واقع التنمية الزراعية في الجزائر ومؤشرات قياسها
واقع التنمية الزراعية في الجزائر ومؤشرات قياسها
واقع التنمية الزراعية في الجزائر ومؤشرات قياسها
وذﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ وﺿﻊ إﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻘﻄﺎع ﺷﻬﺪ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ:اﻟﻤﻠﺨﺺ
وﺗﺴﻌﻰ ﻫﺬﻩ،اﻟﺰراﻋﻲ وﲡﺎوز اﻟﻌﻘﺒﺎت اﻟﱵ ﻳﻌﺎﱐ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻄﻮرا ﻛﺒﲑا ﻣﻨﺬ اﻻﺳﺘﻘﻼل إﱃ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا ﻧﻈﺮا
اﻟﻮرﻗﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ ﻟﺘﺤﻠﻴﻞ واﻗﻊ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ،ﻷﳘﻴﺘﻪ اﻟﻜﺒﲑة ﰲ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ
وﻣﺪى ﻣﺴﺎﳘﺘﻬﺎ ﰲ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻛﻮﻧﻪ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﲢﻘﻴﻖ اﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﺬاﰐ وﲣﻔﻴﻒ
ﲢﻠﻴﻞ ﳐﺘﻠﻒ ﻣﺆﺷﺮا ﺎ واﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻘﺎﺋﺺ اﻟﱵ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ وﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﺼﺎدرات واﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ
211
د.ﻃﺎﻟﺒﻲ ﺑﺪر اﻟﺪﻳﻦ ود .ﺻﺎﻟﺤﻲ ﺳﻠﻤﻰ / واﻗﻊ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺆﺷﺮات ﻗﻴﺎﺳﻬﺎ
ﺗﻌﺎﱐ ﻣﻨﻬﺎ ﻹﳚﺎد اﻟﺴﺒﻞ اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻟﺘﻨﻤﻴﺘﻬﺎ. ﻟﻠﺨﺎرج ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻐﺬاء .وﺑﺴﺒﺐ
اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻤﻔﺘﺎﺣﻴﺔ :اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ،اﻻﻛﺘﻔﺎء اﳔﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﺒﱰول ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺮاﻫﻦ أﺻﺒﺢ
اﻟﺬاﰐ ،اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ،اﻟﻨﺎﺗﺞ ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺒﺪاﺋﻞ اﻟﻀﺮورﻳﺔ
اﶈﻠﻲ اﻹﲨﺎﱄ ،اﻟﻨﺎﺗﺞ اﶈﻠﻲ اﻟﺰراﻋﻲ ،اﻟﺼﺎدرات، ﻟﻠﻨﻬﻮض ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ وﺗﺮﻗﻴﺔ اﻟﺼﺎدرات
اﻟﻮاردات.ACR2 ، ﺧﺎرج اﶈﺮوﻗﺎت وﲢﻘﻴﻖ اﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﺬاﰐ،
اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ:
ﲢﺘﻞ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ دورا ﻣﻬﻤﺎ ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺪول اﻟﱵ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ
اﻟﺰراﻋﺔ ﻟﺪورﻫﺎ اﳌﻬﻢ ﰲ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﻨﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ ﻟﻠﺨﺎرج وﺗﻮﻓﲑ اﻟﻐﺬاء ،ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺪ ﳏﻔﺰا
أﺳﺎﺳﻴﺎ ﻟﻠﺼﻨﺎﻋﺎت اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺰراﻋﺔ ،وﻫﻲ ﻣﺼﺪر ﻣﻬﻢ ﻟﻠﺪﺧﻞ ﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﻔﻘﺮاء ﰲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ،ﻓﻬﻲ أداة
ﻟﻜﺴﺐ اﻟﺮزق وﺗﻮﻓﲑ اﻟﺮﻓﺎﻩ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
واﳉﺰاﺋﺮ ﻛﺴﺎﺋﺮ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻗﻄﺎﻋﻬﺎ اﻟﺰراﻋﻲ ،وﺗﻌﺘﱪ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻣﻦ أﻫﻢ
اﻵﻟﻴﺎت اﻟﱵ ﺗﺒﻨﺘﻬﺎ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ وﺗﻨﻤﻴﺔ أﻧﺸﻄﺘﻬﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .وﺑﻌﺪ ا ﻴﺎر أﺳﻌﺎر اﻟﺒﱰول ﰲ اﻷﺳﻮاق
اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ،أﺻﺒﺢ اﻟﻨﻬﻮض ﺑﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ﳛﻈﻰ ﺑﺄوﻟﻮﻳﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻦ اﻟﺒﺪاﺋﻞ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﰲ
اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،وﻗﺪ ﺳﺎﳘﺖ اﳉﺰاﺋﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﲑ ﻣﻨﺬ اﻻﺳﺘﻘﻼل ﺑﺎﻟﻨﻬﻮض ﺑﺎﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ودﻓﻌﻪ ﳓﻮ
اﻷﻣﺎم ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ،وﻗﺪ ﺑﺪى ذﻟﻚ ﺟﻠﻴﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﲨﻠﺔ اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﱵ ﺣﻈﻲ ﺎ
ﻫﺬا اﻟﻘﻄﺎع ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﺗﺒﲏ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت ﻟﺪﻋﻢ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ،وﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﻨﻄﻠﻖ ﺟﺎء ﻫﺬا
اﻟﺒﺤﺚ ﻟﻴﺠﻴﺐ ﻋﻠﻰ اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
ﻣﺎ ﻫﻮ واﻗﻊ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﺆﺷﺮات ﻗﻴﺎﺳﻬﺎ؟
وﻗﺪ ﺟﺰﺋﻨﺎ ﻫﺬا اﻟﺴﺆال اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ إﱃ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ ﲤﺜﻞ اﶈﺎور اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﳍﺬا اﻟﺒﺤﺚ:
ﻣﺎ اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ،وﻣﺎ ﻫﻲ أﻫﺪاﻓﻬﺎ؟
ﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮر اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ،وﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﺆﺷﺮات ﻗﻴﺎﺳﻬﺎ؟
وﻗﺪ ارﺗﺄﻳﻨﺎ ﺗﺒﲏ اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻛﺈﺟﺎﺑﺔ ﻣﺆﻗﺘﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ :اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻋﻨﺼﺮ ﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ وﺗﻨﻤﻴﺔ
اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﻨﻲ.
212
اﻟﻌﺪد2015 - 31 : / ﻣﺠﻠﺔ ﻋﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﺘﺴﻴﻴﺮ واﻟﺘﺠﺎرة
وﻫﺪف ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻫﻮ ﺗﺴﻠﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ واﻗﻊ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ،واﻇﻬﺎر اﻟﺪور اﻟﺬي
ﺗﻠﻌﺒﻪ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ اﺑﺮاز ﻣﺪى ﻣﺴﺎﳘﺔ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﰲ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد
اﻟﻮﻃﲏ ﻣﻦ ﺧﻼل ﲢﻠﻴﻞ أﻫﻢ ﻣﺆﺷﺮات اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ.
وﺗﻜﻤﻦ أﳘﻴﺔ ﻫﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ ﰲ ﻛﻮ ﺎ ﺗﻌﺎﰿ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﳌﻮاﺿﻴﻊ اﳌﻬﻤﺔ اﻟﱵ ﲤﺲ ﺟﻮﻫﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎد
اﻟﻮﻃﲏ ،ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺘﺎرﳜﻲ ﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﲢﻠﻴﻞ أﻫﻢ اﳌﺆﺷﺮات
اﻟﱵ ﳝﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ واﻗﻊ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ وﻛﻴﻔﻴﺔ ﻣﺴﺎﳘﺘﻬﺎ ﰲ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ.
وﻗﺪ اﻋﺘﻤﺪﻧﺎ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻠﻰ اﳌﻨﻬﺞ اﻟﻮﺻﻔﻲ اﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﳌﻌﺮﻓﺔ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ وواﻗﻌﻬﺎ
ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ وﻋﻠﻰ اﳌﻨﻬﺞ اﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ﰲ ﲢﻠﻴﻞ أﻫﻢ ﻣﺆﺷﺮات اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ،ﻣﻌﺘﻤﺪﻳﻦ ﰲ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﳌﺮاﺟﻊ
اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﰲ ﻫﺬا ا ﺎل واﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ اﻟﻜﺘﺐ ورﺳﺎﺋﻞ اﻟﺪﻛﺘﻮراﻩ وا ﻼت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ،وﻋﻠﻰ ﲨﻠﺔ
اﻟﻘﻮاﻧﲔ واﳌﺮاﺳﻴﻢ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ واﳌﺼﺎدر اﻟﺮﲰﻴﺔ وﻛﺬﻟﻚ اﳌﺆﲤﺮات واﻟﺪراﺳﺎت واﻟﻨﺪوات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﻨﺎوﻟﺖ
ﻫﺬا اﳌﻮﺿﻮع ،وﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪة اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت CHELEMﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺔ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ.
وﻋﻠﻴﻪ ﻗﺴﻤﻨﺎ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ إﱃ اﶈﺎور اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
.1ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻋﺎﻣﺔ ﺣﻮل اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ
ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ
أﻫﺪاف اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ
.2اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ
ﺗﻄﻮر اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ
ﻣﺆﺷﺮات اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ
.1ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻋﺎﻣﺔ ﺣﻮل اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ:
.1.1ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ:
ﺗﻌﺪدت اﻟﺘﻌﺎرﻳﻒ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﺔ ،ﻓﻬﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﻌﺘﱪﻫﺎ "ﻋﻤﻠﻴﺔ ﲢﻮﻳﻞ اﻟﺰراﻋﺔ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ
اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ وﰲ أوﻗﺎت ﳐﺘﻠﻔﺔ ،وﻫﻲ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﳌﻮﺟﻬﺔ ﺣﺴﺐ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ
ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺎت ﻏﲑ اﳊﻜﻮﻣﻴﺔ واﳌﻨﻈﻤﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﳌﺨﺘﺼﺔ ﰲ ذﻟﻚ واﻟﺬﻳﻦ ﳝﻮﻟﻮن ﺗﻨﻔﻴﺬ اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺰراﻋﻴﺔ
اﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ."1
213
د.ﻃﺎﻟﺒﻲ ﺑﺪر اﻟﺪﻳﻦ ود .ﺻﺎﻟﺤﻲ ﺳﻠﻤﻰ / واﻗﻊ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺆﺷﺮات ﻗﻴﺎﺳﻬﺎ
ﻛﻤﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ أ ﺎ" :ﻋﻤﻠﻴﺔ ادارة ﻣﻌﺪﻻت اﻟﻨﻤﻮ ،ﺣﻴﺚ ﺪف إﱃ زﻳﺎدة ﻣﺘﻮﺳﻂ اﻟﺪﺧﻞ
اﻟﻔﺮدي اﳊﻘﻴﻘﻲ ﻋﻠﻰ اﳌﺪى اﻟﻄﻮﻳﻞ ﰲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ،إﻣﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل زﻳﺎدة رﻗﻌﺔ اﻷراﺿﻲ اﻟﺰراﻋﻴﺔ
اﳌﺴﺘﺼﻠﺤﺔ أو اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺰراﻋﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻗﻴﺎم اﳉﻬﺎت اﳊﻜﻮﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﻷﻓﻘﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺰوﻳﺪﻫﺎ
ﺑﺎﻟﺒﲎ اﻻﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻴﻬﺎ ،أو ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﻟﺮأﺳﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ادﺧﺎل
اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﳊﺪﻳﺜﺔ ﰲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﺪف اﻻﺳﺘﻐﻼل اﻻﻣﺜﻞ ﻟﻸراﺿﻲ اﻟﺰراﻋﻴﺔ واﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﱰﺑﺔ
وﺗﺮﺷﻴﺪ اﺳﺘﻐﻼل اﳌﻴﺎﻩ وزﻳﺎدة اﻻﻧﺘﺎﺟﻴﺔ."2
أﻣﺎ وزارة اﻟﺰراﻋﺔ واﳌﻮارد اﻟﺰراﻋﻴﺔ واﻟﻐﺎﺑﺎت اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﺣﺪدت اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ "ﻛﻮ ﺎ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﰲ
اﻟﺘﻜﻴﻴﻒ اﳌﺴﺘﻤﺮ ﻟﻠﺰراﻋﺔ وﻗﻄﺎع اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺘﺤﻮﻳﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﺘﺠﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﺣﺴﺐ اﻟﺘﻄﻮرات اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ
واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ،ﰲ ﺳﻴﺎق اﻫﺪاف اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﳌﺴﺘﺪاﻣﺔ وﺟﻮدة اﳌﻨﺘﺞ وﲪﺎﻳﺔ اﻟﺒﻴﺌﺔ
واﺳﺘﺨﺪام اﻷراﺿﻲ واﳊﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻓﺮص اﻟﻌﻤﻞ ﰲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ."3
ﻛﻤﺎ ﻋﺮف اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺼﻄﻔﻰ اﳉﺒﻠﻲ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﺑﺄ ﺎ" :اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺑﻌﻴﺪ اﳌﺪى اﻟﺬي
ﻳﺘﻀﻤﻦ ﲢﻘﻴﻖ أﻫﺪاف اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﰲ ﻧﻘﻄﺘﲔ أوﳍﻤﺎ ﲢﻘﻴﻖ اﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﺬاﰐ اﻟﻐﺬاﺋﻲ وﺛﺎﻧﻴﻬﻤﺎ ﺣﺴﻦ
اﺳﺘﻐﻼل اﳌﻮارد اﳌﺘﺎﺣﺔ ﲟﺎ ﳛﻘﻖ ﺗﻌﻈﻴﻢ اﻟﻌﺎﺋﺪ ﻣﻨﻪ".4
.2.1أﻫﺪاف اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ:
ﺗﺘﻤﺜﻞ أﻫﺪاف اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﰲ اﻟﻨﻘﺎط اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:5
زﻳﺎدة اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻮﻃﲏ ﻣﻦ اﻟﺰراﻋﺔ اﻟﺬي ﻳﺆدي ﺑﺪورﻩ إﱃ زﻳﺎدة اﻟﺪﺧﻞ اﻹﲨﺎﱄ ،ﳑﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺮﻓﻊ ﻧﺼﻴﺐ
اﻷﻓﺮاد ﻣﻦ اﻟﺪﺧﻞ اﳊﻘﻴﻘﻲ؛
اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ ا ﺎﻋﺔ وﺗﻮﻓﲑ اﻟﻐﺬاء ،ﻣﻦ ﺧﻼل زﻳﺎدة اﻻﻧﺘﺎج اﻟﺰراﻋﻲ اﳌﻮﺟﻪ ﻟﻼﺳﺘﻬﻼك ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ ﺣﺎﺟﻴﺎت
أﻓﺮاد ا ﺘﻤﻊ اﶈﻠﻲ اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﰲ زﻳﺎدة ﻣﺴﺘﻤﺮة؛
اﳌﺴﺎﳘﺔ ﰲ ﺗﺮﻗﻴﺔ اﻟﺼﺎدرات واﳊﺪ ﻣﻦ اﻟﻮاردات ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺰﻳﺎدة ﰲ اﻻﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻟﻠﻨﻬﻮض
ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎد اﶈﻠﻲ؛
اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ واﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺣﺪة اﻟﻔﻘﺮ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺧﻠﻖ وﻇﺎﺋﻒ ﺟﺪﻳﺪة ﻷﻓﺮاد ا ﺘﻤﻊ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ
ﲢﺴﲔ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﻌﻴﺸﺘﻬﻢ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺰراﻋﺔ؛
ﲢﻘﻴﻖ اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻧﺘﺎج أﻛﱪ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺎج اﳌﺎدي وﲢﻘﻴﻖ أﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت
اﻻﺳﺘﻐﻼل ﻟﻠﻤﻮارد اﳌﺘﺎﺣﺔ ﻛﺎﻟﻴﺪ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ واﳌﻮاد اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ وﻏﲑﻫﺎ ،ﻟﻌﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار ﰲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ
214
اﻟﻌﺪد2015 - 31 : / ﻣﺠﻠﺔ ﻋﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﺘﺴﻴﻴﺮ واﻟﺘﺠﺎرة
اﳌﺮﺗﺒﻂ ارﺗﺒﺎﻃﺎ وﺛﻴﻘﺎ ﺑﺎﳌﺘﻐﲑات اﳌﻨﺎﺧﻴﺔ واﳌﻮﲰﻴﺔ ،ﳑﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ اﻟﺘﻮﺳﻊ ﰲ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر واﺳﺘﺼﻼح اﻷراﺿﻲ،
وﺗﺮﺷﻴﺪ اﺳﺘﺨﺪام اﳌﻴﺎﻩ واﳊﺪ ﻣﻦ اﳍﺠﺮة ﻣﻦ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ إﱃ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﳊﻀﺮﻳﺔ؛
اﳌﺴﺎﳘﺔ ﰲ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻻﻧﺘﺎج اﻟﺰراﻋﻲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﺳﺘﺨﺪام
اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ ﰲ اﻻﻧﺘﺎج؛
اﺳﺘﺨﺪام اﳌﻮارد اﶈﻠﻴﺔ ﻛﻤﺪﺧﻼت ﰲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ دﻋﻢ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﻨﻬﻮض
ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ.
.2اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ:
ﻳﻌﺘﱪ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﳊﻴﻮﻳﺔ ،ﳍﺬا اﺳﺘﻮﺟﺐ دﻓﻊ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺑﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ:6
زﻳﺎدة ورﻓﻊ اﻟﻜﻔﺎءة اﻻﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﰲ اﺳﺘﺨﺪام اﳌﻮارد اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﳌﺘﺎﺣﺔ؛
زﻳﺎدة اﳌﺴﺎﳘﺔ أﻛﺜﺮ ﰲ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن وﲢﻤﻞ أﻋﺒﺎء اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ.
.1.2ﺗﻄﻮر اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ:
ﻣﺮت ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ﻣﻨﺬ اﻻﺳﺘﻘﻼل ﺑﻌﺪة ﻣﺮاﺣﻞ أﳘﻬﺎ:
.1.1.2ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺴﻴﻴﺮ اﻟﺬاﺗﻲ:
ﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﻘﻼل اﺻﻄﺪﻣﺖ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﺑﻮاﻗﻊ ﻣﺮﻳﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸراﺿﻲ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ
ﺳﻠﻄﺎت اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﲤﺎرس ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻻرض اﶈﺮوﻗﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻷراﺿﻲ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﰲ
اﳉﺰاﺋﺮ وﺗﺪﻣﲑ ﲨﻴﻊ اﻟﺜﺮوات اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺣﱴ ﻻ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺎ اﳉﺰاﺋﺮﻳﻮن ﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﻘﻼل ،وﺑﻌﺪ ﺗﺄﻣﻴﻢ أراﺿﻲ
اﳌﺴﺘﻌﻤﺮﻳﻦ ﻇﻬﺮ اﻟﺘﺴﻴﲑ اﻟﺬاﰐ ،اﻟﺬي ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ أن" :اﻷراﺿﻲ ووﺳﺎﺋﻞ اﻻﻧﺘﺎج اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﻷﺧﺮى ﻣﻦ أﻣﻮال
وﻋﻘﺎرات ﻣﺆﳑﺔ ،ﺗﻌﺪ ﻛﺄﺳﺎس ﻟﻼﺳﺘﻘﻼل اﻟﺰراﻋﻲ" .7واﻋﺘﻤﺪت ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﺴﻴﲑ اﻟﺬاﰐ اﻻﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﳌﺰارع
اﻟﱵ ﻫﺠﺮﻫﺎ اﳌﻌﻤﺮون وﰎ ﺗﺄﻣﻴﻤﻬﺎ دون ﺗﻘﺴﻴﻤﻬﺎ إﱃ وﺣﺪات ﺻﻐﲑة ﻋﻠﻰ أن ﻳﺘﻢ ﺗﺴﻴﲑﻫﺎ ﲨﺎﻋﻴﺎ ﻣﻦ
ﻃﺮف اﻟﻌﻤﺎل اﻟﺬﻳﻦ اﺳﺘﻠﻤﻮﻫﺎ وﺗﻜﻮن ادار ﺎ ﻣﻦ ﻃﺮف ﳉﺎن اﻟﺘﺴﻴﲑ اﻟﺬاﰐ ،وﻛﺎن اﻟﺘﺴﻴﲑ اﻟﺬاﰐ اﳊﻞ
اﻷﻣﺜﻞ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﰲ ﺗﻠﻠﻚ اﻟﻔﱰة .8وﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻋﺪد اﻷراﺿﻲ اﳌﺴﲑة ذاﺗﻴﺎ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة ﺣﻮاﱄ
22037ﻣﺰرﻋﺔ ﲟﺴﺎﺣﺔ ﺗﻘﺪر ﺑـ 2,4ﻣﻠﻴﻮن ﻫﻜﺘﺎر و 150000ﻋﺎﻣﻞ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﲢﺖ وﺻﺎﻳﺔ 2300
ﳉﻨﺔ ﻟﻠﺘﺴﻴﲑ اﻟﺬاﰐ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎع اﻻﺷﱰاﻛﻲ .9وﻳﻌﻮد ﺳﺒﺐ ﻓﺸﻞ ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺎم إﱃ أن اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻨﺤﺖ ﳌﻤﺜﻞ
ﳍﺎ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳌﻄﻠﻘﺔ ﰲ ﺗﺴﻴﲑ واﺳﺘﻐﻼل اﻷراﺿﻲ وﺣﺮﻣﺖ اﻟﻌﻤﺎل ﻣﻦ ذﻟﻚ ﳑﺎ أدى إﱃ ﺗﻀﺎرب ﻣﻔﻬﻮم
215
د.ﻃﺎﻟﺒﻲ ﺑﺪر اﻟﺪﻳﻦ ود .ﺻﺎﻟﺤﻲ ﺳﻠﻤﻰ / واﻗﻊ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺆﺷﺮات ﻗﻴﺎﺳﻬﺎ
اﻟﺘﺴﻴﲑ اﻟﺬاﰐ ﻣﻊ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻔﻌﻠﻲ ،ﳍﺬا ﻛﺎن ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺗﻜﻮن أﻛﺜﺮ ﴰﻮﻟﻴﺔ ﻟﻠﻨﻬﻮض
ﺑﺎﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ واﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ اﻟﺜﻮرة اﻟﺰراﻋﻴﺔ.
.2.1.2اﻟﺜﻮرة اﻟﺰراﻋﻴﺔ:
ﺟﺎءت اﻟﺜﻮرة اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻟﺘﻐﻴﲑ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻘﺎﺋﻢ آﻧﺬاك ،ﺣﻴﺚ ﻛﺎن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ رﺑﻊ اﻷراﺿﻲ اﻟﺰراﻋﻴﺔ
ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻜﺒﺎر اﳌﺴﺘﻐﻠﲔ ﰲ ﺣﲔ أن ﺻﻐﺎر اﻟﻔﻼﺣﲔ واﻟﺬﻳﻦ ﳝﺜﻠﻮن ﻧﺼﻒ ﻋﺪد اﳌﺴﺘﻐﻠﲔ ﻟﻸراﺿﻲ اﻟﺰراﻋﻴﺔ؛
وﻫﻢ اﻻﻏﻠﺒﻴﺔ ﻻ ﳝﻠﻜﻮن ﺳﻮى %10ﻓﻘﻂ .ﻛﻤﺎ أن ﻛﺒﺎر اﳌﻼك ﻻ ﳜﺪﻣﻮن اﻷرض ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﻞ ﻳﻌﺘﻤﺪون
ﻋﻠﻰ اﻟﻴﺪ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻜﺎدﺣﺔ أو ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺘﺄﺟﲑﻫﺎ .وﻧﻈﺮا ﻟﻸوﺿﺎع اﳌﺰرﻳﺔ اﻟﱵ ﳊﻘﺖ ﺑﺎﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ،ﻗﺎم
اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻫﻮاري ﺑﻮﻣﺪﻳﻦ ﺑﺈﻋﻼن ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺜﻮرة اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﳌﻜﻮن ﻣﻦ 280ﻣﺎدة ﺑﺘﺎرﻳﺦ 8ﻧﻮﻓﻤﱪ
1971ﲢﺖ ﺷﻌﺎر" اﻷرض ﳌﻦ ﳜﺪﻣﻬﺎ وﻻ ﳝﻠﻚ اﳊﻖ ﰲ اﻷرض إﻻ ﻣﻦ ﻳﻔﻠﺤﻬﺎ أو ﻳﺴﺘﺜﻤﺮﻫﺎ" .10وﻗﺪ
ﺣﺪدت ﺛﻼث ﻃﺮق ﻻﺳﺘﻐﻼل اﻻرض ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ:11
اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺴﻴﲑ اﻟﺬاﰐ ﻛﻬﻴﻜﻞ ﺗﺴﻴﲑ ﻣﺘﻄﻮر ﻳﻨﻈﻢ ﰲ وﺣﺪات اﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﳐﺘﻠﻔﺔ وﲟﺴﺘﻮى ﺗﻘﲏ
ﻣﺘﻄﻮر؛
ﻣﺒﺪأ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﰲ اﻟﺰراﻋﺔ ﳊﻤﺎﻳﺔ اﻟﻔﻼﺣﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﰲ اﻷرض؛
ﲪﺎﻳﺔ اﳌﻠﻜﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻐﻼل اﻟﻌﻤﺎل.
ﻛﺎن ﻫﺪف اﻟﺜﻮرة اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻫﻮ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ واﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻌﺎدل واﻟﻔﻌﺎل ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻻﻧﺘﺎج
اﻟﺰراﻋﻲ وذﻟﻚ ﲟﻨﺤﻬﻢ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻀﺮورﻳﺔ ،ودﻋﻤﻬﻢ ﺑﺎﻟﻘﺮوض واﳌﻮاﺷﻲ اﻟﻼزﻣﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺼﻨﺪوق اﻟﻮﻃﲏ
ﻟﻠﺜﻮرة اﻟﺰراﻋﻴﺔ .وﰲ ﺳﻨﺔ 1973ﰎ ﺗﻮزﻳﻊ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 650أﻟﻒ ﻫﻜﺘﺎر ﻣﻦ اﻻراﺿﻲ اﳋﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ 60
أﻟﻒ ﻣﺰارع ﻻ ﳝﻠﻜﻮن ارﺿﺎ زراﻋﻴﺔ او ﻣﻨﺘﻤﲔ ﻟﺘﻌﺎوﻧﻴﺎت زراﻋﻴﺔ ،وﻗﺪ ﰎ ﺧﻼل ﺗﻠﻚ اﻟﻔﱰة اﻧﺸﺎء 730
ﺗﻌﺎوﻧﻴﺔ ﻓﻼﺣﻴﺔ و 740ﲡﻤﻊ ﻻﺳﺘﺼﻼح اﻻراﺿﻲ اﻟﺰراﻋﻴﺔ .وﻗﺪ ﺣﻘﻘﺖ اﻟﺜﻮرة اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﻬﻤﺔ
ﺳﺎﳘﺖ ﰲ ﺗﻄﻮﻳﺮ وﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ.12
وﺳﺒﺐ ﻓﺸﻞ اﻟﺜﻮرة اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻫﻮ ﺗﻨﺤﻲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻋﻦ ﻣﻨﺢ اﳌﺴﺎﻋﺪات ﻟﻠﻔﻼﺣﲔ وﻫﺬا ﺑﺴﺒﺐ ﲢﺪﻳﺪ
اﳌﻠﻜﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ أدت ﻋﺪم اﳌﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺼﺎرﻣﺔ ﻟﺘﻄﺒﻴﻖ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ إﱃ ﺗﻔﺸﻲ اﻟﻼﻣﺒﺎﻻة واﻹﳘﺎل واﻻﺳﺘﻬﻼك
اﻟﺬاﰐ ﻟﻸراﺿﻲ ﳑﺎ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﺧﺴﺎرات ﻣﺘﻜﺮرة وﻋﺠﺰ داﺋﻢ ﻟﻠﻮﺣﺪات اﻻﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻟﱵ أﺻﺒﺤﺖ ﲢﺖ وﺻﺎﻳﺔ
اﻟﺒﻨﻚ ،وﻗﺪ ﻋﺎد اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﰲ ﻓﱰة اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت أﻳﻦ ﰎ اﻧﺸﺎء اﻟﺒﻨﻚ اﻟﻔﻼﺣﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ
216
اﻟﻌﺪد2015 - 31 : / ﻣﺠﻠﺔ ﻋﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﺘﺴﻴﻴﺮ واﻟﺘﺠﺎرة
217
د.ﻃﺎﻟﺒﻲ ﺑﺪر اﻟﺪﻳﻦ ود .ﺻﺎﻟﺤﻲ ﺳﻠﻤﻰ / واﻗﻊ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺆﺷﺮات ﻗﻴﺎﺳﻬﺎ
وﰲ ﺳﻨﺔ 1998ﰎ ﺻﺪور اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻻﺳﺘﻌﺠﺎﱄ اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﺻﻼح اﻻراﺿﻲ اﻟﻔﻼﺣﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ
اﻻﻣﺘﻴﺎز ،ﻣﻊ ﲢﻤﻞ اﻟﺪوﻟﺔ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻟﻨﻔﻘﺎت اﻟﻜﱪى ﻛﺠﻠﺐ اﳌﻴﺎﻩ ،ﺗﻮﺻﻴﻞ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ،ﺷﻖ اﻟﻄﺮق...إﱁ.
وﻫﺬا ﻣﺎ أدى إﱃ إﻧﻌﺎش اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻮﻓﲑ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﺷﻐﻞ ﺟﺪﻳﺪة وﺗﻮﺳﻴﻊ اﳍﺠﺮة اﻟﻌﻜﺴﻴﺔ ﻣﻦ
اﳌﺪن إﱃ اﻷرﻳﺎف ﺪف اﺳﺘﺼﻼح اﻷراﺿﻲ اﻟﺰراﻋﻴﺔ.19
.6.1.2اﻟﻤﺨﻄﻂ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ PNDAﺳﻨﺔ :2000
ﺟﺎء ﻫﺬا اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﻛﻌﻮدة ﻟﺒﻨﺎء اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻔﻼﺣﻲ ،ﺣﻴﺚ ﺳﺠﻞ ﻫﺬا اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﳒﺎﺣﺎ ﻛﺒﲑا ﻣﻦ
ﺧﻼل ارﺟﺎع اﻟﱰﺑﺔ إﱃ اﺳﺘﺨﺪاﻣﺎ ﺎ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ وﴰﻞ 3ﻣﻼﻳﲔ ﻫﻜﺘﺎر ،وﻛﺎن اﳍﺪف اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﳍﺬا اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ
ﻫﻮ رﻓﻊ ﻣﺪاﺧﻴﻞ اﻟﻔﻼﺣﲔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻘﺪﱘ اﻟﺪﻋﻢ اﳌﺎدي ﻟﺰراﻋﺔ اﳊﺒﻮب ،اﻟﺮي ،اﻟﺘﺸﺠﲑ ،اﺳﺘﺼﻼح
اﻷراﺿﻲ وﺗﻜﺜﻴﻒ اﻟﺰراﻋﺔ...إﱁ .وﻗﺪ ﺻﺮﻓﺖ اﻟﺪوﻟﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ اﳌﺮﺣﻠﺔ ﺣﻮاﱄ 40ﻣﻠﻴﺎر دﻳﻨﺎر ﻣﻦ ﺧﻼل
اﻟﺼﻨﺪوق اﻟﻮﻃﲏ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ وﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻔﻼﺣﺔ ،وﻫﺬﻩ اﻟﻘﻴﻤﺔ ﺗﻔﻮق أرﺑﻊ ﻣﺮات ﻣﺎ ﺻﺮف ﰲ اﻟﻔﱰة -1995
1998و 10ﻣﺮات ﻣﺎ ﺻﺮف ﺳﻨﺔ .201993
.7.1.2ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ دﻋﻢ اﻹﻧﻌﺎش اﻻﻗﺘﺼﺎدي ) اﻟﻤﺨﻄﻂ اﻟﺜﻼﺛﻲ( :2004-2001
اﻟﺬي ﺧﺼﺺ ﻟﻪ ﻏﻼف ﻣﺎﱄ أوﱄ ﲟﺒﻠﻎ 525ﻣﻠﻴﺎر دﻳﻨﺎر ،ﻗﺒﻞ أن ﻳﺼﺒﺢ ﻏﻼﻓﻪ اﳌﺎﱄ اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ
ﻣﻘﺪرا ﲝﻮاﱄ 1216ﻣﻠﻴﺎر دﻳﻨﺎر21؛ وﰎ اﻟﱰﻛﻴﺰ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬا اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة ﺗﻨﺸﻴﻂ اﻟﻄﻠﺐ اﻟﻜﻠﻲ
ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻌﺰﻳﺰ دور اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻌﺎم ﻛﺂﻟﻴﺔ ﻟﺪﻋﻢ اﻟﻨﻤﻮ وﺧﻠﻖ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﺷﻐﻞ ،ﲜﺎﻧﺐ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺒﲎ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ
ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ رﻛﻴﺰة أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺘﻨﺸﻴﻂ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ ،وﻗﺪ ﺗﻀﻤﻦ اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ ﻋﻠﻰ ا ﺎﻻت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﺮﺗﺒﻂ
ﺑﺘﻌﺰﻳﺰ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ودﻋﻢ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﱄ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻹﺻﻼﺣﺎت وﺗﻄﻮﻳﺮ اﳋﺪﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ
واﳍﻴﺎﻛﻞ اﻟﻘﺎﻋﺪﻳﺔ ،22وذﻟﻚ وﻓﻖ ﻣﺎ ﻳﻮﺿﺤﻪ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺘﺎﱄ:
اﻟﺸﻜﻞ رﻗﻢ :-01-اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻘﻄﺎﻋﻲ ﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ دﻋﻢ اﻹﻧﻌﺎش اﻻﻗﺘﺼﺎدي 2004-2001
اﻟﻔﻼﺣﺔ واﻟﺻﯾد دﻋم اﻻﺻﻼﺣﺎت
اﻟﺑﺣري %9 أﺷﻐﺎل ﻛﺑرى
ﺗﻧﻣﯾﺔ%12
ﻣﺣﻠﯾﺔ وھﯾﺎﻛل ﻗﺎﻋدﯾﺔ
وﺑﺷرﯾﺔ %40
%39
اﻟﻤﺼﺪر :ﻣﻦ إﻋﺪاد اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﺣﺴﺐ ﻣﻌﻄﻴﺎت ﺗﻘﺮﻳﺮ ا ﻠﺲ اﻟﻮﻃﲏ اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺣﻮل اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ
واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺠﺰاﺋﺮ ﺧﻼل اﻟﺴﺪاﺳﻲ اﻟﺜﺎﱐ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ .2001
218
اﻟﻌﺪد2015 - 31 : / ﻣﺠﻠﺔ ﻋﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﺘﺴﻴﻴﺮ واﻟﺘﺠﺎرة
ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻳﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ أن ﻗﻄﺎع اﻟﻔﻼﺣﺔ واﻟﺼﻴﺪ اﻟﺒﺤﺮي ﱂ ﻳﻨﻞ ﺳﻮى %12ﻣﻦ
اﳌﺒﺎﻟﻎ اﳌﺨﺼﺼﺔ ﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻻﻧﻌﺎش اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﻫﺬا راﺟﻊ ﻛﻮن ﻫﺬا اﻟﻘﻄﺎع اﺳﺘﻔﺎد ﻣﻦ اﻟﺪﻋﻢ ﰲ اﻃﺎر
اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻟﻮﻃﲏ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ،PNDAوﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﻬﺬا اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﳌﻮﺟﻪ ﻟﻠﻔﻼﺣﺔ واﻟﺼﻴﺪ اﻟﺒﺤﺮي ﲟﺜﺎﺑﺔ دﻋﻢ
ﻟﻠﱪﻧﺎﻣﺞ اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﺬي ﻣﻦ أﻫﺪاﻓﻪ ﺗﻮﺳﻴﻊ اﻻﻧﺘﺎج اﻟﺰراﻋﻲ وﺗﺮﻗﻴﺔ اﻟﺼﺎدرات ﺧﺎرج اﶈﺮوﻗﺎت وﲢﻘﻴﻖ اﻻﻛﺘﻔﺎء
اﻟﺬاﰐ واﻻﺳﺘﻘﺮار ﻟﺴﻜﺎن اﻟﺮﻳﻒ ،واﳌﺴﺎﳘﺔ ﰲ ﳏﺎرﺑﺔ اﻟﻔﻘﺮ واﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻮﺳﻂ اﻟﺮﻳﻔﻲ وﺧﻠﻖ ﻣﻨﺎﺻﺐ
ﺷﻐﻞ ﺟﺪﻳﺪة وﺗﻮﺳﻴﻊ اﳌﺴﺎﺣﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ وزﻳﺎدة اﻟﺘﺸﺠﲑ ﺧﺎﺻﺔ اﻻﺷﺠﺎر اﳌﺜﻤﺮة.23
.8.1.2اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻲ ﻟﺪﻋﻢ اﻟﻨﻤﻮ ) اﻟﻤﺨﻄﻂ اﻟﺨﻤﺎﺳﻲ اﻷول( : 2009-2005
اﻟﺬي ﻗﺪرت اﻋﺘﻤﺎداﺗﻪ اﳌﺎﻟﻴﺔ 4202,7ﻣﻠﻴﺎر ،وﻗﺪ ﰎ ﺗﻘﺴﻴﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﲬﺴﺔ ﺑﺮاﻣﺞ ﻓﺮﻋﻴﺔ ،24ﻛﻤﺎ
ﻫﻮ ﻣﻮﺿﺢ ﰲ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺘﺎﱄ:
اﻟﺸﻜﻞ رﻗﻢ -02-اﻟﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻲ ﻟﺪﻋﻢ اﻟﻨﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺣﺴﺐ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت
اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ
اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻘطﺎع اﻹداري
واﻟﻔﻼﺣﺔ واﻟﺻﯾد اﻟﺣﻛوﻣﻲ
اﻟﺑﺣري %5
%8 اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ
اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ
واﻟﮭﯾﺎﻛل اﻟﻘﺎﻋدﯾﺔ %46
%41
اﻟﻤﺼﺪر :ﻣﻦ إﻋﺪاد اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﺣﺴﺐ ﻣﻌﻄﻴﺎت اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻟﺘﻜﻤﻴﻠﻲ ﻟﺪﻋﻢ اﻟﻨﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻟﺴﻨﺔ .2007
وﻗﺪ اﺳﺘﻔﺎد ﻗﻄﺎع اﻟﻔﻼﺣﺔ واﻟﺼﻴﺪ اﻟﺒﺤﺮي ﲟﺎ ﻗﻴﻤﺘﻪ 312ﻣﻠﻴﺎر دﻳﻨﺎر ﻣﻦ إﲨﺎﱄ اﳌﺒﻠﻎ اﳌﻮﺟﻪ
ﻟﻘﻄﺎع اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ واﻟﻔﻼﺣﺔ واﻟﺼﻴﺪ اﻟﺒﺤﺮي واﻟﱵ ﻗﺪرت ﺑـ 337,2ﻣﻠﻴﺎر دﻳﻨﺎر ﲟﺎ ﻳﻌﺎدل %8ﻣﻦ اﲨﺎﱄ
اﳌﺒﻠﻎ اﳌﺨﺼﺺ ﳍﺬﻩ اﳌﺮﺣﻠﺔ وﻫﻲ ﻧﺴﺒﺔ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﺟﺪا ﳌﺜﻞ ﻫﺎذﻳﻦ اﻟﻘﻄﺎﻋﲔ اﳊﺴﺎﺳﲔ.
.9.1.2اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﺑﻌﺪ :2009
إن اﳍﺪف اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﺑﻌﺪ 2009ﻫﻮ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ اﳍﺪف اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﺬي
أﺗﺒﻌﺘﻪ اﳉﺰاﺋﺮ ﻣﻨﺬ اﻻﺳﺘﻘﻼل وﻫﻮ "ﺗﻌﺰﻳﺰ اﺳﺘﺪاﻣﺔ اﻷﻣﻦ اﻟﻐﺬاﺋﻲ اﻟﻮﻃﲏ ﻣﻊ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة ﲢﻮﻳﻞ
اﻟﺰراﻋﺔ إﱃ ﻗﺎﻃﺮة ﻟﻠﻨﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻌﺎم" .وﻳﻨﻄﻮي ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﻮاﻃﻦ اﻟﻀﻌﻒ وﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﻣﻦ
219
د.ﻃﺎﻟﺒﻲ ﺑﺪر اﻟﺪﻳﻦ ود .ﺻﺎﻟﺤﻲ ﺳﻠﻤﻰ / واﻗﻊ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺆﺷﺮات ﻗﻴﺎﺳﻬﺎ
ﺧﻼل ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﲨﻴﻊ اﻟﻘﻮى واﳉﻬﺎت اﳋﺎﺻﺔ واﻟﻌﺎﻣﺔ اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ .وﺗﺘﻤﺜﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ
اﻟﺰراﻋﻲ واﻟﺮﻳﻔﻲ ﰲ ﺛﻼث رﻛﺎﺋﺰ أﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﻌﺘﱪ أداة ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺴﻴﺎدة اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ وﻫﻲ:
اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ اﻟﺰراﻋﻲ :ﻳﺮﻛﺰ اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ اﻟﺰراﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎد ورﲝﻴﺔ اﻟﻘﻄﺎع ﻟﻀﻤﺎن اﻷﻣﻦ اﻟﻐﺬاﺋﻲ ﰲ
اﻟﺒﻼد ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻣﺴﺘﺪام ،وﺗﺸﺠﻴﻊ ﺗﻜﺜﻴﻒ وﲢﺪﻳﺚ اﻹﻧﺘﺎج ﰲ اﳌﺰارع وإدﻣﺎﺟﻬﺎ ﻹﻋﺎدة ﺗﺮﻛﻴﺰ اﻟﻌﺪﻳﺪ
ﻣﻦ اﻹﺟﺮاءات ﻟﺪﻋﻢ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات ﰲ اﻟﻘﻄﺎع ﻹﻧﺘﺎج ﻗﻴﻤﺔ ﻣﻀﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻹﻧﺘﺎج إﱃ
اﻻﺳﺘﻬﻼك .واﳍﺪف ﻫﻮ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑﲔ اﳉﻬﺎت اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﻤﻮ اﳌﺴﺘﺪام واﻹﻧﺘﺎج اﻟﺰراﻋﻲ
اﳌﺴﺘﺪام .وﻗﺪ أﻋﻄﻴﺖ اﻷﳘﻴﺔ ﳌﻨﺘﺠﺎت اﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ واﺳﻌﺔ ﻣﻨﻬﺎ :اﳊﺒﻮب واﻟﺒﻘﻮل واﳊﻠﻴﺐ واﻟﻠﺤﻮم
اﳊﻤﺮاء واﻟﺒﻴﻀﺎء واﻟﺒﻄﺎﻃﺎ واﻟﻄﻤﺎﻃﻢ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ واﻟﺰﻳﺘﻮن واﻟﻨﺨﻴﻞ واﻟﺒﺬور واﻟﺸﺘﻼت.25
اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ اﻟﺮﻳﻔﻲ :ﻫﻮ ﻣﻨﻬﺞ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﳌﺴﺘﺪاﻣﺔ ﻟﻠﺮﻳﻒ ﻣﻦ أﺟﻞ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن واﻻﺳﺘﻘﺮار
اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻻﻗﺘﺼﺎدي ،وﻫﻮ ﻣﻮﺟﻪ ﳉﻤﻴﻊ اﻷﺳﺮ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﻌﻴﺶ وﺗﻌﻤﻞ ﰲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ
أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﰲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﱵ ﺗﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﻇﺮوف اﳊﻴﺎة واﻹﻧﺘﺎج ﺻﻌﺒﺔ )اﳉﺒﺎل ،اﻟﺴﻬﻮل
واﻟﺼﺤﺮاء( .ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﳉﻬﺎت اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ اﶈﻠﻴﺔ )اﻟﺴﻠﻄﺎت اﶈﻠﻴﺔ واﳉﻤﻌﻴﺎت اﳌﻬﻨﻴﺔ واﳌﻨﻈﻤﺎت
واﳌﺰارﻋﲔ واﳊﺮﻓﻴﲔ واﳋﺪﻣﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ واﻹدارﻳﺔ وﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﺪرﻳﺐ واﻟﺒﻨﻮك...اﱁ( .ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن
اﻟﺰراﻋﺔ ﻇﻠﺖ ﻋﻨﺼﺮا ﻗﻮﻳﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺸﺎط اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﰲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ،ﻓﺈن اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ اﻟﺮﻳﻔﻲ ﻳﻮﺳﻊ ﻧﻄﺎﻗﻪ
إﱃ ﻗﻄﺎﻋﺎت أﺧﺮى ﻣﻦ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﻛﺎﳊﺮف وﻣﻴﺎﻩ اﻟﺸﺮب واﻟﻜﻬﺮﺑﺎء وﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﱰاث اﻟﺜﻘﺎﰲ وﻣﺎ إﱃ
ذﻟﻚ ،وﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﳌﺸﱰﻛﺔ ﺑﲔ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت .وأﺧﲑا ،ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻀﻤﻦ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﱵ ﺗﺪﻋﻢ ﻣﻔﻬﻮم اﻹدارة
اﳌﺴﺘﺪاﻣﺔ ﻟﻠﻤﻮارد اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ وإدارة اﻷﻋﻤﺎل ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﳉﻬﺎت اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ اﶈﻠﻴﺔ :ﻛﺘﺠﻤﻴﻊ
اﳌﻴﺎﻩ وﲪﺎﻳﺔ اﻟﱰاث واﻟﻐﺎﺑﺎت وﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﺘﺼﺤﺮ وﲪﺎﻳﺔ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ واﳌﻨﺎﻃﻖ اﶈﻤﻴﺔ وﺗﻄﻮﻳﺮ
اﻷراﺿﻲ.26
ﺗﻘﻮﻳﺔ اﻟﻘﺪرات اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﺘﻘﻨﻲ ﻟﻠﻤﻨﺘﺠﻴﻦ :ﺟﺎءت ﻛﺈﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻟﱵ
واﺟﻬﺘﻬﺎ اﳉﻬﺎت اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻟﻼﻧﺪﻣﺎج اﻟﺘﺎم ﰲ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﳉﺪﻳﺪة ،ﺑﺴﺒﺐ اﻷدوار اﳉﺪﻳﺪة واﻟﺘﻘﺴﻴﻢ
اﳌﺴﺘﻤﺮ ﺑﲔ أﺷﻜﺎل ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ،وﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل:27
ﲢﺪﻳﺚ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻹدارة اﻟﺰراﻋﻴﺔ؛
اﺳﺘﺜﻤﺎر أﻛﺜﺮ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﰲ ﳎﺎل اﻟﺒﺤﻮث واﻟﺘﺪرﻳﺐ واﻹرﺷﺎد اﻟﺰراﻋﻲ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﺗﻄﻮﻳﺮ
اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎت اﳉﺪﻳﺪة واﻟﺒﻴﺌﺔ اﳌﻨﺘﺠﺔ؛
220
اﻟﻌﺪد2015 - 31 : / ﻣﺠﻠﺔ ﻋﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﺘﺴﻴﻴﺮ واﻟﺘﺠﺎرة
اﻟﻤﺼﺪر :ﻣﻦ اﻋﺪاد اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻄﻴﺎت ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﻮﻃﻴﺪ اﻟﻨﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي .2014-2010
ﺣﻴﺚ ﺗﻀﻤﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ دﻋﻢ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺬي ﺳﻄﺮ ﻟﻪ ﻏﻼف ﻣﺎﱄ ﻗﺪرﻩ 3500ﻣﻠﻴﺎر
دﻳﻨﺎر ﻟﺪﻋﻢ ﺛﻼث ﻓﺮوع ﻗﻄﺎﻋﻴﺔ ﻫﻲ :29اﻟﻔﻼﺣﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﺑـ 1000ﻣﻠﻴﺎر دﻳﻨﺎر واﻟﻘﻄﺎع اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ
اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﺑـ 2000ﻣﻠﻴﺎر دﻳﻨﺎر ودﻋﻢ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﻐﲑة واﳌﺘﻮﺳﻄﺔ واﻟﺘﺸﻐﻴﻞ ﺑـ 500ﻣﻠﻴﺎر دﻳﻨﺎر .ورﻏﻢ
ﻫﺬا اﻟﺪﻋﻢ اﳌﻮﺟﻪ ﻟﻠﻘﻄﺎع اﻟﻔﻼﺣﻲ واﻟﺰراﻋﻲ إﻻ أﻧﻪ ﱂ ﳛﻘﻖ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﳌﺮﺟﻮة ﻣﻨﻪ ﻓﺎﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ
ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺘﻘﻠﺒﺎت اﳌﻨﺎﺧﻴﺔ واﻟﱵ اﻧﻌﻜﺴﺖ ﺳﻠﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮرﻩ ﺧﺎﺻﺔ ﰲ اﻟﻔﱰة اﳌﻤﺘﺪة ﻣﻦ 2010إﱃ
.2014ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺪ ﺗﺄﺛﲑ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﺿﻌﻴﻔﺎ ﺟﺪا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺪل اﻟﻨﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي إذا ﻣﺎ ﻗﺎرﻧﺎﻩ
ﺑﺎﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻷﺧﺮى ﺳﻮاء اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ أو اﳋﺪﻣﺎﺗﻴﺔ أو اﻟﻄﺎﻗﻮﻳﺔ ،ﻓﻨﺴﺒﺔ ﻣﺴﺎﳘﺘﻪ ﰲ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﳋﺎم ﺟﺪ ﺿﻌﻴﻔﺔ
وﻫﺬا ﻣﺎ ﺑﻴﻨﺘﻪ ﻣﺆﺷﺮات اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ.
.2.2ﻣﺆﺷﺮات اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ:
ﳛﺘﻞ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ أﳘﻴﺔ ﻛﺒﲑة ﰲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ ،وﻳﻨﻌﻜﺲ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﺠﻢ ﻣﺴﺎﳘﺘﻪ ﰲ
اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻮﻃﲏ ،وﻫﻮ ﻣﻦ ﺑﲔ اﳌﺆﺷﺮات اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﺒﲔ ﺗﻄﻮرﻩ ،وﳝﻜﻦ ﺑﻴﺎن ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل:
221
د.ﻃﺎﻟﺒﻲ ﺑﺪر اﻟﺪﻳﻦ ود .ﺻﺎﻟﺤﻲ ﺳﻠﻤﻰ / واﻗﻊ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺆﺷﺮات ﻗﻴﺎﺳﻬﺎ
2011
2010
2009
2008
2007
2006
2005
2004
2003
اﻟﺴﻨﻮات
19876
19876
16173
13774
17175
12749
11660
10280
85003
68007
9
4
7
6
7
0
0
16110
16110
13644
12820
11195
10325
8812
7900
8032
6589
8,10
8,43
6,51
8,09
7,55
7,68
9,44
9,68
اﻟﻤﺼﺪر :اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ،أﻋﺪاد ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب اﻟﺴﻨﻮي ﻟﻺﺣﺼﺎءات اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ا ﻠﺪ ،30 ،31 ،32 ،33
،26 ،27 ،28 ،29ﻟﻠﺴﻨﻮات .2006 ،2007 ،2008 ،2009 ،2011 ،2012 ،2013 ،2014
ﺣﺴﺐ ﻫﺬا اﳉﺪول ،ﻧﻼﺣﻆ أن اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﺰراﻋﻲ اﻹﲨﺎﱄ ﰲ ﺗﻄﻮر ﻣﻠﺤﻮظ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ إﱃ أﺧﺮى
ﻓﺒﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺒﻠﻎ 6589ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﺳﻨﺔ 2003أﺻﺒﺢ ﻳﺒﻠﻎ 16110ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﺳﻨﺔ 2012
ﺑﺰﻳﺎدة ﺗﻘﺪر ﺑـ ،%244وﻫﺬا راﺟﻊ ﳉﻤﻠﺔ اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﱵ ﺷﻬﺪﻫﺎ ﻫﺬا اﻟﻘﻄﺎع ،إﻻ أن ﻣﺴﺎﳘﺔ اﻟﻨﺎﺗﺞ
اﻟﺰراﻋﻲ ﰲ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﶈﻠﻲ اﻹﲨﺎﱄ ﲣﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ إﱃ أﺧﺮى ﺣﺴﺐ ﺗﻄﻮر اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﺰراﻋﻲ اﻹﲨﺎﱄ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ
وﺗﻄﻮر اﻟﻨﺎﺗﺞ اﶈﻠﻲ اﻹﲨﺎﱄ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ،ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺄرﺟﺢ ﻫﺬﻩ اﻟﻨﺴﺒﺔ ﺑﲔ اﻟﺰﻳﺎدة واﻟﻨﻘﺼﺎن ،إﻻ أن ﻫﺬﻩ
222
اﻟﻌﺪد2015 - 31 : / ﻣﺠﻠﺔ ﻋﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﺘﺴﻴﻴﺮ واﻟﺘﺠﺎرة
اﻟﻨﺴﺒﺔ ﻣﺎزاﻟﺖ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻣﺴﺎﳘﺔ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻷﺧﺮى ﺧﺎﺻﺔ ﻗﻄﺎع اﶈﺮوﻗﺎت ،ﺣﻴﺚ ﱂ ﺗﺼﻞ ﺑﻌﺪ
إﱃ ﻋﺸﺮ اﳌﺴﺎﳘﺔ ﰲ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻹﲨﺎﱄ ،وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻌﻜﺲ ارﺗﻔﺎع اﻟﻮاردات اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﻣﻦ اﳌﻨﺘﺠﺎت اﳌﻜﻮﻧﺔ ﳍﺬا
اﻟﻘﻄﺎع ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻘﻤﺢ اﻟﺼﻠﺐ.
ب .ﻧﺼﻴﺐ اﻟﻔﺮد ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ اﻟﺰراﻋﻲ:
إن ارﺗﻔﺎع ﻧﺼﻴﺐ اﻟﻔﺮد ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﺰراﻋﻲ ﻣﺮﺗﺒﻂ ارﺗﺒﺎﻃﺎ وﺛﻴﻘﺎ ﺑﺎرﺗﻔﺎع ﻗﻴﻤﺔ إﲨﺎﱄ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﶈﻠﻲ
اﻟﺰراﻋﻲ وﻛﺬا ﺗﻐﲑات إﲨﺎﱄ اﻟﺴﻜﺎن ،وﳝﻜﻦ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺗﻄﻮر ﻧﺼﻴﺐ اﻟﻔﺮد ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﺰراﻋﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل
اﳉﺪول اﻟﺘﺎﱄ:
اﻟﺠﺪول رﻗﻢ :-02-ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻧﺼﻴﺐ اﻟﻔﺮد ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ
اﻟﻘﻴﻤﺔ :دوﻻر أﻣﺮﻳﻜﻲ
2012 2011 2010 2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 اﻟﺴﻨﻮات
اﻟﻔﺮد ﻧﺼﻴﺐ
5346 5459 4535 3924 4936 3900 3478 3091 2631 2152
ﻣﻦ )(A
اﻟﻔﺮد ﻧﺼﻴﺐ
433 442 383 365 322 290 261 242 249 208
ﻣﻦ )(B
اﻟﻤﺼﺪر :اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ،أﻋﺪاد ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب اﻟﺴﻨﻮي ﻟﻺﺣﺼﺎءات اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ا ﻠﺪ ،30 ،31 ،32 ،33
،26 ،27 ،28 ،29ﻟﻠﺴﻨﻮات .2006 ،2007 ،2008 ،2009 ، ،2011 ،2012 ،2013 ،2014
ﺑﺤﻴﺚ:
:A اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﻤﺤﻠﻲ اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ
:B اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻻﺟﻤﺎﻟﻲ اﻟﺰراﻋﻲ
ﻣﻦ ﺧﻼل اﳉﺪول اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻧﻼﺣﻆ ﺗﻄﻮر ﻧﺼﻴﺐ اﻟﻔﺮد ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻹﲨﺎﱄ اﻟﺰراﻋﻲ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ إﱃ أﺧﺮى،
ﺣﻴﺚ ﺳﺠﻞ ﺳﻨﺔ 2003ﺣﻮاﱄ 208دوﻻر أﻣﺮﻳﻜﻲ ،ﰲ ﺣﲔ ﺑﻠﻎ ﺳﻨﺔ 2012ﺣﻮاﱄ 433دوﻻر
أﻣﺮﻳﻜﻲ ﺑﺰﻳﺎدة ﻗﺪرﻫﺎ ،%208وﻳﻌﻮد ذﻟﻚ ﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻹﲨﺎﱄ اﻟﺰراﻋﻲ ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﲑة ﺑﺴﺒﺐ
223
د.ﻃﺎﻟﺒﻲ ﺑﺪر اﻟﺪﻳﻦ ود .ﺻﺎﻟﺤﻲ ﺳﻠﻤﻰ / واﻗﻊ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺆﺷﺮات ﻗﻴﺎﺳﻬﺎ
اﻹﺻﻼﺣﺎت .ﻛﻤﺎ ﻧﻼﺣﻆ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬا اﳉﺪول ﺗﻄﻮر ﻧﺼﻴﺐ اﻟﻔﺮد ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﶈﻠﻲ اﻹﲨﺎﱄ ﺣﻴﺚ
ﺳﺠﻞ ﺳﻨﺔ 2003ﺣﻮاﱄ 2152دوﻻر أﻣﺮﻳﻜﻲ ﰲ ﺣﲔ ﺑﻠﻎ ﺳﻨﺔ 2012ﺣﻮاﱄ 5346دوﻻر
أﻣﺮﻳﻜﻲ ،وﻳﻌﻮد ذﻟﻚ ﻻرﺗﻔﺎع ﺳﻌﺮ اﻟﺒﱰول ﰲ اﻷﺳﻮاق اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ وارﺗﻔﺎع ﺣﺠﻢ اﻟﺼﺎدرات ﻣﻦ
اﶈﺮوﻗﺎت ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى.
إﻻ أن ﻧﺼﻴﺐ اﻟﻔﺮد ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﶈﻠﻲ اﻹﲨﺎﱄ أو ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﺰراﻋﻲ ﺗﺒﻘﻰ ﺿﻌﻴﻔﺔ إذا ﻣﺎ ﻗﻮرﻧﺖ
ﻣﻊ اﻟﺪول اﻷﺧﺮى ،ﺧﺎﺻﺔ أن اﳉﺰاﺋﺮ ﺑﻠﺪ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ رﻳﻊ اﶈﺮوﻗﺎت ،وﻫﺬا اﳌﻨﺘﻮج ﻫﻮ ﻣﻦ اﳌﻮارد اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ
اﻟﺰاﺋﻠﺔ وﻣﻌﻈﻢ اﳌﻨﺘﺠﺎت اﻟﱵ ﺗﺴﺘﻮردﻫﺎ ﻫﻲ ﻣﻨﺘﺠﺎت ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻟﻼﺳﺘﻬﻼك أو ﻣﻨﺘﺠﺎت ﻏﺬاﺋﻴﺔ ،ﳍﺬا ﳚﺐ
اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﳊﻠﻮل اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻨﻬﻮض ﺑﺎﻟﻘﻄﺎع اﻟﻔﻼﺣﻲ ﺣﱴ ﻳﺘﻤﺎﺷﻰ ﻣﻊ اﻟﺰﻳﺎدة اﳌﺴﺘﻤﺮة ﰲ ﻋﺪد اﻟﺴﻜﺎن
وﺣﱴ ﻳﺘﻢ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺒﻌﻴﺔ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﻟﻠﺨﺎرج.
ج .اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻤﻀﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﺣﺴﺐ اﻟﻌﺎﻣﻞ:
ﻫﻲ ﻣﻘﻴﺎس ﻟﻺﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ،ﺣﻴﺚ ﻧﻘﻴﺲ ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ اﻧﺘﺎج اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﻣﻄﺮوﺣﺎ ﻣﻨﻪ ﻗﻴﻤﺔ
اﳌﺴﺘﻠﺰﻣﺎت اﻟﻮﺳﻴﻄﺔ ،واﳉﺪول اﻟﺘﺎﱄ ﻳﺒﲔ ﻟﻨﺎ ذﻟﻚ:
اﻟﺠﺪول رﻗﻢ :-03-اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻤﻀﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﺣﺴﺐ اﻟﻌﺎﻣﻞ
2011 2010 2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000 اﻟﺴﻨﻮات
3,7 3,4 3,2 2,7 2,8 2,8 2.6 2,6 2,5 2,6 2,5 2,4 اﻟﻘﻴﻤﺔ
اﻟﻤﺼﺪر :ﺣﺴﺐ ﻗﺎﻋﺪة اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻟﻠﺒﻨﻚ اﻟﺪوﱄ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻌﻪ ،www.albankaldawli.orgﺗﺎرﻳﺦ اﻻﻃﻼع .2015/06/27
ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬا اﳌﺆﺷﺮ ﻧﻼﺣﻆ أن اﻟﻘﻴﻤﺔ اﳌﻀﺎﻓﺔ ﰲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﺣﺴﺐ اﻟﻌﺎﻣﻞ ارﺗﻔﻌﺖ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ
إﱃ أﺧﺮى ،إﻻ أن اﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﻣﺎزاﻟﺖ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﺪول اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ وﺣﱴ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷﺧﺮى،
ﻓﻨﺠﺪ ﻣﺜﻼ أن اﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﻟﺪوﻟﺔ اﻻﻣﺎرات اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌﺘﺤﺪة ﺳﺠﻠﺖ 12,1ﺳﻨﺔ 2010
و 12,25ﺳﻨﺔ 2011ﰲ ﺣﲔ ﺳﺠﻠﺖ اﻟﺪاﳕﺎرك 42,6ﺳﻨﺔ ،2010أﻣﺎ اﻟﺴﻮﻳﺪ ﻓﻘﺪ ﺳﺠﻠﺖ
36,8ﺳﻨﺔ 2011واﻟﺼﲔ 657واﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ 62,88ﺳﻨﺔ 2010و 61,39ﺳﻨﺔ
.2011
224
اﻟﻌﺪد2015 - 31 : / ﻣﺠﻠﺔ ﻋﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﺘﺴﻴﻴﺮ واﻟﺘﺠﺎرة
اﻟﺸﻜﻞ رﻗﻢ :-04-ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺔ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﺣﺴﺐ ﻣﺆﺷﺮ اﻟﻤﻴﺰة اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ اﻟﻈﺎﻫﺮة اﻟﻤﺤﺴﻮب
ﺑﺎﻟﺼﻴﻐﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ 1989إﻟﻰ 2013
150 أدوات اﻟﺑﻧﺎء
ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺣدﯾد واﻟﻣﻌﺎدن
100 اﻟﻧﺳﯾﺞ واﻟﺟﻠود
اﻟﺧﺷب واﻟورق
50 اﻟﻣﯾﻛﺎﻧﯾك واﻟﻛﮭرﺑﺎء
0 اﻟﻛﯾﻣﯾﺎء
اﻟﺧﺎﻣﺎت
-50 اﻟطﺎﻗﺔ
اﻟزراﻋﺔ
-100 اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻐذاﺋﯾﺔ
اﻟﻤﺼﺪر :ﻣﻦ إﻋﺪاد اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﺣﺴﺐ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻗﺎﻋﺪة اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ،CHELEMﺗﺎرﻳﺦ اﻻﻃﻼع .2015/04/17
ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻳﺘﺒﲔ ﻟﻨﺎ أن اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻫﻮ ﻗﻄﺎع اﻟﻄﺎﻗﺔ ﺣﻴﺚ أن ﲨﻴﻊ
اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻷﺧﺮى وﻣﻨﻬﺎ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﻗﻴﻤﺔ اﳌﺆﺷﺮ ﻓﻴﻬﺎ أﻗﻞ ﲤﺎﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﻮاﺣﺪ؛ وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ
ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ﻏﲑ ﺗﻨﺎﻓﺴﻲ ،ﳍﺬا ﳚﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ أن ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﳊﻠﻮل اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺘﻪ
ﺣﱴ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﲢﻘﻴﻖ اﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﺬاﰐ ﻣﻦ اﻟﻐﺬاء ،وﺗﺘﻄﻠﻊ ﻟﺮﻓﻊ اﻟﺼﺎدرات ﺧﺎرج اﶈﺮوﻗﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ
اﳔﻔﺎض اﺳﻌﺎر اﻟﺒﱰول ﰲ اﻻﺳﻮاق اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ اﳔﻔﺎض اﳌﺪاﺧﻴﻞ ﻣﻦ اﶈﺮوﻗﺎت.
أﻣﺎ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﺣﺴﺐ ﺗﻘﺴﻴﻢ CHELEMﻓﻴﺘﻜﻮن ﻣﻦ اﳌﻨﺘﺠﺎت اﳌﺒﻴﻨﺔ ﰲ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺘﺎﱄ:
225
د.ﻃﺎﻟﺒﻲ ﺑﺪر اﻟﺪﻳﻦ ود .ﺻﺎﻟﺤﻲ ﺳﻠﻤﻰ / واﻗﻊ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺆﺷﺮات ﻗﻴﺎﺳﻬﺎ
اﻟﺸﻜﻞ رﻗﻢ : -05-ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺔ اﻟﻤﻨﺘﺠﺎت اﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﺣﺴﺐ ﻣﺆﺷﺮ اﻟﻤﻴﺰة اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ
اﻟﻈﺎﻫﺮة اﻟﻤﺤﺴﻮب ﺑﺎﻟﺼﻴﻐﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ 1989إﻟﻰ 2013
0 اﻟﺣﺑوب
1989
1991
1993
1995
1997
1999
2001
2003
2005
2007
2009
2011
2013
ﻣﻧﺗﺟﺎت زراﻋﯾﺔ أﺧرى
-10
-20
اﻟﻤﺼﺪر :ﻣﻦ إﻋﺪاد اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﺣﺴﺐ ﻣﻌﻄﻴﺎت ﻗﺎﻋﺪة اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ،CHELEMﺗﺎرﻳﺦ اﻻﻃﻼع .2015/04/17
ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻳﺘﺒﲔ ﻟﻨﺎ ﻋﺪم وﺟﻮد أي ﻣﻨﺘﺞ ﺗﻨﺎﻓﺴﻲ ﰲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ
،وﻫﺬا ﻣﺎ ﻓﻤﺆﺷﺮ اﳌﻴﺰة اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ اﻟﻈﺎﻫﺮة اﶈﺴﻮب ﺑﺎﻟﺼﻴﻐﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ أﻗﻞ ﲤﺎﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﻮاﺣﺪ < 1
ﻳﻌﻜﺲ ﻟﻨﺎ أن اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﻏﲑ ﺗﻨﺎﻓﺴﻲ ،ﻓﻔﺮع اﳊﺒﻮب ﺳﺠﻞ ﺗﺪﻫﻮرا ﻛﺒﲑا ﻣﻦ 1989إﱃ 2013
وﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ ﺟﺪا ﻣﻦ اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ،أﻣﺎ اﳌﻨﺘﺠﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﻷﺧﺮى واﳌﻨﺘﺠﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻏﲑ
اﻻﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﺴﺘﻘﺮة رﻏﻢ ﻋﺪم ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺘﻬﺎ .ﳍﺬا وﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ
وﺗﺮﻗﻴﺔ ﻫﺬﻩ اﳌﻨﺘﺠﺎت ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﻳﺘﻄﻮر اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﻛﻜﻞ وﺗﺼﻞ اﳉﺰاﺋﺮ إﱃ اﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﺬاﰐ.
.2.2.2اﻟﻤﺆﺷﺮات اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ:
ﻳﺘﻤﺜﻞ اﻟﺒﻌﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺬي ﻳﻠﻌﺒﻪ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﰲ ﺧﻠﻖ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﺷﻐﻞ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻳﺴﺎﻫﻢ ﰲ
اﳊﺪ ﻣﻦ اﳍﺠﺮة ﻣﻦ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ إﱃ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﳊﻀﺮﻳﺔ ،واﻟﱵ ﺗﺆدي إﱃ ﺗﺸﻜﻞ ﻗﺎﻋﺪة ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ
واﻟﻨﻬﻮض ﺑﺎﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ورﻓﻊ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﻌﻴﺸﺔ اﻷﻓﺮاد وﺗﻘﻠﻴﺺ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ واﻟﻔﻘﺮ واﳉﻮع واﻵﻓﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
اﻟﱵ ﺗﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ ﻛﻜﻞ .وﳝﻜﻦ أن ﻧﺒﲔ ﺗﻄﻮر ﻋﺪد ﻣﻨﺼﺐ اﻟﺸﻐﻞ ﰲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﰲ
اﳉﺪول اﻟﺘﺎﱄ:
226
اﻟﻌﺪد2015 - 31 : / ﻣﺠﻠﺔ ﻋﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﺘﺴﻴﻴﺮ واﻟﺘﺠﺎرة
2012 2011 2010 2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 اﻟﺴﻨﻮات
اﻟﻘﻮة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ
15285 15285 14968 10544 10315 9969 9731 9493 7798 7000
اﻟﻜﻠﻴﺔ )(A
اﻟﻘﻮة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ
2476 2443 2420 2358 2244 2220 1610 1381 1617 2113
اﻟﺰراﻋﻴﺔ )(B
ﻧﺴﺒﺔ)(%
16,2 15,98 16,16 22,36 21,75 22,27 16,54 14,54 20,73 30,18
Bﻣﻦ A
اﻟﻤﺼﺪر :اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ،أﻋﺪاد ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب اﻟﺴﻨﻮي ﻟﻺﺣﺼﺎءات اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ا ﻠﺪ ،30 ،31 ،32 ،33
،26 ،27 ،28 ،29ﻟﻠﺴﻨﻮات .2006 ،2007 ،2008 ،2009 ،2011 ،2012 ،2013 ،2014
ﻧﻼﺣﻆ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬا اﳉﺪول ﺗﻄﻮر اﻟﻘﻮة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ إﱃ أﺧﺮى وﻫﺬا راﺟﻊ
ﻟﺘﺰاﻳﺪ ﻋﺪد اﻟﺴﻜﺎن ﻣﻦ ﺟﻬﺔ وﻇﻬﻮر ﺑﻌﺾ اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﳉﺪﻳﺪة ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى ،ﻛﻤﺎ ﻧﻼﺣﻆ ﺗﺬﺑﺬب
اﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﰲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ إﱃ أﺧﺮى ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺄرﺟﺢ ﺑﲔ اﻟﺰﻳﺎدة واﻟﻨﻘﺼﺎن ،وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺸﺄن ﻟﻨﺴﺒﺔ
اﻟﻘﻮة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻮة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻜﻠﻴﺔ؛ ﻓﺒﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﻳﻮﻇﻒ %30ﻣﻦ اﻟﻘﻮة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ
اﻟﻜﻠﻴﺔ ﺳﻨﺔ 2003أﺻﺒﺢ ﻳﻮﻇﻒ %16ﻓﻘﻂ ﺳﻨﺔ ،2012وﻳﺮﺟﻊ اﻟﺴﺒﺐ ﰲ ذﻟﻚ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﻄﺎع ﻏﲑ
ﻣﺴﺘﻘﺮ ﻣﺮﺗﺒﻂ ارﺗﺒﺎﻃﺎ وﺛﻴﻘﺎ ﺑﺎﻟﻈﺮوف اﳌﻨﺎﺧﻴﺔ واﻟﺘﻘﻠﺒﺎت اﳌﻮﲰﻴﺔ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈن اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻌﺪم
اﻻﺳﺘﻘﺮار ﳑﺎ ﻳﻀﻄﺮ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺎل ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻓﺮص ﻋﻤﻞ ﺟﺪﻳﺪة ﰲ ﻗﻄﺎﻋﺎت أﻛﺜﺮ اﺳﺘﻘﺮارا ،ﻛﻤﺎ
أن دﺧﻞ اﻟﻌﺎﻣﻞ ﰲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﻣﻨﺨﻔﺾ ﻋﻦ ﻧﻈﲑﻩ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻷﺧﺮى ﳑﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺮوب
وﻫﺠﺮة اﻟﻴﺪ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ إﱃ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﲝﺜﺎ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﻌﻴﺸﻲ أﻓﻀﻞ.
.3.2.2ﻣﺆﺷﺮات ﺗﺠﺎرﻳﺔ )ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ اﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ(:
أ .ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ اﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﻗﻴﺔ اﻟﺼﺎدرات:
ﻳﻨﻌﻜﺲ ﺣﺠﻢ اﻟﺼﺎدرات ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﳕﻮ وﺗﻄﻮر اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ ،ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻜﺲ ﻣﺴﺎﳘﺔ ﻗﻄﺎع
اﻟﺰراﻋﺔ ﰲ اﻟﺼﺎدرات ﻋﻠﻰ ﻣﺪى وﺻﻮل اﻟﺪوﻟﺔ إﱃ ﲢﻘﻴﻖ اﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﺬاﰐ وﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﲣﺼﺺ ﻛﻞ ﺑﻠﺪ
227
د.ﻃﺎﻟﺒﻲ ﺑﺪر اﻟﺪﻳﻦ ود .ﺻﺎﻟﺤﻲ ﺳﻠﻤﻰ / واﻗﻊ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺆﺷﺮات ﻗﻴﺎﺳﻬﺎ
واﻟﺬي ﻳﻮﺟﻪ ﻓﺎﺋﻀﻪ ﳓﻮ اﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ،واﳉﺪول اﻟﺘﺎﱄ ﻳﺒﲔ ﻟﻨﺎ ﺗﻄﻮر اﻟﺼﺎدرات اﻟﺰراﻋﻴﺔ واﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﻟﻠﻔﱰة
:2012-2003
اﻟﺠﺪول رﻗﻢ :-05-ﺗﻄﻮر اﻟﺼﺎدرات اﻟﻜﻠﻴﺔ واﻟﺰراﻋﻴﺔ واﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﻣﻦ 2003إﻟﻰ 2012
اﻟﻘﻴﻤﺔ :ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر
2012 2011 2010 2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 اﻟﺴﻨﻮات
اﻟﺼﺎدرات
71866 73489 57035 45194 81238 57019 50586 44482 31775 24464 اﻟﻜﻠﻴﺔ
)(A
اﻟﺼﺎدرات
208.5 208.5 - - - 181 163 167 150 135 اﻟﺰراﻋﻴﺔ
)(B
اﻟﺼﺎدرات
116.29 116.29 - - - 138.4 105.4 76 68 51.5 اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ
)(C
ﻧﺴﺒﺔ B
0,3 0,3 - - - 0,3 0,3 0,4 0.5 0,6
ﻣﻦA
ﻧﺴﺒﺔ C
79,75 79,75 - - - 76,46 64,72 45,5 45,33 38,15
ﻣﻦ B
228
اﻟﻌﺪد2015 - 31 : / ﻣﺠﻠﺔ ﻋﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﺘﺴﻴﻴﺮ واﻟﺘﺠﺎرة
ﻣﻦ ﺧﻼل اﳉﺪول اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ﻧﻼﺣﻆ أن اﻟﺼﺎدرات اﻟﻜﻠﻴﺔ ﰲ ﺗﻄﻮر ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ إﱃ أﺧﺮى،
أﻣﺎ اﻟﺼﺎدرات اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻄﻮر ﻛﺬﻟﻚ وﻳﺮﺟﻊ اﻟﺴﺒﺐ إﱃ ﲨﻠﺔ اﻹﺻﻼﺣﺎت اﳌﺴﺘﻤﺮة اﻟﱵ
ﺷﻬﺪﻫﺎ اﻟﻘﻄﺎع ،ﺣﻴﺚ ﺳﺠﻠﺖ اﻟﺼﺎدرات اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﺳﻨﺔ 2003ﺣﻮاﱄ 135ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ،ووﺻﻠﺖ ﺳﻨﺔ
2012إﱃ 208,5ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﺑﺰﻳﺎدة ﺗﻘﺪر ﺑـ ،%154,44ﻛﻤﺎ ﻧﻼﺣﻆ أن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﺼﺎدرات
اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﻟﺼﺎدرات اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ اﻟﱵ ﻋﺮﻓﺖ ﺗﻄﻮرا ﻣﺴﺘﻤﺮا ﻣﻦ ﺳﻨﺔ إﱃ أﺧﺮى ،ﻓﺒﻌﺪﻣﺎ ﺳﺠﻠﺖ ﺳﻨﺔ
2003ﺣﻮاﱄ 51,5ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر أﺻﺒﺤﺖ ﺳﻨﺔ 2012ﺣﻮاﱄ 116,29ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ،ﺣﻴﺚ ﺑﻠﻐﺖ
ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺼﺎدرات اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺎدرات اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﺳﻨﺔ 2012ﺣﻮاﱄ %79,75أي ﺛﻠﺜﻲ اﻟﺼﺎدرات
اﻟﺰراﻋﻴﺔ.
ورﻏﻢ اﻟﺘﻄﻮرات اﻟﱵ ﺷﻬﺪﻫﺎ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﱵ ﻗﺎﻣﺖ ﺎ اﻟﺴﻠﻄﺎت
وﻣﺎ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ زﻳﺎدة ﺣﺠﻢ اﻟﺼﺎدرات اﻟﺰراﻋﻴﺔ إﻻ أن ﻫﺬﻩ اﻟﻨﺴﺒﺔ ﻣﺎزاﻟﺖ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﺗﻌﻜﺲ ﻟﻨﺎ ﻣﺪى
ﻫﺸﺎﺷﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ اﻟﺬي ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﱃ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺪﻳﺮ اﶈﺮوﻗﺎت ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺄرﺟﺢ ﺑﲔ %0,3
و %0,4و %0,5ﻣﻦ ﺣﺠﻢ اﻟﺼﺎدرات اﻟﻜﻠﻴﺔ ،وﺗﺘﻤﺜﻞ ﻣﻌﻈﻢ اﶈﺎﺻﻴﻞ اﳌﻮﺟﻬﺔ ﻟﻠﺘﺼﺪﻳﺮ ﰲ اﻟﺘﻤﺮ
واﳊﻤﻀﻴﺎت واﻟﺴﻜﺮ اﳋﺎم واﻟﺰﻳﻮت اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ.
ب .ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ اﻟﺰراﻋﺔ ﻓﻲ ﺗﺨﻔﻴﻒ اﻟﻮاردات وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﺬاﺗﻲ:
رﻏﻢ اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﻌﺪﻳﺪة اﻟﱵ ﺷﻬﺪﻫﺎ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ،ﻧﻈﺮا ﻷﳘﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﻘﻄﺎع ،إﻻ
أﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻠﺒﻴﺔ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻷﺳﻮاق اﶈﻠﻴﺔ ،وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﲢﻘﻴﻖ اﻻﻧﺘﺎج اﻟﺰراﻋﻲ زﻳﺎدات ﺧﻼل اﻟﻔﱰة
ﻣﻦ 2003إﱃ ،2012إﻻ أ ﺎ ﱂ ﺗﺼﻞ ﺑﻌﺪ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﺬاﰐ واﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺣﺠﻢ اﻟﻮاردات
ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﱵ ﺗﻜﻠﻒ اﳋﺰﻳﻨﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﺿﺨﻤﺔ ﻧﻈﺮا ﻻرﺗﻔﺎع اﺳﻌﺎرﻫﺎ ﰲ اﻻﺳﻮاق اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ،
وزﻳﺎدة اﻟﻄﻠﺐ اﶈﻠﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وﳝﻜﻦ ﺑﻴﺎن ﺗﻄﻮر اﻟﻮاردات اﻟﺰراﻋﻴﺔ واﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﰲ اﳉﺪول اﻟﺘﺎﱄ:
229
د.ﻃﺎﻟﺒﻲ ﺑﺪر اﻟﺪﻳﻦ ود .ﺻﺎﻟﺤﻲ ﺳﻠﻤﻰ / واﻗﻊ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺆﺷﺮات ﻗﻴﺎﺳﻬﺎ
2012 2011 2010 2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 اﻟﺴﻨﻮات
اﻟﻮاردات
47490 47247 40473 39294 39479 27441 21274 20048 18308 13533
اﻟﻜﻠﻴﺔ)(A
اﻟﻮاردات
7827 7827 - - - 6076 4631 4622 4653 3560
اﻟﺰراﻋﻴﺔ)(B
اﻟﻮاردات
5515 5515 - - - 4874 4103 3957 3334 2601
اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ)(C
16.6 16,6 - - - 22,1 21,76 23,1 25,4 26,3 ﻧﺴﺒﺔ BﻣﻦA
70,5 70,5 - - - 80,2 88,6 85,6 71,6 73 ﻧﺴﺒﺔ CﻣﻦB
ﻣﻦ ﺧﻼل اﳉﺪول ﻧﻼﺣﻆ ﺗﻄﻮر اﻟﻮاردات اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ إﱃ أﺧﺮى ﻓﻔﻲ ﺳﻨﺔ 2003
ﺳﺠﻠﺖ 13533ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر أﻣﺮﻳﻜﻲ ،وﰲ ﺳﻨﺔ 2011ﺑﻠﻐﺖ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻮاردات اﻟﻜﻠﻴﺔ 47247ﻣﻠﻴﻮن
دوﻻر ﺑﺰﻳﺎدة ﻗﺪرﻫﺎ %349,12وﻫﻲ ﻧﺴﺒﺔ ﻛﺒﲑة ﺟﺪا ﺗﻌﻜﺲ ﺣﺠﻢ اﳍﺸﺎﺷﺔ اﻟﱵ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺎ اﻻﻗﺘﺼﺎد
اﻟﻮﻃﲏ .أﻣﺎ اﻟﻮاردات اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﺸﻬﺪت ﻫﻲ اﻷﺧﺮى ﺗﻄﻮرا ﻣﻦ ﺳﻨﺔ إﱃ أﺧﺮى وﻫﺬا دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أن
اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﱂ ﺗﺼﻞ إﱃ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﳌﺮﺟﻮة ﻣﻨﻬﺎ ،ﻓﺒﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻨﺔ 2003ﺣﻮاﱄ 3560
230
اﻟﻌﺪد2015 - 31 : / ﻣﺠﻠﺔ ﻋﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﺘﺴﻴﻴﺮ واﻟﺘﺠﺎرة
ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر وﻫﺬﻩ اﻟﻨﺴﺒﺔ ﲤﺜﻞ %26,3ﻣﻦ ﺣﺠﻢ اﻟﻮاردات اﻟﻜﻠﻴﺔ أﺻﺒﺤﺖ ﺳﻨﺔ 2012ﺣﻮاﱄ
7827ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر أﻣﺮﻳﻜﻲ ﺑﺰﻳﺎدة ﻗﺪرﻫﺎ ،%219,85وﺗﺘﻤﺜﻞ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻮاردات اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻣﻦ واردات
ﻏﺬاﺋﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﲤﺜﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ %80ﻣﻦ ﺣﺠﻢ اﻟﻮاردات اﻟﺰراﻋﻴﺔ ،وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﺗﺒﻌﻴﺔ اﳉﺰاﺋﺮ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ
اﻟﻐﺬاء ﻟﻠﺪول اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ ،ﻓﺮﻏﻢ اﻻﺻﻼﺣﺎت اﻟﻌﺪﻳﺪة اﻟﱵ ﺷﻬﺪﻫﺎ ﻫﺬا اﻟﻘﻄﺎع إﻻ أن اﳉﺰاﺋﺮ ﱂ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ
ﲢﻘﻴﻖ اﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﺬاﰐ ﰲ اﻟﻐﺬاء ،وﻣﻌﻈﻢ اﻷﻏﺬﻳﺔ اﻟﱵ ﺗﺴﺘﻮردﻫﺎ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﻟﺴﻠﻊ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻛﺎﻟﻘﻤﺢ واﻷرز
واﻟﺒﻘﻮﻟﻴﺎت وﺣﱴ اﻟﺒﻄﺎﻃﺎ اﻟﱵ ﱂ ﺗﺴﺘﻄﻊ أن ﲢﻘﻖ اﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﺬاﰐ ﺎ ﻟﻜﺜﺮة اﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﺳﺠﻠﺖ
ﰲ اﻟﺴﻨﻮات 2010و 2011و 2012ﺣﻮاﱄ 74,43ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر أﻣﺮﻳﻜﻲ.31
ج .اﻟﻤﻴﺰان اﻟﺘﺠﺎري ﻟﻠﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ:
ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﻌﺪﻳﺪة اﻟﱵ ﻗﺎﻣﺖ ﺎ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﻟﻠﻨﻬﻮض ﺑﺎﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ
إﻻ أن اﳌﻴﺰان اﻟﺘﺠﺎري اﻟﺰراﻋﻲ ﺑﻘﻲ ﳛﻘﻖ ﻋﺠﺰا ،واﳉﺪول اﻟﺘﺎﱄ ﻳﺒﲔ ذﻟﻚ.
اﻟﺠﺪول رﻗﻢ :-07-ﺗﻄﻮر اﻟﻤﻴﺰان اﻟﺘﺠﺎري اﻟﺰراﻋﻲ ﻣﻦ 2003إﻟﻰ 2012
اﻟﻘﻴﻤﺔ :ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر
2012 2011 2010 2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 اﻟﺴﻨﻮات
اﻟﺼﺎدرات
208.5 208.5 - - - 181 163 167 150 135
اﻟﺰراﻋﻴﺔ
اﻟﻮاردات
7827 7827 - - - 6076 4631 4622 4653 3560
اﻟﺰراﻋﻴﺔ
اﻟﻤﻴﺰان
7618.5 7618.5
- -
- - - -5895 -4468 -4455 -4503 -3425 اﻟﺘﺠﺎري
اﻟﺰراﻋﻲ
231
د.ﻃﺎﻟﺒﻲ ﺑﺪر اﻟﺪﻳﻦ ود .ﺻﺎﻟﺤﻲ ﺳﻠﻤﻰ / واﻗﻊ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺆﺷﺮات ﻗﻴﺎﺳﻬﺎ
ﻣﻦ ﺧﻼل اﳉﺪول اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻳﺘﺒﲔ ﻟﻨﺎ أن اﳌﻴﺰان اﻟﺘﺠﺎري اﻟﺰراﻋﻲ ﺣﻘﻖ ﻋﺠﺰ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل اﻟﻔﱰة ﻣﻦ
2003إﱃ 2012ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﳕﻮ اﻟﺼﺎدرات اﻟﺰراﻋﻴﺔ إﻻ أن ﻋﺠﺰ اﳌﻴﺰان اﻟﺘﺠﺎري ﱂ ﳛﻘﻖ أي
ﲢﺴﻦ ،ﺣﻴﺚ ارﺗﻔﻊ ﻫﺬا اﻟﻌﺠﺰ ﻣﻦ 3425ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﺳﻨﺔ 2003إﱃ 7618.5ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﺳﻨﺔ
.2012ﻛﻤﺎ ﻧﻼﺣﻆ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﻔﺮق اﻟﻜﺒﲑ ﺑﲔ ﺣﺠﻢ اﻟﺼﺎدرات اﻟﺰراﻋﻴﺔ واﻟﻮاردات
اﻟﺰراﻋﻴﺔ وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﻟﻨﺎ اﻟﻌﺠﺰ اﻟﻜﺒﲑ ﰲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ اﳉﺰاﺋﺮي اﻟﺬي ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻐﻄﻴﺔ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت
اﻟﺴﻜﺎن رﻏﻢ اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﻌﺪﻳﺪة اﻟﱵ ﺷﻬﺪﻫﺎ ﻫﺬا اﻟﻘﻄﺎع.
اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ:
ﻳﻠﻌﺐ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ دورا ﻣﻬﻤﺎ ﰲ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،ﻧﻈﺮا ﳌﺴﺎﳘﺘﻪ ﰲ ﺗﻮﻓﲑ
ﻣﻨﺎﺻﺐ ﺷﻐﻞ ﻷﻓﺮاد ا ﺘﻤﻊ وﺗﻮﻓﲑ اﻟﻐﺬاء واﳌﻮاد اﻻوﻟﻴﺔ ﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﶈﻠﻴﺔ ،ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻌﺐ دورا ﻫﺎﻣﺎ ﰲ
ﺗﺮﻗﻴﺔ اﻟﺼﺎدرات واﳊﺪ ﻣﻦ اﻟﻮاردات.
إذ ﻳﻮاﺟﻪ ﻫﺬا اﻟﻘﻄﺎع ﲢﺪﻳﲔ رﺋﻴﺴﻴﲔ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ اﶈﺮك اﻻﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻨﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﻣﻦ ﺟﻬﺔ
أﺧﺮى اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻻﺳﺎﺳﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻷﻣﻦ اﻟﻐﺬاﺋﻲ اﻟﻮﻃﲏ .ﺣﻴﺚ ﰎ ﺑﻨﺎء اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ﺗﺪرﳚﻴﺎ
ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﺪاﺑﲑ واﺟﺮاءات ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺮد ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻠﺒﺎت اﳌﺘﺰاﻳﺪة ﻟﻠﻐﺬاء واﻟﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮى اﳌﻌﻴﺸﺔ ﰲ
اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ،وﻫﺬا ﻟﻠﻮﺻﻮل إﱃ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ واﻻرﺗﻘﺎء ﲟﻌﻴﺸﺔ اﻓﺮاد ا ﺘﻤﻊ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺒﺤﺚ
اﳌﺴﺘﻤﺮ واﻟﺘﻄﻠﻊ ﻟﻠﺘﺤﺪﻳﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﻨﺎﲡﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﻐﲑات اﻟﱵ ﺗﻄﺮأ ﻋﻠﻰ اﳊﺮﻛﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ
واﻟﺪﳝﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ واﻟﺒﻴﺌﻴﺔ.
232
اﻟﻌﺪد2015 - 31 : / ﻣﺠﻠﺔ ﻋﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﺘﺴﻴﻴﺮ واﻟﺘﺠﺎرة
إن اﳌﺴﺄﻟﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﳌﻄﺮوﺣﺔ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﻫﻲ اﻟﻮﺻﻮل إﱃ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ
اﳌﺴﺘﺪاﻣﺔ ،اﻟﱵ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﲢﺴﲔ اﻷوﺿﺎع اﳌﻌﻴﺸﻴﺔ ﻟﻠﺴﻜﺎن وﲣﻔﻴﻒ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ .وﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﰲ
اﳉﺰاﺋﺮ ﳚﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ:
ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻷرﻳﺎف ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻮﻓﲑ ﺳﺒﻞ اﻟﻌﻴﺶ اﳊﺴﻨﺔ ﳍﻢ ﳊﺪ اﳍﺠﺮة إﱃ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻮﻓﲑ ﻣﻨﺎﺻﺐ
اﻟﺸﻐﻞ وﲣﻔﻴﻒ اﻟﻔﻘﺮ وﻧﺸﺮ اﻟﻮﻋﻲ؛
وﺿﻊ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎت ﻓﻌﺎﻟﺔ ﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﳌﻨﺎﺧﻴﺔ واﳊﺪ ﻣﻦ اﻵﺛﺎر اﳌﻨﺎﺧﻴﺔ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل
اﳊﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺜﺮوة اﳌﺎﺋﻴﺔ اﳌﺘﺄﺗﻴﺔ ﻣﻦ اﻷﻣﻄﺎر واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻈﻬﺎ ﻟﻼﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﺳﻘﻲ اﻷراﺿﻲ
اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﻧﻘﺺ اﳌﻴﺎﻩ ﰲ ﻓﱰات اﳉﻔﺎف؛
اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ؛ اﻟﱵ ﺗﺸﻤﻞ اﳍﻨﺪﺳﺔ اﻟﻮراﺛﻴﺔ ﻟﺘﺤﺴﲔ اﻻﻧﺘﺎج وﺧﻔﺾ اﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ
وﺗﻄﻮﻳﺮ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﳌﻨﺘﺠﺎت اﻟﺰراﻋﻴﺔ؛
اﺳﺘﺼﻼح أﻛﱪ ﻋﺪد ﳑﻜﻦ ﻣﻦ اﻷراﺿﻲ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻟﺰﻳﺎدة اﻻﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮل ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻻﻛﺘﻔﺎء
اﻟﺬاﰐ ﻟﻠﻐﺬاء وﺳﺪ اﻟﻔﺠﻮة اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ وأن اﳉﺰاﺋﺮ ﻣﻦ أﻛﱪ اﳌﺴﺘﻮردﻳﻦ ﻟﻠﻐﺬاء وﻻ ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ إﻻ
ﺑﺰﻳﺎدة اﻻرﺷﺎد اﻟﺰراﻋﻲ ورﻓﻊ اﻟﻮﻋﻲ ﻟﺪى اﻟﻔﻼﺣﲔ واﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺒﺤﻮث واﻟﺪراﺳﺎت واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ
اﳊﺪﻳﺜﺔ؛
ﺟﻌﻞ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﺒﻞ اﻟﻀﺮورﻳﺔ واﻟﺒﺪاﺋﻞ اﻹﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺼﺎدرات ﺧﺎرج اﶈﺮوﻗﺎت ﻋﻦ
ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﳌﻨﺘﺠﺎت اﻟﱵ ﲢﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﳉﺰاﺋﺮ ﻣﻴﺰة ﺗﺼﺪﻳﺮﻳﺔ ﻛﺎﻟﺘﻤﻮر واﻟﻔﻠﲔ وﺗﻄﻮﻳﺮ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺰراﻋﻲ ﰲ
اﳌﻨﺘﺠﺎت ﻏﲑ اﻟﺘﺼﺪﻳﺮﻳﺔ؛
ﺗﻮﻓﲑ ﳕﻮذج زراﻋﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ وﺗﻮﺳﻴﻊ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ وﻣﻨﻬﺎ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺸﺮاﻛﺔ
ﺑﲔ اﻟﻘﻄﺎﻋﲔ اﻟﻌﺎم واﳋﺎص؛
ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ودﻋﻤﻬﺎ ﺑﺈﺻﻼﺣﺎت وﺗﺪاﺑﲑ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ رﻓﻊ اﻟﺘﺤﺪي ﻟﻠﻮﻗﻮف
ﻋﻠﻰ واﻗﻊ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ اﳉﺰاﺋﺮي؛
ﻣﻦ ﺧﻼل ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻹﻧﻌﺎش اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺿﺨﺖ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﺧﺼﺼﺖ ﺟﺰء ﺿﺌﻴﻞ ﻣﻨﻬﺎ
ﻟﺪﻋﻢ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ،ورﻏﻢ ذﻟﻚ ﱂ ﺗﺘﺤﺴﻦ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﺑﻞ اﻧﻌﻜﺴﺖ ﺳﻠﺒﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي،
ﳍﺬا ﳚﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ أن ﺗﻘﻮم ﺑﺪراﺳﺎت ﻣﻌﻤﻘﺔ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ ﻗﺒﻞ اﻟﻘﻴﺎم ﲟﺜﻞ ﻫﺬﻩ
اﻟﱪاﻣﺞ ﺣﱴ ﻻ ﺗﻀﻴﻊ ﻓﺮﺻﺔ ﳕﻮ ﻫﺬا اﻟﻘﻄﺎع اﳊﺴﺎس ﻟﻠﻮﺻﻮل ﺑﻪ ﻟﻼﻛﺘﻔﺎء اﻟﺬاﰐ؛
233
د.ﻃﺎﻟﺒﻲ ﺑﺪر اﻟﺪﻳﻦ ود .ﺻﺎﻟﺤﻲ ﺳﻠﻤﻰ / واﻗﻊ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺆﺷﺮات ﻗﻴﺎﺳﻬﺎ
ﺗﻮﻓﲑ اﳌﻮاد اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﻷﻓﺮاد ا ﺘﻤﻊ اﳉﺰاﺋﺮي اﻟﺬي ﺗﻀﺎﻋﻒ أرﺑﻊ ﻣﺮات ﻣﻨﺬ اﻻﺳﺘﻘﻼل ،ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻮﻓﲑ
اﻟﺴﺒﻞ اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ واﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻮاردات اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﻟﻠﻮﺻﻮل ﻟﻼﻛﺘﻔﺎء اﻟﺬاﰐ؛
ﻣﻦ ﺧﻼل دراﺳﺔ ﻣﺆﺷﺮات اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﺗﺒﲔ ﻟﻨﺎ أن اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﳌﻄﺒﻘﺔ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﱂ ﺗﺮﻗﻰ
ﻟﻠﻤﺴﺘﻮى اﳌﻄﻠﻮب ﻣﻨﻬﺎ ،إذ ﻣﺎزال ﻗﻄﺎع اﶈﺮوﻗﺎت اﳌﻜﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻨﺎﺗﺞ اﶈﻠﻲ اﻹﲨﺎﱄ ،أﻣﺎ ﺑﺎﻗﻲ
اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت وﻣﻨﻬﺎ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﻓﻤﺴﺎﳘﺘﻬﺎ ﰲ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﶈﻠﻲ اﻹﲨﺎﱄ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﺟﺪا ،ﳍﺬا وﺟﺐ ﻋﻠﻰ
اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺗﺪارك ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻧﻘﺎط اﻟﻀﻌﻒ ﰲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ وﳏﺎوﻟﺔ
ﻣﻌﺎﳉﺘﻬﺎ ﰲ أﻗﺮب وﻗﺖ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ا ﻴﺎر أﺳﻌﺎر اﻟﺒﱰول.
وﰲ اﻷﺧﲑ ،ﻓﺈن ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ اﻹﺟﺮاءات واﻟﺘﺪاﺑﲑ اﻟﱵ ﳚﺐ
ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻠﻨﻬﻮض ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺗﺪﱐ أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ ﰲ اﻷﺳﻮاق
اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺬي اﻧﺒﺜﻖ ﻋﻨﻪ ﻧﻘﺺ ﻣﺪاﺧﻴﻞ اﳋﺰﻳﻨﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻟﱵ ﺳﺘﻨﻌﻜﺲ ﺳﻠﺒﺎ ﻋﻠﻰ إﻧﻌﺎش اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﲏ.
234
اﻟﻌﺪد2015 - 31 : / ﻣﺠﻠﺔ ﻋﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻟﺘﺴﻴﻴﺮ واﻟﺘﺠﺎرة
اﻟﻬﻮاﻣﺶ
1
Wikipedia sur le site www.wikipédia.org dernière visite le 14/06/2015.
2ﻏﺮدي ﳏﻤﺪ ،اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ اﳉﺰاﺋﺮي واﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺪﻋﻢ واﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﰲ ﻇﻞ اﻻﻧﻀﻤﺎم إﱃ اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻠﺘﺠﺎرة ،أﻃﺮوﺣﺔ
ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﻟﺪﻛﺘﻮراﻩ ﰲ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳉﺰاﺋﺮ ،3اﳉﺰاﺋﺮ ،2012 ،ص.8
3اﳌﺎدة L 820-1ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺮﻳﻔﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ.
4اﻟﻄﺎﻫﺮ ﻣﱪوﻛﻲ ،اﻷﻣﻦ اﻟﻐﺬاﺋﻲ ﰲ اﳌﻐﺮب اﻟﻌﺮﰊ ،ﳎﻠﺔ اﻟﺒﺎﺣﺚ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﺻﺪي ﻣﺮﺑﺎح ورﻗﻠﺔ ،اﳉﺰاﺋﺮ ،اﻟﻌﺪد ،09
،2011ص .193
5ﻋﺰاوي أﻋﻤﺮ ،اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﰲ ﻇﻞ اﳌﺘﻐﲑات اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ وواﻗﻊ زراﻋﺔ اﻟﻨﺨﻴﻞ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ،اﻃﺮوﺣﺔ
ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﻟﺪﻛﺘﻮراﻩ ﰲ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳉﺰاﺋﺮ ،اﳉﺰاﺋﺮ ،2005 ،ص ص.10،9
6أﲪﺪ ﻟﻌﻤﻰ ،ﻋﺰاوي ﻋﻤﺮ ،اﻧﻌﻜﺎﺳﺎت اﻻﺻﻼح اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻟﺘﻜﻴﻴﻒ اﳍﻴﻜﻠﻲ ﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﺔ وأﺛﺮﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت
اﻟﺰراﻋﻴﺔ ،ﻣﻠﺘﻘﻰ وﻃﲏ اﻻول ﺣﻮل اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ وﲢﺪﻳﺎت اﳌﻨﺎخ اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﳉﺪﻳﺪ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻌﺪ دﺣﻠﺐ
اﻟﺒﻠﻴﺪة 22 ،و 23اﻓﺮﻳﻞ ،2003ص .62
7اﳌﺎدة اﻻوﱃ ﻣﻦ اﻻﻣﺮ رﻗﻢ 653/68اﳌﺆرخ ﰲ 1968/12/30اﳋﺎص ﺑﺎﻟﺘﺴﻴﲑ اﻟﺬاﰐ ﰲ اﻟﻔﻼﺣﺔ.
8ﻓﻮزﻳﺔ ﻏﺮﰊ ،اﻟﺰراﻋﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﺑﲔ اﻻﻛﺘﻔﺎء واﻟﺘﻌﺒﺌﺔ ،اﻃﺮوﺣﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﻟﺪﻛﺘﻮراﻩ ﰲ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻣﻨﺘﻮري ،ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ،اﳉﺰاﺋﺮ ،2008 ،ص .94
9ﻋﻤﺮ ﺟﻨﻴﻨﺔ ،دور اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﰲ اﻣﺘﺼﺎص اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﺑﺎﳉﺰاﺋﺮ ،اﳌﻠﺘﻘﻰ اﻟﺪوﱄ ﺣﻮل اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﳊﻜﻮﻣﺔ ﰲ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ
اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ وﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﳌﺴﺘﺪاﻣﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳌﺴﻴﻠﺔ ﻳﻮﻣﻲ 15و 16ﻧﻮﻓﻤﱪ ،2011ص .9
10ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق ﺧﻠﻒ ﳏﻤﺪ اﻟﻄﺎﺋﻲ ،ﲢﻮﻻت ﻗﻄﺎع اﻟﺰراﻋﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﰲ ﻋﻬﺪ اﻻﺳﺘﻘﻼل ،ﻣﻘﺎل ﻣﻨﺸﻮر ﰲ ﺟﺮﻳﺪة دﻧﻴﺎ اﻟﻮﻃﻦ
)ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻟﻜﱰوﻧﻴﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ( ،ﺑﺘﺎرﻳﺦ ،2010/06/03ﻋﻠﻰ اﳌﻮﻗﻊ اﻻﻟﻜﱰوﱐ www.alwatanvoice.com
14اﻟﻘﺎﻧﻮن 18-83اﳌﺆرخ ﰲ 4ذو اﻟﻘﻌﺪة ﻋﺎم 1403اﳌﻮاﻓﻖ ﻟـ 13أوت 1983اﳌﺘﻀﻤﻦ ﺣﻴﺎزة اﳌﻠﻜﻴﺔ اﻟﻔﻼﺣﻴﺔ.
15ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق ﺧﻠﻒ ﳏﻤﺪ اﻟﻄﺎﺋﻲ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻩ.
235
د.ﻃﺎﻟﺒﻲ ﺑﺪر اﻟﺪﻳﻦ ود .ﺻﺎﻟﺤﻲ ﺳﻠﻤﻰ / واﻗﻊ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻣﺆﺷﺮات ﻗﻴﺎﺳﻬﺎ
16ﺑﻮﺻﺒﻴﻌﺎت ﺳﻮﺳﻦ ،اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﳊﻖ اﳌﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ اﳌﺴﺘﺜﻤﺮات اﻟﻔﻼﺣﻲ ،ﻣﺬﻛﺮة ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﳌﺎﺟﻴﺴﺘﲑ ﰲ
اﳊﻘﻮق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻨﺘﻮري ﻗﺴﻨﻄﻴﻨﺔ ،اﳉﺰاﺋﺮ ،2007 ،ص .57
21ﳏﻤﺪ ﻣﺴﻌﻲ ،ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻻﻧﻌﺎش اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ وأﺛﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻤﻮ ،ﳎﻠﺔ اﻟﺒﺎﺣﺚ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﺻﺪي ﻣﺮﺑﺎح ورﻗﻠﺔ،
اﳉﺰاﺋﺮ ،اﻟﻌﺪد ،2012 ،10ص .147
22ﻋﻼم ﻋﺜﻤﺎن ،واﻗﻊ اﳌﻨﺎخ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎري ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ﻣﻊ إﺷﺎرة ﻟﱪاﻣﺞ اﻻﻧﻌﺎش اﻻﻗﺘﺼﺎدي ،2014-2001اﳌﻠﺘﻘﻰ اﻟﻌﺮﰊ
اﻷول ﺣﻮل اﻟﻌﻘﻮد اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﳉﺪﻳﺪة ﺑﲔ اﳌﺸﺮوﻋﻴﺔ واﻟﺜﺒﺎت اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ،اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻدارﻳﺔ ﻳﻮﻣﻲ 25و 28
ﺟﺎﻧﻔﻲ ،ﺷﺮم اﻟﺸﻴﺦ ،ﲨﻬﻮرﻳﺔ ﻣﺼﺮ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،2015 ،ص .4
23ﺑﻮﻓﻠﻴﺢ ﻧﺒﻴﻞ ،دراﺳﺔ ﺗﻘﻴﻴﻤﻴﺔ ﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻻﻧﻌﺎش اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﳌﻄﺒﻘﺔ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ﰲ اﻟﻔﱰة 2000ـ ،2010ﳎﻠﺔ أﲝﺎث
اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وإدارﻳﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺧﻀﲑ ﺑﺴﻜﺮة ،اﳉﺰاﺋﺮ ،اﻟﻌﺪد ،12دﻳﺴﻤﱪ ،2012ص .253
30ﳌﻌﺮﻓﺔ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﺣﻮل ﻫﺬا اﳌﺆﺷﺮ وﻛﻴﻔﻴﺔ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﳝﻜﻦ اﻟﺮﺟﻮع إﱃ ﻗﺎﻋﺪة اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت CHELEMﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ
http://www.cepii.fr/cepii/fr
236