قامت ألمانيا منذ دخول جائحة كورونا أراضيها وفي وقت مبكر بوضع خطة طوارئ للتعامل مع المرض وتجنب انهيار القطاع الطبي فيها، زكانت سرعة استجابة ألمانيا واضحة.
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
ينظر المتابعون لحالنا اليوم باستغراب، فرغم كلّ التضحيات التي قدمها شعبنا، لم يرتفع من أسهمنا إلا أعداد الشهداء، وأرقام المفجوعين.. يستذكر بعضنا بذاكرةٍ ما تزال حاضرةً أوضاع البلاد!
ثلاثُ سنين تلاشت معها تلك النشوة و اصطدم الحلم بأرضِ الواقع، فانقشعت الغشاوةُ عن عينيه وأصبحت الصورةُ واضحةً جليّة، و أدرك أنه لا يُصلحَ حال آخرنا الا بما صلح أولنا.
ولو أن “دير الزور” استغلت أحسن استغلال لما تعثّرت كبرى العمليات العسكرية ضد النظام انتظار دعمٍ ماليٍ محدود، ولما بلغَ تشرذم أهل هذا البلد بأصقاعِ الأرض مبلغه اليوم.
الحالة العسكرية السورية وكانعكاس لحالة الثورة، فيها من العفوية إن لم نقل العبثية الكثير، فتشرذم السلاح ليس إلا حلقةً واحدةً من تشرذم رؤيتنا الكلية.
ما على الشامِ اليوم إلا فسطاطان لا ثالثَ لهما، فسطاطٌ للحق وأهله وفسطاطٌ للباطل وأهله.. فسطاطٌ يجمع صفوف المؤمنين الموحدين، أحفاد الصحابةِ والتابعين.. وفسطاطٌ يجمع صفوف الشياطين.
الثورة لم تعد ملكاً لشخص أو جماعة أو بلد، وإنما اتسعت لتشمل بلاد الاسلام وأهله قاطبة، بعد أن تشابكت الأحداث، فالحرب واحدة: ((وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُم كَافَّةً)).
يدورُ صراعٌ عظيمٌ بين الثائرِ الحالم والحاكمِ الظالم، يُكشّرُ فيهِ الأخيرُ عن أنيابهِ وينهشُ ذلكَ الجسدِ المعذبِ المتعب، ويُقَتّلُ أبناءَ الذين آمنوا ويسبي أرضَهم وديارهم، ويمثّلُ بالأحياءِ منهم قبلَ الأموات.
النصر سنة إلهية باقية لعباده المؤمنين ضابطها الشرعي طاعة الله ونصره (إن تنصروا اللهَ ينصركم ويثبت أقدامكُم)، فإذا ما نصرنا الله في أنفسنا وواقعنا، كنا نحن المنتصرين الظاهرين على عدونا.
الأصل في الإنسان أنه حر باختياره، كريم في تطلعاته، فله واجبات معروفة بقدر، وله حقوق لايسمح لبشر مثله أن يتعدى عليها ويسلبهُ إياها، وإن اضطرته الظروف انتزع تلك الحقوق انتزاعا.