2 - رَأَيْتُ المَنايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ *** تُمِتْهُ وَمَنْ تُخْطِئْ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ
3 - وَأَعْلَمُ عِلْمَ اليَوْمِ وَالْأَمْسِ قَبْلَهُ *** وَلَكِنَّنِي عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَمِ
4 - وَمَنْ لا يُصانِعْ فِي أُمُورٍ كَثِيرَةٍ *** يُضَرَّسْ بِأَنْيابٍ وَيُوطَأْ بِمَنْسِمِ
4 - وَمَنْ يَكُ ذا فَضْلٍ فَيَبْخَلْ بِفَضْلِهِ *** عَلَى قَوْمِهِ يُسْتَغْنَ عَنْهُ وَيُذْمَمِ
5 - وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ *** يَفِرهُ وَمَنْ لا يَتَّقِ الشَّتْمَ يُشْتَمِ
6 - وَمَنْ لا يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِهِ *** يُهَدَّمْ وَمَنْ لا يَظْلِمِ النَّاسَ يُظْلَمِ
7 - وَمَنْ هابَ أَسْبابَ المَنايَا يَنَلْنَهُ *** وَإِنْ يَرْقَ أَسْبابَ السَّماءِ بِسُلَّمِ
8 - وَمَنْ يَعْصِ أَطْرافَ الزِّجاجِ فَإنَّهُ *** يُطِيعُ العَوالِي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْذَمِ
9 - وَمَنْ يُوفِ لا يُذْمَمْ وَمَنْ يُفْضِ قَلْبُهُ *** إِلَى مُطْمَئِنِّ البِرِّ لا يَتَجَمْجَمِ
10 - وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسِبْ عَدُوًّا صَدِيقَهُ *** وَمَنْ لا يُكَرِّمْ نَفسَهُ لا يُكَرَّمِ
11 - وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مِنْ خَلِيقَةٍ *** وَإِنْ خالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَمِ
12 - وَمَنْ لا يَزَلْ يَسْتَحْمِلُ النَّاسَ نَفْسَهُ *** وَلا يُغْنِهَا يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ يُسْأَمِ
13 - وَكائِنْ تَرَى مِنْ صامِتٍ لَكَ مُعْجِبٍ *** زِيادَتُهُ أَوْ نَقْصُهُ فِي التَّكَلُّمِ
14 - لِسانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُؤادُهُ *** فَلَمْ يَبْقَ إلَّا صُورَةُ اللَّحْمِ وَالدَّمِ
المصدر:
شعر زهير بن أبي سلمى
صنعة الأعلم الشنتمري
تحقيق فخر الدين قباوة
منشورات دار الآفاق الجديدة
الطبعة الثالثة 1400هـ - 1980م
ص: 25
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشاعر
زهير بن أبي سلمى شاعر عاش في العصر الجاهلي (توفي نحو 609م)، واشتهر بحكمه التي استخلصها من تجربته الطويلة في الحياة وما عاصره من حروب وصراعات كانت تعصف بالمجتمع العربي قبل الإسلام.
وتمثل هذه الأبيات مقطع الحكمة من معلقة زهير المشهورة.