أﻓﻬﺎﻣﻬﻢ ﻓﺠﻌﺠﻌﻮا ﺑـﻪ ﻗﺒـﻞ
إﻣﻌـﺎن اﻟﻨﻈﺮ[). (١
وﻳﻨﺒﻨﻲ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻷﺻﻞ أﻣﻮر؛
ﻣﻨﻬﺎ :أﳘﻴﺔ ﲨﻊ اﻵﻳﺎت و اﻷﺣﺎدﻳـﺚ واﻵﺛـﺎر اﻟـﻮاردة ﰲ اﳌﻮﺿـﻮع اﻟﻮاﺣـﺪ ﻟﻔﻬﻤﻬـﺎ
واﻟﺘﻔﻘﻪ ﻓﻴﻬﺎ ودﻓﻊ اﻹﺷﻜﺎل اﳌﺘﻮﻫﻢ ﺑﻴﻨﻬﺎ إن وﺟﺪ.
ﻗــﺎل اﻹﻣــﺎم أﲪــﺪ ﺑــﻦ ﺣﻨﺒــﻞ )ت٢٠٤ﻫـــ( رﲪــﻪ اﷲ" :اﳊــﺪﻳﺚ إذا ﱂ ﲡﻤــﻊ ﻃﺮﻗــﻪ ﱂ
ﺗﻔﻬﻤﻪ ،اﳊﺪﻳﺚ ﻳﻔﴪ ﺑﻌﻀﻪ ﺑﻌﻀ ًﺎ"اﻫـ). (٢
وﻣﻨﻬــﺎ :أن ﻣــﻦ ﻋﻼﻣــﺎت ﺿــﻌﻒ اﻟﻘــﻮل أو اﻻﺧﺘﻴــﺎر ﻋــﺪم اﻧــﺴﺠﺎﻣﻪ ﻣــﻊ ﻏــﲑه ﰲ
اﳌﻮﺿﻮع ﻧﻔﺴﻪ.
وﻣﻨﻬﺎ :أن اﻻﺧﺘﻼف واﻟﺘﻨﺎﻗﺾ اﳌﺘﻮﻫﻢ ﺑﲔ ﻧﺼﻮص اﻟﴩع ،إﻧـﲈ ﻫـﻮ ﺑﺎﻟﻨـﺴﺒﺔ ﻟﻨﻈـﺮ
اﳌﺠﺘﻬﺪﻳﻦ.
وﻣﻨﻬﺎ :أن ﻻ ﺗﴬب اﻷﺣﺎدﻳﺚ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ ،ﻓﻠﻜﻞ ﺣﺪﻳﺚ وﺟﻬﻪ.
وﰲ ﻣــﺴﺎﺋﻞ أﲪــﺪ ﺑــﻦ ﺣﻨﺒــﻞ رواﻳــﺔ اﺑﻨــﻪ أﰊ اﻟﻔــﻀﻞ ﺻــﺎﻟﺢ ﻗــﺎل" :ﻗــﺎل أﰊ ﺳــﺄﻟﺖ
ﻋﺒﺪاﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻣﻬﺪي ﻋﲈ ﻳﺮوى ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ rو "أﻧﻪ ﻛﺎن إذا ﺑﻌﺚ ﺑﺎﳍـﺪي ﺛـﻢ ﱂ ﻳﻤـﺴﻚ ﻋـﻦ
ﳾء ﻳﻤﺴﻚ ﻋﻨﻪ اﳌﺤﺮم") ،(٣وﻋﻦ ﻗﻮﻟﻪ" :إذا دﺧﻞ اﻟﻌـﴩ وأراد أن ﻳـﻀﺤﻲ ﻓـﻼ ﻳﺄﺧـﺬ ﻣـﻦ
ﻓﺴﺄﻟﺖ ﳛﻲ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ،ﻓﻘﺎل :ﳍﺬا وﺟﻪ وﳍﺬا وﺟﻪ .وﳍﺬا أﻣﺜﺎل وأﺷﺒﺎه ﰲ اﻟﺴﻨﻦ؛
... ... ...وﻻ ﺗﴬب اﻷﺣﺎدﻳﺚ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾُ .ﻳﻌﻄﻰ ﻛﻞ ﺣﺪﻳﺚ وﺟﻬﻪ"اﻫـ).(١
____________________
=
ـﺲ ِﻣـ ْﻦ َﺷـ َﻌ ِﺮ ِه ـﴩ َو َأ َرا َد َأ َﺣـﺪُ ﻛ ُْﻢ َأ ْن ُﻳ َ
ـﻀ ﱢﺤ َﻲ َﻓ َـﻼ َﻳ َﻤ ﱠ ـﺎل :إِ َذا َد َﺧ َﻠ ْ
ـﺖ ا ْﻟ َﻌ ْ ُ وﻟﻔﻈﻪَ " :ﻋ ْﻦ ُأ ﱢم َﺳ َﻠ َﻤ َﺔ َأ ﱠن اﻟﻨﱠﺒِ ﱠﻲ َ eﻗ َ
ﴩ ِه َﺷﻴْﺌًﺎ"ُ.
َو َﺑ َ ِ
) (١ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﻷﺑﻴـﻪ أﲪـﺪ ﺑـﻦ ﺣﻨﺒـﻞ ص ،١٩٨-١٩٦ﰲ ﺳـﻴﺎق ﻃﻮﻳـﻞ ﻣﻔﻴـﺪ ﺟـﺪ ًا ﰲ ﻫـﺬا اﻟﺒـﺎب ،ﺳـﻴﺄﰐ ﰲ
اﳌﻘﺼﺪ اﻟﺜﺎﲏ.
ﻗــﺎل ﺷــﺎه وﱄ اﷲ اﻟــﺪﻫﻠﻮي )ت١١٧٦ﻫـــ( رﲪــﻪ اﷲ " :اﻋﻠــﻢ أن ﺗﻠﻘــﻲ اﻷﻣــﺔ ﻣــﻦ
اﻟﺮﺳﻮل ،eاﻟﴩع ﻋﲆ وﺟﻬﲔ:
أﺣﺪﳘﺎ :ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻈﺎﻫﺮ ،وﻻ ﺑﺪ أن ﻳﻜﻮن ﺑﻨﻘـﻞ؛ إ ّﻣـﺎ ﻣﺘـﻮاﺗﺮ ًا أو ﻏـﲑ ﻣﺘـﻮاﺗﺮ .واﳌﺘـﻮاﺗﺮ
ﻟﻔﻈ ًﺎ ﻛﺎﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﻴﻢ ،وﻛﻨﺒﺬ ﻳﺴﲑة ﻣﻦ اﻷﺣﺎدﻳﺚ ،وﻣﻨـﻪ اﳌﺘـﻮاﺗﺮ ﻣﻌﻨـﻰ ،ﻛﻜﺜـﲑ ﻣـﻦ أﺣﻜـﺎم
اﻟﻄﻬﺎرة ،واﻟﺼﻼة ،واﻟﺰﻛﺎة ،واﻟﺼﻮم ،واﳊﺞ ،واﻟﺒﻴﻮع ،واﻟﻨﻜﺎح ،واﻟﻐﺰوات ،ﳑـﺎ ﱂ ﳜﺘﻠـﻒ
ﻓﻴﻪ ﻓﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﻓﺮق اﻹﺳﻼم.
وﺛﺎﻧﻴﻬــﺎ :اﻟﺘﻠﻘــﻲ دﻻﻟــﺔ ،وﻫــﻲ أن ﻳــﺮى اﻟــﺼﺤﺎﺑﺔ رﺳــﻮل اﷲ eﻳﻘــﻮل أو ﻳﻔﻌــﻞ،
ﻓﺎﺳﺘﻨﺒﻄﻮا ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺣﻜ ًﲈ ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻮب وﻏﲑه ،ﻓﺄﺧﱪوا ﺑﺬﻟﻚ اﳊﻜﻢ ،ﻓﻘﺎﻟﻮا :اﻟﴚء اﻟﻔﻼﲏ
ﻓـﺪون اﻟﻄﺒﻘـﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜـﺔ
واﺟﺐ ،وذﻟﻚ اﻵﺧﺮ ﺟﺎﺋﺰ .ﺛﻢ ﺗﻠﻘـﻰ اﻟﺘـﺎﺑﻌﻮن ﻣـﻦ اﻟـﺼﺤﺎﺑﺔ ﻛـﺬﻟﻚّ ،
ﻓﺘﺎواﻫﻢ ،وﻗﻀﺎﻳﺎﻫﻢ ،وأﺣﻜﻤﻮا اﻷﻣﺮ.
وﰲ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻄﺮﻳﻘﺘﲔ ﺧﻠﻞ إﻧﲈ ﻳﻨﺠﱪ ﺑﺎﻷﺧﺮى ،و ﻻ ﻏﻨﻰ ﻷﺣﺪاﳘﺎ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺒﺘﻬﺎ.
أ ّﻣﺎ اﻷوﱃ ﻓﻤﻦ ﺧﻠﻠﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺪﺧﻞ ﰲ اﻟﺮواﻳﺔ ﺑﺎﳌﻌﻨﻰ ﻣﻦ اﻟﺘﺒـﺪﻳﻞ ،وﻻ ﻳـﺆﻣﻦ ﻣـﻦ ﺗﻐﻴـﲑ
اﳌﻌﻨﻰ.
اﻟﺮاوي ﺣﻜ ًﲈ ﻛﻠﻴ ًﺎ.
وﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﰲ واﻗﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ؛ ﻓﻈﻨﻪ ّ
اﻟـﺮاوي وﺟﻮﺑـ ًﺎ
وﻣﻨﻪ ﻣﺎ أﺧﺮج ﻓﻴﻪ اﻟﻜﻼم ﳐﺮج اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻟﻴﻌﻀﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻨﻮاﺟﺬ؛ ﻓﻈﻦ ّ
أو ﺣﺮﻣﺔ ،وﻟﻴﺲ اﻷﻣﺮ ﻋﲆ ذﻟﻚ؛ ﻓﻤﻦ ﻛﺎن ﻓﻘﻴﻬ ًﺎ وﺣﴬ اﻟﻮاﻗﻌﺔ اﺳﺘﻨﺒﻂ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاﺋﻦ ﺣﻘﻴﻘـﺔ
اﳊﺎل.
وأ ّﻣــﺎ اﻟﺜﺎﻧﻴــﺔ ﻓﻴــﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬــﺎ ﻗﻴﺎﺳــﺎت اﻟــﺼﺤﺎﺑﺔ واﻟﺘــﺎﺑﻌﲔ ،واﺳــﺘﻨﺒﺎﻃﻬﻢ ﻣــﻦ اﻟﻜﺘــﺎب
واﻟﺴﻨﺔ ،وﻟﻴﺲ اﻻﺟﺘﻬﺎد ﻣﺼﻴﺒ ًﺎ ﰲ ﲨﻴﻊ اﻷﺣﻮال ،ورﺑﲈ ﻛﺎن ﱂ ﻳﺒﻠﻎ أﺣﺪﻫﻢ اﳊﺪﻳﺚ أو ﺑﻠﻐـﻪ
ﺑﻮﺟﻪ ﻻ ﻳﻨﺘﻬﺾ ﺑﻤﺜﻠﻪ اﳊﺠﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻪ ،ﺛﻢ ﻇﻬﺮ ﺟﻠﻴﺔ اﳊﺎل ﻋﲆ ﻟﺴﺎن ﺻﺤﺎﰊ آﺧـﺮ ﺑﻌـﺪ
ذﻟﻚ .وﻛﺜﲑ ًا ﻣﺎ ﻛﺎن اﺗﻔﺎق رؤوس اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ yﻋﲆ ﳾء ﻣﻦ ﻗﺒﻞ دﻻﻟﺔ اﻟﻌﻘﻞ ﻋـﲆ ارﺗﻔـﺎق،
وﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ " :eﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺴﻨﺘﻲ وﺳﻨﺔ اﳋﻠﻔـﺎء اﻟﺮاﺷـﺪﻳﻦ ﻣـﻦ ﺑﻌـﺪي") ،(١وﻟـﻴﺲ ﻣـﻦ أﺻـﻮل
اﻟﴩع.
) (١أﺧﺮﺟﻪ أﲪﺪ ﰲ اﳌﺴﻨﺪ ) ،(١٢٦،١٢٧/٤واﻟﱰﻣﺬي ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎب ﻣﺎ ﺟﺎء ﰲ اﻷﺧـﺬ ﺑﺎﻟـﺴﻨﺔ واﺟﺘﻨـﺎب
اﻟﺒﺪع ،ﺣﺪﻳﺚ رﻗﻢ ) ،(٢٦٧٦وأﺑﻮداود ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﺴﻨﺔ ،ﺑﺎب ﰲ ﻟـﺰوم اﻟـﺴﻨﺔ ،ﺣـﺪﻳﺚ رﻗـﻢ ) ،(٤٦٠٧واﺑـﻦ
ﻣﺎﺟﺔ ﰲ اﳌﻘﺪﻣﺔ ،ﺑﺎب اﺗﺒﺎع ﺳﻨﺔ اﳋﻠﻔﺎء اﻟﺮاﺷﺪﻳﻦ ،ﺣﺪﻳﺚ رﻗﻢ ) ،(٤٢،٤٥واﻟﺪارﻣﻲ ﰲ اﳌﻘﺪﻣـﺔ ﺑـﺎب اﺗﺒـﺎع
اﻟﺴﻨﺔ ،ﻋﻦ اﻟﻌﺮﺑﺎض ﺑﻦ ﺳﺎرﻳﺔ .tواﳊﺪﻳﺚ ﺻﺤﺤﻪ اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻷﻟﺒﺎﲏ ﰲ إرواء اﻟﻐﻠﻴـﻞ ) ،(١٠٧/٨ﺣـﺪﻳﺚ
رﻗﻢ ).(٢٤٥٥
) (٢ﺣﺠﺔ اﷲ اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ )١٣١/١ـ ،(١٣٢ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر وﺗﴫف.
اﻷول).(١
ّ
ﻗــﺎل اﳋﻄــﺎﰊ رﲪــﻪ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ" :ورأﻳــﺖ أﻫــﻞ اﻟﻌﻠــﻢ ﰲ زﻣﺎﻧﻨــﺎ ﻗــﺪ ﺣــﺼﻠﻮا ﺣــﺰﺑﲔ،
واﻧﻘﺴﻤﻮا إﱃ ﻓﺮﻗﺘﲔ:
أﺻﺤﺎب ﺣﺪﻳﺚ وأﺛﺮ.
وأﻫﻞ ﻓﻘﻪ وﻧﻈﺮ.
وﻛﻞ واﺣﺪة ﻣﻨﻬﲈ ﻻ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ أﺧﺘﻬﺎ ﰲ اﳊﺎﺟﺔ .و ﻻ ﺗﺴﺘﻐﻨﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﰲ درك ﻣﺎ ﺗﻨﺤﻮه
ﻣﻦ اﻟﺒﻐﻴﺔ واﻹرادة؛ ﻷن اﳊﺪﻳﺚ ﺑﻤﻨﺰﻟـﺔ اﻷﺳـﺎس اﻟـﺬي ﻫـﻮ اﻷﺻـﻞ ،واﻟﻔﻘـﻪ ﺑﻤﻨﺰﻟـﺔ اﻟﺒﻨـﺎء
اﻟﺬي ﻫﻮ ﻟﻪ ﻛﺎﻟﻔﺮع ،وﻛﻞ ﺑﻨﺎء ﱂ ﻳﻮﺿﻊ ﻋﲆ ﻗﺎﻋﺪة وأﺳﺎس ﻓﻬﻮ ﻣﻨﻬﺎر ،وﻛﻞ أﺳﺎس ﺧﻼ ﻋﻦ
) (١اﻧﻈﺮ ﻣﺰﻳﺪ ًا ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺣﻮل ﻫﺬا اﳌﻌﻨﻰ ﰲ ﻛﺘﺎب "ﻣﺎ أﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ وأﺻﺤﺎﰊ" ص ٨٦ـ .٨٩
) (٢ﻣﻌﺎﱂ اﻟﺴﻨﻦ ).(٥/١
ﺷﻔﺘﻴﻪ إﻻ اﳊﻖ واﻵﻓﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺼﲑ ﰲ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﳌﻨﻘﻮل واﻟﺘﻤﻴﻴـﺰ ﺑـﲔ ﺻـﺤﻴﺤﻪ وﻣﻌﻠﻮﻟـﻪ أو ﻣـﻦ
اﻟﻘﺼﻮر ﰲ ﻓﻬﻢ ﻣﺮاده ﺻﲆ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ و ﺳﻠﻢ وﲪﻞ ﻛﻼﻣﻪ ﻋﲆ ﻏﲑ ﻣﺎ ﻋﻨﺎه ﺑﻪ أو ﻣﻨﻬﲈ ﻣﻌﺎ وﻣﻦ
)(١
ﻣﺒﺎدئ ﻋﻠﻢ
ﳐﺘﻠﻒ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﻭﻣﺸﻜﻠﻪ
)ﻋﻠــﻢ ﳐﺘﻠــﻒ اﳊــﺪﻳﺚ وﻣــﺸﻜﻠﻪ( ﻣــﻦ أﻧــﻮاع ﻋﻠــﻮم اﳊــﺪﻳﺚ ،ﻓﻬــﻮ اﻟﻨــﻮع اﻟــﺴﺎدس
ﻗﻮﻟﻨﺎ ) :اﳌﻘﺒﻮﻟﲔ( :وﻫﺬا اﻟﻘﻴﺪ أدﺧـﻞ ﻛـﻞ ﺣـﺪﻳﺚ ﻣﻘﺒـﻮل ،ﻓـﺸﻤﻞ اﻟـﺼﺤﻴﺢ ﻟﺬاﺗـﻪ أو
ﻟﻐﲑه ،واﳊﺴﻦ ﻟﺬاﺗﻪ أو ﻟﻐﲑه .واﺣﱰز ﲠﺬا اﻟﻘﻴﺪ ﻋـﻦ اﳊـﺪﻳﺚ ﻏـﲑ اﳌﻘﺒـﻮل ،ﻓـﻼ ﻳﻌﻘـﺪ ﺑﻴﻨـﻪ
وﺑﲔ اﳌﻘﺒﻮل ﺧﻼﻓ ًﺎ.
و اﻟﺘﻌﺒﲑ ﺑﺎﳌﻘﺒﻮل ﻟﺴﺒﺒﲔ:
( ١أن ﻳﻜﻮن ﺷﺎﻣ ﻼً أﻧﻮاع اﳊﺪﻳﺚ ﻏﲑ اﳌﺮدودة.
( ٢أن ﻳﺪﺧﻞ ﰲ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻣﺎ وﻗﻌﺖ ﻓﻴﻪ اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﺑﲔ ﺣﺪﻳﺜﲔ ﳐﺘﻠﻔﲔ ﰲ درﺟﺘـﲔ
ﳐﺘﻠﻔﺘﲔ ،ﻣﺜﻞ اﻟﺼﺤﻴﺢ و اﳊﺴﻦ.
وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﻴﺪ ﻷﳖﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮن " :اﻟﺘﻌﺎرض ﻓﺮع اﻟﺘﺼﺤﻴﺢ".
ﻓﺈن ﻗﻴﻞ :ﻣﺎ اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﲆ اﻋﺘﺒﺎر اﻟﻌﻠﲈء ﳎﺮد وﺻﻒ اﻟﻘﺒﻮل ﳊﺼﻮل اﻟﺘﻌﺎرض؛
ﻓﻴﻤﻜﻦ ﻋﻨﺪﻫﻢ أن ﻳﻘﻊ اﻻﺧﺘﻼف ﺑﲔ ﺣﺪﻳﺜﲔ أﺣﺪﳘﺎ ﺻﺤﻴﺢ واﻵﺧﺮ ﺣﺴﻦ؟
ﻓــﺎﳉﻮاب :ﻫــﺬا ﻳﻈﻬــﺮ ﻣــﻦ ذﻛــﺮﻫﻢ أﻣــﻮر اﻟﱰﺟــﻴﺢ ﻓــﺈﳖﻢ ﻳﺮﺟﺤــﻮن ﺑﺤــﺴﺐ
اﻷﺻﺤﻴﺔ ،وﻫﺬا دﻟﻴﻞ أن ﻓﺮض اﻟﺘﻌﺎرض ﰲ اﻷول ﻳﻘﻊ ﺑﲔ ﺣﺪﻳﺜﲔ ﰲ درﺟﺔ اﻟﻘﺒـﻮل
دون ﻧﻈﺮ إﱃ أن ﻳﻜﻮﻧﺎ ﰲ درﺟﺔ واﺣﺪة.
ﻗﻮﻟﻨﺎ ) :اﺧﺘﻼف )ﺗﻨﺎﻗﺾ أو ﺗﻀﺎد(( اﳌﻀﺎدة ﻏﲑ اﳌﻨﺎﻗﻀﺔ.
اﻟﻨﻘﻴﻀﺎن :ﻣﺎ ﻻ ﳚﺘﻤﻌﺎن وﻻ ﻳﺮﺗﻔﻌﺎن ﰲ اﳌﺤﻞ اﻟﻮاﺣﺪ.
اﳌﺘﻀﺎدان :ﻣﺎ ﻻ ﳚﺘﻤﻌﺎن وﻗﺪ ﻳﺮﺗﻔﻌﺎن.
و اﳊﺪﻳﺜ ﺎن اﳌﺨﺘﻠﻔ ﺎن :ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﳋﻼف ﺑﻴﻨﻬﲈ ﻫﻮ ﻣـﻦ ﺑـﺎب اﻟﺘﻨـﺎﻗﺾ ﻓـﻼ
ﳚﺘﻤﻌــﺎن وﻻ ﻳﺮﺗﻔﻌــﺎن ،وﻫــﺬا ﻣــﻦ ﺑــﺎب اﻟﻨﺎﺳــﺦ و اﳌﻨــﺴﻮخ ،و اﳌﻨــﺴﻮخ داﺧــﻞ ﰲ
اﳌﺨﺘﻠﻒ ،وﻫﻮ ﻧﻮع ﻣﺴﺘﻘﻞ ،وﳑﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﻼ ﳚﺘﻤﻌﺎن و ﻻ ﻳﺮﺗﻔﻌﺎن ﻣﺎ
ﻳﺪﺧﻞ ﰲ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﰲ اﻟﱰﺟﻴﺢ إذا ﱂ ﻳﻤﻜﻦ اﳉ ﻤﻊ و ﻻ ﻋﻠﻢ اﳌﺘـﺄﺧﺮ ﻣـﻦ اﳌﺘﻘـﺪم ،ﻓﺈﻧـﻪ
ﻳﺼﺎر إﱃ اﻟﱰﺟﻴﺢ ،واﳊﺎل ﻫﺬه ﻣﻦ ﺑﺎب اﺧﺘﻼف اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﺑﲔ اﳊﺪﻳﺜﲔ.
وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﺘﻀﺎد؛ ﻓﺎﳊﺪﻳﺜﺎن ﻻ ﳚﺘﻤﻌﺎن وﻗﺪ ﻳﺮﺗﻔﻌﺎن ،ﻛﲈ ﰲ ﺑﻌﺾ
أوﺟﻪ اﳉﻤﻊ واﻟﺘﻮﻓﻴﻖ.
أو ﻛﺎن اﳊﺪﻳﺚ ﻣﺸﻜ ﻼً ﻓﺎﺷﺘﺒﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻌﻨﺎه ،وﱂ ﻳﻘﻒ ﻋﲆ ﺗﻔﺴﲑه.
أو ﱂ ﻳﺼﺢ ﻟﺪﻳﻪ.
أو ﱂ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻟﺪﻻﻟﺘﻪ.
)" (١اﻟﺘﻌﺎرض اﳊﻘﻴﻘﻲ اﻟﺬي ﳜﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ اﳌﻨﺎﻃﻘﺔ وﺻﻒ اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ،ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻜﻮن إﺣﺪى اﻟﻘﻀﻴﺘﲔ ﺻـﺎدﻗﺔ
واﻷﺧﺮى ،ﻻ ﻳﺘﻢ ﺑﲔ اﻟﻘﻀﻴﺘﲔ اﳌﺨﺼﻮﺻﺘﲔ ،إﻻ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻣﻊ اﻻﺧﺘﻼف ﰲ اﻹﳚﺎب واﻟﺴﻠﺐ،
وﺟــﻮد اﻟﻮﺣــﺪات اﻟــﺜﲈن ،اﳌﻌﺮوﻓــﺔ ﻟــﺪى ﻗــﺪﻣﺎء اﳌﻨﺎﻃﻘــﺔ ،وﻫــﻲ ( ١ :وﺣــﺪة اﳌﻮﺿــﻮع ( ٢ .وﺣــﺪة
اﻟﴩط (٣ .وﺣﺪة اﻟﻜﻞ (٤ .وﺣﺪة اﳉـﺰء )اﻟﻌﻤـﻮم واﳋـﺼﻮص( (٥ .وﺣـﺪة اﳌﺤﻤـﻮل (٦ .وﺣـﺪة
اﻟﺰﻣــﺎن) .اﻟﻨــﺴﺦ( ( ٧ .وﺣــﺪة اﳌﻜــﺎن) .ﰲ ﺑــﺎب واﺣــﺪ( ( ٨ .وﺣــﺪة اﻟﻘــﻮة واﻟﻔﻌــﻞ )اﻟﺘــﺴﺎوي
واﻟﱰﺟﻴﺢ( .واﻟﺘﻲ ر ّدﻫﺎ اﳌﺘﺄﺧﺮون ﻣﻨﻬﻢ إﱃ وﺣﺪﰐ اﳌﻮﺿـﻮع واﳌﺤﻤـﻮل ،ﺣﻴـﺚ أدرﺟـﻮا ﰲ وﺣـﺪة
اﳌﻮﺿﻮع :وﺣﺪة اﻟﴩط ووﺣﺪة اﻟﻜﻞ واﳉﺰء .وأدرﺟﻮا ﰲ وﺣﺪة اﳌﺤﻤﻮل اﻟﺒﻮاﻗﻲ .واﳌﻮﺿﻮع :ﻫﻮ
ﳏــﻞ اﻟﻌــﺮض اﳌﺨــﺘﺺ ﺑــﻪ .وﻗﻴــﻞ ﻫــﻮ اﻷﻣــﺮ اﳌﻮﺣــﻮد ﰲ اﻟــﺬﻫﻦ ".ﻣــﻦ ﻣﻘﻴــﺪات اﻟﺪراﺳــﺔ ﰲ اﻟــﺴﻨﺔ
اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ!
ﺣﺪﻳﺚ واﺻﻞ ﴍﻋﻲ ،أو ﺑﲔ ﺣﺪﻳﺚ وﺑﻌﻀﻪ ،أو ﺑﲔ ﺣـﺪﻳﺚ واﺛـﺮ ،أو
ﺑﲔ ﺣﺪﻳﺚ وأﻣﺮ ﻋﻘﲇ.
(٢أن ﳐﺘﻠﻒ اﳊﺪﻳﺚ ﺑﲔ ﺣﺪﻳﺜﲔ ﳐﺘﻠﻔﲔ ،و اﳌﺸﻜﻞ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﰲ ﺣـﺪﻳﺚ
واﺣﺪ .
(٣أن ﳐﺘﻠﻒ اﳊﺪﻳﺚ ﻏﺎﻟﺒ ﺎً ﻳﻜﻮن ﰲ اﳌ ﻌﺎﲏ ﻻ ﰲ اﻷﻟﻔﺎظ .
(٤أن ﳐﺘﻠــﻒ اﳊــﺪﻳﺚ ﻳﻘــﻊ ﻓﻴــﻪ ﺗﻌــﺎرض ﻣــﻦ وﺟــﻪ ) ﻋﻤــﻮم و ﺧــﺼﻮص(
) ﳎﻤﻞ و ﻣﺒﲔ( ﺑﻴﻨﲈ ﰲ اﳌﺸﻜﻞ أﺳﺒﺎب اﻟﺘﻌﺎرض أوﺳﻊ ﻣـﻦ اﳌﺨﺘﻠـﻒ،
ﻓﻘﺪ ﺗﺮﺟـﻊ إﱃ أﻣـﺮ ﻋﻘـﲇ أو أﺻـﻞ ﰲ اﻟـﴩع ،و ﻳـﺪل ﻋـﲆ ﻫـﺬا وﺟـﻮه
اﳉﻤﻊ .
(٥أن ﻣﺸﻜﻞ اﳊﺪﻳﺚ ﻫﻮ اﻟﺒﺎب اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ أﻋـﺪاء اﻹﺳـﻼم أﻛﺜـﺮ
ﻣﻦ ﳐﺘﻠﻒ اﳊﺪﻳﺚ ،ﻷن اﳌﺨﺘﻠـﻒ ﻳﻜـﻮن ﺑـﲔ ﺣـﺪﻳﺜﲔ ،و اﳌـﺸﻜﻞ ﻗـﺪ
ﻳﻜﻮن ﰲ أﻣﻮر ﻋﻘﻠﻴﺔ .
(٦اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻣﺸﻜﻞ اﳊﺪﻳﺚ أﻋﴪ ﻣﻦ ﳐﺘﻠﻒ اﳊﺪﻳﺚ .
(٧اﻣﺘﺤﺎن إﻳﲈن اﳌﺮء ﺑﺎﳌﺸﻜﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﳌﺨﺘﻠﻒ .
ﻣﻮﺿﻮع ﻫﺬا اﻟﻌﻠﻢ :
ﻣﻌﺎﲏ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮﻫﻢ ﺑﻴﻨﻬﺎ اﻻﺧﺘﻼف ،أو ﻳﺘﻮﻫﻢ ﻓﻴﻬ ﺎ اﻹﺷﻜﺎل.
ﻣﺴﺎﺋﻠﻪ :
ﺗﺘﻌﻠــﻖ ﺑﺎﻟﺘﻌــﺎرض اﳌﺘــﻮﻫﻢ ﺑــﲔ اﳊــﺪﻳﺜﲔ اﳌﻘﺒــﻮﻟﲔ أو اﻹﺷــﻜﺎل ﰲ اﳊــﺪﻳﺚ،
واﻟﻨﻈﺮ ﰲ وﺟﻪ اﳉﻤﻊ إن أﻣﻜﻦ ،ﻓﺈن ﱂ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻣﺘﻘﺪم واﳌﺘﺄﺧﺮ ،ﻟﻴﺠﻌﻞ اﳌﺘﺄﺧﺮ
ﻧﺎﺳﺦ ﻟﻠﻤﺘﻘﺪم ،ﻓﺈن ﱂ ﻳﻤﻜﻦ ﻧﻈﺮ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﱰﺟﻴﺢ ﺑﲔ اﳊﺪﻳﺜﲔ ،وذﻟـﻚ ﰲ ﻣـﺎ ﻛـﺎن
ﻣﻦ ﺑﺎب اﳌﺨﺘﻠﻒ.
أ ّﻣ ﺎ اﳌﺸﻜﻞ ﻓﻤﺴﺎﺋﻠﻪ :اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺳﺒﺐ اﻹﺷﻜﺎل ،وإزاﻟﺘﻪ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع إﱃ اﻟﺮواﻳﺎت أو إﱃ
اﻟﻠﻐﺔ ،أو ﰲ ﻣﻌﻨﺎه وﺗﻔﺴﲑه .
اﺳﺘﻤﺪاده :
ﻣﻦ اﻟﺮواﻳﺎت اﳊﺪﻳﺜﻴﺔ ،وﻣﻦ ﻛﻼم أﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ وﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ،وﻣﻦ اﻟﻠﻐﺔ،
وﻣﻦ وﺟﻮه اﻟﱰﺟﻴﺢ ﰲ أﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ.
ﺛﻤﺮﺗﻪ وﻓﻀﻠﻪ:
واﺿﻌﻪ :
اﻟﺬي وﺿﻊ ﻫﺬا اﻟﻌﻠﻢ ﻫﺬا اﻟﻌﻠﻢ ﻫﻮ اﻟﺮﺳﻮل ،eﻓﻘﺪ ﺟﺎء ﰲ أﺣﺎدﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺮﺳـﻮل
eﺗﻨﺒﻴﻪ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ إﱃ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﻞ اﳌﺸﻜﻞ ،وﺟـﺎء ﻓﻴﻬـﺎ ﻣـﺎ ﻳﻘﺘـﴤ ﺗﻌﻠـﻴﻢ أﻷﻣـﺔ ﲪـﻞ اﳌﻄﻠـﻖ ﻋـﲆ
اﳌﻘﻴﺪ واﻟﻌﺎم ﻋﲆ اﳋﺎص.
ﻮل اﷲﱠِ َﺻ ﱠﲆ اﷲﱠُ َﻋ َﻠﻴْ ِﻪ َو َﺳ ﱠﻠ َﻢَ " :ﳖَﻴْﺘُﻜ ُْﻢ َﻋ ْﻦ َﻋﻦ اﺑ ِﻦ ﺑﺮﻳﺪَ َة َﻋﻦ َأﺑِ ِ
ﻴﻪ َﻗ َﺎلَ :ﻗ َﺎل َر ُﺳ ُ ْ ْ ْ َُ ْ
ث َﻓ َﺄﻣ ِ ﺎﺣﻲ َﻓﻮ َق َﺛ َـﻼ ٍ ِ ِز َﻳ َﺎر ِة ا ْﻟ ُﻘ ُﺒ ِ
ـﺴﻜُﻮا َﻣـﺎ َﺑـﺪَ ا ْ ﳊﻮ ِم ْاﻷَ َﺿ ﱢ ْ وﻫﺎَ ،و َﳖ َ ْﻴﺘُﻜ ُْﻢ َﻋ ْﻦ ُ ُ
ور َﻮر َﻓ ُﺰ ُ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ٍ
ــﺎﴍ ُﺑﻮا ﰲ ْاﻷَ ْﺳــﻘﻴَﺔ ُﻛ ﱢﻠ َﻬــﺎ َو َﻻ ﺗ ْ َ
َــﴩ ُﺑﻮا ـﻢَ ،و َﳖَﻴْــﺘُﻜ ُْﻢ َﻋــ ْﻦ اﻟﻨﱠﺒِﻴــﺬ إ ﱠﻻ ﰲ ﺳــ َﻘﺎء َﻓ ْ َ َﻟ ُﻜـ ْ
.
)(١ ِ
ُﻣ ْﺴﻜ ًﺮا"
ﻓﻔﻲ ﻫﺬا اﳊﺪﻳﺚ ﲨﻊ اﻟﺮﺳﻮل eﺑﲔ ﻗﻮﻟﻴﻪ ﺑﺄن أﺷﺎر إﱃ ﺣﺼﻮل اﻟﻨﺴﺦ ،وﻫـﺬا ﻣـﻦ
ﻗﺎﻋﺪة ﳐﺘﻠﻒ اﳊﺪﻳﺚ!
أﺧﺮج اﻟﺒﺨﺎري وﻣـﺴﻠﻢ ﻋـﻦ أﰊ ﻫﺮﻳـﺮة رﴈ اﷲ ﻋﻨـﻪ ﻗـﺎل :إن رﺳـﻮل اﷲ ﺻـﲆ اﷲ
ﻋﻠﻴﻪ و ﺳﻠﻢ ﻗﺎل" :ﻻ ﻋﺪوى وﻻ ﺻﻔﺮ وﻻ ﻫﺎﻣﺔ" .ﻓﻘﺎل أﻋـﺮاﰊ :ﻳـﺎ رﺳـﻮل اﷲ ﻓـﲈ ﺑـﺎل إﺑـﲇ
ﺗﻜﻮن ﰲ اﻟﺮﻣﻞ ﻛﺄﳖﺎ اﻟﻈﺒﺎء ﻓﻴﺄﰐ اﻟﺒﻌﲑ اﻷﺟﺮب ﻓﻴﺪﺧﻞ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻓﻴﺠﺮﲠﺎ ؟ ﻓﻘﺎل" :ﻓﻤﻦ أﻋﺪى
اﻷول".
ﻓﻔﻲ ﻫﺬا اﳊﺪﻳﺚ أزال اﻟﺮﺳﻮل eإﺷﻜﺎﻻً ﰲ ﻓﻬﻢ ﻛﻼﻣﻪ .e
ـﺸ َﲑ َو َﻳ ْﻜ ُﻔ ْـﺮ َن ﻳﺖ اﻟﻨﱠﺎر َﻓﺈِ َذا َأ ْﻛ َﺜﺮ َأﻫﻠِﻬﺎ اﻟﻨﱢﺴﺎء ﻳ ْﻜ ُﻔﺮ َن ِﻗ َﻴﻞَ :أﻳ ْﻜ ُﻔﺮ َن ﺑِﺎﷲﱠِ؟ َﻗ َﺎل :ﻳ ْﻜ ُﻔﺮ َن ا ْﻟﻌ ِ " ُأ ِر ُ
َ َ ْ َ ْ ُ ْ َ َ ُ َ ْ َ
ﺎن َﻟ ْﻮ َأ ْﺣ َﺴﻨ َْﺖ إِ َﱃ إِ ْﺣﺪَ ُاﻫ ﱠﻦ اﻟﺪﱠ ْﻫ َﺮ ُﺛ ﱠﻢ َر َأ ْت ِﻣﻨ َْﻚ َﺷ ْﻴ ًﺌﺎ َﻗﺎ َﻟ ْﺖ َﻣﺎ َر َأ ْﻳ ُﺖ ِﻣﻨ َْﻚ َﺧ ْ ًﲑا َﻗ ﱡﻂ". ِْ
اﻹ ْﺣ َﺴ َ
) (١ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﳉﻨﺎﺋﺰ ،ﺑﺎﺏ ﺍﺳﺘﺌﺬﺍﻥ ﺍﻟﻨﱯ eﺭﺑﻪ ﰲ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻗﱪ ﺃﻣﻪ ،ﺣﺪﻳﺚ ﺭﻗﻢ ).(٩٧٧
) (٢أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب اﻹﻳﲈن ،ﺑﺎب ﻛﻔﺮان اﻟﻌﺸﲑ وﻛﻔﺮ دون ﻛﻔﺮ ،ﺣﺪﻳﺚ رﻗـﻢ ) ،(٢٩وﻣـﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘـﺎب
اﻟﻜﺸﻮف ،ﺑﺎب ﻣﺎ ﻋﺮض ﻋﲆ اﻟﻨﺒﻲ ،eﺣﺪﻳﺚ رﻗﻢ ).(٩٠٧
ﻓﻔﻲ ﻫﺬا اﳊﺪﻳﺚ ﻗﻴﺪ رﺳﻮل اﷲ eﻣﺎ أﻃﻠﻘﻪ ﰲ أول اﳊﺪﻳﺚ ﻣـﻦ ﻗﻮﻟـﻪ" :ﻳﻜﻔـﺮن"،
وﺟﺎء اﻟﺒﻴﺎن ﲠﺬا اﻟﻘﻴﺪ!
اﻟﺮ ُﺟ َﻞ َﻓ َﻠ ِﻘ َﻴﻨِﻲ َأ ُﺑﻮ َﺑﻜ َْﺮ َة َﻓ َﻘ َﺎلَ :أ ْﻳ َﻦ
ﺲ َﻗ َﺎلَ :ﺧ َﺮ ْﺟ ُﺖ َو َأﻧَﺎ ُأ ِرﻳﺪُ َﻫ َﺬا ﱠ َﻒ ْﺑ ِﻦ َﻗ ْﻴ ٍ َﻋﻦ ْاﻷَﺣﻨ ِ
ْ ْ
ﻮل اﷲﱠِ َﺻ ﱠﲆ اﷲﱠُ َﻋ َﻠ ْﻴ ِﻪ َو َﺳ ﱠﻠ َﻢ َﻳ ْﻌﻨِﻲ َﻋﻠِﻴﺎ َﻗ َﺎل: َﻒ؟ َﻗ َﺎلُ :ﻗ ْﻠ ُﺖُ :أ ِرﻳﺪُ ﻧَﴫ ا ْﺑ ِﻦ َﻋﻢ رﺳ ِ
ﱢ َ ُ ْ َ ﺗ ُِﺮﻳﺪُ َﻳﺎ َأ ْﺣﻨ ُ
ـﻮل" :إِ َذا ﺗ ََﻮ َ
اﺟـ َﻪ ـﻮل اﷲﱠِ َﺻ ﱠـﲆ اﷲﱠُ َﻋ َﻠ ْﻴ ِـﻪ َو َﺳـ ﱠﻠ َﻢ َﻳ ُﻘ ُ ـﻤ ْﻌ ُﺖ َر ُﺳ ََﻒ ار ِﺟﻊ َﻓﺈِ ﱢﲏ ﺳ ِ
َ َﻓ َﻘ َﺎل ِﱄ َ :ﻳﺎ َأ ْﺣﻨ ُ ْ ْ
ﻮل اﷲﱠِ َﻫ َﺬا ا ْﻟ َﻘﺎﺗِ ُﻞ َﻓ َﲈ َﺑ ُﺎل ﱠﺎر َﻗ َﺎل َﻓ ُﻘ ْﻠ ُﺖ َأ ْو ِﻗ َﻴﻞَ :ﻳﺎ َر ُﺳ َُﻮل ِﰲ اﻟﻨ ِ اﳌُْ ْﺴﻠِ َﲈ ِن ﺑِ َﺴ ْﻴ َﻔ ْﻴ ِﻬ َﲈ َﻓﺎ ْﻟ َﻘﺎﺗِ ُﻞ َواﳌَْ ْﻘﺘ ُ
ﺎب َ ْﳞﻠِ ْﻚ").(٣ ُﻮﻗ َﺶ ِْ َﻓ َﻘ َﺎل :إِﻧﱠﲈ َذﻟِ ِﻚ ا ْﻟﻌﺮ ُض و َﻟﻜِﻦ ﻣﻦ ﻧ ِ
اﳊ َﺴ َ َ ْ َ ْ َْ َ
) (١أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب اﻹﻳﲈن ﺑﺎب وإن ﻃﺎﺋﻔﺘﺎن ﻣﻦ اﳌﺆﻣﻨﲔ اﻗﺘﺘﻠﻮا ﻓﺄﺻﻠﺤﻮا ﺑﻴﻨﻬﲈ ،ﺣـﺪﻳﺚ رﻗـﻢ )،(٣١
وﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﻔﺘﻦ وأﴍاط اﻟﺴﺎﻋﺔ ،ﺑﺎب إذا ﺗﻮاﺟﻪ اﳌﺴﻠﲈن ﺑﺴﻴﻔﻴﻬﲈ ،ﺣﺪﻳﺚ رﻗﻢ ).(٢٨٨٨
) (٢أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﺑﺎب ﻓﻀﺎﺋﻞ أﺻﺤﺎب اﻟﺸﺠﺮة ،ﺣﺪﻳﺚ رﻗﻢ ).(٢٤٩٦
) (٣أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﻌﻠﻢ ،ﺑﺎب ﻣﻦ ﺳﻤﻊ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻓﻠـﻢ ﻳﻔﻬﻤـﻪ ﻓﺮاﺣـﻊ ﻓﻴـﻪ ،ﺣـﺪﻳﺚ رﻗـﻢ )،(١٠٣
وﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﳉﻨﺔ وﺻﻔﺔ ﻧﻌﻴﻤﻬﺎ ،ﺑﺎب اﺛﺒﺎت اﳊﺴﺎب ،ﺣﺪﻳﺚ رﻗﻢ ).(٢٨٧٦
اﳌﻘﺼﺪ اﻟﺜﺎﲏ
ﻗﻮاﻋﺪ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ اﳊﺪﻳﺚ وﻣﺸﻜﻠﻪ
أذﻛﺮ ﻫﻨﺎ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻋﺪ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﻠﻢ ﳐﺘﻠﻒ اﳊﺪﻳﺚ وﻣﺸﻜﻠﻪ ،وﻫﻲ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻷوﱃ
أن اﻟﴩع ﺳﺎﱂ ﻣﻦ اﻟﻌﻴﺐ وﻣﻦ اﻻﺧﺘﻼف ،وأن اﻻﺧﺘﻼف ﻣﺮﺟﻌـﻪ إﱃ أﻓﻬـﺎم اﻟﻨـﺎس
َـﺎن ِﻣـ ْﻦ
آن َو َﻟ ْـﻮ ﻛ َ واﺟﺘﻬﺎدﻫﻢ ،ﻻ إﱃ اﻟﴩع؛ وﻗﺪ ﻗﺎل اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﱃَ ﴿ :أ َﻓﻼ َﻳﺘَﺪَ ﱠﺑ ُﺮ َ
ون ا ْﻟ ُﻘ ْـﺮ َ
اﺧﺘِﻼﻓ ًﺎ ﻛَﺜِﲑ ًا﴾ )اﻟﻨﺴﺎء.(٨٢:
ِﻋﻨ ِْﺪ َﻏ ْ ِﲑ اﷲﱠِ َﻟ َﻮ َﺟﺪُ وا ﻓِ ِﻴﻪ ْ
ﻗﺎل اﺑﻦ ﻗﻴﻢ اﳉﻮزﻳﺔ رﲪﻪ اﷲ " :وإن ﺣﺼﻞ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ أﺣﺪ أﻣﺮﻳﻦ:
إﻣﺎ أن ﻳﻜﻮن أﺣﺪ اﳊﺪﻳﺜﲔ ﻧﺎﺳﺨﺎ ﻟﻶﺧﺮ.
أو ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻛﻼم رﺳﻮل اﷲ . e
ﻓﺈن ﻛﺎن اﳊﺪﻳﺜﺎن ﻣﻦ ﻛﻼﻣـﻪ وﻟـﻴﺲ أﺣـﺪﳘﺎ ﻣﻨـﺴﻮﺧﺎ ﻓـﻼ ﺗﻨـﺎﻗﺾ وﻻ ﺗـﻀﺎد ﻫﻨـﺎك
اﻟﺒﺘﺔ وإﻧﲈ ﻳﺆﺗﻰ ﻣﻦ ﻳﺆﺗﻰ ﻫﻨﺎك ﻣـﻦ ﻗﺒـﻞ ﻓﻬﻤـﻪ وﲢﻜﻴﻤـﻪ آراء اﻟﺮﺟـﺎل وﻗﻮاﻋـﺪ اﳌـﺬﻫﺐ ﻋـﲆ
ﻗﻠﺖ :ﻓﺈذا ﺛﺒﺖ ﻫﺬا ﰲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺛﺒﺖ ﰲ اﻟـﺴﻨﺔ ،إذ اﻟـﺴﻨﺔ ﻣﺜـﻞ اﻟﻘـﺮآن اﻟﻌﻈـﻴﻢ.
اﻟﺰ ُﺑ ِﺮ َو َأﻧ َْﺰ ْﻟﻨَﺎ إِ َﻟ ْﻴ َﻚ
َﺎت َو ﱡوﻗﺪ ﺟﻌﻠﻬﺎ اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﱃ ﻣﺒﻴﻨﺔ ﻟﻠﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻘﺎل ﺗﻌﺎﱃ﴿ :ﺑِﺎ ْﻟﺒﻴﻨ ِ
َﱢ
ون﴾ )اﻟﻨﺤـﻞ ،(٤٤:وﻗـﺎل ﺗﺒـﺎرك وﺗﻌـﺎﱃ: ـﻢ َﻳ َﺘ َﻔﻜ ُﱠـﺮ َ ﲔ ﻟِﻠﻨ ِ
ﱠﺎس َﻣﺎ ﻧ ﱢُـﺰ َل إِ َﻟـ ْﻴ ِﻬ ْﻢ َو َﻟ َﻌ ﱠﻠ ُﻬ ْ اﻟﺬﻛ َْﺮ ﻟِ ُﺘ َﺒ ﱢ َ
ﱢ
ﲪـ ًﺔ ﻟِ َﻘ ْـﻮ ٍم ُﻳ ْﺆ ِﻣﻨ َ
ُـﻮن﴾ ِ ِ ـﻢ ا ﱠﻟ ِـﺬي ْ
اﺧ َﺘ َﻠ ُﻔـﻮا ﻓﻴـﻪ َو ُﻫ ً
ـﺪى َو َر ْ َ ﲔ َﳍ ُ ُ َﺎب إِ ﱠﻻ ﻟِ ُﺘ َﺒ ﱢ َ ِ
﴿و َﻣﺎ َأﻧ َْﺰ ْﻟﻨَﺎ َﻋ َﻠ ْﻴ َﻚ ا ْﻟﻜﺘ ََ
)اﻟﻨﺤــﻞ(٦٤:؛ وﳌــﺎ ﺗﺒــﲔ ﺗﻨــﺰه اﻟﻘــﺮآن واﻟــﺴﻨﺔ ﻋــﻦ اﻻﺧــﺘﻼف ،ﺻــﺢ أن ﻳﻜﻮﻧــﺎ ﺣﻜـ ًﲈ ﻋﻨــﺪ
اﻻﺧﺘﻼف ،ﺑﲔ ﲨﻴﻊ اﳌﺨﺘﻠﻔﲔ ،ﻓﻔﻲ اﻟﻘـﺮآن واﻟـﺴﻨﺔ اﻟﺒﻴـﺎن اﻟـﺸﺎﰲ ،و ﻻ ﻳﻘـﻮم ﺑﻌـﺪﳘﺎ ﳾء
ـﻮل َو ُأ ِ ِ ِ ِ
وﱄ اﻟﺮ ُﺳ َ ﻳﻘﻮم ﻣﻘﺎﻣﻬﲈ ،ﻗﺎل ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﱃَ ﴿ :ﻳـﺎ َأ ﱡ َﳞـﺎ ا ﱠﻟـﺬﻳ َﻦ آ َﻣﻨُـﻮا َأﻃﻴ ُﻌـﻮا اﷲﱠَ َو َأﻃﻴ ُﻌـﻮا ﱠ
ُﻮن ﺑِﺎﷲﱠِ َوا ْﻟ َﻴ ْـﻮ ِم ْاﻵ ِﺧ ِـﺮ ْاﻷَﻣ ِﺮ ِﻣﻨْﻜُﻢ َﻓﺈِ ْن َﺗﻨ ََﺎز ْﻋﺘُﻢ ِﰲ َﳾ ٍء َﻓﺮ ﱡدو ُه إِ َﱃ اﷲﱠِ َواﻟﺮﺳ ِ
ﻮل إِ ْن ُﻛﻨْﺘ ُْﻢ ﺗ ُْﺆ ِﻣﻨ َ ﱠ ُ ْ ُ ْ ْ ْ
َذﻟِ َﻚ َﺧ ْ ٌﲑ َو َأ ْﺣ َﺴ ُﻦ ﺗ َْﺄ ِوﻳﻼً﴾ )اﻟﻨﺴﺎء.(١)(٥٩:
وﻳﻨﺒﻨﻲ ﻋﲆ ﻫﺬا أن ﻣﺎ ﻳﺒﺪو ﰲ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﺗﻌﺎرض أو اﺧﺘﻼف وﺗﻨﺎﻗﺾ إﻧﲈ ﺑﺤـﺴﺐ اﳌﺠﺘﻬـﺪ
ﻻ ﺑﺤﺴﺐ اﻟﴩع ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﺗﻨﺎﻗﺾ و ﻻ اﺧﺘﻼف ﰲ اﳊﻘﻴﻘﺔ.
اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
اﻻﺧﺘﻼف ﻧﻮﻋﺎن :
-اﺧﺘﻼف اﻟﺘﻨﻮع.
-اﺧﺘﻼف اﻟﺘﻀﺎد.
واﳌﻨﻔﻲ ﻋﻦ اﻟﴩﻳﻌﺔ ﻫﻮ اﻟﻨﻮع اﻟﺜﺎﲏ ،وإﻧﲈ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺤﺴﺐ ﻓﻬﻮم اﻟﻌﻠﲈء ،وﻫﻮ اﻟﺬي
ﻳﻨﻈﺮ ﰲ رﻓﻌﻪ ﰲ ﻗﺎﻋﺪة اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ اﳊﺪﻳﺚ.
وأ ّﻣــﺎ اﻟﻨــﻮع اﻷول ﻓﺈﻧــﻪ واﻗــﻊ ﰲ اﻟــﴩﻳﻌﺔ ﻣﺜﺎﻟــﻪ :اﺧــﺘﻼف ﺻــﻴﻎ دﻋــﺎء اﻻﺳــﺘﻔﺘﺎح،
واﺧﺘﻼف ﺻﻴﻎ أذﻛﺎر اﻟﺮﻛﻮع واﻟﺴﺠﻮد ،واﺧﺘﻼف ﺻﻴﻎ اﻟﺘﺸﻬﺪ!
واﳊﻜﻢ ﰲ اﺧﺘﻼف اﻟﺘﻨﻮع :أن ﻳﻘﺒﻞ ﲨﻴﻌﻪ ،وأن ﻳﻨﻮع اﳌﺴﻠﻢ ﰲ اﻟﻌﺒﺎدات ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ
ورد ،و ﻻ ﻳﻔﺎﺿﻞ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﲑ دﻟﻴﻞ ،و ﻻ ﻳﻌﻴﺐ ﻣﻦ أﺧﺬ ﺑﻨﻮع ﻣﻨﻬﺎ).(١
اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ
ﻗﺎﻋﺪة اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ اﳊﺪﻳﺚ
ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﺼﻼح )ت٦٤٣ﻫـ( رﲪﻪ اﷲ" :اﻋﻠﻢ أن ﻣﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﰲ ﻫـﺬا اﻟﺒـﺎب ﻳﻨﻘـﺴﻢ إﱃ
ﻗﺴﻤﲔ:
أﺣﺪﳘﺎ :أن ﻳﻤﻜﻦ اﳉﻤﻊ ﺑﲔ اﳊﺪﻳﺜﲔ وﻻ ﻳﺘﻌﺬر إﺑﺪاء وﺟﻪ ﻳﻨﻔـﻲ ﺗﻨـﺎﻓﻴﻬﲈ؛ ﻓﻴﺘﻌـﲔ
ﺣﻴﻨﺌﺬ اﳌﺼﲑ إﱃ ذﻟﻚ ،واﻟﻘﻮل ﲠﲈ ﻣﻌﺎ.
اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﲏ :أن ﻳﺘﻀﺎدا ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﳉﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﲈ ،وذﻟﻚ ﻋﲆ ﴐﺑﲔ:
أﺣﺪﳘﺎ :أن ﻳﻈﻬـﺮ ﻛـﻮن أﺣـﺪﳘﺎ ﻧﺎﺳـﺨﺎ واﻵﺧـﺮ ﻣﻨـﺴﻮﺧﺎ ﻓﻴﻌﻤـﻞ ﺑﺎﻟﻨﺎﺳـﺦ وﻳـﱰك
اﳌﻨﺴﻮخ.
واﻟﺜــﺎﲏ :أن ﻻ ﺗﻘــﻮم دﻻﻟــﺔ ﻋــﲆ أن اﻟﻨﺎﺳــﺦ أﳞــﲈ واﳌﻨــﺴﻮخ أﳞــﲈ ﻓﻴﻔــﺰع ﺣﻴﻨﺌــﺬ إﱃ
اﻟﱰﺟﻴﺢ وﻳﻌﻤﻞ ﺑـﺎﻷرﺟﺢ ﻣـﻨﻬﲈ واﻷﺛﺒـﺖ ﻛـﺎﻟﱰﺟﻴﺢ ﺑﻜﺜـﺮة اﻟـﺮوا ة أو ﺑـﺼﻔﺎﲥﻢ ﰲ ﲬـﺴﲔ
وﺟﻬﺎ ﻣﻦ وﺟﻮه اﻟﱰﺟﻴﺤﺎت وأﻛﺜﺮ وﻟﺘﻔﺼﻴﻠﻬﺎ ﻣﻮﺿﻊ ﻏﲑ ذا واﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ أﻋﻠﻢ"اﻫـ). (٢
وﺗﺮﺗﻴﺐ اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ اﳉﻤﻬﻮر ،ﺧﻼﻓ ًﺎ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻨﺎس )اﳊﻨﻔﻴـﺔ(،
____________________
=
ـﻦ َﻗ ْﻮﻟ ِ ِـﻪ :ﻋﻠﻴـﻪ اﻟـﺼﻼة واﻟـﺴﻼم " ِز ْن اﺟـﺢ َﻋ َـﲆ ا ْﻟ ِﻘﻴ ِ ِ
ـﺎس ﻣ ْ َ ﱠﺺ َر ِ ٌ ﺗَﺎﺑِ ٍﻊ َﻻ ُﻳ َﺴ ﱠﻤﻰ ُر ْﺟ َﺤﺎﻧًﺎَ ،ﻓ َﻼ ُﻳ َﻘ ُﺎل اﻟﻨ ﱡ
ـﻚ َﻋ ْﻔ ًـﻮا(؛ ِﻷَﻧﱠـ ُﻪ ﻟ ِ ِﻘ ﱠﻠﺘِ ِـﻪ ِﰲ
ﻮن َﻓ ُﻴ ْﺠ َﻌ ُﻞ َذﻟ ِ َ و َأر ِﺟﺢ") .واﳌُْﺮاد ا ْﻟ َﻔﻀ ُﻞ ا ْﻟ َﻘﻠِ ُﻴﻞ ﻟِﺌ ﱠﻼ ﻳ ْﻠﺰم اﻟﺮﺑﺎ ِﰲ َﻗﻀ ِ
ﺎء اﻟﺪﱡ ﻳ ِ
ُ َ َ َ َ َ ﱢَ َ َ ُ ْ َ ْ ْ
َﲔ( َأ ْي ﻓِ َﻴﲈ إ َذا ﻛ َ
َـﺎن ﻮرﺗ ْ ِ ﺐ ِﰲ ﱡ
اﻟﺼ َ ُﺣ ْﻜ ِﻢ ا ْﻟ َﻌﺪَ ِم ﺑِﺎﻟﻨ ْﱢﺴ َﺒ ِﺔ َإﱃ اﳌُْ َﻘﺎﺑِ ِﻞَ ) .وا ْﻟ َﻌ َﻤ ُﻞ ﺑ ِ ْﺎﻷَ ْﻗ َﻮى َوﺗ َْﺮ ُك ْاﻵ َﺧ ِﺮ َو ِ
اﺟ ٌ
ﳘﺎ َأ ْﻗ َﻮى ﺑِ َﲈ ُﻫ َﻮ ﻏَ ْ ُﲑ ﺗَﺎﺑِ ٍﻊ. ﻒ ُﻫ َﻮ ﺗَﺎﺑِ ٌﻊ َوﻓِ َﻴﲈ إ َذا ﻛ َ
َﺎن َأ َﺣﺪُ ُ َ
َأﺣﺪُ ُﳘﺎ َأ ْﻗﻮى ﺑِﻮﺻ ٍ
َ َ َ َ ْ
ِ ِ ِ ) َوإِ َذا ﺗ ََﺴ َﺎو َﻳﺎ ُﻗ ﱠﻮ ًة( َوا ْﻋ َﻠ ْﻢ َأ ﱠن ْاﻷَ ْﻗ َﺴﺎ َم َﺛ َﻼ َﺛ ٌﺔ ْ :اﻷَ ﱠو ُل َ :أ ْن َﻳﻜ َ
َﲑ ﺗَـﺎﺑِ ٍﻊُﻮن َأ َﺣﺪُ اﻟﺪﱠ ﻟﻴ َﻠ ْﲔ َأ ْﻗ َﻮى ﻣ ْﻦ ْاﻵ َﺧ ِﺮ ﺑِ َﲈ ُﻫ َﻮ ﻏ ْ ُ
اﺣ ِـﺪ ا ﱠﻟ ِـﺬي ﻳﺮ ِو ِ ـﱪ ا ْﻟﻮ ِ ﺎسَ .واﻟﺜﱠ ِﺎﲏ َ :أ ْن َﻳﻜ َ ﱠﺺ َﻣ َﻊ ا ْﻟ ِﻘﻴَ ِ
ﻳـﻪ َْ ﻒ ﺑِ َﲈ ُﻫ َـﻮ ﺗَـﺎﺑِ ٌﻊ ﻛ ََـﲈ ِﰲ َﺧ َ ِ َ ﻮﺻ ُ ﳘﺎ َأ ْﻗ َﻮى ُﻳ َ ُﻮن َأ َﺣﺪُ ُ َ ﻛَﺎﻟﻨ ﱢ
ـﺴ َﻤ ْ ِ ِ ِ ﺎو َﻳ ْ ِ
َـﺴ ِ ﻴـﻪَ .واﻟﺜﱠﺎﻟِ ُ ﻳـﻪ ﻋَـﺪْ ٌل ﻏَـﲑ َﻓ ِﻘ ٍ اﺣ ِﺪ ا ﱠﻟ ِﺬي ﻳﺮ ِو ِ ﻋَﺪْ ٌل َﻓ ِﻘﻴﻪ ﻣﻊ َﺧ ِﱪ ا ْﻟﻮ ِ
ﲔ ﲔ ُﻗ ﱠـﻮ ًة َﻓﻔـﻲ ا ْﻟﻘ ْ ـﺚ َ :أ ْن َﻳﻜُﻮﻧَـﺎ ُﻣﺘ َ ُْ َْ ٌ َ َ َ َ
ـﺚ َﻓ َﻴ ْـﺄ ِﰐ ُﺣﻜ ُْﻤـ ُﻪ ُﻫﻨَـﺎ َ ،و ُﻫ َـﻮ َﻗ ْﻮ ُﻟـ ُﻪ ِ :ﰲ اﳌَْـﺘ ِْﻦ َ ،وإِ َذا ـﺐَ ،و َأ ﱠﻣـﺎ اﻟﺜﱠﺎﻟِ ُ اﺟ ٌ ﲔ ا ْﻟ َﻌﻤ ُﻞ ﺑِ ْﺎﻷَ ْﻗ َﻮى َوﺗَـﺮ ُك ْاﻵ َﺧ ِـﺮ َو ِ
ْ ْاﻷَ ﱠو َﻟ ْ ِ َ
ـﺎﻷَ ْﻗ َﻮى َو ِ ﲣﺘَﺺ ﺑِﺎ ْﻟ ِﻘﺴ ِﻢ اﻟﺜﱠ ِﺎﲏ واﻟﺜﱠﺎﻟِ ِ
ﺚ َأ ﱠﻣﺎ ْاﻷَ ﱠو ُل َﻓﺒِ َﻤ ْﻌ ِﺰ ٍل َﻋﻨ َْﻬﺎ َوإِ ْن ﻛ َ
َﺎن ا ْﻟ َﻌ َﻤ ُﻞ ﺑِ ْ
اﺟ ًﺒـﺎ َ ْ ﺗ ََﺴ َﺎو َﻳﺎ ُﻗ ﱠﻮ ًة َﻓﺎﳌُْ َﻌ َﺎر َﺿ ُﺔ َ ْ ﱡ
اﻟﺴﻨ ِﱠﺔ( َﺎب َو ﱡ َﺺ ﺑِﺎ ْﻟ ِﻘ ْﺴ ِﻢ اﻟﺜﱠ ِﺎﲏَ ) .ﻓ ِﻔﻲ ا ْﻟ ِﻜﺘ ِ ِ
ُﻮن َﺑ ْﻌﺪَ اﳌُْ َﻌ َﺎر َﺿﺔ َﻓ َﻴ ْﺨﺘ ﱡ ﺎﻟﱰ ِﺟ ُ
ﻴﺢ إﻧ َﱠﲈ َﻳﻜ ُ َﻟﻜ ْﻦ َﻻ ُﻳ َﺴ ﱠﻤﻰ َﻫ َﺬا ﺗ َْﺮ ِﺟ ً
ﻴﺤﺎ َﻓ ﱠ ْ
ِ
ـﲔ َأ ِد ﱠﻟ ِـﺔ ِ ِ
َـﺴ ِﺦ َأ َﺣـﺪ َ
ﳘﺎ ْاﻵ َﺧ َـﺮ إ ْذ َﻻ َﺗﻨَـﺎ ُﻗ َﺾ َﺑ ْ َ ِ
ﳛ َﻤ ُﻞ َذﻟ َﻚ ﻋ ََـﲆ ﻧ ْ اﻟﺴﻨﱠ َﺔ ) ُ ْ
َﺎب ا ْﻟ ِﻜﺘَﺎب و ِ
اﻟﺴﻨﱠﺔ ﱡَ َ ﱡ َأ ْي ِﰲ ُﻣ َﻌ َﺎر َﺿ ِﺔ ا ْﻟ ِﻜﺘ ِ
َـﲑ ُﻣﺘ ََﺤ ﱢﻘ َﻘ ٍـﺔ ِﻷَﻧﱠـ ُﻪ إﻧ َﱠـﲈ َﻳﺘ ََﺤ ﱠﻘ ُـﻖ ضﻏ ْ ُ ـﺎر ِ ِ ِ
اﻟـﺴﻨﱠﺔ َﺣﻘﻴ َﻘـ َﺔ اﻟﺘﱠ َﻌ ُ َـﺎب َو ﱡ ـﻢ َأ ﱠن ِﰲ ا ْﻟ ِﻜﺘ ِ ـﻞ(َ .وا ْﻋ َﻠ ْ اﳉ ْﻬ ِﻴـﻞ ْ َ اﻟﴩ ِع؛ ِﻷَﻧﱠـ ُﻪ َدﻟِ ُﱠْ
ـﻀ ْ ِ ـﲔ ﻣﺘَﻨ ِ ـﺎﱃ و َﺗ َﻘـﺪﱠ س ﻣﻨَـﺰﱠ ه ﻋَـﻦ َﺗﻨ ِْﺰ ِ ِ ِِ
ﲔ ِﰲ َﺎﻗ َ ﻳـﻞ َدﻟﻴ َﻠ ْ ِ ُ َ ُ ٌ ْ اﻟﺸ ِﺎر َع َﺗ َﻌ َ َ ﳘﺎَ ،و َﻻ َﺷ ﱠﻚ َأ ﱠن ﱠ ﺎن ُو ُرود َ اﻟﺘﱠ َﻌ ُﺎر ُض إ َذا ﱠاﲢَﺪَ زَ َﻣ ُ
ـﺨﺎ ﻟِ ْ َ ِ ِ اﺣ ٍﺪ ﺑ ْﻞ ﻳﻨَﺰﱢ ُل َأﺣـﺪَ ُﳘﺎ ﺳـﺎﺑِ ًﻘﺎ و ْاﻵ َﺧـﺮ ﻣﺘ ََـﺄ ﱢﺧﺮا ﻧ ِ ﺎن و ِ ٍ
ﳘﻨَـﺎ ـﻸ ﱠول َﻟﻜﻨﱠـﺎ ﳌَﱠـﺎ َﺟ ِﻬ ْﻠﻨَـﺎ اﳌُْﺘَ َﻘـﺪﱢ َم َواﳌُْﺘ ََـﺄ ﱢﺧ َﺮ ﺗ ََﻮ ﱠ ْ َﺎﺳ ً َ ُ ً َ َ َ َ َ ُ زَ َﻣ َ
ـﻮر ُةض َواﳌُْـ َـﺮا ُد ُﺻـ َ ـﺎر ِ ـﻊ َإﱃ اﻟﺘﱠ َﻌـ ُ ـﺎر ُة ﺗ َْﺮ ِﺟـ ُ ـﻚ ْ ِ
اﻹ َﺷـ َ ﳛ َﻤـ ُـﻞ َذﻟِـ َ
ـﺎر َض َ .ﻓ َﻘ ْﻮ ُﻟ ـ ُﻪ ْ ُ :
ِ ِ
ـﺎر َض َﻟﻜ ـ ْﻦ ِﰲ ا ْﻟ َﻮاﻗ ـ ِﻊ َﻻ َﺗ َﻌـ ُ اﻟﺘﱠ َﻌـ ُ
ـﴩ ٍ ﻳﺦ( ﺟـﻮ ِ ـﻢ اﻟﺘ ِ ِ ِ ِ ِ ض َو ِﻫ َﻲ ُو ُرو ُد َدﻟِﻴ َﻠ ْ ِ
ط اب ﻟ َ ْ ﱠـﺎر ُ َ َ ٌ ﳘﺎ ﻋَـﺪَ َم َﻣـﺎ َﻳ ْﻘﺘَـﻀﻴﻪ ْاﻵ َﺧ ُـﺮ َ ) .ﻓـﺈِ ْن ﻋُﻠ َ ﲔ َﻳ ْﻘﺘَـﴤ َأ َﺣـﺪُ ُ َ اﻟﺘﱠ َﻌ ُﺎر ِ
ِ ِ َﳏ ُْﺬ ٍ
ﳚ َﻤ ُﻊ َﺑ ْﻴﻨ َُﻬ َﲈ َﻣـﺎ َأ ْﻣﻜَـ َﻦ ﺺ( َأ ْي َﻳﺪْ َﻓ ُﻊ اﳌُْ َﻌ َﺎر َﺿ َﺔ ) َو ُ ْ ﺐ اﳌُْ َﺨ ﱢﻠ ُُﻮن اﳌُْﺘ ََﺄ ﱢﺧ ُﺮ ﻧَﺎﺳ ًﺨﺎ ﻟ ْﻠ ُﻤﺘَ َﻘﺪﱢ ِم ) َوإِ ﱠﻻ ُﻳ ْﻄ َﻠ ْ وف َأ ْي َﻳﻜ ُ
ال ـﺎس َو َأ ْﻗ َـﻮ ِ اﻟـﺴﻨ ِﱠﺔ َو ِﻣﻨ َْﻬـﺎ َإﱃ ا ْﻟ ِﻘﻴَ ِ َـﺎب َإﱃ ﱡ ـﺼ ُﺎر ِﻣـ ْﻦ ا ْﻟ ِﻜﺘ ِ ـﱰ ْك َو ُﻳ َﻴﻬـﺎ َوإِ ﱠﻻ ُﻳ ْ َ ﴪﻓ َ
ﲔ َﻓﺈِ ْن َﺗﻴ ِ
َﱠَ
ﺎﻟﺸﺒَ َﻬ ْ ِ
َو ُﻳ َﺴ ﱠﻤﻰ ﻋ ََﻤ ًﻼ ﺑِ ﱠ
ِ إن َأ ْﻣ َﻜ ـ َﻦ َذﻟِـ َ ـﺼ َﺤﺎ َﺑ ِﺔ رﴈ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ﻋــﻨﻬﻢ ْ
ض ـﺎر ِ ـﺎن ...ﻋﻨْــﺪَ َﺗ َﻌـ ُ ـﻞ َﻋـ َـﲆ َﻣــﺎ َﻛـ َ ـﺐ َﺗ ْﻘ ِﺮﻳـ ُـﺮ ْاﻷَ ْﺻـ ِ ـﻚ َوإِ ﱠﻻ َﳚِـ ُ اﻟـ ﱠ
ْاﻵ َﺛ ِﺎر("اﻫـ
اﳊﺪﻳﺚ"اﻫـ).(١
وﻗﺎل" :ﻟﻮ ﺟﺎء اﳋﱪان ﻣﻌ ًﺎ ،ﻣﻘﱰﻧﲔ ﰲ اﻟﺬﻛﺮ ﻟﺼﺢ اﻟﱰﺗﻴﺐ ﻓﻴﻬﲈ و ﻻﺳﺘﻘﺎم اﻟﻜﻼم
وﱂ ﻳﺘﻨﺎﻗﺾ ﻋﻨﺪ ﺗﺮﻛﻴﺐ أﺣﺪﳘﺎ ﻋﲆ اﻵﺧﺮ ،ﻓﻜـﺬﻟﻚ إذا ﺟـﺎءا ﻣﻨﻔـﺼﻠﲔ ﻏـﲑ ﻣﻘﱰﻧـﲔ؛ ﻷن
إﻟﻴﻪ"اﻫـ).(٣
ﻗﺎل اﻟﺸﺎﻃﺒﻲ رﲪﻪ اﷲ " :إن اﻟﺘﻌﺎرض إذا ﻇﻬﺮ ﻟﺒﺎدي اﻟﺮأي ﰲ اﳌﻘﻮﻻت اﻟﴩﻋﻴﺔ؛
ﻓﺈﻣﺎ أن ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﳉﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﲈ أﺻﻼً ،وإﻣﺎ أن ﻳﻤﻜﻦ.
ﻓﺈﻥ ﱂ ﳝﻜﻦ؛ ﻓﻬﺬا اﻟﻔﺮض ﺑﲔ ﻗﻄﻌﻲ وﻇﻨﻲ ،أو ﺑﲔ ﻇﻨﻴﲔ.
ﻓﺄﻣﺎ ﺑـﲔ ﻗﻄﻌﻴـﲔ ﻓـﻼ ﻳﻘـﻊ ﰲ اﻟـﴩﻳﻌﺔ ،وﻻ ﻳﻤﻜـﻦ وﻗﻮﻋـﻪ ،ﻷن ﺗﻌـﺎرض اﻟﻘﻄﻌﻴـﲔ
ﳏﺎل.
) (١ﻣﺮاده ﺑﺎﻟﺘﻌﺎرض ﻫﻨﺎ -ﻓـﻴﲈ ﻳﻈﻬـﺮ ﱄ -اﻟﺘﻌـﺎرض اﳊﻘﻴﻘـﻲ ،اﻟـﺬي ﻻ ﻳﻤﻜـﻦ ﻣﻌـﻪ اﳉﻤـﻊ ،ﺑﺘﺤﻘـﻖ
اﻟﻮﺣﺪات اﻟﺜﲈن ﻋﻨﺪ اﳌﺘﻜﻠﻤﲔ ،اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ اﻹﺷﺎرة إﻟﻴﻬﺎ ،ﰲ اﳍﺎﻣﺶ ﻋﻨﺪ ﴍح ﺗﻌﺮﻳﻒ اﳌﺨﺘﻠﻒ!
) (٢اﻻﻋﺘﺼﺎم ).(٢٤٧/١
) (٣إﻋﻼم اﳌﻮﻗﻌﲔ ﻋﻦ رب اﻟﻌﺎﳌﲔ ).(٤٢٥/٢
ﺑﻌﻀﻬﺎ"اﻫـ).(١
ِ ِ
ﻮل اﷲﱠِ ﴈ اﷲﱠُ َﻋﻨ ُْﻬ َﲈَ :أ ﱠن َر ُﺟ ًﻼ َﻗ َﺎلَ :ﻳﺎ َر ُﺳ َ ﻗﻠﺖ :ﻣﺜﺎﻟﻪ ﻣﺎ ﺟﺎء َﻋ ْﻦ َﻋ ْﺒﺪ اﷲﱠِ ْﺑ ِﻦ ُﻋ َﻤ َﺮ َر َ
ﺺ َو َﻻ ا ْﻟ َﻌ َﲈﺋِ َﻢ ِ
ﻮل اﷲﱠِ َﺻ ﱠﲆ اﷲﱠُ َﻋ َﻠ ْﻴﻪ َو َﺳ ﱠﻠ َﻢَ :ﻻ َﻳ ْﻠ َﺒ ُﺲ ا ْﻟ ُﻘ ُﻤ َ ﺎب َﻗ َﺎل َر ُﺳ ُ َﻣﺎ َﻳ ْﻠ َﺒ ُﺲ اﳌُْ ْﺤ ِﺮ ُم ِﻣ ْﻦ اﻟ ﱢﺜ َﻴ ِ
ـﲔ َﻓ ْﻠ َﻴ ْﻠـ َﺒ ْﺲ ُﺧ ﱠﻔ ْ ِ
ﺎف إِ ﱠﻻ َأ َﺣﺪٌ َﻻ َﳚِـﺪُ َﻧ ْﻌ َﻠ ْ ِ ت و َﻻ ا ْﻟﱪاﻧِﺲ و َﻻ ْ ِ ِ
ـﲔ َو ْﻟـ َﻴ ْﻘ َﻄ ْﻌ ُﻬ َﲈ اﳋ َﻔ َ ََ َ َ اﻟﴪ ِاو َﻳﻼ َ َو َﻻ ﱠ َ
.
)(٢
ان َأ ْو َو ْر ٌس" اﻟﺰ ْﻋ َﻔ َﺮ ُ ﲔ َو َﻻ َﺗ ْﻠ َﺒ ُﺴﻮا ِﻣ ْﻦ اﻟ ﱢﺜ َﻴ ِ
ﺎب َﺷ ْﻴ ًﺌﺎ َﻣ ﱠﺴ ُﻪ ﱠ َأ ْﺳ َﻔ َﻞ ِﻣ ْﻦ ا ْﻟ َﻜ ْﻌ َﺒ ْ ِ
) (١ﺑﺪاﺋﻊ اﻟﻔﻮاﺋﺪ/اﻟـﺸﺎﻣﻠﺔ .(٧٦٩-٧٦٨/٣) /وﲤـﺎم ﻛﻼﻣـﻪ" :اﳌﺜـﺎل اﻟﺜـﺎﲏ :ﻗﻮﻟـﻪ ﳌـﻦ ﺳـﺄﻟﺘﻪ ﻋـﻦ دم اﳊـﻴﺾ:
"ﺣﺘﻴﻪ ﺛﻢ اﻏﺴﻠﻴﻪ" ]ﺣﺪﻳﺚ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ[ ،وﱂ ﻳﺸﱰط ﻋﺪدا ﻣﻊ أﻧﻪ وﻗﺖ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻠﻮ ﻛﺎن اﻟﻌﺪد ﴍﻃـﺎ ﻟﺒﻴﻨـﻪ ﳍـﺎ
وﱂ ﳛﻤﻠﻬﺎ ﻋﲆ ﻏﺴﻞ وﻟﻮغ اﻟﻜﻠﺐ ﻓﺈﳖﺎ رﺑﲈ ﱂ ﺗﺴﻤﻌﻪ وﻟﻌﻠﻪ ﱂ ﻳﻜﻦ ﴍع اﻷﻣﺮ ﺑﻐﺴﻞ وﻟﻮﻏﻪ"اﻫـ
) (٢ﻗﺎل ﰲ اﻻﺳﺘﺬﻛﺎر /اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ" :(١٦/٤) /واﺧﺘﻠﻔﻮا ﻓﻴﻤﻦ ﱂ ﳚﺪ ﻧﻌﻠﲔ ﻫﻞ ﻳﻠﺒﺲ اﳋﻔﲔ وﻻ ﻳﻘﻄﻌﻬﲈ؟ ذﻫـﺐ
ﻋﻄﺎء ﺑﻦ أﰊ رﺑﺎح وﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺳﺎﱂ اﻟﻘﺪاح وﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ إﱃ أن ﻣـﻦ ﱂ ﳚـﺪ اﻟﻨﻌﻠـﲔ ﻟـﺒﺲ اﳋﻔـﲔ وﻻ
ﻳﻘﻄﻌﻬﲈ ،وﺑﻪ ﻗﺎل أﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ .ﻗﺎل ﻋﻄﺎء :ﰲ ﻗﻄﻌﻬﲈ ﻓﺴﺎد واﷲ ﻻ ﳛﺐ اﻟﻔﺴﺎد .وﻗﺎل أﻛﺜﺮ أﻫـﻞ اﻟﻌﻠـﻢ :
إذا ﱂ ﳚﺪ اﳌﺤﺮم ﻧﻌﻠﲔ ﻟﺒﺲ اﳋﻔﲔ ﺑﻌﺪ أن ﻳﻘﻄﻌﻬﲈ أﺳﻔﻞ ﻣﻦ اﻟﻜﻌﺒﲔ .وﲠﺬا ﻗﺎل ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ أﻧﺲ واﻟـﺸﺎﻓﻌﻲ
=
اﻟﻘﺎﻋﺪة اﳋﺎﻣﺴﺔ
ﻻ ﻳـﺼﺎر إﱃ اﻟﻘـﻮل ﺑـﺎﻟﱰﺟﻴﺢ ﻣـﻊ إﻣﻜـﺎن اﳉﻤـﻊ؛ ﻷن إﻋـﲈل اﻷدﻟـﺔ أوﱃ ﻣـﻦ إﳘـﺎل
ﺑﻌﻀﻬﺎ ،وﻷن ﰲ اﻟﱰﺟﻴﺢ ﺗﻮﻫﻴﻢ ﻟﻠﺜﻘﺔ وﻫﻮ ﺧﻼف اﻷﺻﻞ.
ﻗﺎل اﺑﻦ ﺣﺰم )ت٤٥٦ﻫــ( رﲪـﻪ اﷲ" :ﺗـﺄﻟﻴﻒ ﻛـﻼم رﺳـﻮل اﷲ rوﺿـﻢ ﺑﻌـﻀﻪ إﱃ
إﻣﻜﺎن اﳉﻤﻊ"اﻫـ).(٢
____________________
=
واﻟﺜﻮري وأﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ وإﺳﺤﺎق وأﺑﻮ ﺛﻮر وﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺎﺑﻌﲔ .وﻗﺎل اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ :اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺪ زاد ﻋﲆ ﺑﻦ ﻋﺒﺎس
ﺷﻴﺌﺎ ﻧﻘﺼﻪ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس وﺣﻔﻈﻪ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ،وذﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ" :وﻟﻴﻘﻄﻌﻬﲈ أﺳـﻔﻞ ﻣـﻦ اﻟﻜﻌﺒـﲔ" .ﻗـﺎل :واﳌـﺼﲑ إﱃ
رواﻳﺔ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ أوﱃ"اﻫـ
) (١اﳌﺤﲆ ).(٢٤٠/٣
) (٢إﺣﻜﺎم اﻷﺣﻜﺎم ).(٣٥/٢
) (٣إﺣﻜﺎم اﻷﺣﻜﺎم ).(٣٥/٢
) (٤ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري ).(٥٦/٥) ،(٢٧٧/١
ﻗﺎل اﻟ ُﺒ ْﻠﻘﻴﻨـﻲ )ت٨٠٥ﻫــ( رﲪـﻪ اﷲ" :وﳏـﻞ ﺑﻴﺎﳖـﺎ )ﻳﻌﻨـﻲ :وﺟـﻮه اﻟﱰﺟـﻴﺢ( ﻛﺘـﺐ
أﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ ،وﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎب ﻣﻌﻘﻮد ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻠﻴﻨﻈﺮه ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ اﳋﻮض ﻓﻴﻪ"اﻫـ).(١
اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺴﺎدﺳﺔ
ذﻛـﺮ ﰲ أﺻـﻮل اﻟﻔﻘـﻪ أن ﻣــﻦ ﱂ ﻳـﺴﺘﻄﻊ اﻟﱰﺟـﻴﺢ ﻓﺮﺿــﻪ اﻟﺘﻮﻗـﻒ ،وﻫـﺬا ﺑﺎﻟﻨــﺴﺒﺔ إﱃ
اﳌﺠﺘﻬﺪ ﻻ إﱃ اﳌﺴﺄﻟﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ.
ﻗﺎل اﻟﺸﺎﻃﺒﻲ" :إذا ﺗﻌﺎرﺿﺖ اﻷدﻟﺔ ﻋﲆ اﳌﺠﺘﻬﺪ ﰲ أن اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻔﻼﲏ ﻣﴩوع ﻳﺘﻌﺒـﺪ
ﺑﻪ ،أو ﻏﲑ ﻣﴩوع ﻓـﻼ ﻳﺘﻌﺒـﺪ ﺑـﻪ ،وﱂ ﻳﺘﺒـﲔ ﲨـﻊ ﺑـﲔ اﻟـﺪﻟﻴﻠﲔ ،أو إﺳـﻘﺎط أﺣـﺪﳘﺎ ﺑﻨـﺴﺦ أو
ﺗﺮﺟﻴﺢ أو ﻏﲑﳘﺎ ،ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﰲ اﻷﺻﻮل أن ﻓﺮﺿﻪ اﻟﺘﻮﻗﻒ ،ﻓﻠﻮ ﻋﻤﻞ ﺑﻤﻘﺘﴣ دﻟﻴﻞ اﻟﺘـﴩﻳﻊ
ﻣﻦ ﻏﲑ ﻣﺮﺟﺢ ﻟﻜـﺎن ﻋـﺎﻣ ً
ﻼ ﺑﻤﺘـﺸﺎﺑﻪ ،ﻹﻣﻜـﺎن ﺻـﺤﺔ اﻟـﺪﻟﻴﻞ ﺑﻌـﺪم اﳌـﴩوﻋﻴﺔ ،ﻓﺎﻟـﺼﻮاب
) (١ﳏﺎﺳﻦ اﻻﺻﻄﻼح ص .٤٧٩وﻟﻌﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ ﻋﺒﺪاﷲ ﻋﺰﻳﺰ اﻟﱪزﻧﺠﻲ ﻛﺘﺎب "اﻟﺘﻌﺎرض واﻟﱰﺟﻴﺢ ﺑـﲔ اﻷدﻟـﺔ
اﻟﴩﻋﻴﺔ" ،ﺑﺤﺚ أﺻﻮﱄ ﻣﻘﺎرن ﺑﺎﳌﺬاﻫﺐ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻧﺎﻓﻊ ﺟﺪ ًا ﰲ ﻫـﺬا ،وﻟﻠـﺪﻛﺘﻮر ﳏﻤـﺪ اﳊﻔﻨـﺎوي
ﻛﺘﺎب "اﻟﺘﻌﺎرض واﻟﱰﺟﻴﺢ ﻋﻨﺪ اﻷﺻﻮﻟﻴﲔ وأﺛﺮﳘـﺎ ﰲ اﻟﻔﻘـﻪ اﻹﺳـﻼﻣﻲ" ،دار اﻟﻮﻓـﺎء – اﳌﻨـﺼﻮرة ،اﻟﻄﺒﻌـﺔ
اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ١٤٠٨ﻫـ ،وﻗﺪ ذﻛﺮ اﳊﺎزﻣﻲ ﰲ ّأول ﻛﺘﺎب "اﻻﻋﺘﺒﺎر ﰲ اﻟﻨﺎﺳـﺦ واﳌﻨـﺴﻮخ ﻣـﻦ اﻵﺛـﺎر" ﲬـﺴﲔ وﺟﻬـ ًﺎ
ﻟﻠﱰﺟﻴﺢ ،ﻓﺎﻧﻈﺮﻫﺎ ﻫﻨﺎك إن ﺷﺌﺖ.
) (٢اﻻﻋﺘﺼﺎم )(٧/٢
وﻻ ﺗﻜﺎد ﲡﺪ ﺷﻴﺌ ًﺎ ﻣﻦ ﺗﺄوﻳﻞ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ ﳐﺎﻟﻔـ ًﺎ ﻟـﺴﻨﺔ اﻟﻨﺒـﻲ ﺻـﲆ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺳـﻠﻢ إذا
ﺻﺤﺖ اﻟﺮواﻳﺔ.
وﻋﺎﻣﺔ ﺗﺎرﻛﻲ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﺴﻨﺔ أﺻﺤﺎب اﻷﻫﻮاء واﻟﺮأي واﳌﻘﺎﻳﻴﺲ ﻟﺜﻘﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ.
وﻻ أﻋﺮف ﺣﺪﻳﺜﲔ ﳜﺎﻟﻒ أﺣﺪﳘﺎ اﻵﺧﺮ.
وﻟﻜﻞ ﻣﺎ روي ﻣﻦ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻌﺎن ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ أﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﲠﺎ.
ﻛﺬﻟﻚ ﺳﺎﻏﺖ ﲨﻴﻌﻬﺎ؛ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺎل :اﻟﻨﻜـﺎت ﻻ ﺗﺘـﺰاﺣﻢ) ،(٣ﻛـﺬا أوﺟـﻪ اﳉﻤـﻊ إذا ﱂ ﺗﺘـﺪاﻓﻊ
ﺳﺎﻏﺖ!
) (١ﻧﻘﻠﻪ أﺑﻮ اﳌﻈﻔﺮ اﻟﺴﻤﻌﺎﲏ ﰲ اﻻﻧﺘﺼﺎر ﻷﻫﻞ اﳊﺪﻳﺚ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺻﻮن اﳌﻨﻄﻖ واﻟﻜﻼم ص.١٥٥
) (٢ﻣﻌﺮﻓﺔ أﻧﻮاع ﻋﻠﻢ اﳊﺪﻳﺚ )ﻣﻘﺪﻣﺔ اﺑﻦ اﻟﺼﻼح( ص.٢٨٥
) (٣ﺣﺎﺷﻴﺔ اﻟﺸﻬﺎب ﻋﲆ اﻟﺒﻴﻀﺎوي ).(٢٩٢/١
اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ
ﻟﻴﺤــﺬر ﰲ أوﺟــﻪ اﳉﻤــﻊ واﻟﺘﻮﻓﻴــﻖ ﻣــﺎ ﻳــﺆدي إﱃ ﻧــﴫة أﻗــﻮال أﻫــﻞ اﻟﺒﺎﻃــﻞ واﻟﺒــﺪع
واﻷﻫﻮاء؛ ﻳﻮﺿﺤﻪ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ
ﻻ ﳚﻮز أن ﻳﺄﰐ ﰲ أوﺟﻪ اﳉﻤﻊ أو ﰲ رﻓﻊ اﻹﺷـﻜﺎل ﺑﻤـﺬﻫﺐ ﻻ ﻳﻌـﺮف ﻣـﻦ ﻣـﺬاﻫﺐ
اﻷواﺋﻞ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ واﻟﺘﺎﺑﻌﲔ .
وﺗﺄوﻟﻪ ﻋﲆ ﻏﲑ اﻟﺘﻔﺴﲑ
ﻓﴪ اﻟﻘﺮآن أو اﳊﺪﻳﺚ ّ
ﻗﺎل اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ )ت٧٢٨ﻫـ( رﲪﻪ اﷲ" :ﻣﻦ ّ
ﳏـﺮف ﻟﻠﻜﻠـﻢ ﻋـﻦ
اﳌﻌﺮوف ﻋﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ واﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻓﻬﻮ ﻣﻔـﱰ ﻋـﲆ اﷲ ،ﻣﻠﺤـﺪ ﰲ آﻳـﺎت اﷲ ،ﱢ
ﻣﻮاﺿﻌﻪ.
وﻫـــﺬا ﻓـــﺘﺢ ﻟﺒـــﺎب اﻟﺰﻧﺪﻗـــﺔ واﻹﳊـــﺎد ،وﻫـــﻮ ﻣﻌﻠـــﻮم اﻟـــﺒﻄﻼن ﺑﺎﻻﺿـــﻄﺮار ﻣـــﻦ دﻳـــﻦ
اﻹﺳﻼم"اﻫـ). (١
اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻌﺎﴍة
أن ﰲ اﳊﺪﻳﺚ ﻛﲈ ﰲ اﻟﻘﺮآن ﻣﺘﺸﺎﺑﻪ وﳏﺎرات ﻟﻠﻌﻘﻮل .
وﳌـﺎ ذﻛـﺮ اﺑـﻦ ﻗﺘﻴﺒـﺔ )ت٢٧٦ﻫــ( رﲪـﻪ اﷲ اﳌﺘـﺸﺎﺑﻪ ﰲ اﻟﻘـﺮآن اﻟﻌﻈـﻴﻢ ،وﻣـﺎ ﻓﻴـﻪ ﻣــﻦ
ﻏﻤﻮض ﻳﺰول ﺑﺮده ﻋﲆ اﳌﺤﻜﻢ؛ ﻗﺎل" :وﻋﲆ ﻫﺬا اﳌﺜﺎل ﻛﻼم رﺳﻮل اﷲ rوﻛـﻼم ﺻـﺤﺎﺑﺘﻪ
واﻟﺘﺎﺑﻌﲔ وأﺷﻌﺎر اﻟﺸﻌﺮاء وﻛﻼم اﳋﻄﺒﺎء ﻟـﻴﺲ ﻣﻨـﻪ ﳾء إﻻ وﻗـﺪ ﻳـﺄﰐ ﻓﻴـﻪ اﳌﻌﻨـﻰ اﻟﻠﻄﻴـﻒ
ﱪز"اﻫـ).(٢
اﻟﺬي ﻳﺘﺤﲑ ﻓﻴﻪ اﻟﻌﺎﱂ اﳌﺘﻘﺪﱢ م ،وﻳﻘﺮ ﺑﺎﻟﻘﺼﻮر ﻋﻨﻪ اﻟﻨﱠ ّﻘﺎب اﳌ ﱢ
]واﻷﻧﺒﻴﺎء أﺻﻼ ﱂ ﺗﺄت ﺑﲈ ﳜﺎﻟﻒ ﴏﻳﺢ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺒﺘﺔ ،وإﻧﲈ ﺟﺎءت ﺑﲈ ﻻ ﻳﺪرﻛﻪ اﻟﻌﻘﻞ .ﻓـﲈ
ﺟﺎءت ﺑﻪ اﻟﺮﺳﻞ ﻣﻊ اﻟﻌﻘﻞ ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺴﺎم ،ﻻ راﺑﻊ ﳍﺎ اﻟﺒﺘﺔ:
ﻗــﺎل اﻹﻣــﺎم أﲪــﺪ ﺑــﻦ ﺣﻨﺒــﻞ )ت٢٠٤ﻫـــ( رﲪــﻪ اﷲ" :اﳊــﺪﻳﺚ إذا ﱂ ﲡﻤــﻊ ﻃﺮﻗــﻪ ﱂ
ﺗﻔﻬﻤﻪ ،اﳊﺪﻳﺚ ﻳﻔﴪ ﺑﻌﻀﻪ ﺑﻌﻀ ًﺎ"اﻫـ). (١
ﻗﺎل اﺑﻦ ﺣﺠﺮ رﲪﻪ اﷲ" :إن اﳌﺘﻌﲔ ﻋﲆ ﻣﻦ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﲆ اﻷﺣﺎدﻳﺚ:
أن ﳚﻤﻊ ﻃﺮﻗﻬﺎ.
ﺛﻢ ﳚﻤﻊ أﻟﻔﺎظ اﳌﺘﻮن ،إذا ﺻﺤﺖ اﻟﻄﺮق.
) (١اﳉﺎﻣﻊ ﻷﺧﻼق اﻟﺮاوي وآداب اﻟﺴﺎﻣﻊ ) .(٢١٢/٢وﻋﺒﺎرﺗﻪ ﻫﺬه ﺗﺼﺪق ﻋﲆ ﺗﻔﺴﲑ اﻟﻌﻠﻞ ،وﺗﻔﺴﲑ اﳌﻌﺎﲏ.
) (٢ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري ).(٤٧٥/١
) (٣ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري ).(٢١٣/١
ﻧﻌﻢ ﻳﻘﺪم اﻟﻨﺴﺦ ﻋﲆ اﳉﻤﻊ ،وﻳﺼﺎر إﱃ اﻟﻘﻮل ﺑﻪ إذا ﺟـﺎء ﴏﳛـ ًﺎ ﺑـﻨﺺ اﻟﺮﺳـﻮل e
أو ﺑﻨﺺ اﻟﺼﺤﺎﰊ ،أو ﺑﺎﻹﲨﺎع.
اﻟﻘﺎﻋﺪة اﳋﺎﻣﺴﺔ ﻋﴩ
ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﺮاﻋﺎة اﻟﻘﺎﻋﺪة ﰲ ﺗﻔﺴﲑ اﻟﻨﺼﻮص؛ ﻓﺘﻘﺪم اﳊﻘﻴﻘـﺔ اﻟـﴩﻋﻴﺔ ﻋـﲆ اﻟﻌﺮﻓﻴـﺔ.
واﻟﻌﺮﻓﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ .ﻓﺈن ﱂ ﳚﺪ ﻟﻠﻔـﻆ ﺣﻘﻴﻘـﺔ ﴍﻋﻴـﺔ ،و ﻻ ﺣﻘﻴﻘـﺔ ﻋﺮﻓﻴـﺔ ﺻـﺎر إﱃ اﳊﻘﻴﻘـﺔ
اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ.
وﺗﺮك ﻣﺮاﻋﺎة ذﻟﻚ ﻗﺪ ﻳﻮﻗﻊ ﰲ ﺗﻮﻫﻢ اﻹﺷﻜﺎل واﳌﻨﺎﻗﻀﺔ.
اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺴﺎدﺳﺔ ﻋﴩ
إذا أﻣﻜﻦ إﻣﻀﺎء اﻷﺣﺎدﻳﺚ ﻋﲆ وﺟﻬﻬﺎ ﻋﲆ أﺳﺎس اﻟﺘﻨﻮع ،ﻓﻬـﺬا ﻫـﻮ اﻷوﱃ ﻋﻨـﺪي؛
ﻷن اﻷﺻﻞ ﻋﺪم وﺟﻮد اﻟﺘﻀﺎد واﻟﺘﻌﺎرض ،وﻷن ﻓﻴﻪ ﲡﻨﺐ ﺗﺄﺧﲑ اﻟﺒﻴﺎن ﻋﻦ وﻗﺖ اﳊﺎﺟﺔ.
ﻓﻼ ﺗﴬب اﻷﺣﺎدﻳﺚ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾ ،ﻓﻠﻜﻞ ﺣﺪﻳﺚ وﺟﻬﻪ.
وﰲ ﻣــﺴﺎﺋﻞ أﲪــﺪ ﺑــﻦ ﺣﻨﺒــﻞ رواﻳــﺔ اﺑﻨــﻪ أﰊ اﻟﻔــﻀﻞ ﺻــﺎﻟﺢ ﻗــﺎل" :ﻗــﺎل أﰊ ﺳــﺄﻟﺖ
ﻋﺒﺪاﻟﺮﲪﻦ ﺑﻦ ﻣﻬﺪي ﻋﲈ ﻳﺮوى ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ rو "أﻧﻪ ﻛﺎن إذا ﺑﻌﺚ ﺑﺎﳍـﺪي ﺛـﻢ ﱂ ﻳﻤـﺴﻚ ﻋـﻦ
ﳾء ﻳﻤﺴﻚ ﻋﻨﻪ اﳌﺤﺮم") ،(١وﻋﻦ ﻗﻮﻟﻪ" :إذا دﺧﻞ اﻟﻌـﴩ وأراد أن ﻳـﻀﺤﻲ ﻓـﻼ ﻳﺄﺧـﺬ ﻣـﻦ
) (١أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب اﳊﺞ ﺑﺎب ﻣﻦ أﺷﻌﺮ وﻗﻠﺪ ﺑﺬي اﳊﻠﻴﻔﺔ أﺣـﺮم ،ﺣـﺪﻳﺚ رﻗـﻢ ) ،(١٦٩٦وﻣـﺴﻠﻢ ﰲ
ﻛﺘﺎب اﳊﺞ ،ﺑﺎب اﺳﺘﺤﺒﺎب ﺑﻌﺚ اﳍﺪي إﱃ اﳊﺮم ﳌﻦ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ اﻟـﺬﻫﺎب ﺑﻨﻔـﺴﻪ ،ﺣـﺪﻳﺚ رﻗـﻢ ) .(١٣٢١ﻋـﻦ
ﻋﺎﺋﺸﺔ رﴈ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ.
) (٢أﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻷﺿـﺎﺣﻲ ،ﺑـﺎب ﳖـﻲ ﻣـﻦ دﺧـﻞ ﻋﻠﻴـﻪ ﻋـﴩ ذي اﳊﺠـﺔ ،...ﺣـﺪﻳﺚ رﻗـﻢ ).(١٩٧٧
ـﺲ ِﻣـ ْﻦ َﺷـ َﻌ ِﺮ ِه ـﴩ َو َأ َرا َد َأ َﺣـﺪُ ﻛ ُْﻢ َأ ْن ُﻳ َ
ـﻀ ﱢﺤ َﻲ َﻓ َـﻼ َﻳ َﻤ ﱠ ـﺎل :إِ َذا َد َﺧ َﻠ ْ
ـﺖ ا ْﻟ َﻌ ْ ُ وﻟﻔﻈﻪَ " :ﻋ ْﻦ ُأ ﱢم َﺳ َﻠ َﻤ َﺔ َأ ﱠن اﻟﻨﱠﺒِ ﱠﻲ َ eﻗ َ
ﴩ ِه َﺷﻴْﺌًﺎ"ُ.
َو َﺑ َ ِ
"ﳖﻰ اﻟﻨﺒﻲ rﺣﻜﻴ ًﲈ أن ﻳﺒﻴﻊ ﻣـﺎ ﻟـﻴﺲ ﻋﻨـﺪه") ، (١وأذن ﰲ اﻟـﺴﻠﻢ) ، (٢واﻟـﺴﻠﻢ ﺑﻴـﻊ
ﻣﻀﻤﻮن إﱃ أﺟﻞ ،ﻓﻠﻮ رد أﺣﺪ اﳊﺪﻳﺜﲔ اﻵﺧﺮ ،ﻓﻴﻘﻮل :ﻗـﺪ ﳖـﻰ اﻟﻨﺒـﻲ rﻋـﻦ ﺑﻴـﻊ ﻣـﺎ ﻟـﻴﺲ
ﻋﻨﺪك ،واﻟﺴﻠﻢ ﺑﻴﻊ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪك ،ﻓﻬﻮ ﻣﺮدود؛ ﱂ ﳚﺰ ذﻟﻚ .وﻳﻌﻄﻰ ﻫﺬا وﺟﻬﻪ وذاك ﻓﻴﺠﻮز
اﻟﺴﻠﻢ ،و ﻻ ﳚﻮز أن ﻳﺒﻴﻊ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪه.
وﳖــﻰ ﻋــﻦ اﻟــﺼﻼة ﺑﻌــﺪ اﻟﻌــﴫ ،وﻗــﺎل" :ﻣــﻦ أدرك ﻣــﻦ ﺻــﻼة اﻟﻌــﴫ رﻛﻌــﺔ ﻓﻘــﺪ
أدرﻛﻬﺎ") ،(٣ﻓﻠﻬﺬا وﺟﻪ ،وﳍﺬا ،ﻻ ﻳﺒﺘﺪئ ﺻﻼة ﺑﻌﺪ اﻟﻌـﴫ ﻣﺘﻄﻮﻋـ ًﺎ ،ﻓـﺈذا أدرك رﻛﻌـﺔ ﻣـﻦ
ﻋﴫ ﻳﻮﻣﻪ ،ﻓﻘﺪ أدرك ،وﻛﺬﻟﻚ ﻟﻮ ذﻛﺮ ﺻﻼة ﻋﴫ ﻓﺎﺗﺘﻪ ﺻﻼﻫﺎ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻳﺼﲆ اﻟﻌﴫ ،ﻟﻘﻮﻟﻪ:
) (١أﺧﺮﺟﻪ اﻟﱰﻣﺬي ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﺒﻴﻮع ،ﺑﺎب ﻣﺎ ﺟﺎء ﰲ ﻛﺮاﻫﻴﺔ ﺑﻴﻊ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪك ،ﺣﺪﻳﺚ رﻗﻢ ) ،(١٢٣٢واﻟﻨﺴﺎﺋﻲ
ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﺒﻴﻮع ،ﺑﺎب ﺑﻴﻊ اﻟﻄﻌﺎم ﻗﺒﻞ أن ﻳﺴﺘﻮﰲ ،ﺣﺪﻳﺚ رﻗﻢ ) ،(٤٦٠١وﰲ ﺑﺎب ﺑﻴـﻊ ﻣـﺎ ﻟـﻴﺲ ﻋﻨـﺪ اﻟﺒـﺎﺋﻊ،
ﺣﺪﻳﺚ رﻗﻢ ) ،(٤٦١٣وأﺑﻮداود ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﺒﻴﻮع ،ﺑﺎب ﰲ اﻟﺮﺟﻞ ﻳﺒﻴﻊ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪه ،ﺣﺪﻳﺚ رﻗـﻢ )،(٣٥٠٣
واﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﺘﺠﺎرات ،ﺑﺎب اﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺑﻴﻊ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪك ،ﺣﺪﻳﺚ رﻗﻢ ).(٢٢٠٥
) (٢ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻣﺎ أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﺴﻠﻢ ،ﺑﺎب اﻟﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﻴﻞ ﻣﻌﻠﻮم ،ﺣﺪﻳﺚ رﻗـﻢ ) ،(٢٢٣٩وﻣـﺴﻠﻢ ﰲ
ـﻦ َﻋﺒ ٍ ِ
ﴈ اﷲﱠُ ﻋَـﻨ ُْﻬ َﲈ َﻗ َ
ـﺎل: ـﺎس َر َ ﻛﺘﺎب اﳌﺴﺎﻗﺎة ،ﺑﺎب اﻟﺴﻠﻢ ،ﺣﺪﻳﺚ رﻗﻢ ) ،(١٦٠٤وﻟﻔﻆ اﻟﺒﺨﺎري" :ﻋَـ ْﻦ ا ْﺑ ِ ﱠ
ـﻚ إِ ْﺳ َـﲈ ِﻋ ُﻴﻞ( ـﺎل ﻋَـﺎ َﻣ ْ ِ
ﲔ َأ ْو َﺛ َﻼ َﺛـ ًﺔ َﺷ ﱠ ﱠﺎس ُﻳ ْﺴ ِﻠ ُﻔ َ
ﻮن ِﰲ اﻟﺜﱠ َﻤ ِﺮ ا ْﻟ َﻌﺎ َم َوا ْﻟ َﻌﺎ َﻣ ْ ِ
ﲔ ) َأ ْو َﻗ َ ِ َﻗ ِﺪ َم َر ُﺳ ُ
ﻮل اﷲﱠِ eاﳌَْﺪﻳﻨَ َﺔ َواﻟﻨ ُ
ﻒ ِﰲ َﻛﻴْ ٍﻞ َﻣ ْﻌ ُﻠﻮ ٍم َو َوزْ ٍن َﻣ ْﻌ ُﻠﻮ ٍم".
ﻒ ِﰲ َﲤ ْ ٍﺮ َﻓ ْﻠﻴُ ْﺴ ِﻠ ْ
َﻓ َﻘ َﺎلَ :ﻣ ْﻦ َﺳ ﱠﻠ َ
) (٣أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨـﺎري ﰲ ﻛﺘـﺎب ﻣﻮاﻗﻴـﺖ اﻟـﺼﻼة ،ﺑـﺎب ﻣـﻦ أدرك رﻛﻌـﺔ ﻣـﻦ اﻟﻌـﴫ ﻗﺒـﻞ اﳌﻐـﺮب ،ﺣـﺪﻳﺚ رﻗـﻢ
) ،(٥٥٦وﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﳌﺴﺎﺟﺪ وﻣﻮاﺿﻊ اﻟﺼﻼة ،ﺑﺎب ﻣـﻦ أدرك رﻛﻌـﺔ ﻣـﻦ اﻟـﺼﻼة ﻓﻘـﺪ أدرك ،ﺣـﺪﻳﺚ
ﻮل اﷲﱠِ " :eإِ َذا َأ ْد َر َك َأ َﺣﺪُ ﻛ ُْﻢ َﺳ ْﺠﺪَ ًة ِﻣ ْﻦ َﺻ َـﻼ ِة رﻗﻢ ) ،(٦٠٧وﻟﻔﻆ اﻟﺒﺨﺎريَ " :ﻋ ْﻦ َأ ِﰊ ُﻫ َﺮ ْﻳ َﺮ َة َﻗ َﺎلَ :ﻗ َﺎل َر ُﺳ ُ
اﻟﺼ ْﺒ ِﺢ َﻗ ْﺒ َﻞ َأ ْن َﺗ ْﻄ ُﻠ َﻊ اﻟـ ﱠﺸ ْﻤ ُﺲ َﻓ ْﻠ ُﻴـﺘِ ﱠﻢ ِ ِ ِ
اﻟﺸ ْﻤ ُﺲ َﻓ ْﻠ ُﻴﺘ ﱠﻢ َﺻ َﻼ َﺗ ُﻪ َوإِ َذا َأ ْد َر َك َﺳ ْﺠﺪَ ًة ﻣ ْﻦ َﺻ َﻼة ﱡ ا ْﻟ َﻌ ْ ِ
ﴫ َﻗ ْﺒ َﻞ َأ ْن َﺗﻐ ُْﺮ َب ﱠ
َﺻ َﻼ َﺗ ُﻪ"
) (٤أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘـﺎب ﻣﻮاﻗﻴـﺖ اﻟـﺼﻼة ،ﺑـﺎب ﻣـﻦ ﻧـﴘ ﺻـﻼة ﻓﻠﻴـﺼﻞ إذا ذﻛـﺮ ،ﺣـﺪﻳﺚ رﻗـﻢ )،(٥٩٧
وﻣــﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘــﺎب اﳌــﺴﺎﺟﺪ وﻣﻮاﺿــﻊ اﻟــﺼﻼة ،ﺑــﺎب ﻗــﻀﺎء اﻟــﺼﻼة اﻟﻔﺎﺋﺘــﺔ ،ﺣــﺪﻳﺚ رﻗــﻢ ) ،(٦٨٤وﻟﻔــﻆ
ـﺎر َة َﳍَـﺎ إِ ﱠﻻ َذﻟِ َ
ـﻚ ـﺼ ﱢﻞ إِ َذا َذﻛ ََﺮ َﻫـﺎ َﻻ َﻛ ﱠﻔ َ
ِ ِ ٍ
َﺲ ْﺑ ِﻦ َﻣﺎﻟﻚ َﻋ ْﻦ اﻟﻨﱠﺒِ ﱢﻲ َ eﻗ َﺎلَ :ﻣـ ْﻦ ﻧ َ
َـﴘ َﺻ َـﻼ ًة َﻓ ْﻠﻴُ َ اﻟﺒﺨﺎريَ " :ﻋ ْﻦ َأﻧ ِ
=
وﻗﻮﻟﻪ" :ﻣﻦ ﺑﺎع ﺷﺎة ﻣﴫاة ﻓﺼﺎﺣﺒﻬﺎ ﺑﺎﳋﻴﺎر إن ﺷﺎء أﻣﺴﻜﻬﺎ وإن ﺷﺎء ردﻫﺎ وﺻﺎﻋ ًﺎ
ﻣﻦ ﲤﺮ") ،(١وﻗﻮﻟﻪ" :اﳋﺮاج ﺑﺎﻟـﻀﲈن") (٢؛ ﻓﻠﻬـﺬا وﺟـﻪ ،وﳍـﺬا وﺟـﻪ ،إذا اﺷـﱰى اﻟـﺸﺎة أو
اﻟﻨﺎﻗﺔ اﳌﴫاة ﻓﺤﻠﺒﻬﺎ ،ﻓﺈن أراد ردﻫﺎ ورد ﻣﻌﻬﺎ ﺻﺎﻋ ًﺎ ﻣﻦ ﲤﺮ ،وإذا اﺷﱰى ﻋﺒـﺪ ًا ﻓﺎﺳـﺘﻐﻠﻪ ﺛـﻢ
وﺟﺪ ﺑﻪ ﻋﻴﺒ ًﺎ ،ﻛﺎن ﻟﻪ اﻟﻐﻠﺔ ﺑﺎﻟﻀﲈن ،ﻓﻠﻬﺬا وﺟﻪ وﳍﺬا وﺟﻪ.
وﻣﻨﻪ ﻗﻮل اﻟﻨﺒﻲ rﻟﻔﺎﻃﻤـﺔ ﺑﻨـﺖ أﰊ ﺣﺒـﻴﺶ إذ ﺳـﺄﻟﺘﻪ ﻓﻘﺎﻟـﺖ" :إﲏ أﺳـﺘﺤﺎض ﻓـﻼ
أﻃﻬﺮ أﻓﺄدع اﻟﺼﻼة؟ ﻓﻘﺎل :إﻧـﲈ ذﻟـﻚ ﻋـﺮق وﻟﻴـﺴﺖ ﺑﺎﳊﻴـﻀﺔ ،ﻓـﺈذا أﻗﺒﻠـﺖ اﳊﻴـﻀﺔ ﻓـﺪﻋﻲ
اﻟﺼﻼة وإذا أدﺑﺮت ﻓﺎﻏﺴﲇ ﻋﻨﻚ اﻟﺪم وﺻـﲇ") ، (٣وﻗـﺎل ﻟﻠﺘـﻲ ﳍـﺎ أﻳـﺎم ﻣﻌﻠﻮﻣـﺔ" :اﺟﻠـﴘ
____________________
=
اﻟﺼ َﻼ َة ﻟِ ِﺬﻛ ِْﺮي﴾". ِ
﴿ َو َأﻗ ْﻢ ﱠ
) (١أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﺒﻴﻮع ،ﺑﺎب إن ﺷﺎء رد اﳌﴫاة وﰲ ﺣﻠﺒﻬﺎ ﺻـﺎع ﻣـﻦ ﲤـﺮ ،ﺣـﺪﻳﺚ رﻗـﻢ )،(٢١٥١
وأﺧﺮﺟﻪ ﻣﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﺒﻴﻮع ﺑﺎب ﺣﻜﻢ ﺑﻴﻊ اﳌﴫاة ،ﺣﺪﻳﺚ رﻗﻢ ) .(١٥٢٤وﻟﻔﻆ ﻣﺴﻠﻢَ " :ﻋ ْﻦ َأ ِﰊ ُﻫ َﺮ ْﻳ َﺮ َة
ﴈ ِﺣ َﻼ َ َﲠﺎ َأ ْﻣ َﺴﻜ ََﻬﺎ َوإِ ﱠﻻ َر ﱠد َﻫﺎ ِ ِ
ﴫا ًة َﻓ ْﻠ َﻴﻨْ َﻘ ِﻠ ْ
ﺐ ِ َﲠﺎ َﻓ ْﻠ َﻴ ْﺤ ُﻠ ْﺒ َﻬﺎ َﻓﺈ ْن َر َ ﱰى َﺷﺎ ًة ُﻣ َ ﱠ
ﻮل اﷲﱠِ َ " :eﻣ ْﻦ ْاﺷ َ َ َﻗ َﺎلَ :ﻗ َﺎل َر ُﺳ ُ
ﺎع ِﻣ ْﻦ َﲤ ْ ٍﺮ".
َو َﻣ َﻌ َﻬﺎ َﺻ ٌ
) (٢أﺧﺮﺟﻪ ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ،tاﻟﱰﻣﺬي ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﺒﻴﻮع ﺑﺎب ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻴﻤﻦ اﺷـﱰى اﻟﻌﺒـﺪ وﻳـﺴﺘﻐﻠﻪ ﺛـﻢ ﳚـﺪ ﺑـﻪ ﻋﻴﺒـ ًﺎ،
ﺣﺪﻳﺚ رﻗﻢ ) ،(١٢٨٥وﻗﺎل " :ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ" ،وأﺧﺮﺟﻪ اﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﺒﻴﻮع ،ﺑـﺎب اﳋـﺮاج ﺑﺎﻟـﻀﲈن،
ﺣﺪﻳﺚ رﻗﻢ ) ،(٤٤٩٠وأﺑﻮ داود ﰲ اﻟﺒﻴﻮع ﺑﺎب ﻓﻴﻤﻦ اﺷﱰى ﻋﺒـﺪ ًا ﻓﺎﺳـﺘﻌﻤﻠﻪ ﺛـﻢ وﺟـﺪ ﻋﻴﺒـ ًﺎ ،ﺣـﺪﻳﺚ رﻗـﻢ
) ،(٣٥٠٨واﻗﺘــﴫوا ﻋــﲆ رواﻳــﺔ اﳊــﺪﻳﺚ اﳌﺮﻓــﻮع ،وأورده اﺑــﻦ ﻣﺎﺟــﻪ ﰲ ﻗــﺼﺔ ،ﰲ ﻛﺘــﺎب اﻟﺘﺠــﺎرات ﺑــﺎب
اﳋﺮاج ﺑﺎﻟﻀﲈن ﺣﺪﻳﺚ رﻗﻢ ) ،(٢٢٦٢وﰲ ﺳﻨﺪ اﳊﺪﻳﺚ ﺑﺬﻛﺮ اﻟﻘﺼﺔ ﻛﻼم.
) (٣أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﻮﺿﻮء ،ﺑﺎب ﻏﺴﻞ اﻟﺪم ،ﺣﺪﻳﺚ رﻗـﻢ ) ،(٢٢٨وﻣـﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘـﺎب اﳊـﻴﺾ ،ﺑـﺎب
ت َﻓﺎﻃِ َﻤ ُﺔ ﺑِﻨ ُْﺖ اﳌﺴﺘﺤﺎﺿﺔ وﻏﺴﻠﻬﺎ وﺻﻼﲥﺎ ،ﺣﺪﻳﺚ رﻗﻢ ) ،(٣٣٣وﻟﻔﻆ اﻟﺒﺨﺎريَ " :ﻋﻦ ﻋ ِ
َﺎﺋ َﺸ َﺔ َﻗﺎ َﻟ ْﺖَ :ﺟﺎ َء ْ ْ
ـﻮل اﷲﱠِ eاﻟﺼ َﻼ َة َﻓ َﻘ َﺎل َر ُﺳ ُ ﻮل اﷲﱠِ إِ ﱢﲏ ا ْﻣ َﺮ َأ ٌة ُأ ْﺳﺘ ََﺤ ُ
ﺎض َﻓ َﻼ َأ ْﻃ ُﻬ ُﺮ َأ َﻓ َﺄ َد ُع ﱠ ﺶ إِ َﱃ اﻟﻨﱠﺒِ ﱢﻲ َ eﻓ َﻘﺎ َﻟ ْﺖَ :ﻳﺎ َر ُﺳ َ
َأ ِﰊ ُﺣﺒَﻴْ ٍ
وﰲ رواﻳﺔُ " :ﺛ ﱠﻢ ﺗ ََﻮ ﱠﺿ ِﺌﻲ ﻟِﻜ ﱢُﻞ َﺻ َﻼ ٍة َﺣﺘﱠﻰ َﳚِﻲ َء َذﻟِ َﻚ ا ْﻟ َﻮ ْﻗ ُﺖ".
ﻗﺪر ﻣﺎ ﲢﺒﺴﻚ ﺣﻴﻀﺘﻚ") ،(١وﻗﺎل ﳊﻤﻨﺔ "إذ ﻗﺎﻟﺖ :إن دﻣﻲ ﻳﺜﺞ ،ﻓﻘﺎل ﳍﺎ :ﲢﻴـﴤ ﰲ ﻋﻠـﻢ
اﷲ ﺳﺖ أو ﺳﺒﻊ") ، (٢ﻷﳖﺎ وﺻﻔﺖ ﻣﻦ دﻣﻬﺎ ﻣﺎ ﱂ ﺗﺼﻒ ﻓﺎﻃﻤﺔ ،ﻓﺤﻜﻢ ﻟﻜـﻞ واﺣـﺪة ﻣـﻨﻬﲈ
ﺑﺤﻜﻢ ،ﻓﻠﻬﺬه ﻣﺎ ﻗﺎل ﳍﺎ ،وﳍﺬه ﻣﺎ ﻗﺎل ﳍﺎ.
وﻻ ﺗﴬب اﻷﺣﺎدﻳﺚ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺒﻌﺾُ .ﻳﻌﻄﻰ ﻛﻞ ﺣﺪﻳﺚ وﺟﻬﻪ"اﻫـ).(٣
ـﻮل اﷲﱠِ َﺻ ﱠـﲆ اﷲﱠُ َﻋ َﻠ ْﻴ ِـﻪ
اﳋُـﺪْ ِر ﱢي َأ ﱠن َر ُﺳ َ ﻴﺪ ْ ـﻌ ٍ
وﻣﻦ اﻷﻣﺜﻠـﺔ ﻛـﺬﻟﻚ :ﻣـﺎ ﺟـﺎء َﻋـﻦ َأ ِﰊ ﺳ ِ
َ ْ
ﻮل اﳌُْ َﺆ ﱢذ ُن" أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ).(٤ َو َﺳ ﱠﻠ َﻢ َﻗ َﺎل" :إِ َذا َﺳ ِﻤ ْﻌﺘ ُْﻢ اﻟﻨﱢﺪَ ا َء َﻓ ُﻘﻮ ُﻟﻮا ِﻣ ْﺜ َﻞ َﻣﺎ َﻳ ُﻘ ُ
ﻮل اﷲﱠِ َﺻ ﱠﲆ اﷲﱠُ َﻋ َﻠ ْﻴ ِﻪ َو َﺳ ﱠﻠ َﻢ" :إِ َذا َﻗ َﺎل اﳌُْ َﺆ ﱢذ ُن اﷲﱠُ ﺎب َﻗ َﺎلَ :ﻗ َﺎل َر ُﺳ ُ اﳋ ﱠﻄ ِ و َﻋ ْﻦ ُﻋ َﻤ َﺮ ْﺑ ِﻦ ْ َ
) (١أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب اﳊﻴﺾ ،ﺑﺎب ﻋﺮق اﻻﺳﺘﺤﺎﺿﺔ ،ﺣﺪﻳﺚ رﻗﻢ ) ،(٣٢٧وﻣـﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘـﺎب اﳊـﻴﺾ،
ﺑﺎب اﳌﺴﺘﺤﺎﺿﺔ وﻏـﺴﻠﻬﺎ وﺻـﻼﲥﺎ ،ﺣـﺪﻳﺚ رﻗـﻢ ) ،(٣٣٤وﻟﻔـﻆ ﻣـﺴﻠﻢ" :ﻋَـﻦ ﻋ ِ
ـﻲ َ eأ ﱠﳖَـﺎ ـﺸ َﺔ زَ ْو ِج اﻟﻨﱠﺒِ ﱢ
َﺎﺋ َ ْ
ـﺎل َﳍَـﺎﻮل اﷲﱠِ eاﻟﺪﱠ َم َﻓ َﻘ َ َ ُ اﻟﺮ ْﲪ َِﻦ ْﺑ ِﻦ ﻋ َْﻮ ٍف َﺷﻜ ْ
َﺖ إِ َﱃ رﺳ ِ َﺖ َﲢ َ ِ
ْﺖ َﻋﺒْﺪ ﱠ ﺶ ا ﱠﻟﺘِﻲ ﻛَﺎﻧ ْ
َﻗﺎ َﻟ ْﺖ إِ ﱠن ُأ ﱠم َﺣﺒِﻴﺒَ َﺔ ﺑِﻨ َْﺖ َﺟ ْﺤ ٍ
) (١ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﺼﻼة ﺑﺎب اﺳﺘﺤﺒﺎب اﻟﻘﻮل ﻣﺜﻞ ﻗﻮل اﳌﺆذن ﳌﻦ ﺳﻤﻌﻪ ،ﺣﺪﻳﺚ رﻗﻢ ).(٣٨٥
) (٢ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ) (٩١/٢ﺑﺘﺼﺮﻑ ﻳﺴﲑ.
اﳊﻴﻌﻠﺘــﲔ " :ﻻ ﺣــﻮل و ﻻ ﻗــﻮة إﻻ ﺑــﺎﷲ" ،ﻓــﺎﳉﻤﻊ ﺑﻴــﻨﻬﲈ إﺣــﺪاث ﻟــﺼﻔﺔ ﻏــﲑ واردة؛ وﻣــﻦ
أﺻﻮل أﻫﻞ اﳊﺪﻳﺚ ﰲ اﻷﺣﺎدﻳﺚ إذا ﺻﺤﺖ واﺧﺘﻠﻔـﺖ وﱂ ﻳﻌـﺮف اﳌﺘـﺄﺧﺮ ﻣـﻦ اﳌﺘﻘـﺪم أﳖـﺎ
ﳛﺮﻣﻪ"اﻫـ).(٢
اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻋﴩ
ﻻ ﳞﺠﻢ ﻋﲆ رد اﳊﺪﻳﺚ وﺗﻐﻠﻴﻂ اﻟﺜﻘﺔ ﺑﻤﺠـﺮد اﺳﺘـﺸﻜﺎل ﻣﻌﻨـﺎه ،أو وﺟـﻮد ﺗﻌـﺎرض
ﺑﻴﻨﻪ وﺑﲔ ﻏﲑه.
وﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎن ﻣﻦ أﺻﻮل أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ واﳉﲈﻋـﺔ وﺟـﻮب اﻟﺘـﺴﻠﻴﻢ ﻟﻠـﺴﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳـﺔ ،وإن ﱂ
ﺗﺒﻠﻐﻬﺎ اﻟﻌﻘﻮل ،وﻧﺒﺖ ﻋﻨﻬﺎ اﻷﺳﲈع ،واﺳﺘﻮﺣﺶ ﻣﻨﻬﺎ اﳌﺴﺘﻤﻊ ،ﻓﻼ ﺗﺮد ﺑﺎﻟﻘﻴﺎس واﻷﻣﺜﺎل.
ﻗﺎل أﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ رﲪﻪ اﷲ" :وﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻼزﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺗﺮك ﻣﻨﻬﺎ ﺧـﺼﻠﺔ ﱂ ﻳﻘﺒﻠﻬـﺎ
وﻳــﺆﻣﻦ ﲠــﺎ ،ﱂ ﻳﻜــﻦ ﻣــﻦ أﻫﻠﻬــﺎ :اﻹﻳــﲈن ﺑﺎﻟﻘــﺪر ﺧــﲑه وﴍه .واﻟﺘــﺼﺪﻳﻖ ﺑﺎﻷﺣﺎدﻳــﺚ ﻓﻴــﻪ،
) (١ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺍﳌﻌﻠﻢ ) ،(٢٤٥/٢ﻭﺫﻛﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﳊﺪﻳﺚ ﺃﲪﺪ ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺭﺍﻫﻮﻳﻪ ،ﻭﺍﻟﻄﱪﻱ ﻭﺩﺍﻭﺩ.
) (٢ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺹ.٣٤٢-٣٤١
واﻹﻳﲈن ﲠﺎ ،ﻻ ﻳﻘﺎل" :ﱂ" و ﻻ "ﻛﻴﻒ" .إﻧﲈ ﻫﻮ اﻟﺘﺼﺪﻳﻖ واﻹﻳﲈن ﲠﺎ.
وأﺣﻜِﻢ ﻟﻪ؛
وﻣﻦ ﱂ ﻳﻌﺮف ﺗﻔﺴﲑ اﳊﺪﻳﺚ ،وﻳﺒﻠﻐﻪ ﻋﻘﻠﻪ ،ﻓﻘﺪ ﻛﻔﻲْ ،
ﻓﻌﻠﻴﻪ اﻹﻳﲈن ﺑﻪ واﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻟﻪ.
) (١ﻟﻌﻠﻪ ﻳﻌﻨﻲ ﺣﺪﻳﺚ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد" :ﺣﺪﺛﻨﺎ رﺳﻮل اﷲ ﺻﲆ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ وﻫﻮ اﻟﺼﺎدق اﳌـﺼﺪوق" :إن أﺣـﺪﻛﻢ
ﳚﻤﻊ ﰲ ﺑﻄﻦ أﻣﻪ ."...أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﻘﺪر ﺑﺎب ﰲ اﻟﻘﺪر ،وﰲ ﺑﺪء اﳋﻠﻖ ﺑﺎب ذﻛﺮ اﳌﻼﺋﻜﺔ ،وﰲ
ﻣﻮاﺿــﻊ أﺧــﺮى ،وأﺧﺮﺟــﻪ ﻣــﺴﻠﻢ ﰲ ﻛﺘــﺎب اﻟﻘــﺪر ﺑــﺎب ﻛﻴﻔﻴــﺔ اﳋﻠــﻖ اﻵدﻣــﻲ ﰲ ﺑﻄــﻦ أﻣــﻪ ،ﺣــﺪﻳﺚ رﻗــﻢ
).(٢٦٤٣اﻧﻈﺮ :ﺟﺎﻣﻊ اﻷﺻﻮل )١١٣/١٠ـ ،(١١٤وﺗﻌﻠﻴﻖ اﳌﻌﻠﻖ ﻋﲆ ﻛﺘﺎب أﺻﻮل اﻟﺴﻨﺔ ﻷﲪـﺪ ﺑـﻦ ﺣﻨﺒـﻞ
رواﻳﺔ ﻋﺒﺪوس ص.٤٣
) (٢أﺻﻮل اﻟﺴﻨﺔ ﻷﲪﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ رواﻳﺔ ﻋﺒﺪوس ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ اﻟﻌﻄﺎر ص٤٢ـ.٤٩
) (٣اﳊﺠﺔ ﰲ ﺑﻴﺎن اﳌﺤﺠﺔ ).(٥٠٩/٢
اﻟﻌﻘﻞ").(٢
ﻗﺎل اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ رﲪﻪ اﷲ" :إن ﻣﺎ أﺧﱪ ﺑﻪ اﻟﺮﺳﻮل ﺻـﲆ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺳـﻠﻢ ﻋـﻦ رﺑـﻪ ﻓﺈﻧـﻪ
ﳚﺐ اﻹﻳﲈن ﺑﻪ ،ﺳﻮاء ﻋﺮﻓﻨﺎ ﻣﻌﻨﺎه أو ﱂ ﻧﻌﺮف؛ ﻷﻧﻪ اﻟﺼﺎدق اﳌـﺼﺪوق ،ﻓـﲈ ﺟـﺎء ﰲ اﻟﻜﺘـﺎب
ﺗﻐﻠﻴﻂ اﳊﻔﺎظ).(٤
اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻋﴩ
أﻗﻮال اﻟﻌﻠﲈء ﺗﺎﺑﻌﺔ ﳊﺪﻳﺚ اﻟﺮﺳﻮل ﺻﲆ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ،وﻟﻴﺲ ﻷﺣﺪ أن ﳛﻤﻞ ﻛﻼم
اﻟﺮﺳﻮل ﺻﲆ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻋﲆ ﻏﲑ اﳌﺮاد ﻣﻨﻪ
ﻗﺎل اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ رﲪﻪ اﷲ" :ﻟﻴﺲ ﻷﺣﺪ أن ﳛﻤﻞ ﻛـﻼم اﷲ ورﺳـﻮﻟﻪ ﻋـﲆ وﻓـﻖ ﻣﺬﻫﺒـﻪ ،إن ﱂ
ﻳﺘﺒﲔ ﻣﻦ ﻛﻼم اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﲆ ﻣﺮاد اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ،وإﻻ ﻓﺄﻗﻮال اﻟﻌﻠﲈء ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻘـﻮل اﷲ
ﺗﻌﺎﱃ ورﺳﻮﻟﻪ ﺻﲆ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ،ﻟﻴﺲ ﻗﻮل اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ﺗﺎﺑﻌ ًﺎ ﻷﻗﻮاﳍﻢ.
ﻓﺈذا ﻛﺎن ﰲ وﺟﻮب ﳾء ﻧـﺰاع ﺑـﲔ اﻟﻌﻠـﲈء ،وﻟﻔـﻆ اﻟـﺸﺎرع ﻗـﺪ اﻃـﺮد ﰲ ﻣﻌﻨـﻰ؛ ﱂ ﳚـﺰ أن
ﻳﻨﺘﻘﺾ اﻷﺻﻞ اﳌﻌﺮوف ﻣﻦ ﻛﻼم اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ﺑﻘﻮل ﻓﻴﻪ ﻧﺰاع ﺑﲔ اﻟﻌﻠـﲈء؛ وﻟﻜـﻦ ﻣـﻦ اﻟﻨـﺎس
ﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﺮف ﻣﺬاﻫﺐ أﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ،وﻗﺪ ﻧﺸﺄ ﻋﲆ ﻗﻮل ﻻ ﻳﻌﺮف ﻏﲑه ﻓﻴﻈﻨﻪ إﲨﺎﻋ ًﺎ").(١
ﺛﻢ ﻗﺎل" :واﳌﻘﺼﻮد ﻫﻨﺎ :ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ أن ﻳﻘﺪﱢ ر ﻗﺪْ ر ﻛﻼم اﷲ ورﺳـﻮﻟﻪ .ﺑـﻞ ﻟـﻴﺲ ﻷﺣـﺪ
أن ﳛﻤﻞ ﻛﻼم أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس إﻻ ﻋﲆ ﻣﺎ ُﻋـﺮف أﻧـﻪ أراده ،ﻻ ﻋـﲆ ﻣـﺎ ﳛﺘﻤﻠـﻪ ذﻟـﻚ اﻟﻠﻔـﻆ ﰲ
ﻛﻼم ﻛﻞ أﺣﺪ ،ﻓﺈن ﻛﺜﲑ ًا ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ّ
ﻳﺘﺄول اﻟﻨﺼﻮص اﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻘﻮﻟﻪ ،ﻳﺴﻠﻚ ﻣﺴﻠﻚ ﻣﻦ ﳚﻌﻞ
اﻟﺘﺄوﻳﻞ ﻛﺄﻧﻪ ذﻛﺮ ﻣﺎ ﳛﺘﻤﻠﻪ اﻟﻠﻔﻆ ،وﻗﺼﺪه ﺑـﻪ دﻓـﻊ ذﻟـﻚ اﳌﺤـﺘﺞ ﻋﻠﻴـﻪ ﺑـﺬﻟﻚ اﻟـﻨﺺ! وﻫـﺬا
ﺧﻄﺄ! ﺑﻞ ﲨﻴﻊ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ﳚﺐ اﻹﻳﲈن ﺑﻪ ،ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻨﺎ أن ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻜﺘﺎب وﻧﻜﻔـﺮ
ﺑﺒﻌﺾ ،وﻟﻴﺲ اﻻﻋﺘﻨﺎء ﺑﻤﺮاده ﰲ أﺣﺪ اﻟﻨﺼﲔ دون اﻵﺧﺮ ﺑﺄوﱃ ﻣﻦ اﻟﻌﻜﺲ .ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻨﺺ
ﺗﺄوﻟﻪ .ﻓﻴﻜـﻮن أﺻـﻞ
اﻟﺬي واﻓﻘﻪ ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ اﺗّﺒﻊ ﻓﻴﻪ ﻣﺮاد اﻟﺮﺳﻮل ﻓﻜﺬﻟﻚ اﻟﻨﺺ اﻵﺧﺮ اﻟﺬي ّ
ﻣﻘﺼﻮده ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ أراده اﻟﺮﺳﻮل ﺑﻜﻼﻣﻪ ،وﻫﺬا ﻫﻮ اﳌﻘﺼﻮد ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﳚﻮز ﻣﻦ ﺗﻔـﺴﲑ وﺗﺄوﻳـﻞ
ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﻳﻜﻮن اﺻﻄﻼﺣﻪ ﺗﻐﺎﻳﺮ ﻣﻌﻨﺎﳘﺎ.
وأ ّﻣﺎ ﻣـﻦ ﳚﻌﻠﻬـﲈ ﺑﻤﻌﻨـﻰ واﺣـﺪ -ﻛـﲈ ﻫـﻮ اﻟﻐﺎﻟـﺐ ﻋـﲆ اﺻـﻄﻼح اﳌﻔـﴪﻳﻦ -ﻓﺎﻟﺘﺄوﻳـﻞ
ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻫﻮ اﻟﺘﻔﺴﲑ.
وأ ّﻣﺎ اﻟﺘﺄوﻳﻞ ﰲ ﻛﻼم اﷲ ورﺳﻮﻟﻪ ،ﻓﻠﻪ ﻣﻌﻨﻰ ﺛﺎﻟﺚ ﻏﲑ ﻣﻌﻨﺎه ﰲ اﺻﻄﻼح اﳌﻔﴪﻳﻦ ،وﻏﲑ
ﻣﻌﻨﺎه ﰲ اﺻﻄﻼح ﻣﺘﺄﺧﺮي اﻟﻔﻘﻬﺎء واﻷﺻﻮﻟﻴﲔ ﻛﲈ ﺑﺴﻂ ﰲ ﻣﻮﺿﻌﻪ"اﻫـ).(٢
إذا ﺗﻘﺮر ﻣﻌﻚ ﻫﺬا اﻷﺻﻞ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﺒﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ أﻣﻮر؛
ﻣﻨﻬﺎ :أﻧﻪ ﻟﻴﺲ اﳌﺮاد ﺑﴩح اﳊﺪﻳﺚ وﺗﻔﺴﲑه إﻳـﺮاد ﻛـﻞ ﻣـﺎ ﳛﺘﻤﻠـﻪ اﻟﻠﻔـﻆ ،إﻧـﲈ اﳌـﺮاد ﺑﻴـﺎن
ﻣﺮاد اﻟﺮﺳﻮل ﺻﲆ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ،ﻓﻠﻴﻮرد ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻴﻪ أو ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﲆ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻴﻪ.
وﻣﻨﻬﺎ :أن اﻟﺘﺸﺎﻏﻞ ﺑﻜﺜﺮة إﻳﺮاد اﻷﻗﻮال ﰲ ﺗﻔﺴﲑ اﻟﻠﻔﻆ ﳑﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻨﻪ ،ﻷﻧـﻪ ﻳـﺸﺘﺖ
ذﻫﻦ اﻟﻘﺎرئ ﻋﻦ اﻟﻮﻗﻮف ﻋـﲆ اﳌـﺮاد ،وﻟـﻴﻜﻦ ﻫـﻢ اﻟﺒﺎﺣـﺚ إﻳـﺮاد اﻷﻗـﻮال اﳌﻌﺘـﱪة ﰲ ﻣﻌﻨـﻰ
اﻟﻨﺺ ﻻ ﻛﻞ ﳾء ﻳﺮد ﻓﻴﻜﻮن ﻛﺤﺎﻃﺐ ﻟﻴﻞ ،ﳛﻤﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ اﻟﴬر وﻫﻮ ﻻ ﻳﺪري.
وﻗﺪ اﺳﺘﻨﻜﺮ اﻟﺬﻫﺒﻲ )ت٧٤٨ﻫـ( رﲪﻪ اﷲ ﻋﲆ اﳌﻔﴪﻳﻦ ذﻟﻚ ،ﻓﻘﺎل رﲪﻪ اﷲ" :ﰲ ﺗﻔﺴﲑ
اﻟﻘﺮآن:
ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺣﺘﻢ .وﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺴﺘﺤﺐ.
و]ﻣﻨﻪ[ ﻣﺒﺎح .و]ﻣﻨﻪ[ ﻣﻜﺮوه.
ﻓﻜﺜﺮة اﻷﻗﻮال ﰲ اﻵﻳﺔ ﻣﻊ وﻫﻨﻬﺎ وﺑﻌﺪﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﻮاب اﻟﺬي ﻫﻮ وﺟـﻪ واﺣـﺪ دل اﻟـﺴﻴﺎق
اﳋﻄﺎب اﻟﻌﺮﰊ ﻋﻠﻴﻪ؛ ﻣﻜﺮوه ﺣﻔﻈﻬﺎ واﻻﻋﺘﲈد ﻋﻠﻴﻬﺎ؛ ﻓﺈن اﻟﻘﻮل اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻳﻀﻴﻊ ﺑﻴﻨﻬﺎ.
ﺣﺮﻓـﻮا ﻛﺘـﺎب اﷲ،
واﳌﺤﺮم ﺣﻔﻆ ﺗﻔﺴﲑ اﻟﻘﺮاﻣﻄﺔ اﻹﺳﲈﻋﻴﻠﻴﺔ وﻓﻼﺳـﻔﺔ اﳌﺘـﺼﻮﻓﺔ اﻟـﺬﻳﻦ ّ
ﻓـﻮق ﲢﺮﻳـﻒ اﻟﻴﻬــﻮد ،ﳑـﺎ إذا ﺳــﻤﻌﻪ اﳌـﺴﻠﻢ ﺑــﻞ ﻋﺎﻣـﺔ اﻷﻣــﺔ ﺑﺒـﺪاءة ﻋﻘــﻮﳍﻢ ﻋﻠﻤـﻮا أن ﻫــﺬا
اﻟﺘﺤﺮﻳـﻒ اﻓـﱰاء ﻋـﲆ اﷲ وﺗﺒــﺪﻳﻞ ﻟﻠﺘﻨﺰﻳـﻞ .وﻻ اﺳـﺘﺠﻴﺰ ذﻛـﺮ أﻣﺜﻠــﺔ ذﻟـﻚ ،ﻓﺈﻧـﻪ ﻣـﻦ أﺳــﻤﺞ
اﻟﺒﺎﻃﻞ"اﻫـ).(١
واﻟﻘﻮل ﰲ ﺗﻔﺴﲑ اﳊﺪﻳﺚ ﻛﺎﻟﻘﻮل ﰲ ﺗﻔﺴﲑ اﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﻴﻢ ،ﻣﻦ ﻫﺬه اﳉﻬﺔ.
وﻣﻨﻬﺎ :أن اﻟﻮﻗﻮف ﻋﲆ اﻟﻈﺎﻫﺮ اﳌﺮاد ﻫﻮ اﻷﺻﻞ؛ ﻓﻼ ﳚﻌﻞ اﻟﺸﺎرح ﻟﻜﻼم اﻟﺮﺳﻮل ﺻـﲆ
اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﳘﻪ إﻳﺮاد اﳌﻌﺎﲏ اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ واﻹﺷﺎرات اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺪﻋﻤﻬﺎ اﻟﺪﻟﻴﻞ .
وﻣﻨﻬﺎ :أن اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ واﳌﺸﻜﻠﺔ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﲢﻤﻞ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﻮاﻓﻖ اﳌﺬﻫﺐ ،ﺑﻞ ﻋـﲆ
اﳌﺘﻔﻘﻪ أن ﻳﺮاﻋﻲ ﺗﻔﺴﲑ اﻟﺴﻠﻒ وﻓﻬـﻢ ﻛﻼﻣـﻪ eﻋـﲆ ﻣـﺎ ﻫـﻮ أﻫـﺪى واﺗﻘـﻰ ،وﻳﺮاﻋـﻲ دﻻﻟـﺔ
) (١ﻣﺴﺎﺋﻞ ﰲ ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ وﻓﻀﻠﻪ ﻟﻠﺬﻫﺒﻲ ص ،٢٠٩ﺿﻤﻦ ﺳﺖ رﺳﺎﺋﻞ ﻟﻠﺬﻫﺒﻲ ﲢﻘﻴﻖ ﺟﺎﺳﻢ اﻟﻔﻬﻴﺪ اﻟﺪوﴎي.
اﳌﻘﺼﺪ اﻟﺜﺎﻟﺚ
) (١ﻣــﻦ ﻃﺒﻌﺎﺗــﻪ ﻃﺒﻌــﺔ ﺿــﻤﻦ ﻛﺘــﺎب اﻷم ،ﳌﺤﻤــﺪ ﺑــﻦ إدرﻳــﺲ اﻟــﺸﺎﻓﻌﻲ )ت٢٠٤ﻫـــ( ،وﻣﻌــﻪ اﺧــﺘﻼف ﻣﺎﻟــﻚ
واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ،وﻛﺘﺐ أﺧﺮى ،وﰲ آﺧﺮه ﳐﺘﴫ اﳌﺰﲏ ،ﺗﺼﺤﻴﺢ ﳏﻤﺪ زﻫﺮي اﻟﻨﺠﺎر ،دار اﳌﻌﺮﻓﺔ ،ﺑﲑوت.
) (٢ﳏﺎﺳﻦ اﻻﺻﻄﻼح ص.٤٧٧
-ﺗﺄوﻳﻞ ﳐﺘﻠﻒ اﳊﺪﻳﺚ ،ﻻﺑﻦ ﻗﺘﻴﺒـﺔ اﻟـﺪﻳﻨﻮري )ت٢٧٦ﻫــ() .(١ﻗـﺎل اﺑـﻦ اﻟـﺼﻼح
)ت٦٤٣ﻫــ( رﲪــﻪ اﷲ" :وﻛﺘـﺎب ﳐﺘﻠــﻒ اﳊـﺪﻳﺚ ﻻﺑــﻦ ﻗﺘﻴﺒـﺔ؛ ﰲ ﻫــﺬا اﳌﻌﻨـﻰ ،إن ﻳﻜــﻦ ﻗــﺪ
أﺣــﺴﻦ ﻓﻴــﻪ ﻣــﻦ وﺟــﻪ ،ﻓﻘــﺪ أﺳــﺎء ﰲ أﺷــﻴﺎء ﻣﻨــﻪ ﻗــﴫ ﺑﺎﻋــﻪ ﻓﻴﻬــﺎ ،وأﺗــﻰ ﺑــﲈ ﻏــﲑه أوﱃ
وأﻗﻮى"اﻫـ).(٢
ﻗﻠﺖ:
) (١ﻣﻄﺒﻮع ،ﻣﻦ ﻃﺒﻌﺎﺗﻪ ﻃﺒﻌﺔ دار اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺮﰊ ،ﺑﲑوت ،وﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﻠﻴﻘﺎت ﳉﲈل اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻘﺎﺳﻤﻲ رﲪﻪ اﷲ.
) (٢ﻣﻘﺪﻣﺔ اﺑﻦ اﻟﺼﻼح )ﻣﻊ ﳏﺎﺳﻦ اﻻﺻﻄﻼح( ص.٤٧٨
ﻳﻠﻘﺐ اﻹﻣﺎم اﺑﻦ ﻗﺘﻴﺒﺔ ﺑﺨﻄﻴﺐ أﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ،وﻣﻦ ﺷﻴﻮﺧﻪ اﳉﺎﺣﻆ وﻫﻮ ﺧﻄﻴـﺐ اﳌﻌﺘﺰﻟـﺔ ،
وﻛﺎن ﻋﴫه ﰲ ﻗﻤﺔ اﻟﻔﺘﻨﺔ وﻗﺪ أﺧﺬت ﻛﺘﺒﻪ ﻃﺎﺑﻊ اﻟﺮد ﻋﲆ اﻟﺰﻧﺎدﻗﺔ واﳌﺒﻄﻠﲔ وﻣـﻦ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗـﻪ :
" ﻏﺮﻳﺐ اﳊﺪﻳﺚ " و" ﻏﺮﻳﺐ اﻟﻘﺮان " و " ﺗﺄوﻳﻞ ﻣﺸﻜﻞ اﻟﻘﺮآن " وﻛﺘﺒﻪ ﻛﻠﻬﺎ ﻧﻔﻴﺴﺔ وﻛـﺎن
وﻗﺘﻬﺎ ﻫﺠﻮم ﻋﲆ أﻫﻞ اﳊﺪﻳﺚ؛ ﻓـﺄﻟﻒ ﻛﺘـﺎب ﺗﺄوﻳـﻞ ﳐﺘﻠـﻒ اﳊـﺪﻳﺚ وﻗـﺪ ﺣـﻮى ﻋـﲆ درر
ﻣﻨﻬﺎ:
(١ذﻛﺮ ﻓﻀﺎﺋﻞ أﻫﻞ اﳊﺪﻳﺚ
(٢إﻳﺮاده ﻃﻌﻮن اﳌﺨﺎﻟﻔﲔ ﻷﻫﻞ اﳊﺪﻳﺚ وﻫﻲ ﻧﻔﺲ ﺷﺒﻪ اﳌﺴﺘﴩﻗﲔ واﻟﻌﴫﻳﲔ٠
ﺳﲈت ﻋﺎﻣﺔ ﰲ اﻟﻜﺘﺎب :
-اﻏﻠﺐ اﻷﺣﺎدﻳﺚ ﰲ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻠﺸﺒﻪ ﰲ اﻟﻌﻘﻴﺪة واﻟﺮد ﻋﻠﻴﻬﺎ .
-ﻳﻮرد ﻓﻴﻪ اﻷﺳﺎﻧﻴﺪ و ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗﻠﻴﻠﺔ .
-اﻫﺘﲈﻣﻪ ﺑﺎﳉﻮاﻧﺐ اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ و ﺑﻜﺘـﺐ أﻫـﻞ اﻟﻜﺘـﺎب ﺑـﻞ اﻋـﺘﲈده ﻋﻠﻴﻬـﺎ أﺣﻴﺎﻧـﺎ ،
وﻫﺬه ﻣﺸﻜﻠﻪ ﻓﻜﺮﻳﺔ.
-ﻳﻌﻘﺪ أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ اﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ﺑﲔ اﳊﺪﻳﺚ وﻧﺺ ﻣـﻦ ﻛﺘـﺐ أﻫـﻞ اﻟﻜﺘـﺎب ،وﻋـﺬره أن
ﻫﺬا ﺟﺎء ﰲ ﻛﻼم اﳌﺒﻄﻞ اﻟﺬي ﻳﺮﻳﺪ دﻓﻌﻪ ورده ،وإزاﻟﺔ اﻹﺷﻜﺎل ﻋﻦ ﺣـﺪﻳﺚ
اﻟﺮﺳﻮل !e
-وﻣﻦ اﳌﻼﺣﻈﺎت أﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﻈﺮ إﱃ ﺻﺤﺔ اﻟﺴﻨﺪ .
-وﻣﻦ اﳌﻼﺣﻈﺎت أﻧﻪ ﱂ ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ﰲ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،و اﻟﻌﺬر ﻟﻪ أﻧﻪ اﻛﺘﻔﻰ
ﺑﲈ وﺟﺪ ﻓﻴﻪ ﻃﻌﻦ ﰲ اﻹﺳﻼم .
-ﱂ ﻳﴪ ﻋﲆ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﻣﻌﲔ.
-ﻳﻌﺘﻤﺪ اﻟﺴﻨﺪ ،ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻏﲑ ﺗﻮﺳﻊ ،واﻟﻐﺎﻟـﺐ اﻋـﺘﲈده ﻋـﲆ اﻟﻠﻐـﺔ ،واﻹﻧـﺸﺎء.
ﻣﻨﻬﺠﻪ ﻛﺎﻟﻌﻠﲈء اﳉﻤﻊ ﺛﻢ اﻟﻨﺴﺦ ﺛﻢ اﻟﱰﺟﻴﺢ ،و إن ﻛﺎن ﻳﺆﺧﺬ ﻋﻠﻴـﻪ أﻧـﻪ ﻗـﺪ
ﻳﻮﻗﻊ اﳋﻼف ﺑﲔ ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ وﺣﺪﻳﺚ ﺿﻌﻴﻒ ،أو ﻳﻌﻘﺪ اﳋﻼف أﺣﻴﺎﻧ ًﺎ
ﺑﲔ اﳊﺪﻳﺚ و ﻧﺺ ﻣﻦ اﻟﺘﻮراة ،وﻋﺬره ﻣﺎ ﺗﻘﺪم!
) (١ﻣﻄﺒﻮع ،ﺣﻴﺪر آﺑﺎد اﻟﺪﻛﻦ ،ﻣﻄﺒﻌﺔ ﳎﻠﺲ داﺋـﺮة اﳌﻌـﺎرف اﻟﻌﺜﲈﻧﻴـﺔ١٣٨٨ ،ﻫــ ،وﻟـﻪ ﻃﺒﻌـﺔ ﳏﻘﻘـﺔ ﻛﺒـﲑة ﻟﻜﺎﻣـﻞ
اﻟﻜﺘﺎب ،ﲢﻘﻴﻖ ﺷﻌﻴﺐ اﻷرﻧﺆوط ،ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ،ﺑﲑوت.
-ﳐﺘﻠﻒ اﳊﺪﻳﺚ وﻣﻮﻗﻒ اﻟﻨﻘﺎد ﻣﻨﻪ ،ﻷﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﷲ ﺧﻴﺎط ﺣﻔﻈﻪ اﷲ). (٢
وﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻛﺘﺐ ﴍوح اﳊﺪﻳﺚ ﻧﺎﻓﻌﺔ ﺟﺪ ًا ،ﰲ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ،وﻫﻨـﺎك ﻛﺘـﺐ
أﺧﺮى ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﰲ اﳌﺸﻜﻞ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻌﺘﻨﻲ ﺑﻪ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﻛﺒﲑة؛
) (١ﺟﺎء ﰲ ﻃﺮة اﻟﻜﺘﺎب " :ﳛﺘﻮي ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻋﲆ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺸﻜﻠﺘﻬﺎ اﻟﻌﻠـﻮم اﳊﺪﻳﺜـﺔ ﻣـﻦ ﻃﺒﻴـﺔ
وﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ وﻓﻠﻜﻴﺔ وﺣﺴﻴﺔ اﻟﺦ ...وﻓﻴﻪ ﺑﻴﺎﳖﺎ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻌﻠـﻮم اﳊﺪﻳﺜـﺔ .وﺷـﻴﺠﺪ اﻟﻘـﺎرئ ﰲ اﻟﻜﺘـﺎب ﻣﺜـﺎﻻً ﺣﻴـ ًﺎ
ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻧﺼﻮص اﻟﺪﻳﻦ اﳌﻘﺪس وﻣﺜﺎﻻً ﺣﻴ ًﺎ ﻟﻠﻨﻘﺪ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ اﻟﻌﴫي".
) (٢ﻣﻄﺒﻮع ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ ،ﻣﻄﺎﺑﻊ اﻟﺼﻔﺎ ،ﻣﻜﺔ اﳌﻜﺮﻣﺔ١٤٠٦ ،ﻫـ ،وﻃﺒﻌﺔ ﻟﺪى دار اﻟﺒﺸﺎﺋﺮ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﺑﲑوت.
) (٣ﻣﻄﺒﻮع ،ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﳏﻤﻮد ﺷﺎﻛﺮ ،ﻣﻄﺒﻌﺔ اﳌﺪﲏ ،ﺑﻤﴫ.
) (٤ﻣﻄﺒﻮع ،ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﳏﻤﺪ ﺳﻴﺪ ﺟﺎد اﳊﻖ ،اﻟﻘﺎﻫﺮة ،ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻷﻧﻮار اﳌﺤﻤﺪﻳﺔ.
) (٥ﻣﻄﺒﻮع ،ﲢﻘﻴﻖ د .ﻣﺮزوق ﺑﻦ ﻫﻴﺎس اﻟﺰﻫﺮاﲏ ،ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻟﻌﻠﻮم واﳊﻜﻢ ،اﳌﺪﻳﻨﺔ اﳌﻨﻮرة ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ ١٤١٢ﻫـ.
) (٦ﻣﻄﺒﻮع ،اﻟﺪار اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب ،ﻟﻴﺒﻴﺎ -ﺗﻮﻧﺲ١٣٩٩ ،ﻫـ
ﺗﻨﺒﻴﻪ:
ﻗﺪ ﻳﻄﻠﻘﻮن )اﳌـﺸﻜﻞ ﰲ اﳊـﺪﻳﺚ( و ﻻ ﻳﺮﻳـﺪون ﺑـﻪ اﳌﻌﻨـﻰ اﻻﺻـﻄﻼﺣﻲ ،ﻣـﻦ ذﻟـﻚ
ﻛﺘﺎب "ﻛﺸﻒ اﳌﺸﻜﻞ ﰲ أﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺤﲔ" ،ﻻﺑﻦ اﳉﻮزي )ت٥٩٧ﻫـ( .
ﺳﲈت ﻋﺎﻣﺔ ﰲ اﻟﻜﺘﺎب:
-ﺧﺎص ﺑﺄﺣﺎدﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺤﲔ.
-إﻧﻪ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﲆ ﻛﺘﺎب اﳉﻤﻊ ﺑﲔ اﻟﺼﺤﻴﺤﲔ ﻟﻠﺤﻤﻴﺪي.
-اﳌــﺸﻜﻞ ﻋﻨــﺪ اﺑــﻦ اﳉــﻮزي ﻣــﺼﻄﻠﺢ ﻋــﺎم )اﻹﺷــﻜﺎل اﻟﻌــﺎم ( ﺳــﻮاء أﻛــﺎن
اﻹﺷﻜﺎل ﰲ ﻟﻔﻈﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ أو ﺿﺒﻂ اﺳﻢ راوي وﻫﻜﺬا أو ﻗﻀﻴﺔ إﺳﻨﺎدﻳﺔ.
-ﺗﺮﺗﻴﺒﻪ ﻋﲆ اﳌﺴﺎﻧﺪ ،وﻟﻴﺲ ﻋﲆ اﻷﺑـﻮاب؛ ﻷن أﺻـﻠﻪ اﳉﻤـﻊ ﺑـﲔ اﻟـﺼﺤﻴﺤﲔ
ﻟﻠﺤﻤﻴﺪي ﻣﺮﺗﺐ ﻋﲆ ﻫﺬا اﻷﺳﺎس.
-اﳊﺪﻳﺚ إذا ﺗﻜﺮر ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﺎﰊ أﺧﺮ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻴﺪ اﻟﻜﻼم ﻋﻠﻴﻪ ،ﺑﻞ ﳛﻴﻞ
ﻋﲆ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﰲ ﻣﺴﻨﺪ اﻟﺼﺤﺎﰊ اﻵﺧﺮ.
-ﺟﺮى ﻋﲆ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﳉﻤﻬﻮر إذا ﺗﻜﻠﻢ ﰲ اﳌﺨﺘﻠﻒ .
-ﻏﲑ ﻣﺴﺘﻘﻞ ،ﻓﻬﻮ ﺣﻨﺒﲇ اﳌﺬﻫﺐ و ﻳﻮاﻓﻖ اﳌﺬﻫﺐ .
-ﻻ ﻳﻮرد اﻷﺣﺎدﻳﺚ ﺑﺎﻷﺳﺎﻧﻴﺪ .
-ﺟﺎء ﻓﻴﻪ ﳐﺘﻠﻒ اﳊﺪﻳﺚ وﻣﺸﻜﻠﻪ ؛ ﻋﲆ أﺳﺎس أن اﳌﺨﺘﻠﻒ داﺧﻞ ﰲ ﻣـﺸﻜﻞ
اﳊﺪﻳﺚ.
اﳋﺎﲤﺔ