انتقل إلى المحتوى

شهاب الدين العزازي: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ZkBot (نقاش | مساهمات)
ط تهذيب باستخدام أوب
ط استبدال قوالب (بداية قصيدة، بيت ، شطر، نهاية قصيدة) -> أبيات
 
(36 مراجعة متوسطة بواسطة 12 مستخدماً غير معروضة)
سطر 1: سطر 1:
{{صندوق معلومات كاتب|اسم_الميلاد= أحمد بن عبد الملك بن عبد المنعم بن عبد العزيز بن جامع بن راضي بن جامع العزازي}}
{{معلومات شخصية
'''شهاب الدين العزازي'''، هو أبو العباس شهاب الدين أحمد بن عبد الملك بن عبد المنعم بن عبد العزيز بن جامع بن راضي بن جامع العزازي.<ref name="ReferenceA">هدية العارفين في أسماء المؤلفين وآثار المصنفين، إسماعيل باشا البغدادي، 1/ 104، معجم المؤلفين، [[عمر رضا كحالة|عمر كحالة]]، دار إحياء التراث العربي، بيروت.</ref> من شعراء [[الدولة المملوكية|العصر المملوكي]]، يجيد نظم الشعر والموشحات. ولد عام [[633 هـ]]، في بلدة [[أعزاز]] {{هامش|4}}، وتوفي في [[محرم (توضيح)|محرم]]، ([[710]]هـ -[[1310]]م) ب[[القاهرة]].<ref name="ReferenceB">[[النجوم الزاهرة|النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة]]، [[ابن تغري|ابن تغري بردي]] (ت: 874هـ)، 7/ 363.</ref>
| اسم = شهاب الدين العزازي
| صورة =
| عنوان الصورة =
| الاسم عند الولادة =
| تاريخ الولادة =[[633 هـ]] <ref name="ReferenceA">هدية العارفين في أسماء المؤلفين وآثار المصنفين، إسماعيل باشا البغدادي، 1/104، معجم المؤلفين، عمر كحالة، دار إحياء التراث العربي، بيروت.</ref>
| مكان الولادة = بلدة أعزاز (قرب [[حلب]] شمال [[الشام]])
| تاريخ الوفاة = ([[710 هـ ]]-[[1310]]م)
| مكان الوفاة = [[القاهرة]] - [[مصر]]
| التعليم =
| المهنة = شاعر - تاجر
| اللقب = الشهاب العزازي
| الزوج =
| الأهل =
| الأبناء =
| اشتهر بـ = [[الموشحات]]
| الأصل =
| الموقع =
| التوقيع =
}}


قال عنه [[صلاح الدين الصفدي]]: (كان مطبوعاً ظريفاً جيد النظم في ال[[شعر (توضيح)|شعر]] و[[توشيح (توضيح)|الموشحات]])، ولقبة في توشيع التوشيح بـ: (الأديب الوشاح).
'''شهاب الدين العزازي'''، هو أبو العباس شهاب الدين أحمد بن عبد الملك بن عبد المنعم بن عبد العزيز بن جامع بن راضي بن جامع العزازي.<ref name="ReferenceA"/> من شعراء [[العصر المملوكي]]، يجيد نظم الشعر والموشحات. ولد عام [[633 هـ]]، في بلدة أعزاز {{هامش|4}}، وتوفي في [[محرم]]، ([[710]]هـ -[[1310]]م) ب[[القاهرة]].<ref name="ReferenceB">النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ابن تغري بردي (ت: 874هـ)، 363/7.</ref>


== مولده ==
قال عنه [[صلاح الدين الصفدي]] : (كان مطبوعاً ظريفاً جيد النظم في ال[[شعر]] و[[الموشحات]])، ولقبة في توشيع التوشيح بـ : ( الأديب الوشاح ).
ولد الشهاب العزازي في نهاية الثلث الأول من [[القرن 6|القرن السادس]] الهجري، حيث كانت ممالك كثيرة في أصقاع العالم [[الإسلام]]ي تحكم من قبل [[الدولة الأيوبية|الأيوبيين]]، وهم أصحاب الأمر والنهي في ذلك، وبمقتل الملك الصالح [[الأفضل نجم الدين أيوب|نجم الدين أيوب]] وتولي زوجته [[شجر الدر|شجرة الدر]] السلطنة سنة [[648]]هـ في القاهرة انتقل الملك من أيدي [[الدولة الأيوبية|الأيوبيين]] إلى أيدي المماليك البحرية، وزال سلطان [[الدولة الأيوبية|الأيوبيين]] عن أغلب الأصقاع التي كانوا يتربعون على عروشها، ومن بقي منهم أصبح أمره مرتبطاً بسلطان المماليك، وهم ينصبونه، وهم يعزلونه أو يقرونه في مملكة أو يستخلفون بعده أحد أبنائه أو يضيفون رقعة مملكته أو ينتقصون منها.

==مولده==
ولد الشهاب العزازي في نهاية الثلث الأول من [[القرن السادس]] الهجري، حيث كانت ممالك كثيرة في أصقاع العالم [[الإسلامي]] تحكم من قبل [[الأيوبيين]]، وهم أصحاب الأمر والنهي في ذلك، وبمقتل الملك الصالح [[نجم الدين أيوب]] وتولي زوجته [[شجرة الدر]] السلطنة سنة [[648]]هـ في القاهرة انتقل الملك من أيدي [[الأيوبيين]] إلى أيدي المماليك البحرية، وزال سلطان [[الأيوبيين]] عن أغلب الأصقاع التي كانوا يتربعون على عروشها، ومن بقي منهم أصبح أمره مرتبطاً بسلطان المماليك، وهم ينصبونه، وهم يعزلونه أو يقرونه في مملكة أو يستخلفون بعده أحد أبنائه أو يضيفون رقعة مملكته أو ينتقصون منها.


وقد عاش العزازي مرحلة طويلة أمتدت ثمانية عقود ([[633]]-[[710]]هـ)، كان نظام الحكم فيها يتكون من:
وقد عاش العزازي مرحلة طويلة أمتدت ثمانية عقود ([[633]]-[[710]]هـ)، كان نظام الحكم فيها يتكون من:
سطر 31: سطر 11:
# سلطان مملوكي مقره [[القاهرة]].
# سلطان مملوكي مقره [[القاهرة]].
# ملك في إحدى الولايات التابعة للسلطنة.
# ملك في إحدى الولايات التابعة للسلطنة.

أما الخليفة فقد كان منصبه شكلياً في أغلب الأحيان، وأما السلطان فقد كان كل شيء، وإذا اصطفى وزيراً أو نائباً بلغ من الشأن مكاناً مرموقاً، وإذا أقر ملكاً صاحب الأمر والنهي في مملكته مع إعلان الخضوع والطاعة للسلطان المملوكي.
أما الخليفة فقد كان منصبه شكلياً في أغلب الأحيان، وأما السلطان فقد كان كل شيء، وإذا اصطفى وزيراً أو نائباً بلغ من الشأن مكاناً مرموقاً، وإذا أقر ملكاً صاحب الأمر والنهي في مملكته مع إعلان الخضوع والطاعة للسلطان المملوكي.


وأختلفت بعض المصادر في تحديد تاريخ ولادته، <ref name="ReferenceA"/> فذكر أنه قد عاش ثلاثاً وثمانين سنه، وباعتبار تاريخ وفاته يكون قد ولد سنة ([[627]]هـ)، <ref>الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة، ابن حجر العسقلاني (ت: 852هـ)، تحقيق محمد سيد جاد الحق 1/205-206.</ref> وهناك من ذكر أنه ولد سنة ([[634]]هـ)، <ref>المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي، ابن تغري بردي (ت: 874هـ)، تحقيق د. محمد محمد أمين، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ط:1، 1984م.</ref> لكن الراجح أنه ولد سنة ([[633]]هـ) <ref name="ReferenceC">أعيان العصر وأعوان النصر، الصفدي (ت:764)، تحقيق: فالح أحمد البكور 1/175.</ref> ـ وذلك لأن صلاح الدين الصفدي صاحب كتاب أعيان العصر وأعوان النصر هو أقدم من ترجم للعزازي.
واختلفت بعض المصادر في تحديد تاريخ ولادته، <ref name="ReferenceA"/> فذكر أنه قد عاش ثلاثاً وثمانين سنه، وباعتبار تاريخ وفاته يكون قد ولد سنة ([[627]]هـ)، <ref>[[الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة (كتاب)|الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة]]، ابن حجر العسقلاني (ت: 852هـ)، تحقيق محمد سيد جاد الحق 1/ 205-206.</ref> وهناك من ذكر أنه ولد سنة ([[634]]هـ)، <ref>المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي، ابن تغري بردي (ت: 874هـ)، تحقيق د. محمد محمد أمين، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ط:1، 1984م.</ref> لكن الراجح أنه ولد سنة ([[633]]هـ) <ref name="ReferenceC">أعيان العصر وأعوان النصر، الصفدي (ت:764)، تحقيق: فالح أحمد البكور 1/ 175.</ref> ـ وذلك لأن صلاح الدين الصفدي صاحب كتاب أعيان العصر وأعوان النصر هو أقدم من ترجم للعزازي.


وقد كانت قلعة عزاز <ref name="ReferenceA"/> محل ولادته، وسمي العزازي نسبة إلأى بلدة أعزاز، <ref>شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ابن العماد الحنبلي (ت: 1089هـ)، تحقيق عبد القادر الأرناؤوط، محمود الأرنأؤوط، 41/8.</ref> وهي ما يسمى في وقتنا الحاضر أعزاز.<ref>مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، ابن فضل الله العُمري ـ تحقيق: د محمد عبد القادر خريسات.</ref>
وقد كانت قلعة عزاز <ref name="ReferenceA"/> محل ولادته، وسمي العزازي نسبة إلأى بلدة أعزاز، <ref>شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ابن العماد الحنبلي (ت: 1089هـ)، تحقيق عبد القادر الأرناؤوط، محمود الأرنأؤوط، 8/ 41.</ref> وهي ما يسمى في وقتنا الحاضر أعزاز.<ref>مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، ابن فضل الله العُمري ـ تحقيق: د محمد عبد القادر خريسات.</ref>


==نسبه==
== نسبه ==
ينتهي نسب شهاب الدين العزازي إلى [[الحسين بن علي]] - رضي الله عنهما-، وقد هاجر الأول إلى [[العريش]]، ومنها انتقل إلى [[قنا]]، واختلفت توجهاته بعدها في [[مصر]]ـ حتى انتهى به الأمر إلى الأستقرار في كفر العزازي في [[مصر]].<ref>أسد الغابة في معرفة الصحابة، ابن الأثير (ت:630هـ)، دار إحياء التراث العربي، بيروت، د.ط،د22-18/2. البداية والنهاية، ابن كثير(ت:774هـ)، تحقيق د أحمد أبو ملحم.</ref>
ينتهي نسب شهاب الدين العزازي إلى [[الحسين بن علي]] - {{رضي الله عنهما}}-، وقد هاجر الأول إلى [[العريش]]، ومنها انتقل إلى [[قنا (توضيح)|قنا]]، واختلفت توجهاته بعدها في [[مصر]]ـ حتى انتهى به الأمر إلى الأستقرار في كفر العزازي في [[مصر]].<ref>[[أسد الغابة في معرفة الصحابة]]، ابن الأثير (ت:630هـ)، دار إحياء التراث العربي، بيروت، د.ط، د.ت 2/ 18- 22. البداية والنهاية، ابن كثير(ت:774هـ)، تحقيق د أحمد أبو ملحم.</ref>


وقد تفرعت أسرته إلى عدة فروع، منها أستقر في [[سوريا]]، وفرع في كفر عزاز، وآخر في [[العريش]].
وقد تفرعت أسرته إلى عدة فروع، منها أستقر في [[سوريا]]، وفرع في كفر عزاز، وآخر في [[العريش]].


والعزازي نسبة إلى بلدة اعزاز الواقع غرب حلب، ولا ندري ما إذا كان ولد فيها م لا، ولا متى استوطنت أسرته هذه البلدة، ولا متى نزح الشاعر عنها، وهل فارقها مفرداً أم بصحبة أحد من أهله، وما الأسباب التي دعت إلى ذلك؟
والعزازي نسبة إلى بلدة [[أعزاز|اعزاز]] الواقعة شمال غربي [[حلب]]، ولا ندري ما إذا كان ولد فيها م لا، ولا متى استوطنت أسرته هذه البلدة، ولا متى نزح الشاعر عنها، وهل فارقها مفرداً أم بصحبة أحد من أهله، وما الأسباب التي دعت إلى ذلك؟


تذكر المصادر على أن العزازي ولد سنة [[633]]هـ، دون أن تضيف شيئاً . ينتمي الشاعر على ما يبدو من نسبه إلى أسرة دينية، وفي شعره ما يظهر ميله إلى التشيع، ولعله ورث ذلك عن آبائه.
تذكر المصادر على أن العزازي ولد سنة [[633]]هـ، دون أن تضيف شيئاً. ينتمي الشاعر على ما يبدو من نسبه إلى أسرة دينية، وفي شعره ما يظهر ميله إلى التشيع، ولعله ورث ذلك عن آبائه.


ومثلما لا نعرف شيئاً عن آبائه لا نعرف عن أعقابه شيئاً، ولا ندري ما إذا كان قد تزوج أم لا؟ وه أنجب أبناءً أم لم ينجب، وهل أورث أولاده شاعريته ومعارفه بل مهنة التجارة التجوال؟
ومثلما لا نعرف شيئاً عن آبائه لا نعرف عن أعقابه شيئاً، ولا ندري ما إذا كان قد تزوج أم لا؟ وه أنجب أبناءً أم لم ينجب، وهل أورث أولاده شاعريته ومعارفه بل مهنة التجارة التجوال؟


ويظهر لنا [[ديوان]]ه وكتب التراجم التي تحدثت عنه أنه لم يكن دائم الإقامة في [[القاهرة]] التي اتخذها وطناً وصارت له [[قبر]]اً، والواضح أنه كان يعمل تاجراً، وأنه أشتهر بذلك، وأنه كان يمتلك متجراً في المحلة الشهيرة المعروفة بقيسارية جهاركس.
ويظهر لنا [[ديوان (توضيح)|ديوانه]] وكتب التراجم التي تحدثت عنه أنه لم يكن دائم الإقامة في [[القاهرة]] التي اتخذها وطناً وصارت له [[قبر|قبراً]]، والواضح أنه كان يعمل تاجراً، وأنه اشتهر بذلك، وأنه كان يمتلك متجراً في المحلة الشهيرة المعروفة بقيسارية جهاركس.

==مذهبه الديني==
من خلال سيرة العزازي وشعره يتضح أنه يميل إلى [[الشيعة|التشيع]] الذي ربما كان لاتصال نسبه ب[[الحسين بن علي]] -رضي الله عنهما- بعض الأثر فيه، وعلى كل حال فإن هذا التشيع لديه إنما هو تشيع هوى لا عقيدة، إذ كا يطري [[آل البيت]]، ويتفجع لمصابهم، ويعزي الأمة بهم، ويشيد بأخلاقهم ومكارمهم، وهذا أمر محمود في جملته، وجرى عليه كثير من العلماء والعامة، ويقر به الباقون وإن لم يداوموا على إعلانه، وهو يخالف غلاة [[الشيعة]] الذين يتبرؤون من بعض الصحابة -رضوان الله عليهم-، فهو لا يذم أحد منهم، بل يشيد بمن يأتي به السياق، وهاهو يشيد بعدل خليفة [[رسول الله]] -[[صلى الله عليه وسلم]]-، [[عمر بن الخطاب]] -رضي الله عنه- في سياق مديح:<ref>دبوان االعزازي، ص: 212</ref>

{{قصيدة|وأعاد فينا سيرة عمرية|حتى رأينا الحق عاد كما بدا}}


== مذهبه الديني ==
من خلال سيرة العزازي وشعره يتضح أنه يميل إلى [[الشيعة|التشيع]] الذي ربما كان لاتصال نسبه ب[[الحسين بن علي]] - {{رضي الله عنهما}}- بعض الأثر فيه، وعلى كل حال فإن هذا التشيع لديه إنما هو تشيع هوى لا عقيدة، إذ كا يطري [[أهل البيت|آل البيت]]، ويتفجع لمصابهم، ويعزي الأمة بهم، ويشيد بأخلاقهم ومكارمهم، وهذا أمر محمود في جملته، وجرى عليه كثير من العلماء والعامة، ويقر به الباقون وإن لم يداوموا على إعلانه، وهو يخالف غلاة [[الشيعة]] الذين يتبرؤون من بعض الصحابة -{{رضي الله عنهم}} -، فهو لا يذم أحد منهم، بل يشيد بمن يأتي به السياق، وهاهو يشيد بعدل خليفة [[محمد|رسول الله]] -[[الصلاة على النبي|صلى الله عليه وسلم]]-، [[عمر بن الخطاب]] -رضي الله عنه- في سياق مديح:<ref>دبوان االعزازي، ص: 212</ref>
{{أبيات|
وأعاد فينا سيرة عمرية\\حتى رأينا الحق عاد كما بدا}}
وإلى جانب هوى التشيع تظهر عند العزازي مسحة صوفية تأثر فيها ببعض متصوفة عصره، وهذا ما تطلعنا به ألفاظ معجمه اللغوي، ومن ذلك قوله في أحد ملوك [[حماة]]:<ref>دبوان االعزازي، ص: 44</ref>
وإلى جانب هوى التشيع تظهر عند العزازي مسحة صوفية تأثر فيها ببعض متصوفة عصره، وهذا ما تطلعنا به ألفاظ معجمه اللغوي، ومن ذلك قوله في أحد ملوك [[حماة]]:<ref>دبوان االعزازي، ص: 44</ref>
{{أبيات|
هاجرت نحو محمد لما رأيـ\\ــت العالم العلوي في تأييده
وملأت عيني من محاسنه التي\\ملأت عيون وليه وحسوده}}
فـ (العالم [[علويون (طائفة)|العلوي]]، والتأييد، والولي) في مثل هذا السياقات يغلب عليها أنها من تعابير [[صوفية|المتصوفة]] التي تتردد في بعض أدعيتهم وكتاباتهم.


== عمله ورحلاته ==
{{قصيدة|هاجرت نحو محمد لما رأيـ|ــت العالم العلوي في تأييده}}
كان العزازي [[تاجر|تاجراً]] يبيع ال[[نسيج (قماش)|قماش]] بقيسارية [[جهاركس الخليلي|جهاركس الخليلى]] {{هامش|5}} ب[[القاهرة]]، <ref name="ReferenceC"/> وقد سمى البزاز نسبة لهذه التجارة، وكانت هي مصدر رزقه إلى جانب العطايا والصلات التي تجزل له مكافأة على [[شعر (توضيح)|شعره]].
{{قصيدة|وملأت عيني من محاسنه التي|ملأت عيون وليه وحسوده}}


وقد وفد من [[بلاد الشام|الشام]] إلى [[مصر]]، واتخذ [[القاهرة]] وطناً له، ومستقراً لتجارته، <ref name="ReferenceC"/> وثابت من إشارات [[شعر (توضيح)|شعره]] أنه كان دائم الترحال والتنقل بين [[مصر]] و[[بلاد الشام|الشام]]، وبخاصة [[حماة]].<ref name="مولد تلقائيا1">الوافي بالوفيات، الصفدي (ت:764)، تحقيق: أحمد الأرناؤوط، تركي مصطفى، 7/99. فوات الوفيات، ابن شاكر الكتبي (ت: 764)، تحقيق د. إحسان عباس، 1/ 95.</ref>
فـ (العالم [[العلوية|العلوي]]، والتأييد، والولي) في مثل هذا السياقات يغلب عليها أنها من تعابير [[صوفية|المتصوفة]] التي تتردد في بعض أدعيتهم وكتاباتهم.


== تقافته ==
== عمله ورحلاته==
ظاهر من [[شعر (توضيح)|شعر]] العزازي اطلاعه على التاريخ العربي، وسعة معرفته بأعلامه وأخباره، بالإضافة إلى بعض أخبار الأمم السابقة، وعلى الرغم م ذلك لم تذكر المصادر تتلمذ العزازي على يد أحد، وعلى هذا ربما كان ذلك نتاج جهد شخصي في تحصيل العلم والثقافة بدافع حب الاطلاع، كا أنها لم تورد أسماء أدباء أو شعراء تتلمذوا على يده، ولكن هنا من اتخذه قدوة له في شعرة كما تتضمن إشارات بعض نصوصه.<ref>ديوان االعزازي، ص: 345</ref>
كان العزازي [[تاجر]]اً يبيع ال[[قماش]] بقيسارية جهاركس {{هامش|٥}} ب[[القاهرة]]، <ref name="ReferenceC"/> وقد سمى البزاز نسبة لهذه التجارة، وكانت هي مصدر رزقه إلى جانب العطايا والصلات التي تجزل له مكافأة على [[شعر]]ه.


== شعره ==
وقد وفد من [[الشام]] إلى [[مصر]]، واتخذ [[القاهرة]] وطناً له، ومستقراً لتجارته، <ref name="ReferenceC"/> وثابت من إشارات [[شعر]]ه أنه كان دائم الترحال والتنقل بين [[مصر]] و[[الشام]]، وبخاصة [[حماة]].<ref>الوافي بالوفيات، الصفدي (ت:764)، تحقيق: أحمد الأرناؤوط، تركي مصطفى، 7/99. فوات الوفيات، ابن شاكر الكتبي (ت: 764)، تحقيق د. إحسان عباس، 95/1.</ref>
العزازي شاعر مطبوع، وشعره وافر متنوع الأغراض، متميز بين أقرانه من الشعراء. فقد وصلنا ديوان الشاعر العزازي الذي جمعة بنفسه، وبوبه ورتبة حسب الموضوعات حيث قال: «قد جعلت ديواني هذا في خمسة فصول»:

# '''الفصل الأول''': منه في مدح الرسول {{صلى الله عليه وسلم}} وآل بيته ثم الملوك الذي عاصرهم.
==تقافته==
ظاهر من [[شعر]] العزازي اطلاعه على التاريخ العربي، وسعة معرفته بأعلامه وأخباره، بالإضافة إلى بعض أخبار الأمم السابقة، وعلى الرغم م ذلك لم تذكر المصادر تتلمذ العزازي على يد أحد، وعلى هذا ربما كان ذلك نتاج جهد شخصي في تحصيل العلم والثقافة بدافع حب الاطلاع، كا أنها لم تورد أسماء أدباء أو شعراء تتلمذوا على يده، ولكن هنا من اتخذه قدوة له في شعرة كما تتضمن إشارات بعض نصوصه.<ref>دبوان االعزازي، ص: 345</ref>

==شعره==
العزازي شاعر مطبوع، وشعره وافر متنوع الأغراض، متميز بين أقرانه من الشعراء. فقد وصلنا ديوان الشاعر العزازي الذي جمعة بنفسه، وبوبه ورتبة حسب الموضوعات حيث قال: "قد جعلت ديواني هذا في خمسة فصول":

# '''الفصل الأول''': منه في مدح الرسول {{ص}} وآل بيته ثم الملوك الذي عاصرهم.
# '''الفصل الثاني''': في مدائح الوزراء والأمراء والقضاة والولاة والأعيان والصدور والكتاب.
# '''الفصل الثاني''': في مدائح الوزراء والأمراء والقضاة والولاة والأعيان والصدور والكتاب.
# '''الفصل الثالث''': في نكتٍ وملح من تهان وتعاز وأغزال وألغاز وأهاج وعتاب وإخوانيات.
# '''الفصل الثالث''': في نكتٍ وملح من تهان وتعاز وأغزال وألغاز وأهاج وعتاب وإخوانيات.
# '''الفصل الرابع''': فيما وقع بينه وبين أدباء عصره وشعراء زمانه من مكاتبة ومجاوبة ومعارضة ومناقضة.
# '''الفصل الرابع''': فيما وقع بينه وبين أدباء عصره وشعراء زمانه من مكاتبة ومجاوبة ومعارضة ومناقضة.
# '''الفصل الخامس''': خاتمة للديوان يشتمل على غرائب الأوزان من المخمسات والموشحات.
# '''الفصل الخامس''': خاتمة للديوان يشتمل على غرائب الأوزان من المخمسات والموشحات.

وهذا يعني أن الديوان الذي جمعه، قسم إلى قسمين، وقد وصلنا منه القسم الأول المشتمل على الأبواب الأربعة، بينما أفراد للموشحات ديواناً خاصاً، لم يعثر عليه.
وهذا يعني أن الديوان الذي جمعه، قسم إلى قسمين، وقد وصلنا منه القسم الأول المشتمل على الأبواب الأربعة، بينما أفراد للموشحات ديواناً خاصاً، لم يعثر عليه.


وكان العزازي يحدث بشعره، وسمعه منه كثير من أهل عصره الذين أشادوا به، قال عنه صاحب الدرر الكامنة: (''الشاعر المشهور، أشتغل في الأدب ومهر وفاق أقارانه، سمع منه نظمه أو حيان ال[[نحو]]ي والحافظ أبو الفتح اليعمري،''<ref>فوات الوفيات، ابن شاكر الكتبي (ت: 764)، تحقيق د. إحسان عباس، 71/1.</ref> ''وحدث عن غير واحد''). وقد ذكر الطبع في شعره، يقول صاحب المقفى: (''كان شاعراً جيد النظم مبطوعاً'')، وقال عنه الصفدي: (''كان شاعراً جيد المقاصد لطيف الاقتناص للمعاني، خفي المراصد، لتراكيبه حلاوة، وعلى ألفاظه طلاوة'').
وكان العزازي يحدث بشعره، وسمعه منه كثير من أهل عصره الذين أشادوا به، قال عنه صاحب الدرر الكامنة: (''الشاعر المشهور، أشتغل في الأدب ومهر وفاق أقارانه، سمع منه نظمه أو حيان ال[[علم النحو|نحوي]] والحافظ أبو الفتح اليعمري، ''<ref>فوات الوفيات، ابن شاكر الكتبي (ت: 764)، تحقيق د. إحسان عباس، 1/ 71.</ref> ''وحدث عن غير واحد''). وقد ذكر الطبع في شعره، يقول صاحب المقفى: (''كان شاعراً جيد النظم مبطوعاً'')، وقال عنه الصفدي: (''كان شاعراً جيد المقاصد لطيف الاقتناص للمعاني، خفي المراصد، لتراكيبه حلاوة، وعلى ألفاظه طلاوة'').


وقد أمتدح شاعريته كثيرون، فأطروا شعره، وأثنوا على [[موشحات]]ه التي فقد أكثرها، ومن ذلك ما ورد في الدليل الشافي: إذ نعت بـ (''الأديب المشهور صاحب الموشحات البديعة'')، وورد ايضاً في المنهل الصافي أنه: (''كان أديباً بارعاً مطبوعاً طريف النظم الرائق الفائق، ولا سيما نظمه للموشحات، فإنه غاية في ذلك'').<ref>الدليل الشافي على المنهل الصافي، [[ابن تغري بردي]] (ت: 874هـ).</ref>
وقد امتدح شاعريته كثيرون، فأطروا شعره، وأثنوا على [[توشيح (توضيح)|موشحاته]] التي فقد أكثرها، ومن ذلك ما ورد في الدليل الشافي: إذ نعت بـ (''الأديب المشهور صاحب الموشحات البديعة'')، وورد أيضاً في المنهل الصافي أنه: (''كان أديباً بارعاً مطبوعاً طريف النظم الرائق الفائق، ولا سيما نظمه للموشحات، فإنه غاية في ذلك'').<ref>الدليل الشافي على المنهل الصافي، [[ابن تغري|ابن تغري بردي]] (ت: 874هـ).</ref>


ويقول صاحب الفوات: (''الشاعر المشهور، كان كيساً طريفاً، جيد النظم في الشعر و[[الموشحات]]'')، وأكد الصفدي ذلك بقوله: (''كان مطبوعاً ظريفاً جيد النظم في الشعر والموشحات'')، ولقبة في توشيع التوشيح بـ : ( ''الأديب الوشاح'' )، وأشار في أعيان العصر إلى أن للعزازي (''شيئاً كثيراً من [[الموشحات]]، وكلها بالصناعة البديعية موشعات، وكان أتقن فني القريض والتوشيح، وغني اشتهاره في ذلك عن البلوغ بالتصريح'')، وقد ذكر صاحب تذكرة النبيه أن: (''له النظم الرائق والموشحات المتقنة البديعية المشهورة'').
ويقول صاحب الفوات: (''الشاعر المشهور، كان كيساً طريفاً، جيد النظم في الشعر و[[توشيح (توضيح)|الموشحات]]'')، وأكد الصفدي ذلك بقوله: (''كان مطبوعاً ظريفاً جيد النظم في الشعر والموشحات'')، ولقبة في توشيع التوشيح بـ: (''الأديب الوشاح'')، وأشار في أعيان العصر إلى أن للعزازي (''شيئاً كثيراً من [[توشيح (توضيح)|الموشحات]]، وكلها بالصناعة البديعية موشعات، وكان أتقن فني القريض والتوشيح، وغني اشتهاره في ذلك عن البلوغ بالتصريح'')، وقد ذكر صاحب تذكرة النبيه أن: (''له النظم الرائق والموشحات المتقنة البديعية المشهورة'').


وقد ترك العزازي ديواناً مؤلفاً من قسمين الأول [[شعر]]ه، والثاني [[موشحات]]ه الذي لم يعثر على غالبته.
وقد ترك العزازي ديواناً مؤلفاً من قسمين الأول [[شعر (توضيح)|شعره]]، والثاني [[توشيح (توضيح)|موشحاته]] الذي لم يعثر على غالبته.


ويزعم الباحثون ان من وصل من شعر للعزازي لم يشتمل على ما نظمه في بداياته الأولى ويجدون أن محاولة تحديد وقت بداية نظم الشعر لدى العزازي تحصرهم ما بين سنه ([[653]]-[[657]]هـ)، أي عندما كان العزازي في بدايات العقد الثالث من عمره، مستندين في ذلك إلى حاجة الشاعر وقت يقوي فيه شعره بالدربة ورياضة القول، والذي يدعوهم إلى هذا الظن هو تسجيله لبعض الحوادث والوقائع في شعره، ومن ذلك ذكره لانتصار الملك المنصور محمد بن محمود <ref name="ReferenceB"/> والملك الأشرف موسى بن إبراهيم على [[التتار]] في [[حمص]]، <ref>النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ابن تغري بردي (ت: 874هـ)، 217/7</ref> وكان ذلك الانتصار سنة ([[659]]هـ)، أي عندما كان عمر العزازي ستاً وعشرين سنة، كذلك مديحه للسلطان [[الظاهر بيبرس|الظاهر ركن الدين بيبرس]] الذي كان قد تولى الحكم سنة ([[658]]هـ)، أي عندما كان يبلغ من العمر خمساً وعشرين سنة.
ويزعم الباحثون ان من وصل من شعر للعزازي لم يشتمل على ما نظمه في بداياته الأولى ويجدون أن محاولة تحديد وقت بداية نظم الشعر لدى العزازي تحصرهم ما بين سنه ([[653]]-[[657]]هـ)، أي عندما كان العزازي في بدايات العقد الثالث من عمره، مستندين في ذلك إلى حاجة الشاعر وقت يقوي فيه شعره بالدربة ورياضة القول، والذي يدعوهم إلى هذا الظن هو تسجيله لبعض الحوادث والوقائع في شعره، ومن ذلك ذكره لانتصار الملك المنصور محمد بن محمود <ref name="ReferenceB"/> والملك الأشرف موسى بن إبراهيم على [[تتار|التتار]] في [[حمص]]، <ref>النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ابن تغري بردي (ت: 874هـ)، 7/ 217.</ref> وكان ذلك الانتصار سنة ([[659]]هـ)، أي عندما كان عمر العزازي ستاً وعشرين سنة، كذلك مديحه للسلطان [[الظاهر بيبرس|الظاهر ركن الدين بيبرس]] الذي كان قد تولى الحكم سنة ([[658]]هـ)، أي عندما كان يبلغ من العمر خمساً وعشرين سنة.


وأشعاره هذه وغيرها مما هو متوفر في [[ديوان]]ه تشير إلى مستوى متقارب من التفوق والشاعرية والنظم، ويظن الباحثون ان مرد ذلك إلى أنه قد تعهدها بالتنقيح والتدقيق، أو أنها نتاج قريحة شحذتها الدربة، وقواها المران، ولكنها -في كل الأحوال- لا تشير إلى شاعر مبتدئ.
وأشعاره هذه وغيرها مما هو متوفر في [[ديوان (توضيح)|ديوانه]] تشير إلى مستوى متقارب من التفوق والشاعرية والنظم، ويظن الباحثون ان مرد ذلك إلى أنه قد تعهدها بالتنقيح والتدقيق، أو أنها نتاج قريحة شحذتها الدربة، وقواها المران، ولكنها -في كل الأحوال- لا تشير إلى شاعر مبتدئ.


===المديح===
=== المديح ===
فالعزازي شاعر [[مدح|مديح]] في المقام الأول، فمعظم شعره منتظم في سلك المديح، ويبدو ان العزازي من خلال شعره وسيرته لم يكن يمدح بقصد التكسب الذي يقوم عليه بعض دخله، فهو تاخر لم تلزمه الحاجة إلى عرض شعره كما يعرض بضاعته، ولكن هذا لاينفي رغبته في الحصول على العطايا من جهة، والفوز بالخطوة لدى الوجهاء من جهرة أخرى هي في زعم الباحثون أجل لديه من الحصول على العطايا.
فالعزازي شاعر [[مدح|مديح]] في المقام الأول، فمعظم شعره منتظم في سلك المديح، ويبدو ان العزازي من خلال شعره وسيرته لم يكن يمدح بقصد التكسب الذي يقوم عليه بعض دخله، فهو تاخر لم تلزمه الحاجة إلى عرض شعره كما يعرض بضاعته، ولكن هذا لاينفي رغبته في الحصول على العطايا من جهة، والفوز بالخطوة لدى الوجهاء من جهرة أخرى هي في زعم الباحثون أجل لديه من الحصول على العطايا.


يشكل المدح القسم الأكبر من ديوان الشاعر العزازي، '''ويقسم مديحه إلى قسمين''':
يشكل المدح القسم الأكبر من ديوان الشاعر العزازي، '''ويقسم مديحه إلى قسمين''':
: 1- '''مديح ديني''':
# '''مديح ديني''':{{سج}}وقد وصلنا منه قصيدتان:
وقد وصلنا منه قصيدتان الأولى في مديح الرسول عليه الصلاة والسلام، وتقع في (47) بيتاً، نهج فيه نهج كعب ابن زهير شكلاً ومضموناً.
## الأولى في مديح الرسول عليه الصلاة والسلام، وتقع في (47) بيتاً، نهج فيه نهج كعب ابن زهير شكلاً ومضموناً.
: والثانية في مدح آل بيت الرسول عليه السلام، وتقع في (53) بيتاً، وهي تذكرنا بهاشميات الكميت وقصائد السيد الحميري ودعبل الخزاعي وغيرهم.
## والثانية في مدح آل بيت الرسول عليه السلام، وتقع في (53) بيتاً، وهي تذكرنا بهاشميات الكميت وقصائد السيد الحميري ودعبل الخزاعي وغيرهم.
# '''مدح دنيوي أو تقليدي:'''{{سج}}كما هو معروف عن العزازي ان المديح هو أكثر مواد ديوانه غزارة، وقصائده تتسم بالطول مشتملة على عناصر قصيدة المدح المعروفة بمقدماتها التي تمهد للوصول إلأى الممدوح غالباً.

: 2- '''مدح دنيوي أو تقليدي:'''
كما هو معروف عن العزازي ان المديح هو أكثر مواد ديوانه غزارة، وقصائده تتسم بالطول مشتملة على عناصر قصيدة المدح المعروفة بمقدماتها التي تمهد للوصول إلأى الممدوح غالباً.


وقد بلغ عدد القصائد والمقطعات المدحية التي اشتمل عليها الديوان والمستدرك عليه (115) قصيدة ومقطعة، منها قصائد طويلة جداً وصل بعضها إلأى (109) أبيات.
وقد بلغ عدد القصائد والمقطعات المدحية التي اشتمل عليها الديوان والمستدرك عليه (115) قصيدة ومقطعة، منها قصائد طويلة جداً وصل بعضها إلأى (109) أبيات.


ويلخص العزازي في مدائحه، ويبذل فيها قصارى جهده الإبداعي، وبخاصة لدىمن يقدر مدائحه حق قدرها، ومن مدائحه تلك فوله في السلطان المظفر تقي الدين أبي الفتح محمود بن شاهنشاه:<ref>دبوان االعزازي، ص: 311</ref>
ويلخص العزازي في مدائحه، ويبذل فيها قصارى جهده الإبداعي، وبخاصة لدى من يقدر مدائحه حق قدرها، ومن مدائحه تلك فوله في السلطان المظفر تقي الدين أبي الفتح محمود بن شاهنشاه:<ref>دبوان االعزازي، ص: 311.</ref>
{{أبيات|

{{قصيدة|وما عاودته أبغي نداه|وأسأل رفده {{هامش|2}} إلى بداني}}
وما عاودته أبغي نداه\\وأسأل رفده {{هامش|2}} إلى بداني
{{قصيدة|فكم أغلى مهور بنات فكري {{هامش|3}}|وأعلى في الكرامة من مكاني}}
فكم أغلى مهور بنات فكري {{هامش|3}}\\وأعلى في الكرامة من مكاني
{{قصيدة|أبا الفتح استمعها من ولي|بذكرك لم يزل رطب اللسان}}
أبا الفتح استمعها من ولي\\بذكرك لم يزل رطب اللسان
{{قصيدة|منقحة تميل بكل عطف|كما مالت به بنت الدنان}}
منقحة تميل بكل عطف\\كما مالت به بنت الدنان
{{قصيدة|إذا وشى المدائح فيك فكري|فلا تستطرف الوشي اليماني}}
إذا وشى المدائح فيك فكري\\فلا تستطرف الوشي اليماني}}
ويبدو أن مديح العزازي ينبع غالباً م قرارة نفسه، وبخاصة تجاه ملوك حماة [[الدولة الأيوبية|الأيوبيين]]، ومهما يكن فـ (سواء أكان المديح نابعاً من قرارة نفس المادح، أم كان وسيلة زلفى أي من [[شعر (توضيح)|شعر]] أنهم يفوقونه قوة، أو مالاً، أو مزايا خلقية، فهو إقرار بالرياسة والزعامة، واعتراف بالفضل والمكانة).

ويبدو أن مديح العزازي ينبع غالباً م قرارة نفسه، وبخاصة تجاه ملوك حماة [[الأيوبيين]]، ومهما يكن فـ (سواء أكان المديح نابعاً من قرارة نفس المادح، أم كان وسيلة زلفى إى من [[شعر]] أنهم يفوقونه قوة، أو مالاً، أو مزايا خلقية، فهو إقرار بالرياسة والزعامة، واعتراف بالفضل والمكانة).


'''ومن مدائحه قوله في السلطان الملك المنصور أبي المعالي ناصر الدين محمد:'''
'''ومن مدائحه قوله في السلطان الملك المنصور أبي المعالي ناصر الدين محمد:'''
{{أبيات|

{{قصيدة|لا أراني الله في طاعته|ثانياً عطف ثنائي أو عصيا}}
لا أراني الله في طاعته\\ثانياً عطف ثنائي أو عصيا
{{قصيدة|ومتى غيرت إخلاصي له|كنت في ما أدعي منه دعيا}}
ومتى غيرت إخلاصي له\\كنت في ما أدعي منه دعيا}}

ولعل هذا الانصراف إلى سلاطين [[حماة]] معزز بالانتماء الذي يستشعره العزازي تحاه موطنه.
ولعل هذا الانصراف إلى سلاطين [[حماة]] معزز بالانتماء الذي يستشعره العزازي تحاه موطنه.


وقد قاربت [[مدح|مدائح]] العزازي المئة مديحة ما بين [[قصيدة]] ومقطعة، ومن هذه المدائح ما كان في الملوك وبخاصة ملوك [[حماة]] [[الأيوبيين]]، وكذلك كانت للعزازي مدائح في [[سلطان|سلاطين]] [[المماليك]] والأمراء والوزراء والقضاة والأعيان.
وقد قاربت [[مدح|مدائح]] العزازي المئة مديحة ما بين [[قصيدة]] ومقطعة، ومن هذه المدائح ما كان في الملوك وبخاصة ملوك [[حماة]] [[الدولة الأيوبية|الأيوبيين]]، وكذلك كانت للعزازي مدائح في [[سلطان|سلاطين]] [[الدولة المملوكية|المماليك]] والأمراء والوزراء والقضاة والأعيان.


والذي يتوقف المرء عنده هو غزارة مدحه لملوك [[حماة]] [[الأيوبيين]] مع أنه كان يقيم في [[القاهرة]]، وقد بلغت علاقته بهم حداً لما تبلغه مع أحد، وقلما بلغه شاعر لدى ممدوح، وتظهر القصائد أنه كان على علاقة حميمية تكان تكون ندية بينه وبينهم دون استثناء وعلى رأس هؤلاء الملك المنصور والملك المظفر ابنه.
والذي يتوقف المرء عنده هو غزارة مدحه لملوك [[حماة]] [[الدولة الأيوبية|الأيوبيين]] مع أنه كان يقيم في [[القاهرة]]، وقد بلغت علاقته بهم حداً لما تبلغه مع أحد، وقلما بلغه شاعر لدى ممدوح، وتظهر القصائد أنه كان على علاقة حميمية تكان تكون ندية بينه وبينهم دون استثناء وعلى رأس هؤلاء الملك المنصور والملك المظفر ابنه.


وقد بلغ عدد القصائد التي امتدح بها ملوك [[حماة]] (51) قصيدة، منها (14) قصيدة في الملك المنصور الثاني و (14 قصيدة في الملك المظفر و(14) قصيدة في الملك الأفضل شقيق المنصور، و (7) قصائد في أسد الدين عمر بن الملك الأفضل وقصيدتان في بدر الدين حسن بن الملك الأفضل، ولم يوجد له في أبي الفداء مديحاً خاصاً لا ذكراً عابر في ثنايا أماديحه.
وقد بلغ عدد القصائد التي امتدح بها ملوك [[حماة]] (51) قصيدة، منها (14) قصيدة في الملك المنصور الثاني و (14 قصيدة في الملك المظفر و (14) قصيدة في الملك الأفضل شقيق المنصور، و (7) قصائد في أسد الدين عمر بن الملك الأفضل وقصيدتان في بدر الدين حسن بن الملك الأفضل، ولم يوجد له في أبي الفداء مديحاً خاصاً لا ذكراً عابر في ثنايا أماديحه.


وهذ العدد من الغزارة يفوق ما قاله [[المتنبي]] في [[الحمدانيين]] عدداً ويضاهيه جودة.
وهذ العدد من الغزارة يفوق ما قاله [[أبو الطيب المتنبي|المتنبي]] في [[الدولة الحمدانية|الحمدانيين]] عدداً ويضاهيه جودة.


=== الغزل===
=== الغزل ===
الغزل هو الفن الثاني من الفنون التي أبدع فيها الغزازي، ويلي المديح غزارة، ويوازيه جمالية وإتقاناً، '''ويقسم الغزل عنده إلى قسمين''':
الغزل هو الفن الثاني من الفنون التي أبدع فيها الغزازي، ويلي المديح غزارة، ويوازيه جمالية وإتقاناً، '''ويقسم الغزل عنده إلى قسمين''':
# غزل جاء مقدمات للقصائد المدحية وغيرها سواء المدائح الدينية أم مدائح الملوك والسلاطين وأرباب الشأن، وهو يشبه غزل جرير في مدائحه رقة وعذوبة.
# غزل منفرد، وصلنا منه لوحات كثيرة آية في الرقة والعذوبة التي تذكرنا بعمر بن أبي ربيعة والعباس بن الأحنف وربما المتصوفة، وقد بلغ عدد المقطعات والقصائد الغزلية عنده (89) قصيدة ومقطعة منها عدة مقطعات يختلط فيها وصف الطبيعة وما يتفرع عنها بالغزل.


=== الرثاء ===
: 1- غزل جاء مقدمات للقصائد المدحية وغيرها سواء المدائح الدينية أم مدائح الملوك والسلاطين وأرباب الشأن، وهو يشبه غزل جرير في مدائحه رقة وعذوبة.
عايش العزازي غير واحدٍ من ملوك [[حماة]]، وفجع بعضهم بمولود عزيز أو صديق حميم، وانتقل بعضهم إلأى جوار ربه فتسنم العرش ابنه، فرثاهم العزازي رثاءً حاراً، يظهر فيه الشاعر المفجوع بحق، فقد كانوا أولياء نعمته وأصدقاءه المخلصين ناهيك عن كونهم ملوكاً ذادوا عن الحياض ووطدوا الأمن في البلاد، ووصلنا من شعره رثاء في الملك المنصور الثاني والملك الأفضل وغيرهما.


وهو في مراثيه يظهر تفوقه الفني وتمكنه من محكاة أرقى قصائد ال[[رثاء]] في [[شعر عربي|الشعر العربي]].
: 2- غزل منفرد، وصلنا منه لوحات كثيرة آية في الرقة والعذوبة التي تذكرنا بعمر بن أبي ربيعة والعباس بن الأحنف وربما المتصوفة، وقد بلغ عدد المقطعات والقصائد الغزلية عنده (89) قصيدة ومقطعة منها عدة مقطعات يختلط فيها وصف الطبيعة وما يتفرع عنها بالغزل.


===الرثاء===
=== الموشحات ===
أفرد المؤرخون لل[[توشيح (توضيح)|موشحات]] جانباً من الحديث عن أغراض العزازي الشعرية، وامتدحوا تفوقه في هذا الفن، ويبدو أنه كان مكثراً فيه حتى أفرد له ديواناً خاصاً، فالموشح عند العزازي هو قصيدة مزركشة قد تنتهج نهج ال[[قصيدة]] العادية في موضوعها. ولهذا نراه يفرد موشحاً لمدح الشاعر [[تلعفري (توضيح)|التلعفري]]. وقد استطعنا الحصول على (7) موشحات لهذا الشاعر، ست منها في [[مشروب كحولي|الخمر]] و[[حب|الحب]] وال[[غناء|طرب]] ومجالس الشراب ومفاكهة الخلان، وكلها في غاية الإتقان والصنعة، وهو يظهر فيها متمكناً من فنه عميق الإطلاع على من سبه من الوشاحين الأندلسيين حتى أنه يفاخر بأنه سبق (ابن بقيّ) في هذا الميدان، وأبن بقي أشهر موشحي الأندلس والعربية.
عايش العزازي غير واحدٍ من ملوك [[حماة]]، وفجع بعضهم بمولود عزيز أو صديق حميم، وانتقل بعضهم إلأى جوار ربه فتسنم العرش ابنه، فرثاهم العزازي رثاءً حاراً، يظهر فيه الشاعر المفجوع بحق، فقد كانوا أولياء نعمته وأصدقاءه المخلصين ناهيك عن كونهم ملوكاً ذادوا عن الحياض ووطدوا الامن في البلاد، ووصلنا من شعره رثاء في الملك المنصور الثاني والملك الأفضل وغيرهما.


== علاقته بعصره ==
وهو في مراثيه يظهر تفوقه الفني وتمكنه من محكاة أرقى قصائد ال[[رثاء]] في [[الشعر العربي]].
كان العزازي ذا شخصية اجتماعية، متصفاُ بالكياسة والظرافة، <ref name="مولد تلقائيا2">فوات الوفيات، ابن شاكر الكتبي (ت: 764)، تحقيق د. إحسان عباس، 1/ 95.</ref> وقد تضافر مع هذه الشخصية كونه شاعراُ وتاجراُ، إذ كلاهما يحتمان عليه الاختلاط بمختلف طبقات الناس، '''وكان هذه العلاقات على مستويين''':


=== علاقات سياسية ===
===الموشحات===
اتصل العزازي بالملوك والسلاطين والأمراء والأعيان في [[مصر]] و[[بلاد الشام|الشام]]، و[[مدح|امتدحهم]] بشعره رغبة في الحصول على المكانة أولاً والعطايا ثانياً، وكان لاتصاله بملوك [[حماة]] وأعيانها النصيب الأكبر من علاقاته السياسية، وفي شعره إشارات متنوعة تعرض ما له من مكانة مرموقة عندهم، حتى إن بعضهم قد يطرح الكلفة والرسمية في تعامله معه، أو يرسل في طلبه عند تأخر حضوره بداعي الاشتياق إليه.<ref>دبوان االعزازي، ص: 102، 118. تحقيق ودراسة ديوان شهاب الدين العزازي، مشيرة إبراهيم، ص: 110.</ref>
أفرد المؤرخون لل[[موشحات]] جانباً من الحديث عن أغراض العزازي الشعرية، وامتدحوا تفوقه في هذا الفن، ويبدو أنه كان مكثراً فيه حتى أفرد له ديواناً خاصاً، فالموشح عند العزازي هو قصيدة مزركشة قد تنتهج نهج ال[[قصيدة]] العادية في موضوعها. ولهذا نراه يفرد موشحاً لمدح الشاعر [[التلعفري]]. وقد استطعنا الحصول على (7) موشحات لهذا الشاعر، ست منها في [[الخمر]] و[[الحب]] وال[[طرب]] ومجالس الشراب ومفاكهة الخلان، وكلها في غاية الإتقان والصنعة، وهو يظهر فيها متمكناً من فنه عميق الإطلاع على من سبه من الوشاحين الأندلسيين حتى أنه يفاخر بأنه سبق (ابن بقيّ) في هذا الميدان، وأبن بقي أشهر موشحي الأندلس والعربية.


=== علاقات اجتماعيه ===
==علاقته بعصره==
العزازي [[شاعر]] ظريف، وتتصف شخصيته بالرقة واللطف، <ref name="ReferenceC"/> لاجل ذلك كانت له علاقات جيدة بكثير من الأدباء والشعراء والمحدثين سواء أكانوا في [[مصر]] أم في [[بلاد الشام|الشام]]، إذ لم يرد في المصادر أنه كان متعاليا، أو منطويا، أو كثير الانتقاد لمن حوله، فعلاقته بالموك والوجهاء لم تغير الطابع الودود في شخصيته.
كان العزازي ذا شخصية اجتماعية، متصفاُ بالكياسة والظرافة، <ref>فوات الوفيات، ابن شاكر الكتبي (ت: 764)، تحقيق د. إحسان عباس، 95/1.</ref> وقد تضافر مع هذه الشخصية كونه شاعراُ وتاجراُ، إذ كلاهما يحتمان عليه الاختلاط بمختلف طبقات الناس، '''وكان هذه العلاقات على مستويين''':


وكان العزازي على اتصال شعري مع بعض شعراء عصره، ك[[تلعفري (توضيح)|التلعفري]] والموصلي<ref name="مولد تلقائيا2"/> و[[ابن النقيب]] و[[أبو الحسين ابن الجزار]].<ref name="مولد تلقائيا1"/>
===علاقات سياسية===
اتصل العزازي بالملوك والسلاطين والأمراء والأعيان في [[مصر]] و[[الشام]]، و[[مدح|امتدحهم]] بشعره رغبة في الحصول على المكانة أولاً والعطايا ثانياً، وكان لاتصاله بملوك [[حماة]] وأعيانها النصيب الأكبر من علاقاته السياسية، وفي شعره إشارات متنوعة تعرض ما له من مكانة مرموقة عندهم، حتى إن بعضهم قد يطرح الكلفة والرسمية في تعامله معه، أو يرسل في طلبه عند تأخر حضوره بداعي الاشتياق إليه.<ref>دبوان االعزازي، ص: 102، 118. تحقيق ودراسة ديوان شهاب الدين العزازي، مشيرة إبراهيم، ص: 110.</ref>

===علاقات اجتماعيه===
العزازي [[شاعر]] ظريف، وتتصف شخصيته بالرقة واللطف،<ref name="ReferenceC"/> لاجل ذلك كانت له علاقات جيدة بكثير من الأدباء والشعراء والمحدثين سواء أكانوا في [[مصر]] أم في [[الشام]]، إذ لم يرد في المصادر أنه كان متعاليا، أو منطويا، أو كثير الانتقاد لمن حوله، فعلاقته بالموك والوجهاء لم تغير الطابع الودود في شخصيته.

وكان العزازي على اتصال شعري مع بعض شعراء عصره، ك[[التلعفري]] والموصلي<ref>فوات الوفيات، ابن شاكر الكتبي (ت: 764)، تحقيق د. إحسان عباس، 95/1.</ref> و[[ابن النقيب]] و[[أبو الحسين ابن الجزار]].<ref>الوافي بالوفيات، الصفدي (ت:764)، تحقيق: أحمد الأرناؤوط، تركي مصطفى، 7/99. فوات الوفيات، ابن شاكر الكتبي (ت: 764)، تحقيق د. إحسان عباس، 95/1.</ref>


فبينه وبينهم إخوانيات ومراسلات تكشف عن صداقة وود، وعلى رأس أولئك الشاعر المعروف [[سراج الدين الوراق]].
فبينه وبينهم إخوانيات ومراسلات تكشف عن صداقة وود، وعلى رأس أولئك الشاعر المعروف [[سراج الدين الوراق]].


==مؤثرات عصره السياسية والأدبية==
== مؤثرات عصره السياسية والأدبية ==
=== المؤثرات السياسية===
=== المؤثرات السياسية ===
شهد العزازي نهاية [[العصر الأيوبي]]، وبداية عصر المماليك، فقد كانت ولادته في [[العصر الأيوبي]] في عهد الملك الكامل محمد بن العادل الذي تولى الحكم بعد وفاة أبيه سنه ([[615]]هـ)، وهي السنة نفسها التي غزا فيها الصليبيون [[مصر]]،<ref name="ReferenceB"/> واستولوا على [[دمياط]] في حملتهم [[الصليبية]] الخامسة، وما لبث الملك الكامل أن استردها منهم وتلتها [[الحملة الصليبية]] السادسة التي انطلقت من [[صقلية]] في سنة ([[625]]هـ)، وتم فيها تسليم [[بيت المقدس]] وبعض المدن الأخرى بشكل سلمي، وكان ذلك بناء على اتفاق سابق بين الملك الكامل و[[الصليبيين]].<ref>المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، المقريزي، مكتبة الثقافة الدينية، د،ط، د.ت، 235/2.</ref>
شهد العزازي نهاية [[الدولة الأيوبية|العصر الأيوبي]]، وبداية عصر المماليك، فقد كانت ولادته في [[الدولة الأيوبية|العصر الأيوبي]] في عهد الملك الكامل محمد بن العادل الذي تولى الحكم بعد وفاة أبيه سنه ([[615]]هـ)، وهي السنة نفسها التي غزا فيها الصليبيون [[مصر]]، <ref name="ReferenceB"/> واستولوا على [[دمياط]] في حملتهم [[الصليبية (توضيح)|الصليبية]] الخامسة، وما لبث الملك الكامل أن استردها منهم وتلتها [[حملات صليبية|الحملة الصليبية]] السادسة التي انطلقت من [[صقلية]] في سنة ([[625]]هـ)، وتم فيها تسليم [[القدس|بيت المقدس]] وبعض المدن الأخرى بشكل سلمي، وكان ذلك بناء على اتفاق سابق بين الملك الكامل و[[حملات صليبية|الصليبيين]].<ref>المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، المقريزي، مكتبة الثقافة الدينية، د، ط، د.ت، 2/ 235.</ref>


وعلى إثر هذه التقلبات السياسية على الصعيد الخارجي كان العزازي حاضراً بشعره لتسجيل كثير من المعارك الحربية التي خاضتها دولة المماليك ضد التتار والصليبيين، إذ كان يمدح الملوك والولاة، وذكر انتصاراتهم، وكسر شوكة الأعداء، ومن ذلك مدحه للملك سيف الدين قلاوون، وإشادته بأحد انتصاراته، يقول:<ref>دبوان االعزازي، ص: 147</ref>
وعلى إثر هذه التقلبات السياسية على الصعيد الخارجي كان العزازي حاضراً بشعره لتسجيل كثير من المعارك الحربية التي خاضتها دولة المماليك ضد التتار والصليبيين، إذ كان يمدح الملوك والولاة، وذكر انتصاراتهم، وكسر شوكة الأعداء، ومن ذلك مدحه للملك سيف الدين قلاوون، وإشادته بأحد انتصاراته، يقول:<ref>دبوان االعزازي، ص: 147</ref>
{{أبيات|

{{قصيدة|فتحت التي أعيا الملوك افتتاحها|ـولم يغنها عصيانها وجماحها}}
فتحت التي أعيا الملوك افتتاحها\\ـولم يغنها عصيانها وجماحها
{{قصيدة|طرابلس لولاك طال امنتاعها|وأعضل منها حربها وكفاحها}}
طرابلس لولاك طال امنتاعها\\وأعضل منها حربها وكفاحها
{{قصيدة|ولو لم تحاربها لحاربها القضا|وأخنى عليها ليلها وصباحها}}
ولو لم تحاربها لحاربها القضا\\وأخنى عليها ليلها وصباحها
{{قصيدة|ولما طغت أعلاجها وكنودها|عتواً وهب بالعقوق رياحها}}
ولما طغت أعلاجها وكنودها\\عتواً وهب بالعقوق رياحها
{{قصيدة|نهضت إليها في جحافلك التي|يحوم عليها يمنها ونجاحها }}
نهضت إليها في جحافلك التي\\يحوم عليها يمنها ونجاحها}}
ومثل هذا كثير في شعر العزازي، حتى إنه لم يجد الباحثون قدراً كبيراً من [[مدح|المدائح]] التي ارتبطت بانتصارات السلاطين والولاة وفتوحاتهم، وقد تنوعت هذه المدائح بتنوع انتصارات الممدوحين، ولعه بهذا فاق سابقيه من الشعراء الذين كانوا يرتبطون بعدد أقل من الملوك.
ومثل هذا كثير في شعر العزازي، حتى إنه لم يجد الباحثون قدراً كبيراً من [[مدح|المدائح]] التي ارتبطت بانتصارات السلاطين والولاة وفتوحاتهم، وقد تنوعت هذه المدائح بتنوع انتصارات الممدوحين، ولعه بهذا فاق سابقيه من الشعراء الذين كانوا يرتبطون بعدد أقل من الملوك.


ولاهتمام امتداد [[العصر الأيوبي]] إلى [[العصر المملوكي]] بالحركة العلمية والفكري حيث تنافس سلاطين [[المماليك]] في إنشاء المدارس والمكتبات، وبناء ال[[مساجد]]، وتشجيع أهل العلم، وإجزال العطاء للكتاب والمؤلفين ورعياة طلاب العلم، أثره البالغ في تكون رؤية العزازي التراثية والثقافية، إذ إنه كان يميل إلى التبحر في ال[[تراث]]، والاستزادة منه قدر المستطاع، وهذا الأمر ظاهر في شعره، فالمطلع عليه يجده زاخراً بالتراث على المستويين المضموني والفني.
ولاهتمام امتداد [[الدولة الأيوبية|العصر الأيوبي]] إلى [[الدولة المملوكية|العصر المملوكي]] بالحركة العلمية والفكري حيث تنافس سلاطين [[الدولة المملوكية|المماليك]] في إنشاء المدارس والمكتبات، وبناء ال[[مسجد|مساجد]]، وتشجيع أهل العلم، وإجزال العطاء للكتاب والمؤلفين ورعياة طلاب العلم، أثره البالغ في تكون رؤية العزازي التراثية والثقافية، إذ إنه كان يميل إلى التبحر في ال[[تراث]]، والاستزادة منه قدر المستطاع، وهذا الأمر ظاهر في شعره، فالمطلع عليه يجده زاخراً بالتراث على المستويين المضموني والفني.


=== المؤثرات الأدبية===
=== المؤثرات الأدبية ===
لم ينجرف العزازي إلى تيار العامية، وظل محافظاً على هيبة الشعر في نصوصه كافة، حتى في نصوصه التي يوجهها للمجتمع كقصائد الانتصارات، أو تلك الموجهة لمحدودي الثقافة والاطلاع، كبعض ممدوحيه.
لم ينجرف العزازي إلى تيار العامية، وظل محافظاً على هيبة الشعر في نصوصه كافة، حتى في نصوصه التي يوجهها للمجتمع كقصائد الانتصارات، أو تلك الموجهة لمحدودي الثقافة والاطلاع، كبعض ممدوحيه.


وقد عني [[المماليك]] بالأدب، وأولوه اهتمامهم، وشملوا أصحابه بعناية خاصة، منتبهين إلى أهميته الإعلامية في الترويج لصالح السلطان.
وقد عني [[الدولة المملوكية|المماليك]] بالأدب، وأولوه اهتمامهم، وشملوا أصحابه بعناية خاصة، منتبهين إلى أهميته الإعلامية في الترويج لصالح السلطان.


واهتمام [[المماليك]] بالأدب ظل مقتصراً على تقريب أهله، وتقديم العطايا لهم، دون الوصول إلى تلك المرحلة التي اشتهر بها كثير من الأيوبيين وهي تذوق الشعر، والتأثر به ودخوله ضمن ثقافتهم العامة، بل وحتى نظمة لدى كثير من أبناء الأسرة الأيوبية، كالسلطان المعظم شرف الدين عيسى، {{هامش|1}} وبراهم شاه بن فرخشاه بن شاهنشاه، ويبدو أن ذلك الأمر عائد إل عدمة إجادة بعض سلاطين المماليك للغة العربية، واتجاه بعضهم إلى العامية فمعظم هؤلاء الحكام أعجام لا يفهمون الشعر، وإذا فهموه فهم يلا يتذوقونه، ولعل هذا الأمر راجع إلى طبيعة تعليم المماليك التي كانت تقدم التعليم الحربي والفروسية، وتوليه اهتماماً خاصاً لا يصل إلى مستوى العناية بالعلوم الأخرى.<ref>النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ابن تغري بردي (ت: 874هـ)، 268-267/6. مرآة الجنان وعبرة اليقظان، اليافعي (ت:768هـ)، تحقيق خليل المنصور، 47-46/4.</ref>
واهتمام [[الدولة المملوكية|المماليك]] بالأدب ظل مقتصراً على تقريب أهله، وتقديم العطايا لهم، دون الوصول إلى تلك المرحلة التي اشتهر بها كثير من الأيوبيين وهي تذوق الشعر، والتأثر به ودخوله ضمن ثقافتهم العامة، بل وحتى نظمة لدى كثير من أبناء الأسرة الأيوبية، كالسلطان شرف الدين عيسى، {{هامش|1}} وبراهم شاه بن فرخشاه بن شاهنشاه، ويبدو أن ذلك الأمر عائد إل عدمة إجادة بعض سلاطين المماليك للغة العربية، واتجاه بعضهم إلى العامية فمعظم هؤلاء الحكام أعجام لا يفهمون الشعر، وإذا فهموه فهم يلا يتذوقونه، ولعل هذا الأمر راجع إلى طبيعة تعليم المماليك التي كانت تقدم التعليم الحربي والفروسية، وتوليه اهتماماً خاصاً لا يصل إلى مستوى العناية بالعلوم الأخرى.<ref>النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ابن تغري بردي (ت: 874هـ)، 6/ 267- 268. مرآة الجنان وعبرة اليقظان، اليافعي (ت:768هـ)، تحقيق خليل المنصور، 4/ 46- 47.</ref>


==وفاته==
== وفاته ==
توفي العزازي ب[[القاهرة]] يوم [[الأحد]] في ٢٩ من [[محرم]] سنة ([[710]]هـ)، وعمره يناهز ستاً وسبعين سنة، ودفن بسفح [[المقطم]].<ref name="ReferenceB"/>
توفي العزازي ب[[القاهرة]] يوم [[أحد (توضيح)|الأحد]] في 29 من [[محرم (توضيح)|محرم]] سنة ([[710]]هـ)، وعمره يناهز ستاً وسبعين سنة، ودفن بسفح [[المقطم (توضيح)|المقطم]].<ref name="ReferenceB"/>


==أنظر أيضًا==
== انظر أيضًا ==
* [[أبو الحسين ابن الجزار]]
* [[أبو الحسين ابن الجزار]]
* [[سراج الدين الوراق]]
* [[سراج الدين الوراق]]
* [[قائمة شعراء العربية]]
* [[شعر عربي|قائمة شعراء العربية]]
== الهوامش ==

* {{هامش|1}}: هو السلطان الملك المعظم شرف الدين عيسى بن الملك العادل أبو بكر بن أيوب ([[546]]-[[624]]هـ)، ولد ب[[القاهرة]] ونشأ ب[[بلاد الشام|الشام]]، كان شجاعاً مقداماً متواضعاً ضحوكاً، محباً للأدب وناظماً للشعر، وقد برع في [[فقه إسلامي|الفقه]]، قيل عنه أنه رجل بني أيوب وعالمهم بلا مدافعة، توفي ودفن ب[[دمشق]]، وله ديون شعر.
==الهوامش==
* {{هامش|1}}: هو السلطان الملك المعظم شرف الدين عيسى بن الملك العادل أبو بكر بن أيوب ([[546]]-[[624]]هـ)، ولد ب[[القاهرة]] ونشأ ب[[الشام]]، كان شجاعاً مقداماً متواضعاً ضحوكاً، محباً للأدب وناظماً للشعر، وقد برع في [[الفقه]]، قيل عنه أنه رجل بني أيوب وعالمهم بلا مدافعة، توفي ودفن ب[[دمشق]]، وله ديون شعر.
* {{هامش|2}}: '''الرفد''': العطاء. بداني: بدأني، وخفف الهمزة ضرورة.
* {{هامش|2}}: '''الرفد''': العطاء. بداني: بدأني، وخفف الهمزة ضرورة.
* {{هامش|3}}: '''بنات الفكر''': الآراء.
* {{هامش|3}}: '''بنات الفكر''': الآراء.
*{{هامش|4}}: عزاز: بلدة قرب حلب شمال الشام، وفيها قلعة مسماة باسمها.
* {{هامش|4}}: عزاز: بلدة قرب حلب شمال الشام، وفيها قلعة مسماة باسمها.
* {{هامش|5}}: جهاركس: هو أبو المنصور جهاركس بن عبد الله الناصري الصلاحي الملقب فخر الدين، كان من كبراء أمراء الدولة الصلاحية، وكان كريماً نبيل القدر عالي الهمة، وقد بنى بالقاهرة هذه القيسارية المنسوبة إلأية، وقيل: إنها كانت غاية في حسنها وعضمها وإحكام بنائها، وقد شيد بأعلاها مسجداً كبيراً، وأتمها سنة 592هـ.
* {{هامش|5}}: جهاركس: هو أبو المنصور جهاركس بن عبد الله الناصري الصلاحي الملقب فخر الدين، كان من كبراء أمراء الدولة الصلاحية، وكان كريماً نبيل القدر عالي الهمة، وقد بنى بالقاهرة هذه القيسارية المنسوبة إلأية، وقيل: إنها كانت غاية في حسنها وعضمها وإحكام بنائها، وقد شيد بأعلاها مسجداً كبيراً، وأتمها سنة 592هـ.
وجهاركس بكسر الجيم وفتح الهاء وبعد الألف راء ثم كاف مفتوحة ثم سين مهملة. معناها بالعربية: أربعة أنفس، وهو لفظ أعجمي معربه: أستار، والأستار أربع أواقي، وهو معروف به. توفي جهاركس سنة 608 بدمشق، ودفن في جبل الصالحية.
وجهاركس بكسر الجيم وفتح الهاء وبعد الألف راء ثم كاف مفتوحة ثم سين مهملة. معناها بالعربية: أربعة أنفس، وهو لفظ أعجمي معربه: أستار، والأستار أربع أواقي، وهو معروف به. توفي جهاركس سنة 608 بدمشق، ودفن في جبل الصالحية.


==المراجع==
== المراجع ==
* شعر شهاب الدين العزازي (دراسة موضوعية وفنية) رسالة مقدمة لنيل درجة [[الماجستير]] في [[الأدب العربي]] لـ أماني بنت محمد بن عبد العزيز الشيبان - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
* شعر شهاب الدين العزازي (دراسة موضوعية وفنية) رسالة مقدمة لنيل درجة [[ماجستير|الماجستير]] في [[أدب عربي|الأدب العربي]] لـ أماني بنت محمد بن عبد العزيز الشيبان - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
== المصادر ==

{{مراجع|2}}
==المصادر==
{{مراجع|٢}}


== وصلات خارجية ==
* [https://poetsgate.com/poet.php?pt=1694 '''بوابة الشعراء:''' ديوان شهاب الدين العزازي]
{{شعراء العصر المملوكي}}
{{شعراء العصر المملوكي}}
{{شعراء عرب}}
{{شريط بوابات|شعر|اللغة العربية|أدب}}
{{ضبط استنادي}}
{{أدباء وعلماء العصر المملوكي وأعمالهم}}
{{شريط بوابات|بلاد الشام|أدب عربي|أعلام|شعر|اللغة العربية|الدولة المملوكية}}
{{لا لربط البوابات المعادل}}


[[تصنيف:شعراء]]
[[تصنيف:شعراء العصر المملوكي]]
[[تصنيف:شعراء العصر المملوكي]]
[[تصنيف:شعراء مصريون]]
[[تصنيف:شعراء شاميون في القرن 13]]
[[تصنيف:وفيات 710 هـ]]
[[تصنيف:شعراء شاميون في القرن 14]]
[[تصنيف:مواليد 623 هـ]]
[[تصنيف:مواليد 633 هـ]]
[[تصنيف:مواليد 633 هـ]]
[[تصنيف:موشحات]]
[[تصنيف:وفيات 1310]]
[[تصنيف:وفيات 1310]]
[[تصنيف:موشحات]]
[[تصنيف:وفيات 710 هـ]]

النسخة الحالية 04:00، 1 يناير 2024

شهاب الدين العزازي
معلومات شخصية
اسم الولادة أحمد بن عبد الملك بن عبد المنعم بن عبد العزيز بن جامع بن راضي بن جامع العزازي
الميلاد سنة 1235   تعديل قيمة خاصية (P569) في ويكي بيانات
أعزاز  تعديل قيمة خاصية (P19) في ويكي بيانات
الوفاة 27 يونيو 1310 (74–75 سنة)  تعديل قيمة خاصية (P570) في ويكي بيانات
القاهرة  تعديل قيمة خاصية (P20) في ويكي بيانات
الحياة العملية
المهنة تاجر،  وشاعر،  وأديب  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
اللغة الأم العربية  تعديل قيمة خاصية (P103) في ويكي بيانات
اللغات العربية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
بوابة الأدب

شهاب الدين العزازي، هو أبو العباس شهاب الدين أحمد بن عبد الملك بن عبد المنعم بن عبد العزيز بن جامع بن راضي بن جامع العزازي.[1] من شعراء العصر المملوكي، يجيد نظم الشعر والموشحات. ولد عام 633 هـ، في بلدة أعزاز 4، وتوفي في محرم، (710هـ -1310م) بالقاهرة.[2]

قال عنه صلاح الدين الصفدي: (كان مطبوعاً ظريفاً جيد النظم في الشعر والموشحات)، ولقبة في توشيع التوشيح بـ: (الأديب الوشاح).

مولده[عدل]

ولد الشهاب العزازي في نهاية الثلث الأول من القرن السادس الهجري، حيث كانت ممالك كثيرة في أصقاع العالم الإسلامي تحكم من قبل الأيوبيين، وهم أصحاب الأمر والنهي في ذلك، وبمقتل الملك الصالح نجم الدين أيوب وتولي زوجته شجرة الدر السلطنة سنة 648هـ في القاهرة انتقل الملك من أيدي الأيوبيين إلى أيدي المماليك البحرية، وزال سلطان الأيوبيين عن أغلب الأصقاع التي كانوا يتربعون على عروشها، ومن بقي منهم أصبح أمره مرتبطاً بسلطان المماليك، وهم ينصبونه، وهم يعزلونه أو يقرونه في مملكة أو يستخلفون بعده أحد أبنائه أو يضيفون رقعة مملكته أو ينتقصون منها.

وقد عاش العزازي مرحلة طويلة أمتدت ثمانية عقود (633-710هـ)، كان نظام الحكم فيها يتكون من:

  1. خليفة عباسي، مقرة القاهرة.
  2. سلطان مملوكي مقره القاهرة.
  3. ملك في إحدى الولايات التابعة للسلطنة.

أما الخليفة فقد كان منصبه شكلياً في أغلب الأحيان، وأما السلطان فقد كان كل شيء، وإذا اصطفى وزيراً أو نائباً بلغ من الشأن مكاناً مرموقاً، وإذا أقر ملكاً صاحب الأمر والنهي في مملكته مع إعلان الخضوع والطاعة للسلطان المملوكي.

واختلفت بعض المصادر في تحديد تاريخ ولادته، [1] فذكر أنه قد عاش ثلاثاً وثمانين سنه، وباعتبار تاريخ وفاته يكون قد ولد سنة (627هـ[3] وهناك من ذكر أنه ولد سنة (634هـ[4] لكن الراجح أنه ولد سنة (633هـ) [5] ـ وذلك لأن صلاح الدين الصفدي صاحب كتاب أعيان العصر وأعوان النصر هو أقدم من ترجم للعزازي.

وقد كانت قلعة عزاز [1] محل ولادته، وسمي العزازي نسبة إلأى بلدة أعزاز، [6] وهي ما يسمى في وقتنا الحاضر أعزاز.[7]

نسبه[عدل]

ينتهي نسب شهاب الدين العزازي إلى الحسين بن علي - رضي الله عنهما-، وقد هاجر الأول إلى العريش، ومنها انتقل إلى قنا، واختلفت توجهاته بعدها في مصرـ حتى انتهى به الأمر إلى الأستقرار في كفر العزازي في مصر.[8]

وقد تفرعت أسرته إلى عدة فروع، منها أستقر في سوريا، وفرع في كفر عزاز، وآخر في العريش.

والعزازي نسبة إلى بلدة اعزاز الواقعة شمال غربي حلب، ولا ندري ما إذا كان ولد فيها م لا، ولا متى استوطنت أسرته هذه البلدة، ولا متى نزح الشاعر عنها، وهل فارقها مفرداً أم بصحبة أحد من أهله، وما الأسباب التي دعت إلى ذلك؟

تذكر المصادر على أن العزازي ولد سنة 633هـ، دون أن تضيف شيئاً. ينتمي الشاعر على ما يبدو من نسبه إلى أسرة دينية، وفي شعره ما يظهر ميله إلى التشيع، ولعله ورث ذلك عن آبائه.

ومثلما لا نعرف شيئاً عن آبائه لا نعرف عن أعقابه شيئاً، ولا ندري ما إذا كان قد تزوج أم لا؟ وه أنجب أبناءً أم لم ينجب، وهل أورث أولاده شاعريته ومعارفه بل مهنة التجارة التجوال؟

ويظهر لنا ديوانه وكتب التراجم التي تحدثت عنه أنه لم يكن دائم الإقامة في القاهرة التي اتخذها وطناً وصارت له قبراً، والواضح أنه كان يعمل تاجراً، وأنه اشتهر بذلك، وأنه كان يمتلك متجراً في المحلة الشهيرة المعروفة بقيسارية جهاركس.

مذهبه الديني[عدل]

من خلال سيرة العزازي وشعره يتضح أنه يميل إلى التشيع الذي ربما كان لاتصال نسبه بالحسين بن علي - رضي الله عنهما- بعض الأثر فيه، وعلى كل حال فإن هذا التشيع لديه إنما هو تشيع هوى لا عقيدة، إذ كا يطري آل البيت، ويتفجع لمصابهم، ويعزي الأمة بهم، ويشيد بأخلاقهم ومكارمهم، وهذا أمر محمود في جملته، وجرى عليه كثير من العلماء والعامة، ويقر به الباقون وإن لم يداوموا على إعلانه، وهو يخالف غلاة الشيعة الذين يتبرؤون من بعض الصحابة -رضي الله عنهم -، فهو لا يذم أحد منهم، بل يشيد بمن يأتي به السياق، وهاهو يشيد بعدل خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلمعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في سياق مديح:[9]

وأعاد فينا سيرة عمرية
حتى رأينا الحق عاد كما بدا

وإلى جانب هوى التشيع تظهر عند العزازي مسحة صوفية تأثر فيها ببعض متصوفة عصره، وهذا ما تطلعنا به ألفاظ معجمه اللغوي، ومن ذلك قوله في أحد ملوك حماة:[10]

هاجرت نحو محمد لما رأيـ
ــت العالم العلوي في تأييده
وملأت عيني من محاسنه التي
ملأت عيون وليه وحسوده

فـ (العالم العلوي، والتأييد، والولي) في مثل هذا السياقات يغلب عليها أنها من تعابير المتصوفة التي تتردد في بعض أدعيتهم وكتاباتهم.

عمله ورحلاته[عدل]

كان العزازي تاجراً يبيع القماش بقيسارية جهاركس الخليلى 5 بالقاهرة، [5] وقد سمى البزاز نسبة لهذه التجارة، وكانت هي مصدر رزقه إلى جانب العطايا والصلات التي تجزل له مكافأة على شعره.

وقد وفد من الشام إلى مصر، واتخذ القاهرة وطناً له، ومستقراً لتجارته، [5] وثابت من إشارات شعره أنه كان دائم الترحال والتنقل بين مصر والشام، وبخاصة حماة.[11]

تقافته[عدل]

ظاهر من شعر العزازي اطلاعه على التاريخ العربي، وسعة معرفته بأعلامه وأخباره، بالإضافة إلى بعض أخبار الأمم السابقة، وعلى الرغم م ذلك لم تذكر المصادر تتلمذ العزازي على يد أحد، وعلى هذا ربما كان ذلك نتاج جهد شخصي في تحصيل العلم والثقافة بدافع حب الاطلاع، كا أنها لم تورد أسماء أدباء أو شعراء تتلمذوا على يده، ولكن هنا من اتخذه قدوة له في شعرة كما تتضمن إشارات بعض نصوصه.[12]

شعره[عدل]

العزازي شاعر مطبوع، وشعره وافر متنوع الأغراض، متميز بين أقرانه من الشعراء. فقد وصلنا ديوان الشاعر العزازي الذي جمعة بنفسه، وبوبه ورتبة حسب الموضوعات حيث قال: «قد جعلت ديواني هذا في خمسة فصول»:

  1. الفصل الأول: منه في مدح الرسول وآل بيته ثم الملوك الذي عاصرهم.
  2. الفصل الثاني: في مدائح الوزراء والأمراء والقضاة والولاة والأعيان والصدور والكتاب.
  3. الفصل الثالث: في نكتٍ وملح من تهان وتعاز وأغزال وألغاز وأهاج وعتاب وإخوانيات.
  4. الفصل الرابع: فيما وقع بينه وبين أدباء عصره وشعراء زمانه من مكاتبة ومجاوبة ومعارضة ومناقضة.
  5. الفصل الخامس: خاتمة للديوان يشتمل على غرائب الأوزان من المخمسات والموشحات.

وهذا يعني أن الديوان الذي جمعه، قسم إلى قسمين، وقد وصلنا منه القسم الأول المشتمل على الأبواب الأربعة، بينما أفراد للموشحات ديواناً خاصاً، لم يعثر عليه.

وكان العزازي يحدث بشعره، وسمعه منه كثير من أهل عصره الذين أشادوا به، قال عنه صاحب الدرر الكامنة: (الشاعر المشهور، أشتغل في الأدب ومهر وفاق أقارانه، سمع منه نظمه أو حيان النحوي والحافظ أبو الفتح اليعمري، [13] وحدث عن غير واحد). وقد ذكر الطبع في شعره، يقول صاحب المقفى: (كان شاعراً جيد النظم مبطوعاً)، وقال عنه الصفدي: (كان شاعراً جيد المقاصد لطيف الاقتناص للمعاني، خفي المراصد، لتراكيبه حلاوة، وعلى ألفاظه طلاوة).

وقد امتدح شاعريته كثيرون، فأطروا شعره، وأثنوا على موشحاته التي فقد أكثرها، ومن ذلك ما ورد في الدليل الشافي: إذ نعت بـ (الأديب المشهور صاحب الموشحات البديعة)، وورد أيضاً في المنهل الصافي أنه: (كان أديباً بارعاً مطبوعاً طريف النظم الرائق الفائق، ولا سيما نظمه للموشحات، فإنه غاية في ذلك).[14]

ويقول صاحب الفوات: (الشاعر المشهور، كان كيساً طريفاً، جيد النظم في الشعر والموشحات)، وأكد الصفدي ذلك بقوله: (كان مطبوعاً ظريفاً جيد النظم في الشعر والموشحات)، ولقبة في توشيع التوشيح بـ: (الأديب الوشاح)، وأشار في أعيان العصر إلى أن للعزازي (شيئاً كثيراً من الموشحات، وكلها بالصناعة البديعية موشعات، وكان أتقن فني القريض والتوشيح، وغني اشتهاره في ذلك عن البلوغ بالتصريح)، وقد ذكر صاحب تذكرة النبيه أن: (له النظم الرائق والموشحات المتقنة البديعية المشهورة).

وقد ترك العزازي ديواناً مؤلفاً من قسمين الأول شعره، والثاني موشحاته الذي لم يعثر على غالبته.

ويزعم الباحثون ان من وصل من شعر للعزازي لم يشتمل على ما نظمه في بداياته الأولى ويجدون أن محاولة تحديد وقت بداية نظم الشعر لدى العزازي تحصرهم ما بين سنه (653-657هـ)، أي عندما كان العزازي في بدايات العقد الثالث من عمره، مستندين في ذلك إلى حاجة الشاعر وقت يقوي فيه شعره بالدربة ورياضة القول، والذي يدعوهم إلى هذا الظن هو تسجيله لبعض الحوادث والوقائع في شعره، ومن ذلك ذكره لانتصار الملك المنصور محمد بن محمود [2] والملك الأشرف موسى بن إبراهيم على التتار في حمص، [15] وكان ذلك الانتصار سنة (659هـ)، أي عندما كان عمر العزازي ستاً وعشرين سنة، كذلك مديحه للسلطان الظاهر ركن الدين بيبرس الذي كان قد تولى الحكم سنة (658هـ)، أي عندما كان يبلغ من العمر خمساً وعشرين سنة.

وأشعاره هذه وغيرها مما هو متوفر في ديوانه تشير إلى مستوى متقارب من التفوق والشاعرية والنظم، ويظن الباحثون ان مرد ذلك إلى أنه قد تعهدها بالتنقيح والتدقيق، أو أنها نتاج قريحة شحذتها الدربة، وقواها المران، ولكنها -في كل الأحوال- لا تشير إلى شاعر مبتدئ.

المديح[عدل]

فالعزازي شاعر مديح في المقام الأول، فمعظم شعره منتظم في سلك المديح، ويبدو ان العزازي من خلال شعره وسيرته لم يكن يمدح بقصد التكسب الذي يقوم عليه بعض دخله، فهو تاخر لم تلزمه الحاجة إلى عرض شعره كما يعرض بضاعته، ولكن هذا لاينفي رغبته في الحصول على العطايا من جهة، والفوز بالخطوة لدى الوجهاء من جهرة أخرى هي في زعم الباحثون أجل لديه من الحصول على العطايا.

يشكل المدح القسم الأكبر من ديوان الشاعر العزازي، ويقسم مديحه إلى قسمين:

  1. مديح ديني:
    وقد وصلنا منه قصيدتان:
    1. الأولى في مديح الرسول عليه الصلاة والسلام، وتقع في (47) بيتاً، نهج فيه نهج كعب ابن زهير شكلاً ومضموناً.
    2. والثانية في مدح آل بيت الرسول عليه السلام، وتقع في (53) بيتاً، وهي تذكرنا بهاشميات الكميت وقصائد السيد الحميري ودعبل الخزاعي وغيرهم.
  2. مدح دنيوي أو تقليدي:
    كما هو معروف عن العزازي ان المديح هو أكثر مواد ديوانه غزارة، وقصائده تتسم بالطول مشتملة على عناصر قصيدة المدح المعروفة بمقدماتها التي تمهد للوصول إلأى الممدوح غالباً.

وقد بلغ عدد القصائد والمقطعات المدحية التي اشتمل عليها الديوان والمستدرك عليه (115) قصيدة ومقطعة، منها قصائد طويلة جداً وصل بعضها إلأى (109) أبيات.

ويلخص العزازي في مدائحه، ويبذل فيها قصارى جهده الإبداعي، وبخاصة لدى من يقدر مدائحه حق قدرها، ومن مدائحه تلك فوله في السلطان المظفر تقي الدين أبي الفتح محمود بن شاهنشاه:[16]

وما عاودته أبغي نداه
وأسأل رفده 2 إلى بداني
فكم أغلى مهور بنات فكري 3
وأعلى في الكرامة من مكاني
أبا الفتح استمعها من ولي
بذكرك لم يزل رطب اللسان
منقحة تميل بكل عطف
كما مالت به بنت الدنان
إذا وشى المدائح فيك فكري
فلا تستطرف الوشي اليماني

ويبدو أن مديح العزازي ينبع غالباً م قرارة نفسه، وبخاصة تجاه ملوك حماة الأيوبيين، ومهما يكن فـ (سواء أكان المديح نابعاً من قرارة نفس المادح، أم كان وسيلة زلفى أي من شعر أنهم يفوقونه قوة، أو مالاً، أو مزايا خلقية، فهو إقرار بالرياسة والزعامة، واعتراف بالفضل والمكانة).

ومن مدائحه قوله في السلطان الملك المنصور أبي المعالي ناصر الدين محمد:

لا أراني الله في طاعته
ثانياً عطف ثنائي أو عصيا
ومتى غيرت إخلاصي له
كنت في ما أدعي منه دعيا

ولعل هذا الانصراف إلى سلاطين حماة معزز بالانتماء الذي يستشعره العزازي تحاه موطنه.

وقد قاربت مدائح العزازي المئة مديحة ما بين قصيدة ومقطعة، ومن هذه المدائح ما كان في الملوك وبخاصة ملوك حماة الأيوبيين، وكذلك كانت للعزازي مدائح في سلاطين المماليك والأمراء والوزراء والقضاة والأعيان.

والذي يتوقف المرء عنده هو غزارة مدحه لملوك حماة الأيوبيين مع أنه كان يقيم في القاهرة، وقد بلغت علاقته بهم حداً لما تبلغه مع أحد، وقلما بلغه شاعر لدى ممدوح، وتظهر القصائد أنه كان على علاقة حميمية تكان تكون ندية بينه وبينهم دون استثناء وعلى رأس هؤلاء الملك المنصور والملك المظفر ابنه.

وقد بلغ عدد القصائد التي امتدح بها ملوك حماة (51) قصيدة، منها (14) قصيدة في الملك المنصور الثاني و (14 قصيدة في الملك المظفر و (14) قصيدة في الملك الأفضل شقيق المنصور، و (7) قصائد في أسد الدين عمر بن الملك الأفضل وقصيدتان في بدر الدين حسن بن الملك الأفضل، ولم يوجد له في أبي الفداء مديحاً خاصاً لا ذكراً عابر في ثنايا أماديحه.

وهذ العدد من الغزارة يفوق ما قاله المتنبي في الحمدانيين عدداً ويضاهيه جودة.

الغزل[عدل]

الغزل هو الفن الثاني من الفنون التي أبدع فيها الغزازي، ويلي المديح غزارة، ويوازيه جمالية وإتقاناً، ويقسم الغزل عنده إلى قسمين:

  1. غزل جاء مقدمات للقصائد المدحية وغيرها سواء المدائح الدينية أم مدائح الملوك والسلاطين وأرباب الشأن، وهو يشبه غزل جرير في مدائحه رقة وعذوبة.
  2. غزل منفرد، وصلنا منه لوحات كثيرة آية في الرقة والعذوبة التي تذكرنا بعمر بن أبي ربيعة والعباس بن الأحنف وربما المتصوفة، وقد بلغ عدد المقطعات والقصائد الغزلية عنده (89) قصيدة ومقطعة منها عدة مقطعات يختلط فيها وصف الطبيعة وما يتفرع عنها بالغزل.

الرثاء[عدل]

عايش العزازي غير واحدٍ من ملوك حماة، وفجع بعضهم بمولود عزيز أو صديق حميم، وانتقل بعضهم إلأى جوار ربه فتسنم العرش ابنه، فرثاهم العزازي رثاءً حاراً، يظهر فيه الشاعر المفجوع بحق، فقد كانوا أولياء نعمته وأصدقاءه المخلصين ناهيك عن كونهم ملوكاً ذادوا عن الحياض ووطدوا الأمن في البلاد، ووصلنا من شعره رثاء في الملك المنصور الثاني والملك الأفضل وغيرهما.

وهو في مراثيه يظهر تفوقه الفني وتمكنه من محكاة أرقى قصائد الرثاء في الشعر العربي.

الموشحات[عدل]

أفرد المؤرخون للموشحات جانباً من الحديث عن أغراض العزازي الشعرية، وامتدحوا تفوقه في هذا الفن، ويبدو أنه كان مكثراً فيه حتى أفرد له ديواناً خاصاً، فالموشح عند العزازي هو قصيدة مزركشة قد تنتهج نهج القصيدة العادية في موضوعها. ولهذا نراه يفرد موشحاً لمدح الشاعر التلعفري. وقد استطعنا الحصول على (7) موشحات لهذا الشاعر، ست منها في الخمر والحب والطرب ومجالس الشراب ومفاكهة الخلان، وكلها في غاية الإتقان والصنعة، وهو يظهر فيها متمكناً من فنه عميق الإطلاع على من سبه من الوشاحين الأندلسيين حتى أنه يفاخر بأنه سبق (ابن بقيّ) في هذا الميدان، وأبن بقي أشهر موشحي الأندلس والعربية.

علاقته بعصره[عدل]

كان العزازي ذا شخصية اجتماعية، متصفاُ بالكياسة والظرافة، [17] وقد تضافر مع هذه الشخصية كونه شاعراُ وتاجراُ، إذ كلاهما يحتمان عليه الاختلاط بمختلف طبقات الناس، وكان هذه العلاقات على مستويين:

علاقات سياسية[عدل]

اتصل العزازي بالملوك والسلاطين والأمراء والأعيان في مصر والشام، وامتدحهم بشعره رغبة في الحصول على المكانة أولاً والعطايا ثانياً، وكان لاتصاله بملوك حماة وأعيانها النصيب الأكبر من علاقاته السياسية، وفي شعره إشارات متنوعة تعرض ما له من مكانة مرموقة عندهم، حتى إن بعضهم قد يطرح الكلفة والرسمية في تعامله معه، أو يرسل في طلبه عند تأخر حضوره بداعي الاشتياق إليه.[18]

علاقات اجتماعيه[عدل]

العزازي شاعر ظريف، وتتصف شخصيته بالرقة واللطف، [5] لاجل ذلك كانت له علاقات جيدة بكثير من الأدباء والشعراء والمحدثين سواء أكانوا في مصر أم في الشام، إذ لم يرد في المصادر أنه كان متعاليا، أو منطويا، أو كثير الانتقاد لمن حوله، فعلاقته بالموك والوجهاء لم تغير الطابع الودود في شخصيته.

وكان العزازي على اتصال شعري مع بعض شعراء عصره، كالتلعفري والموصلي[17] وابن النقيب وأبو الحسين ابن الجزار.[11]

فبينه وبينهم إخوانيات ومراسلات تكشف عن صداقة وود، وعلى رأس أولئك الشاعر المعروف سراج الدين الوراق.

مؤثرات عصره السياسية والأدبية[عدل]

المؤثرات السياسية[عدل]

شهد العزازي نهاية العصر الأيوبي، وبداية عصر المماليك، فقد كانت ولادته في العصر الأيوبي في عهد الملك الكامل محمد بن العادل الذي تولى الحكم بعد وفاة أبيه سنه (615هـ)، وهي السنة نفسها التي غزا فيها الصليبيون مصر، [2] واستولوا على دمياط في حملتهم الصليبية الخامسة، وما لبث الملك الكامل أن استردها منهم وتلتها الحملة الصليبية السادسة التي انطلقت من صقلية في سنة (625هـ)، وتم فيها تسليم بيت المقدس وبعض المدن الأخرى بشكل سلمي، وكان ذلك بناء على اتفاق سابق بين الملك الكامل والصليبيين.[19]

وعلى إثر هذه التقلبات السياسية على الصعيد الخارجي كان العزازي حاضراً بشعره لتسجيل كثير من المعارك الحربية التي خاضتها دولة المماليك ضد التتار والصليبيين، إذ كان يمدح الملوك والولاة، وذكر انتصاراتهم، وكسر شوكة الأعداء، ومن ذلك مدحه للملك سيف الدين قلاوون، وإشادته بأحد انتصاراته، يقول:[20]

فتحت التي أعيا الملوك افتتاحها
ـولم يغنها عصيانها وجماحها
طرابلس لولاك طال امنتاعها
وأعضل منها حربها وكفاحها
ولو لم تحاربها لحاربها القضا
وأخنى عليها ليلها وصباحها
ولما طغت أعلاجها وكنودها
عتواً وهب بالعقوق رياحها
نهضت إليها في جحافلك التي
يحوم عليها يمنها ونجاحها

ومثل هذا كثير في شعر العزازي، حتى إنه لم يجد الباحثون قدراً كبيراً من المدائح التي ارتبطت بانتصارات السلاطين والولاة وفتوحاتهم، وقد تنوعت هذه المدائح بتنوع انتصارات الممدوحين، ولعه بهذا فاق سابقيه من الشعراء الذين كانوا يرتبطون بعدد أقل من الملوك.

ولاهتمام امتداد العصر الأيوبي إلى العصر المملوكي بالحركة العلمية والفكري حيث تنافس سلاطين المماليك في إنشاء المدارس والمكتبات، وبناء المساجد، وتشجيع أهل العلم، وإجزال العطاء للكتاب والمؤلفين ورعياة طلاب العلم، أثره البالغ في تكون رؤية العزازي التراثية والثقافية، إذ إنه كان يميل إلى التبحر في التراث، والاستزادة منه قدر المستطاع، وهذا الأمر ظاهر في شعره، فالمطلع عليه يجده زاخراً بالتراث على المستويين المضموني والفني.

المؤثرات الأدبية[عدل]

لم ينجرف العزازي إلى تيار العامية، وظل محافظاً على هيبة الشعر في نصوصه كافة، حتى في نصوصه التي يوجهها للمجتمع كقصائد الانتصارات، أو تلك الموجهة لمحدودي الثقافة والاطلاع، كبعض ممدوحيه.

وقد عني المماليك بالأدب، وأولوه اهتمامهم، وشملوا أصحابه بعناية خاصة، منتبهين إلى أهميته الإعلامية في الترويج لصالح السلطان.

واهتمام المماليك بالأدب ظل مقتصراً على تقريب أهله، وتقديم العطايا لهم، دون الوصول إلى تلك المرحلة التي اشتهر بها كثير من الأيوبيين وهي تذوق الشعر، والتأثر به ودخوله ضمن ثقافتهم العامة، بل وحتى نظمة لدى كثير من أبناء الأسرة الأيوبية، كالسلطان شرف الدين عيسى، 1 وبراهم شاه بن فرخشاه بن شاهنشاه، ويبدو أن ذلك الأمر عائد إل عدمة إجادة بعض سلاطين المماليك للغة العربية، واتجاه بعضهم إلى العامية فمعظم هؤلاء الحكام أعجام لا يفهمون الشعر، وإذا فهموه فهم يلا يتذوقونه، ولعل هذا الأمر راجع إلى طبيعة تعليم المماليك التي كانت تقدم التعليم الحربي والفروسية، وتوليه اهتماماً خاصاً لا يصل إلى مستوى العناية بالعلوم الأخرى.[21]

وفاته[عدل]

توفي العزازي بالقاهرة يوم الأحد في 29 من محرم سنة (710هـ)، وعمره يناهز ستاً وسبعين سنة، ودفن بسفح المقطم.[2]

انظر أيضًا[عدل]

الهوامش[عدل]

  • 1: هو السلطان الملك المعظم شرف الدين عيسى بن الملك العادل أبو بكر بن أيوب (546-624هـ)، ولد بالقاهرة ونشأ بالشام، كان شجاعاً مقداماً متواضعاً ضحوكاً، محباً للأدب وناظماً للشعر، وقد برع في الفقه، قيل عنه أنه رجل بني أيوب وعالمهم بلا مدافعة، توفي ودفن بدمشق، وله ديون شعر.
  • 2: الرفد: العطاء. بداني: بدأني، وخفف الهمزة ضرورة.
  • 3: بنات الفكر: الآراء.
  • 4: عزاز: بلدة قرب حلب شمال الشام، وفيها قلعة مسماة باسمها.
  • 5: جهاركس: هو أبو المنصور جهاركس بن عبد الله الناصري الصلاحي الملقب فخر الدين، كان من كبراء أمراء الدولة الصلاحية، وكان كريماً نبيل القدر عالي الهمة، وقد بنى بالقاهرة هذه القيسارية المنسوبة إلأية، وقيل: إنها كانت غاية في حسنها وعضمها وإحكام بنائها، وقد شيد بأعلاها مسجداً كبيراً، وأتمها سنة 592هـ.

وجهاركس بكسر الجيم وفتح الهاء وبعد الألف راء ثم كاف مفتوحة ثم سين مهملة. معناها بالعربية: أربعة أنفس، وهو لفظ أعجمي معربه: أستار، والأستار أربع أواقي، وهو معروف به. توفي جهاركس سنة 608 بدمشق، ودفن في جبل الصالحية.

المراجع[عدل]

  • شعر شهاب الدين العزازي (دراسة موضوعية وفنية) رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير في الأدب العربي لـ أماني بنت محمد بن عبد العزيز الشيبان - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

المصادر[عدل]

  1. ^ ا ب ج هدية العارفين في أسماء المؤلفين وآثار المصنفين، إسماعيل باشا البغدادي، 1/ 104، معجم المؤلفين، عمر كحالة، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
  2. ^ ا ب ج د النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ابن تغري بردي (ت: 874هـ)، 7/ 363.
  3. ^ الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة، ابن حجر العسقلاني (ت: 852هـ)، تحقيق محمد سيد جاد الحق 1/ 205-206.
  4. ^ المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي، ابن تغري بردي (ت: 874هـ)، تحقيق د. محمد محمد أمين، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ط:1، 1984م.
  5. ^ ا ب ج د أعيان العصر وأعوان النصر، الصفدي (ت:764)، تحقيق: فالح أحمد البكور 1/ 175.
  6. ^ شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ابن العماد الحنبلي (ت: 1089هـ)، تحقيق عبد القادر الأرناؤوط، محمود الأرنأؤوط، 8/ 41.
  7. ^ مسالك الأبصار في ممالك الأمصار، ابن فضل الله العُمري ـ تحقيق: د محمد عبد القادر خريسات.
  8. ^ أسد الغابة في معرفة الصحابة، ابن الأثير (ت:630هـ)، دار إحياء التراث العربي، بيروت، د.ط، د.ت 2/ 18- 22. البداية والنهاية، ابن كثير(ت:774هـ)، تحقيق د أحمد أبو ملحم.
  9. ^ دبوان االعزازي، ص: 212
  10. ^ دبوان االعزازي، ص: 44
  11. ^ ا ب الوافي بالوفيات، الصفدي (ت:764)، تحقيق: أحمد الأرناؤوط، تركي مصطفى، 7/99. فوات الوفيات، ابن شاكر الكتبي (ت: 764)، تحقيق د. إحسان عباس، 1/ 95.
  12. ^ ديوان االعزازي، ص: 345
  13. ^ فوات الوفيات، ابن شاكر الكتبي (ت: 764)، تحقيق د. إحسان عباس، 1/ 71.
  14. ^ الدليل الشافي على المنهل الصافي، ابن تغري بردي (ت: 874هـ).
  15. ^ النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ابن تغري بردي (ت: 874هـ)، 7/ 217.
  16. ^ دبوان االعزازي، ص: 311.
  17. ^ ا ب فوات الوفيات، ابن شاكر الكتبي (ت: 764)، تحقيق د. إحسان عباس، 1/ 95.
  18. ^ دبوان االعزازي، ص: 102، 118. تحقيق ودراسة ديوان شهاب الدين العزازي، مشيرة إبراهيم، ص: 110.
  19. ^ المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، المقريزي، مكتبة الثقافة الدينية، د، ط، د.ت، 2/ 235.
  20. ^ دبوان االعزازي، ص: 147
  21. ^ النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ابن تغري بردي (ت: 874هـ)، 6/ 267- 268. مرآة الجنان وعبرة اليقظان، اليافعي (ت:768هـ)، تحقيق خليل المنصور، 4/ 46- 47.

وصلات خارجية[عدل]