انتقل إلى المحتوى

حليمة السعدية: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا داعي لذكر خطأ الكتب فكان النبيصلى الله عليه وسلم في حديثه انه من بني سعد بن بكر, ولا يوجد في هذيل بني سعد بن بكر أنما أجتهاد من الكّتاب وكان خاطئ, وأكد كل المصادر أنها من بني سعد بن بكر بن هوازن
لا داعي لذكر خطأ الكتب فكان النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه انه من بني سعد بن بكر, ولا يوجد في هذيل بني سعد بن بكر أنما أجتهاد من الكّتاب وكان خاطئ, وأكد كل المصادر أنها من بني سعد بن بكر بن هوازن
سطر 15: سطر 15:


== نسبها ==
== نسبها ==
حليمة السعدية من بني [[سعد بن بكر]] من قبيلة [[هوازن]]، اسمها حليمة بنت [[أبو ذؤيب السعدي|أبي ذؤيب]] وهو عبد الله<ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q117326687|ج=6|ص=67|via=[[المكتبة الشاملة]]}}</ref> بن الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن فصية بن [[بنو نصر بن سعد|نصر]] بن [[سعد بن بكر|سعد]] بن [[بكر بن هوازن|بكر]] بن [[هوازن]] بن [[منصور بن عكرمة بن خصفة|منصور]] بن عكرمة بن خصفة بن [[قيس عيلان]] بن [[مضر]] بن [[نزار بن معد|نزار]] بن [[معد بن عدنان|معد]] بن [[عدنان]].<ref>[[السيرة النبوية لابن هشام|سيرة ابن هشام]].</ref> كما ذكر النبيصلى الله عليه وسلم في حديثه «أَنَا أَعْرَبُكُمْ، أَنَا قُرَشِيٌّ، وَاسْتُرْضِعْتُ فِي بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ»<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف=أبي الربيع سليمان بن موسى الكلاعي|الأول=|مسار=https://books.google.com/books?id=sSx0DwAAQBAJ&newbks=0&printsec=frontcover&pg=PT120&dq=%D8%A3%D9%8E%D9%86%D9%8E%D8%A7+%D8%A3%D9%8E%D8%B9%D9%92%D8%B1%D9%8E%D8%A8%D9%8F%D9%83%D9%8F%D9%85%D9%92%D8%8C+%D8%A3%D9%8E%D9%86%D9%8E%D8%A7+%D9%82%D9%8F%D8%B1%D9%8E%D8%B4%D9%90%D9%8A%D9%91%D9%8C%D8%8C+%D9%88%D9%8E%D8%A7%D8%B3%D9%92%D8%AA%D9%8F%D8%B1%D9%92%D8%B6%D9%90%D8%B9%D9%92%D8%AA%D9%8F+%D9%81%D9%90%D9%8A+%D8%A8%D9%8E%D9%86%D9%90%D9%8A+%D8%B3%D9%8E%D8%B9%D9%92%D8%AF%D9%90+%D8%A8%D9%92%D9%86%D9%90+%D8%A8%D9%8E%D9%83%D9%92%D8%B1%D9%8D&hl=en|عنوان=الاكتفا بما تضمنه من مغازي رسول الله (ص) والثلاثة الخلفا|تاريخ=|ناشر=|المجلد=1|صفحات=113|لغة=ar|isbn=978-2-7451-2943-7}}</ref>. ولكن أكد على نسبتها لهوازن أكثر العلماء مثل المسعودي،<ref>{{استشهاد ويب|عنوان=ص196 - كتاب التنبيه والإشراف - ذكر التأريخ من مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومبعثه وهجرته ومغازيه وسراياه وسوار به وكتابه ووفاته وتأريخ الخلفاء والملوك بعده وأيامهم وكتابهم ووزرائهم وحجابهم وقضاتهم ونقوش خواتيمهم وما كان من الحوادث العظيمة الديانية والملوكية في أيامهم وحصر تواريخهم الى سنة في خلافة المطيع - المكتبة الشاملة|مسار= https://shamela.ws/book/23718/202|تاريخ الوصول=2023-11-24|صحيفة=shamela.ws|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20231124090937/https://shamela.ws/book/23718/202|تاريخ أرشيف=2023-11-24|حالة المسار=live}}</ref> وابن كثير،<ref name=":0">{{استشهاد ويب|عنوان=ص225 - كتاب السيرة النبوية ت عبد الواحد من البداية والنهاية - ذكر رضاعه عليه الصلاة والسلام من حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية - المكتبة الشاملة|مسار= https://shamela.ws/book/930/241#p1|تاريخ الوصول=2023-11-24|صحيفة=shamela.ws|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230612013305/https://shamela.ws/book/930/241|تاريخ أرشيف=2023-06-12}}</ref><ref>{{استشهاد ويب|عنوان=ص273 - كتاب البداية والنهاية ط السعادة - ذكر رضاعه عليه الصلاة والسلام - المكتبة الشاملة|مسار= https://shamela.ws/book/23708/612|تاريخ الوصول=2023-11-24|صحيفة=shamela.ws|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20221224190023/https://shamela.ws/book/23708/612|تاريخ أرشيف=2022-12-24}}</ref> وابن إسحاق،<ref name=":0" /> وابن هشام،<ref>{{استشهاد ويب|عنوان=ص160 - كتاب سيرة ابن هشام ت السقا - فرح جده به صلى الله عليه وسلم والتماسه له المراضع - المكتبة الشاملة|مسار= https://shamela.ws/book/23833/183|تاريخ الوصول=2023-11-24|صحيفة=shamela.ws|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20221202094420/https://shamela.ws/book/23833/183|تاريخ أرشيف=2022-12-02}}</ref> وابن الأثير الجزري.<ref>{{استشهاد ويب|عنوان=ص69 - كتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة ط العلمية - حليمة بنت أبي ذؤيب - المكتبة الشاملة|مسار= https://shamela.ws/book/1110/7162|تاريخ الوصول=2023-11-28|صحيفة=shamela.ws|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20231128050336/https://shamela.ws/book/1110/7162|تاريخ أرشيف=2023-11-28|حالة المسار=live}}</ref>
حليمة السعدية من بني [[سعد بن بكر]] من قبيلة [[هوازن]]، اسمها حليمة بنت [[أبو ذؤيب السعدي|أبي ذؤيب]] وهو عبد الله<ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q117326687|ج=6|ص=67|via=[[المكتبة الشاملة]]}}</ref> بن الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن فصية بن [[بنو نصر بن سعد|نصر]] بن [[سعد بن بكر|سعد]] بن [[بكر بن هوازن|بكر]] بن [[هوازن]] بن [[منصور بن عكرمة بن خصفة|منصور]] بن عكرمة بن خصفة بن [[قيس عيلان]] بن [[مضر]] بن [[نزار بن معد|نزار]] بن [[معد بن عدنان|معد]] بن [[عدنان]].<ref>[[السيرة النبوية لابن هشام|سيرة ابن هشام]].</ref> كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه «أَنَا أَعْرَبُكُمْ، أَنَا قُرَشِيٌّ، وَاسْتُرْضِعْتُ فِي بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ»<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف=أبي الربيع سليمان بن موسى الكلاعي|الأول=|مسار=https://books.google.com/books?id=sSx0DwAAQBAJ&newbks=0&printsec=frontcover&pg=PT120&dq=%D8%A3%D9%8E%D9%86%D9%8E%D8%A7+%D8%A3%D9%8E%D8%B9%D9%92%D8%B1%D9%8E%D8%A8%D9%8F%D9%83%D9%8F%D9%85%D9%92%D8%8C+%D8%A3%D9%8E%D9%86%D9%8E%D8%A7+%D9%82%D9%8F%D8%B1%D9%8E%D8%B4%D9%90%D9%8A%D9%91%D9%8C%D8%8C+%D9%88%D9%8E%D8%A7%D8%B3%D9%92%D8%AA%D9%8F%D8%B1%D9%92%D8%B6%D9%90%D8%B9%D9%92%D8%AA%D9%8F+%D9%81%D9%90%D9%8A+%D8%A8%D9%8E%D9%86%D9%90%D9%8A+%D8%B3%D9%8E%D8%B9%D9%92%D8%AF%D9%90+%D8%A8%D9%92%D9%86%D9%90+%D8%A8%D9%8E%D9%83%D9%92%D8%B1%D9%8D&hl=en|عنوان=الاكتفا بما تضمنه من مغازي رسول الله (ص) والثلاثة الخلفا|تاريخ=|ناشر=|المجلد=1|صفحات=113|لغة=ar|isbn=978-2-7451-2943-7}}</ref>. ولكن أكد على نسبتها لهوازن أكثر العلماء مثل المسعودي،<ref>{{استشهاد ويب|عنوان=ص196 - كتاب التنبيه والإشراف - ذكر التأريخ من مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومبعثه وهجرته ومغازيه وسراياه وسوار به وكتابه ووفاته وتأريخ الخلفاء والملوك بعده وأيامهم وكتابهم ووزرائهم وحجابهم وقضاتهم ونقوش خواتيمهم وما كان من الحوادث العظيمة الديانية والملوكية في أيامهم وحصر تواريخهم الى سنة في خلافة المطيع - المكتبة الشاملة|مسار= https://shamela.ws/book/23718/202|تاريخ الوصول=2023-11-24|صحيفة=shamela.ws|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20231124090937/https://shamela.ws/book/23718/202|تاريخ أرشيف=2023-11-24|حالة المسار=live}}</ref> وابن كثير،<ref name=":0">{{استشهاد ويب|عنوان=ص225 - كتاب السيرة النبوية ت عبد الواحد من البداية والنهاية - ذكر رضاعه عليه الصلاة والسلام من حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية - المكتبة الشاملة|مسار= https://shamela.ws/book/930/241#p1|تاريخ الوصول=2023-11-24|صحيفة=shamela.ws|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20230612013305/https://shamela.ws/book/930/241|تاريخ أرشيف=2023-06-12}}</ref><ref>{{استشهاد ويب|عنوان=ص273 - كتاب البداية والنهاية ط السعادة - ذكر رضاعه عليه الصلاة والسلام - المكتبة الشاملة|مسار= https://shamela.ws/book/23708/612|تاريخ الوصول=2023-11-24|صحيفة=shamela.ws|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20221224190023/https://shamela.ws/book/23708/612|تاريخ أرشيف=2022-12-24}}</ref> وابن إسحاق،<ref name=":0" /> وابن هشام،<ref>{{استشهاد ويب|عنوان=ص160 - كتاب سيرة ابن هشام ت السقا - فرح جده به صلى الله عليه وسلم والتماسه له المراضع - المكتبة الشاملة|مسار= https://shamela.ws/book/23833/183|تاريخ الوصول=2023-11-24|صحيفة=shamela.ws|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20221202094420/https://shamela.ws/book/23833/183|تاريخ أرشيف=2022-12-02}}</ref> وابن الأثير الجزري.<ref>{{استشهاد ويب|عنوان=ص69 - كتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة ط العلمية - حليمة بنت أبي ذؤيب - المكتبة الشاملة|مسار= https://shamela.ws/book/1110/7162|تاريخ الوصول=2023-11-28|صحيفة=shamela.ws|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20231128050336/https://shamela.ws/book/1110/7162|تاريخ أرشيف=2023-11-28|حالة المسار=live}}</ref>


== أبناؤها ==
== أبناؤها ==

نسخة 17:59، 16 فبراير 2024

حليمة السعدية
مُرضعة الرسول
الولادة الحجاز
الوفاة 9 هـ
المدينة المنورة
مبجل(ة) في الإسلام
المقام الرئيسي البقيع
النسب بنو سعد

حليمة السعدية هي أم النبي محمد من الرضاعة.

نسبها

حليمة السعدية من بني سعد بن بكر من قبيلة هوازن، اسمها حليمة بنت أبي ذؤيب وهو عبد الله[1] بن الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.[2] كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه «أَنَا أَعْرَبُكُمْ، أَنَا قُرَشِيٌّ، وَاسْتُرْضِعْتُ فِي بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ»[3]. ولكن أكد على نسبتها لهوازن أكثر العلماء مثل المسعودي،[4] وابن كثير،[5][6] وابن إسحاق،[5] وابن هشام،[7] وابن الأثير الجزري.[8]

أبناؤها

كانت زوجة الحارث بن عبد العزى بن رفاعة بن ملان بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن من بادية الحديبية. وأنجبت منه:

إخوتها

كان لحليمة السعدية أخت واحدة واسمها سلمى،[9][10][11][12] وتسعة من الأخوة الذكور[13] ولم يعرف من أسمائهم إلا اثنين وهم:

الرضاعة

كانت بطون قريش ترسل أبناءها إلى قبائل البادية المحيطة بمكة كمثل بني سعد بن بكر من هوازن وبني ليث بن بكر من كنانة لرضاعتهم لما اشتهرت به تلك القبائل من صفاء اللسان ونقاء اللغة فكانت المرضعات يأتين إلى مكة من البادية لإرضاع الأطفال ويفضلن من كان أبوه حيًا لبره إلا أن محمداً كان يتيماً، مات أبوه عبد الله، فتسلمته حليمة من أمه آمنة بنت وهب ونشأ في بادية بني سعد في الحديبية وأطرافها؛ ثم في المدينة، وعادت به إلى أمه.

حليمة السعدية تحكي قصة رضاعها للرسول

وَعَنْ حَلِيمَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، أُمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّعْدِيَّةِ الَّتِي أَرْضَعَتْهُ قَالَتْ: خَرَجْتُ فِي نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ نَلْتَمِسُ الرُّضَعَاءَ بِمَكَّةَ، عَلَى أَتَانٍ لِي قَمْرَاءَ قَدْ أَذْمَتْ فَزَاحَمْتُ بِالرَّكْبِ. قَالَتْ: وَخَرَجْنَا فِي سَنَةٍ شَهْبَاءَ لَمْ تُبْقِ لَنَا شَيْئًا، وَمَعِي زَوْجِي الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى. قَالَتْ: وَمَعَنَا شَارِفٌ لَنَا، وَاللَّهِ إِنْ تَبِضَّ عَلَيْنَا بِقَطْرَةٍ مِنْ لَبَنٍ، وَمَعِي صَبِيٌّ لِي إِنْ نَنَامُ لَيْلَتَنَا مَعَ بُكَائِهِ، مَا فِي ثَدْيِي مَا يُعْتِبُهُ، وَمَا فِي شَارِفِنَا مِنْ لَبَنٍ نَغْذُوهُ إِلَّا أَنَّا نَرْجُو. فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ لَمْ يَبْقَ مِنَّا امْرَأَةٌ إِلَّا عُرِضَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَأْبَاهُ، وَإِنَّمَا كُنَّا نَرْجُو كَرَامَةَ رَضَاعِهِ مِنْ وَالِدِ الْمَوْلُودِ، وَكَانَ يَتِيمًا، فَكُنَّا نَقُولُ: مَا عَسَى أَنْ تَصْنَعَ أُمُّهُ؟ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْ صَوَاحِبِي امْرَأَةٌ إِلَّا أَخَذَتْ صَبِيًّا، غَيْرِي، وَكَرِهْتُ أَنْ أَرْجِعَ وَلَمْ آخُذْ شَيْئًا وَقَدْ أَخَذَ صَوَاحِبِي، فَقُلْتُ لِزَوْجِي: وَاللَّهِ لَأَرْجِعَنَّ إِلَى ذَلِكَ فَلْآخُذَنَّهُ. قَالَتْ: فَأَتَيْتُهُ فَأَخَذْتُهُ فَرَجَعْتُهُ إِلَى رَحْلِي، فَقَالَ زَوْجِي: قَدْ أَخْذَتِيهِ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ وَاللَّهِ، ذَاكَ أَنِّي لَمْ أَجِدْ غَيْرَهُ. فَقَالَ: قَدْ أَصَبْتِ، فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ فِيهِ خَيْرًا. فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ جَعَلْتُهُ فِي حِجْرِي فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ ثَدْيِي بِمَا شَاءَ مِنَ اللَّبَنِ، فَشَرِبَ حَتَّى رُوِيَ وَشَرِبَ أَخُوهُ - تَعْنِي ابْنَهَا - حَتَّى رُوِيَ، وَقَامَ زَوْجِي إِلَى شَارِفِنَا مِنَ اللَّيْلِ، فَإِذَا هِيَ حَافِلٌ فَحَلَبَتْ لَنَا مَا سَنَّنَنَا، فَشَرِبَ حَتَّى رُوِيَ، قَالَتْ: وَشَرِبْتُ حَتَّى رُوِيتُ، فَبِتْنَا لَيْلَتَنَا تِلْكَ بِخَيْرٍ، شِبَاعًا رِوَاءً، وَقَدْ نَامَ صَبْيَانِنَا، قَالَتْ: يَقُولُ أَبُوهُ - يَعْنِي زَوْجَهَا -: وَاللَّهِ يَا حَلِيمَةُ مَا أَرَاكِ إِلَّا أَصَبْتِ نَسَمَةً مُبَارَكَةً، قَدْ نَامَ صَبِيُّنَا وَرُوِيَ. قَالَتْ: ثُمَّ خَرَجْنَا، فَوَاللَّهِ لَخَرَجَتْ أَتَانِي أَمَامَ الرَّكْبِ قَدْ قَطَعَتْهُ حَتَّى مَا يَبْلُغُونَهَا، حَتَّى أَنَّهُمْ لَيَقُولُونَ: وَيْحَكِ يَا بِنْتَ الْحَارِثِ، كُفِّي عَلَيْنَا، أَلَيْسَتْ هَذِهِ بِأَتَانِكِ الَّتِي خَرَجْتِ عَلَيْهَا؟ فَأَقُولُ: بَلَى وَاللَّهِ وَهِيَ قُدَّامُنَا. حَتَّى قَدِمْنَا مَنَازِلَنَا مِنْ حَاضِرِ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، فَقَدِمْنَا عَلَى أَجْدَبِ أَرْضِ اللَّهِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ حَلِيمَةَ بِيَدِهِ إِنْ كَانُوا لَيُسَرِّحُونِ أَغْنَامَهُمْ إِذَا أَصْبَحُوا، وَيُسَرِّحُ رَاعِي غَنَمِي فَتَرُوحُ غَنَمِي بِطَانًا لَبَنًا حُفَّلًا، وَتَرُوحُ أَغْنَامُهُمْ جِيَاعًا هَالِكَةً مَا بِهَا مِنْ لَبَنٍ. قَالَتْ: فَشَرِبْنَا مَا شِئْنَا مِنْ لَبَنٍ وَمَا فِي الْحَاضِرِ أَحَدٌ يَحْلِبُ قَطْرَةً وَلَا يَجِدُهَا، فَيَقُولُونَ لِرُعَاتِهِمْ: وَيْلَكُمُ أَلَا تُسَرِّحُونَ حَيْثُ يُسَرِّحُ رَاعِي حَلِيمَةَ؟ فَيُسَرِّحُونَ فِي الشِّعْبِ الَّذِي يُسَرِّحُ فِيهِ رَاعِينَا، وَتَرُوحُ أَغْنَامُهُمْ جِيَاعًا مَا بِهَا مِنْ لَبَنٍ وَتَرُوحُ غَنَمِي حُفْلًا لَبَنًا. قَالَتْ: وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشِبُّ فِي الْيَوْمِ شَبَابَ الصَّبِيِّ فِي شَهْرٍ، وَيَشِبُّ فِي الشَّهْرِ شَبَابَ الصَّبِيِّ فِي سَنَةٍ، فَبَلَغَ سِتًّا وَهُوَ غُلَامٌ جَفْرٌ. قَالَتْ: فَقَدِمْنَا عَلَى أُمَّهُ فَقُلْنَا لَهَا، وَقَالَ لَهَا أَبُوهُ رُدُّوا عَلَيْنَا ابْنِي فَلْنَرْجِعْ بِهِ فَإِنَّا نَخْشَى عَلَيْهِ وَبَاءَ مَكَّةَ. قَالَتْ: وَنَحْنُ أَضَنُّ بِشَأْنِهِ لِمَا رَأَيْنَا مِنْ بَرَكَتِهِ. قَالَتْ: فَلَمْ نَزَلْ بِهَا حَتَّى قَالَتْ: ارْجِعَا بِهِ. فَرَجَعْنَا بِهِ فَمَكَثَ عِنْدَنَا شَهْرَيْنِ. قَالَتْ: فَبَيْنَا هُوَ يَلْعَبُ وَأَخُوهُ يَوْمًا خَلْفَ الْبُيُوتِ، يَرْعَيَانِ بِهِمَا لَنَا إِذْ جَاءَنَا أَخُوهُ يَشْتَدُّ، فَقَالَ لِي وَلِأَبِيهِ: أَدْرِكَا أَخِي الْقُرَشِيَّ، قَدْ جَاءَهُ رَجُلَانِ فَأَضْجَعَاهُ فَشَقَّا بَطْنَهُ، فَخَرَجْنَا نَحْوَهُ نَشْتَدُّ، فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِ وَهُوَ قَائِمٌ مُنْتَقِعٌ لَوْنُهُ، فَاعْتَنَقَهُ أَبُوهُ وَاعْتَنَقْتُهُ، ثُمَّ قُلْنَا: مَالَكَ أَيْ بُنَيَّ؟ قَالَ: « أَتَانِي رَجُلَانِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بَيَاضٌ فَأَضْجَعَانِي ثُمَّ شَقَّا بَطْنِي، فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا صَنَعَا ». قَالَتْ: فَاحْتَمَلْنَاهُ فَرَجَعْنَا بِهِ، قَالَتْ: يَقُولُ أَبُوهُ: وَاللَّهِ يَا حَلِيمَةُ، مَا أَرَى هَذَا الْغُلَامَ إِلَّا قَدْ أُصِيبَ، فَانْطَلِقِي فَلْنَرُدَّهُ إِلَى أَهْلِهِ قَبْلَ أَنْ يَظْهَرَ بِهِ مَا نَتَخَوَّفُ عَلَيْهِ. قَالَتْ: فَرَجِعْنَا بِهِ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ: مَا رَدَّكُمَا بِهِ؟ وَقَدْ كُنْتُمَا حَرِيصِينَ عَلَيْهِ. قَالَتْ: فَقُلْتُ: لَا وَاللَّهِ إِنَّا كَفَلْنَاهُ وَأَدَّيْنَا الْحَقَّ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْنَا فِيهِ. ثُمَّ تَخَوَّفْتُ الْأَحْدَاثَ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَكُونُ فِي أَهْلِهِ، قَالَتْ: فَقَالَتْ أُمُّهُ: وَاللَّهِ مَا ذَاكَ بِكُمَا، فَأَخْبِرَانِي خَبَرَكُمَا وَخَبَرَهُ. قَالَتْ: فَوَاللَّهِ مَا زَالَتْ بِنَا حَتَّى أَخْبَرْنَاهَا خَبَرَهُ، قَالَتْ: فَتَخَوَّفْتُمَا عَلَيْهِ؟ كَلَّا وَاللَّهِ، إِنَّ لِابْنِي هَذَا لَشَأْنًا، أَلَا أُخْبِرُكُمَا عَنْهُ؟ إِنِّي حَمَلْتُ بِهِ فَلَمْ أَرَ حَمْلًا قَطُّ كَانَ أَخَفَّ وَلَا أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهُ، ثُمَّ رَأَيْتُ نُورًا كَأَنَّهُ شِهَابٌ خَرَجَ مِنْ حِينِ وَضَعْتُهُ، أَضَاءَتْ لِي أَعْنَاقُ الْإِبِلِ بِبُصْرَى، ثُمَّ وَضَعْتُهُ، فَمَا وَقَعَ كَمَا تَقَعُ الصِّبْيَانُ، وَقَعَ وَاضِعًا يَدَهُ بِالْأَرْضِ رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، دَعَاهُ وَالْحَقَا بِشَأْنِكُمَا. وقولها: الأتان يعني الحمار يقع على الذكر والأنثى، والأتَانُ الحمارَةُ الأنثى خاصَّةً. وسنة شهباء: ذات قحط وجدب، والشهباء الأرض البيضاء التي لا خضرة فيها لقلة المطر من الشهبة، وهي البياض فسُمِّيت سنة الجدب بها. والشارف: الناقة المسنة التي ارتفع لبنها. والجفر: الصبي يقرب البلوغ. وانتقع لونه: تغير من خوف أو ألم.[18]

قبل البعثة

ماتت آمنة الأم الوالدة للرسول محمد بن عبد الله وكان عمره ست سنين فكفله جده عبد المطلب بن هاشم؛ وقدمت حليمة على مكة بعد أن تزوج الرسول محمد بخديجة بنت خويلد، وشكت إليه الجدب، فكلم خديجة بشأنها فأعطتها أربعين شاة. وقدمت مع زوجها بعد النبوة فأسلما. وجاءت إلى النبي يوم حنين، وهو على الجعرانة، فقام إليها وبسط لها رداءه فجلست عليه.

بعد البعثة

روى زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال: جاءت حليمة بنت عبد الله أم النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر فقام إليها وبسط رداءه فجلست عليه. عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ، يَقْسِمُ لَحْمًا بِالْجِعْرَانَةِ فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ بَدْوِيَّةٌ فَبَسَطَ لَهَا رِدَاءَهُ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: هَذِهِ أُمُّهُ الَّتِي كَانَتْ تُرْضِعُهُ.[19]

روايتها للحديث

روت عن النبي وروى عنها عبد الله بن جعفر.

وفاتها

توفيت حليمة السعدية بعد العام الثامن من الهجرة بالمدينة المنورة، ودفنت بالبقيع.

المصادر

  1. ^ ابن الأثير الجزري (1989)، أسد الغابة في معرفة الصحابة، تحقيق: محمد إبراهيم البنا، محمد أحمد عاشور، محمود عبد الوهاب فايد، بيروت: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، ج. 6، ص. 67، QID:Q117326687 – عبر المكتبة الشاملة
  2. ^ سيرة ابن هشام.
  3. ^ أبي الربيع سليمان بن موسى الكلاعي. الاكتفا بما تضمنه من مغازي رسول الله (ص) والثلاثة الخلفا. ج. 1. ص. 113. ISBN:978-2-7451-2943-7.
  4. ^ "ص196 - كتاب التنبيه والإشراف - ذكر التأريخ من مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومبعثه وهجرته ومغازيه وسراياه وسوار به وكتابه ووفاته وتأريخ الخلفاء والملوك بعده وأيامهم وكتابهم ووزرائهم وحجابهم وقضاتهم ونقوش خواتيمهم وما كان من الحوادث العظيمة الديانية والملوكية في أيامهم وحصر تواريخهم الى سنة في خلافة المطيع - المكتبة الشاملة". shamela.ws. مؤرشف من الأصل في 2023-11-24. اطلع عليه بتاريخ 2023-11-24.
  5. ^ ا ب "ص225 - كتاب السيرة النبوية ت عبد الواحد من البداية والنهاية - ذكر رضاعه عليه الصلاة والسلام من حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية - المكتبة الشاملة". shamela.ws. مؤرشف من الأصل في 2023-06-12. اطلع عليه بتاريخ 2023-11-24.
  6. ^ "ص273 - كتاب البداية والنهاية ط السعادة - ذكر رضاعه عليه الصلاة والسلام - المكتبة الشاملة". shamela.ws. مؤرشف من الأصل في 2022-12-24. اطلع عليه بتاريخ 2023-11-24.
  7. ^ "ص160 - كتاب سيرة ابن هشام ت السقا - فرح جده به صلى الله عليه وسلم والتماسه له المراضع - المكتبة الشاملة". shamela.ws. مؤرشف من الأصل في 2022-12-02. اطلع عليه بتاريخ 2023-11-24.
  8. ^ "ص69 - كتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة ط العلمية - حليمة بنت أبي ذؤيب - المكتبة الشاملة". shamela.ws. مؤرشف من الأصل في 2023-11-28. اطلع عليه بتاريخ 2023-11-28.
  9. ^ البلاذري (1996)، جمل من كتاب أنساب الأشراف، تحقيق: سهيل زكار، رياض زركلي، بيروت: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، ج. 1، ص. 95، OCLC:122969004، QID:Q114665392 – عبر المكتبة الشاملة
  10. ^ ابن الأثير الجزري (1994)، أسد الغابة في معرفة الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، علي محمد معوض (ط. 1)، بيروت: دار الكتب العلمية، ج. 7، ص. 148، OCLC:4770581728، QID:Q116752568 – عبر المكتبة الشاملة
  11. ^ "ص285 - كتاب الجامع لما في المصنفات الجوامع من أسماء الصحابة - سكينة غير منسوبة - المكتبة الشاملة". shamela.ws. مؤرشف من الأصل في 2022-09-22. اطلع عليه بتاريخ 2023-05-11.
  12. ^ ابن حجر العسقلاني (1995)، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: علي محمد معوض، عادل أحمد عبد الموجود (ط. 1)، بيروت: دار الكتب العلمية، ج. 8، ص. 184، OCLC:4770581745، QID:Q116752596 – عبر المكتبة الشاملة
  13. ^ "ص58 - كتاب الاشارات الى معرفة الزيارات - مدينة الرقة - المكتبة الشاملة". shamela.ws. مؤرشف من الأصل في 2023-02-18. اطلع عليه بتاريخ 2023-02-13.
  14. ^ ابن أبي عاصم (1991)، الآحاد والمثاني، تحقيق: باسم فيصل الجوابرة، الرياض: دار الراية، ج. 6، ص. 239، QID:Q121254033 – عبر المكتبة الشاملة
  15. ^ ابن كثير الدمشقي (1997)، البداية والنهاية، تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي، القاهرة: هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، ج. 16، ص. 437، OCLC:4770896261، QID:Q113496832 – عبر المكتبة الشاملة
  16. ^ "ص18 - كتاب كنز الدرر وجامع الغرر - ذكر شاور ونسبه وبدء شأنه - المكتبة الشاملة". shamela.ws. مؤرشف من الأصل في 2023-02-18. اطلع عليه بتاريخ 2023-02-13.
  17. ^ ابن خلكان (1978)، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق: إحسان عباس، بيروت: دار صادر، ج. 2، ص. 439، OCLC:4770140545، QID:Q115633147 – عبر المكتبة الشاملة
  18. ^ صحيح ابن حبان (6441) قال: حديث حسن.
  19. ^ مسند البزار (2781) وفيه جهالة.

مراجع إضافية

وصلات خارجية