في الحلقة الأولى من برنامج الشهادة، الكاتب الصحفي سليم عزوز يحاور الدكتور سيف الدين عبد الفتاح المستشار السياسي السابق للرئيس المصري الراحل محمد مرسي. حيث يكشف عبد الفتاح تفاصيل جديدة عن خلفيات تشكيل جبهة فيرمونت وأهدافها، والخلافات التي دبت بينها وبين الرئيس مرسي، ولماذا اعتذر البرادعي عن لقاء مرسي، وحقيقة الاتصالات بين جبهة فيرمونت والمجلس […]
بإقرارِ الدستورِ، الذي أُعلنت نتيجةُ الاستفتاءِ عليه في مساءِ الثلاثاء 25 ديسمبر 2013، قفزَ الرئيسُ محمد مرسي قفزةً مهمةً للأمام.
كان شهرُ ديسمبر 2012، هو الأكثرَ نفيراً، منذ تولّي الرئيسِ محمد مرسي سدةَ الحكمِ، فهو الشهرُ الذي شهدَ محاولةً من المعارضةِ لعرقلةِ الاستفتاءِ على الدستورِ بشتّى الطرقِ.
جاء الاستفتاءُ على الدستورِ- الذي أُجري في الداخل، في منتصف ديسمبر 2012- في ذِروةِ الاستقطابِ بين نظامِ الحكمِ، وبينَ قوى المعارضةِ.
كانت المشكلةُ الكبرى في الإعلانِ الدستوريِ الذي أصدرَه الرئيسُ محمد مرسي في 21 نوفمبر 2012، أنه بدا إعلاناً لقيطاً، فقد أعلنَ الجميعُ براءتَهم منه.
هُزم الرئيس محمد مرسي في “موقعة النائب العام”، ولم يكن لرجل يتسم بعناد الفلاح أن يقبل الهزيمة بسهولة، فبدا كمن يلبدُ لخصمه في الذرة، في انتظار اللحظةِ المناسبةِ للانقضاض عليه.
لا شيءَ يبقَى على حالهِ، فالزخمُ الثوريُّ الذي أحدثَه قرارُ الإطاحةِ بحكمِ العسكرِ، بدأ في التبخُّرِ بعدَ شهرينِ من اتخاذِ هذا القرارِ.
بإسقاط حكم العسكر، بدت السلطة وقد دانت للرئيسِ محمد مرسي، وجاء فشل الدعوة لمظاهرات 24 أغسطس، كاشفا وليس منشئا، عن وضع قائم قوامه أن الحكم استتب للرئيس المنتخب، فتحرك على هذا الأساس
لماذا اللواءُ عبد الفتاح السيسي، الذي وقعَ عليه اختيارُ الرئيسِ مُحمد مرسي ليكونَ وزيراً للدفاعِ؟!
لمْ يكنْ يومَ الأحدِ 12 أغسطس/أب 2012، يوماً عادياً فِي تاريخِ الثورةِ المصريةِ.
لَمْ يكَدِ الحُكمُ الجديدُ يُفيقُ مِنْ ردّةِ الفعلِ علَى تشكيلِ الحكومةِ، حتَّى فُوجِئَ بأزمةٍ جديدةٍ تمثّلتْ فِي عملٍ إرهابيٍّ راحَ ضحيتَهُ 16 ضابطاً وجنديّاً.
كانَ التحدِّي الأكبرُ الذِي واجهَ الدّكتورَ مُحمّد مُرْسي فِي أيَّامِهِ الأُولَى بالقصرِ الرّئاسيِّ، هُوَ تشكيلَ الحكومةِ.
لمْ يدخلِ الدّكتورُ مُحمّد مُرْسْي القصرَ الرّئاسيَّ خائفاً يترَقَّبُ، كانَ التّلفزيونُ ينقُلُ هذِهِ اللحظةَ التّاريخيّةَ فِي تاريخِ مِصْرَ، وَكانَ هُوَ عَلَى مُستوَى هذِهِ اللحظةِ
ودخلَ الرّئيسُ مُحمّد مُرسِي القصرَ الرئاسيَّ، أَو القصرَ الجمهوريَّ!