روائع تاريخ الطب والأطباء
روائع تاريخ الطب والأطباء
روائع تاريخ الطب والأطباء
ﺜﺎﻨﻴﺎ :ﻭﻤﻥ ﺃﻓﻀﺎل ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺏ ﺃﻨﻪ ﻗﺩ ﻨﻔﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﻤﻥ
ﺍﻟﺨﺭﺍﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻋﺎﻟﻘﺔ ﺒﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺼﺎﺤﺏ ﺍﻟﻌﻼﺝ :ﻤﺜل ﻭﻀﻊ
ﺍﻟﺘﻤﺎﺌﻡ ﻤﻥ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺕ ﻭﻤﺜل ﺍﻟﻭﺸﻡ ﻭﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻁﺎﻟﻊ ﻭﺍﻟﻨﺠﻭﻡ ﻭﺯﺠﺭ
ﺍﻟﻁﻴﺭ ﻭﺍﻻﺴﺘﻘﺴﺎﻡ ﻭﺍﻷﺯﻻﻡ ﻭﻀﺭﺏ ﺍﻟﻘﺩﺍﺡ.
ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﻴﻘﻭل ﺭﺴﻭل ﺍﷲ ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ "ﻤﻥ ﻋﻠﻕ ﺘﻤﻴﻤﺔ ﻓﻼ ﺃﺘﻡ
ﺍﷲ ﻟﻪ"
ﻭﻗﺩ ﺒﻠﻎ ﻤﻥ ﺤﺯﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﻗﻭل ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺴﻠﻡ "ﻤﻥ ﺃﺘﻰ ﻜﺎﻫﻨﺎ ﺃﻭ ﻋﺭﺍﻓﺎ ﻓﺂﻤﻥ ﺒﻤﺎ ﻴﻘﻭﻟﻪ ﻓﻘﺩ ﻜﻔﺭ ﺒﻬﺎ ﺍﻨﺯل ﻋﻠﻰ
ﻤﺤﻤﺩ"
ﻭﺒﺫﻟﻙ ﻭﻀﻊ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺤﺩﺍ ﻓﺎﺼﻼﹰ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻁﺏ ﻭﺍﻟﻜﻬﺎﻨﺔ ..ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻜﻼﻫﻤﺎ
ﻤﻬﻨﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺤﻴﺙ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﻴﺴﻤﻰ ﺍﻟﻜﺎﻫﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺭﺍﻑ.
ﻭﻗﺩ ﺃﻋﻠﻥ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺨﻁﻴﺭﺓ ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﻜل ﻤﺭﺽ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ
ﻟﻪ ﻋﻼﺝ ﻴﺸﻔﻴﻪ ﺇﻻ ﺩﺍﺀ ﻭﺍﺤﺩﺍﹰ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻬﺭﻡ ﺃﻱ ﻜﺒﺭ ﺍﻟﺴﻥ ﻭﺃﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ
ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻤﺭﺍﺽ ﻻ ﻨﻌﺭﻑ ﻟﻬﺎ ﺩﻭﺍﺀ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻓﺫﻟﻙ ﺭﺍﺠﻊ ﺇﻟﻰ ﻗﺼﻭﺭ ﻓﻲ ﻋﻠﻤﻨﺎ
ﻭﺃﻥ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺠﺘﻬﺩ ﻭﻨﺒﺤﺙ ﺤﺘﻰ ﻨﺠﺩ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻲ .ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻙ
ﻴﻘﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ" :ﺃﻥ ﺍﷲ ﻟﻡ ﻴﻨﺯل ﺩﺍﺀ ﺇﻻ ﻟﻪ ﺩﻭﺍﺀ ﻋﻠﻤﻪ ﻤﻥ
ﻋﻠﻡ ﻭﺠﻬﻠﻪ ﻤﻥ ﺠﻬل ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺼﻴﺏ ﺩﻭﺍﺀ ﺍﻟﺩﺍﺀ ﺒﺭﺃ ﺍﻟﻤﺭﺽ ﺒﺈﺫﻥ ﺍﷲ" ﺭﻭﺍﻩ
ﺍﻟﺘﺭﻤﺫﻱ ﻭﺃﺤﻤﺩ.
ﻁﺏ ﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻥ:
ﻴﻘﻭل ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺠﻭﺯﻴﻑ ﺠﺎﺭﻻﻨﺩ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ The story of medicine
ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻀل ﻓﻲ ﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﺸﻴﺨﻭﺨﺔ ﻭﺭﻋﺎﻴﺘﻬﺎ ﻴﺭﺠﻊ ﺍﻟﻰ ﺘﻌﺎﻟﻴﻡ ﺍﻹﺴﻼﻡ.
ﻓﻘﺩ ﻋﻜﻑ ﺃﻁﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺒﺘﻜﺎﺭ ﻁﺏ ﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻥ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺍﻟﻴﻭﻡ
Geriatrics.ﻭﻜﺎﻥ ﺃﻭل ﻤﻥ ﺃﺸﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﺒﻥ ﺴﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ.
ﻭﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻗﺴﻡ ﺨﺎﺹ ﺒﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻥ ﻜﺘﺏ ﻋﻠﻴﻪ
"ﻭﺍﺨﻔﺽ ﻟﻬﻤﺎ ﺠﻨﺎﺡ ﺍﻟﺫل ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺤﻤﺔ ﻭﻗل ﺭﺏ ﺍﺭﺤﻤﻬﻤﺎ ﻜﻤﺎ ﺭﺒﻴﺎﻨﻲ
ﺼﻐﻴﺭﺍ".
ﻭﺃﻭﺭﺩ ﻤﻠﺨﺼﺎ ﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﺃﻋﺠﺒﻨﻲ ﻟﻠﻔﺎﻀل ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺒﻥ ﻤﺭﺍﺩ ﻤﻥ
ﺘﻭﻨﺱ ﻓﻲ ﻤﺒﺤﺙ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻭﺘﻴﺔ:
ﺤﻴﺙ ﻨﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺘﻁﻭﺭ ﻫﺎﻡ ﻨﻭﺭ ﺒﻪ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻟﻠﻁﺏ ﺩﺭﺒﺎ ،ﻭﻫﻭ ﻓﺼل ﺍﻟﻁﺏ
ﻋﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﺨﺭﺍﻓﻴﺔ ﺍﻷﺴﻁﻭﺭﻴﺔ .ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ
ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻁﺏ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﻋﻠﻡ ﻤﻥ ﻋﻠﻭﻤﻬﺎ .ﻭﻗﺩ ﻗﻭﻯ ﺘﻠﻙ
ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺠﺎﻟﻴﻨﻭﺱ ﺨﺎﺼﺔ ،ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻥ ﻁﺒﻴﺒﺎ ﻭﻓﻴﻠﺴﻭﻓﺎ ،ﻓﻤﺯﺝ ﺍﻟﻁﺏ
ﺒﺎﻟﺨﺭﺍﻓﺔ ﻭﺒﺎﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﺒﺎﻷﺴﻁﻭﺭﺓ ﻭﺒﺒﻌﺽ ﺍﻟﺤﻘﺎﺌﻕ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺌﺢ ،ﻜﻤﺎ ﻫﻭ
ﺤﺎل ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺨﻠﻴﻁ ﻤﻥ ﻜل ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻤﻭﺭ ،ﻓﻬﻲ ﻋﻘﻭل ﺘﺒﺤﺙ ﻓﻴﻤﺎ
ﻴﺼﺢ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻴﺼﺢ ﻓﺘﺼل ﺤﻴﻨﺎ ﻭﺘﻀل ﺃﺤﻴﺎﻨﺎ.
ﻭﻗﺩ ﺃﺨﺫ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻋﻥ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻴﻴﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ،ﻭﺍﻋﺘﻤﺩﻭﻩ ﻤﻨﺫ
ﺒﺩﺍﻴﺎﺕ ﺇﻨﺘﺎﺠﻬﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ .ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻟﻬﺅﻻﺀ ﺍﻟﻘﻠﺔ ﺸﻬﺭﺓ ،ﻓﻅﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﻴﻥ
ﺃﻥ ﺍﻟﻁﺏ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻜﺎﻥ ﺘﺎﺒﻌﺎ ﻤﻁﺎﺒﻘﺎ ﻟﻠﻁﺏ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻲ ،ﻭﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﺭﻯ
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﺒﻭ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺍﻟﺒﻴﻁﺎﺭ )ﺕ 646 .ﻫـ1248 /ﻡ(
ﻓﻘﺩ ﺃﺒﺭﺯ ﻓﻲ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻜﺘﺎﺒﻪ "ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻟﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﺍﻷﺩﻭﻴﺔ ﻭﺍﻷﻏﺫﻴﺔ" ﻤﻨﺤﺎﻩ
ﺍﻟﺘﺠﺭﻴﺒﻲ.
ﻓﻘﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ" :ﺍﻟﻐﺭﺽ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺼﺤﺔ ﺍﻟﻨﻘل ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺫﻜﺭﻩ ﻋﻥ
ﺍﻷﻗﺩﻤﻴﻥ ﻭﺃﺤﺭﺭﻩ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺘﺄﺨﺭﻴﻥ .ﻓﻤﺎ ﺼﺢ ﻋﻨﺩﻱ ﺒﺎﻟﻤﺸﺎﻫﺩﺓ ﻭﺍﻟﻨﻅﺭ
ﻭﺜﺒﺕ ﻟﺩﻱ ﺒﺎﻟﺨﺒﺭ )ﺒﺘﺴﻜﻴﻥ ﺍﻟﺒﺎﺀ( ﻻ ﺍﻟﺨﺒﺭ ﺃﺩﺨﺭﺘﻪ ﻜﻨﺯﺍ ﺴﺭﻴﺎ ،ﻭﻋﺩﺩﺕ
ﻨﻔﺴﻲ ﻋﻥ ﺍﻹﺴﺘﻌﺎﻨﺔ ﺒﻐﻴﺭﻱ ﻓﻴﻪ ﺴﻭﻯ ﺍﷲ ﻏﻨﻴﺎ.
ﻭﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻤﺨﺎﻟﻔﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﻭﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺩﺓ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻔﻌﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﻟﻠﺼﻭﺍﺏ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻕ ،ﺃﻭ ﺃﻥ ﻨﺎﻗﻠﻪ ﺃﻭ ﻗﺎﺌﻠﻪ ﻋﺩﻻ ﻓﻴﻪ ﻋﻥ ﺴﻭﺍﺀ
ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ،ﻨﺒﺫﺘﻪ ﻅﻬﺭﻴﺎ ﻭﻫﺠﺭﺘﻪ ﻤﻠﻴﺎ ﻭﻗﻠﺕ ﻟﻨﺎﻗﻠﻪ ﺃﻭ ﻗﺎﺌﻠﻪ ﻟﻘﺩ ﺠﺌﺕ ﺸﻴﺌﺎ
ﻓﺭﻴﺎ .ﻭﻟﻡ ﺃﺤﺎﺏ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻗﺩﻴﻤﺎ ﻟﺴﺒﻘﻪ ﻭﻻ ﻤﺤﺩﺜﺎ ﺍﻋﺘﻤﺩ ﻏﻴﺭﻱ ﻋﻠﻰ
ﺼﺩﻗﻪ".
ﻭﻗﺩ ﺍﻨﺘﻘﺩ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺒﻴﻁﺎﺭ ﺒﺎﻟﻔﻌل ﺃﻁﺒﺎﺀ ﻜﺜﻴﺭﻴﻥ ﻗﺩ ﺃﺨﻁﺄﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ
ﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻷﺩﻭﻴﺔ ﺍﻟﻌﻼﺠﻴﺔ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﺎﻫﻴﺎﺘﻬﺎ.
ﻤـﻥ ﻟﻡ ﻴﺼﻥ ﻨﻔﺴﻪ ﺴﺎﺀﺕﹾ ﺨﻠﻴﻘﺘﹸﻪ *** ﺒـﻜلﱢ ﻁﹶـﺒﻊﹴ ﻟـﺌﻴـﻡ ﻏـﻴﺭﹺ
ﻤـﻨﺘﹶﻘلِ
ﻓـﺨﹸﺫﹾ ﻤـﻘﺎلَ ﺨﺒﻴﺭﹴ ﻗﺩ ﺤﻭﻯ ﺤﻜﹶﻤﺎﹰ *** ﺇﺫ ﺼﻐﺘﹸﻬﺎ ﺒﻌﺩ ﻁﻭلِ ﺍﻟﺨﹸﺒﺭ ﻓﻲ
ﻋﻤﻠﻲ
ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻷﺤﺒﺎﺏ
ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻨﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺨﻨﺎ ﺍﻟﻤﺸﺭﻕ ﻭﻨﺴﺘﻠﻬﻡ ﻤﻨﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﺍﻷﻓﻀل ﺍﻟﺫﻱ
ﻨﺤﻥ ﺃﺤﻕ ﻭﺃﺠﺩﺭ ﺒﻪ ﺇﻥ ﺸﺎﺀ ﺍﷲ..
ﺃَﻁﹶﻔﹶﻘﹾﺕﹶ ﺘﹶﻬﺫﻱ ﻟِﻠﻭﺠﻭﺩ ﺒﹺﻤﺎ ﺘﹶﺭﻯ *** ﻭﻅﹶﻨﹶﻨﹾﺕﹶ ﺃَﻥ ﺘﹶﻬﺩﻱ ﻟِﺩﺭﺏﹺ ﺼَﻭﺍ ﹺ
ﺏ
ﻓﹶﺠﻌﻠﹾﺕﹶ ﻏﹶﺭﺏ ﺍﻷَﺭﺽﹺ ﺩﺍﺭ ﺤﻀﺎﺭﺓ *** ﻭﺠﻌﻠﹾﺕﹶ ﺸﹶﺭﻕﹶ ﺍﻷَﺭﺽﹺ ﻟِﻺِﺭﻫﺎﺏﹺ
ﻭﺠﻌﻠﹾﺕﹶ ﺩﺭﺏ ﺍﻟﻅﱡﻠﹾﻡﹺ ﺩﺭﺒﻙ ﺴﺎﻟِﻜﹶﺎﹰ *** ﻭﺠﻌﻠﹾﺕﹶ ﺩﺭﺏ ﺍﻟﻌﺩلِ ﺒﺤﺭ ﺴﺭﺍﺏﹺ
ﻴﺎ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻐﹶﺭﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﹾﻬﻭﻯ *** ﺭﺒﺎﹰ ،ﻭﺘﹶﺎﻩ ﻋﻠﹶﻰ ﺭﺅَﻯ
ﺍﻹِﻋﺠﺎﺏﹺ
ﻫلْ ﻏﺭﻙ ﺍﻟﹾﻤﺎلُ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﻤﺎﻟﹸﻨﹶﺎ *** ﺘﹶﺨﹾﺘﹶﺎلُ ﻓﻴﻪ ﺒﹺﻨﹶﺎﻁﺤﺎﺕ
ﺴﺤﺎﺏﹺ
ﺃَﻡ ﻏﹶﺭﻙ ﺍﻟﻌﻠﹾﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻤﻥ ﻨﹶﺒﻌﻨﹶﺎ *** ﻋﻠﹾﻡ ﺍﺒﻥﹺ ﺴﻴﻨﹶﺎ ﻓﻴﻪ
ﻭﺍﻟﻔﹶﺎﺭﺍﺒﹺﻲ
ﺃَﻡ ﻏﹶَﺭﻙ ﺍﻟﺴﻴﻑﹸ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﹸﻨﱠﺎ ﺒﹺﻪ *** ﻓﻲ ﺤﺩﻩ ﻟِﻠﹾﺤﻕﱠ ﻓﹶﺼلَ
ﺨﻁﹶﺎﺏﹺ
ﺇِﻨﱢﻲ ﺃﻨﹶﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒﹺﻲ ﻭﺍﺒﻥ ﻋﻘﻴﺩﺓ *** ﻟِﻠﹾﻤﺼﻁﹶﻔﹶﻰ ﻤﻥ ﻗﹶﺎﻫﺭﹴ
ﻭﻫﺎﺏﹺ
ﺇِﻨﱢﻲ ﺃﻨﹶﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒﹺﻲ ﻤﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺩﺠﻰ *** ﻨﹸﻭﺭ ﺍﻟﹾﻬﹺﺩﺍﻴﺔ ﻟِﻠﹾﻭﺭﻯ
ﺍﻟﹾﻤﺭﺘﹶﺎﺏﹺ
ﺍﷲُ ﺭﺒﻲ ،ﻭﺍﻟﺭﺴﻭلُ ﻤﺤﺒﺘﻲ *** ﻭﺍﻟﹾﺤﻕﱡ ﺩﺭﺒﹺﻲ ،ﻭﺍﻟﺨﻼلُ
ﺜﻴﺎﺒﹺﻲ
ﺇِﻥ ﻜﹸﻨﹾﺕﹶ ﺘﹶﺠﻬلُ ﻋﺯﺘﻲ ﻭﻜﹶﺭﺍﻤﺘﻲ *** ﻓﹶﻠﹾﺘﹶﺴﺄَلِ ﺍﻟﺘﱠﺎﺭﹺﻴﺦﹶ ﻋﻥ
ﺃَﻟﹾﻘﹶﺎﺒﹺﻲ
ﺃَﻭ ﻜﹸﻨﹾﺕﹶ ﺘﹶﺠﻬلُ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﱢﺯﺍلِ ﺼَﺭﺍﻤﺘﻲ *** ﻓﹶﺎﺴﺄَلْ ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥﹺ ﻋﻥ
ﺇِﻏﹾﻀَﺎﺒﹺِﻲ
ﺃَﻨﹶﺎ ﻻ ﺃَﻨﹶﺎﻡ ﻋﻥﹺ ﺍﻟﹾﻤﻬﺎﻨﹶﺔ ﻭﺍﻷَﺫﹶﻯ *** ﺤﺘﱠﻰ ﻭﺇِﻥ ﻜﹶﻠﱠﺕﹾ ﻴﺩﻱ ﻭﺭﹺﻜﹶﺎﺒﹺﻲ
ﺍﷲُ ﺃَﻜﹾﺒﺭ ﻓﹶﻭﻕﹶ ﻜﹶﻴﺩ ﺸﹸﺭﻭﺭﹺﻜﹸﻡ *** ﺸﹶﺘﱠﺎﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﹾﺨﹶﺎﻥﹺ
ﻭﺍﻟﹾﻤﺤﺭﺍﺏﹺ
ﺇﺼﺩﻉ ﻟِﻨﹸﻭﺭﹺ ﺍﻟﹾﺤﻕﱢ ﺩﻭﻥ ﺠﻬﺎﻟﹶﺔ *** ﻓﹶﺎﻟﻨﱠﺼﺭ ﻟِﻺِﺴﻼﻡﹺ ﻴﺎ ﻤﺘﹶﺼﺎﺒﹺﻲ
ﻭﺍﻷﺠﺩﺍﺩ ﺍﻷﻓﺫﺍﺫ ﻟﻡ ﻴﻌﻤﻠﻭﺍ ﻟﻜﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﻤﺅﻟﻔﺎﺘﻬﻡ ﻤﺼﺩﺭ ﻜﺴﺏ ،ﺒل ﻜﺘﺒﻭﺍ
ﺸﻜﻼ ﻭﻤﻭﻀﻭﻋﺎ ﺍﺤﺘﺴﺎﺒﺎ ﻟﻸﺠﺭ ﻜﺎﻟﺨﻭﺍﺭﺯﻤﻲ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ "ﺍﻟﺠﺒﺭ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺒﻠﺔ"
ﺃﻭ ﺇﺜﺒﺎﺘﺎ ﻟﻠﺨﺎﻟﻕ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﻟﻤﺨﻠﻭﻕ ﻜﺎﻟﺠﺎﺤﻅ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ "ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻥ" .ﻭﺨﻠﺕ
ﻤﺼﻨﻔﺎﺘﻬﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﺭﺍﻓﺎﺕ ﻭﺍﻷﺴﺎﻁﻴﺭ ،ﻭﻟﻡ ﺘﺨﺵ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺩ ،ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ
ﺤﺎل ﺃﺒﻨﺎﺀ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﺍﻟﺨﺭﺍﻓﻴﺔ.
ﻓﺎﻟﻌﻠﻭﻡ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻟﻡ ﺘﻨﻁﻠﻕ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻔﺭ ،ﺇﻨﻤﺎ ﺒﻨﺕ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻭﺼل ﺇﻟﻴﻪ
ﺍﻗﻠﻴﺩﺱ ﻭﺠﺎﻟﻴﻨﻭﺱ ،ﻭﺃﺒﻘﺭﺍﻁ ،ﻭﺒﻁﻠﻴﻤﻭﺱ ،ﻭﺃﻓﻼﻁﻭﻥ ،ﻭﺃﺭﺴﻁﻭ،
ﻭﺍﻷﻓﻼﻁﻭﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺩﺜﺔ ﻭﺤﺎﻜﻤﺕ ﻤﺎ ﺘﺭﻜﻭﻩ.
ﺒل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﻗﺭﺓ ﻜﺎﻟﺭﺍﺯﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻁﺏ ﻫﻭ ﻀﺭﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻨﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﺎﺩﻴﺔ ،ﻷﻥ ﺃﺼل ﺍﻷﻤﺭﺍﺽ ﺍﻷﻏﺫﻴﺔ ﺍﻟﻐﻠﻴﻅﺔ ،ﺜﻡ ﺍﻷﻫﻭﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﺴﺩﺓ ﻤﻥ
ﺘﺯﺍﺤﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻭﺘﺯﺍﺤﻡ ﻓﻀﻼﺘﻬﻡ ،ﺜﻡ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﺔ ....ﻭﻫﻭ ﻋﻴﻥ
ﻤﺎ ﻨﻘﻭﻟﻪ ﺍﻵﻥ.
ﻭﻗﺩ ﺭﺃﻴﻨﺎ ﻜﻡ ﺍﻜﺘﺸﻑ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﻤﻥ ﺃﺨﻁﺎﺀ ﻁﺒﻴﺔ ،ﺜﻡ ﻜﻴﻑ
ﺃﺼﻠﺤﻭﻫﺎ ،ﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﺨﻁﺄ ﻓﻲ ﻓﻬﻡ ﺘﺭﻜﻴﺏ ﺍﻟﺠﺴﻡ ﻭﻭﻅﻴﻔﺘﻪ ،ﺇﻟﻰ ﺨﻁﺄ ﻓﻲ
ﻓﻬﻡ ﺍﻟﻤﺭﺽ ﺜﻡ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻭﻁﺭﻗﻪ.
ﻭﻁﺭﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺸﺨﻴﺹ ﺍﻟﻁﺒﻲ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻻ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻋﻤﺎ ﻫﻭ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺘﺸﺨﻴﺹ ﺍﻟﻁﺒﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﺼﺭ .ﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺸﺨﻴﺹ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻟﻠﻤﺭﻴﺽ ﻋﻤﻠﻴﺎﹰ
ﻭﺴﺭﻴﺭﻴﺎﹰ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﺠﺱ ﺍﻟﻨﺒﺽ ،ﻭﻤﺘﺎﺒﻌﺔ
ﺍﻟﺤﺭﺍﺭﺓ ،ﻭﺼﻔﺎﺕ ﻋﻴﻨﺔ ﺍﻟﺒﻭل ﻤﻥ ﺘﺭﺴﺒﺎﺕ ﻭﻟﻭﻥ.
ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺏ ﺃﻥ ﻨﺘﺫﻜﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺍﻟﻤﺠﻭﺴﻲ ﻗﺩ ﺃﺒﻁل
ﻗﻭل ﺃﺒﻘﺭﺍﻁ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻁﻔل ﻓﻲ ﺭﺤﻡ ﺍﻷﻡ ﻴﺘﺤﺭﻙ ﺒﻨﻔﺴﻪ ﺘﻠﻘﺎﺌﻴﺎﹰ ﻭﻴﺨﺭﺝ
ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺭﻜﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺤﻡ ،ﻭﻗﺎل ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺒﺤﺭﻜﺔ ﺍﻟﺭﺤﻡ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺩﻓﻊ ﺒﺎﻟﻁﻔل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺭﻭﺝ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻨﻘﺒﺎﺽ ﻋﻀﻼﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺭﺤﻡ،
ﻭﺍﻟﻁﺏ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻴﺫﻫﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺫﻫﺏ ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ.
ﻭﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺘﻠﻙ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ ﺍﻟﻭﺤﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻀﺎﻓﻬﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﻗﺭﺓ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻓﻬﻨﺎﻙ
ﺃﻴﻀﺎ ﺍﻜﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﻁﺒﻴﺔ ﻜﺜﻴﺭﺓ:
1ـ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﺘﺨﺩﻴﺭ ﺒﺎﻷﻓﻴﻭﻥ ﻭﻏﻴﺭﻩ ﻟﺘﺨﻔﻴﻑ ﺁﻻﻡ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺭﺍﺤﻴﺔ.
2ـ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﻜﺎﻭﻴﺎﺕ ﻟﻭﻗﻑ ﺍﻟﻨﺯﻴﻑ.
3ـ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺃﻋﺭﺍﺽ ﺍﻟﺴل )ﺍﻟﺩﺭﻥ( ﻓﻲ ﻟﻭﻥ ﺍﻷﻅﺎﻓﺭ ﻭﺸﻜﻠﻬﺎ.
4ـ ﻭﺼﻑ ﻋﻼﺝ ﻨﺎﺠﻊ ﻟﻠﺼﻔﺭﺍﺀ
5ـ ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻨﺯﻴﻑ ﺍﻟﺩﻤﻭﻱ ﺒﺎﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺤﺩﺙ ﺍﻨﻘﺒﺎﻀﺎﹰ ﺒﺎﻷﻭﻋﻴﺔ
ﻭﻴﺘﻭﻗﻑ ﺒﻭﺍﺴﻁﺘﻪ ﺴﻴﻼﻥ ﺍﻟﺩﻡ.
6ـ ﺇﺼﻼﺡ ﺨﻠل ﺃﻗﻭﺍﺱ ﺍﻷﺴﻨﺎﻥ.
ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ:
ﻓﻘﺩ ﺃﻨﺸﺄ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻤﺠﻬﺯﺍﹰ ﺘﺠﻬﻴﺯﺍﹰ ﻜﺎﻓﻴﺎﹰ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﻘﻭﻡ ﻤﺜﻠﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻐﺭﺒﻲ ﺒﻤﺌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻥ.
ﻭﺘﺄﻤل ﺤﻴﻥ ﺒﻨﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻀﻡ ﻋﺩﺓ ﺃﺒﻨﻴﺔ
ﻭﺤﺩﺍﺌﻕ ﻓﺴﻴﺤﺔ! ﻓﻠﻴﺱ ﻏﺭﻓﺎ ﻀﻴﻘﺔ ﻭﻻ ﻤﺤﻼ ﻤﺘﻬﺎﻟﻜﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺴﻴﻤﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺭﺽ.
ﻭﻗﺩ ﺴﻤﻴﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻗﺕ "ﺒﺎﻟﺒﻴﻤﺎﺭﺴﺘﺎﻥ" ﻭﻫﻲ ﻜﻠﻤﺔ ﺘﺘﻜﻭﻥ
ﻤﻥ ﺠﺯﺌﻴﻥ "ﺒﻴﻤﺎﺭ" ﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﻤﺭﻴﺽ ﻭ"ﺴﺘﺎﻥ" ﻭﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﻤﻨﺯل ﺃﻭ ﻤﻨﺸﺄﺓ ﻭﻗﺩ
ﺍﺨﺘﺼﺭﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺇﻟﻰ "ﻤﺎﺭﻴﺴﺘﺎﻥ"
ﻭﻤﻥ ﺃﺸﻬﺭﻫﺎ:
.1ﺒﻴﻤﺎﺭﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﺘﻴﻕ ﺃﻨﺸﺊ ﻋﺎﻡ 1172ﻡ ﻭﻗﺩ ﺃﺴﺴﻪ ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ
ﺍﻷﻴﻭﺒﻲ .ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻤﺭﻀﻰ ﻭﺒﻬﺎ ﻗﺴﻡ ﻟﺘﺄﻫﻴل ﺍﻟﻤﻌﺎﻗﻴﻥ ﺃﻴﻀﺎ ﻭﻫﻭ
ﻗﺴﻡ ﺒﺩﺃﻩ ﺃﺠﺩﺍﺩﻨﺎ.
.2ﺒﻴﻤﺎﺭﺴﺘﺎﻥ ﻗﻼﻭﻭﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺴﺴﻪ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﺍﻟﻤﻤﻠﻭﻜﻲ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭ
ﻗﻼﻭﻭﻥ ﻋﺎﻡ 1283ﻡ ﻭﻜﺎﻥ ﻤﻘﺴﻤﺎ ﻷﻗﺴﺎﻡ .ﻭﻜﺎﻥ ﻤﻠﺤﻘﺎ ﺒﻪ ﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠﻁﺏ
ﺘﺩﺭﺱ ﻨﻅﺭﻴﺎ ﻭﻋﻤﻠﻴﺎ!
ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺭﺤﻴﻕ *** ﺇﺫﺍ ﻁﺎل ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻁﺎﺒﺎ؟
ﺃﻭﻟﺌﻙ ﺃﻤﺔ ﻀﺭﺒﻭﺍ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻲ *** ﺒﻤﺸﺭﻗﻬﺎ ﻭﻤﻐﺭﺒﻬﺎ ﻗﺒﺎﺒﺎ
ﻭﻗﺩ ﺃﻭﻀﺢ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺍﻟﻔﺎﻀل ﺤﺴﺎﻥ ﺸﻤﺴﻲ ﺒﺎﺸﺎ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﻟﺔ ﻁﻴﺒﺔ ﺃﻨﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺸﺎﻓﻲ ﺘﺸﺎﺩ ﻓﻲ ﻜل ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ،
ﻜﺎﻨﺕ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﺘﻐﺭﻕ ﻓﻲ ﻅﻼﻡ ﺍﻟﺠﻬل ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻑ.
ﻭﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺃﺸﻬﺭ ﺍﻟﻤﺸﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻭﻥ ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ ﻤﺴﺘﺸﻔﻰ
"ﺃﻭﺘﻴل ﺩﻴﻭ" ﻓﻲ ﺒﺎﺭﻴﺱ .ﻭﻗﺩ ﺠﺎﺀ ﺫﻜﺭﻩ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﺃﻟﻔﻪ "ﻤﺎﻜﺱ ﻨﻭﺭﺩﻭ" ﻗﺎل
ﻓﻴﻪ ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ:
"ﻜﺎﻥ ﻴﺴﺘﻠﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﺍﺵ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻤﺭﻀﻰ ﺃﻭ ﺨﻤﺴﺔ ﺃﻭ ﺴﺘﺔ .ﻓﺘﺭﻯ
ﻗﺩﻤﻲ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻓﻲ ﺠﺎﻨﺏ ﺭﺃﺱ ﺍﻵﺨﺭ .ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻷﻁﻔﺎل ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ
ﺍﻟﺸﻴﻭﺥ ﺍﻟﺸﻴﺏ.
ﺤﻘﺎ ﺇﻥ ﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﺼﺩﻕ ،ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﻭﺍﻗﻊ .ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ ﺘﺌﻥ ﻤﻥ
ﻤﺨﺎﻟﺏ ﺍﻟﻤﺨﺎﺽ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﺭﻀﻴﻊ ﻴﺘﻠﻭﻯ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺸﻨﺠﺎﺕ ،ﻭﺭﺠل ﻴﺤﺘﺭﻕ
ﻓﻲ ﻫﺫﻴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻤﻰ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﻤﺴﻠﻭل ﻴﺴﻌل ﺴﻌﻠﺘﻪ ﺍﻟﺠﺎﺭﺤﺔ ،ﻭﻤﺼﺎﺏ
ﺒﺈﺤﺩﻯ ﺍﻷﻤﺭﺍﺽ ﺍﻟﺠﻠﺩﻴﺔ ﻴﻤﺯﻕ ﺠﻠﺩﻩ ﺍﻷﺠﺭﺏ ﺒﺄﻅﺎﻓﺭﻩ ﺍﻟﺜﺎﺌﺭﺓ.
ﻜﺎﻨﺕ ﺭﺍﺌﺤﺔ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺭﻀﻰ ﻓﺎﺴﺩﺓ ﺤﺘﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺯﻭﺍﺭ ﻤﺎ ﻜﺎﻨﻭﺍ
ﻴﺠﺭﺅﻥ ﻋﻠﻰ ﺩﺨﻭﻟﻬﺎ ﺇﻻ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﻴﻀﻌﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻭﻫﻬﻡ ﺇﺴﻔﻨﺠﺔ ﻤﺒﻠﻠﺔ
ﺨﻼ .ﻭﺘﺒﻘﻰ ﺠﺜﺙ ﺍﻟﻤﻭﺘﻰ ﺃﺭﺒﻌﺎ ﻭﻋﺸﺭﻴﻥ ﺴﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﺍﺵ .ﻭﻗﺩ ﻭﺼﻔﻪ
ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻤﻥ ﻋﺸﺭ ﺒﺎﻟﻠﻲ ﻭﻴﺘﻨﻭﻥ ﻭﻻﻓﻭﺍﺯﻴﻪ ﻓﻲ ﺘﻘﺭﻴﺭﻫﻡ ﻭﺼﻔﺎ
ﺘﻘﺸﻌﺭ ﻤﻨﻪ ﺍﻷﺒﺩﺍﻥ ،ﺇﺫ ﺭﺃﻭﺍ ﺍﻟﻤﻭﺘﻰ ﺠﻨﺒﺎ ﺇﻟﻰ ﺠﻨﺏ ﻤﻊ ﺍﻷﺤﻴﺎﺀ ،ﻜﻤﺎ ﺭﺃﻭﺍ
ﻭﻜﺎﻥ ﻟﻜل ﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻋﺎﻡ ﺃﺭﻭﻗﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻟﻠﺫﻜﻭﺭ ﻭﺍﻹﻨﺎﺙ .ﻭﺨﺼﺼﺕ ﻓﻴﻬﺎ
ﺸﻌﺏ ﻟﻠﺤﻤﻰ ﻭﺍﻹﺴﻬﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﺠﺭﺍﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺒﻴﺭ ﻭﺍﻹﺼﺎﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﺔ
ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ .ﻭﺃﻟﺤﻕ ﺒﺄﻜﺜﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺤﻤﺎﻡ ﻋﺎﻡ.
ﻭﻤﻥ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺼﻴﺩﻟﻴﺔ ﻴﺸﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺼﻴﺩﻟﻲ ﻤﺠﺎﺯ ،ﻭﻤﺠﻬﺯﺓ
ﺒﺎﻷﺩﻭﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺭﺍﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺭ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.
ﻭﺠﻬﺯ ﻜل ﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺒﻤﻜﺘﺒﺔ ﺘﻀﻡ ﺍﻟﻤﻔﻴﺩ ﻤﻥ ﻤﺨﻁﻭﻁ ﺃﺒﻘﺭﺍﻁ ﻭﺠﺎﻟﻴﻨﻭﺱ
ﻭﺃﻁﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ،ﻴﺠﺘﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﺴﺎﺘﺫﺓ ﻭﺍﻟﻁﻼﺏ ﺒﻌﺩ ﺠﻭﻟﺔ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺭﻀﻰ.
ﻭﻜﺎﻥ ﻟﻠﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺃﻭﻗﺎﻑ ﺘﻌﻭﻟﻬﺎ ،ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ ﻴﺭﻋﺎﻫﺎ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ
ﺍﻷﻭل ﻴﻌﺎﻭﻨﻪ ﺭﺅﺴﺎﺀ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺍﻟﺸﻌﺏ ،ﻭﻴﻌﺎﻭﻥ ﻫﺅﻻﺀ ﻤﻌﺎﻭﻨﻭﻫﻡ
ﻭﺘﻼﻤﻴﺫﻫﻡ.
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺠﺎﺫﻡ :ﻓﻘﺩ ﺨﺼﺼﺕ ﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻤﺠﺫﻭﻤﻴﻥ ،ﻭﺃﻭل ﻤﺅﺴﺴﺔ ﻋﺭﻓﺕ ﻓﻲ
ﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻫﻲ ﻤﺠﺫﻤﺔ ﺍﻟﻭﻟﻴﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻓﻲ ﺩﻤﺸﻕ ﺴﻨﺔ 88ﻫـ ،ﺜﻡ
ﺘﻌﺩﺩﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﺫﻡ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ.
ﻭﺘﻌﺩ ﺍﻟﻤﺠﺎﺫﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺃﻭل ﺩﻭﺭ ﻋﻭﻟﺞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﺎﺒﻭﻥ ﺒﺎﻟﺠﺫﺍﻡ ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ
ﻓﻨﻴﺔ ،ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺩﺨﻭل ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻏﻴﺭ ﺘﺎﺒﻊ ﻟﻘﻴﺩ ﺃﻭ ﺸﺭﻁ ،ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﺫﻡ ﻓﻲ
ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻔﺌﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ .ﻭﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺒﻭل ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﻴﺩﻓﻊ ﺭﺴﻤﺎ
ﺒﺎﻫﻅﺎ ﻭﺃﻥ ﻴﺼﻁﺤﺏ ﻤﻌﻪ ﻤﺎ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻥ ﻤﻘﺎﻋﺩ ﻭﺃﺴﺭﺓ ﻭﺃﻭﺍﻨﻲ ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ
ﻭﺍﻟﺸﺭﺍﺏ.
ﺍﻟﺼﻴﺩﻟﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﻫﻡ ﻤﺅﺴﺴﻭ ﺍﻟﺼﻴﺩﻟﺔ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ:
ﻓﻠﻡ ﺘﻌﺩ ﺘﺠﺎﺭﺓ ﻟﻠﻌﻘﺎﻗﻴﺭ ،ﺒل ﺼﺎﺭﺕ ﻋﻠﻡ ﺘﺤﻀﻴﺭ ﺍﻷﺩﻭﻴﺔ ،ﻭ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻹﻗﺎﻤﺔ
ﺍﻟﺭﻗﺎﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻴﺩﻟﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﻴﺩﻟﺔ ،ﻭﻤﺩﺍﺭﺱ ﺨﺎﺼﺔ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻡ ،ﻭﻗﺩ ﺤﻀﺭ
ﺍﻟﺼﻴﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺍﻟﺩﻭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺍﻟﺘﺭﻴﺎﻕ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻤﻥ ﻋﺸﺭﺍﺕ ﺍﻷﺩﻭﻴﺔ
ﻟﻤﻘﺎﻭﻤﺔ ﺍﻟﺴﻤﻭﻡ.
ﻭﻏﻠﻑ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺩﻭﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺅﺨﺫ ﺒﻭﺍﺴﻁﺔ ﺍﻟﺒﻠﻊ ،ﻟﺘﺤﺎﺸﻲ
ﻁﻌﻤﻬﺎ ﺍﻟﻜﺭﻴﻪ ﻭﻜﺎﻥ ﺍﺒﻥ ﺴﻴﻨﺎ ﺭﺍﺌﺩﺍ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻨﻘﻁﺔ.
ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭﻱ ﺍﻟﺼﻭﺭﻱ :ﻟﻘﺒﻪ ﺍﻟﺼﻭﺭﻱ ﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺼﻭﺭ .ﻜﺎﻥ
ﻴﺴﺎﻓﺭ ﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻷﻋﺸﺎﺏ ﻭﺘﺘﺒﻊ ﺸﻜﻠﻬﺎ ﻭﺨﻭﺍﺼﻬﺎ ،ﻭﻜﺎﻥ ﺩﻗﻴﻘﺎ ﻭﺘﺨﺼﺼﻴﺎ
ﺤﺘﻰ ﺇﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﺼﻁﺤﺏ ﻤﻌﻪ ﻤﺼﻭﺭﺍﹰ ﻟﺘﺼﻭﻴﺭ ﺍﻟﻨﺒﺎﺘﺎﺕ ﻓﻲ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻤﺭﺍﺤل
ﻨﻤﻭﻫﺎ! ﻭﻜﺎﻥ ﻴﺴﺠل ﻟﻭﻥ ﺍﻟﻌﺸﺏ ﻭﻭﺼﻑ ﺸﻜﻠﻪ ﺜﻡ ﻤﻨﺎﻓﻌﻪ ﻓﻲ ﺤﺎل ﻜﻭﻨﻪ
ﺒﺭﻋﻤﺎ ﺃﻭ ﻨﺎﻀﺠﺎ.
ﻭﻟﻜﻲ ﺘﺭﻯ ﻤﺩﻯ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ﺍﻟﺸﺎﺴﻊ ﻭﺍﻟﺒﻭﻥ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ ﻗﺎﺭﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻥ:
ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﺍﻟﻤﻅﻠﻤﺔ _ﻋﺼﻭﺭ ﺍﻟﻔﺘﻥ ﻭﺍﻟﺤﺭﻭﺏ ﻭﺍﻷﻭﺒﺌﺔ ،ﺤﻴﺙ ﻟﻡ
ﺘﻌﺭﻑ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺼﺤﻲ ،ﻭﺃﻫﻤﻠﺕ ﻜﺘﺏ ﺃﺒﻭ ﻗﺭﺍﻁ ﻭﺠﺎﻟﻴﻨﻭﺱ
ﻭﻅﻬـﺭﺕ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﺩﺠل ،ﺤﺘﻰ ﻭﺭﺩ ﺃﻥ ﺍﻻﻤﺒﺭﺍﻁﻭﺭ ﺸﺎﺭﻟﻤﺎﻥ ""824 -868
ﻟﻡ ﻴﺄﻤﺭ ﺒﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﻁﺏ ﻟﻠﺸﺒﺎﻥ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺨﺭ ﺃﻴﺎﻡ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﺃﺤﺱ
)ﺃ( ﻁﺏ ﺍﻟﻌﻴﻭﻥ :ﻭﻗﺩ ﺍﺨﺘﺹ ﺒﻪ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﻭﺘﺄﻟﻴﻔﹰﺎ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﻤﻨﻬﻡ ﺃﺒﻭ
ﺍﻟﻘﺎﺴﻡ ﻋﻤﺎﺭ ﺒﻥ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻭﺼﻠﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻟﻑ ﺒﻤﺼﺭ ﻓﻲ ﺯﻤﻥ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ـ ﺃﻱ
ﺒﻴﻥ 386ﻫـ 996 /ﻡ ﻭ 411ﻫـ 1021 /ﻡ ـ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺏ ﻓﻲ
ﻋﻼﺝ ﺍﻟﻌﻴﻥ.
ﻤﻥ ﻋﺎﺵ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﻟﻡ ﻴﺴﺘﻔﺩ *** ﺨﻴﺭﺍﹰ ﺒﻬﺎ ﻓﻌﻤﺭﻩ ﻋﺩﻡ
ﻜل ﺍﻤﺭﺉ ﻴﺤﺼﺩ ﻤﺎ ﻗﺩ ﺯﺭﻉ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻴﺠﺯﻭﻥ ﺒﺄﻋﻤﺎﻟﻬﻡ ***
ﺍﻵﺩﺍﺏ ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ:
ﺤﺎﻓﻅ ﺃﻁﺒﺎﺀ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻌﺎﻟﻴﻡ ﺃﺸﻤل ﻭﺃﻓﻀل ﻤﻤﺎ
ﺴﻁﺭﻩ ﺃﺒﻘﺭﺍﻁ ﻓﻲ ﻤﻴﺜﺎﻗﻪ ﻭﺒﺩﺀ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻟﻁﺏ.
ﻓﺄﺤﻜﺎﻡ ﻭﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺍﻻﺴﻼﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺃﻥ ﻴﻠﻡ ﺒﻬﺎ ﻭﺃﻥ
ﻴﺤﺘﺭﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺯﺍﻭﻟﺘﻪ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ،ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﺃﻴﺎ ﻜﺎﻥ ﺘﺨﺼﺼﻪ ﺃﻥ
ﻴﺭﺍﻋﻴﻬﺎ ﻟﺩﻯ ﻓﺤﺼﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ.
-1ﺃﻥ ﻴﺒﺩﺃ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻭﺼﻔﺔ ﻭﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺩﺍﺨﻼﺕ
ﺍﻟﺠﺭﺍﺤﻴﺔ ﻭﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺘﺸﺨﻴﺹ ﺍﻟﻤﺨﺒﺭﻱ ﻭﺍﻟﺸﻌﺎﻋﻲ ﺒﻘﻭل "ﺒﺴﻡ ﺍﷲ" ﺃﻭ
"ﺒﺴﻡ ﺍﷲ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭﺤﻴﻡ" ﻭﺫﻟﻙ ﻗﺒل ﻜﺸﻑ ﺍﻟﻌﻭﺭﺓ ﺇﺫﺍ ﺍﻀﻁﺭ ﻟﻠﻜﺸﻑ.
-2ﺃﻥ ﻻ ﻴﻜﺸﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻭﺭﺓ ﺇﻻ ﺒﻘﺩﺭ ﻤﺎ ﺘﺴﺘﺩﻋﻴﻪ ﺍﻟﻤﻌﺎﻴﻨﺔ ﻷﻥ
ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﺍﺕ ﺘﻘﺩﺭ ﺒﻘﺩﺭﻫﺎ.
-3ﺃﻥ ﻻ ﻴﺼﻑ ﺩﻭﺍﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﺭﻤﺎﺕ ﻟﻐﻴﺭ ﻀﺭﻭﺭﺓ .ﻭﺍﻟﻤﺤﺭﻤﺎﺕ ﻓﻲ
ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺫﺍﺕ ﺃﻀﺭﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺼﺤﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﺒﺩﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺃﻭ
ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩﻴﺔ.
ﻜﺫﺍ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﺎﻷﺨﻼﻕ ﻴﺒﻘﻰ ﺼﻼﺤﻬﻡ *** ﻭﻴﺫﻫﺏ ﻋﻨﻬﻡ ﺃﻤﺭﻫﻡ ﺤﻴﻥ ﺘﺫﻫﺏ
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﻴﻀﺎ ﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺭﺍﺌﻌﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﺸﺒﻪ ﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ
ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﻭﻭﺍﺠﺒﺎﺘﻬﻡ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻭﺃﺨﻼﻕ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ..ﻭ"ﺃﺩﺏ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ".
ﻓﺄﺒﻲ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺍﻟﻌﺒﺩﺭﻱ ،ﺍﻟﻤﺘﻭﻓﻲ ﺴﻨﺔ 737
ﻫـ 1336ﻡ ﺒﺎﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ،ﻜﺘﺏ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﺠﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﻨﺼﺎﺌﺤﻪ ﻭﺩﻋﻭﺘﻪ ،ﻭﻫﻭ
ﻜﺘﺎﺏ "ﺍﻟﻤﺩﺨل" ،ﻭﻴﺸﺘﻤل ﻋﻠﻰ ﺘﻔﺎﺼﻴل ﻏﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻭﻋﺔ.
"ﻭﻤﻥ ﺁﻜﺩ ﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﺤﻴﻥ ﺠﻠﻭﺴﻪ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻤﺭﻴﺽ ﺃﻥ ﻴﺘﺄﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﻌﺩ
ﺴﺅﺍﻟﻪ ﺤﺘﻰ ﻴﺨﺒﺭﻩ ﺍﻟﻤﺭﻴﺽ ﺒﺤﺎﻟﻪ ،ﻭﻴﻌﻴﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺭﻴﺽ
ﺭﺒﻤﺎ ﺘﻌﺫﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻹﺨﺒﺎﺭ ﺒﺤﺎﻟﻪ ﻟﺠﻬﻠﻪ ﺒﻪ ﺃﻭ ﺘﺄﺜﺭﻩ ﺒﻘﻭﺓ ﺃﻟﻤﻪ".
ﻭﻴﻨﺘﻘﺩ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺴﺎﺕ ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﺯﻤﻨﻪ ﻤﻥ ﻋﺩﻡ ﺃﺨﺫﻫﻡ ﺒﻬﺫﺍ
ﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻓﻴﻘﻭل "ﻓﻬﻡ ﻻ ﻴﻤﻬﻠﻭﻥ ﺍﻟﻤﺭﻴﺽ ﺤﺘﻰ ﻴﻔﺭﻍ ﻤﻥ ﺫﻜﺭ ﺤﺎﻟﻪ ﺒل
ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻴﺸﺭﻉ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﻴﺠﻴﺏ ﺃﻭ ﻴﻜﺘﺏ ﻭﺍﻟﺤﺎل ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺭﻴﺽ ﻟﻡ
ﻴﻔﺭﻍ ﻤﻥ ﺫﻜﺭ ﺤﺎﻟﻪ .ﻭﻴﺯﻋﻡ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺃﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻗﻭﺓ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻭﺍﻟﺤﺫﻕ
ﻭﻜﺜﺭﺓ ﺍﻟﺩﺭﺍﻴﺔ ﺒﺎﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ،ﻓﺎﻟﻌﺠﻠﺔ ﻟﻐﻴﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﻗﺒﻴﺤﺔ ﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺘﻬﺎ ﻵﺩﺍﺏ
ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻁﻬﺭﺓ ﻓﻜﻴﻑ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ.
ﻓﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﺃﻥ ﻴﺴﻤﻊ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﻤﺭﻴﺽ ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭﻩ ﻓﻠﻌل ﺁﺨﺭﻩ ﻴﻨﻘﺽ
ﺃﻭﻟﻪ ﺃﻭ ﺒﻌﻀﻪ ﻭﻟﺭﺒﻤﺎ ﻴﻐﻠﻁ ﺍﻟﻤﺭﻴﺽ ﻓﻲ ﺫﻜﺭ ﺤﺎﻟﻪ ﺃﻭ ﻴﻌﺠﺯ ﻋﻥ
ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺭﻋﻨﻪ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺘﺄﻨﻰ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﻭﺃﻋﺎﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﺒﺭﻓﻕ ﺃﻤﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﻠﻁ
ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻐﻠﻁ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺨﻁﺭ ﻷﻥ ﺃﺼل ﺍﻟﻁﺏ ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﻤﻨﻪ ﻫﻭ ﻤﻌﺭﻓﺔ
ﺍﻟﻤﺭﺽ ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺭﻑ ﺴﻠﻤﺕ ﻤﺩﺍﻭﺍﺘﻪ ﻏﺎﻟﺒﺎ.
ﻭﻴﺘﻌﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﻻ ﻴﻌﺭﻑ ﺍﻟﻤﺭﺽ ﺃﻭ ﻜﺎﻥ ﻋﺎﺭﻑ ﺒﺩﻭﺍﺌﻪ ﺃﻥ
ﻻ ﻴﻜﺘﺏ ﺸﻴﺌﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﺩﻭﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﺇﻀﺎﻋﺔ ﻟﻠﻤﺎل.
ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻁﺒﻴﺏ ﺃﻥ ﻻ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺴﺅﺍل ﺍﻟﻤﺭﻴﺽ ﻭﺤﺩﻩ ﺒل ﻴﺴﺄل ﻤﻥ
ﻴﺨﺩﻡ ﺍﻟﻤﺭﻴﺽ ﺇﺫ ﺭﺒﻤﺎ ﻴﻌﺭﻑ ﻋﻥ ﺍﻟﻤﺭﻴﺽ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻤﺎ ﻴﻌﺭﻓﻪ ﻫﻭ -ﻭﻫﻭ
ﻤﺎ ﻨﻔﻌﻠﻪ ﻨﺤﻥ Informantﻭﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺭﺍﺽ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻥ
ﻭﺍﻷﻁﻔﺎل ﻭﻫﻭ ﺴﺒﻕ ﻤﻨﻪ -
ﻭﺇﻥ ﺃﻋﻁﺎﻩ ﺃﺤﺩ ﻤﻨﻬﻡ ﺸﻴﺌﺎ ﺃﺨﺫﻩ ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺒﻨﻴﺔ ﺍﻻﺴﺘﻌﺎﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻫﻭ
ﺒﺼﺩﺩﻩ ،ﻭﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺤﺩ ﺴﻭﺍﺀ ﻤﻥ ﺃﻋﻁﺎﻩ ﻭﻤﻥ ﻟﻡ ﻴﻌﻁﻪ ،ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻻ
ﻴﻌﻁﻴﻪ ﺃﻋﻅﻡ ﻤﻨﺯﻟﺔ ﻋﻨﺩﻩ ﻷﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﻨﺘﻔﺕ ﻋﻨﻪ ﺤﻅﻭﻅ ﺍﻟﻨﻔﺱ.
ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻁﺒﻴﺏ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﺼﻨﺎﻑ ﻓﺼﻨﻑ ﻴﺄﺨﺫ ﻤﻨﻪ،
ﻭﺼﻨﻑ ﻻ ﻴﺄﺨﺫ ﻤﻨﻪ ،ﻭﺼﻨﻑ ﺇﺫﺍ ﻭﺼﻑ ﻟﻪ ﺸﻴﺌﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﺩﻭﻴﺔ ﺃﻋﻁﻰ ﻟﻬﻡ
ﻤﺎ ﻴﻨﻔﻘﻭﻨﻪ ﻓﻴﻪ.
ﻓﺎﻟﺼﻨﻑ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﻟﻪ ﺴﻌﺔ ﻓﻲ ﺩﻨﻴﺎﻩ.
ﻭﻜﺎﻥ ﺇﺫﻥ ﺍﻟﺭﺴﻭل ﺼﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻴﺴﺒﻕ ﻋﻤﻠﻬﻥ ﺍﺤﺘﺭﺍﻤﺎ ﻟﻠﺸﺭﻉ
ﺃﻭﻻ .ﻭﻟﻪ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﻫﺎﻤﺔ ﻫﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻘﺎﺌﺩ ﺒﺎﻟﻤﺘﻁﻭﻋﺎﺕ ﻓﻴﺠﻴﺯ ﺫﻭﺍﺕ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ
ﻭﻭﺭﺩ ﺃﻨﻪ ﺤﻴﻥ ﺃﺼﻴﺏ ﺴﻌﺩ ﺒﻥ ﻤﻌﺎﺫ ﺒﺴﻬﻡ ﻓﻲ ﺫﺭﺍﻋﻪ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻨﺯﻴﻑ ﻜﺎﻥ
ﺍﻟﻜﻲ ﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺯﻴﻑ ﺒﻨﺼل ﺴﻬﻡ ﻤﺤﻤﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ!
ﻭﻫﻭ ﻋﻼﺝ ﺼﺤﻴﺢ ﻤﻌﺭﻭﻑ ﻓﺎﻟﻜﻲ ﻭﺴﻴﻠﺔ ﻹﻴﻘﺎﻑ ﺍﻟﻨﺯﻴﻑ ﺍﻵﻥ.
ﺃَﻁﹶﻔﹶﻘﹾﺕﹶ ﺘﹶﻬﺫﻱ ﻟِﻠﻭﺠﻭﺩ ﺒﹺﻤﺎ ﺘﹶﺭﻯ *** ﻭﻅﹶﻨﹶﻨﹾﺕﹶ ﺃَﻥ ﺘﹶﻬﺩﻱ ﻟِﺩﺭﺏﹺ ﺼَﻭﺍ ﹺ
ﺏ
ﻓﹶﺠﻌﻠﹾﺕﹶ ﻏﹶﺭﺏ ﺍﻷَﺭﺽﹺ ﺩﺍﺭ ﺤﻀﺎﺭﺓ *** ﻭﺠﻌﻠﹾﺕﹶ ﺸﹶﺭﻕﹶ ﺍﻷَﺭﺽﹺ ﻟِﻺِﺭﻫﺎﺏﹺ
ﻭﺠﻌﻠﹾﺕﹶ ﺩﺭﺏ ﺍﻟﻅﱡﻠﹾﻡﹺ ﺩﺭﺒﻙ ﺴﺎﻟِﻜﹶﺎﹰ *** ﻭﺠﻌﻠﹾﺕﹶ ﺩﺭﺏ ﺍﻟﻌﺩلِ ﺒﺤﺭ ﺴﺭﺍﺏﹺ
ﻴﺎ ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﻐﹶﺭﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﹾﻬﻭﻯ *** ﺭﺒﺎﹰ ،ﻭﺘﹶﺎﻩ ﻋﻠﹶﻰ ﺭﺅَﻯ
ﺍﻹِﻋﺠﺎﺏﹺ
ﻫلْ ﻏﺭﻙ ﺍﻟﹾﻤﺎلُ ﺍﻟﺫﻱ ﻫﻭ ﻤﺎﻟﹸﻨﹶﺎ *** ﺘﹶﺨﹾﺘﹶﺎلُ ﻓﻴﻪ ﺒﹺﻨﹶﺎﻁﺤﺎﺕ
ﺴﺤﺎﺏﹺ
ﺃَﻡ ﻏﹶﺭﻙ ﺍﻟﻌﻠﹾﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻤﻥ ﻨﹶﺒﻌﻨﹶﺎ *** ﻋﻠﹾﻡ ﺍﺒﻥﹺ ﺴﻴﻨﹶﺎ ﻓﻴﻪ
ﻭﺍﻟﻔﹶﺎﺭﺍﺒﹺﻲ
ﺃَﻡ ﻏﹶَﺭﻙ ﺍﻟﺴﻴﻑﹸ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﹸﻨﱠﺎ ﺒﹺﻪ *** ﻓﻲ ﺤﺩﻩ ﻟِﻠﹾﺤﻕﱠ ﻓﹶﺼلَ
ﺨﻁﹶﺎﺏﹺ
ﺇِﻨﱢﻲ ﺃﻨﹶﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒﹺﻲ ﻭﺍﺒﻥ ﻋﻘﻴﺩﺓ *** ﻟِﻠﹾﻤﺼﻁﹶﻔﹶﻰ ﻤﻥ ﻗﹶﺎﻫﺭﹴ
ﻭﻫﺎﺏﹺ
ﺇِﻨﱢﻲ ﺃﻨﹶﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒﹺﻲ ﻤﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺩﺠﻰ *** ﻨﹸﻭﺭ ﺍﻟﹾﻬﹺﺩﺍﻴﺔ ﻟِﻠﹾﻭﺭﻯ
ﺍﻟﹾﻤﺭﺘﹶﺎﺏﹺ
ﺍﷲُ ﺭﺒﻲ ،ﻭﺍﻟﺭﺴﻭلُ ﻤﺤﺒﺘﻲ *** ﻭﺍﻟﹾﺤﻕﱡ ﺩﺭﺒﹺﻲ ،ﻭﺍﻟﺨﻼلُ ﺜﻴﺎﺒﹺﻲ
ﺇِﻥ ﻜﹸﻨﹾﺕﹶ ﺘﹶﺠﻬلُ ﻋﺯﺘﻲ ﻭﻜﹶﺭﺍﻤﺘﻲ *** ﻓﹶﻠﹾﺘﹶﺴﺄَلِ ﺍﻟﺘﱠﺎﺭﹺﻴﺦﹶ ﻋﻥ
ﺃَﻟﹾﻘﹶﺎﺒﹺﻲ
ﺃَﻭ ﻜﹸﻨﹾﺕﹶ ﺘﹶﺠﻬلُ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﱢﺯﺍلِ ﺼَﺭﺍﻤﺘﻲ *** ﻓﹶﺎﺴﺄَلْ ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥﹺ ﻋﻥ
ﺇِﻏﹾﻀَﺎﺒﹺِﻲ
ﺃَﻨﹶﺎ ﻻ ﺃَﻨﹶﺎﻡ ﻋﻥﹺ ﺍﻟﹾﻤﻬﺎﻨﹶﺔ ﻭﺍﻷَﺫﹶﻯ *** ﺤﺘﱠﻰ ﻭﺇِﻥ ﻜﹶﻠﱠﺕﹾ ﻴﺩﻱ ﻭﺭﹺﻜﹶﺎﺒﹺﻲ
ﺍﷲُ ﺃَﻜﹾﺒﺭ ﻓﹶﻭﻕﹶ ﻜﹶﻴﺩ ﺸﹸﺭﻭﺭﹺﻜﹸﻡ *** ﺸﹶﺘﱠﺎﻥ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﹾﺨﹶﺎﻥﹺ
ﻭﺍﻟﹾﻤﺤﺭﺍﺏﹺ
ﻨﻘل ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ ﺍﺒﻥ ﺃﺼﻴﺒﻌﺔ ﺼﻭﺭﺓ ﺠﻤﻴﻠﺔ ،ﻭﺇﻟﻴﻜﻡ ﻤﻘﺘﻁﻔﺎﺕ
ﺘﺸﻴﺭ ﻟﻠﻭﻀﺎﺀ:
ﺸﺭﻉ ﻤﻬﺫﺏ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺭﺤﻴﻡ ﺒﻥ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺩﺨﻭﺍﺭ ﻓﻲ ﺘﺩﺭﻴﺱ ﺼﻨﺎﻋﺔ
ﺍﻟﻁﺏ ،ﻭﺍﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻴﻪ ﺨﻠﻕ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺃﻋﻴﺎﻥ ﺍﻻﻁﺒﺎﺀ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ ﻴﻘﺭﺅﻭﻥ
ﻋﻠﻴﻪ ..ﻭﺇﺫﺍ ﻓﺭﻍ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﻴﻤﺎﺭﺴﺘﺎﻥ ﻭﺍﻓﺘﻘﺩ ﺍﻟﻤﺭﻀﻰ ﻤﻥ ﺃﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ
ﻭﺃﻜﺎﺒﺭﻫﺎ ﻴﺄﺘﻲ ﺩﺍﺭﻩ ﺜﻡ ﻴﺸﺭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﺩﺭﺱ ﻭﺍﻟﻤﻁﺎﻟﻌﺔ!
ﻭﻻ ﺒﺩ ﻟﻪ ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻨﺴﺦ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻓﺭﻍ ﻤﻨﻪ ﺃﺫﻥ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻴﺩﺨﻠﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ
ﻭﻴﺄﺘﻲ ﻗﻭﻡ ﺒﻌﺩ ﻗﻭﻡ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻴﻘﺭﺉ ﻜل ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻨﻬﻡ ﺩﺭﺴﻪ ﻭﻴﺒﺤﺙ ﻤﻌﻪ ﻓﻴﻪ
ﻭﻴﻔﻬﻤﻪ ﺇﻴﺎﻩ ﺒﻘﺩﺭ ﻁﺎﻗﺘﻪ ،ﻭﻴﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻤﻊ ﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺯﻴﻥ ﻤﻨﻬﻡ ﺇﻥ ﻜﺎﻥ
ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﻓﻀل ﺒﺤﺙ ﺃﻭ ﻓﻴﻪ ﺇﺸﻜﺎل ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﺘﺤﺭﻴﺭ .ﻭﻜﺎﻥ ﻻ
ﻴﻘﺭﺉ ﺃﺤﺩﺍ ﺍﻻ ﻭﺒﻴﺩﻩ ﻨﺴﺦ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﺼﻔﺤﻪ ﺍﻟﺘﻠﻤﻴﺫ ﻴﻨﻅﺭ
ﻓﻴﻪ ﻭﻴﻘﺎﺒل ﺒﻪ .ﻓﺈﻥ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻨﺴﺨﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﺭﺃ ﻏﻠﻁ ﺃﻤﺭﻩ ﺒﺈﺼﻼﺤﻪ.
ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻨﺴﺦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻤﻬﺫﺏ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻘﺭﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ ،ﻭﻜﺎﻥ
ﺃﻜﺜﺭﻫﺎ ﺒﺨﻁﻪ ،ﻭﻜﺎﻥ ﺃﺒﺩﺍ ﻻ ﻴﻔﺎﺭﻗﻪ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺒﻪ ﻤﻊ ﻤﺎ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻥ
ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ ،ﻭﻤﻥ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ ﻟﻠﺠﻭﻫﺭﻱ ،ﻭﺍﻟﻤﺠﻤل ﻻﺒﻥ
ﻓﺎﺭﺱ ،ﻭﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻷﺒﻲ ﺤﻨﻴﻔﺔ ﺍﻟﺩﻴﻨﻭﺭﻱ .ﻓﻜﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺠﺎﺀﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺱ
ﻜﻠﻤﺔ ﻟﻐﺔ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻜﺸﻔﻬﺎ ﻭﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻨﻅﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻜﺘﺏ!
ﻭﻨﻜﻤل ﻜﻔﺎﺤﻪ
ﻋﺭﺽ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺜﻘل ﻓﻲ ﻟﺴﺎﻨﻪ ﻭﺍﺴﺘﺭﺨﺎﺀ ،ﻭﻋﺠﺯ ﻋﻥ ﺍﻹﺴﺘﺭﺴﺎل ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﻁﻕ .ﺜﻡ ﺯﺍﺩ ﺒﻪ ﺜﻘل ﻟﺴﺎﻨﻪ ﺤﺘﻰ ﺼﺎﺭ ﻻ ﻴﻔﻬﻡ ﻟﻪ ﻜﻼﻡ ﺇﻻ ﺒﻌﺴﺭ ﻤﻊ ﺫﻟﻙ
ﺍﺴﺘﻤﺭ ﻓﻲ ﺍﻋﻁﺎﺀ ﺩﺭﻭﺴﻪ .ﻓﺈﺫﺍ ﺍﺴﺘﻌﺼﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﺭﺡ ﻜﺘﺒﻪ ﻓﻲ ﻟﻭﺡ
ﻟﻴﻘﺭﺃﻩ ﺘﻼﻤﻴﺫﻩ!
ﻭﻗﺩ ﺘﺭﻙ ﺃﺴﺘﺎﺫ ﺍﻟﻁﺏ ﺍﻷﺯﻫﺭﻱ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺼﺒﺢ ﺸﻴﺨﺎ ﻟﻸﺯﻫﺭ ﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﻁﺒﻴﺔ
ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻴﺫﻜﺭ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻭﻥ ﻤﻨﻬﺎ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ "ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻟﺼﺭﻴﺢ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ
ﻭﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻫﻭ ﺴﻴﺭ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﻋﺒﺭ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﻭﺍﻷﻗﻁﺎﺭ ،ﻭ ﻟﻨﺘﺨﻴل ﺃﻤﺔ
ﻴﺼل ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺭﻗﻲ ﺍﻟﻔﻜﺭﻱ ﻭﺍﻨﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻁﺏ ﻭﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺘﺅﻟﻑ ﻓﻲ
ﺴﻴﺭ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﻭﺘﺭﺍﺠﻤﻬﻡ!
"ﺍﻟﺤﻤﺩ ﻟﻠﱠﻪ ﻨﺎﺸﺭ ﺍﻷﻤﻡ ﺒﺎﺭﺉ ﺍﻟﻨﺴﻡ ﻭﻤﺒﺭﺉ ﺍﻟﺴﻘﻡ ،ﻤﺨﺭﺝ ﺍﻟﺨﻼﺌﻕ ﺒﻠﻁﻑ
ﺼﻨﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺩﻡ ،ﻤﻘﺩﺭ ﺍﻷﺩﻭﺍﺀ ﻭﻤﻨﺯل ﺍﻟﺩﻭﺍﺀ ﺒﺄﺘﻡ ﺍﻟﺼﻨﻊ
ﻭﺃﺘﻘﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ،ﻭﺃﺸﻬﺩ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﺸﻬﺎﺩﺓ ﺨﺎﻟﺼﺔ ﺒﻭﻓﺎﺀ ﺍﻟﺫﻤﻡ،
ﻤﺨﻠﺼﺔ ﻤﻥ ﻤﻭﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺨﻁل ﻭﺍﻟﻨﺩﻡ .ﻭﺃﺸﻬﺩ ﺃﻥ ﺴﻴﺩﻨﺎ ﻤﺤﻤﺩﺍﹰ ﻋﺒﺩﻩ
ﻭﺭﺴﻭﻟﻪ ﺍﻟﻤﺒﻌﻭﺙ ﺒﺠﻭﺍﻤﻊ ﺍﻟﻜﻠﻡ ،ﺍﻟﻤﺭﺴل ﺇﻟﻰ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻭﺍﻟﻌﺠﻡ ،ﺍﻟﺫﻱ
ﺃﻨﺎﺭ ﺒﻸﻻﺀ ﻨﻭﺭ ﻤﺒﻌﺜﻪ ﺤﻨﺎﺩﺱ ﺍﻟﻅﻠﻡ ،ﻭﺃﺒﺎﺩ ﺒﺴﻴﻑ ﻤﻌﺠﺯﻩ ﻤﻥ ﺘﺠﺒﺭ
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺎل:
"ﻭﺃﻤﺎ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺼﺩﺕ ﺤﻴﻨﺌﺫ ﺇﻟﻰ ﺘﺄﻟﻴﻔﻪ ﻓﺈﻨﻲ ﺠﻌﻠﺘﻪ ﻤﻨﻘﺴﻤﺎﹰ ﺇﻟﻰ
ﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸﺭ ﺒﺎﺒﺎﹰ ﻭﺴﻤﻴﺘﻪ ﻜﺘﺎﺏ ﻋﻴﻭﻥ ﺍﻷﻨﺒﺎﺀ ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ .ﻭﻤﻥ
ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺃﺴﺘﻤﺩ ﺍﻟﺘﻭﻓﻴﻕ ﻭﺍﻟﻤﻌﻭﻨﺔ ﺇﻨﻪ ﻭﻟﻲ ﺫﻟﻙ ﻭﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻴﻪ.
ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭل :ﻓﻲ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﻭﺠﻭﺩ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻁﺏ ﻭﺃﻭل ﺤﺩﻭﺜﻬﺎ
ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ :ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻅﻬﺭﺕ ﻟﻬﻡ ﺃﺠﺯﺍﺀ ﻤﻥ ﺼﻨﺎﻋﺔ
ﺍﻟﻁﺏ ﻭﻜﺎﻨﻭﺍ ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺌﻴﻥ ﺒﻬﺎ.
ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ :ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻴﻴﻥ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺃﺫﺍﻉ ﺃﺒﻘﺭﺍﻁ ﻓﻴﻬﻡ
ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻁﺏ
))ﻭﻫﻨﺎ ﻻ ﻴﺩﻓﻌﻪ ﺩﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺘﺭﻙ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻴﻴﻥ ﺍﻟﻭﺜﻨﻴﻴﻥ ﻭﺇﻫﻤﺎل ﺩﻭﺭﻫﻡ ،ﺒل
ﻭﻓﺎﺀ ﻟﻠﺤﻕ ﻭﻋﺩﻡ ﺘﻌﺼﺏ ﻭﻻ ﻏﻤﻁ ﻟﺩﻭﺭ ﺃﻭ ﻨﻜﺭﺍﻥ ..ﺒل ﻜﻤﺎ ﻴﻌﻠﻤﻨﺎ
ﺍﻟﻘﺭﺀﺍﻥ ...ﺍﻋﺩﻟﻭﺍ ﻫﻭ ﺃﻗﺭﺏ ﻟﻠﺘﻘﻭﻯ((...
ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ :ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﻨﺫ ﺯﻤﺎﻥ ﺠﺎﻟﻴﻨﻭﺱ
ﻭﻗﺭﻴﺒﺎﹰ ﻤﻨﻪ
ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ :ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﺍﻻﺴﻜﻨﺩﺭﺍﻨﻴﻴﻥ ﻭﻤﻥ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺯﻤﻨﻬﻡ ﻤﻥ
ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﻏﻴﺭﻫﻡ
ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ :ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻓﻲ ﺃﻭل ﻅﻬﻭﺭ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﻥ
ﺃﻁﺒﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺏ
ﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﺸﺭ :ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻴﻴﻥ ﻭﺃﻁﺒﺎﺀ ﺍﻟﺠﺯﻴﺭﺓ ﻭﺩﻴﺎﺭ ﺒﻜﺭ
ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺭ :ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻅﻬﺭﻭﺍ ﻓﻲ ﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺠﻡ
ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻋﺸﺭ :ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻬﻨﺩ
ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻋﺸﺭ :ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻅﻬﺭﻭﺍ ﻓﻲ ﺒﻼﺩ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ
ﻭﺃﻗﺎﻤﻭﺍ ﺒﻬﺎ
ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻋﺸﺭ :ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺃﻁﺒﺎﺀ ﺩﻴﺎﺭ ﻤﺼﺭ
ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ :ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺃﻁﺒﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﻡ
……
))ﻜﻤﺎ ﻨﺭﻯ ﺸﻤﻭل ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻡ ﻭﺭﻭﻋﺘﻪ ﻭﺠﻭﺩﺘﻪ ﻭﺴﻬﻭﻟﺘﻪ ﻭﺤﺠﻡ ﺍﻟﺠﻬﺩ
ﺍﻟﻤﻨﻔﻕ ﻓﻴﻪ((
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻜﺘﺎﺏ ﺭﺍﺌﻊ ﻟﻠﺭﺍﺯﻱ ﻴﻭﻀﺢ ﻋﻨﻭﺍﻨﻪ ﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻁﺏ ﻭﻤﺎ ﻴﺤﻑ ﺒﻪ ﻤﻥ
ﻋﻠﻭﻡ ﻭﻋﻨﻭﺍﻨﻪ "ﺃﺨﻼﻕ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ"!
ﻓﻠﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺤﻨﻴﻑ ﻟﻴﺩﻉ ﺍﻷﻤﺭ ﻟﺩﻴﻬﻡ ﺘﺠﺎﺭﺓ ﺒﺎﻟﺼﺤﺔ ،ﺃﻭ ﺒﺤﺜﺎ ﻋﻠﻤﻴﺎ
ﻓﻘﻁ ،ﺒل ﻜﺎﻥ ﺇﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭﺭﺴﺎﻟﺔ ﺼﻘﻠﻬﺎ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ.
ﻭﺭﺴﺎﻟﺔ ﺃﺨﻼﻕ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﻤﺨﻁﻭﻁﺔ ﺒﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻤﺒﺤﺙ ﻟﻠﻔﺎﻀل ﺩ.ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻓﻀﻠﻰ ﻤﻥ ﻤﺼﺭ ﻋﻥ ﺭﻭﺍﺌﻊ ﻭﻟﻔﺘﺎﺕ
ﺘﺩﺭﻴﺴﻴﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﺃﻟﺨﺹ ﺒﻌﻀﻪ ،ﻓﻬﻴﺎ ﺒﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺴﺘﺎﺫ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﻟﻨﺭﻯ
ﻜﻴﻑ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﻠﻡ ﻁﻠﺒﺘﻪ ﻭﻤﺎﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﻠﻤﻬﻡ.
ﻗﺎل ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻨﺩﻴﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻬﺭﺴﺕ ﻗﺎل ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﺍﻟﻭﺭﺍﻕ "ﺠﻠﺱ ﻭﺩﻭﻨﻪ
ﺘﻼﻤﻴﺫﻩ ﻭﺩﻭﻨﻬﻡ ﺘﻼﻤﻴﺫﻫﻡ ﻭﺩﻭﻨﻬﻡ ﺁﺨﺭﻭﻥ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻴﺠﻲﺀ ﺍﻟﺭﺠل ﻓﻴﺼﻑ ﻤﺎ
ﻴﺠﺩ ﻷﻭل ﻤﻥ ﻴﻠﻘﺎﻩ ﻤﻨﻬﻡ ﻓﺈﻥ ﻜﺎﻥ ﻋﻨﺩﻩ ﻋﻠﻡ ﻭﺇﻻ ﺘﻌﺩﺍﻩ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺭﻩ ﻓﺈﻥ
ﺃﺼﺎﺒﻭﺍ ﻭﺇﻻ ﺘﻜﻠﻡ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ"
ﺃﻤﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﻠﻤﻬﺎ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﻟﻁﻠﺒﺘﻪ ،ﻓﻤﻨﻬﺎ ﻜﺘﺎﺒﻪ "ﺍﻟﻔﺼﻭل"
ﻴﻘﻭل ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﻤﻭﻀﺤﺎ ﺍﻟﺒﺎﻋﺙ ﻋﻠﻰ ﺘﺄﻟﻴﻔﻪ:
"ﺩﻋﺎﻨﻲ ﻤﺎ ﻭﺠﺩﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺼﻭل ﺃﺒﻭ ﻗﺭﺍﻁ ﻤﻥ ﺍﻻﺨﺘﻼﻁ ﻭﻋﺩﻡ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ
ﻭﺍﻟﻐﻤﻭﺽ ﻭﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺭ ﻋﻥ ﺫﻜﺭ ﺠﻭﺍﻤﻊ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻜﻠﻬﺎ ،ﻭﻤﺎ ﺃﻋﻠﻤﻪ ﻤﻥ
ﺴﻬﻭﻟﺔ ﺤﻔﻅ ﺍﻟﻔﺼﻭل ﻭﻋﻠﻘﻬﺎ ﺒﺎﻟﻨﻔﻭﺱ ،ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺫﻜﺭ ﺠﻭﺍﻤﻊ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ
ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ ﻭﺠﻌﻠﺘﻬﺎ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻔﺼﻭل ﻟﻴﻜﻭﻥ ﻤﺩﺨﻼ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻭﻁﺭﻴﻘﺎ
ﻟﻠﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻥ"
ﻭﺍﻵﻥ ﻨﺄﺘﻲ ﺇﻟﻰ ﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﺍﺒﻥ ﺴﻴﻨﺎ ،ﺃﺒﻭ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﺴﻴﻥ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﺒﻥ
ﺴﻴﻨﺎ ،ﺤﻴﺙ ﻋﺎﺵ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﺒﺤﻭﺍﻟﻲ ﻗﺭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ
ﻭﻟﻪ ﻗﺼﺎﺌﺩ )ﺃﺭﺍﺠﻴﺯ( ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺏ .ﻓﻴﺼﻭﻍ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ﻜﻨﺸﻴﺩ ﺭﻨﺎﻥ ﻤﺘﻨﺎﺴﻕ
ﺍﻟﻜﻠﻡ ﻭﻋﺫﺏ ﺍﻟﺘﺭﺍﻜﻴﺏ!....
ﻭﻨﺸﺎﻫﺩ ﻜﻴﻑ ﺠﻤﻊ ﻤﺎ ﻴﻠﺯﻡ ﻤﻌﺭﻓﺘﻪ ﻟﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻡ ﻁﺒﻴﺒﺎ ﻓﺎﻫﻤﺎ ،ﻓﻭﻀﻊ
ﺃﻗﺴﺎﻤﺎ ﺨﻤﺴﺔ ﻨﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﺍﻵﻥ :ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ )ﺍﻹﻴﺘﻭﻟﻭﺠﻲ( ﻭﻋﻠﻡ
ﺍﻟﻤﺭﺽ )ﺍﻟﺒﺎﺜﻭﻟﻭﺠﻴﺎ( ،ﻭﺍﻷﻋﺭﺍﺽ )ﻋﻨﻪ ﻋﺭﺽ( ،ﻭﺍﻟﻭﻗﺎﻴﺔ )ﺤﻔﻅ
ﺍﻟﺼﺤﺔ( ﻭﺍﻟﻌﻼﺝ )ﺒﺭﺀ ﺍﻟﻤﺭﺽ(
ﻭﻨﻘﻁﺔ ﺜﺎﻨﻴﺔ ..ﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﺃﻤﺔ ﻟﻬﺎ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺒﻪ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻜﺜﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺨﻁﻭﻁﺎﺕ
ﺍﻟﺭﺍﺌﻌﺔ.
ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﻓﻨﻭﻥ :ﺍﻷﻭل ﻓﻲ ﻤﺎﻫﻴﺎﺕ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ
ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻁﺏ ﻭﺭﺴﻭﻤﻬﺎ ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻔﻴﺔ؛ ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﺍﻷﻋﻤﺎل
ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺒﺄﺼﻭل ﺍﻟﻁﺏ؛ ﻭﺍﻟﻔﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻓﻲ ﻜﻤﻴﺎﺕ ﺃﻗﺴﺎﻡ
ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﻤﻨﻘﺴﻤﺔ.
ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺃﻗﺩﻡ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﺒﻴﻁﺭﺓ ،ﻜﺘﺎﺏ ﻗﻴﻡ ﻓﻲ ﻋﻼﺝ ﺍﻟﺨﻴل .ﻴﺒﺩﺃ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﺒﻤﻘﺩﻤﺔ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﺜﻡ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﻭﺭ ،ﻭﻴﻨﺘﻬﻲ ﺒﺒﺎﺏ ﺍﺒﺘﺩﺍﺀ ﺍﻟﺭﻜﻭﺏ
ﻭﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﻔﺭﻭﺴﻴﺔ.
ﻭﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﻗﻴﻡ ﺴﻠﺱ ﻨﺭﻯ ﺭﺍﺌﻌﺔ ﺍﺴﻤﻬﺎ "ﺍﻟﺩﺭﺓ ﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﻭﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺠﺭﺒﺔ" ﻨﺼﺭ ﺒﻥ ﻨﺼﺭ.
ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ:
"ﺍﻟﺤﻤﺩ ﷲ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺨﺘﺭﻉ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺍﺕ ،ﻭﺃﻅﻬﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻜﺎﺌﻨﺎﺕ
ﻭﺃﺒﺩﻉ ﺤﻜﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺒﺎﺌﻊ ﺍﻟﻔﺎﻋﻼﺕ ﻭﺍﻟﻤﻔﺘﻌﻼﺕ ..ﻭﺒﻌﺩ ﻫﺫﺍ ﻜﺘﺎﺏ ﻤﺨﺘﺼﺭ
ﻭﻀﻌﺘﻪ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻁﺏ ﻭﻫﺫﺒﺕ ﺃﻋﺭﺍﻀﻪ ﻭﻗﺭﺒﺕ ﺃﻏﺭﺍﻀﻪ ﻭﺠﻌﻠﺘﻪ ﺠﺎﻤﻌﺎﹰ
ﻓﻲ ﺍﻹﺨﺘﺼﺎﺭ ﻟﻴﺭﻭﻕ ﺒﺈﻴﺠﺎﺯﻩ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﻭﺍﻷﺒﺼﺎﺭ ﻭﻴﺴﻬل ﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﻟﻠﻁﺎﻟﺏ"..
ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ:
"ﻓﺼل ﻓﻲ ﺘﺸﺭﻴﺢ ﺍﻟﻌﻴﻥ ﻭﻤﻨﻔﻌﺔ ﺃﺠﺯﺍﺌﻬﺎ ﻭﻤﺯﺍﺠﺎﺘﻬﺎ .ﺍﻟﻌﻴﻥ ﻋﻀﻭ ﺁﻟﻲ
ﺤﺴﺎﺱ ﺒﺎﺼﺭ ﻤﺅﻟﻑ ﻤﻥ ﺴﺒﻊ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﻭﺜﻼﺙ ﺭﻁﻭﺒﺎﺕ ﻤﺘﺠﺎﻭﺭﺓ"..
ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ:
"ﺴﺒﺤﺎﻨﻙ ﺍﻟﻠﻬﻡ ﻴﺎ ﻤﻭﺩﻉ ﺍﻷﻭﺭﺍﺡ ﻓﻲ ﺍﻷﺒﺩﺍﻥ ..ﺃﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﻓﻴﻘﻭل ﺍﻟﻔﻘﻴﺭ ..ﺇﻥ
ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻨﺘﺸﺭﺓ ﺍﻟﻔﻨﻭﻥ ﻤﺘﻜﺜﺭﺓ ﺍﻟﺸﺠﻭﻥ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻁﺏ ﻤﻥ
ﺒﻴﻨﻬﺎ ﻤﺘﻤﻴﺯ ﺒﻌﻠﻭ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻭﺠﻼﻟﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ"..
ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ:
" ..ﺜﻡ ﻨﻘﻭل ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻑ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﻓﺎﻟﻤﺴﻬل ﺃﻭﻟﻰ ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻨﺕ
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻑ ﺍﻷﺴﻔل ﻓﺎﻟﺤﻘﻨﺔ ﺃﻭﻟﻰ ﻭﻫﻬﻨﺎ ﺘﻔﺼﻴل ﻻ ﻴﻠﻴﻕ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺭ.
ﻭﻟﻴﻜﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻘﺩﺭ ﻤﻥ ﻜﻼﻤﻨﺎ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﺼﻭل ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻁﺏ
ﻜﺎﻓﻴﺎﹰ .ﺘﻤﺕ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﺠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻤﻥ ﺠﻤﺎﺩﻯ ﺴﻨﺔ
915ﻫـ"..
ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ :ﺃﻴﺭﻟﻨﺩﺍ.
ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ :ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻟﻤﺨﻁﻭﻁﺎﺕ ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﻭﺭﺓ ﺹ – 110ﻤﺠﻠﺔ ﻤﻌﻬﺩ
ﺍﻟﻤﺨﻁﻭﻁﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ.
ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺸﺭﺡ ﻟﻤﺨﺘﺼﺭ ﺍﻨﺘﺨﺒﻪ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺍﻟﺠﻐﻤﻴﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻻﺒﻥ
ﺴﻴﻨﺎ ﻭﺴﻤﺎﻩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻨﺠﻪ.
ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ:
" ..ﺃﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﻓﻴﻘﻭل ..ﺨﻀﺭ ﺒﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺍﻟﺨﻁﺎﺏ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻴﺕ ﺃﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻁﺏ
ﺃﺠل ﺍﻟﻤﻔﺎﺨﺭ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺃﻤﺠل ﺍﻟﻤﺂﺜﺭ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ..ﻭﺴﻤﻴﺘﻪ ﺒﺸﻔﺎﺀ
ﺍﻷﺴﻘﺎﻡ ﻭﺩﻭﺍﺀ ﺍﻵﻻﻡ ﻭﺭﺘﺒﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺒﻊ ﻤﻘﺎﻻﺕ"..
ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺒﻊ ﻤﻘﺎﻻﺕ :ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﻜﻠﻴﺎﺕ ﺠﺯﺌﻲ ﺍﻟﻁﺏ
)ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ( ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻏﺫﻴﺔ ﻭﺍﻷﺸﺭﺒﺔ ﻭﺍﻷﺩﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺓ
ﻭﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺔ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺭﺍﺽ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺒﻌﻀﻭ ﻋﻀﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺃﺱ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻘﺩﻡ .ﻭﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺭﺍﺽ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ!!!
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻤﻁﺒﻭﻉ ﻋﺩﺓ ﻁﺒﻌﺎﺕ ،ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺜﻼﺜﺔ ﻓﻨﻭﻥ؛ ﺍﻷﻭل
ﻓﻲ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻁﺏ ﻋﻠﻤﻪ ﻭﻋﻤﻠﻪ ،ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﻭﻴﺔ ﻭﺍﻷﻏﺫﻴﺔ ،ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻓﻲ
ﻋﻼﺝ ﺍﻟﻤﺭﻀﻰ.
ﻭﻓﻲ ﻁﺏ ﺍﻟﻌﻴﻭﻥ ﻨﺭﻯ ﻤﺭﺓ ﺜﺎﻨﻴﺔ ﻤﺭﺠﻌﺎ ﻗﺒل ﺃﻥ ﺘﻨﺸﺄ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺨﺎﺼﺔ ﻟﻁﺏ
ﺍﻟﻌﻴﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﺒﻘﺭﻭﻥ.
"ﺍﻟﻌﻤﺩﺓ ﺍﻟﻜﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺭﺍﺽ ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﺔ" ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ،ﺼﺩﻗﺔ ﺒﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ
ﺍﻟﺤﻨﻔﻲ ﺍﻟﺸﺎﺫل )550ﻫـ1155/ﻡ(.
ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺨﻤﺴﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ :ﺍﻷﻭل ﻓﻲ ﻤﻨﻔﻌﺔ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻌﻴﻥ
ﻭﺘﺸﺭﻴﺤﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻁﺒﻴﺔ ﻭﻜﺤﻠﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺭﺍﺽ
ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻟﻠﺤﺱ ،ﻭﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻓﻲ ﻤﺎ ﻴﻌﻠﻡ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭﺍﺽ ﺍﻟﺨﻔﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻓﻲ
ﺃﺩﻭﻴﺔ ﻤﺴﻬﻠﺔ ﻭﻤﻌﺎﺠﻴﻥ ﻭﺃﻜﺤﺎل ﻟﻠﻌﻼﺝ.
ﻭﻗﺴﻡ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺜﻼﺜﻴﻥ ﺒﺎﺒﺎﹰ .ﺍﻷﻭل ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﺭﺃﺱ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﻴﻥ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻓﻲ ﺍﻷﺫﻥ ،ﻭﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻓﻲ ﺍﻷﻨﻑ ،ﻭﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻡ،
ﻭﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻠﻕ ،ﻭﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻤﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺒﻭ ،ﻭﺍﻟﺘﺎﺴﻊ
ﻓﻲ ﺃﺩﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻠﺏ ،ﻭﺍﻟﻌﺎﺸﺭ ﻓﻲ ﺃﻤﺭﺍﺽ ﺍﻟﺜﺩﻱ!
* ﻭﻫﻨﺎ ﺸﻲﺀ ﺒﺩﻴﻊ ،ﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﺔ ﺃﻤﺭ ﻗﺒل ﻤﺠﻼﺕ ﻁﺒﺏ ﻨﻔﺴﻙ
ﻭﻜﺘﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ
"ﻏﻨﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻴﺏ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺴﺘﻌﻤل ﻋﻨﺩ ﻏﻴﺒﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ" ﺍﺒﻥ ﺍﻷﻜﻔﺎﻨﻲ ،ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ
ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺒﻥ ﺴﺎﻋﺩ ﺍﻷﻨﺼﺎﺭﻱ ﺍﻟﺴﻨﺠﺎﺭﻱ )749ﻫـ 1348/ﻡ(.
ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ" :ﻴﻘﻭل ﺍﻟﻌﺒﺩ ﺍﻟﻔﻘﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ
ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺒﻥ ﺴﺎﻋﺩ ﺍﻷﻨﺼﺎﺭﻱ! ـ ﺍﻨﻅﺭ ﺍﻟﺘﻭﺍﻀﻊ ﻭﺫﻜﺭ ﺍﷲ ﻭﻗﻠﻤﺎ ﻨﺭﺍﻫﻤﺎ
ﻓﻲ ﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﻴﻭﻡ ـ ﺍﻟﺤﻤﺩ ﷲ ﺍﻟﺫﻱ ﺨﻠﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﺤﺴﻥ ﺘﻘﻭﻴﻡ..
ﻭﺒﻌﺩ ﻓﻬﺫﻩ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻟﻁﻴﻔﺔ ﺍﻟﺤﺠﻡ ﻏﺯﻴﺭﺓ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻻ ﺒﺩ ﻤﻥ ﻤﻌﺭﻓﺘﻪ
ﻤﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻁﺏ ﻓﻲ ﺤﻔﻅ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﺭﺯ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭﺍﺽ ﻭﺘﺩﺒﻴﺭﻫﺎ"..
ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ :ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻜﺎﻟﻴﻔﻭﺭﻨﻴﺎ –
ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ" :ﻗﺎل ﺍﻹﻤﺎﻡ ..ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺒﻬﺭﺍﻡ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻘﻼﻨﺴﻲ ..ﺃﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﻓﻘﺩ
ﺩﻋﺎﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺠﻤﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺭ ﺃﻨﻲ ﺭﺃﻴﺕ ﺠلّ ﺍﻟﻘﺭﺍﺒﺎﺫﻴﻨﺎﺕ ﻤﺸﺤﻭﻨﺔ
ﻴﺫﻜﺭ ﺍﻷﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﻏﺫﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﻬﺎ ﻏﺫﺍﺀ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻭﻫﻲ :ﺍﻟﺤﺒﻭﺏ،
ﻭﺍﻟﻠﺤﻤﺎﻥ ،ﻓﺎﻷﻟﺒﺎﻥ ،ﻭﺍﻟﺒﻴﺽ ،ﻭﺍﻟﺜﻤﺎﺭ ،ﻭﺍﻟﺒﻘﻭل .ﺜﻡ ﻴﺘﻜﻠﻡ ﻋﻥ ﻜل ﻭﺍﺤﺩﺓ
ﻤﻨﻬﺎ ،ﺜﻡ ﻴﺘﻜﻠﻡ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻭﺍﺒل ﻭﺴﺒﺏ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻤﻬﺎ؛ ﺜﻡ ﻋﻥ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ
ﻭﺼﻔﺎﺘﻬﺎ ﻭﻤﻨﺎﻓﻌﻬﺎ ﻭﺃﺸﺭﺒﺔ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻁﻌﻭﻤﺎﺕ ﻜﺸﺭﺍﺏ ﺍﻟﺒﻨﻔﺴﺞ
ﻭﺍﻟﻠﻴﻤﻭﻥ ﻭﺍﻟﺘﻤﺭ ﺍﻟﻬﻨﺩﻱ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ.
ﻤﻼﺤﻅﺎﺕ :ﻴﻨﻘﺴﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺴﺘﻴﻥ ﺒﺎﺒﺎﹰ ﺍﻷﻭل ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺭﺏ؛ ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺭﻑ ﺒﺭﺅﻭﺱ ﺍﻹﺒﺭ؛ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﺘﻭﻥ ﻓﻲ ﺠﻤﻠﺔ ﻤﻥ ﺘﺩﺒﻴﺭ ﺍﻟﻁﻔل
ﺤﻴﻥ ﻴﻭﻟﺩ.
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻤﻁﺒﻭﻉ؛ ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻭﻜﺘﺎﺒﻴﻥ ﻭﺨﺎﺘﻤﺔ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ
ﻓﻲ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻟﻐﺔ ﻭﻋﺭﻓﺎﹰ؛ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻭل ﻓﻲ ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ
ﻭﻓﻴﻪ ﺴﺒﻌﺔ ﺃﺒﻭﺍﺏ ﺃﻭﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺤﻜﻡ ﺩﺨﻭﻟﻪ ﺸﺭﻋﺎﹰ؛ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺃﺤﻜﺎﻡ
ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ ﻭﻓﻴﻪ ﺴﺒﻌﺔ ﺃﺒﻭﺍﺏ ﺃﻭﻟﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ
ﻤﻥ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﻭﺍﻟﺸﻜل ﻭﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ؛ ﻭﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ ﻓﻲ ﺤﻜﻡ ﺍﻻﺴﺘﺤﻤﺎﻡ ﺒﺎﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺎﺭ
ﻭﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻭﻤﻨﺎﻓﻌﻪ ﻭﻤﻀﺎﺭﻩ.
ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ" :ﻨﻜﺕ ﻤﺴﺘﺤﺴﻨﺔ ،ﻭﺠﺩﺕ ﺘﻌﺎﻟﻴﻕ ﺒﺨﻁ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﻤﺅﻴﺩ ﺒﺎﷲ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺩ ﻗﺩﺱ ﺍﷲ ﺴﺭﻩ ،ﻭﺃﻤﺎ ﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﺴﺎﻴﺱ ﻟﻬﺎ ،ﺃﻋﻨﻲ ﺍﻟﺩﻭﺍﺏ ﻜﺎﻓﺔ
ﻭﺍﻟﺨﻴل ﺨﺎﺼﺔ ،ﻭﻗﺩ ﻋﻠﻤﺕ ﺃﻤﻭﺭﻫﻡ ﻭﻤﺎ ﻴﻔﻌﻠﻭﻥ ﻤﻥ ﺨﺩﻤﺘﻬﻡ ﺒﺎﻟﻨﻅﺎﻓﺔ
ﺍﻟﻌﻅﻴﻤﺔ"..
ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ):ﺒﻴﻁﺭﺓ/ﺨﻴل(.
ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ :ﻤﻌﻬﺩ ﻭﻴﻠﻜﻡ –ﻟﻨﺩﻥ– ﺇﻨﺠﻠﺘﺭﺍ ﺭﻗﻡ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ.(Or. 107) :
"ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﻘﺼﺩ ﻓﻲ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻔﺼﺩ" ﺍﺒﻥ ﺍﻷﻜﻔﺎﻨﻲ ،ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ
ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺒﻥ ﺴﺎﻋﺩ ﺍﻷﻨﺼﺎﺭﻱ ﺍﻟﺴﻨﺠﺎﺭﻱ )749ﻫـ 1348/ﻡ(.
* ﻭﺍﻨﻅﺭ ﺍﻹﺴﻡ ﺍﻟﺠﻤﻴل "ﻨﻭﺭ ﺍﻟﻌﻴﻭﻥ ﻭﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﻔﻨﻭﻥ" ﺍﻟﻜﺤﺎل ،ﺃﺒﻭ ﺯﻜﺭﻴﺎ
ﻴﺤﻴﻰ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﺭﺠﺎﺀ )ﺡ700ﻫـ1300/ﻡ(.
" ﺃﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﻓﻠﻤﺎ ﺘﺄﻤﻠﺕ ﺨﻠﻘﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ،ﻭﻤﺎ ﺭﻜﺏ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻀل
ﻭﺍﻹﺤﺴﺎﻥ ﺤﻴﺙ ﻨﻭﺭ ﻓﻲ ﺴﻤﺎﺀ ﺠﺴﻤﻪ ﻜﻭﻜﺒﻴﻥ ﻻﻤﻌﻴﻥ ،ﺠﻌﻠﻬﻤﺎ ﺤﺎﺭﺴﺎﹰ
ﻟﻸﻋﻀﺎﺀ ،ﻭﺤﻴﺎﻫﻤﺎ ﺒﺎﻟﺤﻴﺎﺀ ﻭﺍﻹﻏﻀﺎﺀ ،ﻭﺨﺹ ﺒﻜل ﻋﻀﻭﹴ ﺩﺍﺀ ،ﻭﺃﻭﺩﻉ
ﻤﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﻓﻲ ﺼﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ"..
ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ..." :ﺃﻗﻭل ﻭﺃﻨﺎ ﺴﺩﻴﺩ ﺍﻟﻜﺎﺯﺭﻭﻨﻲ ﻫﺫﺍ ﺁﺨﺭ ﺸﺭﺡ ﺍﻟﻤﻭﺠﺯ ،ﻭﻗﺩ
ﺠﻤﻌﺕ ﻓﻴﻪ ﺨﻼﺼﺔ ﻜﻼﻡ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ ﺍﻷﻭﻟﻴﻥ ﻭﺍﻵﺨﺭﻴﻥ".
ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ" :ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺒﺴﻤﻠﺔ ،ﺃﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺤﻤﺩﺍ ﷲ ﺨﺎﻟﻕ ﺍﻟﺩﺍﺀ ﻭﺍﻟﺩﻭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻨﻘﺫ ﻤﻥ
ﺍﻷﻋﺭﺍﺽ ﻭﺍﻷﺩﻭﺍﺀ ﺒﻤﻔﺭﺤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻭﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ..ﻭﻟﻤﺎ ﺴﺄﻟﻨﻲ ﻤﻥ ﻻ
ﻴﺴﻌﻨﻲ ﺭﺩ ﺴﺅﺍﻟﻪ!!! ﺃﻥ ﺃﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻜﺘﺎﺒﺎﹰ ،ﺠﻤﻌﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺠﻌﻠﺘﻪ
ﺤﺎﻭﻴﺎﹰ ﻷﻜﺜﺭ ﺍﻟﻤﻔﺭﺤﺎﺕ ﻟﻠﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﺍﺼﻠﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺤﺴﻭﺴﺎﺕ"..
ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ" :ﺒﺴﻡ ﺍﷲ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭﺤﻴﻡ ﻗﺎل ﺍﻟﺸﻬﻴﺩ ﻓﺎﻀل ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﺤﺴﻥ ..ﻟﻤﺎ
ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺴﺒﺒﺎﹰ ﻻﺴﺘﻘﺎﻤﺔ ﺤﺎل ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺩﻴﻨﻪ ﻭﺩﻨﻴﺎﻩ"ـ ! ﻴﻌﻨﻲ
ﻴﻌﻁﻴﻙ ﺍﻟﺤﺎﻓﺯ ـ ﻭﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﻔﻅ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﺒﺩﻨﻴﺔ"..
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻗﺎل ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ" :ﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻀﻤﻨﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻭﺍﺌﺩ ﻓﻲ
ﺤﻔﻅ ﺍﻟﺼﺤﺔ ..ﺤﺴﺒﻨﺎ ﺍﷲ ﻭﻨﻌﻡ ﺍﻟﻭﻜﻴل"! ﺍﻨﻅﺭ ﻤﻌﻴﺔ ﺍﷲ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ.
ﺇﻴﺭﺍﻥ .ﺭﻗﻡ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ.(6401) :
ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ :ﻓﻬﺭﺱ ﻤﺨﻁﻭﻁﺎﺕ ﺍﻟﻁﺏ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ )ﺘﺭﻜﻴﺎ( ﺹ– 18
ﻓﺎﻨﻅﺭ ﺍﻟﻤﺯﺝ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻌﻘل ﻭﺍﻟﻨﻔﺱ ،ﻓﻴﻭﻗﻅ ﺤﻭﺍﺴﻙ ﻭﻴﻤﺘﻌﻬﺎ ﻭﺃﻨﺕ ﺘﺘﻌﻠﻡ.
ﻭﻴﺫﻜﺭ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﺒﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻨﺒﺎﺘﺎﺕ!.
* ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻁﺏ ﺍﻟﺴﻤﻭﻡ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻵﻥ ﻓﺭﻉ ﻤﺴﺘﻘل ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺏ "ﺍﻟﻤﻨﻘﺫ ﻤﻥ
ﺍﻟﻬﻠﻜﺔ ﻓﻲ ﺩﻓﻊ ﻤﻀﺎﺭ ﺍﻟﺴﻤﻭﻡ ﺍﻟﻤﻬﻠﻜﺔ"
ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ :ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ،ﺍﻟﺤﺴﻴﻥ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺜﻌﻠﺏ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ
)ﺡ488ﻫـ1095/ﻡ(.
ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ .." :ﻤﻥ ﻋﻀﻪ ﺍﻟﻨﻤﺭ ﻭﻀﺭﺒﻪ ﺒﺄﻨﻴﺎﺒﻪ ﻭﻤﺨﻠﺒﻪ ﻭﻋﻼﺝ ﺫﻟﻙ"
"ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﻴﻥ" .605/1
ﺭﺘﺒﻪ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺙ ﻤﻘﺎﻻﺕ.
ﺍﻨﻅﺭ ﺭﻗﻲ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻡ:
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﻋﻼﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎﺌﻡ ﺍﻟﻤﺠﻬﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﻤﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻜﺎﻓﺔ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﻭﻓﻴﻪ ﺜﻼﺜﻭﻥ ﺒﺎﺒﺎﹰ.
ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻤﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﺴﻘﻲ ﺸﻴﺌﺎﹰ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺌﻡ
ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺓ ﺍﻟﺒﺴﻴﻁﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺕ ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ.
ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻲ ﺫﻜﺭ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻤﻭﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﻓﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺜﻌﺎﺒﻴﻥ
ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺏ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ!!
ﺃﻤﺎ ﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺃﺼﻴﺒﻌﺔ ﻓﻲ "ﻜﺘﺎﺏ ﻋﻴﻭﻥ ﺍﻷﻨﺒﺎﺀ ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ" ﻓﻘﺩ ﻗﺎل
ﻋﻨﻪ:
"ﻤﻥ ﺃﻜﺎﺒﺭ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﻨﺩﻟﺱ ﻓﻲ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻁﺏ ﻭﻟﻪ ﺨﺒﺭﺓ ﻭﺍﻋﺘﻨﺎﺀ ﺒﺎﻟﻎ
ﺒﺎﻷﺩﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺓ .ﻟﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺠﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺓ
ﻭﻀﻌﻪ ﻤﺠﺩﻭﻻ ﻭﺃﻟﻔﻪ ﻟﻠﻤﺴﺘﻌﻴﻥ ﺒﺎﷲ ﺃﺒﻲ ﺠﻌﻔﺭ ﺒﻥ ﺍﻟﻤﺅﺘﻤﻥ ﺒﺎﷲ ﺒﻥ
ﻫﻭﺩ".
ﻭﻟﻪ ﻜﺘﺎﺏ ﺁﺨﺭ ﺒﻌﻨﻭﺍﻥ "ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺒﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺘﺭﺘﻴﺏ" ﻻ ﻴﺯﺍل ﻤﻔﻘﻭﺩﺍ ﻭﻻ
ﺘﻭﺠﺩ ﻤﻨﻪ ﺃﻴﺔ ﻨﺴﺨﺔ .ﻭﻗﺩ ﺭﺘﺏ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ،ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺫﻜﺭﻫﺎ
ﻓﻲ ﻤﻘﺩﻤﺔ "ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻴﻨﻲ" ،ﺍﻷﻏﺫﻴﺔ ﻭﺘﻜﻠﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﻭﻯ ﺍﻷﺭﺒﻊ؛ ﺍﻟﺠﺎﺫﺒﺔ
ﻭﺍﻟﺤﺎﺼﺭﺓ ﻭﺍﻟﻬﺎﻀﻤﺔ ﻭﺍﻟﺩﺍﻓﻌﺔ ،ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻬﺎ ﺒﺄﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺒﺩﻥ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.
ﺃﻤﺎ ﻨﺴﺦ "ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻴﻨﻲ" ﺍﻟﻤﺨﻁﻭﻁﺔ ﺍﻟﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﺍﻵﻥ ﻓﻬﻲ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻭﻻ ﻴﻌﺭﻑ
ﻤﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺜﻼﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺎﺕ ﺍﻷﻭﺭﺒﻴﺔ ﻭﻨﺴﺨﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺯﺍﻨﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺒﺎﻁ.
ﻭﺍﻟﻤﺨﻁﻭﻁﺔ ﺭﻗﻡ 5509ﺍﻟﻤﺤﻔﻭﻅﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺩﺭﻴﺩ
)ﺇﺴﺒﺎﻨﻴﺎ( ،ﻫﻲ ﻨﺴﺨﺔ ﻤﻜﺘﻭﺒﺔ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻁﻠﻴﻁﻠﺔ ،ﻭﺘﺘﻜﻭﻥ ﻤﻥ 140
ﺼﻔﺤﺔ ﻤﻜﺘﻭﺒﺔ ﺒﺨﻁ ﻤﻐﺭﺒﻲ ﺠﻤﻴل.
ﺇﻥ ﻜﺜﺭﺓ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻭﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺫﻜﺭﻫﺎ ﺘﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻭﺍﺴﻊ
ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ،ﻭﺃﻥ ﻟﻪ ﻤﻜﺘﺒﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ .ﻭﻨﺤﻥ ﻨﺠﺩ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﻜﻤﻜﺘﺒﺔ ﺃﺒﻲ
ﺠﻌﻔﺭ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﺯﻴﺭ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺯﻫﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﻨﺩﻟﺱ ،ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﺠﻤﻊ
ﺃﺭﺒﻌﻤﺎﺌﺔ ﺃﻟﻑ ﻜﺘﺎﺏ ﻤﺠﻠﺩ ﻭﺘﺎﻡ ،ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ )ﺩﻓﺎﺘﺭ( ﻭﺃﻭﺭﺍﻕ ﻤﻔﺭﺩﺓ ﻻ
ﺘﻌﺩ!
ﺃُﻋﺩﺕ ﺍﻟﺭﺍﺤﺔ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻟﻤﻥ ﺘﻌﺒﺎ *** ﻭﻓﺎﺯ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﻤﻥ ﻟﻡ ﻴﺄﻟﹸﻪ ﻁﻠﺒﺎ
* ﻜﺘﺎﺏ ﺁﺨﺭ "ﺃﺤﻜﺎﻡ ﺍﻷﺩﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻠﺒﻴﺔ" ﺍﺒﻥ ﺴﻴﻨﺎ ،ﺸﺭﻑ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺃﺒﻭ
ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﺴﻴﻥ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﷲ
ﺍﻟﻨﺎﺴﺦ :ﺍﻟﺴﻴﺩ ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺍﻟﺼﻔﻲ ﺍﻟﻤﺘﻁﺒﺏ.
ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻨﺴﺦ) :ﻤﺤﺭﻡ 1111ﻫـ /ﻴﻭﻟﻴﻭ 1699ﻡ( ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻁﻨﻁﻴﻨﻴﺔ.
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻴﻘﻭل .." :ﻓﻬﺫﺍ ﻤﺎ ﺤﻀﺭﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﺃﻗﺼﺭ ﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﻤﻥ ﺍﻻﺨﺘﺼﺎﺭ ..ﻭﻗﺩ ﺤﺎﻥ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺘﻤﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ
ﺤﺎﻤﺩﻴﻥ ﺍﻟﻭﺍﻫﺏ ﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﻌﻘل ﻋﻠﻰ ﺘﺘﻤﻴﻤﻬﺎ ﻭﻤﺼﻠﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﺒﻴﺎﺌﻪ ﻭﺭﺴﻠﻪ
ﺃﺠﻤﻌﻴﻥ.
ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ :ﺃﻴﺭﻟﻨﺩﺍ.
ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ :ﻓﻬﺭﺱ ﺍﻟﻤﺨﻁﻭﻁﺎﺕ ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﻭﺭﺓ ﺹ – 9ﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﻴﻥ
– 618/1ﺍﻷﻋﻼﻡ ﻟﻠﺯﺭﻜﻠﻲ 241/2ﻤﺠﻠﺔ ﻤﻌﻬﺩ ﺍﻟﻤﺨﻁﻭﻁﺎﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ
– 261/5
* ﻜﺘﺎﺏ ﺁﺨﺭ "ﺃﺩﻭﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺀﺓ" ﻗﻴﺴﻭﻨﻲ ﺯﺍﺩﻩ ،ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﺒﺩﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥ
ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺜﻡ ﺍﻟﻘﺴﻁﻨﻁﻴﻨﻲ ﺍﻟﺭﻭﻤﻲ )976ﻫـ 1568/ﻡ(.
ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻨﺴﺦ :ﻏﺭﺓ ﺠﻤﺎﺩﻱ ﺍﻷﻭﻟﻰ.
ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ" :ﺍﻟﺤﻤﺩ ﷲ ﻭﻜﻔﻰ ﻭﺴﻼﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺍﺼﻁﻔﻰ ﻭﺒﻌﺩ ..ﻓﻬﺫﻩ
ﺘﺫﻜﺭﺓ ﻤﺒﺎﺭﻜﺔ ﺇﻥ ﺸﺎﺀ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﻀﻌﻑ ﺍﻟﺒﺎﺀﺓ ﻭﻋﻼﻤﺔ ﻜل
ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﺍﻟﻀﻌﻑ ﻭﻋﻼﺠﻪ"..
ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ -ﺘﻭﻨﺱ
* ﻜﺘﺎﺏ ﺁﺨﺭ "ﺍﻷﺩﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺄﻤﻭﻨﺔ ﺍﻟﻤﺄﻟﻭﻓﺔ" ﻴﻌﻨﻲ ﻫﻭ ﻴﻁﻤﺌﻨﻙ ﺃﻨﻪ ﺴﻴﺴﺭﺩ ﻤﺎ
ﻴﻌﺘﺒﺭ
Safe and common
ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ :ﻤﺠﻬﻭل.
ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ" :ﻭﻤﻤﺎ ﻨﻘﻠﺘﻪ ﻤﻘﺎﻟﺔ ﺃﻟﻔﻬﺎ ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺯﻜﺭﻴﺎ ﺍﻟﺭﺍﺯ ،ﺍﻷﻫﻠﻴﻠﺞ
ﺍﻷﻤﻠﺞ ﺍﻟﺒﺭﻴﺎﺭﺱ ،ﺍﻟﺭﻭﺍﻨﺩ ،ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﺍ ..ﺍﻟﺤﺸﺎﺌﺵ ﺍﻟﻤﺄﻟﻭﻓﺔ"..
ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ :ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ – ﺘﻭﻨﺱ.
ﻤﻼﺤﻅﺎﺕ :ﺨﻁ ﻤﻐﺭﺒﻲ ،ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻀﺤﺔ .ﻭﻫﻲ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻤﻨﻘﻭﻟﺔ ﻤﻥ
ﻤﻘﺎﻟﺔ ﺃﻟﻔﻬﺎ ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ؛ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻤﻌﺎﺠﻴﻥ ﻤﺜل ﻤﻌﺠﻭﻥ ﺍﻟﻭﺭﺩ
ﻭﻤﻌﺠﻭﻥ ﺍﻟﺒﻨﻔﺴﺞ ﻭﻤﻌﺠﻭﻥ ﺍﻟﻨﻌﻨﺎﻉ ﻭﻤﻌﺠﻭﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﺡ.
ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺭﻭﻋﺔ ﺃﻨﻪ ﻴﺠﻌل ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻋﻠﻰ ﺸﻜل ﻨﺸﻴﺩ ﻴﻨﺸﺩ ،ﻭﻫﻭ ﻴﺭﻴﻙ ﺠﻤﺎل
ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﻭﺠﻤﺎل ﺍﻟﻠﻐﺔ ،ﻭﻴﺤﺒﺒﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻡ ،ﻭﻴﺴﻬل ﻋﻠﻴﻙ ﺍﻟﺤﻔﻅ.
ﻭﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺠﺎﻤﻌﺎﺘﻨﺎ ﺘﻌﻴﻴﻨﺎ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻜﻴﻑ ﺘﺴﺘﺤﻀﺭ ﺍﻟﻜﻡ ﺍﻟﻬﺎﺌل ﻤﻥ
ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﻭﻴﻀﻌﻭﻥ ﻟﻭﺤﺎﺕ ﺒﻬﺎ ﺃﻤﻭﺭ ﻟﺘﻨﺒﻪ ﻤﻥ ﻨﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻭﺍﺌﻁ.
ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﺭﺠﻭﺯﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ :ﺍﻷﻭل ﻓﻲ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ
ﺍﻟﺘﻲ ﺒﺈﺼﻼﺤﻬﺎ ﺘﺘﻡ ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻷﻤﺭﺍﺽ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻷﻤﺭﺍﺽ،
ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻓﻲ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻷﻋﺭﺍﺽ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺼﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﺘﻤﺩﻫﺎ ﻤﻥ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﺴﺘﻔﺭﺍﻍ
ﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﺒﺩﻥ ،ﻭﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺭﺍﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺘﺭﺘﻴﺏ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ.
"ﺃﺭﺠﻭﺯﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺏ" ﺍﺒﻥ ﺴﻴﻨﺎ ،ﺸﺭﻑ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﺭﺌﻴﺱ ﺃﺒﻭ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﺴﻴﻥ ﺒﻥ
ﻋﺒﺩ ﺍﷲ.
ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ..:
ﻭﺇﻥ ﺘﻀﺎﺩﺩﺕ ﻟﻙ ﺍﻟﻌـﻼﺌﻡ *** ﻀﻌﻴﻔـﺔ ﻓﺫﺍﻙ ﺸﻜـﺭ ﺩﺍﺌﻡ
ﻓﻘﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺤﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ *** ﻭﻜﻥ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭ ﻋﻠﻰ ﺭﺠـﺎﺀ
ﻭﻗﻑ ﺇﺫﺍ ﺘﻌﺎﺩﻟﺕ ﻓﻲ ﻤﺫﻫﺏ *** ﻭﺍﻗﺽ ﺇﺫﺍ ﺘﺭﺠﺤﺕ ﺒﺎﻷﻏﻠﺏ
ﺍﻨﻅﺭ ﺭﻭﻋﺔ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ!
"ﺇﻋﻤل ﺒﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻟﺨﺒﺭﺍﺀ ...ﻟﻭ ﻟﻡ ﺘﺤﺴﻡ ﻻ ﺘﻔﻌل ﺸﻴﺌﺎ ﻟﻜﻼ ﻻ
ﺘﻀﺭ"..
"ﺘﻤﺕ ﺒﻌﻭﻥ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﻭﻫﺎﺏ".
ﺒﺩﺃ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻜﺘﺎﺒﻪ ،ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺴﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﺴﺘﺔ ﺃﻗﻭﺍل ،ﺒﻔﻬﺭﺱ ﻴﺸﺘﻤل ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻘﻭل ﺍﻷﻭل ﻓﻲ ﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﺨﻴل ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﺼﻔﺎﺘﻬﺎ ﻭﺃﻟﻭﺍﻨﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺙ
ﻓﻲ ﺤﻤﻠﻬﺎ ﻭﻨﺘﺎﺠﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﻓﻲ ﺫﻜﺭ ﺃﻤﺭﺍﻀﻬﺎ ،ﻭﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻓﻲ ﺫﻜﺭ ﺍﻟﺨﻴل
ﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺭﺓ ،ﻭﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻓﻲ ﺫﻜﺭ ﺨﻴﻭل ﺍﻟﻌﺠﻡ ﻭﺍﻟﺒﻐﺎل ﻭﺍﻟﺤﻤﻴﺭ.
ﻴﻌﻨﻲ ﻴﻌﺭﻓﻙ ﻜل ﺸﻲﺀ ﻜﻤﻭﺴﻭﻋﺔ ﺜﻡ ﻜﻜﺘﺎﺏ ﺒﻴﻁﺭﺓ
ﺃﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﺭﻭﻋﺔ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻌﺭﻙ ﺒﺎﻷﻟﻔﺔ ﻤﻌﻪ ﻓﻬﻭ ﻴﺸﺭﺡ ﺴﺒﺏ
ﻜﺘﺎﺒﺘﻪ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ ﻭﻴﺤﻜﻲ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻜﺄﻨﻙ ﺸﺎﻫﺩ..
ﻭﺍﻨﻅﺭ ﻟﺤﺴﻥ ﺍﻟﺨﺎﺘﻤﺔ ﻴﻘﻭل " ..ﻭﺃﺴﺄل ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻌﻭﻥ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﻴﺔ ﻭﻴﻭﻓﻘﻙ
ﻜﻤﺎ ﻴﺤﺏ ﻭﻴﺨﺘﺎﺭ ﻭﻴﻌﻠﻤﻙ ﺃﻥ ﺘﺨﺘﺎﺭ ﻤﺎ ﻴﺼﻠﺢ ﻟﺩﻴﻨﻙ ﻭﺩﻨﻴﺎﻙ ﻤﻥ ﺤﺴﻥ
ﺍﻹﺨﺘﻴﺎﺭ ،ﻭﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻴﻔﻌل ﻤﺎ ﻴﺸﺎﺀ ﻭﻴﺨﺘﺎﺭ ،ﻭﻗﺩ ﺁﻥ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻨﺨﺘﻡ ﻜﺘﺎﺏ
ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ".
ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ :ﻁﺏ )ﺃﻏﺫﻴﺔ/ﺃﻋﺸﺎﺏ(
ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ :ﻤﻌﻬﺩ ﻭﻴﻠﻜﻡ – ﻟﻨﺩﻥ -ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ
"ﺒﺴﺘﺎﻥ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﻭﺭﻭﻀﺔ ﺍﻷﻟﺒﺎﺀ" ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ :ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻤﻁﺭﺍﻥ ،ﻤﻭﻓﻕ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﺒﻭ
ﻨﺼﺭ ﺃﺴﻌﺩ ﺒﻥ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﺒﻥ ﺠﺭﺠﺱ ﺍﻟﺩﻤﺸﻘﻲ )587ﻫـ1191/ﻡ(.
ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ :ﻗﺎل ﺠﺎﻤﻊ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﺒﻭ ﻨﺼﺭ ﺃﺴﻌﺩ ﺒﻥ ﺇﻟﻴﺎﺱ ﺒﻥ ﻤﻁﺭﺍﻥ ..ﻭﻗﺩ
ﻭﺴﻤﺘﻪ ﺒﺒﺴﺘﺎﻥ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﻭﺭﻭﻀﺔ ﺍﻷﻟﺒﺎﺀ..
ﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﻫﺫﺍ ﺇﺸﺎﺭﺍﺕ ﻭﺤﻜﻡ ﺠﻤﻌﻬﺎ ﻤﻥ ﻋﺩﺓ ﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﺘﺘﻌﻠﻕ
ﺒﺎﻟﻁﺏ ﻭﺍﻷﻁﺒﺎﺀ؛ ﻴﺫﻜﺭ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﻭﻤﺅﻟﻔﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻔﻭﺍﺌﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺨﺫﻫﺎ ﻤﻨﻬﺎ؛
ﻭﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻟﻡ ﻴﺘﻡ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﻜﻤﺎ ﺫﻜﺭ ﺼﺎﺤﺏ ﻜﺸﻑ ﺍﻟﻅﻨﻭﻥ.
ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ" :ﺒﺴﻡ ﺍﷲ ﺍﻟﺭﺤﻤﻥ ﺍﻟﺭﺤﻴﻡ ..ﺤﻤﺩﺍﹰ ﻟﻤﻥ ﺃﻟﻑ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻉ ﺒﻌﺩ
ﺇﺒﺩﺍﻉ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ..ﻭﺒﻌﺩ ﻓﻬﺫﻩ ﺠﻤل ﻟﻁﻴﻔﺔ ﻭﻓﺭﺍﺌﺩ ﺸﺭﻴﻔﺔ ..ﻓﻲ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻁﺏ
ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﻟﺨﺼﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻤﺤﺭﺭﺓ ﻭﺍﻟﺭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩﺓ ﻭﺍﻷﺴﻔﺎﺭ
ﺍﻟﺠﻠﻴﻠﺔ ،ﻨﺤﻭﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻭﺼﻲ ﻭﺍﻟﻤﺠﺭﺏ ﻭﺍﻟﺩﻭﺍﺀ ﺍﻟﻘﺭﻴﺏ ﻭﺍﻷﻗﺭﺏ..
ﻭﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﺒﻐﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺝ ﻭﺍﻟﻤﺠﺭﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻼﺝ"..
ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ :ﻤﻌﻬﺩ ﺒﺎﻜﻭ – ﺃﺫﺭﺒﻴﺠﺎﻥ
ﻤﻼﺤﻅﺎﺕ :ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺒﻊ ﻤﻘﺎﻻﺕ؛ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻤﻥ ﺩﻓﻥ
ﻭﻫﻭ ﺤﻲ ﻤﻥ ﺍﻹﻏﻤﺎﺀ؛ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﻓﻴﻤﻥ ﺩﻓﻊ ﺒﻭﺠﻊ ﺍﻟﻘﻠﺏ؛ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻤﻥ
ﺍﻟﺭﻋﺏ ﻭﺍﻟﻐﻡ ﻭﺍﻟﻔﺯﻉ ﺍﻟﻤﻔﺭﻁ؛ ﻭﺍﻟﺭﺍﺒﻌﺔ ﻤﻥ ﺩﻓﻥ ﻭﻫﻭ ﺤﻲ ﻤﻥ ﻗﺒل
ﺍﻷﺩﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺩﺭﺓ.
ﻭﺤﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻜﻤﺎ ﻨﻌﻠﻡ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻤﺤل ﺠﺩﺍل ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻭﺕ
ﻭﺍﻟﺘﻴﻘﻥ ﻤﻨﻪ ﻗﺒل ﺍﻟﺩﻓﻥ ،ﻭﻟﻜﻥ ﻟﻭ ﺘﻡ ﺍﻟﺘﻴﻘﻥ ﻓﺎﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻌﺠﻴل ﺒﺎﻟﺩﻓﻥ ﻁﺒﻌﺎ
ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ" :ﺍﻟﺤﻤﺩ ﷲ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﺒﺩﻉ ﺍﻟﻜﻭﻥ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﻤﺜﺎل ﺴﺎﺒﻕ ،ﺨﻠﻕ ﺁﺩﻡ ﻤﻥ
ﺘﺭﺍﺏ ﻭﺠﻌل ﻨﺴﻠﻪ ﻤﻥ ﻤﺎﺀ"
ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ" :ﺍﻟﻘﻭل ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺏ ﺍﻟﻌﻴﻥ ﻭﻭﺼﻔﻬﺎ ﻟﻨﻘﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠل ﺍﻟﺤﺎﺩﺜﺔ ﻓﻲ
ﺼﻴﻐﺎﺘﻬﺎ ﻭﺭﺨﻭﺘﻬﺎ ﻭﺃﺠﻔﺎﻨﻬﺎ ﻭﻤﺂﻗﻴﻬﺎ"
ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ :ﻁﺏ )ﻋﻴﻭﻥ(.
ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ :ﺃﻴﺭﻟﻨﺩﺍ .ﺭﻗﻡ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ.(5271) :
ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ" :ﻗﺎل ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻹﻤﺎﻡ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻘﺎﺴﻡ ﺨﻠﻑ ﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻟﺯﻫﺭﺍﻭﻱ ..ﺤﺒﺎﻜﻡ
) (..ﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻭﻤﺼﺎﺩﺭ ) (..ﻭﺤﺒﺎﻜﻡ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻻﺘﺒﺎﻉ ﻭ )(..
ﺍﻻﻀﻁﻼﻉ ،ﺃﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﻓﺈﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺃﻟﻔﺘﻪ ﻟﻜﻡ ﻭﺠﻌﻠﺘﻪ ﻤﻘﺼﻭﺩﺍﹰ ﺒﻪ )(..
ﻭﻟﻡ ﺃﻋﺩل ﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺴﻭﺍﻜﻡ ..ﻭﺴﻤﻴﺘﻪ ﺒﻜﺘﺎﺏ )ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﻑ ﻟﻤﻥ ﻋﺠﺯ ﻋﻥ
ﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻑ("..
ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ :ﻁﺏ .ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ :ﺕ – ﺃﻴﺭﻟﻨﺩﺍ
ﻤﻼﺤﻅﺎﺕ :ﺨﻁ ﻤﻐﺭﺒﻲ؛ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ﻏﻴﺭ ﻭﺍﻀﺤﺔ؛ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻤﻁﺒﻭﻉ؛
ﻭﻫﻭ ﻴﺤﺘﻭﻱ ﻋﻠﻰ ﺜﻼﺜﻴﻥ ﻤﻘﺎﻟﺔ.
ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ" :ﻗﺎل ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺯﻜﺭﻴﺎ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﺠﺭﻯ ﺒﺤﻀﺭﺓ ﺭﺠل ﻓﺎﻀل ﺫﻜﺭ
ﺘﻘﺎﺴﻴﻡ ﺍﻟﻌﻠل ﻭﻋﻼﻤﺎﺘﻬﺎ ،ﻭﺭﺃﻴﺕ ﺃﻥ ﺃﺃﻟﻑ ﻜﺘﺎﺒﺎﹰ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻴﻌﻡ
ﻨﻔﻌﻪ"..
ﻤﻼﺤﻅﺎﺕ :ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻜﺎﻤل؛ ﻤﻜﺘﻭﺏ ﺒﺨﻁ ﻓﺎﺭﺴﻲ؛ ﻴﺒﺩﺃ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﺒﺫﻜﺭ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺜﻡ
ﻋﻼﻤﺎﺘﻬﺎ ﺜﻡ ﻋﻼﺠﻬﺎ ،ﻓﻴﺒﺩﺃ ﺃﻭﻻﹰ ﻤﺒﺘﺩﺃً ﺒﺎﻟﺜﻌﻠﺒﺔ ﻭﻴﻨﺯل ﻤﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺒﺎﻗﻲ
ﺃﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﺠﺴﻡ ﻜﺎﻟﺭﺃﺱ ﻭﺍﻟﺼﺩﺭ ﻭﺍﻟﺒﻁﻥ ﻭﻫﻜﺫﺍ.
ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺩﻗﻴﻘﺔ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺒﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺤﺩﻴﺜﺔ ﺘﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺤﻘﺎﺌﻕ
ﺒﺎﻟﻐﺔ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ﻨﻭﺠﺯﻫﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻠﻲ:
ﺃﻭﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻡ :ﻴﺅﻜﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺠﻠﻴل ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻷﻨﻁﺎﻜﻲ ﻓﻲ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻜﺘﺎﺒﻪ
ﺤﻴﺙ ﻴﻘﻭل "ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﻌﻔﺔ ﻤﻥ ﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﻼﺌﻜﺔ".
ﺜﺎﻨﻴﺎ ﺍﻟﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ :ﺘﻭﻀﺢ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻜﺘﺎﺏ ﺘﺫﻜﺭﺓ ﺩﺍﻭﺩ ﺃﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ
ﺃﻥ ﻴﺤﺭﺹ ﻋﻠﻰ ﺤﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻭﺤﻔﻅﻬﺎ ﻭﺘﻨﺯﻴﻬﻬﺎ ﻋﻥ ﺍﻷﺭﺫﺍل ﻭﺍﻟﻀﻥ
ﺒﻬﺎ ﻋﻥ ﺴﺎﻗﻁﻲ ﺍﻟﻬﻤﺔ! ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﺤﺭﺼﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻻ ﻴﺴﺎﺀ ﺍﺴﺘﺨﺩﺍﻡ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺃﻻ
ﻴﻤﺘﻬﻥ ﻫﻭ ﻭﺃﻫﻠﻪ.
ﻭﻗﺩ ﺍﻫﺘﻡ ﻜﺘﺎﺏ ﺘﺫﻜﺭﺓ ﺩﺍﻭﺩ ﺒﺘﺤﺩﻴﺩ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺅﺜﺭ ﻋﻠﻰ
ﻤﻭﺍﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺭ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ،ﻭﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﺘﺸﻴﺭ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ
ﻜل ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﻴﻔﺘﻘﺭ ﺇﻟﻰ ﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﻤﻨﻬﺎ:
ﻭﻋﻥ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻤﻨﻊ ﺤﺩﻭﺙ ﺠﺒﺭ ﺍﻟﻜﺴﺭ ،ﻴﺘﺤﺩﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻷﻨﻁﺎﻜﻲ
ﻭﻴﺒﻴﻥ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ .ﻜﻤﺎ ﺘﻁﺭﻕ ﺒﺎﻟﺤﺩﻴﺙ ﺃﻴﻀﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺨﻠﻭﻉ ﺍﻟﺘﻲ
ﻗﺩ ﺘﺼﺎﺏ ﺒﻬﺎ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻤﻔﺎﺼل ﺍﻟﺠﺴﻡ!
ﻭﻜﺘﺎﺏ "ﻫﺩﺍﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻥ" ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻟﻑ ﺒﻌﺩ ﻋﺎﻡ 350ﻫـ ،ﺃﻭل ﻜﺘﺎﺏ ﻭﺠﺩ
ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺏ ﺍﻹﻜﻠﻴﻨﻴﻜﻲ ﺒﺎﻟﻔﺎﺭﺴﻴﺔ ،ﻭﻗﺩ ﻜﺎﻨﺕ ﻟﻪ ﺸﻬﺭﺘﻪ ﺤﺘﻰ ﺒﻌﺩ ﻅﻬﻭﺭ
ﻜﺘﺎﺏ "ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ" ﻻﺒﻥ ﺴﻴﻨﺎ -ﻭﻤﺅﻟﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻫﻭ ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﺭﺍﻓﻲ ﺒﻥ ﺍﺤﻤﺩ
ﺍﻻﺨﻭﻴﻨﻲ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.
ﺃﻋﻨﺩﻜﻡ ﻨﺒﺄ ﻤﻥ ﺃﻫل ﺃﻨﺩﻟﺱﹴ *** ﻓﻘﺩ ﺴﺭﻯ ﺒﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﻘﻭﻡﹺ ﺭﻜﺒﺎﻥ
ﻟﻡ ﻴﻌﺩ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﻤﻤﺎﺭﺴﺎ ﻋﺎﻤﺎ ﺒل ﺍﺘﺴﻌﺕ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ،ﻭﺒﺩﺃﺕ ﺍﻟﻔﺭﻭﻉ ﻓﻲ
ﺍﻟﻨﺸﺄﺓ .ﺒﺯﻏﺕ ﺃﺴﻤﺎﺀ ﺃﻭﺭﺩﺘﻬﺎ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﺤﻔﻅﺘﻬﺎ ﻤﺨﻁﻭﻁﺎﺘﻬﻡ
ﺍﻟﺜﻤﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻤﻜﺘﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ،ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﺠﻤﻌﻬﺎ ﻤﺜل ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ
ﺍﻟﻔﺎﻀل ﺩ .ﻋﺒﺩ ﺍﷲ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ
ﻓﻤﻥ ﺍﻷﺠﺩﺍﺩ ﺍﻟﺫﻴﻥ ﺘﺨﺼﺼﻭﺍ ﻤﺜﻼ ﻓﻲ ﻁﺏ ﺍﻟﻌﻴﻭﻥ
Ophthalmologyﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻴﻭﻨﺱ ﺍﻟﺤﺭﺍﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻘﻭل ﻋﻨﻪ ﺃﺒﻭ ﺩﺍﻭﺩ
ﺒﻥ ﺠﻠﺠل" :ﺭﺃﻴﺕ ﺇﺜﻨﻲ ﻋﺸﺭ ﺼﺒﻴﺎﹰ ﺼﻘﺎﻟﺒﺔ ،ﻁﺒﺎﺨﻴﻥ ﻟﻸﺸﺭﺒﺔ ،ﺼﻨﺎﻋﻴﻥ
ﻟﻠﻤﻌﺠﻭﻨﺎﺕ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻴﻪ .ﻭﻜﺎﻥ ﻴﻌﻁﻲ ﻤﻨﻬﺎ -ﺒﺈﺫﻥ ﺍﻟﺨﻠﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺼﺭ -ﻤﻥ
ﺍﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺎﻜﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺭﻀﻰ ،ﻜﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﺩﺍﻭﻱ ﺍﻟﻌﻴﻥ ﻤﺩﺍﻭﺍﺓ
ﻭﻴﺘﻌﺭﺽ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﻫﺎﻤﺔ ،ﻭﺘﺩل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻗﻲ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻤﺜل :ﻨﻅﺎﻡ
ﺘﻐﺫﻴﺔ ﺍﻟﺤﺒﺎﻟﻰ ،ﺍﻟﻌﻼﻤﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﻤﺨﺎﺽ ،ﻨﻅﺎﻡ ﺘﻐﺫﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﺎﺀ ،ﻭﻓﺭﺓ
ﺍﻟﺤﻠﻴﺏ ،ﺍﻟﺭﻀﺎﻋﺔ ،ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﻭﺍﻟﺘﻭﺠﻴﻪ ﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻤﻭﻟﻭﺩ ،ﺍﻟﻨﻤﻭ
ﻭﺍﻟﺘﺤﻭﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﺭﻴﻪ.
ﻟﻲ ﻓﻴﻙ ﻴﺎ ﻟﻴل ﺁﻫﺎﺕ ﺃﺭﺩﺩﻫﺎ *** ﺃﻭﺍﻩ ﻟﻭ ﺃﺠﺩﺕ ﺍﻟﻤﺤﺯﻭﻥ ﺃﻭﺍﻩ
ﻻ ﺘﺤﺴﺒﻨﻲ ﻤﺤﺒﺎﹰ ﺃﺸﺘﻜﻲ ﻭﺼﺒﺎﹰ *** ﺃﻫﻭﻥ ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﺤﺏ ﺃﻟﻘﺎﻩ
ﺇﻨﻲ ﺘﺫﻜﺭﺕ ﻭﺍﻟﺫﻜﺭﻯ ﻤﺅﺭﻗﺔ *** ﻤﺠﺩﺍﹰ ﺘﻠﻴﺩﺍﹰ ﺒﺎﻴﺩﻴﻨﺎ ﺃﻀﻌﻨﺎﻩ
ﺃﻨﻰ ﺃﺘﺠﻬﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺒﻠﺩ *** ﺘﺠﺩﻩ ﻜﺎﻟﻁﻴﺭ ﻤﻘﺼﻭﺼﺎﹰ ﺠﻨﺎﺤﺎﻩ
ﻜﻡ ﺼﺭﻓﺘﻨﺎ ﻴﺩ ﻜﻨﺎ ﻨﺼﺭﻓﻬﺎ *** ﻭﺒﺎﺕ ﻴﺤﻜﻤﻨﺎ ﺸﻌﺏ ﻤﻠﻜﻨﺎﻩ
ﻫل ﺘﻁﻠﺒﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﻤﻌﺠﺯﺓ *** ﻴﻜﻔﻴﻪ ﺸﻌﺏ ﻤﻥ ﺍﻷﺠﺩﺍﺙ ﺃﺤﻴﺎﻩ
ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﻭﻟﺩ ﺍﻟﻤﻭﺘﻭﺭ ﺍﺨﺎﻩ ﻤﻥ ﻭﺤﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﺤﺘﻰ ﺼﺎﺭ ﻭﺍﺘﺭﻫﻡ ***
ﻭﻜﻴﻑ ﺴﺎﺱ ﺭﻋﺎﺓ ﺍﻟﺸﺎﺓ ﻤﻤﻠﻜﺔ *** ﻤﺎ ﺴﺎﺴﻬﺎ ﻗﻴﺼﺭ ﻤﻥ ﻗﺒل ﺃﻭ ﺸﺎﻩ
ﺍﻥ ﺍﻹﺨﺎﺀ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻌﺩل ﻤﻐﺯﺍﻩ ﻭﺭﺤﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﺎﻹﺴﻼﻡ ﺤﻴﻥ ﺭﺃﻭﺍ ***
ﻴﺎ ﻤﻥ ﺭﺃﻯ ﻋﻤﺭ ﺘﻜﺴﻭﻩ ﺒﺭﺩﺘﻪ *** ﻭﺍﻟﺯﻴﺕ ﺍﺩﻡ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﻜﻭﺥ ﻤﺎﻭﺍﻩ
ﻴﻬﺘﺯ ﻜﺴﺭﻯ ﻋﻠﻰ ﻜﺭﺴﻴﻪ ﻓﺭﻗﺎﹰ *** ﻤﻥ ﺒﺄﺴﻪ ﻭﻤﻠﻭﻙ ﺍﻟﺭﻭﻡ ﺘﺨﺸﺎﻩ
ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻨﻴﻔﺔ ﻋﻴﻥ ﺍﷲ ﺘﻜﻠﺅﻫﺎ *** ﻓﻜﻠﻤﺎ ﺤﺎﻭﻟﻭﺍ ﺘﺸﻭﻴﻬﻬﺎ ﺸﺎﻫﻭﺍ
ﻜﹸﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻏﺯﻴﺭ ﺍﻟﻌﻠﻡﹺ ﻭﺍﻟﻌﻤـلِ *** ﻭﺩﻉ ﻫـﻭﺍﻙ ﻭﻻ ﺘﻐﺘﹶـﺭ
ﺒﺎﻷَﻤــلِ
ﻭﺯﻴـﻥﹺ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻓﻲ ﺃﺴﻤﻰ ﻓﻀـﺎﺌﻠﻬﺎ *** ﻭﺼـﻥ ﻓﺅﺍﺩﻙ ﻋﻥ ﺇﻅﻼﻤﺔ
ﺍﻟﺯﻟﹶـلِ
ﻭﺍﻨﻬﺞ ﻟﺩﺭﺒﹺـﻙ ﺒﺎﻹﻴﻤـﺎﻥ ﻤﻨﻬﺠـﻪ *** ﻭﺍﺠﻌلْ ﺴـﺒﻴﻠﻙ ﺒﺎﻷﺨﻼﻕ
ﻴﻜﺘﹶﻤـلِ
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﺤﻔﻴﺩ ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﺒﻥ ﺃﺒﻰ ﻤﺭﻭﺍﻥ ﻜﺎﻥ ﻁﺒﻴﺒﺎ ﺸﺎﻋﺭﺍ ﻴﺤﻔﻅ ﺼﺤﻴﺢ
ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ،ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻓﻲ ﺯﻤﺎﻨﻪ ﺃﻋﻠﻡ ﻤﻨﻪ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ )ﻋﻴﻭﻥ ﺍﻷﻨﺒﺎﺀ ﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ
ﺍﺼﻴﺒﻌﺔ ﺹ (74
ﺤﻜﹶﻡ ﺍﻟﺭﺠـﺎلُ ﺯﻤﺎﻨﻬﻡ ﻓﺘﻘﺩﻤـﻭﺍ *** ﻟﻠﻤﺠﺩ ... ﻟﻠﺘﺎﺭﻴﺦﹺ ...ﻟﻺﺒﻬﺎ ﹺﺭ
ﻭﺘﺭﻓﱠﻌﻭﺍ ﻋﻤﺎ ﻴﺸـﻴﻥ ﻭﺃﻜﺭﻤـﻭﺍ *** ﺃﻫلَ ﺍﻟﻌﻘﻭلِ ﺍﻟﺤﺴﻥﹺ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭﹺ
ﺴـﺎﺩﻭﺍ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺒﻁﻭﻟﻬﺎ ﻭﺒﻌﺭﻀﻬﺎ *** ﻟﻤـﺎ ﺼﻔﹶﻭﺍ ﺒﻘﻠـﻭﺒﻬﻡ ﻟﻠﺠـﺎﺭﹺ
ﻭﺘﺨﻠﱠﺼﻭﺍ ﻤﻥ ﺤﻘﺩﻫﻡ ﻭﺸﺭﻭﺭﻫﻡ *** ﻭﺘﻨﺎﺼﺭﻭﺍ ﻟﻠﺤﻕﱢ ﻋﻨـﺩ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ
ﻋﺩﻟﻭﺍ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺩلُ ﺤﺎﻤﻲ ﻤﻠﻜﻬﻡ *** ﻭﻜﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺩلَ ﺨﻴﺭ ﻤﺴـﺎﺭﹺ
ﻟﻡ ﻴﻨﻘﺫ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺃﻭ ﻴﺭﻓﻊ ﻟﻪ *** ﺭﺃﺴﺎﹰ ﺴﻭﻯ ﺍﻟﻨﻔﺭ ﺍﻷﻟﻰ ﺭﻓﻌﻭﻙ
ﺭﺩﻭﺍ ﺍﻟﺨﻴﺎل ﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺘﻁﻠﻌﻭﺍ *** ﻜﺎﻟﺤﻕ ﺤﺼﺤﺹ ﻤﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺸﻜﻭﻙ
ﻭﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﺁﺨﺭ ﻴﺫﻜﺭ ﺃﻥ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﺒﻥ ﺴﻴﻨﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺸﺭﺍﻴﻴﻥ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ
ﺇﻤﺩﺍﺩ ﺍﻟﺠﺴﻡ ﺒﺎﻟﻐﺫﺍﺀ ﻭﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﻭﺘﺨﻠﻴﺼﻪ ﻤﻥ ﺍﻷﺒﺨﺭﺓ ﺍﻟﺩﺨﺎﻨﻴﺔ ،ﻴﻘﺘﺭﺏ
ﻜﺜﻴﺭﺍﹰ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺩﻡ ﺍﻟﺸﺭﻴﺎﻨﻲ ﻓﻲ ﻨﻘل ﺍﻷﻭﻜﺴﻴﺠﻴﻥ
ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺌﺘﻴﻥ ﻭﺘﻭﺯﻴﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺴﻡ.
ﻭﻗﺩ ﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ﻟﻠﻁﺒﻴﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﺍﻟﺸﻬﻴﺭ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ،ﻭﻓﻲ
ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻻﺒﻥ ﺴﻴﻨﺎ ﺍﻟﻭﺼﻑ ﺍﻟﺩﻗﻴﻕ ﻟﺘﺭﻜﻴﺏ ﺍﻟﻤﺦ ﻭﺃﺠﺯﺍﺌﻪ.
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻁﺒﻴﺏ ﺁﺨﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺍﻟﻤﻐﻭﻟﻲ ﻴﺴﻤﻰ ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺸﻴﺭﺍﺯﻱ
ﻜﺘﺏ ﻀﻤﻥ ﻋﺩﺓ ﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﺃﺨﺭﻯ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﺢ.
ﻭﺤﺘﻰ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻤﻥ ﻋﺸﺭ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻁﺏ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻗﺩ ﻋﺭﻑ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻋﺸﺭﺓ
ﺁﻻﻑ ﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺒﺎﺘﺎﺕ ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ ،ﻭﻴﺅﻴﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻜﺘﺎﺏ Muhit - I-
A'zamﻟﻠﺤﻜﻴﻡ ﺍﻟﻬﻨﺩﻱ ﺃﻋﻅﻡ ﺨﺎﻥ ﻭﻫﻭ ﻤﻥ ﺩﻟﻬﻲ..
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﺩ ﺇﻨﺎ ﺒﻨﻭﻩ ﺍﻟﻜﺭﺍﻡ *** ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﺩ ﺇﻨﺎ ﻫﺩﺍﺓ ﺍﻷﻤﻡ
"ﺍﺒﻥ ﺴﻴﻨﺎ"
ﻟﻘﺩ ﺃﻭﻀﺢ ﺍﺒﻥ ﺴﻴﻨﺎ ﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ﻫﺎﻤﺔ ،ﻫﻲ ﺃﻥ ﻋﻅﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﺠﻤﺔ ﻻ ﺘﻠﺘﺌﻡ ﻜﺒﻘﻴﺔ
ﺍﻟﻌﻅﺎﻡ ﺒل ﺘﺭﺘﺒﻁ ﺒﻨﺴﻴﺞ ﻟﻴﻔﻲ ﻀﺎﻡ ﻓﻘﺎل ":ﻓﺎﻋﻠﻡ ﺃﻥ ﻋﻅﺎﻡ ﺍﻟﺭﺃﺱ ﺘﺨﺎﻟﻑ
ﻋﻅﺎﻤﺎ ﺃﺨﺭﻯ ﺇﺫﺍ ﺍﻨﻜﺴﺭﺕ ﻟﻡ ﺘﺠﺭ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺸﻴﺌﺎ ﻗﻭﻴﺎ ﻜﻤﺎ ﺘﺠﺭﻴﻪ
ﻭﺘﺜﺒﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻌﻅﺎﻡ ﺒل ﺸﻴﺌﺎ ﻀﻌﻴﻔﺎ".
ﻭﺃﺸﺎﺭ ﺍﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﻴﺠﺏ ﻓﺼﺩ ﺍﻟﻌﺭﻕ ﻟﻤﻥ ﺃﺼﻴﺏ ﺒﺎﻟﻐﻴﺒﻭﺒﺔ ﻭﺇﺤﺩﺍﺙ ﻨﻘﺹ
ﻟﻠﻤﻴﺎﻩ ﺒﺠﺴﺩﻩ ﻟﺘﻘﻠﻴل ﺍﻟﻭﺭﻡ ﺒﺎﻟﺩﻤﺎﻍ.
ﻭﺘﻠﻙ ﻫﻲ ﻗﻭﺍﻋﺩ ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﺭﺘﺠﺎﺝ ﺍﻟﻤﺦ ﻟﻶﻥ )ﻟﺘﻘﻠﻴل ﺍﻟﻀﻐﻁ ﺒﺎﻟﺠﻤﺠﻤﺔ(
ﻤﻊ ﻓﺎﺭﻕ ﺍﺴﺘﺤﺩﺍﺙ ﻤﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﻭل ﺍﻵﻥ.
ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ
) (1ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻌﻼﻤﺎﺕ ﻟﻠﺴﻤﺭﻗﻨﺩﻱ.
) (2ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ..ﺍﻟﺠﺯﺀ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ.
) (3ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺠﺭﺍﺤﺔ ﻟﻌﻠﻲ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ.
ﻜﺫﻟﻙ ﻓﻰ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﺘﺨﺩﻴﺭ ﺒﺎﻻﺴﺘﻨﺸﺎﻕ ،ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻴﻘﻭل ﺍﺒﻥ ﺴﻴﻨﺎ ﻋﻥ
ﺍﻟﺒﻨﺞ ":ﻤﻥ ﺍﺴﺘﻨﺸﻕ ﺭﺍﺌﺤﺘﻪ ﻋﺭﺽ ﻟﻪ ﺴﺒﺎﺕ ﻋﻤﻴﻕ ﻤﻥ ﺴﺎﻋﺘﻪ".
ﺍﻟﺘﺨﺩﻴﺭ ﺒﺎﻟﺘﺒﺭﻴﺩ
ﺘﺤﺩﺙ ﻋﻨﻪ ﺍﺒﻥ ﺴﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺒﺭﺩ ﺒﺎﻟﺜﻠﺞ ﺘﺒﺭﻴﺩﺍﹰ
ﺒﺎﻟﻐﺎ ﻴﺨﺩﺭ.
ﻭﻴﺼﻑ ﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺍﻟﺘﺒﺭﻴﺩ ﻜﻤﺨﺩﺭ ﻤﻭﻀﻌﻲ ﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺠﺭﺍﺤﺔ ﺍﻷﺴﻨﺎﻥ ﻭﻓﻲ
ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﺘﺭ .ﻭﺘﻌﺘﺒﺭ ﻫﺫﻩ ﺃﻭل ﺍﺸﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺨﺩﻴﺭ
ﺒﺎﻟﺘﺒﺭﻴﺩ ،ﻭﻗﺩ ﺃﺼﺒﺢ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺠﺭﺍﺤﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ﻓﻲ
ﻋﺼﺭﻨﺎ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ.
ﻭﻫﻜﺫﺍ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﺘﺨﺩﻴﺭ ﺍﻟﺨﻁﻭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺘﻘﺩﻡ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺠﺭﺍﺤﺔ ﻋﻨﺩ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻥ ﻭﻓﻲ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻌﺩ.
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﺩ ﺇﻨﺎ ﺒﻨﻭﻩ ﺍﻟﻜﺭﺍﻡ *** ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺠﺩ ﺇﻨﺎ ﻫﺩﺍﺓ ﺍﻷﻤﻡ
ﻓﻌﻠﻴﻙ ﺒﺫﺭ ﺍﻟﺤﺏ ﻻ ﻗﻁﻑ ﺍﻟﺠﻨﻰ *** ﻭﺍﷲ ﻟﻠﺴﺎﻋﻴﻥ ﺨﻴﺭ ﻤﻌﻴﻥ
ﺴﺘﺴﻴﺭ ﻓﻠﻙ ﺍﻟﺤﻕ ﺘﺤﻤل ﺠﻨﺩﻩ *** ﻭﺴﺘﻨﺘﻬﻲ ﻟﻠﺸﺎﻁﺊ ﺍﻟﻤﺄﻤﻭﻥ
ﻭﻗﺩ ﻭﻀﺢ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ /ﻤﺼﻁﻔﻰ ﺃﺤﻤﺩ ﺸﺤﺎﺘﺔ _ﻤﺼﺭ _ ﺃﻥ ﻭﺼﻔﺎ ﺩﻗﻴﻘﺎ ﻏﻴﺭ
ﻤﺴﺒﻭﻕ ﻋﺎﻟﻤﻴﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ "ﺨﻠﻕ ﺍﻻﻨﺴﺎﻥ" ﻻﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺜﺎﺒﺕ ﻤﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ
ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻟﻬﺠﺭﻱ ،ﻭﺒﻌﺩﻩ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺏ "ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ" ﻻﺒﻥ ﺴﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻥ
ﺍﻟﺭﺍﺒﻊ ﺍﻟﻬﺠﺭﻱ ،ﺜﻡ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻘﺎﺴﻡ ﺍﻟﺯﻫـﺭﺍﻭﻱ ﻭﺍﺒﻥ ﺯﻫﺭ ﻤﻥ ﺍﻷﻨﺩﻟﺱ ﺜﻡ
ﻜﺜﻴﺭﻴﻥ ﻏﻴﺭﻫﻡ.
ﻨﺩﻴﻥ ﻤﺩﻯ ﺍﻟﺩﻫﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻨﺎﻡ *** ﺒﺩﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻰ ﻭﺩﻨﻴﺎ ﺍﻟﻬﻤﻡ
ﺃﻭﺍﺌﻠﻨﺎ ﺯﻟﺯﻟﻭﺍ ﺍﻟﺭﺍﺴﻴﺎﺕ *** ﺃﻨﺭﻗﺩ ﻨﺤﻥ ﻤﻊ ﺍﻟﺭﺍﻗﺩﻴﻥ
ﺒﺴﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻭﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ *** ﺘﻨﺯل ﻓﻴﻨﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺒﻴﻥ
ﺠﺭﺍﺤﺔ ﺍﻟﺤﻨﺠﺭﺓ:
ﺍﺒﺘﻜﺭ ﺍﺒﻥ ﺴﻴﻨﺎ ﺃﻨﺒﻭﺒﺔ ﺍﻟﻘﺼﺒﺔ ﺍﻟﻬﻭﺍﺌﻴﺔ ،ﻭﺼﻨﻌﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺫﻫﺏ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ،
ﻻﻨﻘﺎﺫ ﻤﺭﻀﻰ ﺍﻻﺨﺘﻨﺎﻕ .ﻭﻤﺎ ﺯﺍل ﺃﻁﺒﺎﺀ ﺍﻷﻨﻑ ﻭﺍﻷﺫﻥ ﻭﺍﻟﺤﻨﺠﺭﺓ
ﻴﺴﺘﺨﺩﻤﻭﻨﻬﺎ ﻻﻨﻘﺎﺫ ﻤﺭﻀﻰ ﺍﻻﺨﺘﻨﺎﻕ ،ﻭﺃﻁﺒﺎﺀ ﺍﻟﺘﺨﺩﻴﺭ ﻴﺴﺘﻌﻤﻠﻭﻨﻬﺎ
ﻟﺘﻭﺼﻴل ﺍﻟﻐﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﻤﺨﺩﺭﺓ ﻭﺍﻻﻜﺴﺠﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﺭﻴﺽ ﻤﻊ ﺍﺨﺘﻼﻑ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻓﻘﻁ.
ﻨﺩﻴﻥ ﻤﺩﻯ ﺍﻟﺩﻫﺭ ﺒﻴﻥ ﺍﻷﻨﺎﻡ *** ﺒﺩﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻰ ﻭﺩﻨﻴﺎ ﺍﻟﻬﻤﻡ
ﺃﻨﺭﻗﺩ ﻨﺤﻥ ﻤﻊ ﺍﻟﺭﺍﻗﺩﻴﻥ ﺃﻭﺍﺌﻠﻨﺎ ﺯﻟﺯﻟﻭﺍ ﺍﻟﺭﺍﺴﻴﺎﺕ ***
ﺒﺴﺭ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻭﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ *** ﺘﻨﺯل ﻓﻴﻨﺎ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺒﻴﻥ
ﺃﻟﻑ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺭ "ﻜﺎﻤل ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ" ،ﻭﺃﻫﺩﺍﻩ ﻟﻠﻤﻠﻙ ﻋﻀﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ
ﺍﻟﺒﻭﻴﻬﻲ ،ﻭﻗﺩ ﺩﺭﺱ ﺍﻟﻁﺏ ﻋﻠﻰ ﻴﺩ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﻤﻭﺴﻰ ﺒﻥ ﺴﻴﺎﺭ
ﻭﻜﺘﺎﺒﻪ ﻤﺭﺠﻊ ﻗﻴﻡ ،ﺘﺭﺠﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻼﺘﻴﻨﻴﺔ ﻗﺴﻁﻨﻁﻴﻥ ﺍﻹﻓﺭﻴﻘﻲ ﺴﻨﺔ
1180ﺘﺤﺕ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ ،ﻭﺴﺭﻕ ﺠﻬﺩﻩ ﻭﻨﺴﺒﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻟﻜﻥ
ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻓﻀﺤﻪ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﺒﺎﻟﻌﺜﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﻭﺍﻟﻤﺨﻁﻭﻁﺎﺕ ﺍﻷﺼﻠﻴﺔ
ﺍﻟﻌﺩﻴﺩﺓ...
ﻭﻟﻴﺸﺭﻙ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻤﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻰ ﻭﻴﺸﺩﻩ ،ﺒﻴﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻓﻲ
ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻋﺘﻪ ﻟﺘﺄﻟﻴﻑ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ،ﻭﻫﻲ ﺃﻨﻪ ﻟﻡ ﻴﺠﺩ
ﻟﻠﺴﺎﺒﻘﻴﻥ ﻤﺜل ﺃﺒﻘﺭﺍﻁ ﻭﺠﺎﻟﻴﻨﻭﺱ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼﺭﻴﻥ ﻜﺎﻟﺭﺍﺯﻱ ﻤﺅﻟﻔﺎ ﻭﺍﺤﺩﺍ
ﻴﺭﺠﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻭﻥ ﻓﻲ ﻓﻥ ﺍﻟﻁﺏ ﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺘﺸﺨﻴﺹ ﻭﺸﺘﻰ ﻁﺭﻕ
ﺍﻟﻌﻼﺝ.
ﻭﻗﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﺃﻴﻀﺎ ﺤﻜﻤﺔ ﺒﻠﻴﻐﺔ ﺘﺭﻴﻨﺎ ﻜﻴﻑ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﻔﺯ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ
ﻭﺍﻟﻀﻤﻴﺭ ﻭﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﻤﻭﺭﺍ ﻤﺘﺭﺍﺒﻁﺔ ﻤﺘﺼﻠﺔ ﺒﺎﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﻓﻰ ﺍﻷﺭﺽ" :ﺇﺫﺍ
ﺃﺭﺍﺩ ﺍﷲ ﺒﺄﻤﺔ ﺨﻴﺭﺍ ﺠﻌل ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻓﻲ ﻤﻠﻭﻜﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﻠﻙ ﻓﻲ ﻋﻠﻤﺎﺌﻬﺎ ،ﻭﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ
ﺜﻡ ﺨﺼﺹ ﻓﺼﻼ ﺁﺨﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﻀﻤﻨﻪ ﺫﻜﺭﺍ ﻟﻠﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﺜﻤﺎﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﻌﻠﻡ ﻗﺒل ﻗﺭﺍﺀﺓ ﻜل ﻜﺘﺎﺏ .ﻭﻫﻭ ﺸﻲﺀ ﺭﺍﺌﻊ ﺃﻥ ﺘﺠﺩ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺒﻤﺜل
ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺸﻤﻭل ﻭﺍﻟﺭﻭﻋﺔ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﺩﺨﻼ ﻟﻠﻁﺏ ﻭﻟﻠﻌﻠﻡ.
ﻭﻗﺩ ﺘﺤﺩﺙ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻔﺎﻀل ﺩ .ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ﻜﻌﺩﺍﻥ ﻤﻥ ﺴﻭﺭﻴﺔ ﻤﻭﻀﺤﺎ ﺃﻥ
ﻜﺘﺎﺒﻪ ﻴﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ ﺃﻓﻀل ﻤﺎ ﺃﻟﻑ ﺇﺒﺎﻥ ﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﺤﻴﺙ
ﺠﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﻜل ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺴﺎﺌﺩﺓ ﻭﻗﺘﺌﺫ ،ﻤﻊ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻗﺘﺒﺱ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﻟﻑ ﺤﻴﻥ ﻭﻀﻌﻪ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﻫﺫﺍ.
ﻭﻴﺘﺒﻴﻥ ﻟﻨﺎ ﻤﻤﺎ ﻨﺭﻯ ﺤﺠﻡ ﺇﻨﺠﺎﺯﺍﺕ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻡ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ
ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺭﻉ ﻤﻥ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻁﺏ .ﻭﻋﺭﻀﻪ ﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺭﺽ ﺒﻁﺭﻴﻘﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ
ﻓﻴﺤﺩﺩ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺜﻡ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺜﻡ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ! ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻜﻤﺎ ﻨﺩﺭﺱ ﺍﻵﻥ..
ﻓﻤﺜﻼ ﻀﻴﺎﻉ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻴﻘﻭل ﺃﻨﻪ ﺒﺴﺒﺏ ﺍﻟﺸﻠل ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺃﻭ
ﺒﺴﺒﺏ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻤﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﺠﻡ ﻋﻥ ﺴﻭﺀ ﺍﻟﺘﻐﺫﻴﺔ ﺃﻭ ﺴﻭﺀ ﺍﻟﻤﺯﺍﺝ.
ﻭﻫﻭ ﻋﺭﺽ ﻁﻴﺏ ﻴﻤﺎﺜل ﻤﺎ ﻨﻘﻭﻟﻪ ﻟﻠﻤﺭﻴﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺎﺩﺓ ﻭﻤﺎ ﻨﻀﻌﻪ ﻓﻲ
ﻤﺨﻴﻠﺘﻨﺎ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﺤﺹ ﺍﻵﻥ.
ﺜﻡ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻨﻪ ﻗﺩ ﻴﺼﺎﺏ ﺍﻟﻔﺘﻕ ﺒﺎﻻﺨﺘﻨﺎﻕ ﺤﻴﺙ ﻗﺩ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻭﻓﺎﺓ
ﺍﻟﻌﻠﻴل! ﺘﻤﺎﻤﺎ ﻜﻤﺎ ﻨﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﻤﺼﻴﺭ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻵﻥ ﻭﻤﺨﺎﻁﺭﻫﺎ..
ﻭﺜﺂﻟﻴل ﻓﻡ ﺍﻟﺭﺤﻡ :ﺤﻴﺙ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﺘﻌﺭﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻜﻤﺎ ﻴﺸﻴﺭ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ
ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻓﺘﺢ ﻓﻡ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﺒﺎﻵﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻔﺘﺢ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﺭﺤﻡ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘﺘﺒﻴﻥ ﺒﺤﺎﺴﺔ
ﺍﻟﻠﻤﺱ ﻭﺍﻟﺒﺼﺭ.
ﻓﻲ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻔﺼل ﻴﺫﻜﺭ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ،ﻜﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ
ﺍﻵﻥ ،ﻜﺄﺤﻭﺍل ﺍﻷﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﺸﻭﻫﺔ ﻜﻤﺎ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺘﻭﺍﺌﻡ ﺫﺍﻜﺭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺭﺃﺓ
ﻗﺩ ﺘﺤﻤل ﺒﺜﻼﺜﺔ ﺃﺠﻨﺔ ﺃﻭ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻭﻗﺩ ﺭﺃﻯ ﺫﻟﻙ ﺒﻨﻔﺴﻪ ،ﺃﻤﺎ ﺒﺨﻤﺴﺔ ﺃﺠﻨﺔ
ﻓﻘﺩ ﺴﻤﻊ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ! ﻭﻫﻨﺎ ﺍﻟﺩﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﻴﺜﺒﺕ ﻤﺎ ﺸﻬﺩﻩ ﻭﻴﺤﻜﻲ ﻤﺎ
ﺴﻤﻊ ﺒﻪ ﻜﻤﺎ ﻫﻭ...
ﻭﻴﺘﺒﻴﻥ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻤﺩﻯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻭﺍﺴﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﻀﻁﻠﻊ ﺒﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ،ﺸﺄﻨﻪ ﻓﻲ
ﺫﻟﻙ ﺸﺄﻥ ﻜل ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﺍﻷﻭﺍﺌل ﺍﻟﺫﻴﻥ ﻟﻡ ﻴﻜﺘﻔﻭﺍ ﻓﻘﻁ ﺒﻨﻘل ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻷﻭﻟﻴﻥ ،ﺒل
ﺇﻨﻬﻡ ﺃﻀﺎﻓﻭﺍ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﺼﻠﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻥ ﺨﻼل
ﻤﻤﺎﺭﺴﺘﻬﻡ ﺍﻟﻁﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻤﺎﺭﺴﺘﺎﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻨﺘﺸﺭﺓ ﻓﻲ ﻜل ﺤﻭﺍﻀﺭ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ.
ﻭﻟﻠﻤﺯﻴﺩ ﻋﻨﻪ ﻨﺭﺍﺠﻊ "ﻋﻴﻭﻥ ﺍﻷﻨﺒﺎﺀ ﻓﻲ ﻁﺒﻘﺎﺕ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ" ،ﺩﺍﺭ ﻤﻜﺘﺒﺔ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ /ﺒﻴﺭﻭﺕ.
ﺍﻟﺤﺼﻰ ﺍﻟﺒﻭﻟﻴﺔ:
ﻟﻘﺩ ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﺇﻫﺘﻤﺎﻤﺎ ﻜﺒﻴﺭﺍ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ،ﻓﻠﻘﺩ ﺤﺎﻭﻟﻭﺍ
ﺘﻔﺴﻴﺭ ﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﺤﺼﻰ ،! Aetiologyﻭﺃﻓﺭﺩﻭﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩﺓ ﻋﻥ
ﻋﻼﻤﺎﺘﻬﺎ ﻭﺃﻋﺭﺍﻀﻬﺎ!
ﻭﺸﺭﺤﻭﺍ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ،ﻭﻷﻭل ﻤﺭﺓ ،ﻹﺨﺭﺍﺝ ﻭﺘﻔﺘﻴﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺼﻰ! ﻜﻤﺎ
ﻨﺼﺤﻭﺍ ﺒﺎﻟﻌﻼﺠﺎﺕ ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ ﻟﺘﻔﺘﻴﺘﻬﺎ ﻭﻗﺩﻤﻭﺍ ﺍﻟﻨﺼﺎﺌﺢ ﻟﻠﺘﺤﺭﺯ ﻤﻨﻬﺎ!
ﻭﻗﺩ ﺘﺘﺒﻊ ﺍﻟﻔﺎﻀل ﺩ .ﺃﻜﺭﻡ ﻤﻨﻴﺏ ﺍﻟﺩﺠﺎﻨﻲ ﻤﻥ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻤﻭﺍﻁﻥ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻓﻲ
ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻙ ،ﻤﺜل ﺒﻴﺎﻨﻬﻡ ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺤﺼﻰ ﺤﻴﺙ ﻋﺯﻭﻩ ﻟﻀﻴﻕ ﻋﻨﻕ
ﺍﻟﻜﻠﻰ ﻭﺍﻟﻤﺜﺎﻨﺔ ﻭﺍﻟﺤﺭﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺒﺎﻁﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﻁﻌﺎﻡ ﺍﻟﻐﻠﻴﻅ ﺍﻟﻁﺒﻊ.
ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻴﻘﻭل ﺍﺒﻥ ﻗﺭﺓ "ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺒﺩﺀ ﺘﻭﻟﺩﻫﺎ ﺼﻐﺎﺭﺍ ﺭﻤﻠﻴﺔ ﻓﺈﻥ ﺘﻤﺎﺩﻯ ﺒﻬﺎ
ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻭﺃﻏﻔل ﻋﻼﺠﻬﺎ ﺍﺘﺤﺩ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﺒﺒﻌﺽ ﻓﺼﺎﺭ ﺤﺼﺎﺓ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻭﺘﺼﻠﺏ".
ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﺘﻔﻕ ﺍﺒﻥ ﺴﻴﻨﺎ ﻭﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺤﺼﺎﺓ ﺍﻟﻤﺜﺎﻨﺔ ﺃﻗل ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ
ﻷﻥ ﻤﺠﺭﻯ ﻤﺜﺎﻨﺘﻬﻥ ﺇﻟﻰ ﺨﺎﺭﺝ ﺃﻗﺼﻰ ﻭﺃﻭﺴﻊ ﻭﺃﻗل ﺘﻌﺎﺭﻴﺠﺎ.
ﻭﻟﻘﺩ ﻓﺭﻗﻭﺍ ﺒﻜل ﺩﻗﺔ ﺒﻴﻥ ﺤﺼﺎﺓ ﺍﻟﻤﺜﺎﻨﺔ ﻭﺤﺼﺎﺓ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻤﻥ ﻋﺩﺓ ﻭﺠﻭﻩ.
ﻭﻜﺘﺒﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻘﻭﻟﻨﺞ ﻭﻭﺠﻊ ﺍﻟﻜﻠﻰ ،ﻭﻜﻴﻔﻴﺔ ﻋﻼﺝ ﻜل ﻤﻨﻬﺎ.
ﺘﻔﺘﻴﺕ ﺍﻟﺤﺼﻰ:
ﺫﻜﺭ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻁﺒﺭﻱ ﺃﻥ ﻤﺎﺀ ﻭﺭﻕ ﺍﻟﻔﺠل ﻤﻔﻴﺩ ﻟﺘﻔﺘﻴﺕ
ﺍﻟﺤﺼﻰ.
ﺍﻟﺠﺭﺍﺤﺔ:
ﺃﺠﺭﻯ ﺍﻟﺯﻫﺭﺍﻭﻱ ﺍﺴﺘﺌﺼﺎل ﺤﺼﺎﺓ ﺍﻟﻤﺜﺎﻨﺔ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻤﻬﺒل،
ﻭﻭﺼﻑ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﺘﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﺭﺍﺤﺔ ﻭﺍﺴﺘﻌﻤﺎل ﺁﻟﺔ ﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﺠﺭﺡ ﻭﺁﻟﺔ ﻟﻨﺯﻉ
ﺍﻟﺤﺼﺎﺓ ﻭﺃﻫﻤﻴﺔ ﻜﻭﻥ ﺍﻟﺠﺭﺡ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺍﺨل ﺃﺼﻐﺭ ،ﻭﻴﻅﻬﺭ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻔﻥ
ﺍﻟﺠﺭﺍﺤﻲ ﻓﻲ ﺍﻹﺤﺘﻴﺎﻁ ﺒﺘﺠﻨﺏ ﺍﻹﻀﺭﺍﺭ ﺒﺎﻷﻋﻀﺎﺀ ﻭﻤﺎ ﻴﻨﺘﺞ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ
ﻤﻀﺎﻋﻔﺎﺕ.
ﺘﺤﻠﻴل ﺍﻟﺒﻭل:
ﻭﻟﻘﺩ ﻭﻀﻊ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﺸﺭﻭﻁﺎ ﻤﻌﻴﻨﺔ ﻋﻨﺩ ﻓﺤﺹ ﺍﻟﺒﻭل ﻻ ﺘﺨﺘﻠﻑ
ﻜﺜﻴﺭﺍ ﻋﻤﺎ ﻨﻨﺼﺢ ﺒﻪ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻴﺎﻡ! ﻤﻥ ﻜﻭﻨﻬﺎ ﻋﻴﻨﺔ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﻋﺩﻡ ﻭﺠﻭﺩ
ﺃﺼﺒﺎﻍ ﻜﺎﻟﺤﻨﺎﺀ ﻭﺨﻼﻓﻪ.
ﻭﻋﻥ ﻓﺤﺹ ﺍﻟﺒﻭل ﻴﻘﻭل ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ "ﺇﺫﺍ ﻨﺤﻥ ﺃﻟﻔﻨﺎ ﻜﺘﺎﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻭل ﻓﻨﻘﻭل:
ﻴﻨﻅﺭ ﺍﻟﺒﻭل ﺇﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﻭﺇﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺴﻭﺏ ﻭﺇﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻴﺢ ﻭﺇﻤﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻁﻌﻡ ﻭﺇﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻔﺎﺀ ﻭﺇﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻤﺱ ﺜﻡ ﻨﻘﻭل ﺃﺼﻨﺎﻑ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﻜﺫﺍ
ﻭﻜﺫﺍ ..ﻭﺃﺼﻨﺎﻑ ﺍﻟﻘﻭﺍﻡ ﻜﺫﺍ ﻭﻜﺫﺍ ﺜﻡ ..ﺃﺴﺒﺎﺏ ﺍﻷﺼﻨﺎﻑ ﻭﻤﺎ ﻴﺩل ﻋﻠﻴﻪ ﻜل
ﺼﻨﻑ".
ﻋﻼﺝ ﺍﻟﺒﻭﺍﺴﻴﺭ
ﻜﺘﺏ ﺃﺒﻭ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻤﻭﺴﻰ ﺒﻥ ﻤﻴﻤﻭﻥ ) (1204 -1135ﻜﺘﺎﺒﺎ ﺨﺎﺼﺎ ﺒﻬﺎ
ﻋﻨﻭﺍﻨﻪ "ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻭﺍﺴﻴﺭ" ﻭﻀﺢ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﺒﺎﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻐﺫﺍﺌﻲ ﺜﻡ ﺍﻟﻠﺠﺄ
ﻟﻠﺠﺭﺍﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ.
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺎل ﺸﺎﺭﺤﺎ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺨﻠﻊ ..ﻭﻗﻁﻊ ﺍﻷﺭﺒﻁﺔ ﺤﻭل ﺍﻟﻀﺭﺱ ..ﺜﻡ
ﺍﻟﺘﺜﺒﻴﺕ..
"ﺜﻡ ﺘﺠﺫﺏ ﺍﻟﻀﺭﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻘﺎﻤﺔ ﻟﺌﻼ ﺘﻜﺴﺭﻩ! ﻓﺈﻥ ﻟﻡ ﻴﺨﺭﺝ ﻓﺨﺫ ﺃﺤﺩ ﺘﻠﻙ
ﺍﻵﻻﺕ ﻓﺄﺩﺨﻠﻬﺎ ﺘﺤﺘﻪ ﻤﻥ ﻜل ﺠﻬﺔ ﺒﺭﻓﻕ ﻭﺭﻡ )ﻴﻌﻨﻲ ﺤﺎﻭل( ﺘﺤﺭﻴﻜﻪ ﻜﻤﺎ
ﻓﻌﻠﺕ ﺃﻭﻻﹰ! ﻭﺇﻥ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻀﺭﺱ ﻤﺜﻘﻭﺒﺎﹰ ﺃﻭ ﻤﺘﺂﻜﻼﹰ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﻤﻸ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺜﻘﺏ
ﺒﺨﺭﻗﺔ ﻭﺘﺴﺩﻫﺎ ﺴﺩﺍﹰ ﺠﻴﺩﺍﹰ ﺒﻁﺭﻑ ﻤﺭﻭﺩ ﺭﻗﻴﻕ ﻟﺌﻼ ﻴﺘﻔﺘﺕ ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﺸﺩﻙ
ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺎﻟﻜﻼﻟﻴﺏ!!! ....ﻭﺘﺤﻔﻅ ﺠﻬﺩﻙ ﻟﺌﻼ ﺘﻜﺴﺭﻩ ﻓﻴﺒﻘﻰ ﺒﻌﻀﻪ ﻓﻴﻌﻭﺩ
ﺍﻟﻌﻠﻴل ﻤﻨﻪ ﺒﻠﻴﺔ ﻫﻲ ﺃﻋﻅﻡ ﻤﻥ ﻭﺠﻌﻪ ﺍﻷﻭل!! ﻭﺇﻴﺎﻙ ﺃﻥ ﺘﻀﻊ ﻤﺎ ﻴﻀﻊ
ﺠﻬﺎل ﺍﻟﺤﺠﺎﻤﻴﻥ ﻓﻲ ﺠﺴﺭﻫﻡ ﻭﺇﻗﺩﺍﻤﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻌﻪ ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻌﻤﻠﻭﺍ
ﻤﺎ ﻭﻀﻌﻨﺎ ،ﻓﻜﺜﻴﺭﺍﹰ ﻤﺎ ﻴﺤﺩﺜﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﻼﻴﺎ ﻋﻅﻴﻤﺔ ﺃﻴﺴﺭﻫﺎ ﺃﻥ ﻴﻨﻜﺴﺭ
ﺍﻟﻀﺭﺱ ﻭﺘﺒﻘﻰ ﺃﺼﻭﻟﻪ ﻜﻠﻬﺎ ﺃﻭ ﺒﻌﻀﻬﺎ ،ﻭﺇﻤﺎ ﺃﻥ ﻴﻘﻠﻊ ﺒﺒﻌﺽ ﻋﻅﺎﻡ ﺍﻟﻔﻙ
ﻜﻤﺎ ﺸﺎﻫﺩﻨﺎﻩ ﻤﺭﺍﺭﺍﹰ! ﺜﻡ ﻴﺘﻤﻀﻤﺽ ﺒﻌﺩ ﻗﻠﻌﻪ ﺒﺸﺭﺍﺏ ﺃﻭ ﺒﺨل ﻭﻤﻠﺢ! ﻓﺈﻥ
ﺤﺩﺙ ﻨﺯﻑ ﺩﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ،ﻓﻜﺜﻴﺭﺍﹰ ﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ ﺫﻟﻙ ،ﻓﺈﺴﺤﻕ ﺤﻴﻨﺌﺫ ﺸﻴﺌﺎﹰ
ﻤﻥ ﺍﻟﺯﺍﺝ ﻭﺍﺤﺵ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﻭﻀﻊ ﻭﺇﻻ ﻓﺎﻜﻭﻩ ﺇﻥ ﻟﻡ ﻴﻨﻔﻌﻙ ﺍﻟﺯﺍﺝ!!
ﺼﻭﺭﺓ ﺍﻟﻜﻼﻟﻴﺏ ﺍﻟﻠﻁﺎﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻀﺭﺱ ﺃﻭﻻﹰ ﺘﻜﻭﻥ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﺍﻷﻁﺭﺍﻑ
ﻗﺼﻴﺭﺓ ﺍﻟﻤﻘﺒﺽ ﻏﻠﻴﻅﺔ ﻟﺌﻼ ﺘﻨﺜﻨﻲ ﻋﻨﺩ ﻗﺒﻀﻙ ﺍﻟﻀﺭﺱ!! ﻭﻓﻲ ﻁﺭﻓﻬﺎ
ﺃﻀﺭﺍﺱ ﻴﺩﺨل ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﻓﺘﻘﺒﺽ ﻗﺒﻀﺎﹰ ﻤﺤﻜﻤﺎﹰ ﻭﺜﻴﻘﺎﹰ "!!!
ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﻤﺎ ﺒﻘﻴﺕ *** ﻓﺈﻥ ﺘﻭﻟﺕ ﻤﻀﻭﺍ ﻓﻲ ﺇﺜﺭﻫﺎ ﻗﺩﻤﺎ
ﻜﺴﻭﺭ ﺍﻟﻔﻙ
ﺘﻌﺎﻤل ﻤﻌﻬﺎ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﺒﻜل ﺤﺫﻕ ﻭﺭﺩﻭﻫﺎ ﺒﺎﻟﺸﻜل ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺨﻴﻁﻭﺍ ﺍﻷﺴﻨﺎﻥ
ﺒﻪ ﻟﺸﺩﻫﺎ ﺒﺨﻴﻭﻁ ﺍﻟﺫﻫﺏ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ.
ﺜﺎﺒﺕ ﺒﻥ ﻗﺭﺓ..
ﻜﺎﻥ ﺜﺎﺒﺕ ﺒﻥ ﻗﺭﺓ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻭﻤﻥ ﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﺭﺠﻤﻴﻥ.
ﻭﻟﺩ ﺜﺎﺒﺕ ﺒﻥ ﻗﺭﺓ )ﺴﻨﺔ 221ﻫـ = 834ﻡ( ﻓﻲ ﺤﺭﺍﻥ _ ﺠﺯﺀ ﻤﻥ
ﺘﺭﻜﻴﺎ ﺍﻵﻥ _
ﻭﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﺎﺒﺌﺔ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﺴﻠﻡ ﻟﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻥ.
ﺒﺭﻉ ﺜﺎﺒﺕ ﺒﻥ ﻗﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺏ ،ﻭﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺎﺕ ،ﻭﺍﻟﻔﻠﻙ ،ﻭﺃﺘﻘﻥ ﻋﺩﺩﺍ ﻤﻥ
ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ.
ﻤﻥ ﺘﺭﺠﻤﺎﺘﻪ:
ﻜﻤﺎ ﺃﺜﺒﺕ ﺘﻔﻭﻗﺎ ﻭﻨﺒﻭﻏﺎ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﻁﺏ ﺍﻟﻌﻴﻭﻥ ،ﻭﺸﺭﺡ ﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ
ﻭﺍﻟﺯﺭﻗﺎﺀ ،ﻭﺒﺴﻁ ﻀﻌﻑ ﺍﻟﺒﺼﺭ ﻭﺃﺴﺒﺎﺒﻪ.
ﻭﻤﻥ ﻨﺼﺎﺌﺤﻪ:
"ﺭﺍﺤﺔ ﺍﻟﺠﺴﻡ ﻓﻲ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻁﻌﺎﻡ ﻭﺭﺍﺤﺔ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻓﻲ ﻗﻠﺔ ﺍﻵﺜﺎﻡ ﻭﺭﺍﺤﺔ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ
ﻓﻲ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻜﻼﻡ".
ﺜﺎﺒﺕ ﺒﻥ ﺴﻨﺎﻥ
ﻫﻭ ﺤﻔﻴﺩ ﺜﺎﺒﺕ ﺒﻥ ﻗﺭﺓ ،ﺭﺃﻴﺕ ﻟﻪ ﺘﺭﺠﻤﺔ ﺤﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺴﻴﺭ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ
ﻟﻠﺫﻫﺒﻲ ،ﻭﺘﺤﺩﺙ ﻋﻨﻪ ﺤﺩﻴﺜﺎ ﻭﺍﻓﻴﺎ ﺍﻟﺒﺎﺤﺙ ﺍﻟﻔﺎﻀل ﺴﻤﻴﺭ ﺤﻠﺒﻲ ﻤﻥ ﻤﺼﺭ.
ﺠﻤﻊ "ﺜﺎﺒﺕ ﺒﻥ ﺴﻨﺎﻥ" ﻋﺩﺩﺍ ﻜﺒﻴﺭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻤﺜل ﺠﺩﻩ .ﻓﻜﺎﻥ ﻤﺅﺭﺨﹰﺎ ﺃﺩﻴﺒﺎ
ﻁﺒﻴﺒﺎ ﻓﻠﻜﻴﺎ ﻭﺭﻴﺎﻀﻴﺎ ﺃﻴﻀﺎ!
ﺘﺄﻤل ﻤﻌﻲ
ﻨﻅﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﻟﻴﺴﺕ ﻜﺸﻔﺎ ﻏﺭﺒﻴﺎ ﻭﻻ ﺸﻤﺎﻟﻴﺎ ،ﺒل ﺍﺨﺘﺭﻋﻬﺎ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻬﻴﺜﻡ
ﺍﻟﻤﻭﻟﻭﺩ ﺴﻨﺔ 965ﻡ .ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻓﺫﺍ ﻋﺒﻘﺭﻴﺎ ﻭﺘﺭﻙ ﺩﺭﺭﺍ ﺘﺴﺒﻕ
ﻋﺼﺭﻩ ،ﻭﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﺩﺭﺭﻩ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻓﻘﻁ ...
ﻓﻬﻭ ﻫﻨﺎ ﻴﻘﺭﺭ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺠﺭﺩ ﻭﺍﻹﻨﺼﺎﻑ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺤﻕ ﻟﻴﺱ ﺒﺎﻟﻐﻠﺒﺔ ﻭﻻ
ﺒﺎﻷﻏﻠﺒﻴﺔ.
ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﻜﺒﺭ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻬﻴﺜﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﺭ ﺃﺤﺱ ﺒﻀﻌﻑ ﺒﺼﺭﻩ ﻤﻤﺎ ﻴﺘﻬﺩﺩﻩ ﻓﻲ
ﺃﻤﺭ ﻤﻁﺎﻟﻌﺘﻪ ﻭﻓﻲ ﺤﺭﻓﺘﻪ ﻭﻫﻲ ﻤﺼﺩﺭ ﺭﺯﻗﻪ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﻭﻫﻭ ﻨﺴﺦ ﺍﻟﻜﺘﺏ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ..ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻜﻌﺎﻟﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﺎﺕ ﻟﻡ ﻴﻴﺄﺱ ،ﻭﺃﺨﺫ ﻴﺠﺭﻱ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻓﻲ
ﻭﻟﻜﻥ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻬﻴﺜﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﺭﻑ ﺘﺭﻜﻴﺏ ﺍﻟﻌﻴﻥ ﻭﻭﻅﺎﺌﻑ ﺍﻟﻘﺭﻨﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻌﺩﺴﺔ .ﻜﺎﻥ ﻴﻌﻠﻡ ﺃﻥ ﻜل ﻋﻴﻥ ﻟﻬﺎ ﻗﻭﺓ ﺇﺒﺼﺎﺭ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﺎ ﺘﺘﻭﻗﻑ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻌﺩﺴﺔ ..ﻓﻘﺭﺭ ﺃﻥ ﻴﺼﻨﻊ ﺒﺩﻻﹰ ﻤﻥ ﻗﺭﺹ ﺍﻟﺯﺠﺎﺝ ﻗﺭﺼﻴﻥ ،ﻭﺍﺤﺩ ﻟﻜل ﻋﻴﻥ
ﺤﺴﺏ ﻗﻭﺓ ﺍﺒﺼﺎﺭﻫﺎ ،ﻭﺒﺫﻟﻙ ﺘﻭﺼل ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻬﻴﺜﻡ ﺇﻟﻰ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺃﻭل ﻨﻅﺎﺭﺓ
ﻁﺒﻴﺔ ﻟﻠﻘﺭﺍﺀﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ..ﺘﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﺱ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻟﻜل ﻋﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺤﺩﺓ..
ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻨﻅﺎﺭﺓ ﺘﺜﺒﺕ ﺃﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﻴﻥ ﺃﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ.
ﻜﺎﻥ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﻜﺘﺎﺒﺔ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻬﻴﺜﻡ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺴﻨﺔ ﺴﺒﻊ ﻋﺸﺭﺓ
ﻭﺃﺭﺒﻌﻤﺎﺌﺔ .ﻭﻜﺘﺏ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻤﺅﺭﺨﻭﻥ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﺨﻁ ﺠﻤﻴل ﻓﻲ ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺔ
ﻜﺘﺏ ﺒﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﺔ.
ﻜﺎﻥ ﻴﻨﺴﺦ ﻓﻲ ﻤﺩﺓ ﺴﻨﺔ ﺜﻼﺜﺔ ﻜﺘﺏ ﻓﻲ ﻀﻤﻥ ﺍﺸﺘﻐﺎﻟﻪ ﻭﻫﻲ ﺇﻗﻠﻴﺩﺱ
ﻭﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺠﺴﻁﻲ ﻭﻴﺴﺘﻜﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺴﻨﺔ ،ﻓﺈﺫﺍ ﺸﺭﻉ ﻓﻲ
ﻨﺴﺨﻬﺎ ﺠﺎﺀﻩ ﻤﻥ ﻴﻌﻁﻴﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻤﺎﺌﺔ ﻭﺨﻤﺴﻴﻥ ﺩﻴﻨﺎﺭﺍﹰ ﻤﺼﺭﻴﺔ .ﻭﺼﺎﺭ ﺫﻟﻙ
ﻜﺎﻟﺭﺴﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻻ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﻤﻭﺍﻜﺴﺔ ﻭﻻ ﻤﻌﺎﻭﺩﺓ ﻗﻭل ﻓﻴﺠﻌﻠﻬﺎ ﻤﺅﻭﻨﺘﻪ
ﻟﺴﻨﺘﻪ ،ﻭﻟﻡ ﻴﺯل ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻤﺎﺕ ﺒﺎﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻓﻲ ﺤﺩﻭﺩ ﺴﻨﺔ ﺜﻼﺜﻴﻥ
ﻭﺃﺭﺒﻌﻤﺎﺌﺔ ﺃﻭ ﺒﻌﺩﻫﺎ ﺒﻘﻠﻴل ﻭﺍﻟﻠﱠﻪ ﺃﻋﻠﻡ.
ﻭﻗﺩ ﺴﻠﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻟﻌﻅﻴﻡ "ﺍﻟﻤﻨﺎﻅﺭ" ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺤﺘﻭﻯ ﻋﻠﻰ ﻨﻅﺭﻴﺎﺕ
ﻤﺒﺘﻜﺭﺓ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻀﻭﺀ ،ﻭﻅل ﺍﻟﻤﺭﺠﻊ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻲ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺤﺘﻰ ﺍﻟﻘﺭﻥ
ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻋﺸﺭ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ﺒﻌﺩ ﺘﺭﺠﻤﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻼﺘﻴﻨﻴﺔ.
ﻭﺍﻟﺤﺴﻥ ﺒﻥ ﺍﻟﻬﻴﺜﻡ ﻫﻭ ﺃﻭل ﻤﻥ ﺒﻴﻥ ﺨﻁﺄ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﺇﻗﻠﻴﺩﺱ ﻭﻏﻴﺭﻩ ﻓﻲ ﺃﻥ
ﺸﻌﺎﻉ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﻴﻨﺒﻌﺙ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻴﻥ ﻭﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺼﺭ .ﻭﻗﺭﺭ ﻋﻜﺱ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺸﻌﺎﻉ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﻴﺨﺭﺝ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺒﺼﺭ ﻭﻴﻘﻊ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻌﻴﻥ ،ﻭﺍﺴﺘﺩل ﺒﺎﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻤﺘﺩﺍﺩ ﺸﻌﺎﻉ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﻴﻜﻭﻥ
ﻋﻠﻰ ﺨﻁ ﻤﺴﺘﻘﻴﻡ.
ﻭﻋﺭﻑ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻬﻴﺜﻡ ﺍﻷﺠﺴﺎﻡ ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﺔ ،ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻨﻔﺫ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﻭﻴﺩﺭﻙ
ﺍﻟﺒﺼﺭ ﻤﺎ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﻜﺎﻟﻬﻭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺎﺀ ،ﻭﺒﻴﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﻭﺀ ﺇﺫﺍ ﻨﻔﺫ ﻤﻥ ﻭﺴﻁ
ﺸﻔﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺁﺨﺭ ﺸﻔﺎﻑ ﺍﻨﻌﻁﻑ ﻋﻥ ﺍﺴﺘﻘﺎﻤﺘﻪ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﺍﻟﺠﺒﺭ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺒﻠﺔ ﺃﻟﹼﻑ ﻤﺎ ﻻ ﻴﻘل ﻋﻥ ﻋﺸﺭﺓ ﻜﺘﺏ ،ﻻ ﻴﻭﺠﺩ
ﻤﻨﻬﺎ ﺴﻭﻯ ﻤﺨﻁﻭﻁﺎﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻤﻜﺘﺒﺔ ﻋﺎﻁﻑ ﺒﺘﺭﻜﻴﺎ ﻤﻨﻬﺎ :ﺤﺴﺎﺏ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻼﺕ ،ﻭﺍﺴﺘﺨﺭﺍﺝ ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻋﺩﺩﻴﺔ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﻙ ﺃﺒﺩﻉ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻬﻴﺜﻡ ﻜﻌﺎﻟﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺭﺍﺯ ﺍﻷﻭل ،ﻭﺃﺴﻬﻡ ﻓﻴﻪ ﺒﻔﺎﻋﻠﻴﺔ
ﺤﺘﻰ ﺃُﻁﻠﻕ ﻋﻠﻴﻪ "ﺒﻁﻠﻴﻤﻭﺱ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ" .ﻭﻟﻡ ﻴﺼﻠﻨﺎ ﻤﻥ ﺘﺭﺍﺙ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻬﻴﺜﻡ ﻓﻲ
ﺍﻟﻔﻠﻜﻴﺎﺕ ﺇﻻ ﻨﺤﻭ ﺴﺒﻊ ﻋﺸﺭﺓ ﻤﻘﺎﻟﺔ ﻤﻥ ﺃﺭﺒﻌﺔ ﻭﻋﺸﺭﻴﻥ ﺘﺄﻟﻴﻔﹰﺎ ،ﺘﺤﺩﺙ
ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻥ ﺃﺒﻌﺎﺩ ﺍﻷﺠﺭﺍﻡ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻴﺔ ﻭﺃﺤﺠﺎﻤﻬﺎ ﻭﻜﻴﻔﻴﺔ ﺭﺅﻴﺘﻬﺎ ﻭﻏﻴﺭ ﺫﻟﻙ.
ﻭﻤﻤﺎ ﻗﺎل
ﻭﺇﻥ ﺃﻁﺎل ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻟﻲ ﻓﻲ ﻤﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻓﺴﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﺭ ﺼﻨﻔﺕ ﻭﺸﺭﺤﺕ
ﻭﻟﺨﺼﺕ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺃﺸﻴﺎﺀ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﺘﺘﺭﺩﺩ ﻓﻲ ﻨﻔﺴﻲ ﻭﻴﺒﻌﺜﻨﻲ ﻭﻴﺤﺜﻨﻲ
ﻋﻠﻰ ﺇﺨﺭﺍﺠﻬﺎ ﻓﻜﺭﻱ ،ﻭﺍﻟﻠﱠﻪ ﻴﻔﻌل ﻤﺎ ﻴﺸﺎﺀ ﻭﻴﺤﻜﻡ ﻤﺎ ﻴﺭﻴﺩﻩ ﻭﺒﻴﺩﻩ ﻤﻘﺎﻟﻴﺩ
ﻜل ﺸﻲﺀ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻤﺒﺩﺉ ﺍﻟﻤﻌﻴﺩ ﻭﻫﺫﺍ ﻤﺎ ﻭﺠﺏ ﺃﻥ ﺃﺫﻜﺭﻩ ﻓﻲ ﻤﻌﻨﻰ ﻤﺎ
ﺼﻨﻌﺘﻪ ﻭﺍﺨﺘﺼﺭﺘﻪ ﻤﻥ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻷﻭﺍﺌل ﻗﺼﺩﺕ ﺒﻪ ﻤﺫﺍﻜﺭﺓ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ ﺍﻷﻓﺎﻀل
ﻭﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﺍﻷﻤﺎﺜل ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻜﺎﻟﺫﻱ ﻴﻘﻭل
ﺭﺏ ﻤﻴﺕ ﻗﺩ ﺼﺎﺭ ﺒﺎﻟﻌﻠﻡ ﺤﻴﺎﹰ *** ﻭﻤﺒﻘﹼﻰ ﻗﺩ ﻤﺎﺕ ﺠﻬﻼﹰ ﻭﻏﻴﺎ
ﻓﺎﻗﺘﻨﻭﺍ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻜﻲ ﺘﻨﺎﻟﻭﺍ ﺨﻠﻭﺩﺍﹰ *** ﻻ ﺘﻌﺩﻭﺍ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬل ﺸﻴﺎ
ﻭﻫﺫﺍﻥ ﺍﻟﺒﻴﺘﺎﻥ ﻫﻤﺎ ﻷﺒﻲ ﺍﻟﻘﺎﺴﻡ ﺒﻥ ﺍﻟﻭﺯﻴﺭ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻋﻴﺴﻰ.
ﻤﺎ ﺯﺍل ﻴﻨﻌﺸﻨﻲ ﻨﺩﺍﻩ ﺤﺎﻀﺭﺍﹰ *** ﻭﻴﻨﻭﺏ ﻋﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻁﺎﻟﺏ ﻏﺎﺌﺒﺎ
ﺍﻟﻌﻨﺘﺭﻱ
ﻫﻭ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻤﺅﻴﺩ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺍﻟﻤﺠﻠﻲ ﺒﻥ ﺍﻟﺼﺎﺌﻎ ﺍﻟﺠﺯﺭﻱ.
ﻜﺎﻥ ﻁﺒﻴﺒﺎﹰ ﻤﺸﻬﻭﺭﺍﹰ ،ﻭﻋﺎﻟﻤﺎﹰ ﻤﺫﻜﻭﺭﺍﹰ ،ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ ،ﺠﻴﺩ ﺍﻟﺘﺩﺒﻴﺭ ،ﻭﺍﻓﺭ
ﺍﻟﻔﻀل ،ﻤﺘﻤﻴﺯﺍﹰ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﻟﻪ ﺸﻌﺭ ﻜﺜﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ.
ﻭﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﻭل ﺃﻤﺭﻩ ﻴﻜﺘﺏ ﺃﺤﺎﺩﻴﺙ ﻋﻨﺘﺭ ﺍﻟﻌﺒﺴﻲ ﻓﺼﺎﺭ ﻤﺸﻬﻭﺭﺍﹰ ﺒﻨﺴﺒﺘﻪ
ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺴﻤﻰ ﺍﻟﻌﻨﺘﺭﻱ.
ﻭﻤﻥ ﺸﻌﺭﻩ
ﻨﻘﻠﻪ ﺍﺒﻨﻪ ﻤﺅﻴﺩ ﺍﻟﺩﻴﻥ ،ﻗﺎل ﺃﻨﺸﺩﻨﻲ ﻭﺍﻟﺩﻱ ﻟﻨﻔﺴﻪ
ﺍﺤﻔﻅ ﺒﻨﻲ ﻭﺼﻴﺘﻲ ﻭﺍﻋﻤل ﺒﻬﺎ *** ﻓﺎﻟﻁﺏ ﻤﺠﻤﻭﻉ ﺒﻨﺹ ﻜﻼﻤﻲ
ﻗﺩﻡ ﻋﻠﻰ ﻁﺏ ﺍﻟﻤﺭﻴﺽ ﻋﻨﺎﻴﺔ *** ﻓﻲ ﺤﻔﻅ ﻗﻭﺘﻪ ﻤﻊ ﺍﻷﻴﺎﻡ
ﻭﺍﺠﻌل ﻁﻌﺎﻤﻙ ﻜل ﻴﻭﻡ ﻤﺭﺓ *** ﻭﺍﺤﺫﺭ ﻁﻌﺎﻤﺎﹰ ﻗﺒل ﻫﻀﻡ ﻁﻌﺎﻡ
ﻻ ﺘﺤﻘﺭ ﺍﻟﻤﺭﺽ ﺍﻟﻴﺴﻴﺭ ﻓﺈﻨﻪ *** ﻜﺎﻟﻨﺎﺭ ﻴﺼﺒﺢ ﻭﻫﻲ ﺫﺍﺕ ﻀﺭﺍﻡ
ﺇﻴﺎﻙ ﺘﻠﺯﻡ ﺃﻜل ﺸﻲﺀ ﻭﺍﺤﺩ *** ﻓﺘﻘﻭﺩ ﻁﺒﻌﻙ ﻟﻸﺫﻯ ﺒﺯﻤﺎﻡ
ﻭﻟﻪ ﺃﻴﻀﺎ
ﻋﺭﻓﺕ ﺍﻟﺭﺠﺎل ﺒﺎﻟﻌﻠﻡ ﻟﻤﺎ *** ﻋﺭﻑ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺒﺎﻟﺭﺠﺎل ﺍﻟﻨﺎﺱ
**************
ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺭﻴﻌﺔ ﺤﻜﻤﺔ ﻭﻤﻨﺎﻓﻊ *** ﻟﻤﺩﺍﺨل ﻭﻤﺼﺎﻟﺢ ﻟﻤﺨﺎﺭﺝ
ﻭﺍﻟﻌﻘل ﻨﻭﺭ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﺇﻻ ﺃﻨﻪ *** ﻟﻠﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻤﺤﺴﻭﺱ ﻏﻴﺭ ﻤﻤﺎﺯﺝ
ﻓﻤﺘﻰ ﺍﻜﺘﻔﻴﺕ ﺒﻔﻌل ﻋﻘل ﺩﺍﺨل *** ﻓﺴﺩﺕ ﺃﻤﻭﺭﻙ ﻜﻠﻬﺎ ﻤﻥ ﺨﺎﺭﺝ
ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﻜﻭﺍﻜﺏ ﺘﻬﺩﻱ ﺇﻟﻰ *** ﺴﺒل ﺍﻟﻬﺩﻯ ﻟﺫﻭﻱ ﺍﻟﺴﺭﻯ ﻭﺍﻟﺩﺍﻟﺞ
ﻭﺘﻭﻓﻲ ﻓﺨﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﻤﺎﺭﺩﻴﻨﻲ ﺭﺤﻤﻪ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﻴﻭﻡ ﺍﻟﺴﺒﺕ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ
ﻤﻥ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺴﻨﺔ ﺃﺭﺒﻊ ﻭﺘﺴﻌﻴﻥ ﻭﺨﻤﺴﻤﺎﺌﺔ ﺒﺂﻤﺩ ﻭﻟﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤﺭ ﺍﺜﻨﺘﺎﻥ
ﻭﺜﻤﺎﻨﻭﻥ ﺴﻨﺔ.
ﻭﻭﻗﻑ ﺠﻤﻴﻊ ﻜﺘﺒﻪ ﻓﻲ ﻤﺎﺭﺩﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻬﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻭﻗﻔﻪ ﺤﺴﺎﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﻥ
ﺃﺭﺘﻕ ﻭﻜﺎﻥ ﺤﺴﺎﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻫﺫﺍ ﻓﺎﻀﻼﹰ ﺤﻜﻴﻤﺎﹰ ﻭﻗﺩ ﻭﻗﻑ ﺃﻴﻀﺎﹰ ﻓﻲ ﻤﺸﻬﺩﻩ
ﻜﺘﺒﺎﹰ ﺤﻜﻤﻴﺔ.
ﻭﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻔﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﺨﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻫﻲ ﻤﻥ ﺃﺠﻭﺩ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﻭﻫﻲ ﻨﺴﺨﻪ
ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﻗﺭﺃ ﺃﻜﺜﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺸﺎﻴﺨﻪ ﻭﺤﺭﺭﻫﺎ ﻭﻗﺩ ﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺘﺼﺤﻴﺤﻬﺎ
ﻭﺇﺘﻘﺎﻨﻬﺎ.
ﻭﺤﺩﺜﻨﻲ ﺴﺩﻴﺩ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺒﻥ ﻋﻤﺭ ﻭﻜﺎﻥ ﺤﺎﻀﺭﺍﹰ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﺨﺭ
ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﻤﺎﺭﺩﻴﻨﻲ ﻭﻗﺕ ﻤﻭﺘﻪ ﻗﺎل ﻟﻡ ﻴﺯل ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﺨﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻟﻤﺎ ﺃﺤﺱ
ﺒﺎﻟﻤﻭﺕ ﻴﺫﻜﺭ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﻴﻤﺠﺩﻩ ﻭﻟﻡ ﻴﻔﺘﺭ ﻋﻥ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﺤﻴﻥ ﻗﻀﻰ ﻭﻜﺎﻥ
ﺁﺨﺭ ﺸﻲﺀ ﺴﻤﻌﻨﺎﻩ ﻤﻨﻪ ﺍﻟﻠﹼﻬﻡ ﺇﻨﻲ ﺁﻤﻨﺕ ﺒﻙ ﻭﺒﺭﺴﻭﻟﻙ ﺼﺩﻕ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﹼﻪ
ﻴﺴﺘﺤﻲ ﻤﻥ ﻋﺫﺍﺏ ﺍﻟﺸﻴﺦ.
ﺍﺒﻥ ﺴﺩﻴﺭ
ﻫﻭ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﹼﻪ
ﻜﺎﻥ ﻁﺒﻴﺒﺎﹰ ﻋﺎﻟﻤﺎﹰ ،ﻭﻴﻘﻭل ﺍﻟﺸﻌﺭ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺩﻤﺎﺜﺔ ﻭﺩﻋﺎﺒﺔ.
ﻭﺘﻭﻓﻲ ﺒﺎﻟﻤﺩﺍﺌﻥ ﻓﺠﺄﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺸﺭ ﺍﻷﺨﻴﺭ ﻤﻥ ﺭﻤﻀﺎﻥ ﺴﻨﺔ ﺴﺘﺔ ﻭﺴﺘﻤﺎﺌﺔ.
ﻭﻗﺎل:
ﺃﻴﺎ ﺃﺜﻼﺕ ﺒﺎﻟﻌﺭﺍﻕ ﺃﻟﻔﺘﻬﺎ *** ﻋﻠﻴﻙ ﺴﻼﻡ ﻻ ﻴﺯﺍل ﻴﻔﻭﺡ
ﻟﻘﺩ ﻜﻨﺕ ﺠﻠﺩﺍﹰ ﺜﺎﻭﻴﺎﹰ ﺒﻔﻨﺎﺌﻬﺎ *** ﻓﻘﺩ ﻋﺎﺩ ﻤﻜﺘﻭﻡ ﺍﻟﻔﺅﺍﺩ ﻴﺒﻭﺡ
ﻓﻤﺎ ﺃﺤﺴﻥ ﺍﻷﻴﺎﻡ ﻓﻲ ﻅل ﺃﻨﺴﻬﺎ *** ﻗﺒﻴل ﻁﻠﻭﻉ ﺍﻟﺸﻤﺱ ﺤﻴﻥ ﺘﻠﻭﺡ
ﻭﻗﺩ ﻏﺭﺩ ﺍﻟﻘﻤﺭﻱ ﻓﻲ ﻏﺴﻕ ﺍﻟﺩﺠﻰ *** ﻭﺭﺍﻋﻰ ﺤﻤﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﺼﻭل ﻴﻨﻭﺡ
ﺫﻜﺭﺕ ﻟﻴﺎل ﺒﺎﻟﺼﺭﺍﻁ ﻭﻁﻴﺒﻬﺎ *** ﻨﻁﻴﺭ ﻟﻬﺎ ﺸﻭﻗﺎﹰ ﻭﻨﺤﻥ ﺠﻤﻭﺡ
ﺍﺴﺤﺎﻕ ﺒﻥ ﻋﻤﺭﺍﻥ
ﻁﺒﻴﺏ ﻤﺸﻬﻭﺭ ﻭﻋﺎﻟﻡ ﻤﺫﻜﻭﺭ ،ﻜﺎﻥ ﻁﺒﻴﺒﺎﹰ ﺤﺎﺫﻗﺎﹰ ﻤﺘﻤﻴﺯﺍﹰ ﻭﺼﻴﺩﻻﻨﻴﺎ ﻋﺒﻘﺭﻴﺎ
ﺒﺘﺄﻟﻴﻑ ﺍﻷﺩﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺔ ﺒﺼﻴﺭﺍﹰ ﺒﺘﻔﺭﻗﺔ ﺍﻟﻌﻠل Differential
.diagnosis
ﺃﺸﺒﻪ ﺍﻷﻭﺍﺌل ﻓﻲ ﻋﻠﻤﻪ ﻭﺠﻭﺩﺓ ﻗﺭﻴﺤﺘﻪ ،ﺍﺴﺘﻭﻁﻥ ﺍﻟﻘﻴﺭﻭﺍﻥ ﺤﻴﻨﺎﹰ.
ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺭ
ﻫﻭ ﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺨﺎﻟﺩ ،ﻭﻴﻌﺭﻑ ﺒﺄﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺭ ﻤﻥ
ﺃﻫل ﺍﻟﻘﻴﺭﻭﺍﻥ
ﺃﺴﺭﺘﻪ ﻜﻠﻬﺎ ﺃﻁﺒﺎﺀ ﻓﻬﻭ ﻁﺒﻴﺏ ﺍﺒﻥ ﻁﺒﻴﺏ ﻭﻋﻤﻪ ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﻁﺒﻴﺏ.
ﻜﺎﻥ ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻔﻬﻡ ،ﻭﻗﺎل ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺒﻥ ﺤﺴﺎﻥ ﺇﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺨﺎﻟﺩ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ
ﺃﺨﺫ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻤﺄﺨﺫﺍﹰ ﻋﺠﻴﺒﺎﹰ ﻓﻲ ﺴﻤﺘﻪ ﻭﻫﺩﻴﻪ ﻭﻟﻡ ﻴﺤﻔﻅ ﻋﻨﻪ ﺒﺎﻟﻘﻴﺭﻭﺍﻥ ﺯﻟﺔ
ﻗﻁ ،ﻭﻻ ﺃﺨﻠﺩ ﺇﻟﻰ ﻟﺫﺓ ..ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﻟﻡ ﻴﺅﺜﺭ ﺃﻨﻪ ﺍﺭﺘﻜﺏ ﺨﻁﺄ ﻓﻘﻁ ....
ﻭﻋﺎﺵ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺭ ﻨﻴﻔﺎﹰ ﻭﺜﻤﺎﻨﻴﻥ ﺴﻨﺔ ،ﻭﻤﺎﺕ ﺒﺎﻟﻘﻴﺭﻭﺍﻥ ،ﻭﻭﺠﺩ ﻟﻪ
ﻤﻜﺘﺒﺔ ﻋﻅﻴﻤﺔ ﻋﺸﺭﻭﻥ ﻗﻨﻁﺎﺭﺍﹰ ﻤﻥ ﻜﺘﺏ ﻁﺒﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ.
ﻭﻗﺎل ﻜﺸﺎﺠﻡ ﻴﻤﺩﺡ ﺃﺒﺎ ﺠﻌﻔﺭ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺭ ﻭﻴﺼﻑ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ
ﺒﺯﺍﺩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ
ﺃﺒﺎ ﺠﻌﻔﺭ ﺃﺒﻘﻴﺕ ﺤﻴﺎﹰ ﻭﻤﻴﺘﺎﹰ ﻤﻔﺎﺨﺭ *** ﻓﻲ ﻁﻬﺭ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻋﻅﺎﻤﺎ
ﺭﺃﻴﺕ ﻋﻠﻰ ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺭ ﻋﻨﺩﻨﺎ ***ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﻅﺭﻴﻥ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻥ ﺯﺤﺎﻤﺎ
ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺴﻤﺢ
ﻫﻭ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻘﺎﺴﻡ ﺃﺼﺒﻎ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺍﻟﺴﻤﺢ ﺍﻟﻤﻬﻨﺩﺱ ﺍﻟﻐﺭﻨﺎﻁﻲ
ﻭﻫﻭ ﻤﻬﻨﺩﺱ ﻁﺒﻴﺏ ،ﻜﺎﻥ ﻤﺤﻘﻘﺎﹰ ﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﻌﺩﺩ ﻭﺍﻟﻬﻨﺩﺴﺔ ﻤﺘﻘﺩﻤﺎﹰ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ
ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻷﻓﻼﻙ ﻭﺤﺭﻜﺎﺕ ﺍﻟﻨﺠﻭﻡ ،ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻟﻪ ﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻋﻨﺎﻴﺔ ﺒﺎﻟﻁﺏ.
ﻭﻟﻪ ﺘﺂﻟﻴﻑ ﺤﺴﺎﻥ ﻤﻨﻬﺎ:
ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺩﺨل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﻨﺩﺴﺔ ﻓﻲ ﺘﻔﺴﻴﺭ ﻜﺘﺎﺏ ﺃﻗﻠﻴﺩﺱ
ﻭﻤﻨﻬﺎ ﻜﺘﺎﺏ ﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﺒﺎﻟﻤﻌﺎﻤﻼﺕ
ﻭﻤﻨﻬﺎ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻨﺩﺴﺔ ،ﻴﻘﻀﻲ ﻓﻴﻪ ﺃﺠﺯﺍﺀﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﺨﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻡ
ﻭﺍﻟﻤﻘﻭﺱ ﻭﺍﻟﻤﻨﺤﻨﻲ.
ﺘﻭﻓﻲ ﺒﻤﺩﻴﻨﺔ ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ﻻﺜﻨﺘﻲ ﻋﺸﺭﺓ ﻟﻴﻠﺔ ﺒﻘﻴﺕ ﻟﺭﺠﺏ ﺴﻨﺔ ﺴﺕ ﻭﻋﺸﺭﻴﻥ
ﻭﺃﺭﺒﻌﻤﺎﺌﺔ ،ﻭﻫﻭ ﺍﺒﻥ ﺴﺕ ﻭﺨﻤﺴﻴﻥ ﺴﻨﺔ ﺸﻤﺴﻴﺔ
ﺍﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ
ﻫﻭ ﺃﺒﻭ ﻤﺴﻠﻡ ﻋﻤﺭ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺨﻠﺩﻭﻥ ﺍﻟﺤﻀﺭﻤﻲ ﻤﻥ ﺃﺸﺭﺍﻑ ﺃﻫل
ﺇﺸﺒﻴﻠﻴﺔ،
ﻜﺎﻥ ﻤﺸﻬﻭﺭﺍﹰ ﺒﻌﻠﻡ ﺍﻟﻬﻨﺩﺴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﻭﻡ ﻭﺍﻟﻁﺏ ﺤﺭﻴﺼﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻡ ﺍﻹﺼﻼﺡ
ﻟﻸﺨﻼﻕ ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻹﺠﺘﻤﺎﻉ...
ﻓﺘﺫﻭﻗﻭﺍ ﻁﻌﻡ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺃﺩﺭﻜﻭﺍ *** ﻤﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﻟﺔ ﻤﻥ ﺃﺫﻯ ﻭﺘﺒﺎﺏ
ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﺄﺴﺎﺀ ﻤﺯﻨﺔ ﺭﺤﻤﺔ *** ﻭﺍﻟﺠﻬل ﻓﻰ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﺀ ﺴﻭﻁ ﻋﺫﺍﺏ
ﻭﻟﻌل ﻭﺭﺩ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺭﻋﻪ *** ﺴﺎﻕ ﻤﻥ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﻭﺭﺩ ﺴﺭﺍﺏ
ﻭﻟﻪ ﻗﺼﺔ ﻟﻁﻴﻔﺔ ،ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﻤﺭﻭﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﺃﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ
ﺒﺎﺸﺒﻴﻠﻴﺔ ﻴﺠﺩ ﻓﻲ ﻁﺭﻴﻘﻪ ﻋﻨﺩ ﺤﻤﺎﻡ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﺒﺎﻟﻘﺭﺏ ﻤﻥ ﺩﺍﺭ ﺍﺒﻥ ﻤﺅﻤل
ﻤﺭﻴﻀﺎﹰ ﺒﻪ ﺴﻭﺀ ﻭﻗﺩ ﻜﺒﺭ ﺠﻭﻓﻪ ﻭﺍﺼﻔﺭ ﻟﻭﻨﻪ ﻓﻜﺎﻥ ﺃﺒﺩﺍﹰ ﻴﺸﻜﻭ ﺇﻟﻴﻪ ﺤﺎﻟﻪ
ﻭﻴﺴﺄﻟﻪ ﺍﻟﻨﻅﺭ ﻓﻲ ﺃﻤﺭﻩ.
ﻓﻠﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺒﻌﺽ ﺍﻷﻴﺎﻡ ﺴﺄﻟﻪ ﻤﺜل ﺫﻟﻙ ﻓﻭﻗﻑ ﺃﺒﻭ ﻤﺭﻭﺍﻥ ﺒﻥ ﺯﻫﺭ ﻋﻨﺩﻩ
ﻭﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻭﺠﺩ ﻋﻨﺩ ﺭﺃﺴﻪ ﺇﺒﺭﻴﻘﺎﹰ ﻋﺘﻴﻘﺎﹰ ﻴﺸﺭﺏ ﻤﻨﻪ ﺍﻟﻤﺎﺀ ،ﻓﻘﺎل ﺇﻜﺴﺭ
ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺒﺭﻴﻕ ﻓﺈﻨﻪ ﺴﺒﺏ ﻤﺭﻀﻙ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﻻ ﺒﺎﻟﻠﹼﻪ ﻴﺎ ﺴﻴﺩﻱ ﻓﺈﻨﻲ ﻤﺎ ﻟﻲ
ﻏﻴﺭﻩ ﻓﺄﻤﺭ ﺒﻌﺽ ﺨﺩﻤﻪ ﺒﻜﺴﺭﻩ ﻓﻜﺴﺭﻩ ،ﻓﻅﻬﺭ ﻤﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﻜﺴﺭ ﻀﻔﺩﻉ ﻭﻗﺩ
ﻜﺒﺭ ﻤﻤﺎ ﻟﻪ ﻓﻴﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﺍﺒﻥ ﺯﻫﺭ ﺨﻠﺼﺕ ﻴﺎ ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﺽ
ﺍﻨﻅﺭ ﻤﺎ ﻜﻨﺕ ﺘﺸﺭﺏ ،ﻭﺒﺭﺃ ﺍﻟﺭﺠل ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ....
ﻭﺤﺩﺜﻨﺎ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺃﺒﻲ ﻤﺭﻭﺍﻥ ﺍﻟﺒﺎﺠﻲ ﻋﻥ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭ ﺒﻥ ﺯﻫﺭ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﺸﺩﻴﺩ
ﺍﻟﺒﺄﺱ ﻴﺠﺫﺏ ﻗﻭﺴﺎﹰ ﻤﺎﺌﺔ ﻭﺨﻤﺴﻴﻥ ﺭﻁﻼﹰ ﺒﺎﻷﺸﺒﻴﻠﻲ ،ﻭﺍﻟﺭﻁل ﺍﻟﺫﻱ
ﺒﺈﺸﺒﻴﻠﻴﺔ ﺴﺘﺔ ﻋﺸﺭ ﺃﻭﻗﻴﺔ ﻭﻜل ﺃﻭﻗﻴﺔ ﻋﺸﺭﺓ ﺩﺭﺍﻫﻡ.
ﻜﺎﻥ ﻜﺭﻴﻤﺎ ،ﻭﻟﻪ ﻤﻭﻗﻑ ﻟﻁﻴﻑ ﺃﻥ ﺭﺠﻼﹰ ﻤﻥ ﺒﻨﻲ ﺍﻟﻴﻨﺎﻗﻲ ﻜﺎﻥ ﺼﺩﻴﻘ ﹰﺎ
ﻟﻠﺤﻔﻴﺩ ﺃﺒﻲ ﺒﻜﺭ ﺒﻥ ﺯﻫﺭ ﻭﻜﺎﻥ ﻴﺠﺎﻟﺴﻪ ﻜﺜﻴﺭﺍﹰ ،ﻓﺭﺁﻩ ﺍﻟﺤﻔﻴﺩ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺭ ﻤﺎ
ﻴﻌﻬﺩﻩ ﺒﻪ ﻤﻥ ﺍﻹﻨﺒﺴﺎﻁ ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﻤﺎ ﻟﺨﺎﻁﺭﻙ ﻜﺄﻨﻪ ﻤﺸﺘﻐل ﺒﺸﻲﺀ ﻋﺭﻓﻨﻲ ﻤﺎ
ﻫﻭ ،ﻓﻘﺎل ﻨﻌﻡ ﺇﻥ ﻟﻲ ﺒﻨﺘﺎﹰ ﺯﻭﺠﺘﻬﺎ ﻟﺭﺠل ﻭﻫﻭ ﻴﻁﻠﺒﻬﺎ ﻭﻗﺩ ﺍﺤﺘﺠﺕ ﺇﻟﻰ
ﺜﻠﺜﻤﺎﺌﺔ ﺩﻴﻨﺎﺭ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﺇﻟﻌﺏ ﻭﻤﺎ ﻋﻠﻴﻙ ﻓﺈﻥ ﻋﻨﺩﻱ ﻓﻲ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﻫﺫﺍ ﺜﻠﺜﻤﺎﺌﺔ
ﺩﻴﻨﺎﺭ ﺇﻻ ﺨﻤﺴﺔ ﺩﻨﺎﻨﻴﺭ ﺘﺄﺨﺫﻫﺎ ،ﻓﻠﻌﺏ ﻤﻌﻪ ﺴﺎﻋﺔ ﻭﺍﺴﺘﺩﻋﻰ ﺒﺎﻟﺫﻫﺏ
ﻭﺃﻋﻁﺎﻩ ﻟﻪ .ﻓﻠﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻋﻥ ﻗﺭﺏ ﺃﺘﺎﻩ ﺼﺎﺤﺒﻪ ﻭﺘﺭﻙ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻴﻪ ﺜﻠﺜﻤﺎﺌﺔ ﺩﻴﻨﺎﺭ
ﺇﻻ ﺨﻤﺴﺔ ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﺍﺒﻥ ﺯﻫﺭ ﻤﺎ ﻫﺫﺍ ﻓﻘﺎل ﺇﻨﻨﻲ ﺒﻌﺕ ﺯﻴﺘﻭﻨﺎﹰ ﻟﻲ ﺒﺴﺒﻌﻤﺎﺌﺔ
ﺩﻴﻨﺎﺭ ﻭﻗﺩ ﺃﺘﻴﺕ ﻤﻨﻬﺎ ﺒﺜﻠﺜﻤﺎﺌﺔ ﺩﻴﻨﺎﺭ ﺇﻻ ﺨﻤﺴﺔ ﻋﻭﺽ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻔﻀﻠﺕ ﺒﻪ
ﻋﻠﻲ ﻭﺃﻗﺭﻀﺘﻨﻲ ﺇﻴﺎﻩ ﻭﻗﺩ ﺒﻘﻲ ﻋﻨﺩﻱ ﺤﺎﺼﻼﹰ ﺃﺭﺒﻌﻤﺎﺌﺔ ﺩﻴﻨﺎﺭ ،ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﺍﺒﻥ
ﻭﻤﻥ ﻋﺒﻘﺭﻴﺘﻪ ﺃﻨﻪ ﺍﺨﺘﺎﺭ ﻟﻠﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭ ﻤﻭﻀﻌﺎ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺤﺼﻥ ﺒﺤﻴﺙ
ﻴﻜﻭﻥ ﻁﻴﺏ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ،ﻭﺘﺤﻜﻲ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﻅﻠﺕ ﻓﻴﻪ ﺤﺒﻭﺏ ﻨﺒﺎﺕ
ﺍﻟﺤﻨﻁﺔ ﺜﻤﺎﻨﻴﻥ ﺴﻨﺔ ﻟﻡ ﺘﺘﻐﻴﺭ ﻭﻟﻡ ﺘﺘﻌﻔﻥ ﻓﻬﻭ ﻤﻭﻗﻊ ﺠﺎﻑ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﻭﻨﻘﻲ
ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻠﻭﺙ ..ﻓﻅﻠﺕ ﺤﺘﻰ ﺒﻌﺩ ﻤﻭﺘﻪ ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﻤﻥ ﻋﻠﻡ ﻋﺒﺎﺩﻩ ....ﻭﻜﺎﻥ
ﺍﺴﻤﻪ ﺤﺼﻥ ﺍﻟﻔﺭﺓ ﻗﺭﻴﺏ ﻤﻥ ﺇﺸﺒﻴﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﻴﻠﻴﻥ ﻤﻨﻬﺎ ﻭﻴﻭﺼﻑ ﺒﺄﻨﻪ
ﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ....
ﻭﻜﺎﻥ ﻴﻜﺭﻩ ﻨﺸﺭ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺘﺨﺭﻴﻔﺎﺘﻬﺎ ....ﻭﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺃﺘﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﻥ
ﺍﻟﻁﻠﺒﺔ ﺍﺜﻨﺎﻥ ﻟﻴﺸﺘﻐﻼ ﻋﻠﻴﻪ ﺒﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻁﺏ ﻓﺘﺭﺩﺩﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻻﺯﻤﺎﻩ ﻤﺩﺓ ﻭﻗﺭﺃﺍ
ﻋﻠﻴﻪ ﺸﻴﺌﺎﹰ ﻤﻥ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﻁﺏ ،ﺜﻡ ﺇﻨﻬﻤﺎ ﺃﺘﻴﺎﻩ ﻴﻭﻤﺎﹰ ﻭﺒﻴﺩ ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﻜﺘﺎﺏ ﺼﻐﻴﺭ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻴﺤﻀﺭ ﻤﻌﻬﻤﺎ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺤﺴﻴﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﺒﺎﻟﻤﺼﺩﻭﻡ ﻭﻜﺎﻥ
ﻏﺭﻀﻪ ﺃﻥ ﻴﺸﺘﻐﻠﻭﺍ ﻓﻴﻪ ،ﻓﻠﻤﺎ ﻨﻅﺭ ﺍﺒﻥ ﺯﻫﺭ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻗﺎل ﻤﺎ ﻫﺫﺍ
ﺜﻡ ﺃﺨﺫﻩ ﻴﻨﻅﺭ ﻓﻴﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺠﺩﻩ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻤﻨﻁﻕ ﺭﻤﻰ ﺒﻪ ﻨﺎﺤﻴﺔ ،ﺜﻡ ﻨﻬﺽ
ﺇﻟﻴﻬﻡ ﺤﺎﻓﻴﺎﹰ ﻟﻴﻀﺭﺒﻬﻡ ﻭﺍﻨﻬﺯﻤﻭﺍ ﻗﺩﺍﻤﻪ ﻭﺘﺒﻌﻬﻡ ﻴﻌﺩﻭ ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻟﺘﻪ ﺘﻠﻙ ﻭﻫﻭ
ﻴﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﻨﻬﺭﻫﻡ ﻭﻫﻡ ﻴﺘﻌﺎﺩﻭﻥ ﻗﺩﺍﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺭﺠﻊ ﻋﻨﻬﻡ ﻋﻥ ﻤﺴﺎﻓﺔ ﺒﻌﻴﺩﺓ
ﻓﺒﻘﻭﺍ ﻤﻨﻘﻁﻌﻴﻥ ﻋﻨﻪ ﺃﻴﺎﻤﺎﹰ ﻻ ﻴﺠﺴﺭﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﺄﺘﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ .ﺜﻡ ﺇﻨﻬﻡ ﺘﻭﺴﻠﻭﺍ ﺇﻟﻰ
ﺃﻥ ﺤﻀﺭﻭﺍ ﻋﻨﺩﻩ ﻭﺍﻋﺘﺫﺭﻭﺍ ﺒﺄﻥ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻟﻬﻡ ﻭﻻ ﻟﻬﻡ ﻓﻴﻪ
ﻏﺭﺽ ﺃﺼﻼﹰ ﻭﺃﻨﻬﻡ ﺇﻨﻤﺎ ﺭﺃﻭﻩ ﻤﻊ ﺤﺩﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﻭﻫﻡ ﻗﺎﺼﺩﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ
ﻓﻬﺯﺃﻭﺍ ﺒﺼﺎﺤﺒﻪ ﻭﻋﺒﺜﻭﺍ ﺒﻪ ﻭﺃﺨﺫﻭﺍ ﻤﻨﻪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻗﻬﺭﺍﹰ ﻭﺒﻘﻲ ﻤﻌﻪ ﻭﺩﺨﻠﻭﺍ
ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻫﻡ ﺴﺎﻫﻤﻭﻥ ﻋﻨﻪ ،ﻓﺘﺨﺎﺩﻉ ﻟﻬﻡ ﻭﻗﺒل ﻤﻌﺫﺭﺘﻬﻡ ﻭﺍﺴﺘﻤﺭﻭﺍ ﻓﻲ
ﻗﺭﺍﺀﺘﻬﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻁﺏ .ﻭﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺒﻌﺩ ﻤﺩﻴﺩﺓ ﺃﻤﺭﻫﻡ ﺃﻥ ﻴﺠﻴﺩﻭﺍ ﺤﻔﻅ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺃﻥ ﻴﺸﺘﻐﻠﻭﺍ ﺒﻘﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺭ ﻭﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺃﻥ ﻴﻭﺍﻅﺒﻭﺍ ﻋﻠﻰ
ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺩﺍﺀ ﺒﻬﺎ ﻭﻻ ﻴﺨﻠﻭﺍ ﺒﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ،ﻓﻠﻤﺎ
ﺍﻤﺘﺜﻠﻭﺍ ﺃﻤﺭﻩ ﻭﺃﺘﻘﻨﻭﺍ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﺎ ﺃﺸﺎﺭ ﺒﻪ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﻭﺼﺎﺭﺕ ﻟﻬﻡ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ
ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ ﺴﺠﻴﺔ ﻭﻋﺎﺩﺓ ﻗﺩ ﺃﻟﻔﻭﻫﺎ ،ﻜﺎﻨﻭﺍ ﻴﻭﻤﺎﹰ ﻋﻨﺩﻩ ﻭﺇﺫﺍ ﺒﻪ ﻗﺩ
ﻭﻤﻥ ﺸﻌﺭﻩ
ﻭﺫﺍﻙ ﺍﻟﻭﺠﻴﻪ ﺘﺸﻭﻗﻨﻲ ﻭﺘﺸﻭﻗﺘﻪ *** ﻓﻴﺒﻜﻲ ﻋﻠﻲ ﻭﺃﺒﻜﻲ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﻗﺩ ﺘﻌﺏ ﺍﻟﺸﻭﻕ ﻤﺎ ﺒﻴﻨﻨﺎ *** ﻓﻤﻨﻪ ﺇﻟﻲ ﻭﻤﻨﻲ ﺇﻟﻴﻪ
ﺇﻨﻲ ﻨﻅﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺭﺁﺓ ﺇﺫ ﺠﻠﻴﺕ *** ﻓﺄﻨﻜﺭﺕ ﻤﻘﻠﺘﺎﻱ ﻜﻠﻤﺎ ﺭﺃﺘﺎ
ﺭﺃﻴﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺸﻴﻴﺨﺎﹰ ﻟﺴﺕ ﺃﻋﺭﻓﻪ *** ﻭﻜﻨﺕ ﺃﻋﺭﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺒل ﺫﺍﻙ ﻓﺘﻰ
ﻓﻘﻠﺕ ﺃﻴﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﻤﺜﻭﺍﻩ ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎ *** ﻤﺘﻰ ﺘﺭﺤل ﻋﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻤﺘﻰ
ﻓﺎﺴﺘﺠﻬﻠﺘﻨﻲ ﻭﻗﺎﻟﺕ ﻟﻲ ﻭﻤﺎ ﻨﻁﻘﺕ *** ﻗﺩ ﻜﺎﻥ ﺫﺍﻙ ﻭﻫﺫﺍ ﺒﻌﺩ ﺫﺍﻙ ﺃﺘﻰ
ﻫﻭﻥ ﻋﻠﻴﻙ ﻓﻬﺫﺍ ﻻ ﺒﻘﺎﺀ ﻟﻪ *** ﺃﻤﺎ ﺘﺭﻯ ﺍﻟﻌﺸﺏ ﻴﻔﻨﻰ ﺒﻌﺩﻤﺎ ﻨﺒﺘﺎ
ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻐﻭﺍﻨﻲ ﻴﻘﹸﻠﹾﻥ ﻴﺎ ﺃﺨﹶﻲ *** ﻓﻘﺩ ﺼﺎﺭ ﺍﻟﻐﻭﺍﻨﻲ ﻴﻘﻠﻥ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻴﺎ ﺃﺒﺘﺎ
ﺃﻋﺩ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻠﻲ ﻤﻥ ﺠﻨﺒﺎﺘﻪ *** ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺒﻴﺏ ﺤﺒﻴﺏ
*****
ﺃﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﻠل *** ﻭﻤﺩﻴﺭ ﺍﻟﺭﺍﺡ ﺒﺎﻷﻤل
ﺃﻨﺎ ﻤﻥ ﻋﻴﻨﻴﻙ ﻓﻲ ﺸﻐل
ﻭﻤﻥ ﺃﻋﺠﺏ ﻤﺎ ﺤﺩﺜﻨﻲ ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺃﺒﻭ ﻤﺭﻭﺍﻥ ﺍﻟﺒﺎﺠﻲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎل ﻜﻨﺕ ﻴﻭﻤ ﹰﺎ
ﻋﻨﺩﻩ ﻭﺇﺫﺍ ﺒﻪ ﻗﺩ ﻗﺎل ﻟﻲ ﺇﻨﻨﻲ ﺭﺃﻴﺕ ﺍﻟﺒﺎﺭﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻭﻡ ﺃﺨﺘﻲ ،ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺃﺨﺘﻪ
ﻗﺩ ﻤﺎﺘﺕ ﻗﺒﻠﻪ ،ﻗﺎل ﻭﻜﺄﻨﻲ ﻗﻠﺕ ﻟﻬﺎ ﻴﺎ ﺃﺨﺘﻲ ﺒﺎﻟﻠﱠﻪ ﻋﺭﻓﻴﻨﻲ ﻜﻡ ﻴﻜﻭﻥ
ﻋﻤﺭﻱ ﻓﻘﺎﻟﺕ ﻟﻲ ﻁﺎﺒﻴﺘﻴﻥ ﻭﻨﺼﻔﺎﹰ ،ﻭﺍﻟﻁﺎﺒﻴﺔ ﻫﻲ ﺨﺸﺒﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎﺀ ﻤﻌﺭﻭﻓﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻻﺴﻡ ﻁﻭﻟﻬﺎ ﻋﺸﺭﺓ ﺃﺸﺒﺎﺭ ،ﻓﻘﻠﺕ ﻟﻬﺎ ﺃﻨﺎ ﺃﻗﻭل ﻟﻙ ﺠﺩ ﻭﺃﻨﺕ
ﺘﺠﻴﺒﻴﻥ ﺒﺎﻟﻬﺯﺀ ﻓﻘﺎﻟﺕ ﻻ ﻭﺍﻟﻠﱠﻪ ﻤﺎ ﻗﻠﺕ ﻟﻙ ﺇﻻ ﺠﺩﺍﹰ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺃﻨﺕ ﻤﺎ ﻓﻬﻤﺕ
ﺃﻟﻴﺱ ﺍﻟﻁﺎﺒﻴﺔ ﻋﺸﺭﺓ ﺃﺸﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﻁﺎﺒﻴﺘﻴﻥ ﻭﻨﺼﻔﺎﹰ ﺨﻤﺴﺔ ﻭﻋﺸﺭﻭﻥ ﻴﻜﻭﻥ
ﻋﻤﺭﻙ ﺨﻤﺴﺎﹰ ﻭﻋﺸﺭﻴﻥ ﺴﻨﺔ ،ﻗﺎل ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺃﺒﻭ ﻤﺭﻭﺍﻥ ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺹ ﻋﻠﻲ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﺭﺅﻴﺎ ﻗﻠﺕ ﻟﻪ ﻻ ﺘﺘﻭﻫﻡ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﻓﻠﻌﻠﻪ ﻤﻥ ﺃﻀﻐﺎﺙ ﺍﻷﺤﻼﻡ ﻗﺎل ﻭﻟﻡ ﺘﻜﻤل
ﺘﻠﻙ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺇﻻ ﻭﻗﺩ ﻤﺎﺕ ﻓﻜﺎﻥ ﻋﻤﺭﻩ ﻜﻤﺎ ﻗﻴل ﻟﻪ ﺨﻤﺴﺎﹰ ﻭﻋﺸﺭﻴﻥ ﺴﻨﺔ ﻻ
ﺃﺯﻴﺩ ﻭﻻ ﺃﻨﻘﺹ ،ﻭﺨﻠﻑ ﻭﻟﺩﻴﻥ ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻓﺎﻀل ﻓﻲ ﻨﻔﺴﻪ ﻜﺭﻴﻡ ﻓﻲ ﺠﻨﺴﻪ
ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ ﻴﺴﻤﻰ ﺃﺒﺎ ﻤﺭﻭﺍﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﻭﺍﻵﺨﺭ ﺃﺒﺎ ﺍﻟﻌﻼﺀ ﻤﺤﻤﺩ ﻭﺍﻷﺼﻐﺭ
ﻭﺤﻴﻥ ﻜﺒﺭ ﺴﻨﻪ ﺘﺭﻙ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻭﺃﻗﺒل ﻋﻠﻰ ﻗﺭﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﻟﺯﻡ ﺩﺍﺭﻩ
ﻭﺍﻻﻨﻘﺒﺎﺽ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،ﻓﻠﻘﻴﺕ ﻤﻨﻪ ﺭﺠﻼﹰ ﻋﺎﻗﻼﹰ ﺠﻤﻴل ﺍﻟﺫﻜﺭ ﻭﺍﻟﻤﺫﻫﺏ
ﺤﺴﻥ ﺍﻟﺴﻴﺭﺓ ﻨﻅﻴﻑ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺫﺍ ﻜﺘﺏ ﺠﻠﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺃﻨﻭﺍﻉ ﻀﺭﻭﺏ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ،
ﻭﺘﺒﻴﻨﺕ ﻤﻨﻪ ﺃﻨﻪ ﻗﺭﺃ ﺍﻟﻬﻨﺩﺴﺔ ﻭﻓﻬﻤﻬﺎ ﻭﺘﺸﺎﻏل ﺒﻜﺘﺏ ﺠﺎﻟﻴﻨﻭﺱ ﻭﺠﻤﻌﻬﺎ
ﻭﺘﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﺒﺘﺼﺤﻴﺤﻪ ﻭﻤﻌﺎﻨﺎﺘﻪ ﻓﺤﺼل ﺒﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻨﺎﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻡ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻨﻬﺎ،
ﺘﻭﻓﻲ ﺍﺒﻥ ﺨﻤﺱ ﻭﺴﺒﻌﻴﻥ ﺴﻨﺔ.
ﺃﺒﻭ ﺍﻟﺼﻠﺕ
ﺃﻤﻴﺔ ﺒﻥ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻌﺯﻴﺯ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﺼﻠﺕ
ﻟﻪ ﺍﻟﺘﺼﺎﻨﻴﻑ ﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺂﺜﺭ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ،ﺤﺼل ﻤﻥ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﻤﺎ ﻟﻡ
ﻴﺩﺭﻜﻪ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺴﺎﺌﺭ ﺍﻷﺩﺒﺎﺀ .ﻭﻜﺎﻥ ﺃﻭﺤﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻲ ﻜﺎﻥ ﻟﻁﻴﻑ
ﺍﻟﻨﺎﺩﺭﺓ ﻓﺼﻴﺢ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ.
ﻭﻗﺎل ﺃﻴﻀﹰﺎ
ﺘﻔﻜﺭ ﻓﻲ ﻨﻘﺼﺎﻥ ﻤﺎﻟﻙ ﺩﺍﺌﻤﺎﹰ *** ﻭﺘﻐﻔل ﻋﻥ ﻨﻘﺼﺎﻥ ﺠﺴﻤﻙ ﻭﺍﻟﻌﻤﺭ
ﻭﻴﺜﻨﻴﻙ ﺨﻭﻑ ﺍﻟﻔﻘﺭ ﻋﻥ ﻜل ﺒﻐﻴﺔ *** ﻭﺨﻭﻓﻙ ﺤﺎل ﺍﻟﻔﻘﺭ ﻤﻥ ﺃﻋﻅﻡ
ﺍﻟﻔﻘﺭ
ﺃﻟﻡ ﺘﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻫﺭ ﺠﻡ ﺼﺭﻭﻓﻪ *** ﻭﺃﻥ ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺸﻲﺀ ﻴﺩﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻫﺭ
ﻓﻜﻡ ﻓﺭﺤﺔ ﻓﻴﻪ ﺃﺯﻴﻠﺕ ﺒﺘﺭﺤﺔ *** ﻭﻜﻡ ﺤﺎل ﻋﺴﺭ ﻓﻴﻪ ﺁﻟﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﺴﺭ
ﻭﻟﺩ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺃﻨﻁﺎﻜﻴﺔ )ﻭﺘﺸﻴﺭ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺭﻭﺍﻴﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻗﺭﻴﺔ ﻗﺭﺏ ﺃﻨﻁﺎﻜﻴﺔ(،
ﻭﺩﺭﺱ ﻋﻠﻰ ﺃﺤﺩ ﺍﻷﺴﺎﺘﺫﺓ ﻓﻲ ﺒﻠﺩﻩ ،ﻭﺘﻌﻠﻡ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻠﻐﺔ
ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻴﺔ ﺜﻡ ﺭﺤل ﺇﻟﻰ ﺠﺒل ﻋﺎﻤل ﻭﺩﻤﺸﻕ.
ﺴﺎﻓﺭ ﺘﺠﺩ ﻋﻭﻀﺎﹰ ﻋﻤﻥ ﺘﻔﺎﺭﻗﻪ *** ﻭﺍﻨﺼﺏ ﻓﺈﻥ ﻟﺫﻴﺫ ﺍﻟﻌﻴﺵ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﺼﺏ
ﺇﻨﻰ ﺭﺃﻴﺕ ﻭﻗﻭﻑ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻴﻔﺴﺩﻩ *** ﺇﻥ ﺴﺎﺡ ﻁﺎﺏ ﻭﺇﻥ ﻟﻡ ﻴﺠﺭ ﻟﻡ ﻴﻁﺏ
ﻤﻥ ﻋﺎﺵ ﻓﻰ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﻟﻡ ﻴﺴﺘﻔﺩ *** ﺨﺒﺭﺍﹰ ﺒﻬﺎ ﻓﻌﻤﺭﻩ ﻋﺩﻡ
ﻭﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻋﻨﺩ ﺍﻷﻨﻁﺎﻜﻲ ﺇﻀﺎﻓﺎﺕ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻟﻡ ﺘﺭﺩ ﻓﻲ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﻁﺏ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ
ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻟﻪ .ﻓﻬﻭ ﻴﺘﺤﺩﺙ ﻓﻲ "ﺍﻟﺘﺫﻜﺭﺓ" ﻋﻥ ﺍﻟﺤﺏ ﺍﻹﻓﺭﻨﺠﻲ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺯﻫﺭﻱ
ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻔﻠﺱ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻡ ﻴﻌﺭﻓﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺇﻻ ﺒﻌﺩ ﺍﻜﺘﺸﺎﻑ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﺘﻴﻥ .ﻭﻴﺼﻑ
ﺍﻟﻤﺭﺽ ﻭﻤﺴﻤﻴﺎﺘﻪ ﻓﻲ ﻋﺼﺭﻩ ﻭﻴﺒﻴﻥ ﻋﻼﺠﻪ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻤﺎﺭﺴﺘﺎﻥ
ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﻤل ﻓﻴﻪ ﺒﺎﻟﻘﺎﻫﺭﺓ .ﻭﻜﺘﺏ ﻋﻥ ﺍﻟﺒﻥ ﻷﻭل ﻤﺭﺓ ﻓﻲ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﻁﺏ
ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ،ﻭﺍﺼﻔﺎ ﻨﺒﺎﺘﻪ ﻭﺍﺴﺘﻌﻤﺎﻻﺘﻪ ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ .ﻭﻴﺫﻜﺭ ﻋﺩﺓ ﺃﺩﻭﻴﺔ ﺍﺴﺘﻨﺒﻁﻬﺎ
ﻫﻭ ﻭﻟﻡ ﺘﺭﺩ ﻋﻨﺩ ﻏﻴﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﺴﺎﺒﻘﺔ ﻟﻜﺘﺎﺒﻪ...
ﻭﻤﻊ ﺍﻫﺘﻤﺎﻤﻪ ﺒﺨﺼﺎﺌﺹ ﺍﻟﻨﺒﺎﺘﺎﺕ ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ ،ﻜﺎﻥ ﺤﻜﻴﻤﺎ ،ﻓﻠﻜﻴﺎ ،ﺃﺩﻴﺒﺎ ﺃﺘﻘﻥ
ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﻊ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﺃﺘﻘﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻴﺔ.
ﻭﻗﺩ ﻋﺭﻑ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻷﻨﻁﺎﻜﻲ ﺒﺎﻟﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻀﺭﻴﺭ ،ﻭﺭﻏﻡ ﻓﻘﺩﺍﻨﻪ ﺍﻟﺒﺼﺭ ﻓﻘﺩ
ﺍﻨﺘﻬﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺭﺌﺎﺴﺔ ﺍﻟﻁﺏ.
ﻓﻬﺎ ﻨﺤﻥ ﻨﺭﻯ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻏﻨﻴﺔ ﺒﺘﺭﺍﺜﻬﺎ ﺍﻟﻔﻜﺭﻱ ،ﻭﻟﻡ ﺘﻨﺤﺩﺭ ﺇﻻ
ﻟﻌﻭﺍﻤل ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ )ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ،ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ،ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ( ﺃﻜﺒﺭﻫﺎ ﻀﻌﻑ
ﻓﻲ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻋﻘﻭل ﺒﻨﻴﻪ.
ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻴﻨﺼﺢ ﻨﺼﺎﺌﺤﺎ ﺘﺸﻤل ﻁﺒﺎ ﻭﺘﺭﺒﻴﺔ ﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺭﻭﺤﺎﻨﻴﺎﺕ ،ﻭﻫﻭ
ﻋﻴﻥ ﻤﺎ ﻓﻬﻤﻪ ﺍﻟﻁﺏ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺃﻥ ﻁﺒﻴﺏ ﺍﻟﻁﻔل ﺸﺭﻴﻙ ﻓﻲ ﺘﺭﺒﻴﺘﻪ ﻤﻊ
ﺍﻷﺴﺭﺓ...
ﻭﻟﻥ ﻨﺴﺘﻔﻴﺽ ﻋﻨﻪ ﻷﻨﻪ ﺃﺸﻬﺭ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻌﺭﻑ ،ﻓﻔﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻭﻗﻔﺎﺕ ﻨﺘﻌﺭﺽ
ﻟﻤﻥ ﻏﻤﻁﻬﻡ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺤﻘﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ،ﺃﻤﺎ ﻫﻭ ﻓﻘﺩ ﻗﻴﺽ ﺍﷲ ﻟﻜﺘﺒﻪ ﻤﻥ
ﻭﻟﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺏ:
ﻜﺘﺎﺏ ﺘﻘﻭﻴﻡ ﺍﻷﺒﺩﺍﻥ ﻭﺼﻨﻔﻪ
ﻜﺘﺎﺏ ﻤﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﺎ ﻴﺴﺘﻌﻤﻠﻪ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ
ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻹﺸﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺘﻠﺨﻴﺹ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻭﻤﺎ ﻴﺴﺘﻌﻤل ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻭﺍﻨﻴﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ ﻓﻲ
ﺘﺩﺒﻴﺭ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺤﻔﻅ ﻭﺍﻟﺒﺩﻥ
ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻤﺩﺡ ﺍﻟﻁﺏ ﻭﻤﻭﺍﻓﻘﺘﻪ ﺍﻟﺸﺭﻉ ﻭﺍﻟﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻤﻥ ﻁﻌﻥ ﻋﻠﻴﻪ! ﻴﻌﻨﻲ
ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺇﺴﻼﻤﻪ ﻜﻠﻤﺔ ﺒل ﺘﻔﻘﻪ ﻭﺼﺎﺭ ﻤﻨﻅﺭﺍ
ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻜﺘﺏ ﺒﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﺃﺴﻠﻡ ﺇﻟﻰ ﺇﻟﻴﺎ ﺍﻟﻘﺱ ﻭﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺴﻨﺔ ﺴﺕ ﻭﺴﺘﻴﻥ
ﻭﺃﺭﺒﻌﻤﺎﺌﺔ.
ﺍﻟﺯﻫـﺭﺍﻭﻱ
ﻫﻭ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﺍﻟﻨﺎﺒﻐﺔ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻘﺎﺴﻡ ﺨﻠﻑ ﺒﻥ ﻋﺒﺎﺱ .ﻭﻟﺩ ﺒﺎﻷﻨﺩﻟﺱ ﻓﻬﻭ ﻤﺴﻠﻡ
ﻤﻥ ﺃﻭﺭﻭﺒﺎ ﻭﺩﺭﺱ ﺒﻬﺎ ﺍﻟﻁﺏ ﻭﺍﻟﺼﻴﺩﻟﺔ ،ﻭﻨﺒﻎ ﻓﻲ ﺴﻥ ﻤﺒﻜﺭﺓ ،ﻓﻜﺎﻥ
ﻁﺒﻴﺒﺎﹰ ﻭﺼﻴﺩﻻﻨﻴﺎ ﺨﺒﻴﺭﺍﹰ ﺒﺎﻷﺩﻭﻴﺔ.
ﺇﻥ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻤﻥ ﺒﻤﺎﻀﻲ ﺍﻟﺤﺯﻡﹺ ﻤﺘﱠﺼﻑﹲ *** ﻭﻤـﺎ ﺘـﻌﻭﺩ ﻨﻘـﺹ ﺍﻟـﻘﻭلِ
ﻭﺍﻟﻌﻤلِ
ﻭﻻ ﻴـﻘـﻴﻡ ﺒـﺄﺭﺽﹴ ﻁﺎﺏ ﻤﺴﻜﻨﹸﻬﺎ *** ﺤـﺘﻰ ﻴـﻘﺩ ﺃﺩﻴـﻡ ﺍﻟﺴﻬـلِ
ﻭﺍﻟﺠﺒلِ
ﻭﻻ ﻴـﻀﻴﻊ ﺴـﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥﹺ ﻓﻠﻥ *** ﻴـﻌﻭﺩ ﻤـﺎ ﻓـﺎﺕﹶ ﻤـﻥ ﺃﻴﺎﻤﻪ
ﺍﻷﻭلِ
ﻭﻻ ﻴـﺭﺍﻗـﺏ ﺇﻻ ﻤـﻥ ﻴـﺭﺍﻗﺒـﻪ *** ﻭﻻ ﻴـﺼﺎﺤـﺏ ﺇﻻ ﻜـلﱠ ﺫﻱ
ﻨﹸـﺒلِ
ﻭﻻ ﻴـﺅَﻤـلُ ﺁﻤـﺎﻻﹰ ﺒـﺼﺒﺢﹺ ﻏﺩ *** ﺇﻻ ﻋـﻠﻰ ﻭﺠـلٍ ﻤـﻥ ﻭﺜـﺒﺔ
ﺍﻷﺠلِ
ﻭﻻ ﻴـﺼﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﺘـﻘﻭﻯ ﺒﺼﻴﺭﺘﹶﻪ *** ﻷﻨـﻬﺎ ﻟﻠـﻤـﻌﺎﻟـﻲ ﺃﻭﻀـﺢ
ﺍﻟﺴﺒلِ
ﻓـﻤﻥ ﺘـﻜﻥ ﺤﻠلُ ﺍﻟـﺘﻘﻭﻯ ﻤﻼﺒﺴﻪ *** ﻟـﻡ ﻴﺨـﺵﹶ ﻓﻲ ﺩﻫﺭﻩ ﻴﻭﻤﺎﹰ
ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻁﹶلِ
ﻤﻥ ﻟﻡ ﺘﹸﻔﺩﻩ ﺼﺭﻭﻑﹸ ﺍﻟﺩﻫﺭ ﺘﺠﺭﺒﺔﹰ *** ﻓﻴـﻤﺎ ﻴـﺤﺎﻭلُ ﻓـﻠﻴﺭﻋـﻰ ﻤﻊ
ﺍﻟﻬﻤلِ
ﻭﻗﺩ ﻭﺼﻔﻪ ﻤﺅﻟﻑ ﻋﻴﻭﻥ ﺍﻷﻨﺒﺎﺀ ﺒﺄﻨﻪ "ﻜﺎﻥ ﻁﺒﻴﺒﺎ ﻓﺎﻀﻼ ﺨﺒﻴﺭﺍ ﺒﺎﻷﺩﻭﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺔ ﺠﻴﺩ ﺍﻟﻌﻼﺝ".
ﻭﺘﺭﻯ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻟﻌﺠﺎﺌﺏ ﻭﺍﻟﻔﺭﺍﺌﺩ ﻭﺍﻟﻌﺒﻘﺭﻴﺔ ،ﻓﻤﻥ ﺁﻟﺔ ﺒﻬﺎ ﻤﺜﻘﺏ ﻭﻤﻜﻭﺍﺓ
ﻟﻠﻜﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺏ ﻭﺘﻔﺭﻴﻎ ﺍﻟﺼﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺨﺭﺍﺝ ﺍﻟﻜﺒﺩ ...ﻓﻠﻡ ﻴﻜﻥ ﻤﺠﺭﺩ ﺤﺠﺎﻡ ﺒل
ﻜﺎﻥ ﺠﺭﺍﺤﺎ ﺴﺎﺒﻘﺎ ﻟﻌﺼﺭﻩ.
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺴﻊ ﻭﺍﻷﺭﺒﻌﻴﻥ ﻴﺒﻴﻥ ﺃﻨﻪ ﺴﺒﻕ ﺍﻟﺠﺭﺍﺡ ﺠﻭﻥ ﻫﻨﺘﺭ ﺒﻘﺭﻭﻥ ﺒﺎﺒﺘﻜﺎﺭﻩ
ﻟﻁﺭﻴﻘﺔ ﺭﺒﻁ ﺍﻷﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺩﻤﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻤﺩﺩ ﺍﻟﻭﻋﺎﺌﻲ.
ﻭﻴﺒﻴﻥ ﺃﻨﻪ ﻋﺎﻟﺞ ﺍﻷﻤﻌﺎﺀ ﺤﻴﻥ ﺨﺭﺠﺕ ﻤﻥ ﺠﺭﺤﺞ ﻭﻋﻤل ﻀﻤﺎﺩﺍﺕ ﺒﺎﻟﻌﺴل
ﻜﻤﺎ ﻴﺤﺩﺙ ﺍﻵﻥ!
ﻓﻴﻘﻭل" :ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﺭﻕ ﻓﻲ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﺒﻁﻥ ﻓﺭﺩﺩﺘﻪ ﺒﻌﺩ ﺃﻥ ﺃﻗﺎﻡ ﻤﻌﺎﺅﻩ ﺨﺎﺭﺠﺎ
ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺭﺡ ﻓﺎﻟﺘﺤﻡ ﺍﻟﺠﺭﺡ ﻓﻲ ﻨﺤﻭ ﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸﺭ ﻴﻭﻤﺎ ﻭﻋﺎﻟﺠﺘﻪ ﺤﺘﻰ
ﺒﺭﺉ ﻭﻋﺎﺵ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺴﻨﻴﻥ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻴﺘﺼﺭﻑ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺃﺤﻭﺍﻟﻪ ﻭﻜﺎﻥ
ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﻴﺤﻜﻤﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺒﺭﺃ ﺍﻟﺒﺘﺔ ،ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻌﺠﺏ ﺃﻨﻲ ﻟﻡ ﺃﻋﺎﻟﺠﻪ
ﺒﻤﺭﻫﻡ ﻷﻨﻲ ﻜﻨﺕ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻊ ﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﻓﻴﻪ ﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﺍﻷﺩﻭﻴﺔ ﻓﻜﻨﺕ ﺃﻀﻊ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺭﺡ ﺍﻟﻘﻁﻥ ﺍﻟﺒﺎﻟﻲ ﻤﺭﺘﻴﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺃﺘﻌﻬﺩ ﻏﺴﻠﻪ ﺒﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺴل
ﺤﺘﻰ ﻴﺒﺭﺃ".
ﺇﻥ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻤﻥ ﺒﻤﺎﻀﻲ ﺍﻟﺤﺯﻡﹺ ﻤﺘﱠﺼﻑﹲ *** ﻭﻤـﺎ ﺘـﻌﻭﺩ ﻨﻘـﺹ ﺍﻟـﻘﻭلِ
ﻭﺍﻟﻌﻤلِ
ﻭﻻ ﻴـﻘـﻴﻡ ﺒـﺄﺭﺽﹴ ﻁﺎﺏ ﻤﺴﻜﻨﹸﻬﺎ *** ﺤـﺘﻰ ﻴـﻘﺩ ﺃﺩﻴـﻡ ﺍﻟﺴﻬـلِ
ﻭﺍﻟﺠﺒلِ
ﻭﻻ ﻴـﻀﻴﻊ ﺴـﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥﹺ ﻓﻠﻥ *** ﻴـﻌﻭﺩ ﻤـﺎ ﻓـﺎﺕﹶ ﻤـﻥ ﺃﻴﺎﻤﻪ
ﺍﻷﻭلِ
ﻭﻻ ﻴـﺭﺍﻗـﺏ ﺇﻻ ﻤـﻥ ﻴـﺭﺍﻗﺒـﻪ *** ﻭﻻ ﻴـﺼﺎﺤـﺏ ﺇﻻ ﻜـلﱠ ﺫﻱ
ﻨﹸـﺒلِ
ﻭﻴﻨﻭﻩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻡ ﺍﻟﺒﺎﺭﻉ ﻷﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻨﻭﺍﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺤﻴﺎﺓ ﻁﻠﺏ ﺍﻟﻁﺏ ﻓﻴﻘﻭل
ﻓﻲ ﻤﻘﺩﻤﺔ ﻜﺘﺎﺏ "ﺍﻟﺘﺼﺭﻴﻑ" ﻤﻥ ﻻ ﻴﺒﺭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﺢ ﻻ ﺒﺩ ﻭﺃﻥ ﻴﻘﻊ ﻓﻲ
ﺨﻁﺄ ﻗﺩ ﻴﻭﺩﻱ ﺒﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺭﻴﺽ".
ﺜﻡ ﻴﻘﻭل "ﻟﻴﻜﻥ ﺍﻟﺤﺭﺹ ﺃﻗﻭﻯ ﻋﻨﺩﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺸﻊ ﻭﺤﺏ ﺍﻟﻜﺴﺏ".
ﻤﺎ ﺒﺎﻟﻬﻡ ﻭﻴﺤﻬﻡ ﻀﺎﻋﺕ ﺸﻤﺎﺌﻠﻬﻡ *** ﻭﺃﻓﺴﺩ ﺍﻟﻭﻫﻥ ﻤﻨﻬﻡ ﻜل ﻤﺭﺘﻘﺏ
ﻜﺄﻨﻬﻡ ﻟﻡ ﻴﻘﻴﻤﻭﺍ ﺃﻤﺱ ﻗﺭﻁﺒﺔ *** ﻭﻻ ﺃﻨﺎﺭﻭﺍ ﺼﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﺍﻷﺩﺏ
ﻜﺄﻨﻬﻡ ﻟﻡ ﻴﻤﺩﻭﺍ ﻟﻠﺠﻬﺎﺩ ﻴﺩﺍﹰ *** ﻭﻻ ﺘﺨﻁﻭﺍ ﻤﺩﻯ ﺍﻷﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﺤﻘﺏ
ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻫل ﺤﻲ ﻓﻴﺨﺒﺭﻨﺎ *** ﻤﺎﺫﺍ ﺠﺭﻯ ﺒﻌﺩ ﻋﻬﺩ ﺍﻟﻌﺯ ﻭﺍﻟﻐﻠﺏ
ﻜﻡ ﻤﺴﺠﺩ ﻋﺎﻤﺭ ﺒﺎﻟﺤﻕ ﺭﻭﻋﻪ *** ﺠﺎﻥ ﻭﺃﺩﺭﻙ ﻤﻨﻪ ﻏﺎﻴﺔ ﺍﻷﺭﺏ
ﻜﻡ ﺤﺭﺓ ﻫﺘﻙ ﺍﻟﻌﺎﺩﻭﻥ ﺤﺭﻤﺘﻬﺎ *** ﻭﻜﻡ ﻀﻌﻴﻑ ﺸﻭﺍﻩ ﺍﻟﻤﻜﺭ ﺒﺎﻟﻠﻬﺏ
ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻭﺍﻟﺤﻤﺭﺍﺀ ﺸﺎﻫﺩﻨﺎ *** ﻗﻭﻟﻲ ﺒﺭﺒﻙ ﻤﺎﺫﺍ ﺤل ﺒﺎﻟﻌﺭﺏ
ﻤﺎﺫﺍ ﺃﺼﺎﺏ ﺒﻨﻲ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻜﻠﻬﻡ *** ﻜﻴﻑ ﺍﺸﺘﺭﻭﺍ ﻤﻨﺘﻥ ﺍﻷﺨﺸﺎﺏ ﺒﺎﻟﺫﻫﺏ
ﻏﺭﻨﺎﻁﺔ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻫل ﺤﻲ ﻓﻨﺨﺒﺭﻩ *** ﺃﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻬﺩ ﺭﻏﻡ ﺍﻟﺒﻌﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺏ
ﻤﺎﻟﻲ ﻭﻟﻠﻨﺠﻡ ﻴﺭﻋﺎﻨﻲ ﻭﺃﺭﻋﺎﻩ *** ﺃﻤﺴﻰ ﻜﻼﻨﺎ ﻴﻌﺎﻑ ﺍﻟﻐﻤﺽ ﺠﻔﻨﺎﻩ
ﻟﻲ ﻓﻴﻙ ﻴﺎ ﻟﻴل ﺁﻫﺎﺕ ﺃﺭﺩﺩﻫﺎ *** ﺃﻭﺍﻩ ﻟﻭ ﺃﺠﺩﺕ ﺍﻟﻤﺤﺯﻭﻥ ﺃﻭﺍﻩ
ﻻ ﺘﺤﺴﺒﻨﻲ ﻤﺤﺒﺎﹰ ﺃﺸﺘﻜﻲ ﻭﺼﺒﺎﹰ *** ﺃﻫﻭﻥ ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﺤﺏ ﺃﻟﻘﺎﻩ
ﺇﻨﻲ ﺘﺫﻜﺭﺕ ﻭﺍﻟﺫﻜﺭﻯ ﻤﺅﺭﻗﺔ *** ﻤﺠﺩﺍﹰ ﺘﻠﻴﺩﺍﹰ ﺒﺄﻴﺩﻴﻨﺎ ﺃﻀﻌﻨﺎﻩ
ﻭﺃﻤﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ
ﻓﻬﻭ ﺸﺨﺼﻴﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻭﻤﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﺤﺩﻴﺙ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ ﻋﻨﻪ ﻗﺩﻴﻤﺎ ﻭﺤﺩﻴﺜﺎ ،ﻭﻟﻪ
ﻜﺘﺏ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻤﺜل ﺍﻟﺤﺎﻭﻱ ﻭﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭﻱ ﻭﺭﺴﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺩﺭﻱ ﻭﺍﻟﺤﺼﺒﺔ
ﻭﺍﻟﻘﻭﻟﻨﺞ ﻭﺍﻟﻨﻘﺭﺱ ،ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﺭﺍﺠﻊ ﻫﺎﻤﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﻁﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ،ﻭﻤﻌﺎﻟﻡ ﺃﺴﺎﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻁﺏ ﺒﺸﻜل
ﻋﺎﻡ ،ﻭﻗﺩ ﺍﺴﺘﻤﺭ ﺘﺩﺭﻴﺱ ﺍﻟﺘﺭﺠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻼﺘﻴﻨﻴﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﻓﻲ ﺠﺎﻤﻌﺎﺕ
ﺍﻟﻁﺏ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﺒﺎ ﺤﺘﻰ ﺒﺩﺍﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ.
ﺍﺴﻤﻪ "ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺯﻜﺭﻴﺎ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ" ﻭﻭﺭﺩ ﺍﺴﻤﻪ ﻭﻜﻨﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﻜﺘﺏ
ﺃﻫﻤﻬﺎ :ﻋﻴﻭﻥ ﺍﻷﻨﺒﺎﺀ ،ﻭﻤﺭﺁﺓ ﺍﻟﺠﻨﺎﻥ ،ﻭﺍﻟﻭﺍﻓﻲ ﺒﺎﻟﻭﻓﻴﺎﺕ ،ﻭﻤﻌﺠﻡ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ.
ﻤﻊ ﺍﻟﻁﺏ:
ﺘﺫﻜﺭ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ ﺃﻥ ﻤﻤﺎﺭﺴﺔ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﻟﻠﻁﺏ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻲ ﺴﻥ ﻤﺘﻘﺩﻤﺔ،
ﺤﺘﻰ ﺇﻥ ﻋﺩﺩﺍ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻜﺘﺏ ،ﻤﺜل ﻭﻓﻴﺎﺕ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﻭﻓﻭﺍﺕ ﺍﻟﻭﻓﻴﺎﺕ
ﻭﻏﻴﺭﻫﻤﺎ ،ﺘﺫﻜﺭ ﺃﻨﻪ ﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻁﺏ ﺒﻌﺩ ﺴﻥ ﺍﻷﺭﺒﻌﻴﻥ.
ﻭﻴﺭﻯ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ -ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺃﻟﺒﻴﺭ ﺯﻜﻲ ﺍﺴﻜﻨﺩﺭ -ﻋﻜﺱ ﻫﺫﺍ
ﺍﻟﺭﺃﻱ ،ﺤﻴﺙ ﻴﻌﺘﻘﺩ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﺒﺩﺃ ﺍﺸﺘﻐﺎﻟﻪ ﺒﺎﻟﻁﺏ ﻓﻲ ﺤﺩﺍﺜﺘﻪ ،ﻭﻴﺴﺘﺨﻠﺹ
ﺩﻻﺌﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ ﻤﺨﻁﻭﻁﺎﺕ ﻭﻜﺘﺏ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﻭﻤﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻷﺨﺭﻯ.
ﻭﻟﻌل ﻜﺜﺭﺓ ﻋﺩﺩ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﺔ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﻭﺘﻨﻭﻋﻬﺎ ﻴﺅﻴﺩ ﺭﺃﻱ
ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺇﺴﻜﻨﺩﺭ ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭ ﻭﻴﺘﻭﺍﻓﻕ ﻤﻌﻪ.
ﻭﻗﺩ ﻤﺎﺭﺱ ﻁﺒﻪ ﻤﺩﺓ ﻁﻭﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﻓﻲ ،ﻭﺍﺤﺘل ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﻤﻨﺎﺼﺏ ﻫﺎﻤﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﻓﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻤل ﻓﻴﻬﺎ ،ﻓﺘﻭﻟﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺒﻴﻤﺎﺭﺴﺘﺎﻥ ﺒﻠﺩﺘﻪ ﻓﻲ ﺇﻴﺭﺍﻥ.
ﻭﻋﻨﺩﻤﺎ ﻗﺼﺩ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻭﺃﻗﺎﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺩﺍﺭ ﺃﺤﺩ ﺒﻴﻤﺎﺭﺴﺘﺎﻨﺎﺘﻬﺎ ،ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻭﺭﺩ ﻋﻨﻪ
ﻓﻲ ﻜﺘﺏ ﻤﺜل ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﻭﺭ ﺍﻟﻭﺴﻁﻰ ،ﻭﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ
ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﺭﺏ ،ﻭﺍﻟﻁﺏ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ.
ﻭﻜﺎﻥ ﻗﺩﻭﻡ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﺇﻟﻰ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻭﺯﻴﺎﺭﺘﻪ ﻟﻬﺎ ﺤﻭﺍﻟﻲ ﺴﻨﺔ 285ﻫـ )898
ﻡ( ،ﻭﻗﺩ ﺯﺍﺭ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻤﺭﺓ ،ﻓﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﻜﺜﻴﺭ ﺍﻟﺘﻨﻘل ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺒﻠﺩﺍﻥ،
ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﻤﻭﺠﻭﺩﺍ ﻓﻲ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺨﺭ ﺃﻴﺎﻤﻪ ،ﻭﺴﺎﻓﺭ ﻤﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻤﺴﻘﻁ
ﺭﺃﺴﻪ ﺤﻴﺙ ﺘﻭﻓﻲ ﺒﻌﺩ ﺤﻭﺍﻟﻲ ﺴﻨﺘﻴﻥ ﺤﻭﺍﻟﻲ ﺴﻨﺔ 313ﻫـ ) 925ﻡ( ﻓﻲ
ﺍﻟﺭﻱ.
ﻤﺎﻟﻲ ﻭﻟﻠﻨﺠﻡ ﻴﺭﻋﺎﻨﻲ ﻭﺃﺭﻋﺎﻩ *** ﺃﻤﺴﻰ ﻜﻼﻨﺎ ﻴﻌﺎﻑ ﺍﻟﻐﻤﺽ ﺠﻔﻨﺎﻩ
ﻟﻲ ﻓﻴﻙ ﻴﺎ ﻟﻴل ﺁﻫﺎﺕ ﺃﺭﺩﺩﻫﺎ *** ﺃﻭﺍﻩ ﻟﻭ ﺃﺠﺩﺕ ﺍﻟﻤﺤﺯﻭﻥ ﺃﻭﺍﻩ
ﻻ ﺘﺤﺴﺒﻨﻲ ﻤﺤﺒﺎﹰ ﺃﺸﺘﻜﻲ ﻭﺼﺒﺎﹰ *** ﺃﻫﻭﻥ ﺒﻤﺎ ﻓﻲ ﺴﺒﻴل ﺍﻟﺤﺏ ﺃﻟﻘﺎﻩ
ﺇﻨﻲ ﺘﺫﻜﺭﺕ ﻭﺍﻟﺫﻜﺭﻯ ﻤﺅﺭﻗﺔ *** ﻤﺠﺩﺍﹰ ﺘﻠﻴﺩﺍﹰ ﺒﺎﻴﺩﻴﻨﺎ ﺃﻀﻌﻨﺎﻩ
ﻭﻴﻘﻭل ﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺃﺼﻴﺒﻌﺔ ﻋﻥ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﻤﺒﻴﻨﺎ ﻗﺩﺭﻩ "ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻨﺯﻟﺔ ﺍﻟﺠﻠﻴﻠﺔ ﺒﺴﺎﺌﺭ
ﺒﻼﺩ ﺍﻟﺠﺒل"
ﺃﻴﻥ ﺃﺭﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﺠﻰ ﺃﻫلُ ﺍﻟﻨﱡﻬﻰ *** ﺃﻴـﻥ ﺃﻫـلُ ﺍﻟﻌﻠﻡﹺ ﻭﺍﻟﻘﻭﻡ ﺍﻷﻭلْ
ﺴﻴـﻌﻴـﺩ ﺍﷲ ﻜـﻼﹰ ﻤﻨـﻬﻡ *** ﻭﺴﻴـﺠﺯﻱ ﻓـﺎﻋﻼﹰ ﻤﺎ ﻗﺩ ﻓﹶﻌلْ
ﺇﻱ ﺒﻨﻲ ﺍﺴﻤﻊ ﻭﺼﺎﻴﺎ ﺠﻤﻌﺕﹾ *** ﺤﻜﻤـﺎﹰ ﺨﹸﺼﺕﹾ ﺒﻬـﺎ ﺨﻴﺭ ﺍﻟﻤﻠلْ
ﺃﻁﻠﺏ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﻻ ﺘﻜﺴلْ ﻓﻤـﺎ *** ﺃﺒﻌـﺩ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻫـلِ ﺍﻟﻜﹶﺴلْ
ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﺍﻟﺨﻠﻭﻕ:
ﻴﻘﻭل" :ﻭﻻ ﻅﻬﺭ ﻤﻨﻲ ﺸﺭﻩ ﻓﻲ ﺠﻤﻊ ﺍﻟﻤﺎل ﻭﺴﺭﻑ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﻋﻠﻰ
ﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻤﺨﺎﺼﻤﺎﺘﻬﻡ ﻭﻅﻠﻤﻬﻡ ،ﺒل ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻡ ﻤﻨﻲ ﻀﺩ ﺫﻟﻙ ﻜﻠﻪ
ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﻓﻲ ﻋﻥ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺤﻘﻭﻗﻲ .ﻭﺃﻤﺎ ﺤﺎﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻤﻁﻌﻤﻲ ﻭﻤﺸﺭﺒﻲ
ﻭﻟﻬﻭﻱ ﻓﻘﺩ ﻴﻌﻠﻡ ﻤﻥ ﻴﻜﺜﺭ ﻤﺸﺎﻫﺩﺓ ﺫﻟﻙ ﻤﻨﻲ ﺃﻨﻲ ﻟﻡ ﺃﺘﻌﺩ ﺇﻟﻰ ﻁﺭﻑ
ﺍﻹﻓﺭﺍﻁ ،ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺴﺎﺌﺭ ﺃﺤﻭﺍﻟﻲ ﻤﻤﺎ ﻴﺸﺎﻫﺩﻩ ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﻤﻠﺒﺱ ﺃﻭ ﻤﺭﻜﻭﺏ
ﺃﻭ ﺨﺎﺩﻡ ﺃﻭ ﺠﺎﺭﻴﺔ".
ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﻤﺅﻤﻨﺎ ﺒﺎﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﻭﺙ ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ ﻓﻠﻴﺱ ﻟﺩﻴﻪ ﻏﺭﻭﺭ
ﻭﻻ ﻀﻴﻕ ﺃﻓﻕ ﻭﻻ ﺘﻌﺼﺏ ،ﻭﻻ ﻴﺘﻡ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﻘﺩﻡ ،ﻋﻠﻰ ﺤﺩ ﻗﻭﻟﻪ ،ﺇﻻ
ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﻜﺘﺏ ﺍﻷﻭﺍﺌل .ﻓﻴﺫﻜﺭ ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ "ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺏ":
"ﻫﺫﻩ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﻻ ﺘﻤﻜﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﺤﺘﺫ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺜﺎل ﻤﻥ
ﺘﻘﺩﻤﻪ ﺃﻥ ﻴﻠﺤﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﻜﺜﻴﺭ ﺸﻲﺀ ﻭﻟﻭ ﺃﻓﻨﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﻋﻤﺭﻩ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻷﻥ
ﻤﻘﺩﺍﺭﻫﺎ ﺃﻁﻭل ﻤﻥ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﻋﻤﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﻜﺜﻴﺭ .ﻭﻟﻴﺴﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻓﻘﻁ
ﺒل ﺠل ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﻜﺫﻟﻙ"
ﺃﻴﻥ ﺃﺭﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﺠﻰ ﺃﻫلُ ﺍﻟﻨﱡﻬﻰ *** ﺃﻴـﻥ ﺃﻫـلُ ﺍﻟﻌﻠﻡﹺ ﻭﺍﻟﻘﻭﻡ ﺍﻷﻭلْ
ﺴﻴـﻌﻴـﺩ ﺍﷲ ﻜـﻼﹰ ﻤﻨـﻬﻡ *** ﻭﺴﻴـﺠﺯﻱ ﻓـﺎﻋﻼﹰ ﻤﺎ ﻗﺩ ﻓﹶﻌلْ
ﺇﻱ ﺒﻨﻲ ﺍﺴﻤﻊ ﻭﺼﺎﻴﺎ ﺠﻤﻌﺕﹾ *** ﺤﻜﻤـﺎﹰ ﺨﹸﺼﺕﹾ ﺒﻬـﺎ ﺨﻴﺭ ﺍﻟﻤﻠلْ
ﺃﻁﻠﺏ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻭﻻ ﺘﻜﺴلْ ﻓﻤـﺎ *** ﺃﺒﻌـﺩ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻫـلِ ﺍﻟﻜﹶﺴلْ
ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﻴﺴﻴﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ،ﻭﻟﻪ ﻗﺼﺹ
ﺸﻬﻴﺭﺓ ﺘﻭﻀﺢ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﻤل ﻜﻤﺎ ﻴﻌﻤل ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻭﻥ ﺍﻵﻥ ﻓﻤﺜﻼ ،ﻗﺎﻡ ﺒﺘﻘﺴﻴﻡ
ﻋﺩﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺭﻀﻰ ﺍﻟﻤﺼﺎﺒﻴﻥ ﺒﻤﺭﺽ ﺍﻟﺴﺭﺴﺎﻡ )ﺇﻟﺘﻬﺎﺏ ﺴﺤﺎﺌﻲ( ﺍﻟﻰ
ﻤﺠﻤﻭﻋﺘﻴﻥ .ﺜﻡ ﻓﺼﺩ ﺠﻤﻴﻊ ﺃﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺘﺭﻙ ﺃﻓﺭﺍﺩ
ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ﺒﺩﻭﻥ ﻓﺼﺩ ،ﻴﻘﻭل" :ﻭﺘﺭﻜﺕ ﻤﺘﻌﻤﺩﺍ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﺴﺘﺩﻨﻲ
ﺒﺫﻟﻙ ﺭﺃﻴﺎ" ...ﻓﻬﻭ ﻴﺒﺤﺙ ﻋﻥ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﺜﺭ ﺍﻟﻨﺎﺘﺞ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ..
ﻜﺘﺏ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ:
ﺭﺴﺎﺌل ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﻭﻜﺘﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺏ ﻭﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ ﻭﻓﺭﻭﻉ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻷﺨﺭﻯ ﺘﺒﻠﻎ
ﺍﻟﻤﺎﺌﺘﻴﻥ ﻟﻜﻥ ﻓﻘﺩ ﺍﻟﻜﺜﻴﺭ ﻤﻨﻬﺎ ،ﻭﺃﺒﺭﺯﻫﺎ ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ "ﺍﻟﺤﺎﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺏ" ﻭ
"ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ".
"ﺍﻟﺤﺎﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺏ"
ﻤﺩﻭﻨﺎﺕ ﺴﺠل ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺼﺹ ﻤﺭﻀﺎﻩ ﻭﺘﺸﺨﻴﺼﻪ ﻭﻤﻘﺘﻁﻔﺎﺕ ﻤﻥ
ﻜﺘﺏ ﺍﻟﻁﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻋﺎﻫﺎ ،ﻭﻴﻨﺎﻗﺵ ﻓﻴﻬﺎ ﻨﻘﺩ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻷﺨﺭﻯ ،ﻭﻴﺸﻴﺭ ﺒﻌﺩ
ﻭﻗﻴل ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﻌﺩ ﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﻗﺴﻤﻴﻥ ﻤﻥ ﺃﺠﺯﺍﺀ" ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ" ﺃﺤﺩﻫﻤﺎ
"ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﻥ" ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻲ "ﺍﻟﺠﺎﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﻴﺎﺕ" ﺇﻻ ﺃﻨﻪ ﺘﻭﻓﻲ ﻗﺒل ﻴﺤﻘﻕ
ﺫﻟﻙ ﺍﻷﻤل.
ﻭﻤﻥ ﻜﺘﺒﻪ ﺍﻷﺨﺭﻯ:
ﻜﺘﺎﺏ "ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺏ" ،ﻭﻜﺘﺎﺏ "ﺍﻟﺠﺩﺭﻱ ﻭﺍﻟﺤﺼﺒﺔ" ،ﻭﻜﺘﺎﺏ
"ﺍﻷﺩﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺓ" ﻭﻴﺼﻑ ﻤﺅﻟﻔﺎﺘﻪ ﺒﻨﻔﺴﻪ ﻗﺎﺌﻼ:
"ﻜﺘﺒﻨﺎ ﻓﻲ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ ﻭﺒﺎﻟﺠﻤﻠﺔ ﻓﻘﺭﺍﺒﺔ
ﻤﺎﺌﺘﻲ ﻜﺘﺎﺏ ﻭﻤﻘﺎﻟﺔ ﻭﺭﺴﺎﻟﺔ ﺨﺭﺠﺕ ﻋﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﺕ ﻋﻤﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ".
ﻭﻟﻪ ﻜﺘﺎﺏ ﻤﺨﻁﻭﻁ ﻤﻤﻴﺯ ﻫﻭ "ﺍﻟﺸﻜﻭﻙ ﻋﻠﻰ ﺠﺎﻟﻴﻨﻭﺱ "ﻓﻬﻭ ﻴﻨﺘﻘﺩ ﻜﺘﺏ
ﺠﺎﻟﻴﻨﻭﺱ ﺒﺸﻜل ﻋﻠﻤﻲ ﻓﻴﻘﻭل" :ﻴﺴﺘﺠﻬﻠﻭﻨﻨﻲ ﻓﻲ ﺘﺄﻟﻴﻑ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ،
ﻭﻜﺜﻴﺭﺍ ﻤﻨﻬﻡ ﻴﻠﻭﻤﻭﻨﻨﻲ ﻭﻴﻌﻨﻔﻭﻨﻨﻲ .....ﺇﻟﻰ ﻤﻨﺎﻗﻀﺔ ﺭﺠل ﻤﺜل ﺠﺎﻟﻴﻨﻭﺱ
ﻓﻲ ﺠﻼﻟﺘﻪ ﻭﻤﻌﺭﻓﺘﻪ ﻭﺘﻘﺩﻤﻪ ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ ﺃﺠﺯﺍﺀ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ،ﻭﻤﻜﺎﻨﻪ ﻤﻨﻬﺎ.
ﻭﺃﺠﺩ ﺃﻨﺎ ﻟﺫﻟﻙ -ﻴﻌﻠﻡ ﺍﷲ ﻤﻀﻀﺎ ﻓﻲ ﻨﻔﺴﻲ ـ ﺇﺫ ﻜﻨﺕ ﻗﺩ ﺒﻠﻴﺕ ﺒﻤﻘﺎﺒﻠﺔ
ﻤﻥ ﻫﻭ ﺃﻋﻅﻡ ﺍﻟﺨﻠﻕ ﻋﻠﻲ ﻤﻨﻪ ،ﻭﺃﻜﺜﺭﻫﻡ ﻟﻲ ﻤﻨﻔﻌﺔ ﻭﺒﻪ ﺍﻫﺘﺩﻴﺕ ﻭﺃﺜﺭﻩ
ﺍﻗﺘﻔﻴﺕ ﻭﻤﻥ ﺒﺤﺭﻩ ﺍﺴﺘﻘﻴﺕ"
ﺼﻠﻰ ﺍﻹﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻤﺤﻤﺩ *** ﻤﺎ ﻨﺎﺡ ﻗﻤﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻏﺼﺎﻥ
ﻭﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺒﻨﺎﺘﻪ ﻭﻨﺴﺎﺌﻪ *** ﻭﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺼﺤﺏ ﻭﺍﻹﺨﻭﺍﻥ
********
ﺭﺒﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻨﺼﺎﻑ ﻓﺘﻴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻤﻰ *** ﺘﺠﺩﻭﻨﻬﻡ ﻜﻬﻑ ﺍﻟﺤﻘﻭﻕ ﻜﻬﻭﻻ
ﻓﻬﻭ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺒﻨﻰ ﺍﻟﻁﺒﺎﻉ ﻗﻭﻴﻤﺔ *** ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺫﻯ ﻴﺒﻨﻰ ﺍﻟﻨﻔﻭﺱ ﻋﺩﻭﻻ
ﻭﺃﻨﺸﺩ ﻤﻬﺫﺏ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﺒﻭ ﻨﺼﺭ ﻤﺤﻤﺩ ﺍﻟﺤﻠﺒﻲ ﻴﻤﺩﺡ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﺭﺸﻴﺩ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﻥ
ﺍﻟﺼﻭﺭﻱ ﻭﻴﺸﻜﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺇﺤﺴﺎﻥ ﺃﺴﺩﺍﻩ ﺇﻟﻴﻪ.
ﻭﻜل ﺼﺒﺎﺡ ﻓﻴﻪ ﻟﻠﻌﻴﻥ ﺤﻅﻭﺓ *** ﺒﻭﺠﻪ ﺭﺸﻴﺩ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﻫﻭ ﺴﻌﻴﺩ
ﻫﻭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺼﺩﺭ ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ ﻭﻤﻥ ﻟﻪ *** ﻜﻼﻡ ﻴﻀﺎﻫﻲ ﺍﻟﺩﺭ ﻭﻫﻭ ﻨﻀﻴﺩ
ﻭﻟﻭ ﺃﻥ ﺠﺎﻟﻴﻨﻭﺱ ﺤﻴﺎﹰ ﺒﻌﺼﺭﻩ *** ﻟﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻴﺒﺘﺩﻱ ﻭﻴﻌﻴﺩ
ﻓﻘل ﻟﺒﻨﻲ ﺍﻟﺼﻭﺭﻱ ﻗﺩ ﺴﺩﺘﻡ ﺍﻟﻭﺭﻯ *** ﻭﻤﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻻ ﺴﻴﺩ ﻭﻤﺴﻭﺩ
ﻭﺩﻭﺡ ﻤﻥ ﺍﻹﺤﺴﺎﻥ ﺃﺜﻤﺭ ﺒﺎﻟﻤﻨﻰ *** ﻭﻅل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻼﺠﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﺩﻴﺩ
ﺜﻡ ﺇﻨﻪ ﺴﻠﻙ ﺃﻴﻀﺎﹰ ﻓﻲ ﺘﺼﻭﻴﺭ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻤﺴﻠﻜﺎﹰ ﻤﻔﻴﺩﺍﹰ ﻭﺫﻟﻙ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻴﺭﻱ
ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻟﻠﻤﺼﻭﺭ ﻓﻲ ﺇﺒﺎﻥ ﻨﺒﺎﺘﻪ ﻭﻁﺭﺍﻭﺘﻪ ،ﻓﻴﺼﻭﺭﻩ ﺜﻡ ﻴﺭﻴﻪ ﺇﻴﺎﻩ ﺃﻴﻀﺎﹰ
ﻭﻗﺕ ﻜﻤﺎﻟﻪ ﻭﻅﻬﻭﺭ ﺒﺯﺭﻩ ﻓﻴﺼﻭﺭﻩ ﺘﻠﻭ ﺫﻟﻙ ،ﺜﻡ ﻴﺭﻴﻪ ﺇﻴﺎﻩ ﺃﻴﻀﺎﹶًَ ﻓﻲ ﻭﻗﺕ
ﺫﻭﺍﻩ ﻭﻴﺒﺴﻪ ﻓﻴﺼﻭﺭﻩ ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﺍﺀ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ ﻴﺸﺎﻫﺩﻩ ﺍﻟﻨﺎﻅﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻫﻭ ﻋﻠﻰ ﺃﻨﺤﺎﺀ ﻤﺎ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺭﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻴﻜﻭﻥ ﺘﺤﻘﻴﻘﻪ ﻟﻪ
ﺃﺘﻡ ﻭﻤﻌﺭﻓﺘﻪ ﻟﻪ ﺃﺒﻴﻥ.
ﻭﻟﻡ ﻴﺯل ﺒﺩﻤﺸﻕ ﻭﻫﻭ ﻴﺸﺘﻐل ﺒﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻁﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺘﻭﻓﻲ ﺭﺤﻤﻪ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻓﻲ
ﺴﻨﺔ ﺨﻤﺱ ﻭﺜﻼﺜﻴﻥ ﻭﺴﺘﻤﺎﺌﺔ
ﻭﻤﻥ ﺸﻌﺭ ﺴﺩﻴﺩ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﻥ ﺭﻗﻴﻘﺔ ﻭﻫﻭ ﻤﻤﺎ ﺃﻨﺸﺩﻨﻲ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻗﺎل:
ﻴﺎ ﻤﻠﺒﺴﻲ ﺒﺎﻟﻨﻁﻕ ﺜﻭﺏ ﻜﺭﺍﻤﺔ *** ﻭﻤﻜﻤﻠﻲ ﺠﻭﺍﺩ ﺒﻪ ﻭﻤﻘﻭﻤﻲ
ﺨﺫﻨﻲ ﺇﺫﺍ ﺃﺠﻠﻲ ﺘﻨﺎﻫﻰ ﻭﺍﻨﻘﻀﻰ *** ﻋﻤﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺨﻁ ﺇﻟﻴﻙ ﻤﻘﻭﻡ
ﻭﺍﻜﺸﻑ ﺒﻠﻁﻔﻙ ﻴﺎ ﺇﻟﻬﻲ ﻏﻤﺘﻲ *** ﻭﺍﺠل ﺍﻟﺼﺩﺍ ﻋﻥ ﻨﻔﺱ ﻋﺒﺩﻙ ﻭﺍﺭﺤﻡ
ﻓﻌﺴﺎﻱ ﻤﻥ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﻤﻬﺎﻨﺔ ﺃﻜﺘﺴﻲ *** ﺤﻠل ﺍﻟﻤﻬﺎﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤل ﺍﻷﻜﺭﻡ
ﻭﺃﺒﻭﺀ ﺒﺎﻟﻔﺭﺩﻭﺱ ﺒﻌﺩ ﺇﻗﺎﻤﺘﻲ *** ﻓﻲ ﻤﻨﺯل ﺒﺎﺩﻱ ﺍﻟﺴﻤﺎﺠﺔ ﻤﻅﻠﻡ
ﻭﻋﻠﻴﻙ ﻤﺘﻜﻠﻲ ﻭﻋﻔﻭﻙ ﻟﻡ ﻴﺯل *** ﻗﺼﺩﻱ ﻓﻭﺍ ﺨﺴﺭﺍﻩ ﺇﻥ ﻟﻡ ﺘﺭﺤﻡ
ﻴﺎ ﻨﻔﺱ ﺠﺩﻱ ﻭﺃﺩﺃﺒﻲ ﻭﺘﻤﺴﻜﻲ *** ﺒﻌﺭﻯ ﺍﻟﻬﺩﻯ ﻭﻋﺭﻯ ﺍﻟﻤﻭﺍﻨﻊ
ﻓﺎﻓﺼﻤﻲ
ﻭﻗﺎل ﺤﻜﻤﺎ ﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺭﺍﺌﻌﺔ ﺍﻗﺘﺩﺍﺀ ﺒﻘﻭل ﺃﻤﻴﺭ ﺍﻟﻤﺅﻤﻨﻴﻥ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﻁﺎﻟﺏ
ﺭﻀﻲ ﺍﷲ ﻋﻨﻪ "ﺍﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﻤﺎ ﻗﺎل ﻭﻻ ﺘﻨﻅﺭ ﺇﻟﻰ ﻤﻥ ﻗﺎل"...
ﻴﻌﻨﻲ ﻻ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻻ ﺒﺩﻟﻴﻠﻪ
ﻻ ﺘﻜﻥ ﻨﺎﻅﺭﺍﹰ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﺌل ﺍﻟﻘﻭل *** ﺒل ﺍﻨﻅﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻤﺎﺫﺍ ﻴﻘﻭل ...
ﻭﺨﺫ ﺍﻟﻘﻭل ﺤﻴﻥ ﺘﻠﻘﻴﻪ ﻤﻌﻘﻭﻻ *** ﻭﻟﻭ ﻗﺎﻟﻪ ﻏﺒﻲ ﺠﻬﻭل
ﻓﻨﺒﺎﺡ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﻤﻊ ﺨﺴﺔ *** ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﻨﺯل ﺍﻟﻜﺭﻴﻡ ﺩﻟﻴل
ﻭﻫﻨﺎ ﺍﻟﻤﺯﺝ ﺒﻴﻥ ﺭﻋﺎﻴﺔ ﺍﻟﺠﺴﻡ ﻭﺘﻘﻭﻯ ﺍﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺘﻜﺎﻤل ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ
ﺍﻟﺭﺍﺌﻊ ﺩﺍﺌﻤﺎ..
ﺼﺩﻗﺔ ﺍﻟﺴﺎﻤﺭﻱ
ﻫﻭ ﺼﺩﻗﺔ ﺒﻥ ﻤﻨﺠﺎ ﺒﻥ ﺼﺩﻗﺔ ﺍﻟﺴﺎﻤﺭﻱ ﻤﻥ ﺍﻷﻜﺎﺒﺭ ﻓﻲ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻁﺏ
ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺯﻴﻥ ﻤﻥ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻜﺎﻥ ﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺠﻴﺩ ﺍﻟﻔﻬﻡ.
ﻭﻗﺎل "ﺍﻋﻠﻡ ﺃﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻁﺎﻋﺎﺕ ﺘﺭﻯ ﺇﻻ ﺍﻟﺼﻭﻡ ﻻ ﻴﺭﺍﻩ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﻓﺈﻨﻪ ﻋﻤل
ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﻁﻥ ﺒﺎﻟﺼﺒﺭ ﺍﻟﻤﺠﺭﺩ ﻭﻟﻠﺼﻭﻡ ﺜﻼﺙ ﺩﺭﺠﺎﺕ ،ﺼﻭﻡ ﺍﻟﻌﻤﻭﻡ ﻭﻫﻭ ﻜﻑ
ﺍﻟﺒﻁﻥ ﻭﺍﻟﻔﺭﺝ ﻋﻥ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﺸﻬﻭﺓ ،ﻭﺼﻭﻡ ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ ﻭﻫﻭ ﻜﻑ ﺍﻟﺴﻤﻊ
ﻭﺍﻟﺒﺼﺭ ﻭﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﺠﻭﺍﺭﺡ ﻋﻥ ﺍﻵﺜﺎﻡ ،ﻭﺃﻤﺎ ﺼﻭﻡ ﺨﺼﻭﺹ
ﺍﻟﺨﺼﻭﺹ ﻓﺼﻭﻡ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻋﻥ ﺍﻟﻬﻤﻡ ﺍﻟﺩﻨﻴﺔ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎﻭﻴﺔ ﻭﻜﻔﻪ ﻋﻤﺎ
ﺴﻭﻯ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ".
ﻭﻟﻪ ﺸﺭﺡ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻔﺼﻭل ﻷﺒﻘﺭﺍﻁ ،ﻭﻟﻪ ﻤﻘﺎﻟﺔ ﺃﺠﺎﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻥ ﻤﺴﺎﺌل ﻁﺒﻴﺔ
ﺴﺄﻟﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻷﺴﻌﺩ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻱ ،ﻭﻤﻘﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻭﺤﻴﺩ ﻭﺴﻤﺎﻫﺎ ﻜﺘﺎﺏ
ﺍﻟﻜﻨﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻭﺯ.
ﻭﻤﻥ ﻜﻼﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻤﻤﺎ ﺴﻤﻌﺘﻪ ﻤﻨﻪ ﺭﺤﻤﻪ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﻓﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻭﺼﻴﺔ ﺃﻭل
ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻗﺎل
"ﻗﺩ ﺃﻗﺒل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺃﻨﺕ ﻓﻴﻪ ﻤﻬﻴﺄ ﻟﻜل ﻓﻌل ﻓﺎﺨﺘﺭ ﻟﻨﻔﺴﻙ ﺃﻓﻀﻠﻬﺎ
ﻟﺘﻭﺼﻠﻙ ﺇﻟﻰ ﺃﻓﻀل ﺍﻟﺭﺘﺏ ﻭﻋﻠﻴﻙ ﺒﺎﻟﺨﻴﺭ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﻘﺭﺒﻙ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﻭﻴﺤﺒﺒﻙ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺇﻴﺎﻙ ﻭﺍﻟﺸﺭ ﻓﺈﻨﻪ ﻴﺒﻌﺩﻙ ﻋﻥ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﻭﻴﺒﻐﻀﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻓﻌل ﻤﺎ
ﺘﺤﺎﺴﺏ ﻨﻔﺴﻙ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻨﺩ ﺍﻨﻘﻀﺎﺀ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺍﻟﺤﺫﺭ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﻐﻠﺏ ﺸﺭﻙ
ﻋﻠﻰ ﺨﻴﺭﻙ ﻭﻟﻴﺱ ﺍﻟﻔﺎﻀل ﻤﻥ ﺒﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻤﻊ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﻤﺅﺫﻴﺎﺕ
ﺒل ﺍﻟﻔﺎﻀل ﻤﻥ ﺒﻘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻤﻊ ﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﻤﺅﺫﻴﺎﺕ ــ !!! ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻟﺨﻠﻕ
ﺍﻟﺤﺴﻥ ﻭﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺩﺍﺌﺩ ﻫﻭ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﻓﻜل ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺨﻴﺭﺍ ﻭﻫﻭ
ﻤﻴﺴﻭﺭ ﺍﻟﺤﺎل ﺃﻤﺎ ﺤﻴﻥ ﺘﺒﺩﺃ ﺍﻟﻤﺸﺎﻜل ﺘﻅﻬﺭ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ! ــ
ﻭﺍﻗﺒل ﻭﺼﺎﻴﺎ ﺍﻷﻨﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻗﺘﺩ ﺒﺄﻓﻌﺎل ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ ،ﻭﻋﻠﻴﻙ ﺒﺎﻟﺼﺩﻕ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻜﺫﺏ
ﻴﺼﻐﺭ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻨﺩ ﻨﻔﺴﻪ ﻓﻀﻼﹰ ﻋﻥ ﻏﻴﺭﻩ ،ﻭﺍﺤﻠﻡ ﺘﺸﻜﺭ ﻭﺘﻔﻀل ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﺤﻘﺩ ﻴﻌﺠل ﺍﻟﻬﻡ ﻭﻴﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺩﺍﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺸﺭﻭﺭ ﻭﻜﺫﻟﻙ ﺍﻟﺤﺴﺩ ،ﻭﺍﻋﻠﻡ ﺃﻥ
ﻨﻬﺎﺭﻙ ﻫﺫﺍ ﻗﻁﻌﺔ ﺘﺫﻫﺏ ﻤﻥ ﺤﻴﺎﺘﻙ ﻓﺄﻨﻔﻘﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﻌﻭﺩ ﻋﻠﻴﻙ ﻨﻔﻌﻪ ،ﻭﺍﻓﻌل
ﺒﺎﻟﻨﺎﺱ ﻤﺎ ﺘﺸﺘﻬﻲ ﺃﻥ ﻴﻔﻌﻠﻭﻩ ﺒﻙ ،ﻭﺇﻴﺎﻙ ﻭﺍﻟﻐﻀﺏ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎﻡ
ﻭﻗﺎل ﻟﻜل ﻁﺒﻴﺏ "ﺇﺫﺍ ﺘﻁﺒﺒﺕ ﻓﺎﺘﻕ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﻭﺍﺠﺘﻬﺩ ﺃﻥ ﺘﻌﻤل ﺒﺤﺴﺏ ﻤﺎ ﺘﻌﻠﻤﻪ
ﻋﻠﻤﺎﹰ ﻴﻘﻴﻨﺎﹰ ﻓﺈﻥ ﻟﻡ ﺘﺠﺩ ﻓﺎﺠﺘﻬﺩ ﺃﻥ ﺘﻘﺭﺏ ﻤﻨﻪ".
ﻭﻗﺎل ﻓﻰ ﺍﻨﺘﻘﺎﺀ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻕ ﻷﻥ ﺘﻌﻤﻠﻪ ﺍﻟﻁﺏ "ﺇﺫﺍ ﻭﺼﻠﺕ ﺇﻟﻰ ﺭﺘﺒﺔ
ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻥ ﻓﻼ ﺘﻤﻨﻊ ﻤﺴﺘﺤﻘﺎﹰ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻌﺎﻗل ﺍﻟﺫﻜﻲ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ ﺍﻟﻨﻔﺱ ﻭﺍﻤﻨﻊ
ﻤﻥ ﺴﻭﺍﻩ".
ﻭﻗﺎل "ﺍﻷﺭﺩﻴﺎﺀ ﻴﻁﻠﺒﻭﻥ ﻤﻊ ﻤﻥ ﻴﻔﻨﻭﻥ ﻨﻬﺎﺭﻫﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻭﺍﻟﻠﻬﻭ
ﻭﺍﻟﺒﻁﺎﻟﺔ ﻭﺃﻨﻬﻡ ﻤﺘﻰ ﺨﻠﻭﺍ ﺒﺄﻨﻔﺴﻬﻡ ﺘﺄﻟﻤﻭﺍ ﻤﻤﺎ ﻴﺠﺩﻭﻨﻪ ﻓﻲ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ ﻤﻥ
ﺍﻟﺭﺩﺍﺀﺓ ﻭﺍﻷﺨﻴﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺨﻼﻑ ﺫﻟﻙ ﻷﻨﻬﻡ ﻴﺄﻨﺴﻭﻥ ﺒﺄﻨﻔﺴﻬﻡ".
ﻭﻗﺎل "ﻋﺠﺒﻲ ﻟﻤﻥ ﻻ ﻴﻌﻠﻡ ﻤﺘﻰ ﻴﻤﻭﺕ ﻜﻴﻑ ﻴﺭﻜﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﻭﻴﻬﻤل ﺍﻟﻤﻬﻡ
ﻤﻥ ﺃﻤﺭﻩ"
ﻭﻗﺎل "ﻤﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﺍﻟﻤﻠﺘﺫﻴﻥ ﺒﺎﻵﻤﺎل ﻤﻥ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻭﻉ ﻓﻲ ﺒﻠﻭﻏﻬﺎ".
ﻭﻗﺎل "ﻟﻜل ﻭﻗﺕ ﺃﺸﻐﺎل ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻓﻠﻴﻔﻌل ﻓﻴﻪ ﺃﻫﻤﻬﺎ ".
ﻭﻗﺎل "ﻓﻘﺩ ﺍﻟﺨﻠﻴل ﻤﺅﺫﻥ ﺒﺎﻟﺭﺤﻴل"
ﻭﻗﺎل ﻤﻭﺠﻬﺎ ﻤﻥ ﺸﻜﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺤﻴﻥ ﻜﺘﺏ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﺸﻴﺨﻪ ﻴﺸﻜﻭ ﺘﻌﺫﺭ
ﺃﻤﻭﺭﻩ ﻓﻜﺘﺏ ﺇﻟﻴﻪ "ﺇﻨﻙ ﻟﻥ ﺘﻨﺠﻭ ﻤﻤﺎ ﺘﻜﺭﻩ ﺤﺘﻰ ﺘﺼﺒﺭ ﻋﻥ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻤﺎ ﺘﺤﺏ
ﻭﻟﻥ ﺘﻨﺎل ﻤﺎ ﺘﺤﺏ ﺤﺘﻰ ﺘﺼﺒﺭ ﻋﻠﻰ ﻜﺜﻴﺭ ﻤﻤﺎ ﺘﻜﺭﻩ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ"!
ﻭﻗﺎل "ﻤﻥ ﻟﻡ ﻴﻔﻜﺭ ﻓﻲ ﺍﻵﺘﻲ ﺃﺘﻰ ﻗﺒل ﺃﻥ ﻴﺴﺘﻌﺩ ﻟﻪ ﻭﻗﺎل ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﺴﺒﺏ ﻜل
ﺨﻴﺭ ﻭﻓﻀﻴﻠﺔ"
ﻭﻗﺎل "ﺍﺤﺭﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻻ ﺘﺨل ﺒﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺒﺩﻨﻴﺔ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻨﻌﻡ
ﺍﻟﻤﻌﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﺎﻨﻴﺔ"
ﻭﻗﺎل "ﺍﻋﺘﺼﻡ ﺒﺎﻟﻠﹼﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﺘﻭﻜل ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺜﻕ ﺒﻪ ﻤﺤﻘﺎﹰ ﻴﺤﺭﺴﻙ ﻭﻴﻜﻔﻴﻙ ﻜل
ﻤﺅﻭﻨﺔ ﻭﻻ ﻴﺨﻴﺏ ﻟﻙ ﻅﻨﺎﹰ ﻭﻻ ﺘﺭﻜﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺩﻭل ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻠل ﻫﻲ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ"
ﻭﻗﺎل "ﻋﻭﺩ ﻨﻔﺴﻙ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻋﻠﻤﺎﹰ ﻭﻋﻤﻼﹰ ﺘﻠﻕ ﺍﻟﺨﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺘﻌﺎﻟﻰ"
ﻭﻗﺎل "ﻟﻴﺕ ﺸﻌﺭﻱ ﺒﻤﺎ ﺃﻋﺘﺫﺭ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻤﺕ ﻭﻟﻡ ﺃﻋﻤل"
ﻭﻟﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺏ:
ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻭﺠﺯ ﺍﻟﻤﻔﻴﺩ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ
ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺏ ﺃﻟﻔﻪ ﻟﻨﺠﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻤﺴﻌﻭﺩ ﺒﻥ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ
ﻴﻭﺴﻑ ﺒﻥ ﺃﻴﻭﺏ ،ﻭﻗﺩ ﺍﺴﺘﻘﺼﻰ ﻓﻴﻪ ﺫﻜﺭ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻤﻥ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻁﺏ
ﻭﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻷﻤﺭﺍﺽ ﻭﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ ﻭﻤﺩﺍﻭﺍﺘﻬﺎ.
ﻜﺘﺎﺏ ﻁﺏ ﺍﻟﺴﻭﻕ ﺃﻟﻔﻪ ﻟﺒﻌﺽ ﺘﻼﻤﺫﺘﻪ ﻭﻫﻭ ﻴﺸﺘﻤل ﻋﻠﻰ ﺫﻜﺭ ﺍﻷﻤﺭﺍﺽ
ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﺩﺙ ﻜﺜﻴﺭﺍﹰ ﻭﻤﺩﺍﻭﺍﺘﻬﺎ ﺒﺎﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﺴﻬﻠﺔ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﺍﺸﺘﻬﺭ
ﺍﻟﺘﺩﺍﻭﻱ ﺒﻬﺎ.
ﻭﻗﺭﺃ ﺃﻴﻀﺎﹰ ﻜﺜﻴﺭﺍﹰ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺒﺎﺸﺭ ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ ﻭﻫﻭ
ﺠﻴﺩ ﺍﻟﻔﻬﻡ ﻏﺯﻴﺭ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻻ ﻴﺨﻠﻲ ﻭﻗﺘﺎﹰ ﻤﻥ ﺍﻻﺸﺘﻐﺎل ﻭﻻ ﻴﺨل ﺒﺎﻟﻌﻠﻡ ﻓﻲ ﺤﺎل
ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻭﺍل.
ﺤﺴﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻀﺭﺓ ﻤﻠﻴﺢ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﺭﺓ! ﻴﻌﻨﻲ ﺃﺩﺏ ﻭﻟﻁﻑ ﻤﻊ ﻨﺠﺎﺒﺔ ﻭﻋﺒﻘﺭﻴﺔ
ﻭﻗﻭﺓ ﺤﺎﻓﻅﺔ ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﷲ ﺍﻟﻭﻫﺎﺏ.
ﺨﺩﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻤﺎﺭﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻨﺸﺄﻩ ﻨﻭﺭ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﻥ ﺯﻨﻜﻲ ﺭﺤﻤﻪ ﺍﻟﻠﱠﻪ.
ﻭﻟﻪ ﻗﺼﺔ ﺠﻤﻴﻠﺔ ﻟﻁﻴﻔﺔ ﻓﻰ ﺤﺭﺼﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺴﻨﺔ ﺍﺜﻨﺘﻴﻥ
ﻭﺜﻼﺜﻴﻥ ﻭﺴﺘﻤﺎﺌﺔ.
ﻭﺼل ﺇﻟﻰ ﺩﻤﺸﻕ ﺘﺎﺠﺭ ﻤﻥ ﺒﻼﺩ ﺍﻟﻌﺠﻡ ﻭﻤﻌﻪ ﻨﺴﺨﺔ ﻤﻥ ﺸﺭﺡ ﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ
ﺼﺎﺩﻕ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﻤﻨﺎﻓﻊ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ ،ﻭﻫﻲ ﺼﺤﻴﺤﺔ ﻤﻌﻘﻭﻟﺔ ﻤﻥ ﺨﻁ ﺍﻟﻤﺼﻨﻑ
ﻭﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻗﺒل ﺫﻟﻙ ﻤﻨﻬﺎ ﻨﺴﺨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻡ ،ﻓﻜﺘﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﺯ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﻥ
ﺍﻟﺴﻭﻴﺩﻱ ﻗﺼﻴﺩﺓ ﻤﺩﻴﺤﺎﹰ
ﻭﺍﻤﻨﻥ ﻓﺄﻨﺕ ﺃﺨﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﺭﻡ *** ﻭﺍﻟﻌﻠﻰ ﺒﻜﺘﺎﺏ ﺸﺭﺡ ﻤﻨﺎﻓﻊ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ
ﻭﺇﻋﺎﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﺔ ﻟﻡ ﺘﺯل *** ﻤﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻔﻀﻼﺀ
ﻓﺒﻌﺙ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻫﻭ ﻓﻲ ﺠﺯﺀﻴﻥ ﻓﻨﻘل ﻤﻨﻪ ﻨﺴﺨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻴﺔ ﻤﻥ ﺤﺴﻥ
ﺍﻟﺨﻁ ﻭﺠﻭﺩﺓ ﺍﻟﻨﻘﻁ ﻭﺍﻟﻀﺒﻁ!!
ﻭﻤﻥ ﺸﻌﺭﻩ
ﺒﺎﻟﻠﹼﻪ ﻴﺎ ﻗﺎﺭﺌﺎﹰ ﺸﻌﺭﻱ ﻭﺴﺎﻤﻌﻪ *** ﺃﺴﺒل ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺩﺍﺀ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻭﺍﻟﻜﺭﻡ
ﻭﺍﺴﺘﺭ ﺒﻔﻀﻠﻙ ﻤﺎ ﺘﻠﻘﺎﻩ ﻤﻥ ﺯﻟﻠﻲ *** ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻤﻲ ﻗﺩ ﺃﺜﺭﻯ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺩﻡ
ﻭﻤﻥ ﺃﻤﺜﻠﺔ ﻨﺒﻭﻍ ﺍﺒﻥ ﺴﻴﻨﺎ ﺸﺭﺤﻪ ﺍﻟﻤﺒﻬﺭ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﺱ ،ﻭﻜﺘﺏ ﻓﻴﻬﺎ
ﺍﻟﻔﺎﻀل ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺃﺤﻤﺩ ﻋﺭﻭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭ ،ﻤﻭﻀﺤﺎ ﺃﻨﻪ ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ
ﻓﺴﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺎ ﺍﻟﺘﻨﻔﺱ ﺘﻅﻬﺭ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﻓﻲ ﺃﺘﻡ ﺍﻟﻭﻀﻭﺡ ﻓﺈﻨﻪ ﻟﻴﺱ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻬل
ﺃﻥ ﻨﺘﺼﻭﺭ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﺭﺍﺤل ﺍﻟﺸﺎﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻤﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺒﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ ﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ.
ﻭﻜﺎﻥ ﺸﺭﺡ ﺍﺒﻥ ﺴﻴﻨﺎ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﻫﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﻓﻬﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﺱ ﻭﺍﻟﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﺩﻤﻭﻴﺔ،
ﺃﺘﻤﻬﺎ ﻭﺼﻭﺒﻬﺎ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻨﻔﻴﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺠﻪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ...
ﻓﻤﺜﻼ:
_ ﺍﻟﺩﻭﺭﺓ ﺍﻟﺩﻤﻭﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻴﺸﻴﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﺸﺭﻴﺢ ﺍﻟﻌﺭﻭﻕ ﺍﻟﺩﻤﻭﻴﺔ ﺤﻴﺙ
ﻴﻘﻭل "ﺍﻟﺸﺭﻴﺎﻨﺎﺕ ﻫﻲ ﺃﺠﺴﺎﻡ ﺜﺎﺒﺘﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻘﻠﺏ ﻤﻤﺘﺩﺓ ﻤﺠﻭﻓﺔ ﻁﻭﻻ ﻭﻤﺎﻁﻴﺔ
ﻭﻨﻘل ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﺍﻟﻔﺎﻀل ﻟﻨﺎ ﻋﻥ ﺍﺒﻥ ﺴﻴﻨﺎ ﺸﻴﺌﺎ ﻤﻥ ﻟﻔﺘﺎﺘﻪ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ
ﺍﻟﻌﻼﺠﻴﺔ:
"ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﺃﻥ ﻴﻌﺭﻑ ﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﺃﻥ ﻴﺨﻠﻁﻪ ﺒﺎﻟﺩﻭﺍﺀ ﻟﻜﻲ ﻴﺼل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻀﻭ
ﺒﺴﺭﻋﺔ ﻜﻤﺎ ﺘﺨﻠﻁ ﺒﺄﺩﻭﻴﺔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺒﻭل ﺍﻟﻤﺩﺭﺍﺕ ﻭﺒﺄﺩﻭﻴﺔ ﺍﻟﻘﻠﺏ
ﺍﻟﺯﻋﻔﺭﺍﻥ .ﻭﺃﻥ ﻴﻌﺭﻑ ﺠﻬﺔ ﺍﺘﺼﺎل ﺍﻟﺩﻭﺍﺀ ،ﻓﺈﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻘﺭﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﻌﺎﺀ
ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺃﻭﺼل ﺍﻟﺩﻭﺍﺀ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺒﺎﻟﺸﺭﺍﺏ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ ﺍﺴﺘﻌﺎﻥ
ﺒﺎﻟﺤﻘﻨﺔ ....ﺃﻤﺎ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﻼﺌﻤﺔ ﻟﻠﺸﻔﺎﺀ ﻓﺎﻟﻬﻭﺍﺀ ﺃﻭﻟﻰ ﻤﺎ ﻴﺠﺏ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ
ﺃﻤﺭﻩ ،ﻭﻫل ﻫﻭ ﻤﻌﻴﻥ ﻟﻠﺩﻭﺍﺀ ﺃﻭ ﻟﻠﻤﺭﺽ .ﻭﺇﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺭﺽ ﺨﻁﻴﺭﺍﹰ
ﻭﻴﺨﺸﻰ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﻫﺒﻭﻁ ﻗﻭﺓ ﺍﻟﻤﺭﻴﺽ ﻤﻊ ﺘﺄﺨﻴﺭ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﻓﻌﻠﻰ
ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﺃﻥ ﻴﺒﺩﺃ ﺒﺎﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻘﻭﻱ ﺃﻭﻻﹰ ،ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺨﻁﺭ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ
ﻴﺘﺩﺭﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻗﻭﻱ"..
ﻭﻴﻨﺼﺢ ﺍﺒﻥ ﺴﻴﻨﺎ ﺒﻤﺎ ﻟﻭﺤﻅ ﺤﺩﻴﺜﺎﹰ ﻤﻥ ﺘﻜﻴﻑ ﺍﻟﺠﺴﻡ ﻤﻊ ﺍﻟﺩﻭﺍﺀ ،ﻓﻴﻘﻭل:
"ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺠﺘﻤﻊ ﻤﺭﺽ ﻤﻊ ﻭﺠﻊ ﺃﻭ ﺸﺒﻪ ﻭﺠﻊ ،ﺃﻭ ﻤﻭﺠﺏ ﻭﺠﻊ ﻜﺎﻟﻀﺭﺒﺔ
ﻭﺍﻟﺴﻘﻁﺔ ﻓﺎﺒﺩﺃ ﺒﺘﺴﻜﻴﻥ ﺍﻟﻭﺠﻊ"
ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻨﻔﻌﻠﻪ ﻟﺘﺤﺎﺸﻲ ﺍﻟﻬﺒﻭﻁ ﻭﺍﻟﺼﺩﻤﺔ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﻤﻥ ﺸﺩﺓ ﺍﻷﻟﻡ
ﻭﻟﺘﺤﺎﺸﻲ ﺇﺨﻔﺎﺀ ﺍﻷﻋﺭﺍﺽ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻠﻤﺸﻜﻠﺔ ﻤﻥ ﺸﺩﺓ ﺍﻷﻟﻡ ﻭﺘﻘﻠﺹ
To avoid shock and confusion ﺍﻟﻌﻀﻼﺕ ﻭﺘﻭﺘﺭ ﺍﻟﻤﺭﻴﺽ
ﻭﻻ ﻴﻔﻭﺕ ﻁﺒﻴﺒﻨﺎ ﺃﻥ ﻴﺫﻜﺭ ﻭﺴﺎﺌل ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺅﺜﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺱ ،ﻓﻴﻘﻭل
ﻟﻠﻁﺒﻴﺏ:
"ﻭﺍﻋﻠﻡ ﺃﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺎﺕ ﺍﻟﺠﻴﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺠﻌﺔ ﺍﻻﺴﺘﻌﺎﻨﺔ ﺒﻤﺎ ﻴﻘﻭﻱ ﺍﻟﻘﻭﻯ
ﺍﻟﻨﻔﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻨﻴﺔ ،ﻜﺎﻟﻔﺭﺡ ﻭﻟﻘﺎﺀ ﻤﺎ ﻴﺴﺘﺄﻨﺱ ﺒﻪ ﻭﻤﻼﺯﻤﺔ ﻤﻥ ﻴﺴﺭ
ﺒﻪ! ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻨﻔﻌﺕ ﻤﻼﺯﻤﺔ ﺍﻟﻤﺤﺘﺸﻤﻴﻥ ﻭﻤﻥ ﻴﺴﺘﺤﻴﺎ ﻤﻨﻬﻡ ،ﻓﻤﻨﻌﺕ ﺍﻟﻤﺭﻴﺽ
ﻋﻥ ﺃﺸﻴﺎﺀ ﺘﻀﺭﻩ! ﻭﻤﻤﺎ ﻴﻘﺎﺭﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﻨﻑ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺎﺕ ﺍﻻﻨﺘﻘﺎل ﻤﻥ
ﺒﻠﺩ ﺇﻟﻰ ﺒﻠﺩ ،ﻭﻤﻥ ﻫﻭﺍﺀ ﺇﻟﻲ ﻫﻭﺍﺀ ،ﻭﺍﻻﻨﺘﻘﺎل ﻤﻥ ﻫﻴﺂﺕ ﺇﻟﻰ ﻫﻴﺂﺕ".
ﻭﺒﻼ ﺸﻙ ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﺍﻷﻥ ﺼﺎﺭﺕ ﺒﺩﻫﻴﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﺸﺎﻤل ،ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﺎﺭﺱ
ﺍﻵﻥ ﻤﻥ ﻨﻅﺭﺓ ﻟﻠﻤﺭﻴﺽ ﻜﻜﻴﺎﻥ ﺇﻨﺴﺎﻨﻲ ﻴﺘﺄﺜﺭ ﺒﻤﺎ ﺤﻭﻟﻪ ﻭﻤﻥ ﺤﻭﻟﻪ ﻭﺘﺘﺄﺜﺭ
ﺨﻭﺍﺹ ﺠﺴﻤﻪ ﺍﻟﻔﻴﺯﻴﺎﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﻴﻤﺎﺌﻴﺔ ﻭﺤﺎﻟﺔ ﻤﻨﺎﻋﺘﻪ ﺒﺤﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ..
ﺍﷲ ﺃﺤﻜﻡ ﺨﻠﻕ ﺫﻟﻙ ﻜﻠﻪ *** ﺼﻨﻌﺎ ﻭﺃﺘﻘﻥ ﺃﻴﻤﺎ ﺇﺘﻘﺎﻥ
ﻗل ﻟﻠﻁﺒﻴﺏ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻭﻑ ﺒﺯﻋﻤﻪ *** ﺇﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻋﻠﻤﻬﺎ ﺒﺭﻫﺎﻥ
ﺃﻴﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻋﻨﺩ ﻜﻭﻨﻙ ﻨﻁﻔﺔ *** ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻁﻥ ﺇﺫ ﻤﺸﺠﺕ ﺒﻪ ﺍﻟﻤﺎﺁﻥ
ﺃﻴﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺤﻴﻥ ﻋﺩﺕ ﻋﻠﻴﻘﺔ *** ﻓﻲ ﺃﺭﺒﻌﻴﻥ ﻭﺃﺭﺒﻌﻴﻥ ﺘﻭﺍﻨﻲ
ﺃﻴﻥ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻋﻨﺩ ﻜﻭﻨﻙ ﻤﻀﻐﺔ *** ﻓﻲ ﺃﺭﺒﻌﻴﻥ ﻭﻗﺩ ﻤﻀﻰ ﺍﻟﻌﺩﺩﺍﻥ
ﺃﺘﺭﻯ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺼﻭﺭﺘﻙ ﻤﺼﻭﺭﺍ *** ﺒﻤﺴﺎﻤﻊ ﻭﻨﻭﺍﻅﺭ ﻭﺒﻨﺎﻥ
ﺃﺘﺭﻯ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﺃﺨﺭﺠﺘﻙ ﻤﻨﻜﺴﺎ *** ﻤﻥ ﺒﻁﻥ ﺃﻤﻙ ﻭﺍﻫﻲ ﺍﻷﺭﻜﺎﻥ
ﺃﻨﻅﺭ ﻟﻠﺘﻘﺴﻴﻡ ﺍﻟﺫﻯ ﺍﺘﺒﻌﻪ ﻭﻜﻴﻑ ﻴﺴﻌﻰ ﻟﺘﺜﺒﻴﺕ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺔ ﺒﺸﺘﻰ ﺍﻟﻁﺭﻕ:
ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل ﺘﻘﺴﻴﻡ ﺍﻟﻌﻅﺎﻡ ﺒﺤﺴﺏ ﻤﻨﻔﻌﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺩﻥ
ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ ﺘﻘﺴﻴﻡ ﺍﻟﻌﻅﺎﻡ ﺒﺤﺴﺏ ﺘﺠﺎﻭﻴﻔﻬﺎ ﻤﺎ ﺘﺤﺘﻭﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﻤﻥ
ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﻴﻑ
ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﺍﻟﻤﻔﺎﺼل ﻭﺘﻘﺴﻴﻡ ﺍﻟﻌﻅﺎﻡ ﺒﺤﺴﺒﻬﺎ
ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻨﻔﻴﺱ
ﻓﹶﻘﹶﻭﻤﻭﺍ ﺇِﻟﹶﻰ ﺴـﻴﻑ ﻭﻋﻠﹾﻡﹴ ﻭﻤﻌـﻭلٍ *** ﻓﹶﻠﹶﻴﺴﺕﹾ ﺘﹶﻘﻲ ﻋﻨﹾﺩ ﺍﻟﺨﹸﻁﹸـﻭﺏﹺ
ﺍﻟﺫﱠﺭﺍﺌِﻊ
ﻭﺜﹸﻭﺒـﻭﺍ ﺇِﻟﹶﻰ ﺍﻟﻘﹸﺭﺁﻥﹺ ﻴﺎ ﺨﹶﻴـﺭ ﺃُﻤـﺔ *** ﻓﹶﻤـﺎ ﻋﺯ ﻗﹶﻭﻡ ﻟﹶﻡ ﺘﹶﺼﻨﹾـﻪ
ﺍﻟﺸﱠـﺭﺍﺌِﻊ
ﻫﻭ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﻠﻐﻭﻱ ﺍﻟﻁﺒﻴﺏ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺃﺒﻰ ﺍﻟﺤﺯﹺﻡ ﺍﻟﻘﺭﺸﻲ ،ﻤﻥ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻘﺭﻥ
ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﺍﻟﻬﺠﺭﻱ )ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ ﻋﺸﺭ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ( ،ﻭﻟﺩ ﺒﺩﻤﺸﻕ ﺴﻨﺔ 607ﻫﺠﺭﻴﺔ
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺩﺭﺱ ﺍﻟﻁﺏ ،ﺜﻡ ﺍﺭﺘﺤل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻭﺃﻗﺎﻡ ﺒﻬﺎ ﺤﺘﻰ ﻭﻓﺎﺘﻪ ﺴﻨﺔ
687ﻫﺠﺭﻴﺔ .ﻋﺎﺼﺭ ﻋﻬﺩ ﺴﻴﻑ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻷﻴﻭﺒﻲ ﺃﺨﻲ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ﺼﻼﺡ
ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻷﻴﻭﺒﻲ.
ﺃﺒﺩﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺏ ﻭﺍﻟﺼﻴﺩﻟﺔ .ﺃﺼﺒﺢ ﺭﺌﻴﺴﺎﹰ ﻟﻘﺴﻡ ﺍﻟﻜﺤﺎﻟﺔ )ﻁﺏ ﺍﻟﻌﻴﻭﻥ( ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﻴﻤﺎﺭﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭﻱ ،ﻭﺘﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺨﺭ ﺤﻴﺎﺘﻪ ﺭﺌﺎﺴﺔ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﻴﻤﺎﺭﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺼﻭﺭﻱ .ﻭﻜﺎﻥ ﻴﺩﺭﺱ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺃﻴﻀﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺩﺭﺴﺔ
ﺍﻟﻤﺴﺭﻭﺭﻴﺔ.
ﻜﺎﻥ ﺸﻴﺨﺎﹰ ﻁﻭﻴﻼﹰ ،ﻨﺤﻴﻔﺎﹰ ،ﻭﻗﻭﺭﺍﹰ ،ﺫﺍ ﻫﻴﺒﺔ ﻭﺍﺤﺘﺭﺍﻡ ،ﺩﻤﺙ ﺍﻷﺨﻼﻕ ،ﻟﻁﻴﻑ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ،ﺫﺍ ﻤﺭﻭﺀﺓ ﻭﻭﺭﻉ ،ﻻ ﻴﺤﺠﺏ ﻋﻥ ﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﻟﻴﻼﹰ ﻭﻻ ﻨﻬﺎﺭﺍﹰ .ﻭﻜﺎﻥ
ﻴﺤﻀﺭ ﻤﺠﻠﺴﻪ ﻓﻲ ﺩﺍﺭﻩ ﺠﻤﺎﻋﺔ ﻤﻥ ﺍﻷﻤﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻬﺫﺏ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺤﻠﻴﻔﺔ
ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﻭﺃﻜﺎﺒﺭ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ .ﻭﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﻭﻗﻑ ﺠﻤﻴﻊ ﺃﻤﻼﻜﻪ ﻭﺃﻤﻭﺍﻟﻪ
ﻭﻋﺒﻘﺭﻴﺘﻪ ﻜﻤﺎ ﺭﺃﻴﻨﺎ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﺍﻟﺠﻭﺍﻨﺏ ،ﻓﻠﻪ ﺇﺴﻬﺎﻤﺎﺕ ﻁﻴﺒﺔ ﺠﺩﺍ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل
ﺘﻭﻀﻴﺢ ﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﻤﺠﺎﻟﻲ ﺍﻟﺒﺼﺭﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﻴﺩﻟﺔ ،ﻭﻟﻪ
ﺍﺠﺘﻬﺎﺩﺍﺕ ﻓﻲ ﻤﺠﺎل ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﻨﺤﻭ.
ﻭﻟﻘﺩ ﻜﺎﻥ ﺫﺍ ﺫﺍﻜﺭﺓ ﺨﺎﺭﻗﺔ ،ﻓﻜﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻑ ﺘﻭﻀﻊ ﻟﻪ ﺍﻷﻗﻼﻡ
ﻤﺒﺭﻴﺔ ﻭﻴﺩﻴﺭ ﻭﺠﻬﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﺌﻁ ﻭﻴﺄﺨﺫ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻑ ﺇﻤﻼﺀ ﻤﻥ ﺨﺎﻁﺭﻩ،
ﻭﻴﻜﺘﺏ ﻤﺜل ﺍﻟﺴﻴل ﺇﺫﺍ ﺘﺤﺩﺭ ﻓﺈﺫﺍ ﻜل ﺍﻟﻘﻠﻡ ﻭﺤﻔﻲ ﺭﻤﻰ ﺒﻪ ﻭﺘﻨﺎﻭل ﻏﻴﺭﻩ
ﻟﺌﻼ ﻴﻀﻴﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺒﺭﻱ ﺍﻟﻘﻠﻡ.
ﻭﺼﺩﻕ ،ﻭﻴﺩل ﻋﻠﻴﻪ ﻀﺨﺎﻤﺔ ﺘﺭﺍﺜﻪ ﻭﺍﻨﺘﺸﺎﺭﻩ ﻭﺤﻔﺎﻭﺓ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺒﻪ ،ﻓﺎﻟﻤﻭﺠﺯ
ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺏ
ﺘﻭﺠﺩ ﻨﺴﺦ ﻤﻨﻪ ﻓﻲ ﺒﺭﻟﻴﻥ ﻭﻤﺎﻨﺸﺴﺘﺭ ﻭﺒﺎﺭﻴﺱ ﻭﺍﺴﺘﻨﺒﻭل ﻭﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ
ﻭﺩﻤﺸﻕ ﻭﺤﻠﺏ ﻭﻏﻴﺭﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻭﺍﻟﻌﻭﺍﺼﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻷﺠﻨﺒﻴﺔ.
ﻓﻬﻭ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﻘﻼﺕ ﺍﻟﻜﺒﺭﻯ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻁﺏ ،ﻭﻟﻡ ﻴﻘﺭ ﻟﻪ ﺒﺎﻟﺴﺒﻕ ﺴﻭﻯ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﻓﻘﻁ .ﻓﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﻓﻲ ﻜﺘﺏ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻁﺏ ﺤﺘﻰ ﻋﺎﻡ
1924ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻜﺘﺸﻑ ﺍﻷﻭل ﻟﻠﺩﻭﺭﺍﻥ ﺍﻟﺩﻤﻭﻱ ﻫﻭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻹﻨﺠﻠﻴﺯﻱ ﻭﻴﻠﻴﺎﻡ
ﻫﺎﺭﻓﻲ W. Harveyﻋﺎﻡ 1628ﻡ.
ﺜﻡ ﻴﺴﺭ ﺍﷲ ﻟﻠﻁﺒﻴﺏ ﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ /ﻤﺤﻴﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﺘﻁﺎﻭﻱ ﻓﻘﺩﻡ
ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻓﺭﺍﻴﺒﻭﺭﻍ ﻓﻲ ﺃﻟﻤﺎﻨﻴﺎ ﻋﺎﻡ ،1924
ﻓﻘﺩ ﻋﺎﺭﺽ ﺭﺃﻱ ﺍﺒﻥ ﺴﻴﻨﺎ ﻭﻜل ﻤﻥ ﺴﺒﻘﻪ ﻓﻲ ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺘﻐﺫﻴﺔ ﺍﻟﻌﻀﻠﺔ
ﺍﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ،ﻭﻴﻜﻭﻥ ﺃﻭل ﻤﻥ ﻭﺼﻑ ﺘﻐﺫﻴﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻷﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬﺎ .
ﻭﻤﻥ ﻜﻼﻡ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻭﻟﻴﺩ ﺒﻥ ﺭﺸﺩ ﻗﺎل" ﻤﻥ ﺍﺸﺘﻐل ﺒﻌﻠﻡ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﺢ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺇﻴﻤﺎﻨﺎﹰ
ﺒﺎﻟﻠﱠﻪ "
ﻓﹶﻘﹶﻭﻤﻭﺍ ﺇِﻟﹶﻰ ﺴـﻴﻑ ﻭﻋﻠﹾﻡﹴ ﻭﻤﻌـﻭلٍ *** ﻓﹶﻠﹶﻴﺴﺕﹾ ﺘﹶﻘﻲ ﻋﻨﹾﺩ ﺍﻟﺨﹸﻁﹸـﻭﺏﹺ
ﺍﻟﺫﱠﺭﺍﺌِﻊ
ﻭﺜﹸﻭﺒـﻭﺍ ﺇِﻟﹶﻰ ﺍﻟﻘﹸﺭﺁﻥﹺ ﻴﺎ ﺨﹶﻴـﺭ ﺃُﻤـﺔ *** ﻓﹶﻤـﺎ ﻋﺯ ﻗﹶﻭﻡ ﻟﹶﻡ ﺘﹶﺼﻨﹾـﻪ
ﺍﻟﺸﱠـﺭﺍﺌِﻊ
ﻭﻟﻪ ﺭﺤﻠﺔ ﻋﻅﻴﻤﺔ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻟﻠﻬﻭ ﻭﻻ ﺍﻟﺴﻴﺎﺤﺔ ﺒل ﻟﻠﺤﺞ ﻭﺍﻟﻌﻠﻡ .ﻓﻘﺩ ﻭﺼل
ﺴﻨﺔ ﺜﻼﺙ ﻋﺸﺭ ﻭﺴﺘﻤﺎﺌﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﻴﺎﺭ ﻤﺼﺭ ﻭﺃﻗﺎﻡ ﺒﻤﺼﺭ ﻭﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﺍﻟﻌﺭﺍﻕ
ﻨﺤﻭ ﺴﻨﺘﻴﻥ ﻭﺍﻨﺘﻔﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺒﻪ ﻭﺃﺴﻤﻊ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﻭﻋﺎﻴﻥ ﻨﺒﺎﺘﺎﹰ ﻜﺜﻴﺭﺍﹰ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ
ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻤﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﻨﺒﺕ ﺒﺎﻟﻤﻐﺭﺏ ﻭﺸﺎﻫﺩ ﺃﺸﺨﺎﺼﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﻨﺎﺒﺘﻬﺎ ﻭﻨﻅﺭﻫﺎ ﻓﻲ
ﻤﻭﺍﻀﻌﻬﺎ ﻭﻟﻤﺎ ﻭﺼل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ﺴﻤﻊ ﺒﻪ ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ
ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﻌﺎﺩل ﺃﺒﻭ ﺒﻜﺭ ﺒﻥ ﺃﻴﻭﺏ ﺭﺤﻤﻪ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﻭﺒﻠﻐﻪ ﻓﻀﻠﻪ ﻭﺠﻭﺩﺓ ﻤﻌﺭﻓﺘﻪ
ﺒﺎﻟﻨﺒﺎﺕ ﻭﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﻌﺎﺩل ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺒﺎﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻓﺎﺴﺘﺩﻋﺎﻩ ﻤﻥ
ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ﻭﺘﻠﻘﺎﻩ ﻭﺃﻜﺭﻤﻪ.
ﺨﻠﻑ ﺍﻟﻁﻭﻟﻭﻨﻲ
ﻁﺒﻴﺏ ﺍﻟﻌﻴﻭﻥ ،ﻟﻪ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﻴﺔ ﻓﻲ ﺘﺭﻜﻴﺏ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻥ ﻭﺨﻠﻘﺘﻬﻤﺎ
ﻭﻋﻼﺠﻬﻤﺎ ﻭﺃﺩﻭﻴﺘﻬﻤﺎ
ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ
ﺼﻴﺩﻻﻨﻲ ﻋﺒﻘﺭﻱ ﺃﺴﺎﺴﺎ
ﻫﻭ ﺃﺒﻭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺴﻌﻴﺩ ﺍﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ﻜﺎﻥ ﻤﻘﺎﻤﻪ ﺃﻭﻻﹰ ﺒﺎﻟﻘﺩﺱ
ﻭﻨﻭﺍﺤﻴﻬﺎ ،ﻭﻟﻪ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺠﻴﺩﺓ ﺒﺎﻟﻨﺒﺎﺕ ﻭﻤﺎﻫﻴﺎﺘﻪ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻤﺘﻤﻴﺯﺍﹰ ﺃﻴﻀﺎﹰ ﻓﻲ
ﺃﻋﻤﺎل ﺍﻟﻁﺏ ﻭﺍﻻﻁﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﺩﻗﺎﺌﻘﻬﺎ
ﻭﺼﻨﻑ ﻜﺘﺎﺒﺎﹰ ﻜﺒﻴﺭﺍﹰ ﻓﻲ ﻋﺩﺓ ﻤﺠﻠﺩﺍﺕ ﺴﻤﺎﻩ ﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺒﺈﺼﻼﺡ ﻓﺴﺎﺩ
ﺍﻟﻬﻭﺍﺀ ﻭﺍﻟﺘﺤﺯﺭ ﻤﻥ ﻀﺭﺭ ﺍﻷﻭﺒﺎﺀ!
ﻭﻗﺩ ﺼﻨﻑ ﻭﺭﻜﺏ ﺘﺭﻴﺎﻗﺎﹰ ﺴﻤﺎﻩ ﻤﺨﻠﺹ ﺍﻟﻨﻔﻭﺱ ﻭﻗﺎل ﻓﻴﻪ ﻫﺫﺍ ﺘﺭﻴﺎﻕ ﺃﻟﻔﺘﻪ
ﺒﺎﻟﻘﺩﺱ ﻭﺃﺤﻜﻤﺕ ﺘﺭﻜﻴﺒﻪ ﻟﺩﻓﻊ ﻀﺭﺭ ﺍﻟﺴﻤﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺘﻠﺔ .ﻭﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺒﻤﺼﺭ
ﺼﻨﻑ ﻤﻬﻀﻤﺎ ﻭﺭﻜﺒﻪ ﻭﺴﻤﺎﻩ ﻤﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺴﺭﻭﺭ ﻤﻥ ﻜل ﺍﻟﻬﻤﻭﻡ ﻭﻤﻔﺭﺡ
ﺍﻟﻨﻔﻭﺱ ﺃﻟﻔﻪ ﻟﺒﻌﺽ ﺇﺨﻭﺍﻨﻪ ﺒﻤﺼﺭ ،ﻭﺤﻜﻰ ﺼﻭﺭﺓ ﺘﺭﻜﻴﺒﻪ ﻭﺃﺴﻤﺎﺀ
ﻤﻔﺭﺩﺍﺘﻪ.
ﻭﻟﻠﺘﻤﻴﻤﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺏ:
ﺭﺴﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺒﻨﻪ ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﺩ ﻓﻲ ﺼﻨﻌﺔ ﺍﻟﺘﺭﻴﺎﻕ ﻭﻨﻌﺕ ﺃﺸﺠﺎﺭﻩ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻭﺃﻭﻗﺎﺕ ﺠﻤﻌﻬﺎ ﻭﻜﻴﻔﻴﺔ ﻋﺠﻨﻪ ﻭﺫﻜﺭ ﻤﻨﺎﻓﻌﻪ ﻭﺘﺠﺭﺒﺘﻪ ،ﻭﻤﻘﺎﻟﺔ
ﻓﻲ ﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺭﻤﺩ ﻭﺃﻨﻭﺍﻋﻪ ﻭﺃﺴﺒﺎﺒﻪ ﻭﻋﻼﺠﻪ ،ﻭﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻔﺎﺤﺹ ﻭﺍﻷﺨﺒﺎﺭ.
ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ
ﻜﺎﻥ ﻁﺒﻴﺒﺎﹰ ﻓﺎﻀﻼﹰ ﻤﺘﻘﻨﺎﹰ ﻟﻠﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ .ﻟﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﺨﺘﺼﺎﺭ ﻜﺘﺎﺏ
ﺍﻟﺤﺎﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻁﺏ ،ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻷﻤﺜﻠﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻭﺍﻷﺨﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﻨﻜﺕ ﻭﺍﻟﺨﻭﺍﺹ
ﺍﻟﻁﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺯﻋﺔ ﻤﻥ ﻜﺘﺏ ﺃﺒﻘﺭﺍﻁ ﻭﺠﺎﻟﻴﻨﻭﺱ ﻭﻏﻴﺭﻫﻤﺎ.
ﺒﻠﻤﻅﻔﺭ ﺒﻥ ﻤﻌﺭﻑ
ﻫﻭ ﺒﻠﻤﻅﻔﺭ ﻨﺼﺭ ﺒﻥ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﺒﻥ ﺍﻟﻤﻌﺭﻑ ﻜﺎﻥ ﺫﻜﻴﺎﹰ ﻓﻁﻨﺎﹰ ﻜﺜﻴﺭ ﺍﻻﺠﺘﻬﺎﺩ
ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺼﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻭﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻁﺏ ﻭﺍﻷﺩﺏ.
ﻭﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺩﺍﺭﻩ ﻤﺠﻠﺱ ﻜﺒﻴﺭ ﻤﺸﺤﻭﻥ ﺒﺎﻟﻜﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺭﻓﻭﻑ ﻓﻴﻪ ﻭ ﻟﻡ ﻴﺯل
ﺒﻠﻤﻅﻔﺭ ﻓﻲ ﻤﻌﻅﻡ ﺃﻭﻗﺎﺘﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻤﺠﻠﺱ ﻤﺸﺘﻐﻼﹰ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺓ
ﻭﺍﻟﻨﺴﺦ.
ﻭﻤﻥ ﺃﻋﺠﺏ ﺸﻲﺀ ﻤﻨﻪ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﻤﻠﻙ ﺃﻟﻭﻓﺎﹰ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﻓﻲ ﻜل ﻓﻥ
ﻭﺃﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﻜﺘﺒﻪ ﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﺸﻲﺀ ﻤﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﻭﻗﺩ ﻜﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﻅﻬﺭﻩ ﻤﻠﺤﺎﹰ
ﻭﻨﻭﺍﺩﺭ ﻤﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩ ﺼﻨﻑ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻴﻪ!
ﻭﻗﺎل ﺃﻴﻀﹰﺎ
ﻭﻗﺎﻟﻭﺍ ﺍﻟﻁﺒﻴﻌﺔ ﻤﻌﻠﻭﻤﻨﺎ *** ﻭﻨﺤﻥ ﻨﺒﻴﻥ ﻤﺎ ﺤﺩﻫﺎ
ﻭﻟﻡ ﻴﻌﺭﻓﻭﺍ ﺍﻵﻥ ﻤﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ *** ﻓﻜﻴﻑ ﻴﺭﻭﻤﻭﻥ ﻤﺎ ﺒﻌﺩﻫﺎ
ﺍﺒﻥ ﺠﻤﻴﻊ
ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻌﺸﺎﺌﺭ ﻫﺒﺔ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺒﻥ ﺯﻴﻥ ﺒﻥ ﺤﺴﻥ ﺍﺒﻥ ﺇﻓﺭﺍﺌﻴﻡ ﺒﻥ ﻴﻌﻘﻭﺏ ﺒﻥ
ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺒﻥ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻹﺴﺭﺍﺌﻴﻠﻲ ﻤﻥ ﺍﻷﻁﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﺸﻬﻭﺭﻴﻥ.
ﻭﻟﻪ ﺭﺴﺎﻟﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻁﺏ ﻜﺘﺒﻬﺎ ﻟﻘﺎﺽ ﻟﻡ ﻴﺠﺩ ﻁﺒﻴﺒﺎ ،ﻭﻫﻲ ﺴﺎﺒﻘﺔ ﻓﻲ ﺒﺎﺏ
ﻁﺒﺏ ﻨﻔﺴﻙ
ﻭﻟﻪ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﺴﻤﻪ ﻤﻘﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻤﻭﻥ ﻭﺸﺭﺍﺒﻪ ﻭﻤﻨﺎﻓﻌﻪ
ﻤﻘﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺍﻭﻨﺩ ﻭﻤﻨﺎﻓﻌﻪ
ﻤﻘﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﺝ ﺍﻟﻘﻭﻟﻨﺞ ﻭﺍﺴﻤﻬﺎ ﺍﻟﺭﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻴﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﻭﻜﻴﺔ.
ﺤﻔﻅ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻔﺼﻭل ﻷﺒﻘﺭﺍﻁ ،ﻭﻜﺎﻥ ﻁﺒﻴﺒﺎ ﻤﻘﺭﺒﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭ ﺭﻜﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ
ﺒﻴﺒﺭﺱ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﺒﻘﻲ ﻓﻲ ﺨﺩﻤﺘﻪ.
ﻭﻟﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺏ
ﻤﻘﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺤﻔﻅ ﺍﻟﺼﺤﺔ
ﻭﻜﺘﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺓ ﺴﻤﺎﻩ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﻟﻑ ﻋﻘﺎﺭ
ﻜﺘﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻷﻤﺭﺍﺽ ﻭﺃﺴﺒﺎﺒﻬﺎ ﻭﻋﻼﻤﺎﺘﻬﺎ ﻭﻤﺩﺍﻭﺍﺘﻬﺎ ﺒﺎﻷﺩﻭﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﺭﺩﺓ
ﻭﺍﻟﻤﺭﻜﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺩ ﺃﻅﻬﺭﺕ ﺍﻟﺘﺠﺭﺒﺔ ﻨﺠﺤﻬﺎ ﻭﻟﻡ ﻴﺩﺍﻭ ﺒﻬﺎ ﻤﺭﻀﺎﹰ ﻴﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺴﻼﻤﺔ ﺇﻻ ﻭﻨﺠﺤﺕ ﺒﻔﻀل ﺍﷲ ،ﺍﻟﺘﻘﻁﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﻤﺼﻨﻔﺔ ﻓﻲ ﺼﻨﺎﻋﺔ
ﺍﻟﻁﺏ ﻤﻥ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺇﻟﻰ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﻫﺫﺍ ﻭﻨﻅﻡ ﻤﺘﺸﺘﺘﻬﺎ
ﻭﻤﺘﻔﺭﻗﻬﺎ
ﻭﻟﻪ ﻤﻘﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍﻟﻤﻭﺕ .
ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺒﻴﻁﺎﺭ
ﻫﻭ ﺍﻟﺤﻜﻴﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺃﺒﻭ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺒﻥ ﺃﺤﻤﺩ ﺍﻟﻤﺎﻟﻘﻲ ﺍﻟﻨﺒﺎﺘﻲ ،ﻋﻼﻤﺔ
ﻭﻗﺘﻪ ﻓﻲ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻭﺍﺨﺘﻴﺎﺭﻩ ﻭﻨﻌﺕ ﺃﺴﻤﺎﺌﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺨﺘﻼﻓﻬﺎ ﻭﺘﻨﻭﻋﻬﺎ.
ﺴﺎﻓﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻥ ﻭﺇﻴﻁﺎﻟﻴﺎ ﻭﻋﺎﻴﻥ ﻜل ﻨﺒﺎﺕ ﻓﻲ ﻤﻭﺍﻀﻌﻪ ،ﻭﺍﺠﺘﻤﻊ ﺃﻴﻀﺎﹰ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺭﺏ ﻭﻏﻴﺭﻩ ﺒﻜﺜﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻔﻀﻼﺀ ﻓﻲ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻭﻋﺎﻴﻥ ﻤﻨﺎﺒﺘﻪ.
ﻭﺃﻋﺠﺏ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﺃﻴﻀﺎﹰ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻤﺎ ﻴﺫﻜﺭ ﺩﻭﺍﺀ ﺇﻻ ﻭﻴﻌﻴﻥ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﻘﺎﻟﺔ ﻫﻭ
ﻤﻥ ﻜﺘﺎﺏ ﺩﻴﺴﻘﻭﺭﻴﺩﺱ ﻭﺠﺎﻟﻴﻨﻭﺱ ﻭﻓﻲ ﺃﻱ ﻋﺩﺩ ﻫﻭ ﻤﻥ ﺠﻤﻠﺔ ﺍﻷﺩﻭﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ!
...ﻴﻌﻨﻲ ﺫﺍﻜﺭﺓ ﻤﻭﺴﻭﻋﻴﺔ ﻗﻴﺎﺴﻴﺔ
ﻭﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺭﺌﻴﺴﺎﹰ ﻋﻠﻰ ﺴﺎﺌﺭ ﺍﻟﻌﺸﺎﺒﻴﻥ ،ﻭﺨﺩﻡ ﺍﻟﻤﻠﻙ
ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻨﺠﻡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﻴﻭﺏ .ﻭﺘﻭﻓﻲ ﻀﻴﺎﺀ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺍﻟﻌﺸﺎﺏ ﺭﺤﻤﻪ ﺍﻟﻠﱠﻪ ﺒﺩﻤﺸﻕ
ﻓﻲ ﺸﻬﺭ ﺸﻌﺒﺎﻥ ﺴﻨﺔ ﺴﺕ ﻭﺃﺭﺒﻌﻴﻥ ﻭﺴﺘﻤﺎﺌﺔ ﻓﺠﺄﺓ.
ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ ﺍﻟﻜﺤﺎل
ﻫﻭ ﺒﺭﻫﺎﻥ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻔﻀل ﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﺃﺼﻠﻴﺘﻪ ﻤﻥ ﻤﺼﺭ ﻭﺍﻨﺘﻘل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ.
ﺸﺭﻴﻑ ﺍﻷﻋﺭﺍﻕ ﻟﻁﻴﻑ ﺍﻷﺨﻼﻕ ﺤﻠﻭ ﺍﻟﺸﻤﺎﺌل ﻤﺠﻤﻭﻉ ﺍﻟﻔﻀﺎﺌل!
ﻭﻜﺎﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎﹰ ﺒﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻜﺤل ﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻭﺍﻟﻔﻀل ،ﻤﺘﻘﻨﺎﹰ ﻟﻠﻌﻠﻭﻡ ﺍﻷﺩﺒﻴﺔ،
ﺒﺎﺭﻋﺎﹰ ﻓﻲ ﻓﻨﻭﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻤﺘﻤﻴﺯﺍﹰ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﻭﺍﻟﻨﺜﺭ ﻤﺘﻘﺩﻤﺎﹰ ﻓﻲ ﻋﻤل ﺍﻟﺸﻌﺭ،
ﻭﺨﺩﻡ ﺒﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻜﺤل ﺍﻟﺴﻠﻁﺎﻥ ﺍﻟﻤﻠﻙ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻴﻭﺴﻑ ﺒﻥ
ﺃﻴﻭﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺘﻭﻓﻲ ﺭﺤﻤﻪ ﺍﻟﻠﱠﻪ.
ﻭﻤﻥ ﻤﻠﺢ ﻤﺎ ﻟﻠﻘﺎﻀﻲ ﺍﻟﻔﺎﻀل ﻓﻴﻪ ﺃﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻗﺩ ﺃﻫﺩﻯ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ ﺃﺒﻭ ﺍﻟﻔﻀل
ﺍﻟﻜﺤﺎل ﺍﻟﻤﺫﻜﻭﺭ ﺇﻟﻰ ﺸﺭﻑ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﻥ ﻋﻨﻴﻥ ﺨﺭﻭﻓﺎﹰ ﻭﻫﻭ ﻴﻭﻤﺌﺫ ﺒﺎﻟﺩﻴﺎﺭ
ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺼل ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺠﺩﻩ ﻫﺯﻴﻼﹰ ﻀﻌﻴﻔﺎﹰ ﻓﻜﺘﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻴﻘﻭل ﻋﻠﻰ ﺴﺒﻴل
ﺍﻟﻤﺩﺍﻋﺒﺔ:
ﺃﺘﺘﻨﻲ ﺃﻴﺎﺩﻴﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺃﻋﺩﻫﺎ ﻟﻜﺜﺭﺘﻬﺎ *** ﻻ ﻜﻔﺭ ﻨﻌﻤﻰ ﻭﻻ ﺠﻬل
ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﺃﻨﺒﻴﻙ ﻋﻨﻬﺎ ﺒﻁﺭﻓﺔ *** ﺘﺭﻭﻗﻙ ﻤﺎ ﻭﺍﻓﻰ ﻟﻬﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻤﺜل
ﺃﺘﺎﻨﻲ ﺨﺭﻭﻑ ﻤﺎ ﺸﻜﻜﺕ ﺒﺄﻨﻪ *** ﺤﻠﻴﻑ ﻫﻭﻯ ﻗﺩ ﺸﻔﻪ ﺍﻟﻬﺠﺭ ﻭﺍﻟﻌﺫل
ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﻓﻲ ﺸﻤﺱ ﺍﻟﻅﻬﻴﺭﺓ ﺨﻠﺘﻪ *** ﺨﻴﺎﻻﹰ ﺴﺭﻯ ﻓﻲ ﻅﻠﻤﺔ ﻤﺎ ﻟﻪ ﻅل
ﻓﻨﺎﺸﺩﺘﻪ ﻤﺎ ﺘﺸﺘﻬﻲ ﻗﺎل ﻗﺘﺔ *** ﻭﻗﺎﺴﻤﺘﻪ ﻤﺎ ﺸﻔﻪ ﻗﺎل ﻟﻲ ﺍﻷﻜل
ﻓﺎﺤﻀﺭﺘﻬﺎ ﺨﻀﺭﺍﺀ ﻤﺠﺎﺠﺔ ﺍﻟﺜﺭﻯ *** ﻤﺴﻠﻤﺔ ﻤﺎ ﺨﺹ ﺃﻭ ﺭﺍﻗﻬﺎ ﺍﻟﻔﺘل
ﻓﻀل ﻴﺭﺍﻋﻴﻬﺎ ﺒﻌﻴﻥ ﻀﻌﻴﻔﺔ *** ﻭﻴﻨﺸﺩﻫﺎ ﻭﺍﻟﺩﻤﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﻥ ﻤﻨﻬل
ﺃﺘﺕ ﻭﺤﻴﺎﺽ ﺍﻟﻤﻭﺕ ﺒﻴﻨﻲ ﻭﺒﻴﻨﻬﺎ *** ﻭﺠﺎﺩﺕ ﺒﻭﺼل ﺤﻴﻥ ﻻ ﻴﻨﻔﻊ
ﺍﻟﻭﺼل
ﺜﻡ ﻭﺭﺩ ﺩﻤﺸﻕ ﻓﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺸﺭﻴﻑ ﺍﻟﻁﻭﺴﻲ ﻭﻜﺎﻥ ﻓﺎﻀﻼﹰ ﻓﻲ
ﺍﻟﻬﻨﺩﺴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺔ ﻟﻴﺱ ﻓﻲ ﺯﻤﺎﻨﻪ ﻤﺜﻠﻪ ﻓﺎﺠﺘﻤﻊ ﺒﻪ ﻭﻗﺭﺃ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺃﺨﺫ ﻋﻨﻪ ﺸﻴﺌﺎﹰ ﻜﺜﻴﺭﺍﹰ ﻤﻥ ﻤﻌﺎﺭﻓﻪ .ﻭﻗﺭﺃ ﺃﻴﻀﺎﹰ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻁﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﺒﻲ
ﺍﻟﻤﺠﺩ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻭﻻﺯﻤﻪ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﻼﺯﻤﺔ ،ﻭﻨﺴﺦ ﺒﺨﻁﻪ ﻜﺘﺒﺎﹰ
ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻓﻲ ﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻁﺏ ﻭﻭﺠﺩﺕ ﺒﺨﻁﻪ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﻋﺸﺭ ﻟﺠﺎﻟﻴﻨﻭﺱ ﻭﻗﺩ
ﻗﺭﺃﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﻤﺠﺩ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻭﻋﻠﻴﻬﺎ ﺨﻁ ﺍﺒﻥ ﺃﺒﻲ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻟﻪ
ﺒﺎﻟﻘﺭﺍﺀﺓ ﻴﻌﻨﻰ ﺸﻬﺎﺩﺓ ﻭ ﺇﺠﺎﺯﺓ ﺃﻨﻪ ﺸﺭﺤﻬﺎ ﻟﻪ.
ﻭﻤﻥ ﺸﻌﺭﻩ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﺭﺅﻴﺔ ﺍﻟﻬﻼل ﺃﻟﻔﻬﺎ ﻟﻠﻘﺎﻀﻲ ﻤﺤﻴﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﻥ
ﺍﻟﻘﺎﻀﻲ ﺯﻜﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﻴﻘﻭل ﻓﻴﻬﺎ ﻴﻤﺩﺤﻪ
ﻀﺩ ﺍﻟﻨﻌﻭﺕ ﺘﺭﺍﻫﻡ ﺃﻥ ﺒﻠﻭﺘﻬﻡ *** ﻭﻗﺩ ﻴﺴﻤﻰ ﺒﺼﻴﺭﺍﹰ ﻏﻴﺭ ﺫﻱ ﺒﺼﺭ
ﻭﺍﻟﻨﻌﺕ ﻤﺎ ﻟﻡ ﺘﻙ ﺍﻷﻓﻌﺎل ﺘﻌﻀﺩﻩ *** ﺍﺴﻡ ﻋﻠﻰ ﺼﻭﺭﺓ ﺨﻁﺕ ﻤﻥ ﺍﻟﺼﻭﺭ
ﻭﻤﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻕ ﺒﻪ ﻟﻔﻅ ﻴﻁﺎﺒﻘﻪ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ *** ﻜﻨﺠل ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﺍﻟﺼﻴﺩ ﻤﻥ ﻤﻀﺭ
ﻓﺎﻟﺩﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻠﻙ ﻭﺍﻹﺴﻼﻡ ﻗﺎﻁﺒﺔ *** ﺒﺭﺃﻴﻪ ﻓﻲ ﺃﻤﺎﻥ ﻤﻥ ﻴﺩ ﺍﻟﻐﻴﺭ
ﻴﺭﺠﻭ ﺒﺫﺍﻙ ﻨﻌﻴﻤﺎﹰ ﻻ ﻨﻔﺎﺩ ﻟﻪ *** ﺠﻭﺍﺭ ﻤﻠﻙ ﻋﺯﻴﺯ ﺠل ﻤﻘﺘﺩﺭ
ﻓﺎﻟﻠﹼﻪ ﻴﻜﻠﺅﻩ ﻤﻥ ﻜل ﺤﺎﺩﺜﺔ *** ﻤﺎ ﻏﺭﺩﺕ ﻫﺎﺘﻔﺎﺕ ﺍﻟﻭﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺠﺭ
ﻭﻟﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﺘﻬﺫﻴﺏ ﺸﺭﺡ ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻁﻴﺏ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻔﺼﻭل ﻷﺒﻘﺭﺍﻁ ﻭﺍﺨﺘﺼﺎﺭ
ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﻻﺒﻥ ﺍﺴﺤﺎﻕ .
ﻭﻜﺎﻥ ﺒﻴﺘﻪ ﺒﻴﺕ ﻋﻠﻡ ﻭﻭﺍﻟﺩﻩ ﻴﻭﺴﻑ ﻤﺸﺘﻐﻼﹰ ﺒﻌﻠﻡ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ ﺒﺎﺭﻋﺎﹰ ﻓﻲ ﻋﻠﻭﻡ
ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﻭﺍﻟﻘﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻤﻪ ﻓﻘﻴﻬﺎ.
ﻗﺎل :ﻭﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺴﻨﺔ ﺨﻤﺱ ﻭﺜﻤﺎﻨﻴﻥ ﻭﺨﻤﺴﻤﺎﺌﺔ ﺤﻴﺙ ﻟﻡ ﻴﺒﻕ ﺒﺒﻐﺩﺍﺩ
ﻤﻥ ﻴﺄﺨﺫ ﺒﻘﻠﺒﻲ ﻭﻴﻤﻸ ﻋﻴﻨﻲ ﻭﻴﺤل ﻤﺎ ﻴﺸﻜل ﻋﻠﻲ ﻭﺩﺨﻠﺕ ﺍﻟﻤﻭﺼل ﻓﻠﻡ
ﺃﺠﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﻐﻴﺘﻲ ﻟﻜﻥ ﻭﺠﺩﺕ ﺍﻟﻜﻤﺎل ﺒﻥ ﻴﻭﻨﺱ ﺠﻴﺩﺍﹰ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﻴﺎﻀﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ
ﻗﺩ ﺍﺴﺘﻐﺭﻕ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﻭﻗﺘﻪ ﺤﺏ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ ﻭﻋﻤﻠﻬﺎ...
ﻭﺴﺎﻓﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﻤﺼﺭ ...ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺎل :ﻭﺸﺎﻉ ﺃﻥ ﺼﻼﺡ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻘﺩﺱ ﻓﻘﺎﺩﺘﻨﻲ ﺍﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻭﺠﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺄﺨﺫﺕ ﻤﻥ ﻜﺘﺏ ﺍﻟﻘﺩﻤﺎﺀ ﻤﺎ
ﺃﻤﻜﻨﻨﻲ ﻭﺘﻭﺠﻬﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺩﺱ ﻓﺭﺃﻴﺘﻪ ﻋﻅﻴﻤﺎﹰ ﻴﻤﻸ ﺍﻟﻌﻴﻥ ﺭﻭﻋﺔ ﻭﺍﻟﻘﻠﻭﺏ
ﻤﺤﺒﺔ ﻗﺭﻴﺒﺎﹰ ﺒﻌﻴﺩﺍﹰ ﺴﻬﻼﹰ ﻤﺤﺒﺒﺎﹰ ﻭﺃﺼﺤﺎﺒﻪ ﻴﺘﺸﺒﻬﻭﻥ ﺒﻪ ﻴﺘﺴﺎﺒﻘﻭﻥ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﻌﺭﻭﻑ ﻜﻤﺎ ﻗﺎل ﺘﻌﺎﻟﻰ "ﻭﻨﺯﻋﻨﺎ ﻤﺎ ﻓﻲ ﺼﺩﻭﺭﻫﻡ ﻤﻥ ﻏل " ﻭﺃﻭل ﻟﻴل
ﺤﻀﺭﺘﻪ ﻭﺠﺩﺕ ﻤﺠﻠﺴﺎﹰ ﺤﻔﻼﹰ ﺒﺄﻫل ﺍﻟﻌﻠﻡ ﻴﺘﺫﺍﻜﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﺃﺼﻨﺎﻑ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﻭﻫﻭ
ﻴﺤﺴﻥ ﺍﻻﺴﺘﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻜﺔ ﻭﻴﺄﺨﺫ ﻓﻲ ﻜﻴﻔﻴﺔ ﺒﻨﺎﺀ ﺍﻷﺴﻭﺍﺭ ﻭﺤﻔﺭ
ﺍﻟﺨﻨﺎﺩﻕ ﻭﻴﺘﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ...ﻴﺤﻤل ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻘﻪ ﻭﻴﺘﺄﺴﻰ ﺒﻪ ﺠﻤﻴﻊ
ﻭﻤﻥ ﻜﻼﻤﻪ:
" ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﺤﺎﺴﺏ ﻨﻔﺴﻙ ﻜل ﻟﻴﻠﺔ ﺇﺫﺍ ﺁﻭﻴﺕ ﺇﻟﻰ ﻤﻨﺎﻤﻙ ﻭﺘﻨﻅﺭ ﻤﺎ
ﺍﻜﺘﺴﺒﺕ ﻓﻲ ﻴﻭﻤﻙ ﻤﻥ ﺤﺴﻨﺔ ﻓﺘﺸﻜﺭ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻤﺎ ﺍﻜﺘﺴﺒﺕ ﻤﻥ ﺴﻴﺌﺔ
ﻓﺘﺴﺘﻐﻔﺭ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﻤﻨﻬﺎ ﻭﺘﻘﻠﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺘﺭﺘﺏ ﻓﻲ ﻨﻔﺴﻙ ﻤﻤﺎ ﺘﻌﻤﻠﻪ ﻓﻲ ﻏﺩﻙ ﻤﻥ
ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ ﻭﺘﺴﺄل ﺍﻟﻠﹼﻪ ﺍﻹﻋﺎﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ .ﻭﺇﺫﺍ ﻗﺭﺃﺕ ﻜﺘﺎﺒﺎﹰ ﻓﺎﺤﺭﺹ ﻜل
ﺍﻟﺤﺭﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺘﺴﺘﻅﻬﺭﻩ ﻭﺘﻤﻠﻙ ﻤﻌﻨﺎﻩ ﻭﺘﻭﻫﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻗﺩ ﻋﺩﻡ ﻭﺃﻨﻙ
ﻤﺴﺘﻐﻥ ﻋﻨﻪ ﻻ ﺘﺤﺯﻥ ﻟﻔﻘﺩﻩ .ﻭﺇﺫﺍ ﻜﻨﺕ ﻤﻜﺒﺎﹰ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻜﺘﺎﺏ ﻭﺘﻔﻬﻤﻪ
ﻓﺈﻴﺎﻙ ﺃﻥ ﺘﺸﺘﻐل ﺒﺂﺨﺭ ﻤﻌﻪ ﻭﻟﺼﺭﻑ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺭﻴﺩ ﺼﺭﻓﻪ ﻓﻲ ﻏﻴﺭﻩ
ﺇﻟﻴﻪ .ﻭﺇﻴﺎﻙ ﺃﻥ ﺘﺸﺘﻐل ﺒﻌﻠﻤﻴﻥ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻭﻭﺍﻅﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﻭﺍﺤﺩ
ﺴﻨﺔ ﺃﻭ ﺴﻨﺘﻴﻥ ﺃﻭ ﻤﺎ ﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻀﻴﺕ ﻤﻨﻪ ﻭﻁﺭﻙ ﻓﺎﻨﺘﻘل ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻡ
ﺁﺨﺭ ﻭﻻ ﺘﻅﻥ ﺃﻨﻙ ﺇﺫﺍ ﺤﺼﻠﺕ ﻋﻠﻤﺎﹰ ﻓﻘﺩ ﺍﻜﺘﻔﻴﺕ ﺒل ﺘﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻤﺭﺍﻋﺎﺘﻪ
ﻟﻴﻨﻤﻭ ﻭﻻ ﻴﻨﻘﺹ ﻭﻤﺭﺍﻋﺎﺘﻪ ﺘﻜﻭﻥ ﺒﺎﻟﻤﺫﺍﻜﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﺭ ﻭﺍﺸﺘﻐﺎل ﺍﻟﻤﺒﺘﺩﺉ
ﺒﺎﻟﺘﻠﻔﻅ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻡ ﻭﻤﺒﺎﺤﺜﺔ ﺍﻷﻗﺭﺍﻥ ﻭﺍﺸﺘﻐﺎل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺒﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻑ...
ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻺﻨﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻴﻘﺭﺃ ﺍﻟﺘﻭﺍﺭﻴﺦ ﻭﺃﻥ ﻴﻁﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺭ ﻭﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻷﻤﻡ
ﻓﻴﺼﻴﺭ ﺒﺫﻟﻙ ﻜﺄﻨﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﺭﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺭ ﻗﺩ ﺃﺩﺭﻙ ﺍﻷﻤﻡ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﻭﻋﺎﺼﺭﻫﻡ
ﻭﻋﺎﺸﺭﻫﻡ ﻭﻋﺭﻑ ﺨﻴﺭﻫﻡ ﻭﺸﺭﻫﻡ".
ﻗﺎل "ﻭﻴﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺴﻴﺭﺘﻙ ﺴﻴﺭﺓ ﺍﻟﺼﺩﺭ ﺍﻷﻭل ﻓﺎﻗﺭﺃ ﺴﻴﺭﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺼﻠﻰ
ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺴﻠﻡ ﻭﺘﺘﺒﻊ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺃﺤﻭﺍﻟﻪ ﻭﺍﻗﺘﻑ ﺁﺜﺎﺭﻩ ﻭﺘﺸﺒﻪ ﺒﻪ ﻤﺎ ﺃﻤﻜﻨﻙ
ﻭﺒﻘﺩﺭ ﻁﺎﻗﺘﻙ ﻭﺇﺫﺍ ﻭﻗﻔﺕ ﻋﻠﻰ ﺴﻴﺭﺘﻪ ﻓﻲ ﻤﻁﻌﻤﻪ ﻭﻤﺸﺭﺒﻪ ﻭﻤﻠﺒﺴﻪ
ﻭﻤﻨﺎﻤﻪ ﻭﻴﻘﻅﺘﻪ ﻭﺘﻤﺭﻀﻪ ﻭﺘﻁﺒﺒﻪ ﻭﺘﻤﺘﻌﻪ ﻭﺘﻁﻴﺒﻪ ﻭﻤﻌﺎﻤﻠﺘﻪ ﻤﻊ ﺭﺒﻪ ﻭﻤﻊ
ﺃﺯﻭﺍﺠﻪ ﻭﺃﺼﺤﺎﺒﻪ ﻭﺃﻋﺩﺍﺌﻪ ﻭﻓﻌﻠﺕ ﺍﻟﻴﺴﻴﺭ ﻤﻥ ﺫﻟﻙ ﻓﺄﻨﺕ ﺍﻟﺴﻌﻴﺩ ﻜل
ﺍﻟﺴﻌﻴﺩ".
ﻭﻤﻥ ﺩﻋﺎﺌﻪ ﺭﺤﻤﻪ ﺍﻟﻠﹼﻪ ﻗﺎل ﺍﻟﻠﻬﻡ ﺃﺴﻠﺱ ﻟﻨﺎ ﻤﻘﺎﺩ ﺍﻟﺘﻭﻓﻴﻕ ﻭﺨﺫ ﺒﻨﺎ ﻓﻲ
ﺴﻭﺍﺀ ﺍﻟﻁﺭﻴﻕ ﻴﺎ ﻫﺎﺩﻱ ﺍﻟﻌﻤﻲ ﻴﺎ ﻤﺭﺸﺩ ﺍﻟﻀﻼل ﻴﺎ ﻤﺤﻴﻲ ﺍﻟﻘﻠﻭﺏ ﺍﻟﻤﻴﺘﺔ
ﺒﺎﻹﻴﻤﺎﻥ ﻴﺎ ﻤﻨﻴﺭ ﻅﻠﻤﺔ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ﺒﻨﻭﺭ ﺍﻹﺘﻘﺎﻥ ﺨﺫ ﺒﺄﻴﺩﻴﻨﺎ ﻤﻥ ﻤﻬﻭﺍﺓ ﺍﻟﻬﻠﻜﺔ
ﻁﻬﺭﻨﺎ ﻤﻥ ﺩﺭﻥ ﺍﻟﺩﻨﻴﺎ ﺍﻟﺩﻨﻴﺔ ﺒﺎﻹﺨﻼﺹ ﻟﻙ ﻭﺍﻟﺘﻘﻭﻯ ﺇﻨﻙ ﻤﺎﻟﻙ ﺍﻵﺨﺭﺓ
ﻭﺍﻟﺩﻨﻴﺎ .......ﺴﺒﺤﺎﻥ ﻤﻥ ﻋﻡ ﺒﺤﻜﻤﺘﻪ ﺍﻟﻭﺠﻭﺩ ﻭﺍﺴﺘﺤﻕ ﺒﻜل ﻭﺠﻪ ﺃﻥ
ﻭﻟﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻜﺘﺏ
ﻜﺘﺎﺏ ﻏﺭﻴﺏ ﺍﻟﺤﺩﻴﺙ
ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻭﺍﻀﺤﺔ ﻓﻲ ﺇﻋﺭﺍﺏ ﺍﻟﻔﺎﺘﺤﺔ
ﺸﺭﺡ ﺃﺭﺒﻌﻴﻥ ﺤﺩﻴﺜﺎﹰ ﻁﺒﻴﺔ
ﺍﺨﺘﺼﺎﺭ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﺩﺓ ﻻﺒﻥ ﺭﺸﻴﻕ
ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺠﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﺍﻟﻬﻨﺩﻱ
ﺍﺨﺘﺼﺎﺭ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻷﺒﻲ ﺤﻨﻴﻔﺔ
ﺸﺭﺡ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻔﺼﻭل ﻷﺒﻘﺭﺍﻁ
ﺸﺭﺡ ﻜﺘﺎﺏ ﺘﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﻷﺒﻘﺭﺍﻁ
ﺍﺨﺘﺼﺎﺭ ﺸﺭﺡ ﺠﺎﻟﻴﻨﻭﺱ ﻟﻜﺘﺏ ﺍﻷﻤﺭﺍﺽ ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ ﻷﺒﻘﺭﺍﻁ
ﺍﺨﺘﺼﺎﺭ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻥ ﻷﺭﺴﻁﻭﻁﺎﻟﻴﺱ
ﺍﺨﺘﺼﺎﺭ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺼﻭﺕ
ﺍﺨﺘﺼﺎﺭ ﻜﺘﺎﺏ ﺁﻻﺕ ﺍﻟﺘﻨﻔﺱ
ﺍﺨﺘﺼﺎﺭ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﻀل
ﺍﺨﺘﺼﺎﺭ ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺤﻴﻭﺍﻥ ﻟﻠﺠﺎﺤﻅ....
ﻤﻘﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺇﺤﺼﺎﺀ ﻤﻘﺎﺼﺩ ﻭﺍﻀﻌﻲ ﺍﻟﻜﺘﺏ ﻓﻲ ﻜﺘﺒﻬﻡ ﻭﻤﺎ ﻴﺘﺒﻊ ﺫﻟﻙ ﻤﻥ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﻭﺍﻟﻤﻀﺎﺭ!
ﻤﻘﺎﻟﺔ ﺘﺸﺘﻤل ﻋﻠﻰ ﺃﺤﺩ ﻋﺸﺭ ﺒﺎﺒﺎﹰ ﻓﻲ ﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺩﻭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻐﺫﺍﺀ ﻭﻤﻌﺭﻓﺔ
ﻁﺒﻘﺎﺘﻬﺎ ﻭﻜﻴﻔﻴﺔ ﺘﺭﻜﻴﺒﻬﺎ
ﻤﻘﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺩﺉ ﺒﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻁﺏ
ﻤﻘﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺸﻔﺎﺀ ﺍﻟﻀﺩ ﺒﺎﻟﻀﺩ
ﻤﻘﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺩﻴﺎﺒﻴﻁﺱ ﻭﺍﻷﺩﻭﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻓﻌﺔ ﻤﻨﻪ
ﻤﻘﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺍﻭﻨﺩ
ﻤﻘﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ
ﻤﻘﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺘﺩﺒﻴﺭ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﻜﺘﺒﻬﺎ ﻟﺒﻌﺽ ﻤﻠﻭﻙ ﺯﻤﺎﻨﻪ ﻓﻲ ﺴﻨﺔ ﺜﻼﺙ ﻭﻋﺸﺭﻴﻥ
ﻭﺴﺘﻤﺎﺌﺔ ﻭﻭﺠﺩﺘﻪ ﺃﻴﻀﺎﹰ ﻭﻗﺩ ﺘﺭﺠﻤﻬﺎ
ﻤﻘﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ
ﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﺼﻭل ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ
ﺨﺎﺘﻤﺔ
ﻨﺨﺘﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻤل ﺒﺤﻤﺩ ﺍﷲ ﺘﺒﺎﺭﻙ ﻭﺘﻌﺎﻟﻰ ،ﻜﻤﺎ ﺒﺩﺃﻨﺎﻩ ﺒﺤﻤﺩﻩ ﺴﺒﺤﺎﻨﻪ
ﺍﻟﻠﻬﻡ ﻟﻙ ﺍﻟﺤﻤﺩ ﻜﻠﻪ ،ﻋﻠﻤﺘﻨﺎ ﻭﻜﻔﻴﺘﻨﺎ ﻭﺁﻭﻴﺘﻨﺎ
ﺍﻟﻠﻬﻡ ﺇﻨﺎ ﺭﺃﻴﻨﺎ ﻤﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﺤﻕ ﻜﻴﻑ ﺭﻓﻌﻨﺎ ﻭﺃﻨﻬﺽ ﺃﻤﺘﻨﺎ ،ﻟﻜﻨﺎ ﻅﻠﻤﻨﺎ
ﺃﻨﻔﺴﻨﺎ....
ﺃﻓﻘﺭ ﺍﻟﻔﻘﺭﺍﺀ ﺇﻟﻰ ﻋﻔﻭﻙ
ﻋﺒﺩﻙ ﺍﺒﻥ ﻋﺒﺩﻙ ،ﻤﻥ ﻻ ﻴﺴﺘﺤﻕ ﺤﺘﻰ ﺫﻜﺭ ﺍﺴﻤﻪ ﻟﻭﻻ ﺃﻨﻪ ﻤﻨﻙ
ﺍﻟﻔﻬﺭﺱ
ﻤﻘﺩﻤﺔ
ﺘﻤﻬﻴﺩ
ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻹﺴﻼﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺏ
ﻁﺏ ﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻥ
ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﺢ
ﺘﺤﺭﺭ ﺃﻁﺒﺎﺅﻨﺎ ﻤﻥ ﺭﻕ ﺠﺎﻟﻴﻨﻭﺱ
ﺘﺤﺭﺭ ﺍﻟﻁﺏ ﺍﻹﺴﻼﻤﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﻴﻭﻨﺎﻨﻲ ﻭﻏﻴﺭﻩ
ﺍﻟﻁﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻻﺴﻼﻤﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻨﺠﺯﺍﺕ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺸﺘﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ
ﺠﺭﺍﺤﺔ ﺍﻟﺠﻤﺠﻤﺔ
ﻤﺎ ﺃﻀﺎﻓﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻭﻥ ﻟﻠﺘﺸﺭﻴﺢ ﻓﻲ ﺸﺒﻪ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻟﻬﻨﺩﻴﺔ
ﺠﺭﺍﺤﺔ ﺍﻟﺠﻤﺠﻤﺔ
ﻋﻠﻲ ﺒﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ – ﺍﺒﻥ ﺴﻴﻨﺎ –
ﺃﻋﻼﻡ ﻤﺒﺩﻋﻭﻥ
ﺍﻟﺯﻫﺭﺍﻭﻱ
ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ
ﺭﺸﻴﺩ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﺒﻥ ﺍﻟﺼﻭﺭﻱ
ﺍﺒﻥ ﺭﻗﻴﻘﺔ
..ﺃﺒﻭ ﺠﻌﻔﺭ
ﺍﺒﻥ ﺴﻴﻨﺎ
ﺍﺒﻥ ﺍﻟﻨﻔﻴﺱ
ﺍﺒﻥ ﺭﺸﺩ
ﺍﺒﻥ ﺍﻟﺒﻴﻁﺎﺭ
ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻤﺭﺍﺠﻊ:
ﺒﻠﺨﻲ ،ﺃﺒﻭ ﺯﻴﺩ _.ﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﺒﺩﺍﻥ ﻭﺍﻷﻨﻔﺱ _.ﻤﻌﻬﺩ ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ
ﻭﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ )ﻓﺅﺍﺩ ﺴﻜﺭﻴﻪ( ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻓﺭﺍﻨﻜﻔﻭﺭﺕ ،ﺃﻟﻤﺎﻨﻴﺎ
ﺤﺴﻴﻥ ،ﻤﺤﻤﺩ ﻜﺎﻤل ﻭﻋﻘﺒﻲ ،ﻤﺤﻤﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﺤﻠﻴﻡ _.ﻁﺏ ﺍﻟﺭﺍﺯﻱ _.ﺇﺩﺭﺍﺓ
ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ،ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻟﻠﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻭﻡ .ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺸﺭﻭﻕ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ
1977ﻡ
ﻜﻌﺩﺍﻥ ،ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ _.ﺍﻟﺠﺭﺍﺤﺔ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﺯﻫﺭﺍﻭﻱ _.ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻘﻠﻡ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ،ﺤﻠﺏ
ﺍﻟﺸﻭﻗﻴﺎﺕ
ﻤﻭﻗﻊ ﺍﻟﻭﺭﺍﻕ