انتقل إلى المحتوى

إقليم الصبيحة

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

هذه نسخة قديمة من هذه الصفحة، وقام بتعديلها كاتب اصيل (نقاش | مساهمات) في 20:32، 12 فبراير 2013. العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة، وقد تختلف اختلافًا كبيرًا عن النسخة الحالية.

اقليم الصبيحه مقال يتحدث عن اقليم الصبيحه واجزاء من تاريخه



اقليم الصبيحه :

الصبيحه اقليم يقع اقصى جنوب غرب شبه الجزيرة العربية. يمتد من باب المندب حتى ساحل راس عمران . يحد الاقليم من الشرق محافظة عدن ومحافظة لحج والحواشب ومن الغرب البحر الأحمر اما من الشمال فيحده محافظة تعز ( القبيطه والمقاطره والشمايتين والوازعيه ) ومن الجنوب فهو يطل على البحر العربي من مضيق باب المندب الى مدينة عدن الصغرى " البريقه "


مكونات اقليم الصبيحه:

يتكون اقليم الصبيحه من ( مدينة طور الباحة مركز الاقليم وعاصمته , مديرية المَّضَاربه, مديرية باب المندب , مديرية رأس العاره , بادية كِرْشْ )[1]


عن اسم الصبيحه ومعناه :

الصبيحه قبائل تنتسب الى ذو أصبح و اسمه الحارث بن مالك بن غوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن سدد بن زرعة حِمْير الأصغر بن سبأ الأصغر بن كعب بن زيد الجمهور بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن الغوث بن أيمن بن الهميسع بن حِمْير الأكبر بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشد بن سام بن نوح - عليه السلام - بن لامك بن متوشلخ بن إدريس - عليه السلام - بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن إنوش بن شيث - عليه السلام - بن آدم - عليه السلام[2]

يتكون إقليم الصبيحة من القبائل الآتية:

1- الحميدي2- البسوس3-الجبيري 4-الخزيمي 5-المطرفي 6- المخدومي7- المنصوري8- الدبيني 9-الزيدين 10- أهل شعب 11- أهل جرابي 12- الوحشي 13- البرهمي14- البشبوشي 15- الشمرية 16- المضاربة 17-الكعلولي 18-الشبيقي 19- العلقمي 20- العاطفي 21- المخايا 22-المحمودي 23-الجرتني[3]

أجزاء من تاريخ اقليم الصبيحه :

كان الصبيحه يحكموا عدن في فترة ما بين 410 إلى 440 هـ, وقد تحدث عنهم الأمير أحمد فضل بن علي العبدلي في كتابه هدية الزمن, و كذلك تحدث عنهم الهمداني , و ذكروا أيضاً في كتاب تاريخ اليمن لعمارة الحكمي, حيث كانت أبين في ذلك الوقت حوالي القرن الرابع الهجري بيد رجل من الصبيحه يقال له: محمد بن أبي العلي, وتحدث أيضاً عن مخلاف بني أصبح, و ذكرهم أيضاً العلامة المؤرخ القاضي محمد بن احمد الحجري اليماني في مصنفه مجموع بلدان اليمن وقبائلها.[4] [5] [6] [7] [8]

في سنة1839 التى أحتل فيها البريطانيون عدن عقدوا محالفات ومعاهدات واتفاقيات مع بعض رؤساء قبائل إقليم الصبيحة . ومنذ ذلك الحين حتي سنة 1871 كان رئيسا الدبيني والرجاعي يتلقيان رواتب من الحكومة البريطانية وفي تلك السنة قامت فخيذة المنصوري بمهاجمة قافلة بريطانية قادمة إلى عدن. وكانت الحكومة قد كونت فرقة ((إيدن تروب)) العسكرية فجهزتها الى ارض المنصورى . ووقعت مناوشات قُتل فيها شيخ القبيلة وعدد كبير من رجاله .. ونتيجة لتلك المناوشات قدِم رؤساء قبائل إقليم الصبيحة إلى عدن للتوقيع على معاهدات تعهدوا فيها بأن يحافظوا على أمن الطرق وإعادة الأموال المنهوبة وإلغاء الرسوم الجمركية ورسوم المرور التي كانوا يفرضونها على القوافل ومنحتهم بريطانيا رواتب شهرية .

وفي نفس السنة عقدت بريطانيا معاهدة إضافية مع المنصورى تعهدت فيها القبيلة بأن تكون مسؤولة عن سلوك فخيذة القريشي , كما عقدت معاهدة مع العاطفي تعهدت فيها القبيلة بأن تحمي بحارة السفن التي تتبع أية دولة كانت والتي تتحطم عند سواحل القبيلة في اقليم الصبيحه كما تعهدت بان تحمي وان ترسل إلى عدن أي هارب من الجيش أو البحرية . وفي نفس السنة قامت قبيلة البرهمي ببعض الاعمال ألتي اعتبرتها السلطات البريطانية عدوانية فجهزت فرقة إيدن تروب وحملة بحرية ضد القبيلة .


وحين أعلنت كافة قبائل إقليم الصبيحة عدم تقيدها بالمعاهدات فرضت السلطات البريطانية عليهم الخضوع لسلطنة العبدلي المجاورة . وفي سنة 1886 صارت معاهدة الخضوع لسلطنة العبادل ملغية ورجع لاقليم الصبيحه كيانه المستقل وأعاد الصبيحه علاقتهم المباشرة مع السلطات البريطانية التي واصلت تسليم الروات لهم .

وفي سنة 1889عقدت بريطانيا معاهدة حماية مع كل من قبيلة العاطفي والبرهمي ووقعت المصادقة على المعاهدتين في 26 فبراير سنة1890 . ولما رأت بريطانيا أن قبائل اقليم الصبيحه لم تتوقف عن القيام بأعمال اعتبرتها السلطات تخريبيه أشارت على سلطنة العبادل باحتلال رأس العارة وطوران وامرجاع .وفي نفس سنة 1904أرسلت الحكومة البريطانية بعثة من عدن إلى دار القديمي في مدينة طور الباحة عاصمة اقليم الصبيحه لتخطيط الحدود ,وبالرغم من ذلك استمرت الحوادث بين سلطنة العبادل وقبائل إقليم الصبيحة . ويظهر ان اقليم الصبيحه لعب دوراً مهماً في تاريخ الاحتلال اليمني للـ الضالع وردفان وأجزء من بلاد الصبيحه وسلطنة العبادل .

وفي أوائل القرن العشرين كان شيخ مشائخ قبيلة أهل شعب وهو عبد القوي بن محمد بن ناصر بن أبراهيم بن احمد الشعبي الذي كان قد قضى سنوات في قصر نظام حيدر أباد في الهند . ولما توفي في الرابع الأول من القرن العشرين خلفة ابنة عبد اللطيف الذي استدعي من عدن حيث كان يتعلم في مدرستها ...

وبعد انسحاب العثمانيون من اليمن تقدمت قوات ملك اليمن الإمام يحي بن محمد حميد الدين واحتلت الضالع و أجزاء من ردفان واجزاء من اقليم الصبيحه .. وأخذ عبد الطيف يراسل قائد الجيش اليمني في تعز طالباً منه أن يسحب قواته من اقليم الصبيحه وان يخفض الضرائب الجائرة المفروضة على قبائلها . وأشترك أهل شعب تحت قيادته مع بقية قبائل اقليم الصبيحه في القتال لدحر قوات الإمام.

واشتهر عبد اللطيف بأعمال الإصلاح والفصل في منازعات القبائل كما اشتهر بالعداء المرير المتبادل بينه وبين سلطان العبادل عبد الكريم فضل بن علي العبدلي وقد قُتل عبد اللطيف وهو في طريقه إلى المنزل عمته في الحوطة . وقد قيل حينذاك أن سبب قتلة كان يتعلق بالثأر .


وحين قامت ثورة 14 اكتوبر سنة 1963 كان اقليم الصبيحه من أهم الطرق السرية التي استعملها الثوار في نقل الأسلحة من اليمن الشمالية إلى عدن . وفي اغسطس في نفس سنة 1968حدث انشقاق ضد حكومة الثورة في اقليم الصبيحه في نفس الفترة التي وقع فيها انشقاق العوالق وردفان . وقامت القوات المسلحة بعمليات عسكرية ضد الثائرين . وتتلخص قصة الانشقاق التي شاعت فيما يلي :

قيل بأن تجارا من قبيلة الاغبرة كانوا يملكون كمية كبيرة من السجاير أرادوا أن يدخلوها إلى عدن ففرضت عليهم الحكومة ضرائب امتنعوا عن دفعها بحجة أن الجبهة القومية الحاكمة كانت في أثناء الثورة المسلحة قد طلبت عدم دفع أي ضرائب للحكومة البريطانية أو لحكومة الاتحاد الفيدرالي , فتراكمت البضاعة وبالتالي زادت قيمة الضرائب إلى حد الذي لم يكن باستطاعتهم دفعه . وأصرت الحكومة على الدفع وأصرت القبيلة على الرفض فما كان من الحكومة إلا أن صادرتها .. وفي أحد الأيام ذهب أحد رجال قبيلة الأغبرة إلى مدينة بير أحمد واستولى على سيارة لاند روفر لأحد المواطنين وساقها إلى قريته . ولما أرسل محافظ المدينة امراً إلى القبيلي بإعادة السيارة إلى مالكها رفض بحجة أن الحكومة صادرت حصته من السجائر وان عليها ان تسدد قيمتها للمالك من ثمن السجائر . وايد شيوخ ورجال الأغبرة موقف زميلهم . وكان ((المجعلي )) (وهو من أهالي دثينة) أحد الفدائيين أيام الثورة ثم أحد قادة الحرس الشعبي للجبهة القومية . وكانت القيادة العامة للجبهة قد عينته مأموراً في طور الباحه عاصمة اقليم الصبيحه . ويقال طلب من رؤساء الأغبرة الاجتماع به في مكان يسمى تربة أبو الاسرار في المضاربة . وكان من بين الرؤساء الذين حضروا الاجتماع الشيخ محمد بن علي والشيخ علي بن عبد الله .. وطال النقاش والاخذ والرد دون جدوى . ويقال أن المجعلي كان شديد اللهجة قاسياً في كلامه مع رؤساء القبيلة وأنه استعمل كلمات أثارت دماءهم فما كان من احدهم الا ان صوب بندقيته نحو المجعلي وأطلقها فسقط المجعلي قتيلاً وأصيب زملاء المجعلي بدهشة مؤقته ما أن أفاقوا منها حتى بدأوا يطلقون رصاصهم على الصبيحه وأتباعهم الذين كانوا في تلك الأثناء يردون على النار بالمثل ويحملون الجرحى من زملائهم إلى خارج غرفة الاجتماع . وكانت إصابات الطرفين بالغة . ونقل جرحى الحرس الشعبي إلى مستشفى عدن للعلاج , أما رجال القبيلة فقد نقلوا جرحاهم إلى مناطقهم القبلية ليعالجوهم بالطريقة التقليدية . وجمع رؤساء الاغبرة رجالهم وغادروا مساكنهم الى الجبال المطلة على الطريق الرئيسية ليكمنوا لأية قوة مسلحة تأتي لإخضاعهم . واشتد القتال بين تربة ابو الاسرار وامشط وشمل مناطق قبائل الشمايا والمضاربة والكعلولي . ومن قصص المعارك أن ابن الشيخ علي بن عبد الله كمن لجماعة من الجنود كانوا يتقدمون في طريقهم إلى نقطة عسكرية وصوب بندقيته نحو الجندي حامل جهاز اللاسلكي ليمنع الجماعة من الاتصال بالقيادة .. وقتل الجندي وحينما حاول الملازم احمد قائد حسين الحالمي ان يتقدم نحو الجندي القتيل والجهاز اصابته رصاصة قتلته في الحال .. وأخذ القبيلي يطلق الرصاص فترة من الزمن ثم ظهر من وراء حجارة ((المحجى)) وأخذ يقفز فوق الصخور ويرسل سيلاً من الرصاص ويجري نحو الجهاز ليحطمه لكنه ما كاد يصل إلى الجهاز حتى تمكن آخر جندي باق من الجماعة من تصويب بندقيته نحوه مطلقاً عليه عدداً كبيراً من الرصاص جعلته يسقط على الأرض قتيلاً . وقيل بأن قبائل إقليم الصبيحة الثائرة لم ترغب في الدخول في صراع مسلح مع القوات المسلحة بل كانت تفضل أن تترك لتسوى حسابها مع الحرس اٍلشعبي وجهاً لوجه .. وبعد أن زادت القوات المسلحة النظامية من نشاطها اضطر بعض الاغبرة الى اختراق الحدود والذهاب إلى الجانب اليمني الشمالي .

ومن الطريف ان نذكر ان متحدثاً رسمياً بلسان رابطة ابناء الجنوب العربي ذكر في مؤتمر صحفي عقد في بيروت بأن الرابطة كانت وراء الانشقاق وان النية معقودة على نشر الثورة ضد الحكومة الى جميع انحاء الجمهورية واذاع القسم العربي في هيئة الاذاعة البريطانية هذا النبأ بدون تعليق وفي نفس الوقت اعلنت جبهة تحرير اليمن الجنوبية من تعز بأنها هي التي كانت وراء الانشقاق الان الرابطة اصدرت بياناً آخر يؤكد بأن جبهة التحرر لم يكن لها يد في النشاط المذكور .

طريقة معالجة قبائل إقليم الصبيحة لجرحاها في الحروب :

يربط طبيب القبيلة قطعة طويلة نظيفة من القماش في ثقب قضب ماسورة البندقية ثم يدفع بطرف القضيب في ثقب الجرح المصاب بالرصاصة ويستمر في دفعه رويداً رويداً حتى يظهر طرف القضيب في الجانب الاخير الذي خرجت منه الرصاصة , وبعد ذلك يحل الرباط من القضيب ويمرر قطعة القماش من الطرفين ويصب زيتاً دافئاً في داخل الجرح حتى يبتل القماش . ويعيد عملية تمرير القماش وصب سائل نوع من الاعشاب يومياً في داخل الجرح لمنع أي تلوث او جراثيم او تقيح ويستمر في عملية التمريض هذه حتى يشفى المريض او ينقل الى اقرب مستشفى ويقول رجال قبائل الصبيحه ان طريقتهم في المعالجة تسرع بشفاء المصاب في وقت اقل من الوقت الذي تستغرقه المعالجة في المستشفى

حروب قبائل إقليم الصبيحة ضد الانجليز والعبادل :

بعد قيام ثورة 14 اكتوبر لم يرا اقليم الصبيحه النور إلا في عهد الرئيس سالم ربيع علي الذي اولى اقليم الصبيحه بعض اهتماماته , إذ قام بعمل صرحين علميين الاول في خرز والثاني في بادية كِرّشْ حتى جاءت حكومة صنعاء فدمرت هاذين المركزين العلميين واصبحا جزء من التاريخ . عاشت قبائل الصبيحه تأبى الضيم , وترفض المحتل ولا تقبل الهيمنه او الاستكبار او فرض الامر الواقع عليهم مهما كلفهم التصدي لذلك من تضحيات في النفس والاموال . عاشت ومازالت تعيش هذه القبائل في ثأر دائم , وقتل واقتتال فيما بينها , لا يوحدها او يلم شملها الا الغزو الخارجي او التدخل الجنبي .


عند ذلك فقط تجد قبائل الصبيحه تتناسى ثاراتها وتكبر عن صغائرها , فترتص امام العدو صفا واحدا وكأنها بنيان مرصوص , بل تكون اشد تماسكا من ذلك فهي لا تعرف لونا من الوان الخلاف او الاختلاف اثناء مواجهة العدو الاجنبي على منطقتها " عملا بقاعدة أنا واخي على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب " حيث حاول الاستعمار البريطاني بتحالفه مع سلطنة العبادل في خمسينيات القرن الماضي لبسط سيطرته على اقليم الصبيحه لأكثر من مرة , لكنه لم يتوفق في ذلك . وكلما حاول محاولة , عاد منها مهزوما يجر اذيال الخيبة والهزيمة .

من تلك المحاولات :

زحفت كتائب من الجيش الانجليزي مدعومة بجيش سلطنة العبادل على مركز كِرّشْ لاخضاع قبيلة الحميدة , ليؤمن خلال ذلك الهجوم خط بري بين الشمال والجنوب , والذي يمثل ممرا للقوافل التجارية بين عدن وتعز ومنها الى بقية مناطق الشمال , وفي هذه المعركة ارتص ابناء الصبيحه الى جانب اخوانهم في بادية كِرّشْ , وكانت ملحمة شهيرة هزم فيها الانجليز وانتصرت الصبيحه ,

مع ان الانجليز قاموا بخداع الصبيحه وسربوا لهم ذخائر غير صالحه " فشنج " وكان ان تسبب في ارتباك مقاتلي الطلائع الاولى من ابناء الصبيحه , وعلى رأسهم نفر من ابناء شيخ بادية كِرّشْ وتم اسرهم واعدامهم وتعليق رؤسهم في مداخل الحوطة عاصمة سلطنة العبادل . في تلك المرحلة نفسها حاول الانجليز ولاكثر من مرة السيطرة على طور الباحة عاصمة اقليم الصبيحه , وقرى اخرى منها " المشاريج وعلصان والرجاع ودار القديمي , فتصدت لهم قبائل الصبيحه وارجعتهم مهزومين يجروا اذيال الخيبة والهزيمة. لم تقتصر محاولة الانجليز في هذه المرة على وحدات المشاة والمدفعية , بل عززت القوات البرية بسلاح جو الطيران , فتجمعت قبائل الصبيحه من كل حدب وصوب , وارتصت صفا واحدا ,

استخدم الجيش الانجليزي في هذه المعركة قذائف " النابالم " المحرمة دولياً , وكان سلاح قبائل الصبيحه في تلك المعركة البندقية المسماة " ابو كربين " وابو كربين كان سلاح خاص بقادة الصبيحه ,

اما بقية رجال الصبيحه فسلاحهم اقدم من ذلك بكثير , , وبين تلك المفارقة الكبيرة بين قبائل الصبيحه وسلاحهم البدائي البسيط وبين الجيش البريطاني المدعم بالاسلحه الحديثه والطيران ,

بذلك نجد الصبيحه تسطر نصراً تاريخيا على المستعمر الانجليزي وتكسر كبرياء جيش الامبراطوريه التي لا تغيب عنها الشمس , واثناء تلك المعركة التي كان يخوضها رجال الصبيحه انطلق شعراء الصبيحه فخرا متباهيين بإنتصارهم بتنظيم قصائد تسطر ذلك النصر العظيم , لا تخوض الصبيحه معركة مع أي عدو وتنتصر الا وتجدها تقول الشعر لتتباهى بالنصر , فترفع من مكانتها وتفاخر ببسالتها وصمودها في أي معركة , كما هي عادة العرب .

قبائل الصبيحه تخرج علي عنتر وزير الدفاع محمولاً على الاكتاف : كانت بعد الثورة في سبعينيات القرن الماضي ,

فيها ان حكومة الجنوب صادرت سجائر لقبيلة الاغبرة إحدى قبائل الصبيحه , وتقع في غرب مديرية الْمّضَاربه , وردا على المصادرة قامت قبيلة الاغبره بإحتجاز معدات واليات حكوميه . كانت حكومة الجنوب تهدف من وراء المصادرة العثور على ذريعه, تتدخل من خلالها بإخضاع الصبيحه وتركيعهم , حينها حاول السيد عبدالجبار ياسين السروري من التدخل لحل االمشكلة, لما يتمتع به من احترام في الوسط القبلي ذي الصله . غير ان الحكومة جهزت الجيش وأعدت العُدة للقيام بإحتلال اقليم الصبيحه كاملاً . لبسط نفوذها من جهه وتطبيق النظام والقانون الفاشل من جهة اخرى .

بيد ان قبائل الصبيحه وكعادتها رصوا صفوفهم وعدوا انفسهم مع إخوانهم " قبيلة الاغبره" لمواجهة حكومة الجنوب .

عند ذلك بدأت الدولة هجومها بكتيبة مشاة بقيادة رائد المعجلي ,

نتيجة الحرب :

انتصار الصبيحه وقتل قائد الكتيبة رائد المعجلي , غير قتلى الكتيبة الذي تجاوز اكثر من عشرين جندي , وخمسين اسيرا .

وقد تم الافراج عنهم بعد تدخل السيد عبدالجبار ياسين السروري لدى مشائخ قبيلة الاغبره . هذه النتيجه لم ترضي الدوله , ولم تعترف بالهزيمه , فعززت بلواء مدعم بكتيبة مدفعية , من خيرة طلائع جيش الدولة بقيادة علي عنتر وزير الدفاع ,

وعادت المعركة من جديد بين جيش حكومة الجنوب وقبائل الصبيحه في طليعتهم قبيلة الاغبرة , وما كان الا ان انتصرت الصبيحه مرة اخرى وولى جيش الحكومة مدبرا هاربا , وجُرح قائدهم الفذ علي عنتر وعادوا به محمولا على الاكتاف, من جبهة القتال الى منطقة الحشد حيث حمل بسيارة اسعاف الى عدن العاصمة للعلاج , وبهذا اصدرت وزارة الدفاع امرا بالانسحب العاجل وعدم التعرض لقبائل الصبيحه .


وبهذه الملحمة البطوليه سطر الشاعر الصبيحي ابياتا مازالت تغنى الى اليوم تفاخرا بالنصر الذي حققه ابناء الصبيحه , واخراج الغازي من اقليم الصبيحه " حيث قال : تطربني زئير الاسود تزئر من جبل معتلي والتاريخ سجل لها صفحاته بموقف جلي ماهابوا حكومة عدن صدوها وقالوا ارحلي بعد اسبوع في المعركة دقوا الجيش والمعجلي

ومن تلك المحاولات :

حاولت سلطنة العبدلي بسط نفوذها على اقليم الصبيحه من اتجاه غرب مدينة طور الباحة . تقدم جيش السلطنة على قبيلة امعطيره في منطقة الكديراء , وكما هي عادة قبائل الصبيحه , فقد ارتصت صفا واحدا وتجمع الصبيحه من جميع مناطق اقليم الصبيحه للوقوف مع اخوانهم .

المواجهه :

كان في طليعة هذه الحرب قبيلة العطيرة التي قام رجالها بربط انفسهم بالحبال الغليظة حتى لا يفكروا بالفرار او الانسحاب عند ميل الحرب لصالح جيش السلطنة , وكانت النتيجه انتصار الصبيحه ,

نتائج المواجهات :

استشهاد ثلاثه من ابناء الصبيحه وجرح اخرون , وهُزم جيش السلطنة وولى مدبرا لم يعقب .

وفي هذه المعركة جُرح الامير علي بن احمد العبدلي قائد الحرس الثاني للسلطنة اثناء مروره جواً بطائرة هيلو كبتر , اثناء تفقده معنويات جيشه , علما ان اصابته كانت بطلقة من بندقية عتيقه اخترقت جسم الطائرة ووصلت الى رجله,

ومازال يعاني من تلك الاصابة الى يومنا هذا ....[9]

سلطنة الصبيحه :

إحدى سلطنات الجنوب العربي وكانت تقوم على أراضي مدينة طور الباحة . وهي إحدى " الكانتونات التسعة " التي وقعت اتفاقات حماية مع بريطانيا العظمى في أوائل القرن 19 وأصبحت جزءاً من محمية عدن البريطانية.

ذكرها أمين الريحاني في كتابه ملوك العرب حيث قال: ونحن الأن في عدن فاذا نظرنا غرباً منها نرى قسماً من بلاد الصبيحة التي تمتد على الساحل من رأس عمران حتى باب المندب. والصبيحة عشائر متعددة منها العَطيفي و البرْيمي يحكمها الشيوخ و العقال حكماً بدوياً. وقال أن عدد من يحمل السلاح فيهم يقدر بعشرين الفاً. وذكر أيضاً ان لا سلطان عليهم ولا زعيم كبير.[10]

صور من الصبيحه

مواضيع متعلقة

  1. قبائل إقليم الصبيحة
  2. مدينة طور الباحة
  3. من اعلام اقليم الصبيحه فيصل عبداللطيف الشعبي

المصادر

كتاب قبائل جنوب اليمن للمؤرخ حمزه علي لقمان
كتاب هدية الزمن للامير فضل العبدلي
تاريخ الهمداني
كتاب تاريخ اليمن لعمارة الحكمي
مصنف مجموع بلدان اليمن وقبائلها
كتاب ملوك العرب لأيمن الريحاني

مراجع

  1. ^ تاريخ الجنوب العربي
  2. ^ انساب العرب
  3. ^ كتاب قبائل جنوب اليمن للمؤرخ حمزه علي لقمان
  4. ^ كتاب تاريخ اليمن لعمارة الحكمي
  5. ^ كتاب تاريخ اليمن لعمارة الحكمي
  6. ^ كتاب هدية الزمن للامير فضل العبدلي
  7. ^ تاريخ الهمداني
  8. ^ مصنف مجموع بلدان اليمن وقبائلها
  9. ^ كتاب قبائل جنوب اليمن للمؤرخ حمزه علي لقمان
  10. ^ كتاب ملوك العرب لأمين الريحاني