ألوان أغسطس
()
About this ebook
في جلستهما العادية جِدًّا بالمقهى فجأة تتحول كل الأمور إلى حكايات غير عادية تمامًا.
صعلوكانِ ومدينة مُلتهبة بالأحداث، وعقلٌ مزدحمٌ بالأفكار والتأملات، تقابلهما سيدة مُلْهَمَة تتحول إلى بطلةٍ في خيال كُلٍّ منهما؛ ليتغير بعد ذلك مسار الصديقين إلى الأبد!
في هذه الرواية البديعة يقف الكاتب "محمود عبد الشكور" شاهدًا على ضمير مدينة القاهرة من خلال شخصيات روايته، وفي الختام تظل المدينة حاضرةً بتفاصيلَ تعكس ثنائية الواقع والخيال.
Read more from محمود عبد الشكور
أشباح مرجانة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكيف تشاهد فيلمًا سينمائيًا Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to ألوان أغسطس
Related ebooks
الشعار الرجيم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمديحة كامل سنوات الظهور والاختفاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنهر الموت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحصن الشاة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسارة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأنثى والحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبودا بار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرغم الاعتقال: جاسوسيه ومقاومه, #5 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبديلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلعنة سيسيليا: مجموعة مؤلفين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشغف السينما Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفجر القصة المصرية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsساحرة الرافدين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالعاشق والمعشوق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسير المتمهدي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالترجمان - من يكتب السيناريو؟ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsطلاب الليل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنهاية القرن Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمن الحياة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالاعتراف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسر ملتهب: (رواية) Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأبيض وأسود Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحقيبة Rating: 5 out of 5 stars5/5أقوى من الحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمرشد سياحى: رحلات في زوايا الحقيقة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأهم أسباب الليل: شهادات معلقة فى رقبة المؤلف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلا تبدأ القتل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهنا الوردة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمعك تكتمل صورتى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصفحات من مذكرات فاطمة رشدي: الحب والفن Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for ألوان أغسطس
0 ratings0 reviews
Book preview
ألوان أغسطس - محمود عبد الشكور
ألوان أغسطس
محمود عبدالشكور: ألوان أغسطس - رواية
الطبعة العربية الأولى: يناير ٢٠٢٣
رقم الإيداع: ٢٥٩٦٤ /٢٠٢٢ - الترقيم الدولي: 6 - 335 - 806 - 977 - 978
جَميــعُ حُـقـــوقِ الطَبْــعِ والنَّشرِ محـْــــفُوظةٌ للناشِرْ
لا يجوز استخدام أو إعادة طباعة أي جزء من هذا الكتاب بأي طريقة
بدون الحصول على الموافقة الخطية من الناشر.
رسوم داخلية: سمر حسن
إن الآراء الــــواردة فــــي هـــذا الكتــــاب
لا تُعبـــر عــن رؤيـــة الناشـــر بالضـــرورة
وإنمــا تعبــر عــن رؤيــة الكــــاتب.
© دار دَوِّنْ
عضو اتحاد الناشرين المصريين.
عضو اتحاد الناشرين العرب.
القاهرة - مصر
Mob +2 - 01020220053
www.Dardawen.com
محمود عبدالشكور
ألوان أغسطس
رواية
«كأننا لا نعمل ولا نصادق ولا نحب ولا نلهو إلا فرارًا من الزمن».
(الحرافيش - نجيب محفوظ)
«صرت الأول بفعل الأسد
أنا أول السباق
ليس لأنني طموح
ولكن لأنني أهرب
من أسد يطاردني
كنت متفوقًا
بفعل خوفي المكتسح».
(عادل كمال)
كل شيء في الحكاية وقع في شقة شارع الجيش، عندما......
(١)
عندما ذهب رجائي وصديقه فريد إلى مقهى النجوم، كانا يعانيان من ملل كالموت، يوم حار، انتهزا فرصة ساعة العصاري، وجلسا لا ينطقان، لم يشعرا حتى بدخول النادل، ووضع كوب الشاي والقهوة أمامهما، كانا يقاومان العدم والهزيمة.
ساعة عصاري من أيام أغسطس، كانت الشمس ما زالت ساخنة، تطارد شابين في الثلاثينيات، غادرا لتوِّهما مجلة «أجيال»، كلٌّ منهما يسير بتثاقل ولا مبالاة.
اخترقا ميدان التحرير، واتجها أولًا إلى مقهى وادي النيل، يفضِّله رجائي، شاب ممصوص نحيف، يرتدي نظارة طبية بإطارات سوداء، قميصًا أسود وبنطلون جينز، وحذاء كوتشي مترَّب، شعر مجعد يستدعي رأس محمد منير، أنف مقوس، وعيون لا تستقر، لولا شعاع من ذكاء، لكان مومياء تسير على قدمين، هربت من المتحف المصري، يحمل على كتفه شنطة جلدية تغير لونها.
يبدو مثل شباب غاضبين كثيرين، يطالبون برحيل مبارك، ويفتخرون بانضمامهم إلى حركة كفاية، التي صنعت ضجيجًا مزعجًا.
يقف رجائي أحيانًا على سلالم نقابة الصحفيين، هاتفًا بملء حنجرته، فتبرز تفاحة آدم.
شعور جديد يراوده مع الهتاف، يدهشه الأثر المذهل على الجميع.. اتصالات وحركات عشوائية يقوم بها أفراد الأمن عبر أجهزة اللاسلكي.
لم يجد رجائي وفريد مكانًا على مقهى وادي النيل، يشعر فريد بالذات بحنين إلى أيام الجلوس على هذا المقهى، كان يفطر يوميًّا هناك، يرسم اسكتشات لموضوعات بالقطعة في المكاتب العربية، ويجرب أن يرسم كوميكس من اختراعه، مشروع لم ينجح في إقناع أحد به، استعادة عالم إسماعيل ياسين وكل الأبطال المعاصرين له في صورة قصص مصوَّرة، لم يتخيل إسماعيل وماري والقصري وعبد السلام والقصبجي وزينات إلا شخصيات كارتونية، كتب خمس قصص، ورسمها، لا يستخدم سوى ألوان الفحم، بحث عن ناشر، لم يتحمس أحد، فبقي دفتر القصص في درج مكتب حقير في حجرة شارع الجيش.
ولكنه ظل يرسم موضوعات قصص رديئة لمجلات عربية، وقصص أطفال لمجلة عربية ثقافية، ويُكمل بقية اليوم برسم ملامح النادل في مقهى وادي النيل، وبالتمرين على استدعاء ورسم تعبيرات صاحب المقهى النوبي الغاضب، الذي يعلو صوته كل خمس دقائق، وكأنه لا يستريح إلا بإبداء الغضب.
لو شاهدتَ الشابين وقد تعرقا وهما يتجاوزان مقهى وادي النيل، بعد أن لاحظا اكتظاظ الموائد، وبعد أن قال رجائي محتدًّا: «ملعون أبوكم.. هي البلد كلها النهاردة قاعدة ع القهوة؟!!»، لقلت إنهما أيضًا من أبطال الكوميكس، وإن كانا لا يدركان ذلك.
نحافة رجائي اللافتة، وطوله الفارع، وشعيرات قليلة أسفل ذقنه، يقابلها جسد فريد البدين والقصير، وذقنه الأملس، ووجهه الأحمر المنتفخ، وقميص رجائي الأسود، يرد عليه تي شيرت برتقالي يرتديه فريد، ونظارة رجائي ذات الإطارات السوداء التي تغطي عيون ذكية، تقابلها عيون فريد الحالمة الخضراء، شنطة باهتة على كتف فريد، بجوار أوراق ودفاتر في حافظة بلاستيكية شفافة يحملها فريد.
لا شيء يجمع بينهما، سوى هذا العرق الذي تناثر على الوجه والشعر، وترك بقعة واسعة على القميص والتي شيرت، لكنك حتمًا ستندهش من هذا المشهد الذي يجمع بين شاب يحاكي هيئة نجاح الموجي، وزميله الذي يشبه إلى حد كبير يحيى الفخراني.
إلى فلفلة في شارع طلعت حرب، قادتهما رحلة اختراق وسط البلد، اصطدما بأربع سائحات ترتدين القبعات، فانلات تكشف عن الصدور والبطون، وشورتات ساخنة، عندما ينظر فريد إلى أجساد النساء، يتحول إلى طفل، لا يبالي بمن يراقبه، ولا يريد سوى أن يختزن أكبر لقطات من الأجساد.
لا يمانع رجائي في النظر والبصبصة، فالعيون والبطون جائعة، ولكنه لا يفضِّل نظرة عابرة، تنتهي بسرعة، يريد إشباعًا كاملًا، مثلما عاش مع صديقه البدين، تجربة الجسد في الأسبوع الماضي.
المرأة التي تمسح حجرة شارع الجيش، وتمسح الشقة، والدور كله، تلمح لرجائي منذ شهر إلى مرض زوجها، وإلى حاجته إلى الدواء، لا تمانع في أن يجلس رجائي فوق السرير، وهو يتابع