تطور حجم التجارة الخارجية بالجزائر خلال الفترة 2001-2016 PDF
تطور حجم التجارة الخارجية بالجزائر خلال الفترة 2001-2016 PDF
تطور حجم التجارة الخارجية بالجزائر خلال الفترة 2001-2016 PDF
:اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ
ﺗَﻠﻌﺐ اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ دوراً ﻫﺎﻣﺎ ﰲ ﻣﻌﻈﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎدات اﻟﺪوﻟﻴﺔ وذﻟﻚ ﻣﻬﻤﺎ
ﻓﺒﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻮاردات ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺪول اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﺎ،ﻛﺎن ﻣﺴﺘﻮى ﳕﻮﻫﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎدي
وﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺼﺎدرات ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ،ﲢﺘﺎج إﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺳﻠﻊ وﺧﺪﻣﺎت ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﺸﺮﻳﻜﺔ
وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﲢﻘﻴﻖ ﻣﺴﺘﻮى أﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ،ﻣﻜﺎﺳﺐ وﻣﺰاﻳﺎ اﻟﺘﺨﺼﺺ اﻟﺪوﱄ
اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻇﻞ اﻟﺘﻄﻮر اﳌﺘﺴﺎرع اﻟﺬي ﻳﺸﻬﺪﻩ اﻟﻌﺎﱂ ﰲ ﳎﺎل اﳌﺒﺎدﻻت
، و ﻣﻊ اﳌﻜﺎﻧﺔ اﻟﱵ ﲢﺘﻠﻬﺎ اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﰲ اﳌﻌﺎﻣﻼت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ،اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ
.ﺎﺎ ﻧﻮﻋﻴﺎً وﻛﻤﻴّﺎً ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻐﻄﻴﺔ وارداﻓﺄي دوﻟﺔ ﺗﺴﻌﻰ إﱃ ﺗﻨﻮﻳﻊ ﺻﺎدرا
وﻣﺎ ﺷﻜﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﻋﺪم1986 ﺷﺮﻋﺖ اﳉﺰاﺋﺮ ﺑﻌﺪ أزﻣﺔ اﳔﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ
اﺳﺘﻘﺮار ﺻﺎدرات اﳉﺰاﺋﺮ ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻖ إﺻﻼﺣﺎت ﻫﺎﻣﺔ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ واﳋﺮوج
وﺗﺒﲏ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﻔﺘﺎح وﲢﺮﻳﺮ،ﻣﻦ اﻟﺘﺼﺪﻳﺮ اﻷﺣﺎدي ﻟﻠﻨﻔﻂ
140
د .ﺑﻼل ﺑﻮﺟﻤﻌﺔ ،ﻣﻠﻮك ﻋﺜﻤﺎن
اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ وﻗﺪ ﴰﻠﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﺘﻄﻮرات واﻹﺻﻼﺣﺎت ﻛﺎﻓﺔ اﳍﻴﺎﻛﻞ ذات اﻟﺼﻠﺔ
واﻻرﺗﺒﺎط اﳌﺒﺎﺷﺮ ﺑﻘﻄﺎع اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﺘﺨﺼﺺ ﰲ إﻧﺘﺎج و
ﺗﺼﺪﻳﺮ اﻟﺴﻠﻊ اﻟﱵ ﻟﻠﺠﺰاﺋﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻴﺰة ﻧﺴﺒﻴﺔ ،ﻋﻠﻰ أن ﺗﺴﺘﻮرد ﻣﻦ اﳋﺎرج اﻟﺴﻠﻊ اﻟﱵ ﻻ
ﺗﺘﻤﻴﺰ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺴﺒﻴﺎ و ﺑﺘﻜﻠﻔﺔ أﻗﻞ ﳑﺎ ﻟﻮ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺈﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﳏﻠﻴﺎ.
ﻓﺎﻹﻳﺮادات اﻵﺗﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺎدرات اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ وﻓﺮت ﺗﻐﻄﻴﺔ اﳌﺪﻓﻮﻋﺎت اﻟﻨﺎﲡﺔ ﻋﻦ اﻟﻮاردات،
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﲤﻮﻳﻞ ﳐﺘﻠﻒ اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ وﳐﺘﻠﻒ ﻗﻄﺎﻋﺎت
اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ,ﻟﻜﻦ ﻋﺪم اﺳﺘﻘﺮار إﻳﺮادات اﻟﻨﻔﻂ ﻋﺮﻗﻞ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ.
وﰲ ﻫﺬا اﻻﻃﺎر ﲢﺎول اﻟﺪراﺳﺔ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺴﺎؤل اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ اﻟﺘﺎﱄ:
ﻣﺎ ﻣﺪى ﺗﻄﻮر ﺣﺠﻢ اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﺑﺪاﻳﺔ اﻷﻟﻔﻴﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻧﻌﻜﺎﺳﺎت ذﻟﻚ
ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ ﺗﻐﻄﻴﺔ اﻟﺼﺎدرات ﻟﻠﻮاردات؟
ﻓﺮﺿﻴﺎت اﻟﺪراﺳﺔ:
-ﳛﻘﻖ رﺻﻴﺪ اﳌﻴﺰان اﻟﺘﺠﺎري اﳉﺰاﺋﺮي رﺻﻴﺪا ﻣﻮﺟﺒﺎ ﰲ أﻏﻠﺐ ﻓﱰة اﻟﺪراﺳﺔ.
-ﺗﻐﻄﻴﺔ اﻟﺼﺎدرة اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﻏﲑ ﻣﺴﺘﻘﺮة ﻟﻠﻮاردات اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﺧﻼل ﻓﱰة اﻟﺪراﺳﺔ.
ﻣــﻨﻬﺞ اﻟﺪراﺳــﺔ :ﺗﺴــﺘﺨﺪم اﻟﺪراﺳــﺔ اﳌــﻨﻬﺞ اﻟﻮﺻــﻔﻲ اﻟﺘﺤﻠﻴﻠــﻲ ،ذﻟــﻚ أن ﻫــﺬا اﳌــﻨﻬﺞ
ﻳﺴـ ــﺘﻨﺪ إﱃ ﺣﻘﻴﻘـ ــﺔ وﺟـ ــﻮد ارﺗﺒـ ــﺎط وﺗـ ــﻼزم ﺑـ ــﲔ اﻹﻃـ ــﺎر اﻟﻨﻈـ ــﺮي ﻟﻠﺒﺤـ ــﺚ وﺑـ ــﲔ اﻟﻮاﻗـ ــﻊ
اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ ﻟﻪ وﻳﺘﻴﺢ ﻟﻨﺎ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﻌﻤﻖ واﻟﺘﻮازن ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام أدوات اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ.
ﺣﺪود اﻟﺪراﺳﺔ :ﺗﺘﻤﺜﻞ اﳊﺪود اﳌﻜﺎﻧﻴﺔ ﰲ دوﻟﺔ اﳉﺰاﺋﺮ ،أﻣﺎ اﳊﺪود اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ
اﻟﻔﱰة ﻣﻦ 2001إﱃ ﻏﺎﻳﺔ .2016
اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ :ﻟﻘﺪ ﰎ اﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ،وﻧﺸﲑ ﻓﻴﻤﺎ
ﻳﻠﻲ إﱃ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ:
1
-دراﺳ ــﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴ ــﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴ ــﺔ ﻟﻀ ــﻤﺎن اﻻﺳ ــﺘﺜﻤﺎر و اﺋﺘﻤ ــﺎن اﻟﺼ ــﺎدرات،
ﺑﻌﻨـﻮان :اﻟﺘﺠــﺎرة اﳋﺎرﺟﻴــﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴــﺔ ..اﻟﺘﻄــﻮر وآﻓــﺎق اﳌﺴــﺘﻘﺒﻞ ،ﺧﻠﺼــﺖ ﻫــﻪ اﻟﺪراﺳــﺔ إﱃ
1اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻀﻤﺎن اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر و اﺋﺘﻤﺎن اﻟﺼﺎدرات ،اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ..اﻟﺘﻄﻮر وآﻓﺎق اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ،
ﻧﺸﺮة ﻓﺼﻠﻴﺔ ﺑﻌﻨﻮان اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﺆﺷﺮات اﻷداء واﻟﺘﻄﻮر ،اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ واﻟﺜﻼﺛﻮن -اﻟﻌﺪد
اﻟﻔﺼﻠﻲ اﻷول ﻳﻨﺎﻳﺮ – ﻣﺎرس2016 ،
141
ﺗﻄﻮر ﺣﺠﻢ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة 2016 -2001
أن اﻟﺘﺠـﺎرة اﻟﺴـﻠﻌﻴﺔ ﲤﺜـﻞ ﳓـﻮ 85.6 %ﻣـﻦ إﲨـﺎﱄ ﲡـﺎرة اﻟﺴـﻠﻊ واﳋـﺪﻣﺎت ﰲ اﻟـﺪول
اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وذﻟﻚ ﻛﻤﺘﻮﺳﻂ ﻋﺎم ﻟﻠﻔﱰة اﳌﻤﺘـﺪة ﺑـﲔ ﻋـﺎﻣﻲ 2011و 2014وﻳﻌـﺰى ذﻟـﻚ
إﱃ ﻫﻴﻤﻨـﺔ اﻟـﻨﻔﻂ واﻟﻐـﺎز ﻋﻠـﻰ ﺣﺼـﺔ ﻛﺒـﲑة ﻣـﻦ اﻟﺘﺠـﺎرة اﳋﺎرﺟﻴـﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ .إﻻ أن اﻟﺼـﻮرة
ﻋﻠﻰ اﳌﺴـﺘﻮى اﻟﻘﻄـﺮي ﲣﺘﻠـﻒ ،ﺣﻴـﺚ ﲦـﺎﱐ دول ﻋﺮﺑﻴـﺔ ﻫـﻲ)اﻟﺴـﻌﻮدﻳﺔ واﻹﻣـﺎرات وﻗﻄـﺮ
واﻟﻜﻮﻳﺖ واﻟﻌﺮاق وﺳﻠﻄﻨﺔ ﻋﻤﺎن واﻟﺒﺤﺮﻳﻦ واﳉﺰاﺋـﺮ( ﺣﻘﻘـﺖ ﻓﺎﺋﻀـﺎ ﻣـﻦ ﲡﺎرـﺎ اﻟﺴـﻠﻌﻴﺔ
اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﺑﻨﺴﺐ ﻣﺘﻔﺎوﺗﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺗﺞ ﺗﺮاوﺣﺖ ﻣﺎ ﺑـﲔ % 48ﰲ ﻗﻄـﺮ و %3ﰲ اﳉﺰاﺋـﺮ
ﰲ ﺣ ــﲔ ﺣﻘﻘ ــﺖ ﺑﻘﻴ ــﺔ اﻟ ــﺪول ﻋﺠـ ـﺰا ﺑ ــﺪرﺟﺎت ﻣﺘﻔﺎوﺗ ــﺔ ﺗﺮاوﺣ ــﺖ ﻣ ــﺎ ﺑ ــﲔ % 50ﰲ
ﺟﻴﺒﻮﰐ و %4ﰲ ﻟﻴﺒﻴﺎ.
1
-دراﺳﺔ ﻧﺎﺻﺮ اﻟﻌﺎرﺿﺔ ،ﺑﻌﻨﻮان :اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ اﻷردﻧﻴﺔ:
واﻗﻌﻬﺎ وآﻓﺎﻗﻬﺎ اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ،ﺑﻴّﻨﺖ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺪراﺳﺔ أن اﻟﺼﺎدرات اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺗﺘﺸﺎﺑﻪ ﺑﻨﺴﺒﺔ
40ﺑﺎﳌﺎﺋﺔ ﻣﻊ اﻟﺼﺎدرات اﻷردﻧﻴﺔ ،ﳑﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺘﻼف ﰲ اﻟﱰﻛﻴﺐ اﻟﺴﻠﻌﻲ
ﻟﻠﺼﺎدرات اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ و اﻟﺼﺎدرات اﻷردﻧﻴﺔ ،وﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﻘﺎرب ﰲ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻮاردات ﺑﲔ
اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﺗﺼﻞ اﱃ 60ﺑﺎﳌﺎﺋﺔ ،وﻳﻨﻌﻜﺲ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺎرب ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻌﺠﺰ ﰲ اﳌﻴﺰان
اﻟﺘﺠﺎري اﻟﺴﻠﻌﻲ اﱃ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﶈﻠﻲ اﻹﲨﺎﱄ ﰲ ﻛﻼ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ.
-دراﺳﺔ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻬﻠﻮﻟﻲ 2،ﺑﻌﻨﻮان :اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﺑﲔ اﺗﻔﺎق
اﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻷورو-ﻣﺘﻮﺳﻄﻴﺔ واﻻﻧﻀﻤﺎم إﱃ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ،اﻋﺘﱪت ﻫﺬﻩ أن ﺗﺰاﻳﺪ
ﺣﺠﻢ اﻟﻮاردات ﻣﻦ ﺳﻨﺔ إﱃ أﺧﺮى ،ﰲ ﺣﺠﻢ اﻟﻮاردات ﻣﻦ اﳌﻮاد اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻤﻮع اﻟﻮاردات ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻷﳘﻴﺔ ،وﳝﻜﻦ إرﺟﺎﻋﻪ اﱃ اﻟﻨﺴﺐ اﳌﺮﺗﻔﻌﺔ اﻟﱵ ﲢﺘﻠﻬﺎ اﳌﻮاد
اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻤﻮع اﻟﻮاردات إﱃ ﻧﻘﻄﺘﲔ أﺳﺎﺳﻴﺘﲔ ،ﻓﻤﻦ ﺟﻬﺔ زﻳﺎدة اﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻣﻦ ﺳﻨﺔ إﱃ أﺧﺮى ﻧﺘﻴﺠﺔ زﻳﺎدة ﻋﺪد اﻟﺴﻜﺎن ،وﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﺿﻌﻒ اﻟﻘﻄﺎع
اﻟﻔﻼﺣﻲ وﻋﺠﺰﻩ ﻋﻦ ﺗﻠﺒﻴﺔ اﳊﺎﺟﻴﺎت اﳌﺘﺰاﻳﺪة ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﳌﻮاد .
أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ:
1ﻧﺎﺻﺮ اﻟﻌﺎرﺿﺔ ،اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ اﻷردﻧﻴﺔ :واﻗﻌﻬﺎ وآﻓﺎﻗﻬﺎ اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ،ﻣﻌﻬﺪ أﲝﺎث اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت
اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﲏ)ﻣﺎس( ،أﻳﻠﻮل .2000
2ﻓﻴﺼﻞ ﻠﻮﱄ ،ﺑﻌﻨﻮان :اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ ﺑﲔ اﺗﻔﺎق اﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻷورو-ﻣﺘﻮﺳﻄﻴﺔ واﻻﻧﻀﻤﺎم إﱃ ﻣﻨﻈﻤﺔ
اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ،ﳎﻠﺔ اﻟﺒﺎﺣﺚ ،ﻋﺪد ،11ﺟﺎﻣﻌﺔ ورﻗﻠﺔ.2012 ،
142
د .ﺑﻼل ﺑﻮﺟﻤﻌﺔ ،ﻣﻠﻮك ﻋﺜﻤﺎن
143
ﺗﻄﻮر ﺣﺠﻢ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة 2016 -2001
1
اﻟﺴﻠﻊ واﳋﺪﻣﺎت ﺑﺄﻗﻞ ﺗﻜﻠﻔﺔ ،ﻧﺘﻴﺠﺔ ﳌﺒﺪأ اﻟﺘﺨﺼﺺ اﻟﺪوﱄ اﻟﺬي ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻴﻪ،
ﺣﻴﺚ ﰲ اﺘﻤﻌﺎت اﻟﺒﺪاﺋﻴﺔ وﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﺰﻣﻦ أدرك اﻟﻔﺮد ﺻﻌﻮﺑﺎت اﻧﺘﺎج ﻣﺎ ﳛﺘﺎﺟﻪ
ﻣﻦ ﺳﻠﻊ وﺧﺪﻣﺎت .ﻛﻤﺎ أدرك أﳘﻴﺔ اﻟﺘﺨﺼﺺ ،ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻛﻞ ﻓﺮد ﻳﺘﺨﺼﺺ ﰲ إﻧﺘﺎج
ﻣﻌﲔ ،وﻳﻨﺘﺞ ﻛﻤﻴﺔ أﻛﱪ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺘﻪ وﳛﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺴﻠﻊ اﻟﱵ ﳛﺘﺎﺟﻬﺎ ﻣﻦ
ﻣﻨﺘﺠﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻠﻊ واﳋﺪﻣﺎت ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺒﺎدﻟﺔ ﻓﺎﺋﺾ إﻧﺘﺎﺟﻪ ﺑﻔﺎﺋﺾ إﻧﺘﺎج وﺧﺪﻣﺎت
اﻵﺧﺮﻳﻦ ،ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ "ﺑﺎﳌﻘﺎﻳﻀﺔ " ،وﺗﻌﲏ اﳌﻘﺎﻳﻀﺔ ﻣﺒﺎدﻟﺔ ﺳﻠﻌﺔ ﺑﺴﻠﻌﺔ
أﺧﺮى ﻳﻜﻮن اﻟﻔﺮد ﲝﺎﺟﺔ إﻟﻴﻬﺎ ،دوﳕﺎ إدﺧﺎل وﺳﻴﻂ ﰲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ،وﺗﻌﱪ ﻋﻦ اول ﻧﻈﻢ
اﳌﺒﺎدﻟﺔ ﰲ اﺘﻤﻌﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ .وﻻﺷﻚ ان ﻋﻤﻠﻴﺔ اﳌﻘﺎﻳﻀﺔ ﺬا اﻟﺸﻜﻞ ﻫﻲ اﻟﺼﻮرة
اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ واﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻟﻠﺘﺒﺎدل ،وﻫﻲ ﻧﺎﻓﻌﺔ وﻣﻔﻴﺪة ﰲ اﺘﻤﻌﺎت اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻟﻠﺘﺒﺎدل 2.ﻛﻤﺎ
ﺗﻮﺟﺪ اﳌﻘﺎﻳﻀﺔ ﰲ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﳌﻌﺎﺻﺮةـ ﺿﻤﻦ إﻃﺎر اﺗﻔﺎﻗﺎت اﳌﻘﺎﻳﻀﺔ أو اﻟﺪاﻓﻊ ﺑﲔ
دوﻟﺘﲔ ،ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﻌﺎون وﺿﻤﺎن ﺗﺼﺮﻳﻒ ﻣﻨﺘﺠﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ،أو ﺑﺴﺒﺐ وﺟﻮد
3
ﺻﻌﻮﺑﺎت ﰲ ﺗﻮﻓﲑ اﻟﺴﻴﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ.
ﻇﻬﺮت اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﻣﻨﺬ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﺘﺎرﳜﻴﺔ اﻷوﱃ ،وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺜﻮرة اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻟﱵ
ﺣﺪﺛﺖ ﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ،ﲟﺜﺎﺑﺔ اﻟﺒﺪاﻳﺔ اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﳍﺎ؛ ﺣﻴﺚ أدت إﱃ
ﺿﺮورة اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﳌﻮاد اﻷوﻟﻴﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺼﻨﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻷﺧﺮى ،وﺿﺮورة
ﺗﺼﺮﻳﻒ اﳌﻨﺘﺠﺎت ﺗﺎﻣﺔ اﻟﺼﻨﻊ ﰲ اﻷﺳﻮاق اﳋﺎرﺟﻴﺔ ،ﰒ زاد ﺣﺠﻢ اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ
ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﰲ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ واﺗﺴﻊ ﻧﻄﺎﻗﻬﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻘﺪم اﻟﻜﺒﲑ ﰲ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻨﻘﻞ
1ﻋﺒﺪ اﳌﻄﻠﺐ ﻋﺒﺪ اﳊﻤﻴﺪ" :اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ" ،اﻟﺪار اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ ،اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ ،2000 ،ص
.373
2ﻋﺜﻤﺎن ﻣﻠﻮك ،دور اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﲡﺎرة اﳌﻘﺎﻳﻀﺔ ﰲ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﶈﻠﻴﺔ ،ﻣﺪاﺧﻠﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﰲ
اﻟﻨﺪوة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻷوﱃ :ﻣﺪﺧﻞ ﻟﺘﺠﺎرة اﳌﻘﺎﻳﻀﺔ واﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ،ﳐﱪ اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﳉﺰاﺋﺮي اﻻﻓﺮﻳﻘﻲ
ﲜﺎﻣﻌﺔ أدرار 08،ﻧﻮﻓﻤﱪ ،2016ص.10
3ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ أﻧﻈﺮ:
-ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ﺧﻠﻴﻞ ،ﻣﺒﺎدئ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻨﻘﺪي واﻟﻤﺼﺮﻓﻲ:ج ،1دﻳﻮان اﳌﻄﺒﻮﻋﺎت اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ،اﳉﺰاﺋﺮ،
،2012ص 14
144
د .ﺑﻼل ﺑﻮﺟﻤﻌﺔ ،ﻣﻠﻮك ﻋﺜﻤﺎن
واﳌﻮاﺻﻼت ،واﻟﺬي ﺟﻌﻞ اﻟﻌﺎﱂ وﻛﺄﻧﻪ ﺳﻮق واﺣﺪة ،ﻳﺘﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺒﺎدل اﳌﻨﺘﺠﺎت ﺑﻌﻀﻬﺎ
1
ﺑﺎﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ،وﺗﻘﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺪة اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت ﺑﲔ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻷﺳﻌﺎر.
ﺗﻌﺘﱪ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﻧﻘﻄﺔ اﻻﻧﻄﻼق ﰲ ﲢﻠﻴﻞ ﺗﻄﻮر ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﺠﺎرة
اﳋﺎرﺟﻴﺔ ،ﲝﻴﺚ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻠﺘﺠﺎرﻳﲔ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ﰲ ﻫﺬا اﺎل ،ﻓﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻓﺈن ﺛﺮوة اﻷﻣﺔ ﺗﻘﺎس ﲟﺎ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﻦ رﺻﻴﺪ اﻟﺬﻫﺐ واﻟﻔﻀﺔ ،وﻻ ﺗﻘﺎس ﲟﺎ ﲤﺘﻠﻜﻪ
ﻣﻦ ﻣﻮارد أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻷرض اﻟﺰراﻋﻴﺔ ووﺳﺎﺋﻞ اﻹﻧﺘﺎج واﻟﺜﺮوات اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ واﻟﻌﻨﺼﺮ
اﻟﺒﺸﺮي ،وﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻷﺳﺎس ﻓﻘﺪ ﻫﺎﺟﻢ اﳌﻔﻜﺮون اﻟﻜﻼﺳﻴﻚ اﻟﺘﺠﺎرﻳﲔ واﻧﺘﻘﺪوا
آراﺋﻬﻢ ودﻋﻮا إﱃ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﺴﻤﺢ ﰲ ﻧﻈﺮﻫﻢ ﻟﻜﻞ ﺑﻠﺪ ﻣﻦ ﲢﻘﻴﻖ
ﻣﺰاﻳﺎ ﻣﻜﺘﺴﺒﺔ ﻣﻦ ﺟﺮاء ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹﻧﺘﺎج واﻟﺘﺒﺎدل 2،وﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﻧﻄﺮح أﻫﻢ أﻓﻜﺎر
اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﲔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻚ :
أﻛﺪ " آدم ﲰﻴﺚ" ﻋﻠﻰ أﳘﻴﺔ اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﰲ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﻔﺎﺋﺾ ﻣﻦ اﻹﻧﺘﺎج
اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ،و ﻛﺎن اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺬا اﻟﻨﺸﺎط ﻣﻨﺒﻌﺜﺎ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮى اﶈﺪدة ﻟﻨﻤﻮ اﻹﻧﺘﺎج
اﳊﻘﻴﻘﻲ وﻟﻴﺲ اﳌﻌﺪن اﻟﻨﻔﻴﺲ .وﻳﻌﺘﱪ أﻧﻪ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻐﻠﻴﺐ ﻛﻔﺔ اﻟﺼﺎدرات ﻋﻦ
اﻟﻮاردات ﺑﻐﻴﺔ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﳌﻌﺎدن اﻟﻨﻔﻴﺴﺔ؛ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﺼﺎدرات ﻣﻦ ﺧﻼل
ﺗﻘﺪﱘ ﻛﻞ ﺻﻮر اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻼزﻣﺔ ،ﻛﺈﻋﺎﻧﺎت اﻟﺘﺼﺪﻳﺮ وﻛﺬا ﺗﺸﺠﻴﻊ ﻋﻤﻠﻴﺎت إﻋﺎدة
اﻟﺘﺼﺪﻳﺮ.
وذﻫﺐ" آدم ﲰﻴﺚ" إﱃ أﻧﻪ ﻣﺜﻠﻤﺎ ﳛﺎول اﻷﻓﺮاد إﺗﺒﺎع ﻣﺒﺪأ اﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﺬاﰐ وإﻧﺘﺎج ﻛﻞ
ﺷﻲء ﻫﻢ ﰲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻴﻪ ،ﻣﻦ ﺷﺄﺎ اﳊﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﲟﺴﺘﻮﻳﺎت ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ ﻣﻦ اﳌﻌﻴﺸﺔ
ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ اﻧﻌﺪام ﻓﻮاﺋﺪ ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﺘﺨﺼﺺ ﰲ اﻹﻧﺘﺎج ﰲ ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ .ﻓﻜﺬﻟﻚ
اﻷﻣﺮ ﲤﺎﻣﺎ إذا ﻣﺎ ﺣﺎوﻟﺖ ﳐﺘﻠﻒ اﻟﺪول ﻣﺒﺪأ اﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﺬاﰐ وﻟﻴﺲ ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﻌﻤﻞ و
3
اﻟﺘﺨﺼﺺ ﰲ اﻹﻧﺘﺎج.
1
اﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ أﲪﺪ اﻟﺴﺮﻳﱵ ،اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ،اﻟﺪار اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ،اﻻﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ ،2009 ،ص7.
2
Bernard Guillochons, Théories de l'échange international, P.U.F, 1976,
p 11
3أﲪﺪ ﺟﺎﻣﻊ ،اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ،درا اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،اﻟﻘﺎﻫﺮة ﺳﻨﺔ ،1980ص.16
145
ﺗﻄﻮر ﺣﺠﻢ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة 2016 -2001
ﻟﻘﺪ أﺧﺬت ﻫﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺑﺎﳉﺎﻧﺐ اﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻲ ﰲ ﲢﻠﻴﻞ أﺛﺮ اﻟﺼﺎدرات ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻤﻮ،
ﺣﻴﺚ ﺑﻴﻨﺖ ﻣﺎ ﻳﺘﺒﻊ ﻧﺸﺎط اﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺻﻐﺮ ﺣﺠﻢ اﻟﺴﻮق
اﶈﻠﻲ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺳﻴﺆدي إﱃ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﺘﺨﺼﺺ وﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﻌﻤﻞ إﱃ اﳊﺪ اﻟﺬي ﻳﻌﻤﻞ
ﻋﻠﻰ رﻓﻊ اﳌﻘﺪرة اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻹﻧﺘﺎج .ﻓﺘﻘﺴﻴﻢ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺪوﱄ اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ اﺗﺴﺎع
ﻧﻄﺎق اﻟﺴﻮق ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻜﻞ دوﻟﺔ أن ﺗﺘﺨﺼﺺ ﰲ إﻧﺘﺎج اﻟﺴﻠﻊ اﻟﱵ ﻳﻜﻮن ﳍﺎ ﻣﻴﺰة ﻣﻄﻠﻘﺔ
ﰲ إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ،ﰒ ﺗﺒﺎدل ﻓﺎﺋﺾ إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﻋﻦ اﺳﺘﻬﻼﻛﻬﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﲟﺎ ﻳﻔﻴﺾ ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﺪول
1
اﻷﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻊ اﻟﱵ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﰲ إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﺑﻨﻔﺲ اﳌﻴﺰات اﳌﻄﻠﻘﺔ.
ﺗُﻨﺘﻘﺪ ﻧﻈﺮﻳﺔ" آدم ﲰﻴﺚ" ﺑﺴﺒﺐ أﺎ ﺗﻘﻮل ﺑﺘﺨﺼﺺ ﻛﻞ دوﻟﺔ ﰲ إﻧﺘﺎج اﻟﺴﻠﻊ اﻟﱵ
ﺗﺘﻔﻮق ﰲ إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ،وﻟﻜﻦ آدم ﲰﻴﺚ" ﱂ ﻳﻔﺴﺮ ﻗﻴﺎم اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ اﻟﱵ ﻻ
ﺗﺘﻔﻮق ﰲ إﻧﺘﺎج أي ﺳﻠﻌﺔ ،ﻓﻬﻨﺎك ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺪول ﻻ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺄي ﺗﻔﻮق وﺗﺸﺎرك ﰲ
اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﺳﺘﲑاد ،ﻛﻤﺎ اﻧﺘﻘﺪﻫﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎدي "داﻓﻴﺪ رﻳﻜﺎردو" ،وﻗﺎل
إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك دوﻟﺔ ﻻ ﲤﺘﻠﻚ أي ﻣﻴﺰة ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻓﻬﻞ ﺳﺘﻨﻌﺰل ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻌﺎﱂ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ
ﻫﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻻ ﺗﻀﻤﻦ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﰲ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﳍﺬﻩ اﻟﺪول.
وﻳﺮى اﻻﻗﺘﺼﺎدي"داﻓﻴﺪ رﻳﻜﺎردو" 2،اﻟﺬي ﻋﺮض أﻓﻜﺎرﻩ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرة
اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﰲ إﻃﺎر ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ اﳌﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺎﺳﻢ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﻨﻔﻘﺎت اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻻ زاﻟﺖ ﰲ ﻛﺜﲑ
ﻣﻦ أﺟﺰاﺋﻬﺎ ﻗﻮﻳﺔ وﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺴﲑ ﺟﺎﻧﺐ ﻫﺎم ﻣﻦ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺪوﱄ ﺣﱴ ﰲ
وﻗﺘﻨﺎ اﳌﻌﺎﺻﺮ .واﻟﺬي ﲤﻜﻦ ﻣﻦ إﺑﺮاز دور اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ وأﳘﻴﺘﻬﺎ ﰲ اﻹﳕﺎء
اﻻﻗﺘﺼﺎدي ،ﺣﻴﺚ أوﺿﺢ ﻛﻴﻒ أن ﻗﻴﺎم اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺗﺘﻢ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﺧﺘﻼف
اﻟﻨﻔﻘﺎت اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ،واﻟﺬي ﻳﺘﻴﺢ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﻣﺒﺪأ اﻟﺘﺨﺼﺺ وﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ
اﻟﻨﻄﺎق اﻟﺪوﱄ ,وذﻟﻚ ﺑﻀﺮورة ﺗﻮﻓﲑ ﺷﺮوط اﳊﺮﻳﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺑﺸﻜﻠﻬﺎ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻓﻼ
ﺗﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق ﰲ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ.
ﻓﻄﺒﻘﺎً ﳍﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﰲ ﻇﻞ ﻇﺮوف اﻟﺘﺠﺎرة اﳊﺮة ﻓﺈن ﻛﻞ دوﻟﺔ ﺳﺘﺘﺨﺼﺺ ﰲ إﻧﺘﺎج
اﻟﺴﻠﻊ اﻟﱵ ﳝﻜﻦ إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﺑﻨﻔﻘﺎت أﻗﻞ ﻧﺴﺒﻴﺎ ،وﺳﻨﻘﻮم ﺑﺎﺳﺘﲑاد اﻟﺴﻠﻊ اﻟﱵ ﺗﺘﻤﺘﻊ دوﻟﺔ
1زﻳﻨﺐ ﺣﺴﲔ ﻋﻮض اﷲ ،اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺪوﻟﻲ ،دار اﳌﻌﺮﻓﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ،اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ ،ﻃﺒﻌﺔ ،1992ص.37
2
David Ricardo, The Principles of Political economy and Taxation,
London,1817.
146
د .ﺑﻼل ﺑﻮﺟﻤﻌﺔ ،ﻣﻠﻮك ﻋﺜﻤﺎن
أﺧﺮى ﲟﻴﺰة ﻧﺴﺒﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ .أن اﻷﺳﺎس ﰲ ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺘﺨﺼﺺ اﻟﺪوﱄ ﻫﻮ اﻟﺘﻔﻮق اﻟﻨﺴﱯ ﰲ
ﻧﻔﻘﺎت اﻹﻧﺘﺎج وﻟﻴﺲ اﳌﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺬي ﻗﺪﻣﻪ "آدم ﲰﻴﺚ" .وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈن
اﻻﺧﺘﻼف ﰲ اﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻟﻠﺴﻠﻊ ﰲ اﻟﺒﻠﺪ ﻫﻮ اﻟﺬي ﳛﺪد أي اﻟﺴﻠﻊ اﻟﱵ ﻳﺘﻢ
ﺗﺼﺪﻳﺮﻫﺎ واﻟﺴﻠﻊ اﻟﱵ ﻳﺘﻢ اﺳﺘﲑادﻫﺎ.
وﺗﺮى ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟـ "ﺟﻮرج ﺳﺘﻴﻮارت ﻣﻴﻞ" ﰲ ﲢﻠﻴﻞ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻨﻔﻘﺎت
اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﻨﺴﺒﺔ اﻟﺘﺒﺎدل ﰲ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ؛ أن ﻣﻌﺪل اﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺪوﱄ ﻫﻮ ذﻟﻚ
اﳌﻌﺪل اﻟﺬي ﳚﻌﻞ ﻗﻴﻤﺔ ﺻﺎدرات و واردات ﻛﻞ دوﻟﺔ ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ ،وﻳﺘﻮﻗﻒ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ
1
ﻗﻮة ﻃﻠﺐ اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﺗﺞ اﻟﺪوﻟﺔ اﻷﺧﺮى وﻣﺮوﻧﺔ ﻫﺬا اﻟﻄﻠﺐ.
وﺗُ ّﺒﲔ أﻓﻜﺎر اﳌﺪرﺳﺔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﰲ اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ،أن ﻟﻠﺼﺎدرات دور ﰲ
ﺗﻮﺳﻴﻊ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﰲ اﻻﻗﺘﺼﺎد وﲢﻘﻴﻖ اﻟﻐﻠﺔ اﳌﺘﺰاﻳﺪة وﲢﺮﻳﻚ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ,واﻟﺬي
ﳝﻜﻦ ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪام اﳌﻮارد اﶈﻠﻴﺔ إﱃ ﺟﺎﻧﺐ اﺟﺘﺬاب رؤوس اﻷﻣﻮال اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر
ﰲ ﻣﻴﺪان إﻧﺘﺎج اﻟﺴﻠﻊ اﻟﺘﺼﺪﻳﺮﻳﺔ .
ورﻏﻢ ﺗﻠﻚ اﻹﳚﺎﺑﻴﺎت ﺗﻨﻘﺪ أﻓﻜﺎر اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﻣﻦ واﻗﻊ اﻻﻓﱰاﺿﺎت اﻟﱵ
اﺳﺘﻨﺪت إﻟﻴﻬﺎ ﰲ ﲢﻠﻴﻠﻬﺎ ،ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﻔﱰض أن اﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺘﺠﺎري ﻳﺘﻢ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﳌﻘﺎﻳﻀﺔ
ﺑﲔ دوﻟﺘﲔ ﻓﻘﻂ ،ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺒﺎدل ﺳﻠﻌﺘﲔ وﲡﺎﻫﻠﻮا ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻟﻨﻘﻞ ،وأن ﻋﻨﺎﺻﺮ
اﻹﻧﺘﺎج ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺴﻴﻮﻟﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ داﺧﻞ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ،وأن ﻗﻴﻤﺔ اﳌﺒﺎدﻟﺔ ﺗﺘﺤﺪد ﻋﻠﻰ
أﺳﺎس اﻟﻌﻤﻞ اﳌﺒﺬول ﰲ إﻧﺘﺎج اﻟﺴﻠﻌﺔ.
ﺛﺎﻧﻴﺎ :اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ
ﻳﺮﺟﻊ اﺗﺴﺎع ﺣﺠﻢ و ﻧﻄﺎق اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ إﱃ اﻟﺘﻘﺪم اﻟﻜﺒﲑ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ اﻟﻌﻠﻮم
واﻟﻔﻨﻮن واﻻﺧﱰاﻋﺎت ،اﻟﺬي ﺟﻌﻞ ﻛﻞ دوﻟﺔ ﺗﺘﻮﺳﻊ ﰲ اﺳﺘﺨﺪام أﺣﺪث ﻣﺎ وﺻﻞ إﻟﻴﻪ
اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻹﻧﺘﺎج اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي أدى إﱃ ﻇﻬﻮر ﻓﻮاﺋﺾ ﻣﺘﺰاﻳﺪة ﰲ
اﻹﻧﺘﺎج اﶈﻠﻲ ﻋﻦ اﻻﺳﺘﻬﻼك اﶈﻠﻲ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺟﻌﻞ اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﺗﻌﺪ ﻣﻦ أﻫﻢ
2
اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﱵ ﺗﺴﻬﻢ ﰲ رﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﻘﺪم اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ دول اﻟﻌﺎﱂ.
1زﻳﻨﺐ ﺣﺴﲔ ﻋﻮض اﷲ ،اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺪوﻟﻲ ،اﻟﺪار اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ،اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ ،ﻃﺒﻌﺔ ،1998ص.36
2اﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ أﲪﺪ اﻟﺴﺮﻳﱵ ،اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص 8
147
ﺗﻄﻮر ﺣﺠﻢ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة 2016 -2001
ﻟﻘﺪ ﺷﻬﺪت ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ ﺗﻄﻮرا ﻛﺒﲑ اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﻋﻘﺪ اﻟﺴﺘﻴﻨﺎت ﻣﻦ
اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ،ﰲ إﻃﺎر اﶈﺎوﻻت اﻟﺮاﻣﻴﺔ ﻟﺘﻔﺴﲑ أﺳﺒﺎب ﻗﻴﺎم اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ وأﳘﻴﺘﻬﺎ
ﰲ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،وﰲ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ ﻧﺴﺘﻌﺮض أﻫﻢ ﻫﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت:
ﻣﻨﻬﺞ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﳊﺠﻢ :ﻳﺸﻜﻞ ﻫﺬا اﳌﻨﻬﺞ ﺗﻔﺴﲑ ﻟﻠﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ،وذﻟﻚ
ﺑﺈدﺧﺎﳍﺎ وﻓﻮرات اﻹﻧﺘﺎج اﻟﻜﺒﲑ ﻛﺄﺣﺪ اﳌﺼﺎدر اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﻤﺰاﻳﺎ اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ اﳌﻜﺘﺴﺒﺔ ،ﻓﻬﺬﻩ
اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺗﻌﺘﱪ ﺗﻮاﻓﺮ ﺳﻮق داﺧﻠﻲ ﺿﺨﻢ ﺷﺮﻃﺎ أﺳﺎﺳﻴﺎ ﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻠﻊ اﻟﱵ ﻳﺘﻢ
إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﰲ ﻇﻞ ﺷﺮوط اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﳊﺠﻢ ،اﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ زﻳﺎدة اﻟﻌﺎﺋﺪ ﻣﻊ زﻳﺎدة ﺣﺠﻢ
اﻹﻧﺘﺎج .وﺑﺘﻌﺒﲑ ﻣﺘﻜﺎﻓﺊ ﺗﻨﺸﺄ وﻓﻮرات اﳊﺠﻢ اﻟﻜﺒﲑ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻻﳔﻔﺎض ﻧﻔﻘﺎت اﻹﻧﺘﺎج ﻣﻊ
1
ﺗﻮﺳﻊ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ.
و ﺗﻌﺪ اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﲔ اﳌﻨﺘﺠﺎت اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﺎﻣﺔ اﻟﺼﻨﻊ واﳌﻨﺘﺠﺎت اﻟﻨﺼﻒ اﳌﺼﻨﻌﺔ ﰲ
ﺟﺎﻧﺐ ،ﻛﻤﺎ أن اﻟﺪول اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻟﺼﻐﲑة ذات ﺳﻮق داﺧﻠﻲ ﺻﻐﲑ ،ﰲ ﺣﲔ ﺗﺘﻤﻴﺰ
اﻟﺪول اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻟﻜﺒﲑة ﺑﺴﻮق داﺧﻠﻲ ﻛﺒﲑ ﰲ ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮ ،ﻋﻨﺼﺮا أﺳﺎﺳﻴﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ
ﻫﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ .ﻓﺎﻤﻮﻋﺔ اﻷوﱃ ﻣﻦ اﻟﺪول ﺗﺘﺠﻪ إﱃ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﺰاﻳﺎ ﻧﺴﺒﻴﺔ ﻣﻜﺘﺴﺒﺔ
ﻣﺼﺪرﻫﺎ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﳊﺠﻢ ﰲ اﻟﺴﻠﻊ اﻟﻨﺼﻒ ﻣﺼﻨﻌﺔ أو اﻟﻨﺼﻒ اﳌﺼﻨﻌﺔ ،وذﻟﻚ ﻟﻌﺪم
ﻗﺪرﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﺛﲑ ﻋﻠﻰ أذواق وﺗﻔﻀﻴﻼت اﳌﺴﺘﻬﻠﻜﲔ ﰲ اﻟﺪول اﻷﺧﺮى .ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ
ﻣﻦ ذﻟﻚ ﲢﺼﻞ اﻟﺪول اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻟﻜﺒﲑة اﳊﺠﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺰاﻳﺎ ﻧﺴﺒﻴﺔ ﻣﻜﺘﺴﺒﺔ ﻣﺼﺪرﻫﺎ
اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﳊﺠﻢ ﰲ إﻧﺘﺎج اﻟﺴﻠﻊ اﻟﺘﺎﻣﺔ اﻟﺼﻨﻊ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﺪرﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﺛﲑ ﻋﻠﻰ أذواق
وﺗﻔﻀﻴﻼت اﳌﺴﺘﻬﻠﻜﲔ ﰲ اﻟﺪول ﻷﺧﺮى.
وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﳝﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﳊﺠﻢ ﺗﺴﻌﻰ إﱃ ﺗﻔﺴﲑ ﳕﻂ اﻟﺘﺠﺎرة
اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﺪول اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ذات اﻟﺴﻮق اﻟﺪاﺧﻠﻲ اﻟﻜﺒﲑ ﻣﺜﻞ اﻟﻮﻻﻳﺎت
اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﰲ ﺟﺎﻧﺐ وﺑﲔ اﻟﺪول اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ذات اﻟﺴﻮق اﻟﺪاﺧﻠﻲ اﻟﺼﻐﲑ ﻣﺜﻞ
ﺑﻠﺠﻴﻜﺎ ،ﰲ ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮ ،و ﺗﻨﺘﻘﺪ ﻫﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ أﺎ ﱂ ﺗﻔﺴﲑ ﳕﻂ اﻟﺘﺠﺎرة ﺑﲔ
اﻟﺪول اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ذات اﻟﺴﻮق اﻟﺪاﺧﻠﻲ اﻟﺼﻐﲑ ﰲ اﲡﺎﻩ اﻟﺪول اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ذات
اﻟﺴﻮق اﻟﺪاﺧﻠﻲ اﻟﻜﺒﲑ.
1ﺳﺎﻣﻲ ﻋﻔﻴﻔﻲ ﺣﺎﰎ ،اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ،ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻹﺳﺮاء ،اﻟﻄﺒﻌﺔ ،3ﻣﺼﺮ ،2003ص .206
148
د .ﺑﻼل ﺑﻮﺟﻤﻌﺔ ،ﻣﻠﻮك ﻋﺜﻤﺎن
ﻧﻈﺮﻳﺔ "ﻛﻴﻨﺰ" أﺣﺪث ﺛﻮرة ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎدئ اﻟﻜﻼﺳﻴﻚ وﺛﺮوة ﲟﺎ ﻗﺪﻣﻪ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد إذ
ﲟﺠﻴﺌﻪ ﺑﺮز اﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﺒﺎﻟﻎ وﲢﻠﻴﻞ أﳘﻴﺔ دور اﻟﺼﺎدرات ﻛﺄﺣﺪ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻮﻃﲏ،
ﺣﻴﺚ ﺗﺴﻬﻢ اﻟﺼﺎدرات ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻞ اﳌﻀﺎﻋﻒ ﺑﺰﻳﺎدة اﻟﺪﺧﻞ ﺑﺼﻮرة أﻛﱪ ﻣﻦ
ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ اﳌﺒﺎﺷﺮة ،ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺘﱪ ﻛﻴﻨﺰ أن اﻟﺪﺧﻞ ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻬﻼك اﻟﻮﻃﲏ ،اﻹﻧﻔﺎق
اﳊﻜﻮﻣﻲ وﺻﺎﰲ اﳌﻴﺰان اﻟﺘﺠﺎري.
إﻻ أن " ﻛﻴﻨﺰ " اﻧﺘﻘﺪ ﰲ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﱵ ﺗﻮﺻﻞ اﻟﻴﻬﺎ ،ﻟﻌﺪم أﺧﺬﻩ ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻟﻠﺘﺤﻮﻻت
اﻷﺧﺮى ﲞﻼف اﻟﺪﺧﻞ ﻟﺘﻔﺴﲑ ﻣﺴﺘﻮى اﻻﺳﺘﻬﻼك ،ﻣﺜﻞ اﻋﺘﺒﺎرات اﻟﺘﻨﺒﺆات اﳌﺴﺘﻬﻠﻜﲔ
1
ﺣﻮل اﳌﺴﺘﻮﻳﺎت اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪﺧﻮل واﻷﺳﻌﺎر ,أو ﺣﺎﻟﺔ وﺿﻌﻬﻢ اﳌﺎﻟﻴﺔ.
2
ﻗُﺪﻣﺖ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻧﺴﺐ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻹﻧﺘﺎج اﳉﺪﻳﺪة ﻣﻦ ﻃﺮف اﻻﻗﺘﺼﺎدي "
" D.B.Keessingﺳﻨﺔ ،1961ﺗﺴﻘﻂ ﻫﺬﻩ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻔﺮض اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ اﳋﺎص
ﺑﺘﺠﺎﻧﺲ ﻋﻨﺼﺮ اﻟﻌﻤﻞ ،وﲢﻞ ﳏﻠﻪ ﻓﺮض اﻧﻘﺴﺎم ﻫﺬا اﻟﻌﻨﺼﺮ إﱃ ﳎﻤﻮﻋﺎت ﻏﲑ
ﻣﺘﺠﺎﻧﺴﺔ ﺗﺘﻔﺎوت ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﰲ درﺟﺔ اﳌﻬﺎرة ،ﺣﻴﺚ أﺛﺒﺖ أن اﻟﻌﻤﻞ ﻏﲑ ﻣﺘﺠﺎﻧﺲ و
أوﺟﺪ ﲦﺎﻧﻴﺔ أﺻﻨﺎف ﻣﻦ اﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺜﻤﺎﻧﻴﺔ أﺻﻨﺎف ﻣﻦ اﻟﻨﺸﺎط ،ﺣﻴﺚ أﺧﺬ
اﻟﺼﺎدرات ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟـ 46ﻗﻄﺎع و 14ﺑﻠﺪُ ،وﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ أن اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﳍﺎ
أﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ اﻟﻔﺌﺎت اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻷوﱃ أي اﻟﻌﻠﻤﺎء واﳌﻬﻨﺪﺳﻮن ،اﻟﺘﻘﻨﻴﻮن
واﻟﺮﺳﺎﻣﻮن اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﻮن وﻓﺌﺔ اﻹﻃﺎرات ،وﻫﻲ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﱵ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ إﻧﻔﺎق ﻛﺒﲑ ﰲ
ﳎﺎل اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ.
و أوﺿﺢ " " D.B.Keessingأﻧﻪ ﰲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻫﻨﺎك ﻋﻼﻗﺔ وارﺗﺒﺎط
وﺛﻴﻖ ﺑﲔ اﻟﻨﻔﻘﺎت اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ أي ﻣﺆﺳﺴﺔ أو ﻗﻄﺎع وﺑﲔ ﻗﺪرﺗﻪ
اﻟﺘﺼﺪﻳﺮﻳﺔ ،وﻫﻮ ﻳﻌﲏ أﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ زاد اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺤﺚ واﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻛﻠﻤﺎ زادت وارﺗﻔﻌﺖ
اﻟﻘﺪرة اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎع واﻟﻌﻜﺲ ﺻﺤﻴﺢ ،واﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﳌﺘﻮﺻﻞ إﻟﻴﻬﺎ ﻫﻲ أن ﲤﻴﺰ اﻟﻮﻻﻳﺎت
1ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ ﺑﻦ أﺷﻨﻬﻮ ،ﻣﺪﺧﻞ إﻟﻰ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،دﻳﻮان اﳌﻄﺒﻮﻋﺎت اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ,اﻟﻄﺒﻌﺔ اﳋﺎﻣﺴﺔ,
, 2004ص444
2
D.B. KEESSING: The impact of research and dev .on us-trade, Journal
of political Economy, fev 1967.
149
ﺗﻄﻮر ﺣﺠﻢ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة 2016 -2001
اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺑﻜﻮن ﺻﺎدراﺎ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻛﺜﻴﻔﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﻳﺮﺟﻊ إﱃ ﻣﺎ ﲢﻀﻲ ﺑﻪ ﻫﺬﻩ
اﻟﺪول ﻣﻦ وﻓﺮة ﻧﺴﺒﻴﺔ ﰲ ﻋﻨﺼﺮ رأس اﳌﺎل اﻟﺒﺸﺮي اﳌﺆﻫﻞ.
و ﺗﻌﺘﱪ ﻫﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ أﻧﻪ ﻟﺘﻔﺴﲑ أﺳﺒﺎب ﻗﻴﺎم اﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺪوﱄ واﻷﺳﺲ اﻟﱵ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ
اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﺗﺮاﻛﻢ اﻷﻓﻜﺎر اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ
اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ وﺻﻮﻻ إﱃ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ ،ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن ﻛﻞ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﺒﻴﺎت
اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﱵ ﺳﺒﻘﺘﻬﺎ.
ﺛﺎﻟﺜﺎ :ﻣﻔﻬﻮم وأﻫﻤﻴﺔ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ
ﻟﻠﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﻋﻼﻗﺔ وﺛﻴﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،وﳝﻜﻦ ﻟﻠﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ أن
ﺗﻠﻌﺐ دورا ﻟﻠﺨﺮوج ﻣﻦ داﺋﺮة اﻟﻔﻘﺮ ،وﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﺼﺎدرات ،ﻓﻴﻨﺘﺞ ﻋﻦ ذﻟﻚ
اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﺳﺐ ﺟﺪﻳﺪة ﰲ ﺻﻮرة رأس ﻣﺎل أﺟﻨﱯ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﻠﻌﺐ دورا ﰲ زﻳﺎدة
اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات اﳉﺪﻳﺪة ﰲ ﺑﻨﺎء اﳌﺼﺎﻧﻊ وإﻧﺸﺎء اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ،وﻳﺆدي ذﻟﻚ ﰲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ
إﱃ زﻳﺎدة اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ اﻟﺮأﲰﺎﱄ واﻟﻨﻬﻮض ﺑﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ.
ﺗﺮﺗﻜﺰ اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺒﺎدل واﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﻟﺪوﱄ ﻓﻬﻲ ﺗﺴﻌﻰ إﱃ ﲢﻠﻴﻞ وﺗﻮﺿﻴﺢ
اﻷﺳﺲ واﳌﺒﺎدئ اﻟﱵ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﻈﺮﻳﺎت اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﰲ اﻟﺴﻠﻊ واﳋﺪﻣﺎت
واﻷﺻﻮل اﳌﺎﻟﻴﺔ ،ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺗﻮﺿﻴﺢ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﱵ ﻳﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ ﲤﻮﻳﻞ اﻟﺘﺠﺎرة
1
اﳋﺎرﺟﻴﺔ.
ﻫﻨﺎك ﻋﺪة ﺗﻌﺎرﻳﻒ أﻋﻄﻴﺖ ﳌﻔﻬﻮم "اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ" و اﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﺣﺼﺮ أﳘﻬﺎ ﻛﻤﺎ
ﻳﻠﻲ:
2
-اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﺗﺸﻤﻞ ﻛﻼ ﻣﻦ اﻟﺼﺎدرات واﻟﻮاردات اﳌﻨﻈﻮرة وﻏﲑ اﳌﻨﻈﻮرة.
1اﻟﺴﻴﺪ ﳏﻤﺪ أﲪﺪ اﻟﺴﺮﻳﱵ ،اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ،ﻣﺆﺳﺴﺔ رؤﻳﺔ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ ،ﻣﺼﺮ،2008،
ص. 5
2ﺳﺎﻣﻲ ﻋﻔﻴﻔﻲ ﺣﺎﰎ ،اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﻨﻈﻴﺮ و اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ،اﻟﺪار اﳌﺼﺮﻳﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ،
،1993ص .36
150
د .ﺑﻼل ﺑﻮﺟﻤﻌﺔ ،ﻣﻠﻮك ﻋﺜﻤﺎن
1رﺷﺎد اﻟﻌﺼﺎر ،وآﺧﺮون ،اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ،دار اﳌﺴﲑة ﻟﻠﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮزﻳﻊ و اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ،ﻋﻤﺎن اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ،
،2000ص.12
2ﺳﺎﻣﻲ ﻋﻔﻴﻔﻲ ﺣﺎﰎ ،اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﺄﻃﻴﺮ واﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص.36
3ﲪﺪي ﻋﺒﺪ اﻟﻌﻈﻴﻢ ،اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ،ﻣﻜﺘﺒﺔ زﻫﺮاء اﻟﺸﺮق ،1996 ،ص.18
4رﺷﺎد اﻟﻌﺼﺎر وآﺧﺮون ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص . 14 -13
151
ﺗﻄﻮر ﺣﺠﻢ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة 2016 -2001
ﻣﻦ ﺧﻼل اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﺆﺷﺮا ﺟﻮﻫﺮﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺪرة اﻟﺪول اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ واﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﰲ
اﻟﺴﻮق اﻟﺪوﱄ.
ﲢﻘﻴﻖ اﳌﻜﺎﺳﺐ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻊ ﺗﻜﻠﻔﺘﻬﺎ أﻗﻞ ﳑﺎ ﻟﻮ ﰎ إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ
ﳏﻠﻴﺎ.
اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺗﺆدي إﱃ زﻳﺎدة اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻋﺘﻤﺎدا ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺨﺼﺺ و
1
اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ اﻟﺪوﱄ ﻟﻠﻌﻤﻞ.
ﻧﻘﻞ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎت و اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﻔﻴﺪ ﰲ ﺑﻨﺎء اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﳌﺘﻴﻨﺔ
و ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ.
ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن ﰲ اﻟﺴﻮق اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ ﻛﻤﻴﺎت اﻟﻌﺮض و
اﻟﻄﻠﺐ.
اﻻرﺗﻘﺎء ﺑﺎﻷذواق و ﲢﻘﻴﻖ ﻛﺎﻓﺔ اﳌﺘﻄﻠﺒﺎت و اﻟﺮﻏﺒﺎت و إﺷﺒﺎع اﳊﺎﺟﺎت.
إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻮدﻳﺔ و ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺼﺪاﻗﺔ ﻣﻊ اﻟﺪول اﻷﺧﺮى اﳌﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ.
اﻟﻌﻮﳌﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﺴﻌﻰ ﻹزاﻟﺔ اﳊﺪود و ﺗﻘﺼﲑ اﳌﺴﺎﻓﺎت و اﻟﱵ ﲢﺎول أن
2
ﲡﻌﻞ اﻟﻌﺎﱂ ﲟﺜﺎﺑﺔ ﻗﺮﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪة.
وﻗﺪ ﺑﺮزت اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻛﺤﻞ ﳌﻌﻀﻠﺔ ﻋﺠﺰ اﻟﺪول ﻋﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﲟﻔﺮدﻫﺎ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ
اﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﺬاﰐ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻊ واﳋﺪﻣﺎت ﻟﻌﺪم ﻗﺪرﺎ ﻋﻠﻰ إﻧﺘﺎج ﻫﺬﻩ اﻟﺴﻠﻊ ،إﻣﺎ ﻷﺳﺒﺎب
ﺗﻌﻮد ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺴﻠﻊ أو ﻋﺪم ﺗﻮاﻓﺮ رؤوس اﻷﻣﻮال أو اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎت ،أو اﻹدارة اﳊﺪﻳﺜﺔ
3
ﻟﺪى ﺑﻌﺾ اﻟﺪول ﻹﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﺑﺘﻜﻠﻔﺔ أﻗﻞ.
اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻧﻲ :واﻗﻊ ﺗﻄﻮر اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ ﺑﺪاﻳﺔ اﻷﻟﻔﻴﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ
ﻣﺮت اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﺑﺎﳉﺰاﺋﺮ ﲟﺮﺣﻠﺔ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ وﺻﻮﻻ اﱃ ﻣﺮﺣﻠﺔ ّ
اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ،ﻛﻤﺎ ﺷﻬﺪت اﳌﺒﺎدﻻت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﰲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺑﺪاﻳﺔ اﻷﻟﻔﻴﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ
152
د .ﺑﻼل ﺑﻮﺟﻤﻌﺔ ،ﻣﻠﻮك ﻋﺜﻤﺎن
ﺗﻄﻮرات ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻗﺪرة اﻹﻳﺮادات اﻵﺗﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺎدرات ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻄﻴﺔ اﳌﺪﻓﻮﻋﺎت
اﻟﻨﺎﲡﺔ ﻋﻦ اﻟﻮاردات.
أوﻻ :ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ
-1ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ
ﻋﻤﺪت اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﻏﺪاة اﻻﺳﺘﻘﻼل إﱃ ﺗﺒﲏ ﻓﻜﺮة اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ،
1
وﻟﺘﺄﻣﲔ ﻫﺬﻩ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻋﺘﻤﺪت اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻼث آﻟﻴﺎت رﺋﻴﺴﻴﺔ ﻫﻲ:
-اﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺔ اﳉﻤﺮﻛﻴﺔ :ﺣﻴﺚ أﻧﺸﺌﺖ اﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺔ اﳉﻤﺮﻛﻴﺔ ﲟﻮﺟﺐ اﳌﺮﺳﻮم اﳌﺆرخ ﰲ
1963/10/28واﻟﺬي وﺿﻊ ﻧﻈﺎم ﲨﺮﻛﻲ ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻮاردات ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺒﺪأ
اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ،ﺣﻴﺚ ﳝﻴﺰ أوﻻ ﺑﲔ ﺳﻠﻊ اﻟﺘﺠﻬﻴﺰ ،وﳝﻨﺢ ﳍﺎ اﻷﻓﻀﻠﻴﺔ ،وﺳﻠﻊ اﻻﺳﺘﻬﻼك
وﻳﻔﺮض ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎت ﲨﺮﻛﻴﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ،ﻛﻤﺎ ﳝﻴﺰ ﺛﺎﻧﻴﺎ ﺑﲔ اﻟﺴﻠﻊ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﳌﻨﺸﺄ،
ﺣﻴﺚ ﳝﻨﺢ ﻟﻠﻤﻨﺘﺠﺎت اﳌﺴﺘﻮردة ﻣﻦ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺗﻔﻀﻴﻠﻴﺔ وﻫﺬا ﻧﻈﺮا ﻟﺪرﺟﺔ ارﺗﺒﺎط
اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ،واﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺔ اﳉﻤﺮﻛﻴﺔ اﳌﺸﱰﻛﺔ وﲣﺺ اﻟﺪول اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ
ﻣﻊ اﳉﺰاﺋﺮ ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﻴﺎت ﲡﺎرﻳﺔ ،وأﺧﲑا ﺑﺎﻗﻲ دول اﻟﻌﺎﱂ ﻻ ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺮوط اﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺔ
اﳋﺎﺻﺔ.
-اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺮف :ﺑﻌﺪ إﻧﺸﺎء اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي ﲟﻘﺘﻀﻰ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 144/62
اﳌﺆرخ ﰲ 1962/10/13واﻟﺬي ﻳﻌﺘﱪ ﺣﺴﺐ ﻗﺎﻧﻮﻧﻪ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻫﻴﺌﺔ إﺻﺪار وﻟﻪ
أﻳﻀﺎ ﺻﻼﺣﻴﺔ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺮف ،ﲝﻴﺚ ﻳﺘﻮﱃ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﺮاﻗﺒﺔ ﺣﺮﻛﺔ رؤوس اﻷﻣﻮال ﻣﻦ
وإﱃ اﳉﺰاﺋﺮ ،وﻓﺮض رﻗﺎﺑﺔ ﻣﺴﺒﻘﺔ ﻋﻠﻰ أي ﺗﺒﺎدل ﺧﺎرﺟﻲ ذو ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ
واﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ،إﻻ أن اﻓﺘﻘﺎد ﻫﺬﻩ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ إﱃ ﺳﻠﻄﺔ اﲣﺎذ اﻟﻘﺮار واﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺟﻌﻠﻬﺎ
ﳎﺮد إﺟﺮاء ﺷﻜﻠﻲ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ أي ﺗﺄﺛﲑ ﻋﻠﻰ ﻗﺮارات اﻻﺳﺘﲑاد ،ﻛﻤﺎ أن ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺒﻨﻚ
اﳌﺮﻛﺰي ﻣﻊ اﻟﺘﺠﻤﻌﺎت اﳌﻬﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﱰﻳﺎت ﱂ ﺗﻜﻦ واﺿﺤﺔ اﳌﻌﺎﱂ ﻧﻈﺮا ﻟﻐﻴﺎب ﻧﺺ
ﻗﺎﻧﻮﱐ ﻳﻨﻈﻢ ﺣﺮﻛﺔ رؤوس اﻷﻣﻮال.
1ﻋﺠﺔ اﳉﻴﻼﱄ ،اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻣﻦ اﺣﺘﻜﺎر اﻟﺪوﻟﺔ إﻟﻰ اﺣﺘﻜﺎر اﻟﺨﻮاص ،دار
اﳋﻠﺪوﻧﻴﺔ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ ،اﳉﺰاﺋﺮ ،2007ص .20
153
ﺗﻄﻮر ﺣﺠﻢ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة 2016 -2001
-آﻟﻴﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﳌﻮﻗﻔﻲ :ﰎ اﻋﺘﻤﺎد اﻟﻨﻈﺎم اﳌﻮﻗﻔﻲ ﻟﻠﻮاردات ﲟﻮﺟﺐ اﳌﺮﺳﻮم رﻗﻢ
188/63اﳌﺆرخ ﰲ ،1963/05/16واﻟﺬي ﻫﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺗﻨﻈﻢ ﺧﺎص ﻳﻈﻬﺮ ﰲ
ﺷﻜﻞ ﻗﻮاﺋﻢ ﳏﺪدة ﲢﺘﻮي ﻋﻠﻰ اﳌﻮاد اﶈﻀﻮر اﺳﺘﲑادﻫﺎ ،وﻗﺎﺋﻤﺔ اﳌﻮاد اﳌﺮﺧﺺ
ﺑﺎﺳﺘﲑادﻫﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻜﻤﻴﺔ واﻟﻨﻮﻋﻴﺔ.
ﻛﻤﺎ ﻋﻤﻠﺖ اﳊﻜﻮﻣﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ إﱃ ﻓﺮض ﻧﻈﺎم اﳊﺼﺺ و إﻧﺸﺎء ﲡﻤﻌﺎت
ﻣﻬﻴﻤﻨﺔ ﻟﻠﺸﺮاء ،اﺳﺘﻨﺎداً إﱃ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻟﻠﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ
1
و ﻛﺎن اﳍﺪف ﻣﻦ ﻫﺬا اﻹﺟﺮاء:
• إﻋﺎدة ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﻮاردات؛
• ﻛﺒﺢ اﻟﻮاردات اﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺔ و اﳊﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻠﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ؛
• ﲪﺎﻳﺔ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﻮﻃﲏ و ﲢﺴﲔ اﳌﻴﺰان اﻟﺘﺠﺎري ﰲ ﻇﻞ اﺣﺘﻴﺎﻃﺎت ﺻﺮف
ﻗﻠﻴﻠﺔ.
-2ﻣﺮﺣﻠﺔ اﺣﺘﻜﺎر اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ1989-1970:
ﺑﻌﺪ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺴﺘﻴﻨﺎت ،ﺟﺎء اﳌﺨﻄﻂ اﻟﺮﺑﺎﻋﻲ اﻷول ) (1973-1970ﻟﻴﻔﺼﺢ ﻋﻦ
ﻧﻮاﻳﺎ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ اﲡﺎﻩ ﻗﻄﺎع اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ و اﺑﺘﺪاء ﻣﻦ ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ
1971ﰎ إﻗﺮار ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻹﺟﺮاءات ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ اﺣﺘﻜﺎر اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف
اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻛﻞ واﺣﺪة ﺣﺴﺐ اﳌﻨﺘﻮج اﳌﺘﺨﺼﺺ ﻓﻴﻪ .ﻛﺎن اﳍﺪف ﻣﻦ ﻫﺬا
اﻻﺣﺘﻜﺎر ﻫﻮ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﰲ اﻟﺘﺪﻓﻘﺎت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ و إدﻣﺎﺟﻬﺎ ﰲ إﻃﺎر اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﳌﺮﻛﺰي
ﻟﻠﻨﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي و اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ،و ﻛﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 80%ﻣﻦ
2
اﻟﻮاردات ﲢﺖ رﻗﺎﺑﺔ اﻟﺪوﻟﺔ.
-3ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ:
ﻟﻘﺪ أﻇﻬﺮت اﻷزﻣﺔ اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1986ﻋﻴﻮب اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺘﻨﻤﻮي اﳌﺘﺒﻊ ،ﻓﺒﺤﻠﻮل
ﺎﻳﺔ ﺳﻨﺔ 1989ﻛﺎن اﻻﻗﺘﺼﺎد اﳉﺰاﺋﺮي ﻳﺘﺨﺒﻂ ﰲ أزﻣﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺳﺒﺒﻬﺎ اﻴﺎر
1
ﺻﺎﱀ ﺗﻮﻣﻲ ،ﻋﻴﺴﻰ ﺷﻘﺒﻘﺐ ،اﻟﻨﻤﺬﺟﺔ اﻟﻘﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻘﻄﺎع اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة
) ،(2002-1970ﳎﻠﺔ اﻟﺒﺎﺣﺚ ،اﻟﻌﺪد ،2006 ،04ص.31
2
ﺻﺎﱀ ﺗﻮﻣﻲ ،ﻋﻴﺴﻰ ﺷﻘﺒﻘﺐ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص .32
154
د .ﺑﻼل ﺑﻮﺟﻤﻌﺔ ،ﻣﻠﻮك ﻋﺜﻤﺎن
أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ ،ﺣﻴﺚ ﻛﻞ اﳌﺆﺷﺮات ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻮرة اﻟﻮﺿﻊ ،ﻓﻠﻘﺪ ﺳﺠﻞ
اﻟﻨﺎﺗﺞ اﶈﻠﻲ اﳋﺎم ﻣﻌﺪل ﳕﻮ ﺳﺎﻟﺐ ﻗﺪر ﺑِـ (3,1-)%أﻣﺎ ﻋﺠﺰ اﳌﻴﺰاﻧﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﺑﻠﻎ
1,7%ﻣﻦ PIB،ﻛﻤﺎ ﺳﺠﻞ اﳌﻴﺰان اﻟﺘﺠﺎري ﻋﺠﺰا ﻗﺪرﻩ 1825ﻣﻠﻴﺎر د.ج ﰲ
ﺣﲔ ﺑﻠﻎ ﺣﺠﻢ اﳌﺪﻳﻮﻧﻴﺔ 25,32ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر أﻣﺮﻳﻜﻲ.
أﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﻓﺘﻌﺘﱪ ﻫﺬﻩ اﳌﺮﺣﻠﺔ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﲢﺮﻳﺮ ﺗﺪرﳚﻲ أو ﲢﺮﻳﺮ ﻣﻘﻴﺪ،
ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺘﱪ ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻲ ﻟﺴﻨﺔ 1990اﻟﻨﻮاة اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﳍﺬا اﻟﺘﻐﻴﲑ إذ أﺷﺎر ﰲ
ﻣﺎدﺗﻴﻪ 40و 41إﱃ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﳉﺰﺋﻲ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ.
وﰲ اﳌﻘﺎﺑﻞ وﻛﻤﺎ ﰎ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻴﻪ ﰲ اﺗﻔﺎق اﻟﺘﺜﺒﻴﺖ ،ﻓﻘﺪ ﺟﺎء ﻗﺎﻧﻮن اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ
1992ﺑﺘﺨﻔﻴﺾ ﺟﻮﻫﺮي ﻟﻠﺮﺳﻮم اﳉﻤﺮﻛﻴﺔ ،ﻓﺒﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ ﻗﺎﻧﻮن 1986ﻗﺪ
وﺻﻠﺖ إﱃ 120%وﻫﻮ ﻣﺎ أدى إﱃ اﻟﺘﻬﺮب اﳉﻤﺮﻛﻲ واﻟﻌﺰوف ﻋﻦ ﻧﺸﺎﻃﺎت
اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﰎ ﲣﻔﻴﻀﻬﺎ إﱃ 60%ﻛﺤﺪ أﻗﺼﻰ.
ﻓﻘﺪ ﰎ إﻟﻐﺎء ﻛﻞ اﻟﻘﻴﻮد اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﺳﺘﲑاد ﰲ أﻓﺮﻳﻞ 1994وذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺮاﺣﻞ،
وﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺘﻤﻮﻳﻞ اﳌﻮاد اﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ اﳌﺴﺘﻮردة ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻘﻴﻮد
اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﺳﺘﲑاد اﳌﻌﺪات اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ،وﻛﺬا إزاﻟﺔ اﳊﺪود اﳌﻔﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻰ آﺟﺎل ﺳﺪاد
إﺋﺘﻤﺎﻧﺎت اﳌﺴﺘﻮردﻳﻦ وﻣﻨﻪ اﻟﺴﻤﺎح ﻻﺳﺘﲑاد ﻛﻞ اﻟﺴﻠﻊ ﻋﺪا اﶈﻈﻮرة ﻣﻨﻬﺎ ،وﰲ إﻃﺎر
اﻻﻧﻔﺘﺎح اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻻﻧﺪﻣﺎج اﳉﻬﻮي ﰎ ﲣﻔﻴﻒ اﳊﻤﺎﻳﺔ اﳉﻤﺮﻛﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﰎ ﲣﻔﻴﺾ
اﳊﺪ اﻷﻗﺼﻰ ﻟﻠﺮﺳﻮم اﳉﻤﺮﻛﻴﺔ ﻣﻦ 60%إﱃ 50%ﺳﻨﺔ 1996وﰲ أول ﺟﺎﻧﻔﻲ
1997ﰎ ﲣﻔﻴﻀﻪ إﱃ ،45%،أﻣﺎ ﰲ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺼﺎدرات ﻓﺈن ﻗﺎﺋﻤﺔ اﳌﻮاد اﳌﻤﻨﻮﻋﺔ
ﻣﻦ اﻟﺘﺼﺪﻳﺮ واﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﻢ 20ﻣﺎدة ﰎ إﻟﻐﺎﺋﻬﺎ ،وﲝﻠﻮل ﺟﻮان 1996أﺻﺒﺢ
1
ﻧﻈﺎم اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﻟﻠﺠﺰاﺋﺮ ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻮد اﻟﻜﻤﻴﺔ.
1ﻓﻴﺼﻞ ﻠﻮﱄ ،اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ ﺑﻴﻦ اﺗﻔﺎق اﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻻورو ﻣﺘﻮﺳﻄﻴﺔ واﻻﻧﻀﻤﺎم إﻟﻰ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ
اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ،ﳎﻠﺔ اﻟﺒﺎﺣﺚ ،اﻟﻌﺪد ،11،2012ص. 113
155
ﺗﻄﻮر ﺣﺠﻢ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة 2016 -2001
156
د .ﺑﻼل ﺑﻮﺟﻤﻌﺔ ،ﻣﻠﻮك ﻋﺜﻤﺎن
اﳌﺼﺪر:ﻣﻦ إﻋﺪاد اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﺑﺎﻹﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻄﻴﺎت اﳉﺪول رﻗﻢ (1) :ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام
ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻛﺴﻞ.
-1ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺗﻄﻮر ﺣﺠﻢ اﻟﺼﺎدرات اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ وﺗﻨﻮﻋﻬﺎ اﻟﺴﻠﻌﻲ
ﻧﻼﺣﻆ ﻣﻦ ﺧﻼل اﳌﻨﺤﲎ رﻗﻢ ) (1أن اﻟﺼﺎدرات اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﰲ ارﺗﻔﺎع ﻣﺴﺘﻤﺮ،
ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺪر ﺳﻨﺔ 2001ﺑ ـ 1.480.335.8ﻣﻠﻴﻮن دﻳﻨﺎر ،إرﺗﻔﻌﺖ إﱃ
5.095.019.7ﻣﻠﻴﻮن دﻳﻨﺎر ﺳﻨﺔ 2008أي ارﺗﻔﻌﺖ ﺑﻨﺴﺒﺔ ، %244وﻫﺬا
راﺟﻊ إﱃ اﻟﺰﻳﺎدة اﳌﺴﺘﻤﺮة اﻟﱵ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر ان ﺟﻞ اﻟﺼﺎدرات اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ
157
ﺗﻄﻮر ﺣﺠﻢ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة 2016 -2001
ﻣﻦ اﶈﺮوﻗﺎت ﺣﻴﺚ ارﺗﻔﻊ 1ﺳﻌﺮ اﻟﻨﻔﻂ ﻣﻦ 16.33دوﻻر ﻟﻠﱪﻣﻴﻞ ﻋﺎم 2001
إﱃ 94.45دوﻻر ﻟﻠﱪﻣﻴﻞ ﻋﺎم ،2008أﻣﺎ ﺳﻨﺔ 2009ﻓﻨﻼﺣﻆ ان ﻗﻴﻤﺔ
اﻟﺼﺎدرات اﳔﻔﻀﺖ ﺑﺴﺒﺐ إﳔﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ إﱃ 61.06دوﻻر ﻟﻠﱪﻣﻴﻞ .و
ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻮدة أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ ﻟﻺرﺗﻔﺎع ﻧﻈﺮا ﻟﻠﺰﻳﺎدة ﰲ اﻟﻄﻠﺐ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎﻗﺔ،
ارﺗﻔﻌﺖ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺼﺎدرات وﺑﻠﻐﺖ أﻗﺼﻰ ﻗﻴﻤﺔ ﳍﺎ ﺳﻨﺔ 2012ﺣﻮاﱄ
5.687.369.4ﻣﻠﻴﻮن ،ﻟﺘﻌﻮد وﺗﻨﺨﻔﺾ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺼﺎدرات ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﳌﻮاﻟﻴﺔ،
ﺣﻴﺚ اﳔﻔﻈﺖ ﰲ ﺳﻨﱵ 2009و 2010واﻟﺴﺒﺐ ﻳﻌﻮد ﰲ ذﻟﻚ إﱃ ﺗﺄﺛﲑات اﻷزﻣﺔ
اﳌﺎﻟﻴﺔ ﺳﻨﺔ 2008واﻟﺮﻛﻮد اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻌﺎﳌﻲ ،ﻛﻤﺎ وﺻﻠﺖ اﱃ أدﱏ ﻗﻴﻤﺔ ﳍﺎ
ﺳﻨﺔ.2016
ﻛﻤﺎ ﻳﻌﱪ اﻟﺘﻨﻮع اﻟﺴﻠﻌﻲ ﻟﻠﺼﺎدرات اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻋﺘﻤﺎد ﺻﺎدرات اﳉﺰاﺋﺮ ﻋﻠﻰ
ﻋﺪد ﳏﺪود ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻊ ،ﺣﻴﺚ أن ﻗﺪرة اﳉﺰاﺋﺮ ﻋﻠﻰ اﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﺼﻬﺎ ﰲ
اﻷﺳﻮاق اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد اﻟﺴﻠﻊ اﳌﺼﺪرة وﻣﺪى وﺟﻮد ﻃﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﻳﻌﱪ
ﻫﺬا اﳌﺆﺷﺮ ﻋﺎدة إﻣﺎ ﻋﻦ وﺟﻮد ﺗﻨﻮع ﻛﺒﲑ ﰲ ﺻﺎدرات اﻟﺪوﻟﺔ وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻜﺲ
دﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﳌﺼﺪرة وﻗﺪرﺎ ﻋﻠﻰ اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ؛ و إﻣﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻮد ﺗﺮﻛﺰ ﻛﺒﲑ
ﻟﺼﺎدرات اﻟﺒﻠﺪ ﰲ ﻋﺪد ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻊ وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﱪ ﻋﻦ زﻳﺎدة اﺣﺘﻤﺎﻻت ﻣﻨﺎﻓﺴﺘﻪ ﻣﻦ
ﻗﺒﻞ ﻣﺼﺪرﻳﻦ آﺧﺮﻳﻦ وﻗﻠﺔ ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﺘﻐﲑات ﰲ اﻟﻄﻠﺐ اﻟﻌﺎﳌﻲ ،إﻻ إذا
ﻛﺎﻧﺖ ﳍﺬﻩ اﻟﺴﻠﻊ ﺧﺎﺻﻴﺎت ﳏﺪدة ﻛﺘﻤﺘﻊ اﳌﺼﺪر ﺑﻘﺪرة اﺣﺘﻜﺎرﻳﺔ ﰲ اﻷﺳﻮاق
2
اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺴﻠﻊ.
و ﳒﺪ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ أن اﶈﺮوﻗﺎت ﲢﺘﻞ اﻟﺼﺪارة ﰲ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﺼﺎدرات اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ،
ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ 1.430.668.00ﻣﻠﻴﻮن دﻳﻨﺎر ﺟﺰاﺋﺮي ﺳﻨﺔ 2001أي ﻧﺴﺒﺔ
1ﺷﺮﻳﻔﺔ ﺑﻮاﻟﺸﻌﻮر ،ﺗﻘﻠﺒﺎت أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ و أﺛﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻜﻠﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮي) ﻧﻤﻮذج ﻣﺘﺠﻬﺎت ﺗﺼﺤﻴﺢ
اﻟﺨﻄﺄ( ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﲑ ،ﻗﺴﻢ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﳌﺎل واﻷﻋﻤﺎل ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أل اﻟﺒﻴﺖ ،اﻷردن ،2012 ،ص. 29
2ﲨﺎل ﺧﻨﺸﻮر ،ﲪﺰة اﻟﻌﻮادي ،ﻧﺤﻮ ﺻﻴﺎﻏﺔ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺻﺎدرات اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة
واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ ،ﳎﻠﺔ اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ،اﻟﻌﺪد ، 7ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ ،2014ص . 15
158
د .ﺑﻼل ﺑﻮﺟﻤﻌﺔ ،ﻣﻠﻮك ﻋﺜﻤﺎن
1
ONS, la direction tecgnique chargée de la comptabilité nationale Alger,
Evolution des échanges extérieurs de marchandises de 2001-2012 ,
2
mars 2014, p 91
ONS, la direction technique chargée de la comptabilité nationale Alger,
Evolution des échanges extérieurs de marchandises de 2004-2014,
3
octobre 2015, p87
ONS, Evolution des échanges extérieurs de marchandises de 2004-2014,
Op.cit., p 91
159
ﺗﻄﻮر ﺣﺠﻢ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة 2016 -2001
وﻣﻦ ﰎ ﻳﺘﻀﺢ أن اﻟﺘﻨﻮﻳﻊ اﻟﺴﻠﻌﻲ ﻟﻠﺼﺎدرات اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﳏﺪود ﺑﺴﺒﺐ ﲣﻠﻒ اﳍﻴﻜﻞ
اﻹﻧﺘﺎﺟﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﳔﻔﺎض اﳌﻜﻮﻧﺎت اﻟﺴﻠﻌﻴﺔ ﻟﻠﺼﺎدرات وﺗﺮﻛﺰﻫﺎ ﰲ اﶈﺮوﻗﺎت،
وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ زﻳﺎدة اﳌﺨﺎﻃﺮ اﻟﱵ ﻗﺪ ﺗﻮاﺟﻬﻬﺎ اﳉﺰاﺋﺮ ﰲ اﳊﺼﻮل ﻋﻮاﺋﺪ اﻟﺼﺎدرات.
إن ﺗﻄﻮر اﻟﺼﺎدرات ﺧﺎرج اﶈﺮوﻗﺎت ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﻣﺴﺎع اﺳﺘﺒﺎﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻮى
اﻟﺪوﱄ ﻣﻦ ﻃﺮف اﳌﺆﺳﺴﺎت ،وﻗﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﻗﻠﻢ اﻟﺴﺮﻳﻊ ﻣﻊ اﻟﺘﻄﻮرات اﳉﺪﻳﺪة اﻟﱵ
ﲢﺪث ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﳌﻲ وﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﻨﺎﻓﺴﻴﻬﻢ اﻷﺟﺎﻧﺐ ﰲ أﺳﻮاﻗﻬﻢ ،إﺿﺎﻓﺔ
إﱃ دﻋﻢ وﻣﺮاﻓﻘﺔ اﻟﺪوﻟﺔ ،وﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ﻓﺈن اﻗﺘﺤﺎم اﻷﺳﻮاق اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻻ ﻳﻜﻮن ذو
أﳘﻴﺔ إذا ﱂ ﺗﻜﻦ اﻟﺸﺮﻛﺎت ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ اﻷﺳﻮاق ﻣﻦ ﺧﻼل اﻛﺘﺴﺎب
1
ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺔ دﻓﺎﻋﻴﺔ وﻣﺮﲝﺔ ﺑﻘﺪر ﻛﺎف .وﻫﺬا اﻟﺘﺤﺪي ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ:
ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﺪور اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﺬي ﳚﺐ أن ﺗﻘﻮم ﺑﻪ اﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺎت اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ
اﻟﻮﻃﲏ؛
اﺧﺘﻴﺎر اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت أو اﳌﻨﺘﻮﺟﺎت ذات اﻟﻘﻴﻤﺔ اﳌﻀﺎﻓﺔ اﳌﻌﺘﱪة ﻟﱰﻗﻴﺘﻬﺎ؛
ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺑﺮاﻣﺞ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﳌﺮاﻓﻘﺔ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺼﻐﲑة واﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ﻋﻠﻰ
اﳌﺴﺘﻮى اﻟﺪوﱄ.
-2ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺗﻄﻮر اﻟﻮاردات اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ وﺗﻨﻮﻋﻬﺎ اﻟﺴﻠﻌﻲ
ﻧﻼﺣﻆ أن اﻟﻮاردات اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﰲ ﳕﻮ ﻣﺴﺘﻤﺮ ،ﺣﻴﺚ ﻗﺪرت ﺳﻨﺔ 2001ﺑ ـ
764.862.4ﻣﻠﻴﻮن دﻳﻨﺎر ﻟﺘﺼﻞ إﱃ 5.193.460.00ﻣﻠﻴﻮن دﻳﻨﺎر ﺳﻨﺔ
2015أي ارﺗﻔﻌﺖ %579ﻋﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻨﺔ ،2001ﻛﻤﺎ ﻧﻼﺣﻆ أن
اﻟﻮاردات ارﺗﻔﻌﺖ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻛﺒﲑة ﺳﻨﺔ 2009وﻫﺬا راﺟﻊ إﱃ 2:أزﻣﺔ اﻟﻐﺪاء اﻟﻌﺎﻟﻴﻤﺔ
واﻹرﺗﻔﺎع اﳉﻨﻮﱐ ﰲ أﺳﻌﺎر ﲬﺲ ﻣﻮاد رﺋﻴﺴﻴﺔ ،وﰲ ﺳﻨﺔ 2008ارﺗﻔﻌﺖ أﺳﻌﺎر
اﻟﻘﻤﺢ ﺑﻨﺴﺒﺔ ،%130اﻟﺬرة .،%31اﻟﺼﻮﻳﺎ ،%87اﻻرز %74ﻣﻊ ارﺗﻔﺎع
1دور اﳉﺎﻛﺲ ،ﺗﺮﻗﻴﺔ اﻟﺼﺎدرات ﺧﺎرج اﻟﻤﺤﺮوﻗﺎت ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،ﻧﺸﺮﻳﺔ وزارة اﻟﺘﺠﺎرة ،اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎدس،
،2013ص.18
2ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر رزﻳﻖ اﳌﺨﺎدﻣﻲ ،اﻷزﻣﺔ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ :ﺗﺒﻌﺎت اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺘﻜﺎﻣﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ،دار
اﻟﻔﺠﺮ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ ،اﻟﻘﺎﻫﺮة ،2009ص.38
160
د .ﺑﻼل ﺑﻮﺟﻤﻌﺔ ،ﻣﻠﻮك ﻋﺜﻤﺎن
1ﻣﺮاد ﻳﻮﻧﺲ ،ﻋﺒﺪ اﳊﻤﻴﺪ ﻣﺮﻏﻴﺖ ،ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻻﻧﻔﺘﺎح اﻟﺘﺠﺎري ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻓﻲ ﺿﻮء اﻟﻨﻤﻮ اﻟﻤﻔﺮط ﻟﻠﻮاردات،
ﻣﺪاﺧﻠﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﺿﻤﻦ اﻟﻴﻮم اﻟﺪراﺳﻲ ﺣﻮل :اﻟﺒﺪاﺋﻞ اﻟﺘﻤﻮﻳﻠﻴﺔ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد اﳉﺰاﺋﺮي ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﻴﺠﻞ ،ﻳﻮم 25
اﻓﺮﻳﻞ .2016ص. 07-06:
2ﻓﻴﺼﻞ ﻠﻮﱄ ،اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ ﺑﻴﻦ اﺗﻔﺎق اﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻷورو ﻣﺘﻮﺳﻄﻴﺔ و اﻹﻧﻀﻤﺎم إﻟﻰ ﻣﻨﻈﻤﺔ
اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ،ﳎﻠﺔ اﻟﺒﺎﺣﺚ ،اﻟﻌﺪد ،2012 ،11ص . 113
3ﺷﺮﻳﻔﺔ ﺑﻮاﻟﺸﻌﻮر ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص. 38
161
ﺗﻄﻮر ﺣﺠﻢ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة 2016 -2001
وﻋﻘﺐ اﻴﺎر أﺳﻌﺎر اﻟﺒﱰول وﺗﺪﱐ اﻟﻌﺎﺋﺪات اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ،ﳉﺄت اﳉﺰاﺋﺮ إﱃ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻛﺒﺢ
اﻟﻮاردات ﻣﻦ ﺧﻼل ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻹﺟﺮاءات ﻟﱰﺷﻴﺪﻫﺎ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ:
ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﻌﻮﱘ اﶈﻜﻮم ﻟﻠﺪﻳﻨﺎر أﻣﺎم اﻟﻌﻤﻼت اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﳌﻌﺘﻤﺪة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي ،و ﺗﺮاﺟﻊ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻌﻤﻠﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ إﱃ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻗﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ
اﻟﺪوﻻر اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ واﻟﻌﻤﻠﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ اﳌﻮﺣﺪة – اﻷورو -ﺣﻴﺚ أدت إﱃ اﳓﺪار
اﻟﺪﻳﻨﺎر اﳉﺰاﺋﺮي إﱃ 105,84ﻟﻠﺪوﻻر وإﱃ 117,48ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻷورو ،ﻓﻴﻤﺎ
ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﺗﻘﺪر ﲝﻮاﱄ 79,6ﻟﻠﺪوﻻر ﰲ ،2014ﻟﻜﺒﺢ ارﺗﻔﺎع ﻓﺎﺗﻮرة
1
اﻟﻮاردات؛
ﺗﺴﻘﻴﻒ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻮاردات ﻋﱪ وﺿﻊ ﻧﻈﺎم رﺧﺺ اﻻﺳﺘﲑاد؛
إﻟﺰام ﻛﺎﻓﺔ وﻛﻼء اﻟﺴﻴﺎرات ﺑﺎﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﳏﻠﻴﺎ ،وﺳﺤﺐ اﻟﺮﺧﺼﺔ ﰲ ﺣﺎل ﻋﺪم
2
اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﳍﺬا اﻟﺸﺮط؛
أﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﳜﺺ اﻟﺘﻨﻮﻳﻊ اﻟﺴﻠﻌﻴﺔ ﻟﻠﻮاردات اﻟﱵ ﺗﺸﻜﻞ إﺣﺪى اﻷدوات اﳍﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ
ﻟﻜﻮﺎ وﺳﻴﻠﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻘﻮﻣﻲ ﰲ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻊ اﻻﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻏﲑ اﳌﺘﻮﻓﺮة ﳏﻠﻴﺎ،
3
ﻓﺘﺘﻤﺜﻞ أﻫﻢ ﳎﻤﻮﻋﺎت اﳌﻨﺘﻮﺟﺎت اﳌﺴﺘﻮردة ﺑﺎﻟﺘﺪرج اﻟﺘﻨﺎزﱄ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
ﺗﺘﺼﺪر ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ اﻟﺘﺠﻬﻴﺰات اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ و اﻟﻔﻼﺣﻴﺔ ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﰲ اﳌﺮﺗﺒﺔ
اﻷوﱃ ،ﺣﻴﺚ ﺑﻠﻐﺖ ﺳﻨﺔ 2001ﺣﻮاﱄ 276.802.00ﻣﻠﻴﻮن دﻳﻨﺎر
ﺑﻨﺴﺒﺔ 36.2%ﻣﻦ إﲨﺎﱄ اﻟﻮاردات ،أﺧﺬت ﰲ اﻻرﺗﻔﺎع إﱃ أن ﺑﻠﻐﺖ
1.580.689.1ﻣﻠﻴﻮن دﻳﻨﺎر ﺟﺰاﺋﺮي ﺳﻨﺔ 2014أي ﻧﺴﺒﺔ .%33.5
ﲢﺘﻞ اﳌﻮاد اﻻوﻟﻴﺔ واﳋﺎم واﳌﻮاد اﻟﻨﺼﻒ ﻣﺼﻨﻌﺔ اﳌﺮﺗﺒﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ
اﻟﻮاردات ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻘﺪر ﺳﻨﺔ 2001ﺑـ 180.627.3ﻣﻠﻴﻮن دﻳﻨﺎر ،أي ﺑﻨﺴﺒﺔ
1ﺗﺨﻔﻴﺾ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺪﻳﻨﺎر ﻟﻜﺒﺢ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻟﻮاردات ،ﺟﺮﻳﺪة اﳋﱪ ،ﺗﺎرﻳﺦ اﻻﻃﻼع2016/12/27 :
www.elkhabar.com
2ﺳﻴﺎرات :ﺗﺮاﺟﻊ اﻟﻮاردات ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺗﻔﻮق ،% 67وﻛﺎﻟﺔ اﻻﻧﺒﺎء اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ،ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﻃﻼع27:
أﻏﺴﻄﺲwww.aps.dz ،2016
3
ONS, Evolution des échanges extérieurs de marchandises de 2004-
2014, ,op.cit.
162
د .ﺑﻼل ﺑﻮﺟﻤﻌﺔ ،ﻣﻠﻮك ﻋﺜﻤﺎن
163
ﺗﻄﻮر ﺣﺠﻢ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة 2016 -2001
1أﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﱘ ،ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ،ﻣﺒﺎدئ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻜﻠﻲ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ وأﺳﺎﺳﻴﺎت ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،اﳌﻤﻠﻜﺔ
اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ، 2010 ،ص.37
164
د .ﺑﻼل ﺑﻮﺟﻤﻌﺔ ،ﻣﻠﻮك ﻋﺜﻤﺎن
150
100
50
0
اﻟﻤﺼﺪر :ﻣﻦ إﻋﺪاد اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺪول رﻗﻢ) (2ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ
EXCEL
ﻧﻼﺣﻆ ﻣﻦ ﺧﻼل اﳌﻨﺤﲎ أﻋﻼﻩ ،أن ﻧﺴﺒﺔ ﺗﻐﻄﻴﺔ اﻟﺼﺎدرات اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﻟﻠﻮاردات
ﻣﻦ ﺳﻨﺔ 2001إﱃ ﻏﺎﻳﺔ ﺳﻨﺔ 2014ﺗﻔﻮق %100وﻫﺬا ﻳﻌﲏ أن اﻟﻮاردات
165
ﺗﻄﻮر ﺣﺠﻢ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة 2016 -2001
ﻣﻐﻄﺎة ﻛﻠﻴﺎ ﺑﺎﻟﺼﺎدرات ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻧﻘﻮل أن اﻟﺼﺎدرات اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﺗﻐﻄﻲ ﺣﺎﺟﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد
اﻟﻮﻃﲏ ﻣﻦ اﳌﺴﺘﻮردات وأﻛﺜﺮ ،وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ اﻟﺮﺻﻴﺪ اﳌﻮﺟﺐ ﻟﻠﻤﻴﺰان اﻟﺘﺠﺎري ،ﺣﻴﺚ
ﺑﻠﻐﺖ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ أﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﳍﺎ ﺳﻨﺔ 2006ﺑﻨﺴﺒﺔ .%255.30أﻣﺎ ﺳﻨﱵ
2015و 2016ﻓﻨﻼﺣﻆ أن ﻧﺴﺒﺔ ﺗﻐﻄﻴﺔ اﻟﺼﺎدرات ﻟﻠﻮاردات أﻗﻞ ﻣﻦ %100
وﻫﺬا ﻳﻌﲏ أن اﻟﺼﺎدرات ﱂ ﺗﻐﻄﻲ اﻟﻮاردات ﻛﻠﻴﺎ ،ﺑﺴﺒﺐ اﳔﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ واﻟﱵ
أﻓﺮزت اﺧﺘﻼﻻت ﰲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ اﻻﳔﻔﺎض ﰲ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺼﺎدرات ،ﻛﻤﺎ
أدى ذﻟﻚ إﱃ اﳔﻔﺎض ﻗﺪرة اﻳﺮادات اﻟﺼﺎدرات ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻄﻴﺔ اﻟﻮاردات ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ
اﻻﺻﻼﺣﺎت ﺑﻘﻄﺎع اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ واﳊﺪ ﻣﻦ اﻹﺟﺮاءات اﳌﺘﺨﺬة ﰲ ﻇﻞ
اﻻﺣﺘﻜﺎر∗،واﺻﻼﺣﺎت اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﺘﺎم ﻟﻠﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﺧﻼل اﻟﻔﱰة)-1994
.(2002
ﻓﺎﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﻏﲑ ﻣﺴﺘﻘﺮة ﻃﻮال ﻓﱰة اﻟﺪراﺳﺔ ﻳﺮﺟﻊ إﱃ ﺗﺄﺛﺮ ﻣﻌﺪل اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﺑﺘﻘﻠﺒﺎت
أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ اﻟﱵ ﺗﺆﺛﺮ ﰲ ﺣﺼﻴﻠﺔ اﻟﺼﺎدرات ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﻘﺪرة اﻹﻳﺮادات اﻵﺗﻴﺔ ﻣﻦ
اﻟﺼﺎدرات ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻄﻴﺔ اﳌﺪﻓﻮﻋﺎت اﻟﻨﺎﲡﺔ ﻋﻦ اﻟﻮاردات ﺑﺎﳉﺰاﺋﺮ ﺗﺒﻘﻰ ﻏﲑ ﻣﺴﺘﻘﺮة ﻣﺎ ﱂ
ﻳﺘﻢ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎدر ﻏﲑ اﻟﻨﻔﻂ ،وﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر وﻓﻖ دراﺳﺔ ﻟﻠﺒﻨﻚ اﻟﺪوﱄ ﰎ
اﻓﱰاض دوام اﺣﺘﻴﺎﻃﺎت اﻟﻨﻔﻂ إﱃ ﻣﺎﻻ ﺎﻳﺔ ،ﻓﺎﻋﺘﱪ أن اﻟﺘﻨﻮﻳﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺳﻴﻜﻮن ﰲ
ﻫﺬﻩ اﳊﺎﻟﺔ ﺑﻼ ﺟﺪوى وأن ﻫﺪف اﳊﻜﻮﻣﺎت ﺳﻴﻜﻮن ﻋﻨﺪﺋﺬ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ إﻧﺸﺎء آﻟﻴﺎت
ﻟﺘﺴﺮﻳﺐ إﻳﺮادات اﻟﻨﻔﻂ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ وﺑﻔﻌﺎﻟﻴﺔ واﺳﺘﻤﺮار ،ﻟﺘﺼﺐ ﰲ ﺟﻴﻮب ﲨﻴﻊ ﺳﻜﺎﺎ
وﻟﻜﻦ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﳌﻮارد اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ﻏﲑ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺪوام ،ﻋﺮف اﻟﺘﻨﻮﻳﻊ
اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺑﺄﻧﻪ ﻴﺌﺔ اﻗﺘﺼﺎد ﺣﺪﻳﺚ ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﻟﻪ أﺳﺒﺎب اﻟﺒﻘﺎء ﺧﺎرج ﻧﻄﺎق اﻟﻨﻔﻂ,
1
وﳛﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى دﺧﻞ ﺗﻌﺎل ﻧﺴﺒﻴﺎ ﺑﻌﺪ ﺎﻳﺔ ﻋﺼﺮ اﻟﻨﻔﻂ.
وﺗﺮﺟﻊ أﺳﺒﺎب ﺗﻘﻠﺒﺎت أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ اﻟﱵ ﺗﺆﺛﺮ ﰲ ﺣﺼﻴﻠﺔ اﻟﻌﺎﺋﺪات اﻟﺘﺼﺪرﻳﺔ ،وﻣﻦ ﰎ
ﻋﺪم اﺳﺘﻘﺮار ﻧﺴﺒﺔ ﺗﻐﻄﻴﺔ اﻟﺼﺎدرات إﱃ اﻟﻮاردات اﱃ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:
∗ وﻛﺎﻧﺖ ﺪف ﻣﻦ ﺧﻼل ذﻟﻚ إﱃ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﳉﺰﺋﻲ ﻟﻠﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ,وﻫﺬا ﻣﺎ أﻗﺮﻩ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻨﻘﺪ واﻟﻘﺮض اﻟﺼﺎدر
ﰲ 14أﺑﺮﻳﻞ 1990
1
Rudolf Hablutzel, Development Prospects of the Capita-Surplus Oil-
exporting Countries, World Bank Staff Working Paper, No. 483-August
1981.
166
د .ﺑﻼل ﺑﻮﺟﻤﻌﺔ ،ﻣﻠﻮك ﻋﺜﻤﺎن
1ﻓﻠﻴﺢ ﺣﺴﻦ ﺧﻠﻒ ،اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳌﻮﺻﻞ ،ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ دار اﻟﻜﺘﺐ ،ﺑﻐﺪاد ،اﻟﻌﺮاق،1986 ،
ص.51
2ﻋﺎدل أﲪﺪ ﺣﺸﻴﺶ ،وآﺧﺮون ،أﺳﺎﺳﻴﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺪوﻟﻲ ،اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ ،ﺑﺪون ﻧﺎﺷﺮ ،1998 ،ص.276
167
ﺗﻄﻮر ﺣﺠﻢ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة 2016 -2001
اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ:
ﺗﻌﺘﱪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ﻣﻦ اﳌﺴﺎﺋﻞ اﳍﺎﻣﺔ ،اﳌﺘﺒﻨﺎة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﳌﻨﺘﻬﺠﺔ ﰲ إﻃﺎر اﻹﺻﻼﺣﺎت ،ﻓﺎﲣﺬت اﳉﺰاﺋﺮ ﻋﺪة إﺟﺮاءات
وﺳﻴﺎﺳﺎت ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺻﺎدراﺎ ،ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ اﻗﺘﺼﺎدي ،وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺎﱄ ،ﻓﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﺘﺠﺎرة
ﻣﺮت ﺑﺜﻼث ﻣﺮاﺣﻞ؛ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻷوﱃ ﲤﺘﺪ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻘﻼل إﱃ ﻏﺎﻳﺔ اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﺑﺎﳉﺰاﺋﺮّ ،
ﺳﻨﺔ 1970أﻳﻦ اﻧﺘﻬﺠﺖ اﳉﺰاﺋﺮ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺪة
آﻟﻴﺎت ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺮف ،اﻟﺘﻌﺮﻳﻔﺔ اﳉﻤﺮﻛﻴﺔ وﻧﻈﺎم اﳊﺼﺺ ،واﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
ﻣﻦ ﺳﻨﺔ 1970إﱃ ﺳﻨﺔ 1989أﻳﻦ ﻗﺎﻣﺖ اﳉﺰاﺋﺮ ﺑﺎﺣﺘﻜﺎر اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﻣﻦ
ﻃﺮف اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ،ﰒ ﺗﺄﰐ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﲢﺮﻳﺮ اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ أﻳﻦ أﺻﺒﺤﺖ
اﳌﺒﺎدﻻت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻮد.
وﻣﻦ أﻫﻢ ﻣﺎ ﺗﻮﺻﻠﺖ اﻟﻴﻪ ﻫﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:
.1ﺗﻨﺎﻣﻲ ﺣﺼﻴﻠﺔ اﻟﺼﺎدرات ﻃﻴﻠﺔ اﻟﻔﱰة ﻣﻦ 2001إﱃ 2012وﻫﺬا ﺑﺴﺒﺐ
ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ و اﻟﺰﻳﺎدة ﰲ اﻟﻄﻠﺐ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎﻗﺔ؛ وﺗﺮاﺟﻌﺖ ﻗﻴﻤﺔ
اﻟﺼﺎدرات ﺧﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﳌﻮاﻟﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ اﳔﻔﻀﺖ ﰲ ﺳﻨﱵ 2009و2010
واﻟﺴﺒﺐ ﻳﻌﻮد ﰲ ذﻟﻚ إﱃ ﺗﺄﺛﲑات اﻷزﻣﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﺳﻨﺔ 2008واﻟﺮﻛﻮد اﻻﻗﺘﺼﺎدي
اﻟﻌﺎﳌﻲ ،ﻛﻤﺎ وﺻﻠﺖ اﱃ أدﱏ ﻗﻴﻤﺔ ﳍﺎ ﺳﻨﺔ.2016
.2ﺗﻨﺎﻣﻲ ﺣﺼﻴﻠﺔ اﻟﻮاردات ﻃﻴﻠﺔ اﻟﻔﱰة ﻣﻦ 2001إﱃ 2016وﻫﺬا ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪة
ﻋﻮاﻣﻞ ،أﳘﻬﺎ اﺗﺒﺎع اﳉﺰاﺋﺮ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﺗﻮﺳﻌﻴﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﲢﻔﻴﺰ اﻟﻄﻠﺐ)ﺑﺮاﻣﺞ
اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ اﻟﱵ اﻋﺘﻤﺪت ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ ،(2001ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ارﺗﻔﺎع
ﻓﺎﺗﻮرة اﳌﻮاد اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ اﳌﺴﺘﻮردة ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺠﺰ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻔﻼﺣﻲ ﻋﻦ ﺗﻠﺒﻴﺔ اﳊﺎﺟﻴﺎت
اﳌﺘﺰاﻳﺪة.
.3ﳉﺄت اﳉﺰاﺋﺮ إﱃ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻛﺒﺢ -ﺗﺮﺷﻴﺪ -اﻟﻮاردات ﻣﻦ ﺧﻼل ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ
اﻹﺟﺮاءات؛ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺗﺴﻘﻴﻒ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻮاردات ﻋﱪ وﺿﻊ ﻧﻈﺎم رﺧﺺ
اﻻﺳﺘﲑاد؛ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ إﻟﺰام ﻛﺎﻓﺔ وﻛﻼء اﻟﺴﻴﺎرات ﺑﺎﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﳏﻠﻴﺎ ،وﺳﺤﺐ
اﻟﺮﺧﺼﺔ ﰲ ﺣﺎل ﻋﺪم اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﳍﺬا اﻟﺸﺮط.
168
د .ﺑﻼل ﺑﻮﺟﻤﻌﺔ ،ﻣﻠﻮك ﻋﺜﻤﺎن
.4ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺻﺎدرات اﳉﺰاﺋﺮ ﺧﻼل ﻓﱰة اﻟﺪراﺳﺔ ﺑﺘﻐﲑ أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ ،وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ
درﺟﺔ اﻟﱰﻛﺰ اﻟﺴﻠﻌﻲ ﻟﻠﺼﺎدرات اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﶈﺮوﻗﺎت؛ ﻋﻜﺲ اﻟﻮاردات اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ
اﻟﱵ ﺗﻌﺮف ﺗﻨﻮع ،ﺣﻴﺚ ﺗﺸﻤﻞ اﻟﺘﺠﻬﻴﺰات اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ واﻟﻔﻼﺣﻴﺔ ،اﳌﻮاد اﻻوﻟﻴﺔ واﳋﺎم،
واﳌﻮاد اﻟﻨﺼﻒ ﻣﺼﻨﻌﺔ و اﳌﻮاد اﻟﺘﺎﻣﺔ اﻟﺼﻨﻊ.
.5ﳔﻠﺺ ﺑﺎﺧﺘﺒﺎر ﻓﺮﺿﻴﺎت اﻟﺪراﺳﺔ إﱃ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:
أ -اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ اﻷوﱃ :ﰎ ﺗﺄﻛﻴﺪﻫﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن رﺻﻴﺪ اﳌﻴﺰان اﻟﺘﺠﺎري اﳉﺰاﺋﺮي ﳛﻘﻖ
ﻓﺘﺒﲔ أن رﺻﻴﺪ اﳌﻴﺰان اﻟﺘﺠﺎري ﻣﻮﺟﺐ رﺻﻴﺪا ﻣﻮﺟﺒﺎ ﰲ أﻏﻠﺐ ﻓﱰة اﻟﺪراﺳﺔّ ،
ﺧﻼل اﻟﻔﱰة ﻣﻦ 2001إﱃ ،2014ﰲ ﺣﲔ أﻧﻪ ﻛﺎن ﺳﺎﻟﺐ ﰲ ﺳﻨﱵ
2015و 2016وﺑﻠﻎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﱄ) (1.711.623 -ﻣﻠﻴﻮن دﻳﻨﺎر و)-
(1.953.791ﻣﻠﻴﻮن دﻳﻨﺎر.
ب -اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :ﰎ ﺗﺄﻛﻴﺪﻫﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر أن ﺗﻐﻄﻴﺔ اﻟﺼﺎدرات اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﻏﲑ ﻣﺴﺘﻘﺮة
ﺘﺒﲔ أن اﻟﺼﺎدرات اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﺗﻐﻄﻲ ﻛﻠﻴﺎ ﻟﻠﻮاردات اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﺧﻼل ﻓﱰة اﻟﺪراﺳﺔ ،ﻓ ّ
اﻟﻮاردات ﻃﻴﻠﺔ اﻟﻔﱰة ﻣﻦ 2001إﱃ 2014؛
ﺣﻴﺚ ﺑﻠﻐﺖ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ أﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﳍﺎ ﺳﻨﺔ 2006ﺑﻨﺴﺒﺔ
.%255.30أﻣﺎ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﻟﺴﻨﱵ2015و 2016ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﱄ
%67.04و ، %61.80ﻣﺎ ﻳﻌﲏ ﻋﺪم ﻗﺪرة اﻹﻳﺮادات اﻵﺗﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺎدرات ﻋﻠﻰ
ﺗﻐﻄﻴﺔ اﳌﺪﻓﻮﻋﺎت اﻟﻨﺎﲡﺔ ﻋﻦ اﻟﻮاردات ﺧﻼل ﺳﻨﱵ 2015و.2016
ﺗُﻔﺴﺮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋﺪم اﺳﺘﻘﺮار رﺻﻴﺪ اﳌﻴﺰان اﻟﺘﺠﺎري اﳉﺰاﺋﺮي ،وﻋﺪم اﺳﺘﻘﺮار ﺗﻐﻄﻴﺔ
اﻟﺼﺎدرات اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﻟﻠﻮاردات اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﺧﻼل ﻓﱰة اﻟﺪراﺳﺔ إﱃ ﺗﺪﱐ أﺳﻌﺎر اﻟﺒﱰول ﻣﻦ
ﺟﻬﺔ ،وارﺗﻔﺎع ﻓﺎﺗﻮرة اﻟﻮاردات ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ،ﺣﻴﺚ أن اﻳﺮادات اﳉﺰاﺋﺮ اﳌﺘﺄﺗﻴﺔ ﻣﻦ
اﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﺘﻐﲑ أﺳﻌﺎر اﻟﺒﱰول ،ﺑﺎﻻﳔﻔﺎض ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺪﱐ أﺳﻌﺎر اﻟﺒﱰول،
وﺑﺎﻻرﺗﻔﺎع ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﲢﺴﻦ أﺳﻌﺎر اﻟﺒﱰول .ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻌﺪل ﺗﻐﻄﻴﺔ اﻟﺼﺎدرات ﻟﻠﻮاردات
ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ﻣﺘﻐﲑا ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻠﺘﻐﲑ ﰲ أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ ،ﻧﻈﺮا ﻟﱰﻛﺰ اﻟﺼﺎدرات اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﺒﱰول .وﺗﻮﺻﻲ اﻟﺪراﺳﺔ ﺑﻀﺮورة ﺗﻨﻮﻳﻊ اﻟﺼﺎدرات؛ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺪﻳﺮ
169
ﺗﻄﻮر ﺣﺠﻢ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة 2016 -2001
اﻟﻨﻔﻂ ﻟﺘﻔﺎدي اﻟﺘﺄﺛﲑ اﻟﺴﻠﱯ ﻟﺘﻐﲑ أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ وﻣﻦ ﰎ ﲢﻘﻴﻖ ﺗﻐﻄﻴﺔ اﻟﺼﺎدرات
ﻟﻠﻮاردات ﺑﺸﻜﻞ داﺋﻢ.
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
أوﻻ :اﻟﻤﺮاﺟﻊ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
-أﲪﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻜﺮﱘ ،ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ،ﻣﺒﺎدئ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻜﻠﻲ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ
وأﺳﺎﺳﻴﺎت ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ،اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ.2010 ،
-أﲪﺪ ﺟﺎﻣﻊ ،اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ،درا اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،اﻟﻘﺎﻫﺮة ﺳﻨﺔ
.1980
-اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻀﻤﺎن اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر و اﺋﺘﻤﺎن اﻟﺼﺎدرات ،اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ
اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ..اﻟﺘﻄﻮر و آﻓﺎق اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ،ﻧﺸﺮة ﻓﺼﻠﻴﺔ ﺑﻌﻨﻮان اﻟﺘﺠﺎرة اﳋﺎرﺟﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ
ﻣﺆﺷﺮات اﻷداء واﻟﺘﻄﻮر ،اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ واﻟﺜﻼﺛﻮن اﻟﻌﺪد اﻟﻔﺼﻠﻲ اﻷول ﻳﻨﺎﻳﺮ – ﻣﺎرس،
2016
-ﲨﺎل ﺧﻨﺸﻮر ،ﲪﺰة اﻟﻌﻮادي ،ﻧﺤﻮ ﺻﻴﺎﻏﺔ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺻﺎدرات
اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ ،ﳎﻠﺔ اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ،اﻟﻌﺪد ، 7
ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ .2014
-دور اﳉﺎﻛﺲ ،ﺗﺮﻗﻴﺔ اﻟﺼﺎدرات ﺧﺎرج اﻟﻤﺤﺮوﻗﺎت ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،ﻧﺸﺮﻳﺔ وزارة
اﻟﺘﺠﺎرة ،اﻟﻌﺪد اﻟﺴﺎدس.2013 ،
-رﺷﺎد اﻟﻌﺼﺎر ،وآﺧﺮون ،اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ،دار اﳌﺴﲑة ﻟﻠﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮزﻳﻊ و
اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ،ﻋﻤﺎن اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ.2000 ،
-رﻋﺪ ﺣﺴﻦ اﻟﺼﺮن ،أﺳﺎﺳﻴﺎت اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ،دار اﻟﻨﺸﺮ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ
اﻷوﱃ ،اﳉﺰء اﻷول.2000 ،
-زﻳﻨﺐ ﺣﺴﲔ ﻋﻮض اﷲ ،اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺪوﻟﻲ ،اﻟﺪار اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ،اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ ،ﻃﺒﻌﺔ
.1998
170
د .ﺑﻼل ﺑﻮﺟﻤﻌﺔ ،ﻣﻠﻮك ﻋﺜﻤﺎن
-زﻳﻨﺐ ﺣﺴﲔ ﻋﻮض اﷲ ،اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺪوﻟﻲ ،دار اﳌﻌﺮﻓﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ،اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ،
ﻃﺒﻌﺔ 1992
-ﺳﺎﻣﻲ ﻋﻔﻴﻔﻲ ﺣﺎﰎ ،اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺪوﻟﻴﺔ ،ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻹﺳﺮاء ،اﻟﻄﺒﻌﺔ ،3
ﻣﺼﺮ .2003
-ﺳﺎﻣﻲ ﻋﻔﻴﻔﻲ ﺣﺎﰎ ،اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﻨﻈﻴﺮ و اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ،اﻟﺪار اﳌﺼﺮﻳﺔ
اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ.1993 ،
-ﺷﺮﻳﻔﺔ ﺑﻮاﻟﺸﻌﻮر ،ﺗﻘﻠﺒﺎت أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ و أﺛﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻜﻠﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮي)
ﻧﻤﻮذج ﻣﺘﺠﻬﺎت ﺗﺼﺤﻴﺢ اﻟﺨﻄﺄ( ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﲑ ،ﻗﺴﻢ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﳌﺎل
واﻷﻋﻤﺎل ،ﺟﺎﻣﻌﺔ أل اﻟﺒﻴﺖ ،اﻷردن.2012 ،
-ﺻﺎﱀ ﺗﻮﻣﻲ ،ﻋﻴﺴﻰ ﺷﻘﺒﻘﺐ ،اﻟﻨﻤﺬﺟﺔ اﻟﻘﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻘﻄﺎع اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻓﻲ
اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة ) ،(2002-1970ﳎﻠﺔ اﻟﺒﺎﺣﺚ ،اﻟﻌﺪد.2006 ،04
-ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ ﺳﻠﻤﺎن ،اﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺘﺠﺎري) اﻷﺳﺲ ،اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ واﻟﺘﺠﺎرة
اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ( ،دار اﳊﺎﻣﺪ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ ،ﻋﻤﺎن اﻷردن.2004 ،
-ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ﺧﻠﻴﻞ ،ﻣﺒﺎدئ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻨﻘﺪي واﻟﻤﺼﺮﻓﻲ:ج ،1دﻳﻮان اﳌﻄﺒﻮﻋﺎت
اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ،اﳉﺰاﺋﺮ.2012 ،
-ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر رزﻳﻖ اﳌﺨﺎدﻣﻲ ،اﻷزﻣﺔ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ :ﺗﺒﻌﺎت اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ
واﻟﺘﻜﺎﻣﻞ اﻟﺪوﻟﻲ ،دار اﻟﻔﺠﺮ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ ،اﻟﻘﺎﻫﺮة .2009
-ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ ﺑﻦ أﺷﻨﻬﻮ ،ﻣﺪﺧﻞ إﻟﻰ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ،دﻳﻮان اﳌﻄﺒﻮﻋﺎت
اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ,اﻟﻄﺒﻌﺔ اﳋﺎﻣﺴﺔ.2004 ,
-ﻋﺒﺪ اﳌﻄﻠﺐ ﻋﺒﺪ اﳊﻤﻴﺪ" :اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ" ،اﻟﺪار اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ،
اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ.2000 ،
-ﻋﺜﻤﺎن ﻣﻠﻮك ،دور اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﲡﺎرة اﳌﻘﺎﻳﻀﺔ ﰲ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ
اﶈﻠﻴﺔ ،ﻣﺪاﺧﻠﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﰲ اﻟﻨﺪوة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻷوﱃ :ﻣﺪﺧﻞ ﻟﺘﺠﺎرة اﳌﻘﺎﻳﻀﺔ واﻟﺘﺠﺎرة
اﳋﺎرﺟﻴﺔ ،ﳐﱪ اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﳉﺰاﺋﺮي اﻻﻓﺮﻳﻘﻲ ﲜﺎﻣﻌﺔ أدرار 08،ﻧﻮﻓﻤﱪ
.2016
171
ﺗﻄﻮر ﺣﺠﻢ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺑﺎﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة 2016 -2001
172
ﻣﻠﻮك ﻋﺜﻤﺎن، ﺑﻼل ﺑﻮﺟﻤﻌﺔ.د
27: ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﻃﻼع، وﻛﺎﻟﺔ اﻻﻧﺒﺎء اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ،% 67 ﺗﺮاﺟﻊ اﻟﻮاردات ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺗﻔﻮق: ﺳﻴﺎرات-
www.aps.dz ،2016أﻏﺴﻄﺲ
173