انتقل إلى المحتوى

نيكوس كازانتزاكيس

من ويكي الاقتباس


نيكوس كازانتزاكيس
(1883 - 1957)

نيكوس كازانتزاكيس
نيكوس كازانتزاكيس
طالع أيضاً...

السيرة في ويكيبيديا

وسائط متعددة في كومنز

أعماله في Cervantes Virtual

لقد رأيت ذات مرّة نحلة تغرق في عسلها وتعلمت درساً..

نيكوس كازنتزاكيس مؤلف قصائد, روايات, مقالات, مسرحيات, يوناني, ربما كان أهم الكتاب والفلاسفة اليونانيين في القرن العشرين وأكثرهم ترجمة .

أقواله

[عدل]
قلت لشجرة اللوز:

حدّثيني عن الله يا أخت،

فأزهرت شجرة اللوز!

نيكوس كازنتزاكيس

رياضات روحية: مخلِّصو الله

[عدل]

مقاطع من كتاب تصوف - منقذو الآلهة لنيكوس كازانتزاكيس وهو كاتب وفيلسوف يوناني (1883 - 1957) " لا آمل في شيء. لا أخشى شيئا. أنا حر".

نأتي من هاوية مظلمة وننتهي إلى مثيلتها .. أما المسافة المضيئة بين الهاويتين فنسميها الحياة . لحظة أن نولد تبدأ رحلة العودة . الانطلاق والعودة في آن . كل لحظة نموت .. لهذا جاهر كثيرون إن هدف هذه الحياة هو الموت . ما أن نولد حتى تبدأ محاولاتنا في أن نخلق ونبتكر ، أن نجعل للمادة حياة .. كل لحظة نولد .. لهذا جاهر كثيرون إن هدف الحياة الدنيا هو الخلود . في الأجسام الحية الفانية يتصارع هذان التياران : الصاعد ، نحو التركيب ، نحو الحياة ، نحو الخلود. الهابط ، نحو التحلل ، نحو المادة ، نحو الموت .

"وفي لحظات مفاجئة ومقيتة تومض عبري فكرة: هذا كنه لعبة قاسية وعبثية دون بداية أو نهاية أو معنى. لكنني أقيد نفسي ثانية، وبسرعة، إلى عجلات الضرورة ويبدأ الكون كنه بالدوران حولي مرة أخرى. الانضباط هو أعلى أشكال الفضيلة. هكذا فقط يمكن أن تتوازن القوة والرغبة وتثمر مساعي الإنسان. هكذا، بوضوح، وصرامة، يمكن أن تحدد عجز العقل وراء الظواهر - قبل أن تنطلق نحو الخلاص. يمكن ألا تنقذك طريقة أخرى."

"لن أقبل الحدود، لا تستطيع المظاهر أن تحتويني، أختنق! إن الواجب الثاني هو أن أنزف في هذا الألم وأعيشه بعمق. العقل صبور ويعدل نفسه، ويحب اللعب، لكن القلب يصبح متوحشا ولا يتنازل ليلعب. إنه يختنق ويندفع ليمزق شباك الضرورة."

"نعم، إن هدف الأرض ليس الحياة، وليس الإنسان. عاشت الأرض دون هذين، وستعيش بدونهما. إنهما ليس إلا الشرارتين العابرتين لدورانها العنيف. لنتحد، لنمسك بعضنا بعضا بشدة، لنوحد قلوبنا، لنخلق - طالما أن دف ء هذه الأرض يتحمل، طالما أنه ليست هناك زلازل وطوفانات وجبال جليد ونيازك تأتي لتدمرنا - لنخلق للأرض دماغاً وقلبا ونمنح معنى إنسانيا للصراع السوبرماني. إن الألم هو واجبنا الثاني."

"نحن نحارب لأننا نستمتع بذلك. نغني حتى إذا لم نجد أذناً تضغي لغنائنا. نعمل حتى إذا لم نجد رب عمل يدفع لنا أجرنا اليومي عند الأصيل..نحن لا نعمل للغير. إذن نحن أرباب العمل."

"إن صلاتي ليست ندبة شحاذ، ولا اعترافات عاشق، ولا حسابات متواضعة لتاجر مقايضة صغير: وهبتك فاعطني. إن صلاتي هي تقرير من جندي إلى قائده: هذا ما فعلته اليوم.. هكذا حاربت لكي أنقذ قطاعي الخاص طوال المعركة، هذه هي المعوقات التي واجهتها.. وهكذا أفكر استعدادا لمعركة الغد."

"عليك أن تنجو من البساطة الفجّة للعقل الذي ينظّم ويأمل في السيطرة على الظواهر، عليك أن تنجو من رعب القلب الذي يبتغي ويأمل العثور على الجوهر"

"أنا مخلوقٌ مؤقت وضعيف، مصنوع من طين وأحلام لكني أدرك أن في داخلي تصطخب كل قوى الكون."

"واجبي أن أحطم الجسد، أن أتدفّق وألتحم باللامرئي، أن يصمت العقل لكي أسمع صياح اللامرئي."

"عليك أن تكون متوترا وممتعضا وغير متكيف أبدا، وحين تمتلكك إحدى العادات عليك أن تحطمها، إن أكبر الأخطاء هو الاستسلام للرضا."

"لست نقيا، ولست مطمئنا. السعادة لا تطاق والشقاء لا يطاق. أنا مليء بهمهمات ذعر وظلام، أتدفق دموعا ودماء داخل زريبة لحمي الساخنة هذه"

"أمنح نفسي كل شيْ، أحب، أتألم، أكافح. عالمي يمتد لأبعد مما يتخيل العقل"

"إلهي ليس كلّي القوة، إنه يكافح ويواجه الخطر في كلّ لحظة، يرتجف ويترنّح عبر المخلوقات كلّها ويصرخ، يتعرض للهزيمة بلا انقطاع، ثمّ ينهض ممتلئًا بالدم والتراب ليبدأ كفاحه من جديد"

"ما فائدة إخضاع الأرض والمياه والهواء وغزو الفضاء والزمن! ما فائدة فهم أية قوانين تحكم السراب الذي يرتفع من الصحارى المخترقة للعقل، وظهوره وتكرره؟"

"إن كروم هذه الأرض ملك لنا. انها لحمنا ودمنا..نحن الذين نحفر لها التربة ونشذب فروعها ونجني عنبها ونعصره. ونشرب النبيذ ونغني ونبكي، وتصعد إلى رؤوسنا أفكار وأحلام."

"إن واجبك وأنت تقدم خدمتك التطوعية لبني جنسك هو أن تشعر في داخلك بكل الأسلاف. واجبك الثاني هو أن تضيء انطلاقتهم وأن تواصل عملهم. واجبك الثالث هو أن تنقل إلى ابنك الواجب الأكبر وهو أن يتجاوزك"

"أنا سلّة مليئة باللحم والعظام والدم والدموع والعرق، بالرغبات والرؤى "

"العالم، على ما يبدو لي، أوسع من المخ، وقلبي سر كليِّ القدرة، مظلم"

"الآن بت أعلم: لا أرجو شيئًا، لا أخشى شيئًا؛ فلقد تحررت ذهنًا وقلبًا. لقد صعدت أعلى. أنا حر. هذا ما أريد، ولا شيء آخر. كنت أفتش عن الحرية"

الثعبان والزنبقة

[عدل]

"تجىء روحى من عوالم أنقى وحنينى للنجوم لا شفاء منه، وأفراح هذا العالم قليلة بالنسبة لى، والمجد ليس إلا سخرية من رغباتى، والحب لا يمكنه أن يقنع قلبى.. ليس سوى رذاذ يسقط على رمال الصحراء المحرقة.. سائر في نومى أسير في هذا العالم، مفتوح العينين ولا أرى شيئاً.. أحمل عوالم غريبة في داخلى وأنظر إليها ليلاً ونهاراً.. عوالم عظيمة وجميلة تتوحد مع الألم الذى يجلس دون حراك على روحى. أسير على التربة وأرى بحار التناسق الشاسعة أمامى وسفناً تلمع وتختفى ونجوماً تبزغ مثل شموس وتبتسم."

"كان حرياً بنا أن نولد هنا،ملاكين أغنياء منعزلين،كمثل اللوردات الذين قابلتهم والذين يقطنون في مقاطعات الريف الانكليزي البعيدة،في داخل قلاعِ قديمة مريحة،مزينة بلوحات أسلافهم.......وحين أموت سيكتب كاتب سيرتي،إنني كنت ذات طبيعة متزهدة ،رجل أينع على حياة الحرمان...ولن يعرف أحد أنني إنتهيت كزاهد فذلك فقط لأنني أفضل العري على البزة البرجوازية الرخيصة المخزية"

"أشعر بشوق عارم في داخلى للجبال العالية والآفاق العريضة والهواء الحر فوق الغيوم. صقر يكمن فىّ ويحفر قلبى شاقا طريقه كى يبحث عن موطنه.. روحى باتت مرهقة من تطواف الأرض وأمسى قلبى منهكا من النحيب.. ومن سماع نحيب العالم والألم الأخرس للنجوم واضطراب البحر الذى لا عزاء له"

"أنت تقومين بمغامرة في روحى وعلمت أنك آتية.. كنت في انتظارك مثل الأرض الجامدة في انتظاراتها وآلام عزلتها الشتائية. أنت الربيع وجئت برقة.. رقة رائعة تنساق غائرة في روحى. أفكارى تنحل.. أزهرت وفاح شذاها في طريقك.. ينبجس لون الامل ويبتسم تحت قدميك. نفسك دافئ ومتراخ يمر فوق روحى وأحلامى تستيقظ من خدر شتاءاتها الهانئة. لقد عرفت أنك ستأتين، بعض الطيور التى في داخلى فتحت عيونها ورفرفت بأجنحتها. وأنت ابتسمت وانسقت بعيدا، آه برقة رائعة، ملكة في روحى"

"عجلة دائمة الدوران يديرها الله أحياناً والشيطان أحياناً أخرى فالإثنان متحالفان وأحدهما يخرب والثاني يبني ولن تجد واحداً منهما إلا وهو مشغول بعمله"

"نحن لسنا قطيعاً من الحملان. أن دماء القتلى تصرخ فينا : ثوروا ايها الفرسان ، الحرية أو الموت !"

"كيف يمكن لإنسان أن يرفع سكينه ليقتل إنساناً آخراً ؟ .. إنه الشر بعينه أن تقتل رجلاً ، ولكنه ليس خطئنا .. يا إلهي .. يا إلهى .. حتى نعيش في سلام"

"كان يدرك تماماً ما يقصده ملك الموت : فليس هناك ما يدعو إلى التوسل اليه وهو الذي لا يملك أن يجدي المخلوقات نفعاً .. فهو الموت .. جامع الديوان .. الدواء الذي يبعث به السلطان الذي يجلس في السماء ويمسك بسجلات الضرائب. "

"هنا في هذا الفناء بالقرب من شجرة الزيتون هذه ملتفة الأغصان ركع الرجلان معاً وسالت دماؤهما. كانا قد اختارا بين الأخوة والموت .. فاختاروا أن يصبحوا أخوين. وها هوذا يعود إلى الفناء ذاته بعد سنين طويلة وكأنما عارض الله ما فعلاه .. وعليهما أن يقتل كل منهما صاحبه"

"ان كريت ليست في حاجة إلى أرباب بيوت. إنها تحتاج إلى مجانين يخلدون ذكراها"

"انني أصبح حراً حتى في رق العبودية حين أستمتع بحرية المستقبل .. حرية الأجيال القادمة ، وعندما أقاتل في سبيل الحرية طوال حياتي فانني سأموت إذا رجلاً حراً"

"الحرية بذرة وهذه البذرة لا تنمو بالماء وإنما بالدماء وحدها تنمو وتترعرع"

"هناك من الرجال من ينبغي أن يعطي شاربه لزوجته ويرتدي هو ملابسها !"

"لقد جعلني الله ذئبا فاكلت النعاج ولو جعلني حملا لكانت اكلتني الذئاب هكذا خلقت الدنيا "

"افعل ما تؤمن به والى الجحيم كل شيء مهما كانت العواقب"

فقير أسيزي

[عدل]

"كل إنسان، حتى أشد البشر إلحاداً، يقيم الله في قرارة نفسه، في قلبه."

"حين كنت أكتب هذه الأسطورة، التي هي أصدق من الحقيقة نفسها، كنت مغموراً بالحب والتبجيل لفرانسيس، البطل والشهيد العظيم. كثيراً ما كانت الدموع تبلل المخطوطة، وغالباً ما كانت ثمة يد ترفرف فوق رأسي في الهواء، يد ذات جرح أبدي، كان يبدو أن شخصاً ما قد سمرها بمسمار وإلى الأبد. في أي مكان حولي، وحيثما كنت أكتب، كنت أحس بحضور القديس اللامرئي، لان القديس فرانسيس بالنسبة لي هو أنموذج الإنسان المطيع، الإنسان الذي ينجح، من خلال النضال الذي لا يعرف الكلل، والقاسي الذي لا يمكن وصفه."

الأخوة الأعداء

[عدل]

"أنا لا أعرف يا إلهي لماذا تكون قاسياً مع هؤلاء الذين يحبونك. لكني أعرف أنك تفعل ما فيه خيرنا، حتى لو لم نفهم ذلك"

"يوجعني قتلك يا أخي ، لكن اعذرني أحدنا يجب أن يموت .. وأفضل أن يكون انت ! "

"ليس هناك مايثير الحزن أكثر من أن تحب ، لانه في الحب يمكن أن ينفصل الانسان عن حبيبه ، وليس هناك مايثير الفرح أكثر من أن تحب لانه في الحب يمكن أن يعود الانسان إلى حبيبه"

"جل ما أردته في هذه الحياة: بيت صغير، وأصيص ريحان، وزوجة طيبة...لم أصل إلى ذلك...أبدا"

"الحقيقة لا أمل منها، الحقيقة هي اليأس، مثل الضياء المبهر يعشي البصر ولا ينير الطريق"

"إنه ذنبي أنا وذنب البشر أن يأكل هذا الطفل تراباً، وليس ذنبك يا إلهي، الذنب في رقبتي"

"نحن نصارع من أجل شيء لا يمكن بلوغه ولهذا السبب لم يعد الإنسان حيواناً"

"إن الله يزن كل نفس على حدى، ويعطيها كل واحدة منها الجواب الذي ينقذها"

"ما أبسط الحياة يا حبيبتي إذا تأملنا حقيقتها، وما أقل ما يلزم الإنسان كي يكون سعيداً، لكنه يفضل أن يضيع جرياً وراء أمجاد وهمية"

"كيف أستطيع أن اكتشف القضية العادلة التي تستحق أن أضحي بالحياة من أجلها، لا أظن أن المحارب يواجه سؤالاً يعذبه أكثر من هذا"

"البطولة والإيمان لا يصلحان معياراً حاسماً للحكم، فكيف نميز الحق من الباطل؟ كم من الأبطال والشهداء ضحوا بأنفسهم من أجل هدف باطل؟ فالله والشيطان: كل واحد له قديسوه وشهداؤه"

"إن الله ليس ماء بارداً نشربه لننتعش، الله نار يجب أن نمشي فوقها لا نمشي فقط، بل نرقص، ومن المؤكد أنه عندما يصل الإنسان إلى هذه الدرجة لا تلبث أن تتحول النار إلى ماء منعش، لكن يا إلهي ما أقسى ما يحتمل الإنسان من الصراع والألم قبل أن يبلغ ذلك"

"أما اليوم فأنا أتكلم وأنت لا ترد، وأصيح، فتشيح بوجهك عني لكنني سأظل أصرخ حتى تسمعني، فمن أجل هذا وهبتني فماً، ليس للأكل ولا للكلام ولا للتقبيل، ولكن للصراخ"

"لن أقيم لك القيامة، فلتبقَ نائماً في الكفن تنتظر، لن تقوم من الموت إلا ومعك اليونان، هل تسمعني؟ لا سلام؟ إذن لا قيامة، لست املك شيئاً آخر أفعله"

".....لستَ سوى ملاكٍ عاجز عن التألم، عاجز عن ارتكاب الخطيئة، سجين الفردوس حتى نهاية الزمن. لكني أنا إنسان، شيء مشتعل يتألم ويدين نفسه ويموت. وأنا الذي أقرر بإرادتي أن أذهب إلى الفردوس أو لا، اذهب فلا تحرك جناحيك في وجهي ولا تجرد سيفك أمامي. عندما يتكلم إنسان مع الله فلا دخل لك أنت"

"حدثني بكلام البشر إن كنت تريد أن أفهمك.أنت تهدر كالوحش، وأنا لست وحشاً لأفهمك، أنت تهدل كالحمام، لكني لست طائراً، إنما أنا بشر فحدثني بكلام البشر"

"الأب ياناروس يعلم منذ زمن طويل أن كلمات الرب تكون غامضة، غامضة وخطيرة كالسلاح ذي الحدين، يا لشقاء هذا الذي لم يسمع قط كلمة الرب، لكن أيضاً يا لشقاء هذا الذي يسمعها، الذهول يصيب روح الإنسان، وكل كلمة من كلمات الله تفتح باباً في الجنة، لكنها تفتح أيضاً باباً في الجحيم. والخوف يفقد الإنسان وعيه حتى يعجز على تمييز الباب الذي يريده الله"

"ألا تخجل يا أب ياناروس من أن تسألني التوجيه؟ أنت حرّ، أنا خلقتك حراً، فلماذا تريد أن تتعلق بي ؟ قم يا أب ياناروس! دع السجود والركوع. احمل مسؤولياتك ولا تطلب النصيحة من أحد ألست حراً؟ إذن اختر طريقك ؟"

"سأحمل إذن على عاتقي مصير قريتي. أنا الذي سأقرر ضياعها أو خلاصها. أنا حر كما تقول، الشرف والعار يتوقفان على إرادتي، أنا حر فأنا إنسان"

"...... أما طريق الله فمغلق، فالله فيما يبدو لا يُدخل نفسه في شؤوننا لأنه أعطانا عقلاً وأعطانا الحرية ونفض يديه مما نفعل بعد ذلك. هل يُعاقبنا الله لأنه يُحبنا أم لأنه لا يُحبنا؟ لا أعرف"

".... هذه إرادة الله. الله يقول لنا: لتصبحوا بشراً، كفى تعلقاً بأطراف ثوبي كالأطفال الصغار، انهضوا وتعلموا كيف تمشون وحدكم تماماً"

"يا رب سلح الخراف أيضاً حتى لا تأكلها الذئاب"

"العالم يا أندراوس يُخلق ويتجدد كل يوم، فلا تيأس، من يدري؟ ربما يدعوك الله في صباح يوم جميل لتخلق له العالم الذي تراه في ذهنك"

"هل يأتيني هذا السرور وهذه الراحة من حديثي مع الله أم من نشاطي مع البشر؟ اغفر لي يا رب، بل هما نتيجة نشاطي مع البشر، هذه هي الصلاة الحقيقية فلست أشعر مع الله إلا بالتمرد والخوف"

"اغفر لي يا رب، في إحدى اللحظات فقدت شجاعتي، فلست سوى إنسان كما تعلم، إنسان من طين وهواء، في البدء أعتقدت أنك لا تهتم بالبشر، وأنك تنظر بعين اللامبالاة إلى الظلم والاندفاع، إذ كان يكفي أن ترفع إصبعاً صغيراً فتنقذنا لكنك لم ترفعه"

"الذين يقفون حجرة عثرة في طريق الحرية هم أمثالك الذين يحرمون الآخرين من الاحتفاظ برأيهم"

"أنت تريد ولا تستطيع؟ أنت طيب وعادل وتحب الناس وتريد أن تحمل إليهم في هذا العالم المحبة والعدل والحرية، لكنك لا تستطيع"

"وأسفاه فالحرية غير قادرة على كل شيء، وليست خالدة، إنها بنت الإنسان، تحتاج إلى الإنسان"

زوربا اليوناني

[عدل]

"و أغلقت عيني , بخدر . وتملكني فرح خفي , غامض , وكأن هذه المعجزة الخضراء التي تحيطني كلها هي الجنة , وكأن هذه الرطوبة , وهذه الخفة , وهذه النشوة المعتدلة , كلها هي الله . أن الله يبدل وجهه كل لحظة . وسعيد من يستطيع أن يتعرفه تحت كل اقنعته ! فهو تارة قدح ماء بارد , وتارة أخرى ابن يثب على ركبتيك , أو أمرأة ساحرة , أو بكل بساطة نزهة صباحية صغيرة"

"شعرت بالإطمئنان والأن بعد أن علمت اسم حزني مصدر شقائي, فباستطاعتي التغلب عليه بسهولة,ولم تعد أحزاني متفرقة فقد تجسدت وأصبحت تحمل اسما لذلك أصبح بإمكاني مقارعتها بسهولة أكبر."

"إن كل ما يحدث في هذه الدنيا خطأ وظلم .. لماذا يموت الشباب ويبقى العجائز المحطمون على قيد الحياة ! لماذا يموت الأطفال ؟ كان لي مرة ابن اسمه ديمتري وقد فقدته وهو في الثالثة من عمره وذلك ، ما لن أغفره للسماء ما حييت .."

" أما أنا فقد تمددت في فراشي وأطفأت المصباح وبدأت ، بطريقتي اللاانسانية أن أنقل الحقائق إلى عالم التجريد .. وأربطها بنواميس الطبيعة وشرائع الحياة حتى وصلت إلى نتيجة مزعجة ، هي أن ما حدث كان ضروريا .. بل أنه للصالح العام .. وكان لا بد من حدوثه"

"إنّ هذا الرّجل لم يذهب إلى المدرسة، ولم يتبلّل عقله. لقد رأى من جميع الألوان وانفتحت نفسه، واتّسع قلبه دون أن يفقد شجاعته البدائيّة. إنّ جميع المشاكل المعقّدة التي تبدو بلا حلّ يحسمها هو بضربة واحدة"

"كوّم كلّ هذه الكتب، وأشعل فيها النّار. أنت لست أبله! إنّك رجل شجاع يمكن أن يصنع شيئًا"

" أنا لا أؤمن بشيء.. لو كنت أؤمن بالإنسان لآمنت بالله، ولآمنت أيضًا بالشّيطان وتلك مشكلة. إنّ الأمور يلتبس بعضها ببعض، وهذا يسبّب لي أيّها الرّئيس كثيرًا من الإزعاج"

"إنّني لمعجب بهؤلاء النّاس الممتزجين بقوّة وحرارة في الآلام البشريّة: بافلي الذي ألقى بنفسه بشجاعة في البحر ليطفئ ألمه. وديليكاتيرينا التي كانت تصرخ بذبح الأرملة كالخروف، ومافراندوني الذي كان يرفض أن يبكي أو حتى يصرخ أمام الآخرين. أنا الوحيد الذي كان عاجزًا ومنطقيًّا، ولم يغلِ دمي، ولم أحبّ ولم أحقد بقوّة. إنّني أرغب الآن أيضًا في أن أسوّي الأمور بإلقاء مسؤوليّة كلّ شيء بجبن على عاتق القدر"

"أيّها الرّئيس: إنّك – استميحك عفوًا – إنسان يهتمّ بأصغر هموم الآخرين. إنّك إذا وجدت قملة إلى جانب لحافك أيّام الشتاء فإنّك تضعها تحته كي لا يصيبها برد. كيف تستطيع أن تفهم لصًّا هرمًا مثلي؟ إنني لو وجدت قملة لسحقتها. ولو وجدت خروفًا لحززت عنقه، ووضعته على السّفود، وتلذّذت بأكله مع الرّفاق. قد تقول لي: إنّ هذا الخروف ليس لك. إنّني أعترف بذلك. لكن دعنا، أيّها الأخ، لنأكله في البدء! وبعد ذلك نتحدّث ونتناقش بكلّ هدوء عمّا هو ملكك وعمّا هو ملكي. إنّك تستطيع أن تتكلّم قدر ما تشاء، بينما أنا منهمك في تنظيف أسناني بعود ثقاب. ورنت الباحة بقهقهته."

"هذا صعب أيّها الرّئيس صعب جدًا. لا بدّ لذلك من شيء من الجنون. الجنون..أتسمعني؟ أن تجازف بكل شيء، لكن لك أنت عقل متين وسوف يتغلّب عليك. "

"أنت تفهم! أنت تفهم، وهذا ما سيضيعك. لو كنت لا تفهم لكنت سعيدًا "

"إن في جسدك روحاً، ويجب أن تشفق عليها، أعطها شيئاً لتأكله أيها الرئيس، فإذا لم تطعمها تركتك في نصف الطريق"

"ما هذا الجنون الذي تملكنا لكي نلقي بأنفسنا على رجل آخر ونقطع أنفه,ونمزق أذنيه,وفي الوقت نفسه نطلب من الله العظيم أن يساعدنا,فهل هذا يعني أننا نطلب من الله أن يذهب معنا ليقطع آذان البشر وأنوفهم؟"

"هناك ممران متسويان قد يؤديان إلى القمة نفسها, أن تعمل كأن الموت غير موجود,أو أن تعمل متوقعا الموت في أية لحظة,هما أمران ربما كان متشابهين."

"أنت تريد أن تنير الشعب وأن تفتح عيونه . . لقد رأيت كيف تقف المراة أمام زوجها ككلب مطيع تنتظر الأوامر . . اذهب الآن وعلمهم أن للمرأة حقوق الرجل نفسها . .ما الذي ستستفيده من كل هذه الترهات البيانية ؟ إنك لن تفعل أكثر من أن تسبب له الإزعاج وتبدأ الخصومات ! فالدجاجة تريد أن تصبح ديك ! دع الناس مطمئنين ولا تفتح أعينهم ، إذا فتحت أعينهم مالذي سيرون ؟ بؤسهم ! دعهم مستمرين في أحلامهم . . إلا إذا كان لديك عندما يفتحون أعينهم عالم أفضل من عالم الظلمات الذي يعشون فيه الآن . . ألديك هذا العالم ؟؟ كنت أعلم جيدا ما سيتهدم لكنني لا أعرف ما الذي سيبنى فوق هذه الأنقاض . وما من شخص يستطيع معرفة ذلك بشكل يقيني . .ان العالم القديم قائم وواضح المعالم،ونحن نعيش فيه ونناضل معه. أما عالم المستقبل إنه لم يولد بعد، إنه عالم شفاف غيرمنظور كالضوء الذي تنسج منه الأحلام.. إنه سحابة تتقاذفها رياح عنيفة.. من الحب والبغض والخيالات.. أن أعظم الانبياء لا يستطيع أن يهب الناس أكثر من نظام للحياة،وكلما كان النظام غامضا زادت أهمية النبي وعظم شأنه"

الإغواء الأخير للمسيح

[عدل]

"لقد جاء أحدهم، لا شك بأنه الرب، الرب....أم هل كان الشيطان؟ فمن يستطيع أن يميز بينهما؟ إنهما يتبادلان وجهيهما، أحياناً يصبح الرب مسربلاً بالسواد. ويشع الضياء من الشيطان، ويتبلبل عقل الإنسان. إنهما يمثلان دربين، فأيهما يسلك، وأي دربٍ يختار؟"

"لا اتحمل رؤية البشر ، لا أريد أن أراهم ، حتى الخبز الذي منحونك إياه مسموم ، ليس هناك غير درب ٍ واحد ٍ يؤدي إلى الرب : الدرب الذي اخترته هذا اليوم . إنه يمر من خلال الناس دون أن يلمسهم ، ويدخل في قلب الصحراء !"

"إن جسد الإنسان ملعون ، الجسد هو الذي يتدخل دائما ً ويرفض أن يدع الروح ترى وتسمع اللامرئي . اقتلني يا رب ، أريد أن أكون قادرا ً على المثول بين يديك متحررا ً من جدار الجسد الفاصل ، حتى أسمعك حين تكلمني !"

"ماذا بوسع الحروف أن تقوله ؟ إنها قضبان السجن الذي تختنق الروح داخله من طول الصراخ . إن الروح تنتقل بحرية ٍ بين الحروف والأسطر ، وفي أرجاء الهوامش الخالية ، واتنقّل أنا معها لأحضر لكم هذه الرسالة العظيمة : يا أخوتي أولا ً جاء الجناحان ومن ثم جاء الملاك ."

"كلما زادت الشياطين داخلنا ، زادت فرصتنا لخلق الملائكة . الملاك هو الاسم الذي نطلقه على الشياطين التائبين !"

"و أنا حين أميل على نملة ٍ فإنني أرى داخل عينها السوداء اللامعة وجه الرب !"

"لا توجد في العالم إلا امرأة ٌ واحدة ، امرأة ٌ واحدة ٌ لها وجوه ٌ لا تُحصى !"

"لقد كان قلبي وعقلي أكثر ثقة قبل أن أقابلك وأستمع إليك مما هما الآن دعني وشأني أدر وجهك إلى الناحية الأخرى وأخلد إلى النوم !"

"قد أكون وحيداً قد أكون عُرضةً لكلِ هبة ريح ولكنّ ذلك ليس لأني خائف بل بسبب قلبي الطيب !"

الأوديسة:التكملة الحديثة (1929-1938)

[عدل]

"أيتها الشمس، أيها المشرق العظيم، قبعة عقلي الأبيّ الذهبية،
أحب أن أرتديك منحنية على جانب صدغي، لنلهو وننفجر
في طرب في حياتنا، لنشعل البهجة في قلبينا."

"بخطوات صامتة أطلق بعدها أوديسيوس السهم
مرّ بخفة عبر فناء الدار واندفع إلى الشارع.
البعض رآه يسلك طريق المقبرة الجبلي المتعرج،
البعض أبصره يثب فوق صخور الشاطيء الضارية،
بعض العرّافين رأوه في هدأة الليل
يسبح ويتحدث سرّا مع شياطين البحر،
طفل صغير فقط رآه في حلم وحيد
جاثما عند حافة البحر المظلم المزبدة يبكي."

"جسد المرأة لغز مظلم ومتوحش،
بين فخذيها الطريين دوّامة ثقيلة تموج،
نهران يتصادمان، وويل للذي يتعثر ويسقط!"

"قمم الجمال الوردية ضحكت كأفكار برّاقة ثملة،
وهيلين، صامتة، رفعت يديها الشاحبتين للشمس
وتلذذت بتساقط أشعتها الدافئة على كفيها المتجمدين."

"واحسرتاه لمن يبحث الخلاص في الخير فقط!
متزنان على أكتاف الرب المتينة، الخير والشر يرفرفان
سوية كجناحين عظيمين يرفعانه عالياً."

الآلام باليونانية أو المسيح يصلب من جديد

[عدل]

"الله موجود يامنوليوس ، موجود حتى في أصغر حصاة ، حتى عند الحيوان الأكثر وضاعة ، وفي النفوس الأكثر ظلامًا ، فدعنا نقوم بما نستطيع لجعل قريتنا الصغيرة ، خليتنا ، تشعّ إلى ما حولنا بالوجود الإلهي ونكوّن مُجدّين ، ومزدهرين وموحدين ، لأن العمل الصالح حتى في أقصى صحراء ، تتردّد أصداؤه في كُل أرجاء العالمْ"

"أنا منفيٌّ من السماء وأتلهفُ إلى العودة إلى وطني . ولكن فهمت فيما بعد . ما من أحد يستطيع أن يذهب إلى السماء مالم يكُن أولاً قد حقق انتصارًا على الأرض ، ومامن أحد يستطيع أن يُحقق انتصارًا على الأرض إذا لم يُكافح فوقها بحماسةٍ ، وصبرٍ دون كلل . فالأرض بالنسبة للإنسان مُجرّد منصةٍ للوثب إلى السماء"

"جميلٌ أن يكُون المرء حَمَلًا ، ولكن عندما تُطوقه الذئاب ، فمن الأفضل أن يكُون أسدًا"

"ان الله لايتعجل ابدا.انه ساكن ,يرى المستقبل كأنه ماض, اذ إنه يعمل في نطاق الابديه.المخلوقات الزائله التي لاتدري ماذا سيحدث غدا هي وحدها التي تتعجل بدافع من الخوف والقلق .دع الله يعمل في صمت , ولتكن مشيئته. لاترفع رأسك ولا تسأل. فكل سؤال خطيه"

"الانسان وحش كاسر...انه يفعل مايختار. إنه يسلك الطريق الذي يختاره لنفسه. امامه بوابه الجحيم وبوابه الفردوس متلاصقين, وهو يدخل ايهما يختار.. الشيطان لايدخل سوى النار , والملاك لايدخل سوى الفردوس . اما الانسان فأنه يدخل أيا منهما حسب اختياره"

تقرير إلى غريكو

[عدل]

"هناك ثلاث أنواع من الأرواح , ثلاثة أنواع من الصلوات . الأولى : أنا قوس في يديك يا مولاي , شدني لئلا أتفسخ .
الثانية : لا تشدني كثيراً يا مولاي لئلا أتحطم .
الثالثة: شدني كثيراً فمن سيهتم إن تحطمت!"

"إما أن أتعود على هذهِ السعادة بحيث أنها تفقد جدّتها وبهاءها ، أو أن لا أتعوّد عليها أبداً واعتبرها دائماً بالعظمة نفسها ، وفي هذهِ الحالة سأضيع نهائياً . لقد رأيت ذات مرّة نحلة تغرق في عسلها وتعلمت درساً ."

"لم يسبق لي أن واجهت أبي بمودة . فالخوف الذي كان يبعثه فيّ كبير إلى درجة أن البقية كلها _ الحب والإحترام والألفة_ تتلاشى. كانت كلماته قاسية وصمته أكثر قسوة. نادرا ما كان يتحدث . وحين يفعل كان يفتح فمه وكلماته محسوبة وموزونة بدقة فلاتسطيع أن تجد أساسا لمعارضته .كان محقا دائما . مما كان يبدو أنه يجعله حصينا. ولقد تعودت أن أقول لنفسي: اه كم أتمنى أن يخطيء مرة واحدة.فلربما غافلت قلبي عندها وعارضته. إلا إنه لم يمنحني فرصة كهذه أبدا . وهذا شيء لا يسامحه عليه المرء أبدا . كان شجرة سنديان , بجذع صلب , أوراق خشنة وثمر مر بلا أزهار.وكان دائما يلتهم القوة المحيطة به . وكانت كل شجرة تذبل في ظله .وأنا الآخر كنت أذبل في ظله .لم أكن أحب أن أعيش تحت أنفاسه . حين كنت شابا كانت تتفجر في أعماقي ثورات مسعورة . وكنت مستعدا لإلقاء نفسي في مغامرات خطرة . لكنني , في كل مرة , أفكر في والدي يجبن قلبي .ولهذا كنت مجبرا على كتابة كل ما كنت أرغب في فعله , وذلك بدلا من أن أصبح مكافحا عظيما في مملكة الفعل , بسبب خوفي من والدي . لقد كان هو الذي حول دمي إلى حبر . ......... حين كنت أرفع نظري إليه وأنا طفل كنت أراه عملاقا . وعندما كبرت تقلص كل شي حولي : البشر والبيوت والأشجار.وظل هو وحده كما كنت أراه في طفولتي : عملاقا . كان ينتصب أمامي ويحجب عني نصيبي من الشمس .وعبثا كنت أحاول أن لا أمكث في بيت أبي , في عرين الأسد.وعلى الرغم من أنني صرت كسولا , وسافرت وألقيت بنفسي في مغامرات ذهنية صعبة , فقد بقي ظله دائما بيني وبين الشمس . وكنت أسافر في كسوف شمسي لا ينتهي ."

"منذ طفولتي وأنا أحبّ أن أستلقي على ظهري في دارنا لمراقبة الغيوم، وكلما مرّ عصفور أو غراب أو سنونوة أو حمامة، أتوحّد معه حتى أني أحسّ حرارة صدره في راحتي المفتوحة. - مارغي، أظن أن ابنك سيصبح حالماً أو ذا رؤيا. قالت جارتنا مدام بنيلوب لأمّي، إنه ينظر إلى الغيوم دائما. وأجابتها أمّي: إطمئني يا بنيلوب. ستأتيه الحياة "

". وكان هناك صديق آخر مثل ليلكة لم تُمسّ، كان شاحباً متشائماً له عينان زرقاوان واسعتان ويدان بأصابع طويلة. كان يكتب الشعر. ولم أستطع أن أحفظ إلا القليل من شعره، ولكنني ما أن أردّد هذه الأبيات وحدي حتى تمتلئ عيناي بالدموع. ذلك أن هذا الشاب قد وجد ذات ليلة خارج دير كنسارياني مشنوقاً على غصن شجرة زيتون.."

"للمرّة الأولى، رأى عقلي الطفولي وجه الحياة الحقيقي وراء القناع الجميل للبحر وللحقول الخضراء والدوالي المثقلة بالعناقيد وخبز القمح وابتسامة الأم. وجه الحياة الحقيقي: الجمجمة!"

"إن الروح البشرية زخم وكبرياء، صرخة وسط الصمت الجبان الذي لا يحتمل، رمح يقف منتصباً لا ينحني، ويمنع السماء من أن تسقط على رؤوسنا.."

"ذات ليلة، بينما كنت اعبر الحيّ التركي سمعت امرأة تغنّي موّالا شرقيا بصوت مليء بعاطفة حزينة متشنّجة. كان الصوت عميقا وأجشّ وكئيبا ينطلق من حنايا المرأة ويملأ الليل باليأس والسوداوية الحزينة. وحين أحسست إنه من المستحيل عليّ أن أتابع السير وقفت أنصت ورأسي مائل إلى الجدار. لم استطع أن ألتقط أنفاسي. ولما لم تعد روحي المختنقة قادرة على التلاؤم مع قفصها الطيني تدلّت من قمّة رأسي وراحت تتردّد في أن تطير أم لا. لا. لم يكن الصدر الأنثوي للمرأة التي تغنّي مترعا بالحب أو الغبطة. بل كان مترعا بصرخة. بأمر موجّه إلينا لكي نحطم قضبان سجوننا المؤلفة من الأخلاق والخجل والأمل. وان نسلم أنفسنا وان نهدر أنفسنا أو نتوحّد مع العاشق الرهيب المغوي الذي يكمن منتظرا في الظلام، والذي نسمّيه الله."

".. وسأل الأب: أي اسم تطلقه على الله يا أبتي؟
فأجاب الدرويش: ليس لله اسم. إنه أكبر من أن تحتويه الأسماء. الاسم سجن، والله حرّ.
و أصرّ الأب: ولكن إذا شئت أن تناديه، حين تكون هناك حاجة، فأيّ اسم تستخدم؟
أطرق الدرويش مفكّراً، ثم افترت شفتاه: آه! هكذا أناديه. ليس الله. بل آه.
و أربك هذا الكلام الأب، فتمتم: إنه على حق.."

"قلت لشجرة اللوز:
حدّثيني عن الله يا أخت،
فأزهرت شجرة اللوز! "

"وحده الذي يتخلص من جحيم ذاته. هو الذي يشعر بالجوع حين يرى أحد أبناء جنسه يتضوَّر جوعاً"

"إن من واجبنا أن نحدد لأنفسنا هدفاً أبعد من اهتماماتنا الفردية، وأبعد من عاداتنا المريحة والمقبولة، وأسمى من نفوسنا، ومن الضحك الساخر والجوع وحتى الموت، وأن نجد ليلاً ونهاراً لتحقيق هذا الهدف. لا ليس لتحقيقه، إن النفوس التي تحترم ذاتها حالما تصل إلى غايتها، تضع هذا الهدف أبعد مرة أخرى"

"مرة كان هناك حاخام يدلي بوصيته ويودع زوجته وأطفاله بالدموع كلما ذهب إلى الكنيس ليصلي؛ لأنه لم يكن يعرف ما إذا كان سيخرج من الصلاة حياً. وقد اعتاد أن يقول: حين ألفظ كلمة ما، ولتكن يارب، فإن هذه الكلمة تمزق قلبي. يجمدني الرعب، فلا أعرف ما إذا كنت سأستطيع القفز إلى الكلمة التالية: ارحمني. آه من يستطيع قراءة قصيدة بهذه الطريقة أو قراءة كلمة مذبحة، أو حرف من اسم المرأة التي يحب، أو هذا التقرير الذي كتبه إنسان كافح طويلاً في حياته ولم يستطع أن ينجز إلا القليل"

"صرت أتوق للموت، هذا هو الشيء الوحيد الذي بدا لي بلاحدود، وبالتالي فهو قادر على احتوائي"

"الصعود أن تتسلق سلسلة من الخطوات، من المعدة المتخمة إلى الجوع، ومن الحلق المبلل إلى الظمأ، ومن المتعة إلى المعاناة. الله يتربع على قمة الجوع والعطش والمعاناة. والشيطان يتربع على عرش الدعة، فاختر"

"... أما هنا ومع اهتزاز سفينة الصحراء، فيتحرر الزمن من حدوده الرياضية الثابثة. يصبح الزمن مادة سائلة غير قابلة للتقسيم، ودوامة خفيفة مسكرة تحول الأفكار إلى موسيقا ولحن حالم. و باستغراقي مع هذا الإيقاع لساعات بدأت أفهم لماذا يقرأ أبناء الأناضول القرآن وهم يتأرجحون إلى الأمام وإلى الخلف، وكأنهم على ظهور الإبل. بهذه الطريقة ينقلون لأرواحهم الحركة الرتيبة المسكرة التي تقودهم إلى الصحراء الكبيرة الغامضة؛ إلى النشوة"

"كانت الجراح التي أصابني بها نيتشه عميقة ومقدسة، لا تقوى غلامات بيرغسون الصوفية على شفائها. إنها تهدئها مؤقتاً. ولكنها سرعان ما تُنكأ وتنزف من جديد- ذلك أنني طوال فترة شبابي كان ما أرغب فيه، أكثر من غيره-هو الجرح ، وليس العلاج"

"وبدت لي كنيسة المسيح في الحالة التي أوصلها إليها رجال الدين حظيرةً فيها آلاف الأغنام المذعورة تثغو ليلاً ونهارا. يتكئ كل منها على الآخر، وهي إلى الأبد في النيران المتأججة. بينما لا يستطيع البعض الآخر انتظار الذبح، لأنها تأمل في أن ترعى إلى الأبد عشباً ربيعياً خالدا"

"مرحباً أيها الإنسان، أيها الديك الصغير المنتوف ذو الساقين! صحيح- ولا أهمية لما يقوله الناس- إن الشمس لن تشرق ما لم تَصِح"

"لو أزهرت الآن وسط الشتاء يا شجرة الوز المبعثرة فسيأتي الثلج ويدمرك. وتجيب شجرة اللوز في كل ربيع: دعه يفعل"

"نحن جميعاً واحد. وهذا الواحد يتألم، ويجب أن نخلصه. حتى لو تألمت قطرة مرتعشة من الماء فقط فإنني أتألم"

"اغرورقت عيناي بالدموع وأنا أفكر بأن قليلاً من الدفء وقليلاً من الخبز وسقفاً فوق رأسك وكلمة لطيفة، وعندها تمّحي الكراهية"

"أنت الملوم! أنت! أنت وكل من هو مثلك، كل من هو حسن النية وحسن التغذية ولامبال. إنك تحتاج إلى أن تعرف الجوع والبرد، وأن ترزق بأبناء جائعين وبردانين، وأن تطلب العمل دون أن يمنح لك! هذا ما أتوقعه منك، وليس هذا التسكع من مدينة إلى مدينة لتقف مشدوهاً أمام المتاحف والكنائس القديمة. ولتبكي حين تتطلع إلى النجوم، لأنها تبدو جميلة ومخيفة جداً. أيها المسكين، اخفض نظركفقط وتطلع إلى الطفل الذي يموت عند قدميك"

"كل مالم نرغب فيه بالقوة الكافية هو الذي نسميه غير موجود. ارغب فيه وضمخه بدمك وعرقك ودموعك وسيتجسد. الواقع ليس أكر من وهم خاضع لرغبتنا ومعاناتنا"

أقواله

[عدل]
وحده الذي يتخلص من جحيم ذاته. هو الذي يشعر بالجوع حين يرى أحد أبناء جنسه يتضور جوعا
إن واجبنا هو أن نميِّز بدقة اللحظةَ التاريخية التي نعيشها وأن نزجَّ بقدراتنا الصغيرة في معركة محددة
الإبداع مثل الحب، متابعة إغوائية مليئة بعدم الثقة وبالخفقات المرتبكة
أنت لا تستطيع أن تقهر الموت، ولكنك تستطيع أن تقهر خوفك منه
Wikimedia Commons توجد ملفات عن: نيكوس كازانتزاكيس في ويكيميديا كومنز.