ماريولوجيا كاثوليكية: الفرق بين النسختين
[نسخة منشورة] | [نسخة منشورة] |
ط بوت:صيانة 2.V2، أزال وسم يتيمة |
ط بوت: إصلاح التحويلات |
||
(23 مراجعة متوسطة بواسطة 6 مستخدمين غير معروضة) | |||
سطر 1: | سطر 1: | ||
{{شريط جانبي |
{{شريط جانبي الكنيسة الكاثوليكية}} |
||
تضيف [[الكنيسة الكاثوليكية]] بشكل خاص عددًا من العقائد الأخرى لمريم إلى جانب العقائد العامة، فهي «شريكة في الفداء» من خلال موافقتها على الحمل بيسوع عندما طلب منها [[ملاك|الملاك]] [[جبرائيل]] ذلك في [[البشارة]]، إلى الجانب تفسير [http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=لوقا+2:34-35&range=1&x=0&y=0 لوقا 2: 34-35] بما يوافق كونها شريكة في الفداء؛<ref name="ايلي">[http://www.talimmasihi.com/ahadis_other_015.htm مريم أم يسوع للأب إيلي طربيه]، جمعية التعليم المسيحي بحلب، 21 تشرين أول 2010.</ref> وهي «لاهوت الكنيسة» أي الحاضرة مع الجميع المراحل الهامة في الحياة الكنيسة منذ تأسيسها إلى الآن،<ref name="ايلي"/> وهي أيضًا «أيقونة الروح القدس»، لأنها الوحيدة التي حبلت من الروح القدس وليس من ذكر؛<ref name="ايلي"/> بيد أن أشهر العقائد الكاثوليكية تجاه مريم هما الحبل بلا دنس والوردية المقدسة. |
تضيف [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] بشكل خاص عددًا من العقائد الأخرى لمريم إلى جانب العقائد العامة، فهي «شريكة في الفداء» من خلال موافقتها على الحمل بيسوع عندما طلب منها [[ملاك|الملاك]] [[جبرائيل]] ذلك في [[البشارة]]، إلى الجانب تفسير [http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=لوقا+2:34-35&range=1&x=0&y=0 لوقا 2: 34-35] بما يوافق كونها شريكة في الفداء؛<ref name="ايلي">[http://www.talimmasihi.com/ahadis_other_015.htm مريم أم يسوع للأب إيلي طربيه]، جمعية التعليم المسيحي بحلب، 21 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160306020536/http://talimmasihi.com/ahadis_other_015.htm |date=06 مارس 2016 }}</ref> وهي «لاهوت الكنيسة» أي الحاضرة مع الجميع المراحل الهامة في الحياة الكنيسة منذ تأسيسها إلى الآن،<ref name="ايلي"/> وهي أيضًا «أيقونة الروح القدس»، لأنها الوحيدة التي حبلت من الروح القدس وليس من ذكر؛<ref name="ايلي"/> بيد أن أشهر العقائد الكاثوليكية تجاه مريم هما الحبل بلا دنس والوردية المقدسة. |
||
== الانتقال إلى السماء == |
|||
{{مفصلة|انتقال العذراء}} |
{{مفصلة|انتقال العذراء}} |
||
[[ملف:Tizian 041.jpg|يسار|200بك| |
[[ملف:Tizian 041.jpg|يسار|200بك|تصغير| [[تيتيان]] استغرق عامين ([[1516]]-[[1518]]) لإنجاز [[لوحة جدارية|جدارية]] انتقال مريم العذراء، المكونة من ثلاثة مستويات، وقد تكون أشهر الأيقونات المصورة للحدث.]] |
||
عقيدة انتقال العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء تعتبر أيضًا من أهم العقائد المريمية، وهي بدورها مشتركة بين مختلف الطوائف المسيحية وإن بأشكال مختلفة. أصول هذا الاعتقاد يعود للقرون الأولى ويظهر في كتابات [[آباء الكنيسة]]،<ref name="كاثوليكي ثاني">[http:// |
عقيدة انتقال العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء تعتبر أيضًا من أهم العقائد المريمية، وهي بدورها مشتركة بين مختلف الطوائف المسيحية وإن بأشكال مختلفة. أصول هذا الاعتقاد يعود للقرون الأولى ويظهر في كتابات [[آباء الكنيسة]]،<ref name="كاثوليكي ثاني">[http://coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9NTE3Mw== انتقال العذراء بالنفس والجسد إلى السماء] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200217210109/https://coptcatholic.net/section.php/?hash=aWQ9NTE3Mw== |date=17 فبراير 2020 }}، كنيسة الإسكندرية الكاثوليكي، 13 تشرين أول 2010: هناك أيضًا شهادات أخرى عديدة في تفسير بضعة آيات من [[رؤيا يوحنا]] وكذلك شهادات مختلف [[آباء الكنيسة]] [[توما الأكويني|كالقديس توما الإكويني]]. {{وصلة مكسورة|تاريخ= مايو 2019 |bot=JarBot}} {{استشهاد ويب |مسار=https://coptcatholic.net/section.php/?hash=aWQ9NTE3Mw== |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=13 أبريل 2020 |تاريخ أرشيف=17 فبراير 2020 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20200217210109/https://coptcatholic.net/section.php/?hash=aWQ9NTE3Mw== |حالة المسار=bot: unknown }}</ref> والأساس الكتابي الغالب لها هو [http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=نشيد+الأناشيد+2:10&range=1 نشيد الأناشيد 2: 10].<ref>[http://coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9MzM5OA== تأملات في انتقال العذراء إلى السماء]، كنيسة الإسكندرية الكاثوليكي، 13 تشرين أول 2010. {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200217210159/https://coptcatholic.net/section.php/?hash=aWQ9MzM5OA== |date=17 فبراير 2020 }} {{استشهاد ويب |مسار=https://coptcatholic.net/section.php/?hash=aWQ9MzM5OA== |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=13 أبريل 2020 |تاريخ أرشيف=17 فبراير 2020 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20200217210159/https://coptcatholic.net/section.php/?hash=aWQ9MzM5OA== |حالة المسار=bot: unknown }}</ref> ويخصص يوم 15 أغسطس لتذكار هذه المناسبة، يسبقه صوم مدته أربعة عشر يومًا؛<ref>[https://st-takla.org/Feastes-&-Special-Events/Virgin-Mary-Fast/Saint-Mary-Fast_Virgin-Life-Hymns-mp3s-10-7awl-Takrim-Al-3athraa2-Wal-Soum.html صوم وتكريم العذراء مريم]، الأنبا تكلا، 13 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170709071956/http://st-takla.org/Feastes-&-Special-Events/Virgin-Mary-Fast/Saint-Mary-Fast_Virgin-Life-Hymns-mp3s-10-7awl-Takrim-Al-3athraa2-Wal-Soum.html |date=09 يوليو 2017 }}</ref> غير أن هذه العقيدة لم تبحث في [[مجمع مسكوني|مجمع]]، وفي الكنيسة الكاثوليكية قام البابا [[بيوس الثاني عشر]] بإعلانها عقيدة رسمية في 1 نوفمبر 1950،<ref>[https://www.marypages.com/AssumptionArabic.htm انتقال العذراء مريم بالنفس والجسد]، مؤسسة صفحات مريم، 13 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170726153854/http://www.marypages.com/AssumptionArabic.htm |date=26 يوليو 2017 }}</ref> بعد دراسة لاهوتية استمرت أربع سنوات،<ref name="كاثوليكي ثاني"/> |
||
يأتي هذا الاعتقاد في الكنيسة الكاثوليكية متوافقًا مع الرؤية المسيحية لدواعي الموت، فالإنسان يموت بسبب [[الخطيئة الأصلية|الخطيئة المتوارثة منذ آدم]]، وبصفة أن العذراء لم ترث هذه الخطيئة الأصلية فهي بالتالي لا داعي لموتها.<ref>[http://www.gloryofmary.com/Mary/index.php?option=com_content&view=article&id=104:-1950-&catid=10:2009-01-29-00-25-28&Itemid=28 انتقال مريم العذراء إلى السماء بالنفس والجسد- البابا بيوس الثاني عشر]، مجد مريم، 13 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url= |
يأتي هذا الاعتقاد في الكنيسة الكاثوليكية متوافقًا مع الرؤية المسيحية لدواعي الموت، فالإنسان يموت بسبب [[الخطيئة الأصلية|الخطيئة المتوارثة منذ آدم]]، وبصفة أن العذراء لم ترث هذه الخطيئة الأصلية فهي بالتالي لا داعي لموتها.<ref>[http://www.gloryofmary.com/Mary/index.php?option=com_content&view=article&id=104:-1950-&catid=10:2009-01-29-00-25-28&Itemid=28 انتقال مريم العذراء إلى السماء بالنفس والجسد- البابا بيوس الثاني عشر]، مجد مريم، 13 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20130312051701/http://www.gloryofmary.com/Mary/index.php?option=com_content&view=article&id=104:-1950-&catid=10:2009-01-29-00-25-28&Itemid=28 |date=12 مارس 2013 }}</ref> |
||
[[ |
[[الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية|الكنائس الأرثوذكسية الشرقية]] و[[الكنائس الأرثوذكسية المشرقية|الأرثوذكسية المشرقية]] وبعض [[الكنائس الكاثوليكية الشرقية]] يرون أن الانتقال قد تمّ بعد فترة قصيرة من وفاتها، فعندما توفيت حسب التقليد الشرقي في [[جبل الزيتون|بستان الزيتون]]، وشهد الحدث من بقي حيًا من [[رسل المسيح الاثنا عشر|التلاميذ الاثني عشر]]، بعث جسدها بعد ثلاث أيام من جديد حيًا وانتقلت نفسها وجسدها إلى السماء، البعض من هذه الكنائس يرى أن جسدها انتقل إلى السماء من دون أن يبعث حيًا؛<ref>Bishop Kallistos (Ware) of Diokleia, in: Festal Menaion [London: Faber and Faber, 1969], p. 64.</ref> تتعدد تفاصيل الروايات الأخرى باختلاف الأصول: فهي قدمت تذكارًا [[توما|لتوما]] أحد التلاميذ الإثني عشر ممثلاً بحزام ثوبها، وبحسب القديس كيرلس الأورشليمي فإنها قد نقلت من بستان الزيتون إلى [[القدس]] ودفنت هناك،<ref>[http://avamakarious.net/vb/showthread.php?t=1447 نياحة العذراء وإصعاد جسدها الطاهر]، الأنبا مكاريوس، 13 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150226125805/http://avamakarious.net/vb/showthread.php?t=1447 |date=26 فبراير 2015 }}</ref> وتعتقد [[الكنيسة القبطية الأرثوذكسية]] أن الانتقال قد تمّ بعد عدة أشهر من وفاتها وليس بعد فترة وجيزة،<ref>[https://st-takla.org/Feastes-&-Special-Events/Virgin-Mary-Fast/Saint-Mary-Fast_Virgin-Life-Hymns-mp3s-11-Al-3athra2-Fel-Senexar_.html العذراء مريم في السنكسار القبطي]، الأنبا تكلا، 13 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170715064115/http://st-takla.org/Feastes-&-Special-Events/Virgin-Mary-Fast/Saint-Mary-Fast_Virgin-Life-Hymns-mp3s-11-Al-3athra2-Fel-Senexar_.html |date=15 يوليو 2017 }}</ref> أما [[أنجليكية|الكنيسة الأنجليكانية]] فهي ذات موقف مختلف، فهي ترى أن الإنسان يفنى بعد موته حتى [[نهاية الزمان|يوم القيامة]] والعذراء هي وحدها من لم تمت روحها، أي انتقلت روحيًا لا جسديًا. |
||
تلتقي عقيدة انتقال العذراء بمختلف أشكالها مع النظرة المسيحية بكونها أولى المخلَّصين،<ref name="مريم">[http://www.fatherbassit.com/books/christ/Mariam_al-3azra2.htm مريم العذراء]، المطران كيرلس سليم بسترس، 13 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url= |
تلتقي عقيدة انتقال العذراء بمختلف أشكالها مع النظرة المسيحية بكونها أولى المخلَّصين،<ref name="مريم">[http://www.fatherbassit.com/books/christ/Mariam_al-3azra2.htm مريم العذراء]، المطران كيرلس سليم بسترس، 13 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160308040538/http://fatherbassit.com/books/christ/mariam_al-3azra2.htm |date=08 مارس 2016 }}</ref> كذلك تعتبر هذه المناسبة [[عطلة|عطلة رسمية]] في عدد كبير من [[دولة|دول العالم]].<ref>انظر [http://www.ayam-alotal.com/selectday_8_15.htm القائمة الكاملة لعطل 15 أغسطس]، العطل الرسمية، 13 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20090823004803/http://www.ayam-alotal.com:80/selectday_8_15.htm |date=23 أغسطس 2009}}</ref> |
||
== البتولية الدائمة == |
|||
[[ملف:Italo-Byzantinischer Maler des 13. Jahrhunderts 001.jpg|يمين|200بك| |
[[ملف:Italo-Byzantinischer Maler des 13. Jahrhunderts 001.jpg|يمين|200بك|تصغير|[[أيقونة]] “صاحبة الجلالة”، من [[فن بيزنطي|الفن البيزنطي]]، وترقى [[القرن 13|للقرن الثالث عشر]].]] |
||
يعتقد [[مسيحيون|المسيحيون]] أن مريم قد مكثت [[ |
يعتقد [[مسيحيون|المسيحيون]] أن مريم قد مكثت [[عذرية|بتولاً]] قبل [[ميلاد يسوع|الميلاد]] وفي الميلاد وبعد الميلاد،<ref>مورد العابدين، مرجع سابق، ص.493</ref> ويعتبر هذا الاعتقاد أحد أركان الإيمان المسيحي لدى الطوائف التي تبجل مريم العذراء وأقدمها،<ref>[https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/31-Lahout-Mokaran-1/Comparative-Theology-42-CH05-Virgin-Mary-08-Chastity.html دوام بتولية العذراء]، الأنبا تكلا، 11 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170805062009/http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/His-Holiness-Pope-Shenouda-III-Books-Online/31-Lahout-Mokaran-1/Comparative-Theology-42-CH05-Virgin-Mary-08-Chastity.html |date=05 أغسطس 2017 }}</ref> إذ قد ظهر في الكتابات المبكرة منذ [[القرن 2|القرن الثاني]] ويمكن رؤية ما يؤيده في [[إنجيل|الأناجيل]]، وسوى ذلك فعندما دار الجدال حول تفسير [http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=متى+1:25&range=1 متى 1/25]: {{خط/عربي|ولكنه لم يعرفها حتى ولدت ابنًا فسماه يسوع.}} أقر [[مجمع نيقية الأول|مجمع نيقية]] عقيدة الدائمة البتولية حسمًا لأي جدال فيها.<ref>[https://www.enjeel.com/bible.php?bk=40&ch=1&vr=25#ver25 المجمع الباسيلي والمجامع المسكونية]، كنيسة الزيتون، 11 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200413231021/https://www.enjeel.com/bible.php?bk=40&ch=1&vr=25#ver25 |date=13 أبريل 2020 }}</ref><ref>انظر [http://198.62.75.1/www1/ofm/1god/documenti/denzinger/125-130.htm قرارات مجمع نيقيا الأول]، الموسوعة العربية: نؤمن بإله واحد، 11 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120118185109/http://198.62.75.1/www1/ofm/1god/documenti/denzinger/125-130.htm |date=18 يناير 2012 }}</ref> |
||
غير أن النقاش قد فتح مجددًا في أعقاب [[إصلاح بروتستانتي|الانشقاق البروتستانتي]] في [[القرن السابع عشر]] معتمدين على آية [[إنجيل متى]] ذاتها، أما الطوائف التي تقر بعقيدة البتولية الدائمة فهي ترى أن لكلمة “حتى” معاني عديدة قد يدخل بها الزمن القادم أو لا وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها كدليل نهائي <small>(انظر الحاشية للاستزادة)</small>؛{{للهامش|4}} خصوصًا أن مريم لم تناد أبدًا بأنها زوجة يوسف على الرغم من أنها الصيغة الشرعية والقانونية،<ref name="مدخل">مدخل إلى العهد الجديد، مرجع سابق، ص. 93</ref> غير أن مؤيدو نظرية عدم البتولية الدائمة للعذراء، يرون أن ما ذهب إليه [[إنجيل مرقس]] دليلاً على صحة آرائهم: {{خط |
غير أن النقاش قد فتح مجددًا في أعقاب [[إصلاح بروتستانتي|الانشقاق البروتستانتي]] في [[القرن 17|القرن السابع عشر]] معتمدين على آية [[إنجيل متى]] ذاتها، أما الطوائف التي تقر بعقيدة البتولية الدائمة فهي ترى أن لكلمة “حتى” معاني عديدة قد يدخل بها الزمن القادم أو لا وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها كدليل نهائي <small>(انظر الحاشية للاستزادة)</small>؛{{للهامش|4}} خصوصًا أن مريم لم تناد أبدًا بأنها زوجة يوسف على الرغم من أنها الصيغة الشرعية والقانونية،<ref name="مدخل">مدخل إلى العهد الجديد، مرجع سابق، ص. 93</ref> غير أن مؤيدو نظرية عدم البتولية الدائمة للعذراء، يرون أن ما ذهب إليه [[إنجيل مرقس]] دليلاً على صحة آرائهم: {{خط/عربي|أليس هذا هو النجار ابن مريم أخا يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان؟ أوليست أخواته تقيم عندنا.}}{{شواهد الكتاب المقدس|مرقس|9/6}} بيد أن مؤيدو البتولية الدائمة يشيرون إلى أن كلمة “أخ” في المجتمعات السورية القديمة وكذلك في [[اللغة العبرية]] و[[اللغة الآرامية]] تشمل جميع أبناء العائلة الواحدة لا تنحصر بالأشقاء فقط، وهكذا يدعى [[لوط]] أخًا [[إبراهيم|لإبراهيم]] في [[سفر التكوين]] رغم كون [[إبراهيم]] عمه، يرى هؤلاء أيضًا ما يؤيد آرائهم، وهو أن اثنين من الأسماء الأربعة المذكورة في آية مرقس السابقة يذكرون في [http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=متى+27:56&range=1&x=0&y=0 متى 56/27] أنهم أولاد [[مريم زوجة كلوبا|مريم زوجة قلوبا]] إحدى قريبات مريم،<ref name="مدخل"/> هناك أدلة أخرى تؤيد هذه العقيدة فعندما ضاع [[يسوع]] في [[هيكل سليمان|الهيكل]] بعمر اثني عشر عامًا لا نجد ذكرًا لإخوته، وخلال نزاعه على [[صليب|الصليب]] طلب من [[يوحنا بن زبدي]] رعاية أمه، وكان من باب أولى أن يعتني بها إخوته،<ref>[http://www.talimmasihi.com/ahadis_other_051.htm الحبل بلا دنس البتولية الدائمة]، جمعية التعليم المسيحي بحلب، 11 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160306143044/http://talimmasihi.com/ahadis_other_051.htm |date=06 مارس 2016 }}</ref> هناك أيضًا عدد من نبؤات [[العهد القديم]] الذي وجد [[آباء الكنيسة]] أنها تشير إلى بتولية العذراء الدائمة: [http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=حزقيال+44:2&range=1&x=0&y=0 حزقيال 2/44]، [http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=نشيد+الأناشيد+4:12&range=1&x=0&y=0 نشيد الأناشيد 12/4]، أما [[كيرلس الأول (بابا الإسكندرية)|القديس كيرلس الإسكندري]] ينحو منحى المقارنة للبرهان عن العقيدة: {{خط/عربي|إن ملاكي القيامة لم يجسرا على الجلوس في المكان الذي وضع فيه الرب في القبر}}<small>(إشارة إلى [http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=يوحنا+20:12&range=1&x=0&y=0 إنجيل يوحنا 12/20] حيث يذكر أن ملاكي القيامة جلسا الأول عند الرأس والآخر عند القدمين.)</small> |
||
== سيدة الحبل بلا دنس == |
|||
{{مفصلة|الحبل بلا دنس}} |
{{مفصلة|الحبل بلا دنس}} |
||
[[ملف:Igreja da Conceição 06.jpg|يسار|200بك|تصغير|تمثال [[الحبل بلا دنس|سيدة الحبل بلا دنس]] في [[كاتدرائية]] [[بورتو أليغري]]، [[البرازيل]] وهو يعود [[القرن |
[[ملف:Igreja da Conceição 06.jpg|يسار|200بك|تصغير|تمثال [[الحبل بلا دنس|سيدة الحبل بلا دنس]] في [[كاتدرائية]] [[بورتو أليغري]]، [[البرازيل]] وهو يعود [[القرن 19|للقرن التاسع عشر]].]] |
||
تنص عقيدة الحبل بلا دنس، التي أقرها [[البابا بيوس التاسع]] عام [[1854]] أن العذراء مريم قد ولدت من دون أن ترث [[الخطيئة الأصلية]]، التي يرثها [[ |
تنص عقيدة الحبل بلا دنس، التي أقرها [[بيوس التاسع|البابا بيوس التاسع]] عام [[1854]] أن العذراء مريم قد ولدت من دون أن ترث [[الخطيئة الأصلية]]، التي يرثها [[إنسان|الجنس البشري]]، وذلك ليس بطاقاتها الذاتية بل باستحقاقات ابنها يسوع المسيح،<ref name="حبل">[http://www.talimmasihi.com/ahadis_other_051.htm الحبل بلا دنس]، جمعية التعليم المسيحي في حلب، 14 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160306143044/http://talimmasihi.com/ahadis_other_051.htm |date=06 مارس 2016 }}</ref> إنما بنوع فريد قبل تبشيره وصلبه، وذلك منذ اللحظة الأولى التي تشكلت بها في بطن أمها؛<ref>[https://www.marypages.com/ImmaculateConceptionArabic.htm الحبل بالعذراء القديسة مريم]، مؤسسة صفحات مريم، 14 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161220041408/http://www.marypages.com/ImmaculateConceptionArabic.htm |date=20 ديسمبر 2016 }}</ref> والهدف من العقيدة هو تبرئة العذراء من أي علاقة بالخطيئة؛ أي أنها طاهرة تماماً ليس لها خطية أصلية أو شخصية منذ اللحظة الأولى التي حبل بها وحتى وجودها كإنسان، نظراً للمكانة التي ستحتلها مريم،<ref name="حبل"/> [[عصمة|فعصمتها]] كاملة. |
||
ترى الكنيسة الكاثوليكية أيضًا عدة شواهد من [[الكتاب المقدس]] تؤيد العقيدة مثل [http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=نشيد+الأناشيد+4:7&range=1&x=0&y=0 نشيد الأناشيد 7/4]، يعتقد المسيحيون أن النبؤة السابقة تتعلق بمريم وبصفة أن لا عيب فيها، فمن ضمن العيوب [[الخطيئة الأصلية]]؛<ref name="بلا دنس">[http://aghostenos.multiply.com/journal/item/4 عقيدة الحبل بلا دنس]، موقع الأب الدكتور أوغوسطينوس موريس، 21 تشرين أول 2010.</ref> وكذلك وصفها بالممتلئة نعمة في [http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=لوقا+1:28&range=1&x=0&y=0 لوقا 28/1] فالامتلاء من النعم يشمل التخلص من الخطيئة الأصلية. هناك عدد آخر من الشواهد يرتكز على سفر حكمة يشوع ابن سيراخ وغيره من [[سفر|أسفار]] [[العهد القديم]].<ref name="بلا دنس"/> إضافة إلى كتابات [[آباء الكنيسة]] الأوائل.<ref name="حبل"/> |
ترى الكنيسة الكاثوليكية أيضًا عدة شواهد من [[الكتاب المقدس]] تؤيد العقيدة مثل [http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=نشيد+الأناشيد+4:7&range=1&x=0&y=0 نشيد الأناشيد 7/4]، يعتقد المسيحيون أن النبؤة السابقة تتعلق بمريم وبصفة أن لا عيب فيها، فمن ضمن العيوب [[الخطيئة الأصلية]]؛<ref name="بلا دنس">[http://aghostenos.multiply.com/journal/item/4 عقيدة الحبل بلا دنس]، موقع الأب الدكتور أوغوسطينوس موريس، 21 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160305101930/http://aghostenos.multiply.com/journal/item/4 |date=5 مارس 2016 }}</ref> وكذلك وصفها بالممتلئة نعمة في [http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=لوقا+1:28&range=1&x=0&y=0 لوقا 28/1] فالامتلاء من النعم يشمل التخلص من الخطيئة الأصلية. هناك عدد آخر من الشواهد يرتكز على سفر حكمة يشوع ابن سيراخ وغيره من [[سفر|أسفار]] [[العهد القديم]].<ref name="بلا دنس"/> إضافة إلى كتابات [[آباء الكنيسة]] الأوائل.<ref name="حبل"/> |
||
وفي حين رفضت [[ |
وفي حين رفضت [[الكنائس الأرثوذكسية المشرقية]] هذه العقيدة، فإنّ [[الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية|الأرثوذكسية الشرقية]] رفضت التشريع البابوي بوصف الحبل بلا دنس جزء من الإيمان ولا تحتاج لتحديد عقيدي خاص، أما مصلحو البروتستانتية ومنهم [[مارتن لوثر]] فقد قبل بالحبل بلا دنس وعصمة مريم،<ref>[http://coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9MzU= الحبل بلا دنس]، كنيسة الإسكندرية الكاثوليكي، 21 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20090316075428/http://www.coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9MzU= |date=16 مارس 2009 }}</ref><ref>[http://marygrgs.darbalkalam.com/montada-f25/topic-t320.htm عقيدة الحبل بلا دنس في رأي البروتستانت]، كنيسة مار جرجس، 21 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20140814070021/http://marygrgs.darbalkalam.com/t320-topic |date=14 أغسطس 2014 }}</ref> غير أن سائر [[بروتستانتية|البروتستانت]] فيرون أن العقيدة تدخل في إطار المهاترات اللاهوتية.<ref>[https://www.linga.org/biblecharacters-articles/MjQxMw عقيدة انتقال العذراء بالجسد والنفس إلى السماء]، موقع لينجا، 21 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20140813224915/http://www.linga.org/biblecharacters-articles/MjQxMw |date=13 أغسطس 2014 }}</ref> |
||
== سلطانة السماء والأرض == |
|||
{{مفصلة|امرأة سفر الرؤيا}} |
{{مفصلة|امرأة سفر الرؤيا}} |
||
[[ملف:HarissaVirginOfLebanon.jpg|يمين|200بك| |
[[ملف:HarissaVirginOfLebanon.jpg|يمين|200بك|تصغير| نصب [[حريصا|سيدة لبنان حريصا]]، افتتح في 4 مايو 1908.]] |
||
على الرغم من اختلاف المعتقدات المسيحية بكيفية انتقال العذراء إلى الملكوت، فإنها تجمع أنها قد باتت ملكة مكرمة فيها، ويشير البعض [[مزمور|سفر المزامير]]: |
على الرغم من اختلاف المعتقدات المسيحية بكيفية انتقال العذراء إلى الملكوت، فإنها تجمع أنها قد باتت ملكة مكرمة فيها، ويشير البعض [[مزمور|سفر المزامير]]: «جعلت الملكة عن يمينك بذهب وفير»،{{شواهد الكتاب المقدس|مزمور|9/45}} بوصفها نوع من النبؤة، أما الأساس الكتابي هو ما ورد في [[رؤيا يوحنا|سفر الرؤيا]]: «امرأة لابسة الشمس والقمر تحت قدميها وعلى رأسها تاج من اثني عشر نجمًا».{{شواهد الكتاب المقدس|رؤيا|1/12}} ولذلك تلقب مريم العذراء باسم ملكة السماء.<ref>[https://www.marypages.com/QueenshipMaryArabic.htm عيد مريم العذراء الملكة]، مؤسسة صفحات مريم، 13 تشرين أول، 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150416073139/http://www.marypages.com/QueenshipMaryArabic.htm |date=16 أبريل 2015 }}</ref> |
||
ويرتبط مفهوم سلطانة السماء والأرض بمفهوم الشفاعة «الصلاة للذين هم على الأرض». ويتضح دورها كشفيعة في [[العهد الجديد]] من خلال دورها في [[عرس قانا|عرس قانا الجليل]]، حيث لعبت المحرك الأساس لاجتراح المعجزة.<ref>[http://popekirillos.net/forum/index.php?topic=3096.0 معجزة [[عرس قانا|عرس قانا الجليل]، كيرلس السادس، 13 تشرين أول 2010. {{وصلة مكسورة|date= أغسطس 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url= |
ويرتبط مفهوم سلطانة السماء والأرض بمفهوم الشفاعة «الصلاة للذين هم على الأرض». ويتضح دورها كشفيعة في [[العهد الجديد]] من خلال دورها في [[عرس قانا|عرس قانا الجليل]]، حيث لعبت المحرك الأساس لاجتراح المعجزة.<ref>[http://popekirillos.net/forum/index.php?topic=3096.0 معجزة [[عرس قانا|عرس قانا الجليل]]، كيرلس السادس، 13 تشرين أول 2010. {{وصلة مكسورة|date= أغسطس 2017 |bot=JarBot}} {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120402040047/http://popekirillos.net/forum/index.php?topic=3096.0 |date=02 أبريل 2012}}</ref> كذلك يتضح دورها كشفيعة في الظهورات المريمية اللاحقة التي يؤمن المسيحيون بصحة وقوعها،<ref name="فاطمة">سر العذراء في بلدة فاطمة، مرجع سابق، ص.320</ref> غير أنّ مفهوم شفاعة العذراء هي شفاعة عامة وليست شفاعة المسيح الكفارية</small>{{للهامش|5}}؛<ref name="مريم"/> وقد طوبت مريم كسلطانة للسماء والأرض مرات عديدة منذ [[آباء الكنيسة]] حتى أعاد البابا [[بيوس الثاني عشر]] في 1 ديسمبر 1942: «تكريس العالم أجمع لقلب مريم؛ وأعلن بأن تكريس العالم لقلب مريم الأقدس يعني تكريس العالم لمحبة مريم العذراء».<ref name="فاطمة"/> |
||
هناك أيضًا التكريس المحلي عندما تكرّس بلد أو منطقة ما للعذراء بغرض نيل شفاعتها في المعتقدات المسيحية، كتكريس [[بلجيكا]]،<ref>[ |
هناك أيضًا التكريس المحلي عندما تكرّس بلد أو منطقة ما للعذراء بغرض نيل شفاعتها في المعتقدات المسيحية، كتكريس [[بلجيكا]]،<ref>[https://www.marypages.com/BeauraingArabian.htm سيدة بوارين، أنا العذراء النقية]، مؤسسة صفحات مريم، 13 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161029080427/http://www.marypages.com/BeauraingArabian.htm |date=29 أكتوبر 2016 }}</ref> وتكريس [[المكسيك]]،<ref>[https://www.marypages.com/GuadalupeArabic.htm سيدة غوادالوبي، راعية الأمريكيتين]، مؤسسة صفحات مريم، 13 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170719013103/http://marypages.com/GuadalupeArabic.htm |date=19 يوليو 2017 }}</ref> وتكريس [[لبنان]] على يد البطريرك [[إلياس بطرس الحويك|إلياس حويك]].<ref>مورد العابدين، مرجع سابق، ص.325 (بتصرف).</ref> تضيف الكنيسة الكاثوليكية بأن مريم هي سلطانة المطهر، كما أعلن البابا [[بيوس الحادي عشر]] سنة 1930.<ref>مورد العابدين، مرجع سابق، ص.416</ref> |
||
== ثيوتوكس: والدة الإله == |
|||
{{مفصلة|ثيوتوكس}} |
{{مفصلة|ثيوتوكس}} |
||
[[ملف:Vladimirskaya.jpg| |
[[ملف:Vladimirskaya.jpg|170بك|تصغير|يمين|[[أيقونة]] [[والدة الإله|ثيوتوكس]] فلاديمير أي والدة الإله سيدة فلاديمير.]] |
||
{{صندوق اقتباس|Right|اقتباس=نعظمك يا أم النور الحقيقي،<br/>ونمجدك أيتها العذراء القديسة،<br/>يا والدة الإله، يا ثيوتوكوس،<br/>لأنك ولدت مخلص العالم،<br/>فأتى وخلص نفوسنا.|المصدر= [[قانون الإيمان|قانون إيمان]] [[مجمع أفسس]] [[431]].<ref>[ |
{{صندوق اقتباس|Right|اقتباس=نعظمك يا أم النور الحقيقي،<br/>ونمجدك أيتها العذراء القديسة،<br/>يا والدة الإله، يا ثيوتوكوس،<br/>لأنك ولدت مخلص العالم،<br/>فأتى وخلص نفوسنا.|المصدر= [[قانون الإيمان|قانون إيمان]] [[مجمع أفسس]] [[431]].<ref>[https://st-takla.org/Coptic-History/CopticHistory_02-History-of-the-Coptic-Church-Councils-n-Christian-Heresies/Encyclopedia-Coptica-History__007-Magma3-Afasus-I-431.html المجامع المسكونية المقدسة، مجمع أفسس الأول] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170805062311/http://st-takla.org/Coptic-History/CopticHistory_02-History-of-the-Coptic-Church-Councils-n-Christian-Heresies/Encyclopedia-Coptica-History__007-Magma3-Afasus-I-431.html |date=05 أغسطس 2017 }}</ref>}} |
||
لا يمكن اعتبار رفض [[نسطور]] [[بطريرك]] [[القسطنطينية]] تسمية مريم والدة الله، مرتبطًا بها بشكل مباشر، بل إن [[نسطور]] وكذلك الكنائس التي لا تزال تتبع عقيدته وهي [[كنيسة المشرق الآشورية]] و[[كنيسة المشرق القديمة]] يقرون مبدأ تبجيل العذراء وإكرامها؛ غير أن الخلاف الناشئ حول اللقب يأت من الخلاف حول [[يسوع]] نفسه؛<ref name="مريم"/> آمن [[نسطور]] كسائر [[ |
لا يمكن اعتبار رفض [[نسطور]] [[بطريرك]] [[القسطنطينية]] تسمية مريم والدة الله، مرتبطًا بها بشكل مباشر، بل إن [[نسطور]] وكذلك الكنائس التي لا تزال تتبع عقيدته وهي [[كنيسة المشرق الآشورية]] و[[كنيسة المشرق القديمة]] يقرون مبدأ تبجيل العذراء وإكرامها؛ غير أن الخلاف الناشئ حول اللقب يأت من الخلاف حول [[يسوع]] نفسه؛<ref name="مريم"/> آمن [[نسطور]] كسائر [[مسيحيون|المسيحيين]] ب[[ثالوث|الثالوث الأقدس]] لكنه رفض اعتبار [[ابن|الابن]] ثاني الأقانيم الإلهية حسب المعتقدات المسيحية هو [[يسوع]]، بل ظهر الابن أو تجلى في [[يسوع]] وقت العماد، وبناءً على نظرته نحو [[يسوع]] وجد [[نسطور]] أن لقب “والدة الله” يعتبر هرطوقيًا وأنه يجب استبداله بلقب “والدة المسيح”.<ref>[http://metroplit-bishoy.org/files/arecumeni/nestorian.doc النسطورية ورسائل القديس كيرلس]، الأنبا بشوي، 13 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20160306063033/http://www.metroplit-bishoy.org/files/arecumeni/nestorian.doc |date=06 مارس 2016 }}</ref> |
||
عندما أدان [[مجمع أفسس]] عام [[431]] [[نسطورية|العقيدة النسطورية]] أقر رسميًا استعمال لفظ |
عندما أدان [[مجمع أفسس]] عام [[431]] [[نسطورية|العقيدة النسطورية]] أقر رسميًا استعمال لفظ «'''ثيوتوكوس'''» ([[اللغة اليونانية|باليونانية]]: '''Θεοτόκος''') للإشارة إلى مريم العذراء، [[ترجمة|تترجم]] في [[اللغة العربية]] غالبًا بوالدة الله أو أم الله أو والدة الإله، وتعني حرفيًا في [[اللغة اليونانية]] مانحة الإله. أضاف [[مجمع أفسس|المجمع]] أيضًا القسم الأخير من [[السلام عليك يا مريم|السلام الملائكي]] الصلاة الأشهر للعذراء في المسيحية، وهو: {{خط/عربي|يا قديسة مريم، يا والدة الله، صلّي لأجلنا نحن الخطأة الآن وفي ساعة موتنا. آمين.}} كإقرار من [[آباء الكنيسة]] بمصطلح والدة الله وبعقيدة شفاعة العذراء.<ref>[http://coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9MjQ2Ng== العذراء مريم أم يسوع وكيفية إكرامها]، الإسكندرية الكاثوليكي، 13 تشرين أول 2010. {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200413230956/http://coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9MjQ2Ng== |date=13 أبريل 2020 }} {{استشهاد ويب |مسار=http://coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9MjQ2Ng== |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=13 أبريل 2020 |تاريخ أرشيف=13 أبريل 2020 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20200413230956/http://coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9MjQ2Ng== |حالة المسار=dead }}</ref> |
||
لا يشير المصطلح في العقيدة المسيحية إلى أن العذراء ذات طبيعة إلهية أو أنها [[إله]] لكونها قد أنجبت [[إله|الإله]]، بل يشير أنها حبلت وأنجبت [[يسوع|بيسوع]] الذي هو وفق المعتقدات المسيحية [[إله]] منذ الأزل، ولكونها قد حبلت بالإله تستحق أن تنادى والدة الله، وقد دعيت به صراحة في [http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=لوقا+1:46&range=1 لوقا 46/1] وورد أيضًا في مجمع الإسكندرية المحلي الذي انعقد عام [[320]] لإدانة [[آريوسية|الآريوسية]].<ref name="مريم"/> |
لا يشير المصطلح في العقيدة المسيحية إلى أن العذراء ذات طبيعة إلهية أو أنها [[إله]] لكونها قد أنجبت [[إله|الإله]]، بل يشير أنها حبلت وأنجبت [[يسوع|بيسوع]] الذي هو وفق المعتقدات المسيحية [[إله]] منذ الأزل، ولكونها قد حبلت بالإله تستحق أن تنادى والدة الله، وقد دعيت به صراحة في [http://www.enjeel.com/search.php?fbk=1&tbk=66&sr=لوقا+1:46&range=1 لوقا 46/1] وورد أيضًا في مجمع الإسكندرية المحلي الذي انعقد عام [[320]] لإدانة [[آريوسية|الآريوسية]].<ref name="مريم"/> |
||
== الوردية المقدسة == |
|||
{{مفصلة|المسبحة الوردية}} |
{{مفصلة|المسبحة الوردية}} |
||
المسبحة الوردية المقدسة هي صلاة مريمية في الكنيسة الكاثوليكية تمثل |
المسبحة الوردية المقدسة هي صلاة مريمية في الكنيسة الكاثوليكية تمثل «مختصر الإنجيل»،<ref>الوردية، المطران فرنسيس البيسري، طبعة أولى، دار كريم للنشر، جونيه 1997، ص.2</ref> متألفة من خمسة عشر بيتًا يتأمل خمس منها في الفرح والحزن والمجد،<ref name="صلوات">[http://latinparishjer.tripod.com/rosary/rosary.htm المسبحة الوردية]، الصلوات اللاتينية، 19 تشرين أول 2010. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170706025122/http://latinparishjer.tripod.com/rosary/rosary.htm |date=06 يوليو 2017 }}</ref> وقد أضاف يوحنا بولس الثاني خمسة أسرار جديدة تتأمل في النور.<ref name="صلوات"/> |
||
أصل المسبحة الوردية يعود للقرون الوسطى،<ref name="وردية">الوردية، مرجع سابق، ص.4</ref> حين استعاض الرهبان عن تلاوة [[مزمور|مزامير داوود]] بتلاوة [[السلام عليك يا مريم|سلام ملائكي]] |
أصل المسبحة الوردية يعود للقرون الوسطى،<ref name="وردية">الوردية، مرجع سابق، ص.4</ref> حين استعاض الرهبان عن تلاوة [[مزمور|مزامير داوود]] بتلاوة [[السلام عليك يا مريم|سلام ملائكي]]، ويعود للقديس دومنيك القسمة إلى خمسة عشر بيتًا،<ref>الوردية، مرجع سابق، ص.6</ref> ثم ساهمت الرهبنة الدومينكانية التي أسسها في نشر هذه الصلاة،<ref>الوردية، مرجع سابق، ص.7</ref> ثم اختصرت إلى الثلث أي خمسة أسرار موزعة حسب أيام الأسبوع والسنة الطقسية.<ref name="وردية2">الوردية، مرجع سابق، ص.9</ref> |
||
أما عن أصل التسمية فالوردية اشتهرت قبل القديس دومنيك باسم المزامير المريمية،<ref>الوردية، مرجع سابق، ص.10</ref> ولاحقًا دعيت باسم الوردية لأنها تعاليم الكنيسة الكاثوليكية أشبه بالورود المقدمة.<ref>الوردية، مرجع سابق، ص.11</ref> اهتم البابوات المتعاقبون بالوردية فخصص لها بيوس الخامس عيدًا في [[7 أكتوبر]]،<ref name="وردية3">الوردية، مرجع سابق، ص.13</ref> وأضاف غريغوري الثالث عشر إلى ألقاب العذراء لقب “سلطانة الوردية المقدسة” سنة 1573،<ref name="وردية3"/> ثم خصص إينوسنت الحادي عشر عام 1683 شهر [[أكتوبر]] برمته لمريم سلطانة الوردية،<ref>الوردية، مرجع سابق، ص.14</ref> أما [[ |
أما عن أصل التسمية فالوردية اشتهرت قبل القديس دومنيك باسم المزامير المريمية،<ref>الوردية، مرجع سابق، ص.10</ref> ولاحقًا دعيت باسم الوردية لأنها تعاليم الكنيسة الكاثوليكية أشبه بالورود المقدمة.<ref>الوردية، مرجع سابق، ص.11</ref> اهتم البابوات المتعاقبون بالوردية فخصص لها بيوس الخامس عيدًا في [[7 أكتوبر]]،<ref name="وردية3">الوردية، مرجع سابق، ص.13</ref> وأضاف غريغوري الثالث عشر إلى ألقاب العذراء لقب “سلطانة الوردية المقدسة” سنة 1573،<ref name="وردية3"/> ثم خصص إينوسنت الحادي عشر عام 1683 شهر [[أكتوبر]] برمته لمريم سلطانة الوردية،<ref>الوردية، مرجع سابق، ص.14</ref> أما [[ليون الثالث عشر]] فقد أصدر اثني عشر إرشادًا رسوليًا{{للهامش|7}} خلال حبريته للإشادة بالوردية ودورها،<ref>الوردية، مرجع سابق، ص.20</ref> وكذلك فعل [[بيوس التاسع|البابا بيوس التاسع]] و[[بيوس الحادي عشر]] و[[بولس السادس]] وأخيرًا الإرشاد الرسولي الذي أصدره يوحنا بولس الثاني عام 2002 حول المسبحة الوردية. تعتقد الكنيسة الكاثوليكية أيضًا أن العذراء في ظهوراتها قد طلبت تلاوة الوردية بكثرة، كما حصل في ظهور لورد وظهور فاطمة وظهور سان دميانو.<ref>للتوسع في أقوال العذراء بخصوص الوردية، انظر الوردية، مرجع سابق، ص.15-18</ref> |
||
== مراجع == |
== مراجع == |
||
⚫ | |||
<div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px"> |
|||
⚫ | |||
</div> |
|||
== انظر أيضًا == |
== انظر أيضًا == |
||
* [[ماريولوجيا]] |
* [[ماريولوجيا]] |
||
* [[مريم العذراء]] |
* [[مريم العذراء]] |
||
* [[ظهورات مريمية]] |
* [[ظهور مريمي|ظهورات مريمية]] |
||
⚫ | |||
{{شريط بوابات|مسيحية|كنيسة رومانية كاثوليكية|الفاتيكان}} |
|||
{{تصنيف كومنز|Roman Catholic Mariology}} |
{{تصنيف كومنز|Roman Catholic Mariology}} |
||
⚫ | |||
⚫ | |||
{{شريط بوابات|الفاتيكان|المسيحية|الكنيسة الرومانية الكاثوليكية}} |
|||
⚫ | |||
[[تصنيف:اللاهوت والعقيدة الكاثوليكية]] |
[[تصنيف:اللاهوت والعقيدة الكاثوليكية]] |
النسخة الحالية 14:40، 16 مارس 2023
جزء من سلسلة حول |
الكنيسة الكاثوليكية |
---|
نظرة عامة |
بوابة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية |
تضيف الكنيسة الكاثوليكية بشكل خاص عددًا من العقائد الأخرى لمريم إلى جانب العقائد العامة، فهي «شريكة في الفداء» من خلال موافقتها على الحمل بيسوع عندما طلب منها الملاك جبرائيل ذلك في البشارة، إلى الجانب تفسير لوقا 2: 34-35 بما يوافق كونها شريكة في الفداء؛[1] وهي «لاهوت الكنيسة» أي الحاضرة مع الجميع المراحل الهامة في الحياة الكنيسة منذ تأسيسها إلى الآن،[1] وهي أيضًا «أيقونة الروح القدس»، لأنها الوحيدة التي حبلت من الروح القدس وليس من ذكر؛[1] بيد أن أشهر العقائد الكاثوليكية تجاه مريم هما الحبل بلا دنس والوردية المقدسة.
الانتقال إلى السماء
[عدل]عقيدة انتقال العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء تعتبر أيضًا من أهم العقائد المريمية، وهي بدورها مشتركة بين مختلف الطوائف المسيحية وإن بأشكال مختلفة. أصول هذا الاعتقاد يعود للقرون الأولى ويظهر في كتابات آباء الكنيسة،[2] والأساس الكتابي الغالب لها هو نشيد الأناشيد 2: 10.[3] ويخصص يوم 15 أغسطس لتذكار هذه المناسبة، يسبقه صوم مدته أربعة عشر يومًا؛[4] غير أن هذه العقيدة لم تبحث في مجمع، وفي الكنيسة الكاثوليكية قام البابا بيوس الثاني عشر بإعلانها عقيدة رسمية في 1 نوفمبر 1950،[5] بعد دراسة لاهوتية استمرت أربع سنوات،[2]
يأتي هذا الاعتقاد في الكنيسة الكاثوليكية متوافقًا مع الرؤية المسيحية لدواعي الموت، فالإنسان يموت بسبب الخطيئة المتوارثة منذ آدم، وبصفة أن العذراء لم ترث هذه الخطيئة الأصلية فهي بالتالي لا داعي لموتها.[6] الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والأرثوذكسية المشرقية وبعض الكنائس الكاثوليكية الشرقية يرون أن الانتقال قد تمّ بعد فترة قصيرة من وفاتها، فعندما توفيت حسب التقليد الشرقي في بستان الزيتون، وشهد الحدث من بقي حيًا من التلاميذ الاثني عشر، بعث جسدها بعد ثلاث أيام من جديد حيًا وانتقلت نفسها وجسدها إلى السماء، البعض من هذه الكنائس يرى أن جسدها انتقل إلى السماء من دون أن يبعث حيًا؛[7] تتعدد تفاصيل الروايات الأخرى باختلاف الأصول: فهي قدمت تذكارًا لتوما أحد التلاميذ الإثني عشر ممثلاً بحزام ثوبها، وبحسب القديس كيرلس الأورشليمي فإنها قد نقلت من بستان الزيتون إلى القدس ودفنت هناك،[8] وتعتقد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن الانتقال قد تمّ بعد عدة أشهر من وفاتها وليس بعد فترة وجيزة،[9] أما الكنيسة الأنجليكانية فهي ذات موقف مختلف، فهي ترى أن الإنسان يفنى بعد موته حتى يوم القيامة والعذراء هي وحدها من لم تمت روحها، أي انتقلت روحيًا لا جسديًا. تلتقي عقيدة انتقال العذراء بمختلف أشكالها مع النظرة المسيحية بكونها أولى المخلَّصين،[10] كذلك تعتبر هذه المناسبة عطلة رسمية في عدد كبير من دول العالم.[11]
البتولية الدائمة
[عدل]يعتقد المسيحيون أن مريم قد مكثت بتولاً قبل الميلاد وفي الميلاد وبعد الميلاد،[12] ويعتبر هذا الاعتقاد أحد أركان الإيمان المسيحي لدى الطوائف التي تبجل مريم العذراء وأقدمها،[13] إذ قد ظهر في الكتابات المبكرة منذ القرن الثاني ويمكن رؤية ما يؤيده في الأناجيل، وسوى ذلك فعندما دار الجدال حول تفسير متى 1/25: ولكنه لم يعرفها حتى ولدت ابنًا فسماه يسوع. أقر مجمع نيقية عقيدة الدائمة البتولية حسمًا لأي جدال فيها.[14][15]
غير أن النقاش قد فتح مجددًا في أعقاب الانشقاق البروتستانتي في القرن السابع عشر معتمدين على آية إنجيل متى ذاتها، أما الطوائف التي تقر بعقيدة البتولية الدائمة فهي ترى أن لكلمة “حتى” معاني عديدة قد يدخل بها الزمن القادم أو لا وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها كدليل نهائي (انظر الحاشية للاستزادة)؛(4) خصوصًا أن مريم لم تناد أبدًا بأنها زوجة يوسف على الرغم من أنها الصيغة الشرعية والقانونية،[16] غير أن مؤيدو نظرية عدم البتولية الدائمة للعذراء، يرون أن ما ذهب إليه إنجيل مرقس دليلاً على صحة آرائهم: أليس هذا هو النجار ابن مريم أخا يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان؟ أوليست أخواته تقيم عندنا.مرقس 9/6] بيد أن مؤيدو البتولية الدائمة يشيرون إلى أن كلمة “أخ” في المجتمعات السورية القديمة وكذلك في اللغة العبرية واللغة الآرامية تشمل جميع أبناء العائلة الواحدة لا تنحصر بالأشقاء فقط، وهكذا يدعى لوط أخًا لإبراهيم في سفر التكوين رغم كون إبراهيم عمه، يرى هؤلاء أيضًا ما يؤيد آرائهم، وهو أن اثنين من الأسماء الأربعة المذكورة في آية مرقس السابقة يذكرون في متى 56/27 أنهم أولاد مريم زوجة قلوبا إحدى قريبات مريم،[16] هناك أدلة أخرى تؤيد هذه العقيدة فعندما ضاع يسوع في الهيكل بعمر اثني عشر عامًا لا نجد ذكرًا لإخوته، وخلال نزاعه على الصليب طلب من يوحنا بن زبدي رعاية أمه، وكان من باب أولى أن يعتني بها إخوته،[17] هناك أيضًا عدد من نبؤات العهد القديم الذي وجد آباء الكنيسة أنها تشير إلى بتولية العذراء الدائمة: حزقيال 2/44، نشيد الأناشيد 12/4، أما القديس كيرلس الإسكندري ينحو منحى المقارنة للبرهان عن العقيدة: إن ملاكي القيامة لم يجسرا على الجلوس في المكان الذي وضع فيه الرب في القبر(إشارة إلى إنجيل يوحنا 12/20 حيث يذكر أن ملاكي القيامة جلسا الأول عند الرأس والآخر عند القدمين.)
سيدة الحبل بلا دنس
[عدل]تنص عقيدة الحبل بلا دنس، التي أقرها البابا بيوس التاسع عام 1854 أن العذراء مريم قد ولدت من دون أن ترث الخطيئة الأصلية، التي يرثها الجنس البشري، وذلك ليس بطاقاتها الذاتية بل باستحقاقات ابنها يسوع المسيح،[18] إنما بنوع فريد قبل تبشيره وصلبه، وذلك منذ اللحظة الأولى التي تشكلت بها في بطن أمها؛[19] والهدف من العقيدة هو تبرئة العذراء من أي علاقة بالخطيئة؛ أي أنها طاهرة تماماً ليس لها خطية أصلية أو شخصية منذ اللحظة الأولى التي حبل بها وحتى وجودها كإنسان، نظراً للمكانة التي ستحتلها مريم،[18] فعصمتها كاملة.
ترى الكنيسة الكاثوليكية أيضًا عدة شواهد من الكتاب المقدس تؤيد العقيدة مثل نشيد الأناشيد 7/4، يعتقد المسيحيون أن النبؤة السابقة تتعلق بمريم وبصفة أن لا عيب فيها، فمن ضمن العيوب الخطيئة الأصلية؛[20] وكذلك وصفها بالممتلئة نعمة في لوقا 28/1 فالامتلاء من النعم يشمل التخلص من الخطيئة الأصلية. هناك عدد آخر من الشواهد يرتكز على سفر حكمة يشوع ابن سيراخ وغيره من أسفار العهد القديم.[20] إضافة إلى كتابات آباء الكنيسة الأوائل.[18]
وفي حين رفضت الكنائس الأرثوذكسية المشرقية هذه العقيدة، فإنّ الأرثوذكسية الشرقية رفضت التشريع البابوي بوصف الحبل بلا دنس جزء من الإيمان ولا تحتاج لتحديد عقيدي خاص، أما مصلحو البروتستانتية ومنهم مارتن لوثر فقد قبل بالحبل بلا دنس وعصمة مريم،[21][22] غير أن سائر البروتستانت فيرون أن العقيدة تدخل في إطار المهاترات اللاهوتية.[23]
سلطانة السماء والأرض
[عدل]على الرغم من اختلاف المعتقدات المسيحية بكيفية انتقال العذراء إلى الملكوت، فإنها تجمع أنها قد باتت ملكة مكرمة فيها، ويشير البعض سفر المزامير: «جعلت الملكة عن يمينك بذهب وفير»،مزمور 9/45] بوصفها نوع من النبؤة، أما الأساس الكتابي هو ما ورد في سفر الرؤيا: «امرأة لابسة الشمس والقمر تحت قدميها وعلى رأسها تاج من اثني عشر نجمًا».رؤيا 1/12] ولذلك تلقب مريم العذراء باسم ملكة السماء.[24]
ويرتبط مفهوم سلطانة السماء والأرض بمفهوم الشفاعة «الصلاة للذين هم على الأرض». ويتضح دورها كشفيعة في العهد الجديد من خلال دورها في عرس قانا الجليل، حيث لعبت المحرك الأساس لاجتراح المعجزة.[25] كذلك يتضح دورها كشفيعة في الظهورات المريمية اللاحقة التي يؤمن المسيحيون بصحة وقوعها،[26] غير أنّ مفهوم شفاعة العذراء هي شفاعة عامة وليست شفاعة المسيح الكفارية(5)؛[10] وقد طوبت مريم كسلطانة للسماء والأرض مرات عديدة منذ آباء الكنيسة حتى أعاد البابا بيوس الثاني عشر في 1 ديسمبر 1942: «تكريس العالم أجمع لقلب مريم؛ وأعلن بأن تكريس العالم لقلب مريم الأقدس يعني تكريس العالم لمحبة مريم العذراء».[26]
هناك أيضًا التكريس المحلي عندما تكرّس بلد أو منطقة ما للعذراء بغرض نيل شفاعتها في المعتقدات المسيحية، كتكريس بلجيكا،[27] وتكريس المكسيك،[28] وتكريس لبنان على يد البطريرك إلياس حويك.[29] تضيف الكنيسة الكاثوليكية بأن مريم هي سلطانة المطهر، كما أعلن البابا بيوس الحادي عشر سنة 1930.[30]
ثيوتوكس: والدة الإله
[عدل]نعظمك يا أم النور الحقيقي، ونمجدك أيتها العذراء القديسة، يا والدة الإله، يا ثيوتوكوس، لأنك ولدت مخلص العالم، فأتى وخلص نفوسنا. |
—قانون إيمان مجمع أفسس 431.[31] |
لا يمكن اعتبار رفض نسطور بطريرك القسطنطينية تسمية مريم والدة الله، مرتبطًا بها بشكل مباشر، بل إن نسطور وكذلك الكنائس التي لا تزال تتبع عقيدته وهي كنيسة المشرق الآشورية وكنيسة المشرق القديمة يقرون مبدأ تبجيل العذراء وإكرامها؛ غير أن الخلاف الناشئ حول اللقب يأت من الخلاف حول يسوع نفسه؛[10] آمن نسطور كسائر المسيحيين بالثالوث الأقدس لكنه رفض اعتبار الابن ثاني الأقانيم الإلهية حسب المعتقدات المسيحية هو يسوع، بل ظهر الابن أو تجلى في يسوع وقت العماد، وبناءً على نظرته نحو يسوع وجد نسطور أن لقب “والدة الله” يعتبر هرطوقيًا وأنه يجب استبداله بلقب “والدة المسيح”.[32]
عندما أدان مجمع أفسس عام 431 العقيدة النسطورية أقر رسميًا استعمال لفظ «ثيوتوكوس» (باليونانية: Θεοτόκος) للإشارة إلى مريم العذراء، تترجم في اللغة العربية غالبًا بوالدة الله أو أم الله أو والدة الإله، وتعني حرفيًا في اللغة اليونانية مانحة الإله. أضاف المجمع أيضًا القسم الأخير من السلام الملائكي الصلاة الأشهر للعذراء في المسيحية، وهو: يا قديسة مريم، يا والدة الله، صلّي لأجلنا نحن الخطأة الآن وفي ساعة موتنا. آمين. كإقرار من آباء الكنيسة بمصطلح والدة الله وبعقيدة شفاعة العذراء.[33]
لا يشير المصطلح في العقيدة المسيحية إلى أن العذراء ذات طبيعة إلهية أو أنها إله لكونها قد أنجبت الإله، بل يشير أنها حبلت وأنجبت بيسوع الذي هو وفق المعتقدات المسيحية إله منذ الأزل، ولكونها قد حبلت بالإله تستحق أن تنادى والدة الله، وقد دعيت به صراحة في لوقا 46/1 وورد أيضًا في مجمع الإسكندرية المحلي الذي انعقد عام 320 لإدانة الآريوسية.[10]
الوردية المقدسة
[عدل]المسبحة الوردية المقدسة هي صلاة مريمية في الكنيسة الكاثوليكية تمثل «مختصر الإنجيل»،[34] متألفة من خمسة عشر بيتًا يتأمل خمس منها في الفرح والحزن والمجد،[35] وقد أضاف يوحنا بولس الثاني خمسة أسرار جديدة تتأمل في النور.[35]
أصل المسبحة الوردية يعود للقرون الوسطى،[36] حين استعاض الرهبان عن تلاوة مزامير داوود بتلاوة سلام ملائكي، ويعود للقديس دومنيك القسمة إلى خمسة عشر بيتًا،[37] ثم ساهمت الرهبنة الدومينكانية التي أسسها في نشر هذه الصلاة،[38] ثم اختصرت إلى الثلث أي خمسة أسرار موزعة حسب أيام الأسبوع والسنة الطقسية.[39] أما عن أصل التسمية فالوردية اشتهرت قبل القديس دومنيك باسم المزامير المريمية،[40] ولاحقًا دعيت باسم الوردية لأنها تعاليم الكنيسة الكاثوليكية أشبه بالورود المقدمة.[41] اهتم البابوات المتعاقبون بالوردية فخصص لها بيوس الخامس عيدًا في 7 أكتوبر،[42] وأضاف غريغوري الثالث عشر إلى ألقاب العذراء لقب “سلطانة الوردية المقدسة” سنة 1573،[42] ثم خصص إينوسنت الحادي عشر عام 1683 شهر أكتوبر برمته لمريم سلطانة الوردية،[43] أما ليون الثالث عشر فقد أصدر اثني عشر إرشادًا رسوليًا(7) خلال حبريته للإشادة بالوردية ودورها،[44] وكذلك فعل البابا بيوس التاسع وبيوس الحادي عشر وبولس السادس وأخيرًا الإرشاد الرسولي الذي أصدره يوحنا بولس الثاني عام 2002 حول المسبحة الوردية. تعتقد الكنيسة الكاثوليكية أيضًا أن العذراء في ظهوراتها قد طلبت تلاوة الوردية بكثرة، كما حصل في ظهور لورد وظهور فاطمة وظهور سان دميانو.[45]
مراجع
[عدل]- ^ ا ب ج مريم أم يسوع للأب إيلي طربيه، جمعية التعليم المسيحي بحلب، 21 تشرين أول 2010. نسخة محفوظة 06 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ ا ب انتقال العذراء بالنفس والجسد إلى السماء نسخة محفوظة 17 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.، كنيسة الإسكندرية الكاثوليكي، 13 تشرين أول 2010: هناك أيضًا شهادات أخرى عديدة في تفسير بضعة آيات من رؤيا يوحنا وكذلك شهادات مختلف آباء الكنيسة كالقديس توما الإكويني. [وصلة مكسورة] "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2020-02-17. اطلع عليه بتاريخ 2020-04-13.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link) - ^ تأملات في انتقال العذراء إلى السماء، كنيسة الإسكندرية الكاثوليكي، 13 تشرين أول 2010. نسخة محفوظة 17 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين. "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2020-02-17. اطلع عليه بتاريخ 2020-04-13.
{{استشهاد ويب}}
: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link) - ^ صوم وتكريم العذراء مريم، الأنبا تكلا، 13 تشرين أول 2010. نسخة محفوظة 09 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ انتقال العذراء مريم بالنفس والجسد، مؤسسة صفحات مريم، 13 تشرين أول 2010. نسخة محفوظة 26 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ انتقال مريم العذراء إلى السماء بالنفس والجسد- البابا بيوس الثاني عشر، مجد مريم، 13 تشرين أول 2010. نسخة محفوظة 12 مارس 2013 على موقع واي باك مشين.
- ^ Bishop Kallistos (Ware) of Diokleia, in: Festal Menaion [London: Faber and Faber, 1969], p. 64.
- ^ نياحة العذراء وإصعاد جسدها الطاهر، الأنبا مكاريوس، 13 تشرين أول 2010. نسخة محفوظة 26 فبراير 2015 على موقع واي باك مشين.
- ^ العذراء مريم في السنكسار القبطي، الأنبا تكلا، 13 تشرين أول 2010. نسخة محفوظة 15 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ ا ب ج د مريم العذراء، المطران كيرلس سليم بسترس، 13 تشرين أول 2010. نسخة محفوظة 08 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ انظر القائمة الكاملة لعطل 15 أغسطس، العطل الرسمية، 13 تشرين أول 2010. نسخة محفوظة 23 أغسطس 2009 على موقع واي باك مشين.
- ^ مورد العابدين، مرجع سابق، ص.493
- ^ دوام بتولية العذراء، الأنبا تكلا، 11 تشرين أول 2010. نسخة محفوظة 05 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ المجمع الباسيلي والمجامع المسكونية، كنيسة الزيتون، 11 تشرين أول 2010. نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- ^ انظر قرارات مجمع نيقيا الأول، الموسوعة العربية: نؤمن بإله واحد، 11 تشرين أول 2010. نسخة محفوظة 18 يناير 2012 على موقع واي باك مشين.
- ^ ا ب مدخل إلى العهد الجديد، مرجع سابق، ص. 93
- ^ الحبل بلا دنس البتولية الدائمة، جمعية التعليم المسيحي بحلب، 11 تشرين أول 2010. نسخة محفوظة 06 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ ا ب ج الحبل بلا دنس، جمعية التعليم المسيحي في حلب، 14 تشرين أول 2010. نسخة محفوظة 06 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ الحبل بالعذراء القديسة مريم، مؤسسة صفحات مريم، 14 تشرين أول 2010. نسخة محفوظة 20 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ ا ب عقيدة الحبل بلا دنس، موقع الأب الدكتور أوغوسطينوس موريس، 21 تشرين أول 2010. نسخة محفوظة 5 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ الحبل بلا دنس، كنيسة الإسكندرية الكاثوليكي، 21 تشرين أول 2010. نسخة محفوظة 16 مارس 2009 على موقع واي باك مشين.
- ^ عقيدة الحبل بلا دنس في رأي البروتستانت، كنيسة مار جرجس، 21 تشرين أول 2010. نسخة محفوظة 14 أغسطس 2014 على موقع واي باك مشين.
- ^ عقيدة انتقال العذراء بالجسد والنفس إلى السماء، موقع لينجا، 21 تشرين أول 2010. نسخة محفوظة 13 أغسطس 2014 على موقع واي باك مشين.
- ^ عيد مريم العذراء الملكة، مؤسسة صفحات مريم، 13 تشرين أول، 2010. نسخة محفوظة 16 أبريل 2015 على موقع واي باك مشين.
- ^ معجزة عرس قانا الجليل، كيرلس السادس، 13 تشرين أول 2010. [وصلة مكسورة] [https://web.archive.org/web/20120402040047/http://popekirillos.net/forum/index.php?topic=3096.0 نسخة محفوظة 02 أبريل 2012 على موقع واي باك مشين.
- ^ ا ب سر العذراء في بلدة فاطمة، مرجع سابق، ص.320
- ^ سيدة بوارين، أنا العذراء النقية، مؤسسة صفحات مريم، 13 تشرين أول 2010. نسخة محفوظة 29 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ سيدة غوادالوبي، راعية الأمريكيتين، مؤسسة صفحات مريم، 13 تشرين أول 2010. نسخة محفوظة 19 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ مورد العابدين، مرجع سابق، ص.325 (بتصرف).
- ^ مورد العابدين، مرجع سابق، ص.416
- ^ المجامع المسكونية المقدسة، مجمع أفسس الأول نسخة محفوظة 05 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ النسطورية ورسائل القديس كيرلس، الأنبا بشوي، 13 تشرين أول 2010. نسخة محفوظة 06 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ العذراء مريم أم يسوع وكيفية إكرامها، الإسكندرية الكاثوليكي، 13 تشرين أول 2010. نسخة محفوظة 13 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين. "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2020-04-13. اطلع عليه بتاريخ 2020-04-13.
- ^ الوردية، المطران فرنسيس البيسري، طبعة أولى، دار كريم للنشر، جونيه 1997، ص.2
- ^ ا ب المسبحة الوردية، الصلوات اللاتينية، 19 تشرين أول 2010. نسخة محفوظة 06 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ الوردية، مرجع سابق، ص.4
- ^ الوردية، مرجع سابق، ص.6
- ^ الوردية، مرجع سابق، ص.7
- ^ الوردية، مرجع سابق، ص.9
- ^ الوردية، مرجع سابق، ص.10
- ^ الوردية، مرجع سابق، ص.11
- ^ ا ب الوردية، مرجع سابق، ص.13
- ^ الوردية، مرجع سابق، ص.14
- ^ الوردية، مرجع سابق، ص.20
- ^ للتوسع في أقوال العذراء بخصوص الوردية، انظر الوردية، مرجع سابق، ص.15-18