طقوس العبور: الفرق بين النسختين
[نسخة منشورة] | [نسخة منشورة] |
طلا ملخص تعديل |
طلا ملخص تعديل |
||
سطر 1: | سطر 1: | ||
{{علم الإنسان}} |
|||
{{تحرير كثيف}} |
|||
'''طقس العبور''' ([[اللغة الإنجليزية|بالإنجليزية]]: Rite of passage) في علم [[علم الإنسان|الأنثروبولوجيا]] |
'''طقس العبور''' ([[اللغة الإنجليزية|بالإنجليزية]]: Rite of passage) في علم [[علم الإنسان|الأنثروبولوجيا]] إنّ عبارة "طقوس العبور" هي ترجمة للمصطلح الفرنسي "Rites de passage" الذي استعمله أوّل مرّة عالم الاجتماع الفرنسي [[أرنولد فان شينب|أرنولد فان قينيب]] (A. Van Gennep) في كتاب له صدر سنة 1909 بعنوان "[[طقوس العبور (كتاب)|طقوس العبور]]". وفيه بيّن أنّ طقوس العبور ثلاثة أضرب هي: طقوس التجميع، (مثل الزواج) وطقوس الانفصال، (مثل الموت) والطقوس الهامشيّة، (مثل الحمل والخطوبة).<ref name=":1">{{Cite web |
||
| url = https://www.mominoun.com/articles/%D8%AA%D9%82%D8%AF%D9%8A%D9%85-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D9%85-%D8%A8%D9%88%D9%87%D8%A7%D9%87%D8%A7-%D8%B7%D9%82%D9%88%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D9%88%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D9%87%D9%8A%D8%A9-264 |
|||
| title = تقديم كتاب عبد الرحيم بوهاها طقوس العبور في الإسلام: دراسة في المصادر الفقهيّة |
|||
| date = سبتمبر 2013 |
|||
| website = |
|||
| publisher = دار مؤمنون بلا حدود للدراسات |
|||
| accessdate = 1-7-2020 |
|||
| last = الجمل |
|||
| first = بسام |
|||
}}</ref><ref name=":0">{{harvnb|Van Gennep|1909|loc=Lay Summary}}</ref> وترى نبيلة إبراهيم أنَّ طقس العبور يمثل نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة، وإجراء الطقس يقوم بوظيفة اللاعودة إلى المرحلة الأولى، والتسلح بأسلحة سحرية تعين على مواجهة المرحلة الثانية.<ref>{{Cite book|title=فن القص فى النظرية و التطبيق|date=|publisher=|author1=نبيلة إبراهيم|author2=|editor1=|language=|place=ص 148|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|||
== الوصف == |
|||
طقس العبور يتميز عن "[[طقوس الشروع]]" في أنه يمثل معلمًا بارزًا في حياة الفرد، بينما يمثل طقس الشروع إدماج الفرد في جماعة اجتماعية أو دينية وهو الخطوة الأولى في طريقه. فارق آخر بين الطقسين أن طقس العبور يتم دون تمييز بين جنسي الأشخاص عكس طقس الشروع. يُمكن طقس العبور من ربط الفرد إلى مجموعة معينة، كما يمكن أن يشكل نظام حياة مستقبلي للفرد وفق خطوات دقيقة، بالشكل الذي يوصل الفرد للأمان النفسي والطمأنينة. |
|||
طقوس العبور مكرسة لتغيرات ذات طبيعة إرتقائية في حياة الأفراد، وذلك مثل صعود أحد الأشخاص إلى مرتبة زعيم القبيلة أو ملكها، وهي مرتبة ذات طابع قدسي. ومثل الإنتقال من حالة إجتماعية إلى أخرى. وقد أطلق الأنتروبولوجي آرنولد فان جنيب - A.V. Gnneb على هذا النوع الثاني تسمية طقوس العبور - Rite Of Passage لأنها تعبر بالشخص من مرحلة إلى أخرى جديدة تماما. إنها مرتبطة بأحداث مثل الولادة، وإطلاق الاسم، وبالتلقين - Inniciation، وبالخطوبة والزواج، وبالموت، وما إلى ذلك.<ref name=":2">{{Cite book|title=موسوعة تاريخ الأديان|date=|publisher=دار ومؤسسة رسلان ودار علاء الدين/سوريا|author1=فراس السواح|author2=|editor1=|language=|place=ص 19|first=|via=|العمل=|volume=الكتاب الأول، طبعة 2017}}</ref> |
|||
وهنا لا يقتصر تغير الحالة على الشخص المعني، بل على أهله وأقربائه أيضا. في البداية، يفصل الطقس أولئك الأشخاص عن أوضاعهم السابقة، ثم يسهل تحولهم إلى الحالة الجديدة، ثم يعيد بعد ذلك توحيدهم مع الجماعة في دورهم الجديد. إن [[زواج|الزواج]] هو مثال واضح على ذلك. فهو يحول الفتاة أو الشاب إلى زوج أو زوجة. عندما يولد لهما ولد يصبحان أبًا وأمًّا، وأبواهما يصبحان جدين، بينما يصبح إخوتهما وأخواتهما أعمامًا وأخوالا. فإذا توفي أحدهما يصبح الآخر أرمل.. وهكذا.<ref name=":2" /> |
|||
ويُعد الأنثروبولوجي الفرنسي [[أرنولد فان شينب]] هو أوَّل مَن ابتكر هذا المصطلح في كتابه "[[طقوس العبور (كتاب)|طقوس العبور]]"<ref name=":0" />. |
|||
تعتبر [[طقوس التلقين]]، أو الطقوس الإدخالية - Inniciation من الطقوس النموذجية لطقوس العبور. وهذا ما نلاحظه لدى [[سكان أستراليا الأصليون|سكان أستراليا الأصليين]]، وخصوصا فيما يتعلق بعبور الصغار من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ حيث يصبحون أشخاصًا فعالين في الحياة الاجتماعية.<ref name=":2" /> |
|||
== نماذج من طقوس العبور == |
|||
ويرى [[خزعل الماجدي]] أنَّ طقوس العبور كانت طقوس دينية تتضمن طقوس [[مسارية (غنوصية)|تلقين الأسرار]] (Initiation Rituales) التي كانت تجري قديما عندما يشرع الصبيان باجتياز عمرهم نحو مراحل الشباب والرجولة وكانت تجري أيضا لتهيئة بعض الكهنة العاديين إلى مراتب کهنوتية سرية تجعل منهم سحرة أو عرافين أو منجمين.<ref>{{Cite book|title=الأعمال الشعرية, المجلد 3|date=|publisher=|author1=خزعل الماجدي|author2=|editor1=|language=|place=ص 94-95|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|||
تميزت [[اليونان القديمة]] بأهمية طقوس العبور في مرحلة المراهقة، بما في ذلك [[طقس كريبيتيا]] krypteia في منطقة [[أسبرطة]]، أو طقس اختطاف eromene (مراهق لم تنمو لحيته بعدُ وإلا لن يعود مناسبا للطقس الذي هو عبارة عن ممارسات شاذة) بواسطة رجل يقوم بدور erastes في هذا الطقس، وهذا كان يجري في مدينتي كريت وأثينا وغيرها من مدن اليونان القديمة. |
|||
== الثقافات الأصلية == |
|||
في اليابان هناك طقس العبور المسمى غينبوكو genpuku للمراهقين 12 إلى 16 عاما، وطقس سيجين شيكي Seijin عبارة عن حفل يجري عند بلوغ 20 سنة. |
|||
إنَّ الكثير من الثقافات الأصلية لها طقوس عبور تقليدية. وغالبا ما تكون هذه الخطوط الفاصلة بين الطفولة والرشد: مرحلة الإنتقال التي تقبل فيها القبيلة أعضاء جدد. في القبائل الأصلية، تمثل مرحلة العبور تغييرا في الحالة الاجتماعية والثقافية لأي فرد داخل الفريق. ففي احتفالية جينبوكو ارتدی أطفال [[ساموراي|الساموراي]] ملابس الكبار مع حلاقة شعورهم. وبالنسبة للشباب بشكل خاص، غالبا ما تتضمن طقوس العبور اختبار المهارات والشخصية و<nowiki/>[[تنمية روحانية|التنمية الروحانية]].<ref name=":3">{{Cite book|title=معا أقوياء: كيف تعمل الفرق العظمى|date=|publisher=|author1=Hartley|author2=|editor1=|language=|place=ص 71|first=|via=|العمل=}}</ref> |
|||
لوکولوم فيرجيل ماکوهورتر، [[الشعوب الأصلية في الأمريكتين|هندي أمريكي أصلي]] يصف "مسعاه للبحث عن الرؤى" بطقوس العبور القبلية. وبعد فترة من [[صوم|الصيام]]، يطلب من رجل قبيلة شاب أن يسافر بمفرده إلى البرية لعدة أيام. هذه العزلة مع الطبيعة يمنحه اتصالا عمیقا مع القوى والأرواح والطاقات من الطبيعة، ويساعده على صياغة هويته الذاتية. إنها رحلة تقوم بكل من تطوير واختبار الشاب قبل أن يكونوا مسجلين في القبيلة.<ref name=":3" /> |
|||
يمكن أيضا القول أن حفل [[الختان]] في المغرب (الطهارة محلياٌ), يعتبر طقساَ مهما من طقوس العبور. حيث بعد الطقس يصبح الطفل معتبراَ من عالم الرجال ولا يفصله بين الزواج شيء. ومن بين ممارسات هذا [[طقس ديني|الطقس الديني]] إلباس الطفل اللباس التقليدي كاملاَ. |
|||
طقوس العبور هذه أمرا مشتركا في الثقافات الأصلية في جميع أنحاء العالم. لذلك هناك العديد من الفرق العالمية تعتنق هذا المبدأ البسيط. فهم يختبرون الموظفين المحتملين. لكي تصبح عضوا لإحدى هذه الفرق، يجب عليك أولا إثبات قدرتك؛ أي أنه يجب أن تكون مؤهلا.<ref name=":3" /> |
|||
أيضا في من طقوس العبور صيام الطفل شهر رمضان لأول مرة. أي بلوغه ووجوب الصيام عليه. ففي ليلة 27 (ليلة الفضيلة محليا) تقوم بعض العائلات بعمل احتفال للطفل أو الطفلة الذي نجح في صيام شهر رمضان (رغم بقاء يومين أو ثلاثة على نهايته) حيث يلبس في المحتفل به لباسا تقليديا خالصا. |
|||
== في الإسلام == |
|||
في كوريا الجنوبية، يعتبر الزواج في حد ذاته من أهم طقوس العبور. |
|||
في المجال الإسلامي، فإنّ التعبير عن مدلول الطقوس تمّ بواسطة مصطلح "[[شعيرة|الشعائر]]" الخاضعة لمبدأي الواجب والثبات فضلا عن تكرّرها بصفة يوميّة، (مثل الصلاة) أو سنويّة (الصوم والحجّ) أو اقترانها بمناسبات محدّدة على نحو ما هو عليه الأمر من طقوس العبور. فإذا نظرنا في طقوس الولادة ألفيناها تنقسم إلى قسمين، هما: طقوس الأمّ وطقوس المولود؛ فبخصوص طقوس الأمّ، فإنّها ترتبط بما يمنع على المرأة النفساء من أعمال أهمّها ترك الصلاة والصوم والطواف والجماع، فضلا عن سوق قائمة من الممنوعات "الفرعيّة" ـ إن صحّ القول ـ مثل الامتناع عن قراءة [[القرآن]] ولمس المصحف ودخول المسجد. ولا تنقضي هذه المحظورات عن المرأة النفساء إلاّ بانتهاء مدّة النفاس التي تتوّج بالغسل، وهو شكل من أشكال "التطهير الطقسي".<ref name=":1" /> |
|||
أمّا طقوس المولود، فهي تتنزّل ضمن "الطقوس الإيجابيّة"؛ أي الطقوس التي يجب على الجماعة الدينيّة العمل بها وتعهّدها بالتكرار صيانة لها من الاندثار. ومن أبرز طقوس الولادة. ومنها الآذان في أذن المولود اليمنى والتحنيك، (مثل مضغ تمرة بالريق وإعطائها للمولود) والدعاء للمولود بالبركة اقتداء بما كان يفعله الرسول مع المواليد. وأنّ هذه الطقوس تحضر في كتب الفقه الإسلامي بشكل عرضي بسبب عدم إشارة القرآن إليها البتّة. وفضلا عن ذلك اعتبرت [[عقيقة|العقيقة]] من الطقوس الخاصة بالمولود، وتتمثل في ذبح شاة ضمن احتفال يقام عادة في اليوم السابع بعد الولادة. ويدلّ الذبح ههنا على أنّه :"فعل تضحية وتقرب من الله". وتستدعي العقيقة حلق شعر المولود الذي ولد به، وهو ما يؤكّد أنّها طقس من طقوس الانفصال، بواسطته يتخلّص المولود من عالم الأمّ ويلتحق بالمؤسّسة الاجتماعيّة. ويتعزّز ذلك الالتحاق بتسمية المولود في اليوم السابع، ومن الأعمال المقترنة بطقس العقيقة تلطيخ رأس المولود بالزعفران، بعد أن كان يلطّخ قبل الإسلام بدم الشاة.<ref name=":1" /> |
|||
أيضا في بعض المجتمعات التقليدية، يجب على الشباب القيام ببعض الاختبارات مثل الجري في مجموعة بدون ملابس (عراة)، والمشاركة في المعارك الجماعية أو مجرد القفز من أعلى شجرة. في مجتمعات أخرى، يتم تنفيذ الطقوس من قبل علامات الجسم، و[[وشم|الوشم]] أو الندوب. |
|||
طقس ال[[وشم]] بين إناث شعب الكويتا في بابوا [[غينيا الجديدة]]، عادةً يتم البدء في سن الخامسة ويضاف إليها كل سنة، وعند الحصول على وشم بشكل V على الصدر يشير إلى أنها بلغت سن الزواج، عام 1912 |
|||
== مصادر == |
== مصادر == |
||
{{مراجع}} |
|||
كتاب "طقوس العبور" للكاتب الفرنسي [[أرنولد فان شينب]] : دراسة منهجية لطقوس وشعائر الباب والعتبة، والضيافة، والتبني، والحمل والولادة، الولادة والطفولة، بدء البلوغ، التطبيع، التتويج، الخطبة والزواج، والجنازات، والمواسم، الخ.، باريس، 1909. |
|||
⚫ | |||
[http://wikimemoires.net/2014/02/theories-des-rites-de-passage-arnold-van-gennep-et-robert-hertz/ Théories des rites de passage : Arnold Van Gennep et Robert Hertz] |
|||
⚫ | |||
{{تصنيف كومنز|Rites of passage}} |
|||
[https://www.mominoun.com/articles/%D8%AA%D9%82%D8%AF%D9%8A%D9%85-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D9%85-%D8%A8%D9%88%D9%87%D8%A7%D9%87%D8%A7-%D8%B7%D9%82%D9%88%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D9%88%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D9%87%D9%8A%D8%A9-264 طقوس العبور في الإسلام: دراسة في المصادر الفقهيّة]{{تصنيف كومنز|Rites of passage}} |
|||
{{شريط بوابات|علم الإنسان|علم الاجتماع|مناسبات}} |
{{شريط بوابات|علم الإنسان|علم الاجتماع|مناسبات|10=علم الأساطير}} |
||
{{ضبط استنادي}} |
{{ضبط استنادي}} |
نسخة 00:45، 1 يوليو 2020
جزء من سلسلة مقالات حول |
علم الإنسان |
---|
بوابة علم الإنسان |
طقس العبور (بالإنجليزية: Rite of passage) في علم الأنثروبولوجيا إنّ عبارة "طقوس العبور" هي ترجمة للمصطلح الفرنسي "Rites de passage" الذي استعمله أوّل مرّة عالم الاجتماع الفرنسي أرنولد فان قينيب (A. Van Gennep) في كتاب له صدر سنة 1909 بعنوان "طقوس العبور". وفيه بيّن أنّ طقوس العبور ثلاثة أضرب هي: طقوس التجميع، (مثل الزواج) وطقوس الانفصال، (مثل الموت) والطقوس الهامشيّة، (مثل الحمل والخطوبة).[1][2] وترى نبيلة إبراهيم أنَّ طقس العبور يمثل نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة، وإجراء الطقس يقوم بوظيفة اللاعودة إلى المرحلة الأولى، والتسلح بأسلحة سحرية تعين على مواجهة المرحلة الثانية.[3]
الوصف
طقوس العبور مكرسة لتغيرات ذات طبيعة إرتقائية في حياة الأفراد، وذلك مثل صعود أحد الأشخاص إلى مرتبة زعيم القبيلة أو ملكها، وهي مرتبة ذات طابع قدسي. ومثل الإنتقال من حالة إجتماعية إلى أخرى. وقد أطلق الأنتروبولوجي آرنولد فان جنيب - A.V. Gnneb على هذا النوع الثاني تسمية طقوس العبور - Rite Of Passage لأنها تعبر بالشخص من مرحلة إلى أخرى جديدة تماما. إنها مرتبطة بأحداث مثل الولادة، وإطلاق الاسم، وبالتلقين - Inniciation، وبالخطوبة والزواج، وبالموت، وما إلى ذلك.[4]
وهنا لا يقتصر تغير الحالة على الشخص المعني، بل على أهله وأقربائه أيضا. في البداية، يفصل الطقس أولئك الأشخاص عن أوضاعهم السابقة، ثم يسهل تحولهم إلى الحالة الجديدة، ثم يعيد بعد ذلك توحيدهم مع الجماعة في دورهم الجديد. إن الزواج هو مثال واضح على ذلك. فهو يحول الفتاة أو الشاب إلى زوج أو زوجة. عندما يولد لهما ولد يصبحان أبًا وأمًّا، وأبواهما يصبحان جدين، بينما يصبح إخوتهما وأخواتهما أعمامًا وأخوالا. فإذا توفي أحدهما يصبح الآخر أرمل.. وهكذا.[4]
تعتبر طقوس التلقين، أو الطقوس الإدخالية - Inniciation من الطقوس النموذجية لطقوس العبور. وهذا ما نلاحظه لدى سكان أستراليا الأصليين، وخصوصا فيما يتعلق بعبور الصغار من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ حيث يصبحون أشخاصًا فعالين في الحياة الاجتماعية.[4]
ويرى خزعل الماجدي أنَّ طقوس العبور كانت طقوس دينية تتضمن طقوس تلقين الأسرار (Initiation Rituales) التي كانت تجري قديما عندما يشرع الصبيان باجتياز عمرهم نحو مراحل الشباب والرجولة وكانت تجري أيضا لتهيئة بعض الكهنة العاديين إلى مراتب کهنوتية سرية تجعل منهم سحرة أو عرافين أو منجمين.[5]
الثقافات الأصلية
إنَّ الكثير من الثقافات الأصلية لها طقوس عبور تقليدية. وغالبا ما تكون هذه الخطوط الفاصلة بين الطفولة والرشد: مرحلة الإنتقال التي تقبل فيها القبيلة أعضاء جدد. في القبائل الأصلية، تمثل مرحلة العبور تغييرا في الحالة الاجتماعية والثقافية لأي فرد داخل الفريق. ففي احتفالية جينبوكو ارتدی أطفال الساموراي ملابس الكبار مع حلاقة شعورهم. وبالنسبة للشباب بشكل خاص، غالبا ما تتضمن طقوس العبور اختبار المهارات والشخصية والتنمية الروحانية.[6]
لوکولوم فيرجيل ماکوهورتر، هندي أمريكي أصلي يصف "مسعاه للبحث عن الرؤى" بطقوس العبور القبلية. وبعد فترة من الصيام، يطلب من رجل قبيلة شاب أن يسافر بمفرده إلى البرية لعدة أيام. هذه العزلة مع الطبيعة يمنحه اتصالا عمیقا مع القوى والأرواح والطاقات من الطبيعة، ويساعده على صياغة هويته الذاتية. إنها رحلة تقوم بكل من تطوير واختبار الشاب قبل أن يكونوا مسجلين في القبيلة.[6]
طقوس العبور هذه أمرا مشتركا في الثقافات الأصلية في جميع أنحاء العالم. لذلك هناك العديد من الفرق العالمية تعتنق هذا المبدأ البسيط. فهم يختبرون الموظفين المحتملين. لكي تصبح عضوا لإحدى هذه الفرق، يجب عليك أولا إثبات قدرتك؛ أي أنه يجب أن تكون مؤهلا.[6]
في الإسلام
في المجال الإسلامي، فإنّ التعبير عن مدلول الطقوس تمّ بواسطة مصطلح "الشعائر" الخاضعة لمبدأي الواجب والثبات فضلا عن تكرّرها بصفة يوميّة، (مثل الصلاة) أو سنويّة (الصوم والحجّ) أو اقترانها بمناسبات محدّدة على نحو ما هو عليه الأمر من طقوس العبور. فإذا نظرنا في طقوس الولادة ألفيناها تنقسم إلى قسمين، هما: طقوس الأمّ وطقوس المولود؛ فبخصوص طقوس الأمّ، فإنّها ترتبط بما يمنع على المرأة النفساء من أعمال أهمّها ترك الصلاة والصوم والطواف والجماع، فضلا عن سوق قائمة من الممنوعات "الفرعيّة" ـ إن صحّ القول ـ مثل الامتناع عن قراءة القرآن ولمس المصحف ودخول المسجد. ولا تنقضي هذه المحظورات عن المرأة النفساء إلاّ بانتهاء مدّة النفاس التي تتوّج بالغسل، وهو شكل من أشكال "التطهير الطقسي".[1]
أمّا طقوس المولود، فهي تتنزّل ضمن "الطقوس الإيجابيّة"؛ أي الطقوس التي يجب على الجماعة الدينيّة العمل بها وتعهّدها بالتكرار صيانة لها من الاندثار. ومن أبرز طقوس الولادة. ومنها الآذان في أذن المولود اليمنى والتحنيك، (مثل مضغ تمرة بالريق وإعطائها للمولود) والدعاء للمولود بالبركة اقتداء بما كان يفعله الرسول مع المواليد. وأنّ هذه الطقوس تحضر في كتب الفقه الإسلامي بشكل عرضي بسبب عدم إشارة القرآن إليها البتّة. وفضلا عن ذلك اعتبرت العقيقة من الطقوس الخاصة بالمولود، وتتمثل في ذبح شاة ضمن احتفال يقام عادة في اليوم السابع بعد الولادة. ويدلّ الذبح ههنا على أنّه :"فعل تضحية وتقرب من الله". وتستدعي العقيقة حلق شعر المولود الذي ولد به، وهو ما يؤكّد أنّها طقس من طقوس الانفصال، بواسطته يتخلّص المولود من عالم الأمّ ويلتحق بالمؤسّسة الاجتماعيّة. ويتعزّز ذلك الالتحاق بتسمية المولود في اليوم السابع، ومن الأعمال المقترنة بطقس العقيقة تلطيخ رأس المولود بالزعفران، بعد أن كان يلطّخ قبل الإسلام بدم الشاة.[1]
مصادر
- ^ ا ب ج الجمل، بسام (سبتمبر 2013). "تقديم كتاب عبد الرحيم بوهاها طقوس العبور في الإسلام: دراسة في المصادر الفقهيّة". دار مؤمنون بلا حدود للدراسات. اطلع عليه بتاريخ 2020-07-01.
- ^ Van Gennep 1909، Lay Summary
- ^ نبيلة إبراهيم. فن القص فى النظرية و التطبيق. ص 148.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: مكان (link) - ^ ا ب ج فراس السواح. موسوعة تاريخ الأديان. ص 19: دار ومؤسسة رسلان ودار علاء الدين/سوريا. ج. الكتاب الأول، طبعة 2017.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: مكان (link) - ^ خزعل الماجدي. الأعمال الشعرية, المجلد 3. ص 94-95.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: مكان (link) - ^ ا ب ج Hartley. معا أقوياء: كيف تعمل الفرق العظمى. ص 71.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: مكان (link)
روابط خارجية
طقوس العبور في الإسلام: دراسة في المصادر الفقهيّة