محمد الضيف.. قائد كتائب القسام ورمز المقاومة

محمد الضيف قائد كتائب القسام خلال رسالة له أثناء العدوان الإسرائيلي عام 2014 (كتائب القسام)

محمد الضيف هو قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ويُعَد من الشخصيات الرئيسية في المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

يتمتع الضيف بشهرة كبيرة في الأوساط الفلسطينية والإسرائيلية على حد سواء، نظرًا لدوره البارز في العمليات العسكرية والأنشطة القتالية التي تشنها الحركة.

اقرأ أيضا: تزامن انطلاقها مع اندلاع انتفاضة الحجارة.. 36 عامًا على تأسيس حركة حماس

الاسم والنشأة

محمد الضيف هو الاسم الحركي، واسمه الحقيقي هو محمد دياب إبراهيم المصري. وُلد في عام 1965 في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة. وينتمي إلى عائلة فلسطينية لاجئة من بلدة القبيبة التي تقع في منطقة عسقلان.

الحاج دياب المصري والد محمد الضيف (مواقع التواصل)

المسيرة العسكرية

انضم إلى حركة حماس في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، وبدأ في العمل ضمن كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة.

مقاتلون من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، خلال استعراض في خان يونس (الأناضول)

تدرّج في المناصب داخل الكتائب، واشتهر بمهاراته التخطيطية والتنظيمية في العمليات العسكرية، ثم أصبح قائدًا لكتائب القسام بعد اغتيال سلفه صلاح شحادة في عام 2002.

الأنشطة القتالية والعمليات العسكرية

شارك في التخطيط وتنفيذ العديد من العمليات العسكرية ضد أهداف إسرائيلية، بما في ذلك العمليات الفدائية وإطلاق الصواريخ. ويُعَد العقل المدبّر خلف العديد من العمليات الكبرى لحماس.

أشرف محمد الضيف على عمليات عدة، من بينها أسر الجندي الإسرائيلي نخشون فاكسمان، وبعد اغتيال يحيى عياش (أحد أهم رموز المقاومة) يوم 5 من يناير/كانون الثاني 1996، خطط لسلسلة عمليات فدائية انتقامًا له، نتج عنها وقوع أكثر من 50 قتيلًا إسرائيليًّا.

تعرّض محمد الضيف لمحاولات اغتيال من جيش الاحتلال، مما أسفر عن إصابته بجروح بليغة في مناسبات عدة، لكنه نجا منها جميعًا وأصبح رمزًا للصمود.

الحياة الشخصية والاختفاء

تُعرف معلومات قليلة عن حياته الشخصية بسبب حرصه الشديد على السرية لتجنب محاولات الاغتيال الإسرائيلية. ويقال إنه يعيش في ظل إجراءات أمنية مشددة وتدابير حماية صارمة. ولذا لا يظهر محمد الضيف علنًا، ونادرًا ما يُسمع صوته أو تُنشر صوره، مما يعزز من غموضه وشخصيته السرية.

محاولات الاغتيال

تعرّض الضيف لمحاولات اغتيال عديدة من القوات الإسرائيلية، كان أبرزها في عام 2014 خلال حرب غزة، حيث استهدفت غارة جوية إسرائيلية منزلًا كان يُعتقد أنه موجود فيه، لكنه نجا من الهجوم رغم استشهاد زوجته وابنه الرضيع.

إعلام إسرائيلي ينشر صورة يزعم أنها حديثة للقائد العام للقسام محمد الضيف
إعلام إسرائيلي ينشر صورة يزعم أنها حديثة للقائد العام لكتائب القسام محمد الضيف (إعلام إسرائيلي)

ومن بين تلك المحاولات، اشتهرت حادثة أواخر سبتمبر/أيلول عام 2002، حيث أقرت إسرائيل بأنه نجا بأعجوبة عندما قامت مروحياتها بقصف سيارات في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة. وقد سبق للسلطات الإسرائيلية أن أكدت في البداية مقتل الضيف في هذا الهجوم، ولكنها تراجعت عن ذلك البيان في وقت لاحق.

ورغم إصابته بجروح خطرة أدت إلى شلله وجعلته محدود الحركة على كرسي متحرك، وفقًا لتقارير إعلامية، فإن إسرائيل لم تتوقف عن ملاحقته. وحتى الآن، يظل محمد الضيف من بين أهم المطلوبين لدى سلطات الاحتلال.

الرمزية والقيادة

يمثل محمد الضيف رمزًا للمقاومة والصمود في وجه الاحتلال الإسرائيلي بالنسبة لكثير من الفلسطينيين، نظرًا لشخصيته الغامضة وزعامته العسكرية.

وبصفته قائدًا لكتائب القسام، يؤدي دورًا رئيسيًّا في صياغة وتوجيه الاستراتيجية العسكرية لحركة حماس. وتمتاز قيادته بالصرامة والكفاءة، مما جعل كتائب القسام واحدة من أقوى الفصائل المسلحة في فلسطين.

وفي 20 من مايو/أيار 2024، أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان تقديمه طلبًا للمحكمة لاستصدار أمر اعتقال بحق بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت، ومن جهة أخرى يحيى السنوار ومحمد الضيف وإسماعيل هنية، بتهم ارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية عقب أحداث أكتوبر/تشرين الأول 2023.

حماس ترفض التفاوض في ظل منع إسرائيل دخول المساعدات لشمال غزة
مقاتلان من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس (رويترز)

وتعليقًا على هذا القرار، قال القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري لرويترز إن قرار الجنائية الدولية طلب إصدار مذكرة اعتقال بحق 3 من قادة الحركة الفلسطينية “مساواة بين الضحية والجلاد”.

ويظل الضيف أحد أبرز القادة العسكريين في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وشخصية محورية في المقاومة الفلسطينية المسلحة. وبفضل قدراته القيادية ونجاحه في البقاء على قيد الحياة رغم محاولات الاغتيال المتكررة، أصبح رمزًا للمقاومة والتحدي للشعب الفلسطيني.

المصدر : الجزيرة مباشر