تقرير أممي: نصف مليون شخص في غزة يعانون “مستويات كارثية” من الجوع

نحو 96% من سكان قطاع غزة، أي ما يقارب 2.15 مليون نسمة، يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد حتى سبتمبر/أيلول 2024 (الفرنسية)

خلص تقرير مدعوم من الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، إلى أن نحو نصف مليون شخص في قطاع غزة يعانون “مستويات كارثية” من انعدام الأمن الغذائي.

ورغم أن التحذيرات السابقة الصادرة في شهر مارس/آذار من مجاعة وشيكة في شمالي القطاع لم تتحقق، فإن “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” أفاد بأن 495 ألف شخص، أي نحو 22% من سكان غزة، يعانون انعداما حادّا للأمن الغذائي، حسب الأمم المتحدة.

وأشار التقرير إلى أن قطاع غزة بأكمله ما زال مهددا بخطر المجاعة المرتفع والمستمر.

وأوضح تقرير المنظمة، التي تضم شراكة دولية بين 19 منظمة تُعنى بتحليل الأمن الغذائي في الدول التي تواجه أزمات غذائية، أن خطر المجاعة يستمر في جميع أنحاء القطاع طالما استمر النزاع وتقييد وصول المساعدات الإنسانية.

وأشار إلى أن نحو 96% من سكان قطاع غزة، أي ما يقارب 2.15 مليون نسمة، يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد حتى سبتمبر/أيلول 2024.

ولفت التقرير إلى أن 745 ألف شخص، أي 33% من سكان القطاع، مصنفون في حالات الطوارئ (المرحلة الرابعة من التصنيف الدولي).

“وضع غير مسبوق”

وأوضح برنامج الأغذية العالمي في بيان له أن “التقرير الجديد يشير إلى تحسن طفيف مقارنة بالنسخة السابقة التي نشرت في مارس/آذار، والتي حذرت من احتمال حدوث مجاعة في شمال غزة بحلول نهاية مايو/أيار”.

وأضاف البرنامج أن “هذا التحسن يُظهر كيف يمكن لتحسين وصول المساعدات أن يُحدث فرقا. زيادة تسليم الغذاء وخدمات التغذية إلى الشمال أسهمت في الحد من مستويات الجوع الأكثر خطورة، لكن الوضع لا يزال مقلقا”.

وقدَّر أحدث تقييم للأمن الغذائي، نشرته وكالات الأمم المتحدة في منتصف مارس، أن نحو 1.1 مليون فلسطيني يعانون مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي تصل إلى حد الأزمة، وهو “وضع غير مسبوق”.

المجاعة يزداد خطرها في الجنوب

لكن برنامج الأغذية العالمي حذر من أنه في حين يتحسن الوضع في الشمال، يزداد خطر المجاعة في الجنوب.

وأشارت الوكالة الأممية إلى أن “الأعمال العدائية في رفح منذ مايو أدت إلى نزوح أكثر من مليون شخص، وأسهمت في تقليص إمكانات الوصول إلى المساعدات الإنسانية بشدة. وفي الوقت ذاته، أدى الفراغ الأمني إلى تفشي الفوضى وانعدام الأمن، مما أعاق العمليات الإنسانية بشكل كبير”.

وخلص برنامج الأغذية العالمي إلى أن “الخشية الآن أن يشهد جنوب غزة قريبا المستويات الكارثية من الجوع نفسها التي شهدتها المناطق الشمالية”.

من جهته، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن “إنهاء الأعمال العدائية ووصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري ودون عوائق ومستدام هو وحده الذي يمكن أن يقلل من خطر حدوث مجاعة في قطاع غزة”.

يُذكر أن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هو مبادرة تضم أكثر من 20 شريكا، بينهم حكومات ووكالات أممية ومنظمات غير حكومية.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية